|
شبكة النبأ: رغم نسائم الديمقراطية
الفكرية وحرية الرأي التي هبت على العراق بعد التغيير في عام 2003 إلا
ان مخلفات الدكتاتورية المترسبة في البلد منذ اربعين عاما وكذلك
الجماعات التي تمارس العنف والارهاب قد افسدت فسحة الحرية هذه وحولتها
الى كابوس يتجسد فيه معاني الوحشية كلها في التعامل مع من يهتم بنقل
الحدث والرأي وما يدور على الساحة الملتهبة في العراق منذ اكثر من اربع
سنوات.
وأدان المدير العام لليونسكو استمرار استهداف الصحفيين في العراق،
مشيرا إلى مقتل خمسة صحفيين عراقيين خلال الشهر الجاري. فيما وضعت
منظمة أهلية دولية العراق في الترتيب الـ (157) بالتصنيف العالمي لحرية
الصحافة لهذا العام، متراجعا ثلاث درجات ليكون في المرتبة قبل الأخيرة
بين الدول العربية.
وقال مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (
اليونسكو) كويشيرو ماتسورا، في تصريح صحفي نشره موقع الأمم المتحدة على
شبكة الإنترنت، إنني أدين مقتل صالح سيف الدين وجاسم ومحمد النوفان
وزياد طارق ودهي عبد الرزاق الديبو.
وقتل هؤلاء الصحفيون العراقيون من قبل مسلحين مجهولين، في حوادث
متفرقة خلال الإسبوعين الماضيين.
وأضاف ماتسورا، إن استهداف الصحفيين في العراق يوضح مدى خوف الذين
يقفون وراء الحرب من اكتشاف جرائمهم، وأيضا يوضح أهمية الصحافة الحرة
والنزيهة لإعادة السلام والديمقراطية في العراق.
وبحسب إحصاء لمنظمة (مراسلون بلا حدود)، فإن نحو (54) صحفيا وعاملا
في وسائل الإعلام لقوا حتفهم في العراق منذ بداية العام الحالي (2007)
وحتى الآن، بينما افاد الاتحاد الدولي للصحفيين أن حوالي (234) صحفيا
قتلوا في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية في
آذار/ مارس من العام ( 2003).
واشاد المدير العام لليونسكو بـ شجاعة النساء والرجال في العراق،
ووقوفهم أمام الخطر... ومواصلة أعمالهم.
وفي السياق نفسه، وضعت منظمة (مراسلون بلا حدود) العراق في الترتيب
رقم (157) في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره المنظمة كل
عام، متراجعا ثلاث درجات عن العام الماضي... ليكون في المرتبة قبل
الأخيرة بين الدول العربية، متقدما على فلسطين بدرجة واحدة.
واشارت المنظمة، في تقريرها، إلى أن الصحفيين في العراق يخشون
بالدرجة الأولى الجماعات المسلحة التي تستهدفهم، في الوقت الذي لم تجد
فيه السلطات أي سبيل لوضع حد لحوادث استهداف الصحفيين.
واحتل العراق الترتيب الثالث عشر قبل الأخير في هذا التصنيف، الذي
يتكون من (169) مرتبة، متقدما فقط على: فلسطين والصومال واوزبكستان
ولاوس وفيتنام والصين وبورما وكوبا وإيران وتركمانستان وكوريا
الشمالية، ثم اريتريا التي احتلت المرتبة الأخيرة.
ولفتت (مراسلون بلا حدود) إلى أن بعض دول الخليج سجّلت تقدّماً
ملحوظاً (في مجال حرية الصحافة)، فالكويت جاءت في المرتبة ( 63)،
والإمارات العربية المتحدة في المرتبة (65)، وقطر (79).
وقالت المنظمة إن السلطات في تلك البلدان ابدت قدراً أكبر من
الانفتاح... واتخذت، في بعض الأحيان، مبادرات حميدة لتعديل الإطار
القانوني في اتجاه الليبرالية.
وأردف التقرير قائلا، إلا أن الرقابة الذاتية لا تزال حاضرةً في
صحافة هذه الدول.
يشار إلى أن العراق كان احتل المرتبة (154) في التصنيف الذي نشرته
المنظمة في العام الماضي (2006).
وأوضحت المنظمة إلى أنه باستثناء أوروبا، التي تنتمي إليها الدول
الأربع عشرة الأولى من التصنيف، لم تفلت أي منطقة في العالم من الرقابة
أو العنف الممارَس ضد العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي.
ومن بين الدول التي احتلّت أسوأ المراتب في تصنيف (مراسلون بلا
حدود) العالمي السنوي لحرية الصحافة، هناك سبع دول آسيوية... هي:
باكستان، سريلانكا، لاوس، فييتنام، الصين، بورما، وكوريا الشمالية.
وهناك خمس دول أفريقية... هي: إثيوبيا، غينيا الاستوائية، ليبيا،
الصومال، وإريتريا.
ويضم التقرير أيضا أربع دول شرق أوسطية... هي: سوريا، العراق،
الأراضي الفلسطينية، وإيران. فضلا عن ثلاث دول من الاتحاد السوفييتي
السابق... هي: روسيا البيضاء، أوزبكستان، وتركمانستان.
كما يشير التقرير إلى دولة أمريكية واحدة، هي (كوبا).
وقالت المنظمة إنها من أجل إعداد هذا التصنيف، طلبت من المنظمات
الشريكة لها (15 جمعية للدفاع عن حرية التعبير تنتشر في القارات
الخمس)، ومن شبكة مراسليها عبر العالم المؤلفة من (130) فرداً، ومن
صحافيين، وباحثين، وقانونيين، وناشطين في مجال حقوق الإنسان، الإجابة
على (50) سؤالاً، تسمح بتقييم وضع حرية الصحافة في مختلف الدول.
وشمل تصنيف حالة وأوضاع حرية الصحافة في العالم، للعام الحالي،
(169) دولة فقط... لغياب المعلومات عن الدول الأخرى.
و(مراسلون بلا حدود) هي منظمة أهلية دولية، مقرها العاصمة الفرنسية
باريس، وهي تعني برصد انتهاكات حرية الصحافة وأوضاع الصحفيين حول
العالم. |
