
شبكة النبأ: رغم استجابة حكومة اقليم
كردستان العراق لضغوط دعت الى الحد من التقاعس في مواجهة حزب العمال
الكردستاني وكذلك التحركات الجدية من جانب الحكومة العراقية لاحتواء
الازمة مع تركيا وتحويلها الى مسار التفاوض والتحاور بدلا من لغة
التهديد إلا ان المدنيين الاكراد الذين يعيشون في قرى على الحدود
التركية العراقية يشعرون بقلق بالغ على مصيرهم اذا ما فشلت الجهود
التفاوضية وحل محلها دوي القصف المدفعي والصاروخي التركي.
ويخشى سكان قرى كردية يعيشون على الجبال بامتداد الحدود التركية
العراقية أن حياتهم سوف تتهدد اذا ما أرسلت أنقرة قوات الى شمال العراق
للقضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني المختبئين هناك.
وقال محمد جون (25 عاما) وهو مسؤول في ادارة قرية شنوبا، نحن نعيش
على هذه الحدود. شئنا أم أبينا فسوف نمزق اذا كانت هناك عملية عبر
الحدود.
وأضاف، الجيش يطلق بالفعل المدفعية ويمكن أن تسقط قذيفة في وسط
القرية. هل نريد المزيد من هذا.
واجتاحت فرق من الجنود الطريق الذي يمر عبر قرية شنوبا بحثا عن أي
قنابل أو ألغام وضعها المتمردون قبل وصول مجموعة أخرى من السيارات
العسكرية والمدفعية المتجهة الى الحدود. بحسب رويترز.
وقال سافاس بابات وهو عامل شاب، لا نريد حزب العمال الكردستاني ولا
نريد الجيش. لا نريد رصاصاتهم أو قنابلهم.
وأضاف، لا توجد فرص عمل ونحن فقراء بالفعل وأنا متأكد من أن الناس
على الحدود المقابلة بنفس القدر من الفقر. لماذا المزيد من العنف.
وقال جون ان الاسعار المحلية للطحين ارتفعت نحو 20 في المئة منذ بدأ
الحديث عن القيام بعملية عبر الحدود.
وكشف بعض سكان المنطقة عن دعم لحزب العمال الكردستاني في تحد
للحكومة التركية رغم أن هجمات المتمردين سببت زيادة في الفقر من خلال
جعل المستثمرين يحجمون عن العمل في جنوب شرق تركيا.
وقال محمود جيك (43 عاما) وهو عامل في ديار بكر، انهارت العلاقات
(بين الاكراد والاتراك). الطريق الوحيد الان أمام الاكراد هو اقامة
دولتهم.
ومضى يقول، اذا لزم الامر سوف أمسك بسلاحي وأخرج للشارع وأحارب
(القوات التركية).
وتتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني بمسؤوليته عن سقوط أكثر من 30
ألف قتيل منذ أن بدأت الجماعة حملتها المسلحة لاقامة وطن للاكراد في
جنوب شرق تركيا عام 1984. وقتل نحو 40 جنديا في هجمات للمتمردين خلال
الشهر المنصرم وحده.
أمريكا غير سعيدة بالتقاعس الكردي
من جهتها أعربت الولايات المتحدة عن استيائها ازاء امتناع الحكومة
الاقليمية الكردية في شمال العراق عن تلجيم المتمردين الاكراد الذين
شنوا هجمات داخل تركيا مما أسفر عن مقتل عشرات الجنود.
وقال ديفيد ساترفيلد المنسق الامريكي لشؤون العراق وهو مستشار رفيع
لوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان بيانات الادانة التي
أصدرتها الحكومة الاقليمية الكردية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني
كانت جيدة ولكنها ليست كافية. بحسب رويترز.
وأضاف لمجموعة من الصحفيين، هناك حاجة لتحرك هنا وقد مر وقت طويل
دونما تحرك ملموس ضد هذه الجماعة الارهابية.. هذا ليس شيئا تجهله
القيادة الكردية من وجهة نظرنا.. نحن غير سعداء بعدم التحرك ضد حزب
العمال الكردستاني.
