القوات متعددة الجنسيات في العراق تعاني الإجهاد وشبح الإنكسار

شبكة النبأ: حذر منتقدو سياسات الرئيس الامريكي جورج بوش في العراق ومن بينهم ديمقراطيون في الكونجرس من ان تمديد المهام واعادة الانتشار لمرات عديدة في العراق الحق ضررا بهيكل قوة المتطوعين في الجيش الامريكي فضلا عن تكهنات تفيد بان هذا الجيش اصبح متعبا حد الإجهاد نتيجة المطاولة في العمليات العسكرية داخل العراق والتي دخلت عامها الخامس.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان الجيش الامريكي مجهد لكنه لم ينكسر بسبب ضغط القتال في حرب العراق.

وقال جيتس في تصريحات أعدت ليلقيها في كلمة أمام جماعة ضغط غير هادفة للربح تعمل لصالح جنود الجيش ان هناك قدر كبير من القلق على وضع الجيش مما دفع البعض لان يتكهنوا بأنه انكسر. لكنني لا أرى ذلك.

لكنه استطرد قائلا انه بينما لم ينكسر الجيش يقينا فانه يعاني من اجهاد وكما أشار الجنرال (جورج) كيسي (رئيس أركان الجيش) مؤخرا فانه ( الجيش) فقد توازنه. بحسب رويترز.

وشدد جيتس في تصريحات أعدت للتوزيع على اعضاء رابطة الجيش الامريكي على أن المعنويات والانضباط والتطوع لا تزال مرتفعة مع بقاء التجنيد في حدود المستهدف بينما لا يزال الجنود في العراق يظهرون عزيمة في ظل ظروف قاسية.

وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان الجيش الامريكي حقق مستويات التجنيد الرئيسية المستهدفة لعام 2007 لكن 18 في المئة من المجندين للجيش كانوا بحاجة للتغاضي عن شرط عدم وجود سوابق جنائية.

ويبلغ قوام القوات الامريكية في العراق في الوقت الحالي 169 ألفا من بينهم 120 ألفا من جنود الجيش.

وأكد جيتس أن الجنود الذين أنهوا خدمتهم في العراق في الطريق الى الوطن.

وقال، بينما ستضطلع القوات الامريكية بدور ما في العراق في السنوات القادمة فان من المحتم تخفيض حجم التزامنا هناك. ومعظم النقاشات الجادة اليوم تدور حول التوقيت والكيفية.

ومن المتوقع أن تبدأ الادارة الامريكية في وقت لاحق من هذا العام في اعادة نحو 20 ألفا من القوات القتالية التي تم نشرها في اطار استراتيجية الرئيس الامريكي لزيادة حجم القوات لتحقيق الاستقرار في بغداد.

وقال جيتس انه يأمل في امكانية خفض عدد القوات الى حوالي 100 ألف بحلول يناير كانون الثاني 2009 عندما يتولى الرئيس الامريكي القادم السلطة.

كما وافق على تعزيز صفوف الجيش بحوالي 65 ألفا الى 547 ألف جندي بحلول عام 2010 مما يساعد في تقليل الضغط على الجيش.

وقال جيتس ان الولايات المتحدة ستواجه لسنوات حربا غير تقليدية كالحرب التي نراها في العراق وأفغانستان. وأضاف أن هذه الصراعات ستكون ذات طابع سياسي وأنه لا بد من اشراك كل مكونات الحكومة الامريكية فيها لكسب هذه الحرب.

وأضاف، لن يصبح النصر أمرا يرتبط بفرض الارادة وانما سيغدو بدرجة أكبر وسيلة لتشكيل السلوك.. سلوك الاصدقاء وسلوك الاعداء والاهم الناس الذي يقفون على مسافة وسط بين الاصدقاء والاعداء.

جيتس يهون من تقرير عن رغبة مشاة البحرية بالإنسحاب

وهوّن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس من تقرير صحفي بأن سلاح مشاة البحرية الامريكية يضغط لسحب قواته من العراق والتحول للاضطلاع بدور رئيسي في أفغانستان.

