الشيخ حسين الدَّنْدَن

حدود 1286 – 1362هـ

شبكة النبأ: هو الشيخ حسين بن محمد بن عثمان الدَّندن الأحسائي المُبَرَّزي، عالم جليل وأديب شاعر.

أسرته:

آل الدندن أسرة علمية معروفة في مدينة (المبرز) بالأحساء، ويمتد تاريخها العلمي إلى ما قبل نحو من ثلاثة قرون من الزمن، وأقدم من عرفناه منهم: الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد الدندن، أحد أساتذة الشيخ أحمد ابن زين الدين الأحسائي، وقد ذكر في الجزء الأول من (أعلام هجر)، ومنهم اليوم العلامة الجليل الشيخ جواد بن الشيخ علي بن علي الدندن – المولود حدود 1369 هـ أحد أساتذة (الكفاية) والسطح العالي في الحوزة العلمية في الأحساء.

مولده ونشأته:

ولد في مدينة (المبرز) بالأحساء حدود سنة 1286هـ، وبها نشأ وترعرع.

دراسته:

درس أولاً في الأحساء بعض المقدمات، ثم هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته، وحضر هناك جملة من الدروس لدى عدد من الأعلام، وبعد مدة لم تسمح له ظروفه بالاستمرار في النجف، فاضطر للعودة إلى بلاده قبل حصوله على كامل بغيته، وفي الأحساء عاد يواصل دراسته لدى أعلامها آنذاك، وكان ملازماً للإمام المقدّس السيد ناصر الأحسائي ومستفيداً منه أيام تواجده في البلاد، وبعد عودة السيد ناصر الأخيرة للأحساء بداية عام 1358هـ كان المترجم له من المقربين لديه والمستفيضين من علومه ومكارمه حتى وفاة السيد الناصر في 3 شوال 1358هـ.

وفاته:

توفى – قدس سره – في مدينة المبرز بالأحساء سنة 1362هـ، ودفن فيها.

علمه وفضله:

كان من أهل العلم والفضل البارزين، وقضى ردحاً من الزمن إماماً لمحلَّة (العيوني) في وطنه المبرز وزعيماً مرشداً لهم حتى وفاته، وأصبح في الأواخر ذا جاه ومقام معروفاً بفضله وأدبه وجلالة قدره.

شعره:

له شعر كثير في مناسبات ومواضيع متعددة، لكنه لم يجمع ولم يحتفظ به.

وهذه نماذج من شعره:

قال – قدس سره – في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:

عُجْ بالغرِيِّ مُعزياً مَنْ فيهِ            بِمصابهِ ببناتهِ وبنيهِ

قُلْ يا عليَّ المُرتضى عَزَّ العَزَا                  عدُّ المُصَاب عليكَ لا نحصيهِ

في مَنْ نقولُ لك العزَا ولمن لهُ                 نَرثي وأعيننا دماً نبكيهِ

إن المصائبَ جمَّةٌ لم نستطعْ                    إحصاءّها فاسمعْ لما نوحيهِ

وله أيضاً هذه الأبيات يرثي فيها شاباً من أحبته اسمه (سعيد)، ثم يعرج على مصيبة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام:

لضمائريْ سهمُ المنونِ أصابَا                   أعظمْ بخطبٍ صَابنيْ أوصَابَا[1]

جاء الكتابُ ظننتُ فيهِ مسرةً          فأساءَ لكن أُعذرُ الكُتَّابَا

صبراً بني الزهراء إن فقيدكم                   ورعٌ تقيٌ قد حوى الآدابا

يهنيهِ نال بها السعادةَ ميتةً           ورثت من الأجداد ثم الآبا

إلى أن يقول:

إني لعام مات فيه (سعيدهم)          أرخت (يا سعد ببدر غابا)

ومنها في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:

أفدي لمن فوق السنان كريمهُ                  يتلوْ مواعِظ حكمةٍ وكتابَا

يعشي بأبصارِ الخلائقِ نورهُ          ولشيبهِ كانت دماهُ خضابَا

والجسم ملقى بالعرى ولسترهِ                  نسجتْ سواقي الذاريات ثيابَا

وله أيضاً في مدح أستاذه العلامة السيد ناصر الأحسائي، قالها فيه حينما أصيبت بوعكة صحية:

أيزورُ أعيننا لذيذُ كرَاهَا               لقلوبنا تباً فمَا أقسَاهَا

حتى نرى شمس الشموسِ منيرةً     يعلوْ ضياءَ النيرينِ ضيَاهَا

إنا بمنّ مِنْ عزيزٍ قادرٍ                         نرجو الشفا ولنا يديمُ بقاها

ذات لذات المصطفى ووصيهِ          تنمى ومن أنواره منشاها

وله أيضاً هذه القصيدة في رثاء أستاذه المذكور، المتوفى سنة 1358 هجرية:

خَطَّ العَليُّ لذِيْ المعَاليْ مضجعَا       فيه دفنَّا الدينَ والدُّنيَا معَا

لِمْ لا تفيضُ من الجوى أرواحنا       إذ لا يفيدُ بأن نفيضَ الأدمعَا

الله أكبر يا لها من نكبةٍ               هدتْ لأركانِ الهُدى فتضعضعا

يوم به حكمَ القضاءُ على الورى      عنها نظام وجودها أن يرفعا

إلى أن يقول:

أتبيتُ في خُلدِ الجنانَ منعماً           وأبيتُ في نارِ الشجونِ ملفعا[2]

وبسندسٍ خضرٍ تظلُّ مقمصاً          وأظلُّ من حزنٍ عليكَ مُدَرعَا

تهنى بكَ الحُورُ الحسانُ واهتني                بتتابع الزفرات دهري أجمعا

غض مصابُكَ في الزمانِ عَليَّ إذ     في كل أسبوعٍ يمرُّ (الأربعا)[3]


 

[1] - أوصاب: جمع وصب، بمعنى نحول الجسم، أو الألم الدائم، أو التعب.

[2] - يقال: لفعته النار، أي شملته من جميع نواحيه وأصابه لهيبها.

[3] - يشير بذلك إلى يوم الأربعاء اليوم الذي توفي فيه السيد ناصر المرثي بهذه القصيدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 22 تشرين الاول/2007 - 10/شوال/1428