وجاءت تصريحات ساترفيلد قبيل اعلان رئيس الوزراء العراقي نوري
المالكي في بغداد أن مكاتب حزب العمال الكردستاني ستغلق وستكون هناك
جهود بهدف منعه من العمل في العراق.
وقال ساترفيلد، نحن لا نعتقد أن عملية عبر الحدود ستخدم مصلحة أي
طرف.. الكردي أو العراقي أو التركي.
وسئل ساترفيلد عما اذا كانت الولايات المتحدة أوصت بأن تتخذ الحكومة
الاقليمية الكردية في شمال العراق خطوات محددة وعما اذا كانت تلك
الخطوات تشمل شن عمل عسكري ضد حزب العمال الكردستاني فامتنع ساترفيلد
عن الخوض في التفاصيل.
وأضاف، لن أخوض في التفاصيل. ولكنه قال ان هناك عددا متصاعدا من
الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني مما يتعين أن يدفع القيادة
الكردية للتحرك.
حزب العمال الكردستاني ابرز مشكلة
تواجهها تركيا منذ 1984
بدأ حزب العمال الكردستاني المحظور بشن اول هجماته الدامية في تركيا
قبل 23 عاما.
وحزب العمال الكردستاني الذي تاسس عام 1978 اطلق في 15 اب/اغسطس
1984 نضاله المسلح ضد السلطة المركزية من اجل اقامة دولة كردية مستقلة
في جنوب شرق الاناضول وجعل بذلك من المسالة الكردية ابرز مشكلة لتركيا.
وبحسب حصيلة رسمية فان اعمال العنف المرتبطة بالنزاع اوقعت منذ ذلك
الحين اكثر من 37 الف قتيل. بحسب فرانس برس.
وتنسب السلطات التركية ايضا الى حزب العمال الكردستاني عدة اعتداءات
بالقنابل وقعت في اسطنبول ومنتجعات بحرية في غرب تركيا. ويرفض الحزب
هذه الاتهامات ويشير الى انها من صنع مجموعة متطرفة خارجية عن سيطرته.
وقد تحولت مطالب حزب العمال الكردستاني في سبيل الحصول على استقلال
المنطقة الكردية في تركيا الى مطالب بالحكم الذاتي في اطار نظام فدرالي
والعفو عن المتمردين لضمان مشاركتهم في الحياة السياسية والافراج عن
زعيمهم عبد الله اوجلان المعتقل في سجن جزيرة ايمرالي في شمال غرب
تركيا.
وبعد اعتقال زعيم الحزب عبد الله اوجلان في كينيا بعد اشهر على
ابعاده من سوريا والحكم عليه بالاعدام الذي خفف الى السجن المؤبد عام
1999 تخلى حزب العمال الكردستاني عن المطالبة بالاستقلال واعلن وقفا
لاطلاق النار من جانب واحد لم تعترف به انقرة ابدا.
واستقر حوالى 3500 ناشط في شمال العراق من حيث يتسللون الى الاراضي
التركية لشن هجمات بحسب انقرة التي تهددهم برد عسكري عى الاراضي
العراقية.
وقتل 32 متمردا في اعنف اشتباكات تحصل في السنوات الماضية مع القوات
المسلحة بعدما شنوا هجوما ادى الى مقتل 12 عسكريا فجر الاحد في محافظة
هكاري على الحدود مع العراق.
وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة والولايات المتحدة
والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية تم حله في نيسان/ابريل 2002 واصبح
اسمه "كاديك" (المؤتمر من اجل الحرية والديموقراطية في كردستان) ثم
كونغرا-جل قبل ان يقرر عام 2005 استعادة اسمه الاصلي.
ويتواجد كل الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في مخيمات تقع في
كردستان العراق فيما يمثل الجناح السياسي سياسون اكراد مقيمون في
المنفى في دول اوروبية لا سيما في بلجيكا.
ورغم ان اوجلان لا يزال يحظى بنفوذ لدى حزب العمال الكردستاني الذي
حكمه بيد من حديد الا ان مساعديه السابقين مثل شقيقه عثمان تخلوا عنه
بعد سجنه.
