مع تبديل الواجهات: النزاع الأمريكي الايراني يزداد سخونة 

شبكة النبأ: رغم خطورة ما آل اليه الوضع بين ايران وامريكا إلا ان التغيرات الاخيرة في الواجهة الرسمية الايرانية تدل على تمسك كبير بالخط الذي انتهجته ادارة الرئيس احمدي نجاد في التعامل مع الغرب بشان الازمة النووية وخاصة اذا ما عرفنا ان التغييرات آلت الى اشخاص اكثر قربا للحكومة الايرانية مما يشير الى صلابة اكبر في موقف الجمهورية الاسلامية الذي يشدد على احقية امتلاك التكنولوجيا النووية كحق شرعي دون الالتفات للتهديدات الامريكية.

وذكرت وكالة الانباء الإيرانية الطلابية ان نائبين إيرانيين نافذين اكدا ان وزير الخارجية منوشهر متكي قدم مساء الثلاثاء استقالته الى الرئيس محمود احمدي نجاد.

وقال كاظم جلالي، حسب معلومات سمعناها، قدم متكي استقالته الى الرئيس. واكد النائب رضا طلائع نيد هذه المعلومات ايضا. والنائبان عضوان في لجنة الشؤون الداخلية والامن القومي.

من جهتها، لم تدل وزارة الخارجية الإيرانية التي اتصلت بها وكالة فرانس برس، باي تعليق. وتحدثت وكالة الانباء شبه الرسمية (مهر)عن احتمال ان يعين احمدي نجاد سعيد جليلي مسؤولا بالانابة عن وزارة الخارجية.

وكانت الحكومة الإيرانية اعلنت استقالة علي لاريجاني من منصب سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي المكلف الملف النووي وتعيين سعيد جليلي القريب من احمدي نجاد في مكانه.

وقالت (مهر)  ان شائعات في مجلس الشورى تتحدث عن احتمال اجراء تغييرات اخرى في الحكومة.

ونفى الرئيس الإيراني اشاعة استقالة متكي.

ونسبت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية (ارنا )الى احمدي نجاد قوله، ان السيد متكي يداوم نشاطه بحيوية كثيرة وانه اليوم كان حاضرا في اجتماع مجلس الوزراء.

ونسبت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية(ارنا )الى متكي قوله، اننا وفقا لتوجيهات سماحة القائد( علي خامنئي ) واصوات الشعب والطريق الذي اختارته الحكومة مكلفون لنكون في خدمة اهداف النظام والثورة في اطار سياسات الحكومة وان لنا عزما راسخا بهذا الصدد.

ونفى محمد علي شهيدي احد مساعدي وزير الخارجية الإيراني انباء استقالته. وقال شهيدي ان المعلومات عن استقالة منوشهر متكي خاطئة وسيبقى في منصبه ليخدم الشعب والنظام في الجمهورية الاسلامية.

الخلافات الداخلية

من جانب آخر، قال الباحث الفرنسي فرنسوا جيريه الخبير في الشؤون الإيرانية ومؤلف كتاب، إيران والنووي، الهواجس الفارسية، ان الخلافات الداخلية في إيران ستجعل المفاوضات بشأن الملف النووي لطهران اكثر صعوبة.

وأضاف ان إيران تعيش اليوم عملية نزاعات داخلية تمهيدا للانتخابات التشريعية التي ستجرى في مارس. وحسب نتائج الانتخابات، قد يكون من الممكن اقصاء الرئيس.

المشكلة هي ان احمدي نجاد لن يسمح باستبعاده بسرعة ويقف وراءه اشخاص اقوياء وخصوصا في حرس الثورة الاسلامية (الجيش العقائدي للنظام).

واعتبر جيلالي استقالة لاريجاني بأنها لا تفسر في سياق المفاوضات بقدر ما تفسر في سياق النزاع الداخلي بين مجموعة احمدي نجاد التي تفقد التأييد تدريجيا وفصيل محافظ معتدل يعتبر ان طرق الحوار مع الغرب يجب ان تبقى مفتوحة.

وقد لا تكون هذه الاستقالة في نهاية المطاف اكثر من تحرك تكتيكي لا يبعد علي لاريجاني من اللعبة بل يجعله في وضع مختلف.

