تركيا مصممة على الدخول في نفق النزاعات الشرق أوسطية

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: تمكنت مجموعة من المتمردين الاكراد قدرت وسائل الاعلام عددهم بحوالى مئتين من قتل 12 جنديا بعدما تسللت من الاراضي العراقية الى تركيا ما اثار غضب الرأي العام المستاء من هذه الهجمات المتكررة.

وقام الجيش بعد ذلك بقتل 32 انفصاليا في اشتباكات كانت الأعنف خلال السنوات الاخيرة في هذه المنطقة الوعرة القريبة من الحدود العراقية في محافظة حكاري عند اقصى جنوب شرق تركيا.

وسجل هذا التصعيد الجديد في اعمال العنف على الحدود التركية العراقية بعد عدة ايام على اعطاء البرلمان التركي الضوء الاخضر للجيش لشن عمليات عسكرية داخل الاراضي العراقية ضد معاقل المتمردين في المنطقة الحدودية الجبلية.

وشدد بيان صدر في ختام قمة ازمة دعا اليها غول القادة المدنيين والعسكريين الاتراك على تصميم انقرة على التصدي للمتمردين المتحصنين في شمال العراق.

وجاء في البيان، ان تركيا لن تتوانى عن دفع الثمن ايا كان لحماية حقها ووحدتها غير القابلة للتجزئة ومواطنيها.

وفي اسطنبول تظاهر حوالى ثلاثة شخص منددين بحزب العمال الكردستاني ومطالبين الحكومة بالتحرك ضده.

وهتف المتظاهرون الذين رفعوا مئات الاعلام التركية "اللعنة على حزب العمال الكردستاني" و"الشهداء خالدون والامة لا تتجزأ" مطالبين اردوغان بالرد على المتمردين بدون ابطاء.

ورددوا ايضا "طيب (اردوغان) ارسل ابنك الى الجيش".

والمح اردوغان الى ان الرد العسكري غير مطروح في الوقت الحاضر وهو الذي كان يأمل في عدم استخدام اذن البرلمان على امل تسوية المشكلة بالطرق الدبلوماسية مع بغداد وواشنطن ولو ان هذه الوسائل لم تأت باي نتيجة حتى الان. وقال الاحد متوجها الى الصحافيين "سنتصرف بهدوء". بحسب رويترز.

وقتل 114 جنديا في اعمال عنف نسبت الى حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة وواشنطن والاتحاد الاوروبي ارهابيا منذ ان صعد هذا الحزب هجماته في مطلع العام.

وطالب قادة المعارضة رئيس الوزراء باصدار اوامر بشن عملية في العراق غير ان اردوغان صرح بعد اجتماع ازمة ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس طلبت من انقرة الانتظار بضعة ايام قبل اتخاذ قرار بالرد.

وتخشى الولايات المتحدة ان تؤدي عملية عسكرية تركية في شمال العراق الى زعزعة الاستقرار في اقليم كردستان العراق.

وفي كييف التقى وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس نظيره التركي وجدي غونول داعيا اياه لضبط النفس.

ضغوط على الحكومة التركية

وقال رئيس الوزراء التركي أردوغان انه يتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات "سريعة" ضد المتمردين الذين قتلوا نحو 12 جنديا على الاقل وأصابوا 16 في اشتباكات. بحسب رويترز.

ونشرت تركيا ما يصل الى 100 ألف جندي تدعمهم دبابات ومقاتلات من طراز اف 16 وطائرات هليكوبتر على طول حدودها مع العراق تحسبا لتوغل محتمل.

وأجاب وزير الدفاع التركي وجدي جونول ردا على سؤال ما اذا كانت تركيا ستشن ردا عسكريا بقوله، ليس بصورة فورية.. انها (القوات التركية) تخطط (لتوغل) عبر الحدود... نود أن نفعل هذه الاشياء مع الامريكيين.

وتدعو الولايات المتحدة والعراق تركيا الى تجنب شن هجوم عسكري في المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي وهي واحدة من المناطق القليلة المستقرة نسبيا في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003.

وتقول أنقرة ان هناك ما يقدر بثلاثة الاف من أعضاء حزب العمال الكردستاني يتمركزون في شمال العراق ووضعت الهجمات في الآونة الاخيرة على القوات التركية ضغطا شديدا على أردوغان لاتخاذ اجراءات.

الحدث في الصحف التركية

من جهتها كتبت صحيفة جمهوريت التركية في عنوان في الصفحة الاولى يشير الى غضب واحباط الاتراك "هذا يكفي". أما صحيفة يني سافاك اليومية فكتبت في عنوان "كلنا مجندون".

وانخفضت الليرة التركية ثلاثة بالمئة الى 1.2360 أمام الدولار كما انخفضت بورصة اسطنبول خمسة في المئة في وقت مبكر من الصباح بعد قلق بشأن امكانية شن هجوم عبر الحدود.

وأسهم تشدد موقف تركيا في رفع أسعار النفط العالمية الى مستويات قياسية خلال الاسبوع المنصرم. وقال حزب العمال الكردستاني انه قد يستهدف خطوط الانابيب التي تنقل الخام العراقي وخام بحر قزوين عبر تركيا.

مبادرة الحكومة العراقية

وعلى الجانب العراقي، عقد رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، اجتماعاً للجنة الوزارية للأمن الوطني، بحضور وزراء الدفاع والداخلية والخارجية، لمناقشة الأوضاع على الحدود العراقية التركية، واتخاذ قرارات مهمة بشأن حزب العمال الكردستاني.

وذكر بيان رسمي صدر عن مكتب المالكي، أُرسلت لـCNN بالعربية نسخة منه، أن الحكومة العراقية تعتبر نشاطات مسلحي الحزب "أعمالاً إرهابية"، وأن تواجده على الأراضي العراقية يتعارض مع الدستور.

أمريكا تضغط بهدوء

وقالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، ان الولايات المتحدة تضغط على الاكراد العراقيين لاستئصال عناصر حزب العمال الكردستاني المتمركزين في شمالي العراق الذين تهدد تركيا بضرب معاقلهم وحصلت من البرلمان على تفويض بذلك، وفي حين توقع وزير الدفاع الأمريكي أن لا يكون الهجوم التركي وشيكا، توقع أحد المراقبين أن الرد التركي الاولي لن يكون عسكريا.

وقالت الصحيفة إنه بعد الكمين الذي نصبه الانفصاليون الاكراد لجنود اتراك في في دغليكا في مقاطعة هكاري في تركيا، السبت، اخذ دبلوماسيون اميركان وجنرالات يضغطون بهدوء على الحكومة الاقليمية الكردية في العراق لاستخدام ميليشيا البيشمركة لاستئصال معاقل المتمردين الاكراد في الجانب العراقي من الحدود التركية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 24 تشرين الاول/2007 - 12/شوال/1428