وابرز قائد عسكري لحزب العمال الكردستاني هو مراد كارايلان ويجسد
الجناح المتشدد لحزب العمال الكردستاني وهو موجود ايضا في شمال العراق.
اقليم كردستان العراق
تتمتع منطقة كردستان في شمال العراق بالحكم الذاتي منذ 1991 وهو
تاريخ دخول الاقليم في ظل الحماية الاميركية بعد حرب الخليج الثانية.
بحسب فرانس برس.
الوضع الجغرافي: يضم اقليم كردستان العراق ثلاث محافظات هي: دهوك
واربيل والسليمانية على مساحة حوالى 75 الف كلم مربع. تحده تركيا من
الشمال وايران من الشرق.
عدد سكانه بين اربعة وخمسة ملايين شخص.
عاصمته اربيل.
ينتمي سكانه الى الدين الاسلامي وغالبيتهم من السنة.
تاريخ/سياسة: في 1991 بعد الهزيمة العراقية في حرب الخليج انتفض
اكراد العراق وسارعت بغداد الى قمع الانتفاضة ما تسبب بنزوح مئات الوف
الاشخاص نحو ايران وتركيا. واقامت قوات التحالف المناهضة للنظام
العراقي منطقة حماية في كردستان العراق.
وحصلت انتخابات تشريعية في الاقليم في 1992 انشىء بموجبها برلمان
يتقاسم عضويته بالتساوي الحزبان الكرديان المتنافسان الحزب الديموقراطي
الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة
جلال طالباني وحكومة لم يتم الاعتراف بها دوليا.
ويسيطر الحزب الديموقراطي الكردستاني على شمال الاقليم بينما يتولى
الاتحاد الوطني الكردستاني الاشراف على الجنوب.
ونشب نزاع مسلح بين الحزبين في 1994 ما تسبب بشلل المؤسسات ومقتل
حوالى ثلاثة الاف شخص.
ونفذت القوات المسلحة الايرانية والعراقية والتركية بشكل خاص عمليات
توغل في الشمال العراقي بدعم في كل مرة من فصيل كردي معين. في 1996
نفذت بغداد عملية عسكرية في كردستان لمساعدة الحزب الديموقراطي
الكردستاني على استعادة اربيل.
ووقع طالباني وبارزاني في 1998 "اتفاق سلام" في واشنطن ثم اتفاقا في
2002 اعاد الحياة الى البرلمان الموحد.
في 2003 تحالف الاكراد مع القوات الاميركية في حربها من اجل الاطاحة
بالدكتاتور صدام ما اتاح لها دخول كركوك المدينة الغنية بالنفط والتي
تعرضت لحملة قسرية في ظل نظام صدام من اجل نزع طابعها الكردي.
ويطالب الاكراد بهذه المدينة التي عادوا يشكلون الغالبية فيها كما
يطالبون باستفتاء حول هذا الموضوع.
في حزيران/يونيو 2005 انتخب البرلمان العراقي مسعود بارزاني رئيسا
لاقليم كردستان.
وكان جلال طالباني انتخب رئيسا للعراق في نيسان/ابريل.
ووقع طالباني وبارزاني في كانون الثاني/يناير 2006 اتفاقا لاقامة
ادارة موحدة. وتم تشكيل حكومة في ايار/مايو من السنة نفسها.
وتحول كردستان العراق البعيد نسبيا عن اعمال العنف التي تجتاح
العراق منذ الاجتياح الاميركي الى ملجأ للعراقيين.
اقتصاد: يعيش اكراد العراق من التجارة عبر الحدود مع تركيا من جهة
وايران من جهة ثانية.
وتبلغ نسبة احتياطي النفط الذي ثبت وجوده في كردستان 2,9% فقط من
كمية النفط في الاراضي العراقية البالغة 115 مليار برميل. والاحتياطي
النفطي العراقي هو الثالث في العالم الا ان الخبراء يتوقعون العثور على
كميات جديدة. |