وأكد، ان معالجة الملف النووي الإيراني صعبة جدا لاننا ندخل مرحلة لا نعرف خلالها الى من نتحدث في طهران ومن يملك سلطة القرار الفعلية. الوضع معطل بلعبة المنافسات الداخلية على السلطة.كل تيار إيراني يعلن في الاشهر المقبلة تأييده للحوار ولاخذ قرارات مجلس الامن الدولي في الاعتبار سيعتبر خائنا من قبل الفصيل الآخر.

جليلي ولاريجاني

وكان المفاوضون الإيرانيون والاتحاد الاوروبي قالوا أنهم يأملون في عقد جولة جديدة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني خلال الاسابيع القليلة القادمة بعد اجتماع وصفه الجانبان بأنه بناء.

وغطى على الاجتماع الاول الذي عقد أمس الأول بين الدبلوماسيين الغربيين وسعيد جليلي الرئيس الجديد للوفد الإيراني في المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي رفض الرئيس الإيراني مجددا تعليق تخصيب اليورانيوم وهو المطلب الرئيسي لمجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وقال جليلي الذي رافقه المفاوض النووي الإيراني المنتهية ولايته علي لاريجاني في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع الممثل الاعلى لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في العاصمة الايطالية روما ان طهران تؤيد الحوار والتفاوض وترى في المحادثات فرصة لاقامة روابط أفضل مع أوروبا.

قلق إسرائيلي غربي

من جانب آخر، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ان قلقا كبيرا يسود الاوساط الاستخبارية الغربية والامريكية من احتمال نقل كوريا الشمالية مواد نووية تساعد إيران على امتلاك قنبلتها النووية خلال اشهر معدودة في حال صح توقعهم.

وقالت الصحيفة ان القلق الامريكي والغربي جاء في اعقاب الانباء التي تحدثت عن قصف إسرائيل مفاعلا نوويا في سورية من انتاج كوريا الشمالية ما طرح السؤال حول احتمال ان تكون إيران قد سلكت طريقا قصيرا نحو القنبلة النووية فيما يركز العالم انتباهه على منعها من انتاج قنبلة محلية عبر تخصيب اليورانيوم.

واضافت الصحيفة ان محافل استخبارية غربية تجري اعادة تقييم للوضع بشان المسألة النووية الإيرانية لتحديد مدى قرب إيران من امتلاك سلاح نووي يعتمد على مادة "البلوتونيوم" وذلك في ضوء امكانية نقل كوريا الشمالية وسائل متقدمة لانتاج مثل هذه القنبلة كما ساعدت سورية في مشروعها النووي المفترض.

تدمير إسرائيل

إلى ذلك قال عضو الكنيست الإسرائيلي ايسحاق بن إسرائيلي أن قنبلة نووية من النوع الذي تطوره إيران لا يمكنه تدمير إسرائيل لكنها بالاشعاع ستؤدي الى القتل بمساحة قطرها 500 متر وفي هذه المساحة يسكن من 20 الى 30 ألف إسرائيلي لكنها لن تدمر الدولة كلها.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن بن إسرائيلي قوله، اذا كانت هذه الأقوال تطمئن الجمهور الإسرائيلي، فعلينا أن نضع في حسابنا أن إيران نووية هي تهديد استراتيجي لا يمكن تحمله وعلى إسرائيل أن تعمل كل شيء لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية.

ورفض بن إسرائيلي الجنرال المتقاعد والذي تولى عدة مناصب منها قسم العمليات بالجيش الإسرائيلي والاستخبارات والتطوير خاصة في سلاح الجو الإسرائيلي، بشكل مطلق فكرة الردع النووي المتبادل بين إيران وإسرائيل.

وقال، في منطقة مضطربة لا يوجد لاعبون فقط وانما هناك عدة لاعبين آخرين مع وجود دولة مستعدة أن تدفع ثمنا كبيرا من أجل تدمير دولة إسرائيل، في اشارة الى إيران، لذلك فاذا وقع هذا الأمر (امتلاك إيران السلاح النووي) فان إسرائيل ستكون قد واجهت أكثر أيامها سوءا.

احمدي نجاد يقلل من اهمية التهديدات

من جهته قلل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من شأن التهديدات بفرض عقوبات وشن عمليات عسكرية على بلاده على خلفية برنامجها النووي وذلك غداة اللقاء بين مندوبي ايران والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا في روما. بحسب فرانس برس.

وجدد احمدي نجاد اقتناعه بان الولايات المتحدة لن تشن هجوما على ايران لحملها على وقف برنامجها النووي.

وقال لدى خروجه من مجلس الوزراء، العدو غاضب. انهم يرسمون خارطة ايران على الجدار ويقذفونها بالسهام ثم يقولون انهم سيهاجمون ايران.

كذلك قلل من شأن قرار ثالث قد يصدر عن مجلس الامن لتشديد العقوبات على ايران. وقال ان ما تبقى من الملف النووي لدى مجلس الامن مجرد قصاصات ورق بلا قيمة.

واضاف، يمكنهم ان يضيفوا اليها قصاصات ورق اخرى لكن هذا لن يؤثر في ارادة الشعب الايراني.

ويؤكد القادة الايرانيون وفي طليعتهم احمدي نجاد والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي باستمرار ان ايران لن ترضخ للضغوط الدولية التي تمارس عليها لارغامها على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم.

وقال احمدي نجاد ان بلاده مستعدة للاستماع الى كل الاقتراحات غير انها لن تتنازل عن حقوقها النووية.

وحل جليلي في نهاية الاسبوع الماضي محل لاريجاني في منصب امين المجلس الاعلى للامن القومي وكبير المفاوضين في الملف الايراني.

واعتبر محللون ان هذا التبديل يحمل بصمات احمدي نجاد وخصوصا ان جليلي يعتبر قريبا منه اكثر من لاريجاني.

وقلل الرئيس من اهمية هذه الفرضية مذكرا بان لاريجاني قدم استقالته ثلاث مرات قبل ان تقبل اخيرا ومؤكدا انهما يبقيان صديقين. واضاف، انا من يعلن الخط الواجب اتباعه والسياسة المعتمدة منذ عامين لن تتغير.

 رايس: الولايات المتحدة ستقضي على أنشطة ايران في العراق

من جهة اخرى قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس إن الولايات المتحدة ستقضي على أنشطة ايران "الخبيثة" في العراق وإنها تعمل بصورة سريعة لاتخاذ المزيد من الاجراءات العقابية ضد طهران.

وقالت رايس التي كانت تتحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إن واشنطن تبحث عن كثب في اجراءات جديدة ضد طهران التي تتهمها الولايات المتحدة بإذكاء العنف في العراق والسعي لانتاج قنبلة ذرية.

ومضت تقول، احدى التدابير الافضل لدينا وهي اقتراح بسيط حقا يقضي بوجوب ألا تكون ايران قادرة على استخدام النظام المالي الدولي لنقل مكاسبها الشريرة من الانتشار النووي أو الارهاب في أنحاء العالم.

ومضت تقول عن العقوبات الجديدة ضد طهران، نعمل بسرعة لجعل بعض من هذه جاهزة. ولم تقدم تفاصيل عن موعد أو ما هي الإجراءات التي سيتم فرضها.

غير أن المسؤولين الامريكيين يقولون إن إدارة بوش على وشك أن تفرض قيودا مالية على قوة القدس وهي قوة نخبة تابعة للحرس الثوري الإيراني تتهمها واشنطن بتدريب وتسليح متشددين في العراق.

وقالت النائبة الجمهورية من فلوريدا إيلينا روس ليتنين إن ادارة بوش تسلك على ما يبدو نهجا بطيئا ومترويا ضد ايران ويجب أن تتعامل مع الحرس الثوري الايراني كله كجماعة ارهابية.

وتساءلت روس ليتنين، لماذا لا نضع الحرس كله في القائمة.

واستقبل متظاهرون رايس بصرخات تصفها بأنها "مجرمة حرب" ولوحت امرأة خضبت يديها بلون الدم في وجه رايس قبل أن تبعدها الشرطة وأخرجت مجموعة المتظاهرين من القاعة التي ستعقد فيها الجلسة.

وقالت رايس في افادة معدة سلفا للادلاء بها إن ايران تعرض أمن ورخاء جيرانها للخطر من خلال دعم قوى متطرفة في أنحاء المنطقة.

وقالت، ايران تدعم متشددين شيعة بعينهم في العراق يقتلون مدنيين عراقيين أبرياء وأفراد أمن عراقيين وقوات التحالف.

واضافت، اننا عازمون على القضاء على أنشطة ايران الخبيثة في العراق من خلال اعتقال والتخلص من أعضاء قوة القدس وغيرهم ممن يعرضون للخطر الحياة البشرية والاستقرار الوطني عموما.

وتنفي ايران بشدة زعزعة استقرار العراق وتقول ان أفعال الولايات المتحدة هي سبب الفوضى في العراق.

وقالت رايس إن ايران التي تختلف معها الولايات المتحدة أيضا بخصوص برنامجها النووي تقدم الدعم لجماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الاراضي الفلسطينية وحركة طالبان في أفغانستان.

وأضافت رايس إن توليفة الارهاب وسياستها الداخلية والسعي لامتلاك أسلحة نووية "مزيج خطر للغاية" وأن الولايات المتحدة ستضغط بشدة كي يصدر مجلس الامن التابع للامم المتحدة قرارا ثالثا بفرض عقوبات.

وتبدي روسيا والصين فتورا إزاء اتخاذ المزيد من الاجراءات العقابية ضد ايران وقالت موسكو ان الحوار لا العقوبات ولا التحرك العسكري هي الطريقة التي يجب التعامل بها مع طهران.

وأكدت رايس من جديد موقف الولايات المتحدة الذي يقضي بأن الدبلوماسية هي الوسيلة للمضي قدما. وقالت كان الرئيس واضحا جدا في أنه بينما لن يسقط أي بديل من على الطاولة الا أنه ملتزم بنهج دبلوماسي في التعامل مع ايران.

وقالت رايس انه من غير الواضح ماذا يعني تغيير طهران للمفاوض النووي علي لاريجاني واستبداله بسعيد جليلي الاكثر تشددا بالنسبة لاسلوب تعامل ايران مع القضية النووية.

طلب أمريكي لتزويد طائرات بقنابل خاصة

وفي سياق متصل تساءل بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين بشأن ما اذا كان طلب ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش تخصيص مبلغ 88 مليون دولار لتزويد القاذفات من طراز ستيلث بي-2 بقنابل لتدمير الملاجيء الحصينة جزء من الاستعدادات لشن هجوم على ايران.

وشمل الطلب تخصيص مبلغ 87.8 مليون دولار لتطوير قنابل تخترق الملاجيء الحصينة وهي قنبلة تقليدية مصممة لتدمير الأهداف المدفونة على أعماق بعيدة.

ويعتقد ان العديد من المنشأت النووية الايرانية مقامة تحت الأرض. وتتهم الولايات المتحدة ايران بمحاولة تطوير قنبلة نووية بينما تصر طهران على ان برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء.

وجاء في مذكرة للادارة الامريكية ان هذا الطلب ضروري لتطوير قنابل خارقة للتحصينات لتزويد الطائرات القاذفة من طراز بي-2 بها لتلبية احتياجات العمليات العاجلة من القادة الميدانيين، لكن لم تذكر تفاصيل.

وقال النائب جيم موران الديمقراطي عن ولاية فرجينيا وهو عضو بلجنة نفقات الدفاع بمجلس النواب ويزمع معارضة هذا الطلب قائلا، افتراضي هو انه يستهدف ايران لاننا لن نستخدم ذلك في العراق وانا لا اعرف أين سنستخدمها في افغانستان لانها ليس بها أي منشأت أسلحة تحت الارض لدينا علم بها.

وقال موران في مقابلة اجريت معه بالهاتف، أعتقد انه يمكننا ان نحاول قصف كهف (في أفغانستان) ... لكن استخدام (هذه القنابل) امر مبالغ فيه.

وقال عضو ديمقراطي اخر هو النائب جيم مكديرموت ان طلب تطوير قنابل تستخدم في تدمير الملاجيء الحصينة اصابه بالقلق بسبب موجة الانتقادات المتزايدة لايران التي تخرج من ادارة بوش.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 26 تشرين الاول/2007 - 14/شوال/1428