وقال جيتس للصحفيين في لندن بعد اجتماع مع نظيره البريطاني ديس براون، سمعت انهم بدأوا يفكرون في ذلك وهذا كل ما سمعته. لم أطلع على أي خطط ولم يعرض أحد علي اي مقترحات بهذا الامر. بحسب رويترز.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان اقتراح مشاة البحرية أثير خلال جلسة مغلقة الاسبوع الماضي دعا اليها وزير الدفاع روبرت جيتس رؤساء هيئة الاركان المشتركة والقادة الميدانيين الاقليميين. ويأتي الاقتراح في وقت تعد فيه بريطانيا الحليف الرئيسي لواشنطن في العراق لتقليل وجودها هناك.

وقال جيتس، ما فهمته هو ان الامر لا يعدو في هذه المرحلة سوى تفكير اولي للغاية من قبل ربما بعض الافراد في سلاح مشاة البحرية ولا اعتقد ان له في هذه المرحلة اي شأن.

وقالت الصحيفة انه بموجب الاقتراح سيركز الجيش الامريكي على العراق بينما يركز مشاة البحرية على افغانستان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار بالجيش ووزارة الدفاع رفضوا الكشف عن هويتهم قولهم ان انصار هذه الفكرة يدفعون بأن تنظيم القوات بهذا الشكل قد يزيد من كفاءة الجيش الامريكي ومشاة البحرية في الحفاظ على مستويات القوات في حربين استنزفتا قواتهما.

وأضافت الصحيفة أن الخطة ستتطلب عملية اعادة تنظيم كبيرة للقوات وتجعل قوات مشاة البحرية هي المهيمنة في أفغانستان في حرب تلقى تأييدا أكبر من حرب العراق.

ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين المتعاطفين مع الجيش قولهم ان اعادة تنظيم القوات بهذا الشكل سيخفف بعض الضغوط على الجيش من خلال السماح له بتحويل الانتباه من أفغانستان الى العراق.

وفي الوقت الراهن لا توجد وحدات كبيرة من أفراد مشاة البحرية بين القوات الامريكية في أفغانستان التي يبلغ قوامها 26 ألف جندي. وقالت الصحيفة ان هناك نحو 25 ألف من أفراد مشاة البحرية بين 160 ألف جندي أمريكي في العراق.

وقال جيتس، المملكة المتحدة كانت وستظل حليفا قويا ومساهما كبيرا في كل مرحلة من الحملة في العراق.

وقالت بريطانيا هذا الاسبوع انها تعتزم خفض قواتها في العراق الى النصف لتصل الى حوالي 2500 جندي بحلول الربيع القادم. وهناك توقعات بان تنشر بريطانيا بعد ذلك المزيد من القوات في افغانستان رغم ان وزارة الدفاع لم تؤكد تحركا من هذا القبيل.

وقال وزير الدفاع البريطاني بعد الاجتماع مع جيتس، تشترك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في نفس الطموحات بالنسبة للعراق.. وهي اقامة عراق مستقر ومزدهر وديمقراطي.

واضاف، لكن في نهاية الامر فان العراقيين انفسهم هم الذين يستطيعون تحقيق ذلك. مهمتنا هي تحقيق اهدافنا الاستراتيجية وهي الوصول بقوات الامن العراقية الى المرحلة التي تستطيع خلالها تحمل المسؤولية عن الامن.

تدهور الصحة النفسية للقوات البريطانية

وفيما تستعد بريطانيا لسحب مئات من قواتها من العراق يستعد أطباء وممرضات في ارض الوطن لعلاجهم ليس فقط من جراحهم البدنية بل والنفسية أيضا..

وأثرت أكثر من أربع سنوات من الحرب في العراق وست سنوات من القتال في افغانستان على القوات المسلحة سواء من حيث عدد القتلى حيث كان اخر احصاء 252 قتيلا أو أيضا من حيث عدد المصابين بدنيا ونفسيا.

وفي الاسبوع المنصرم اتخذ الجيش البريطاني خطوات لحل جانبي المشكلة وسط انتقادات من اسر الجنود العائدين وبعض مجموعات قدامي المحاربين بعدم كفاية الجهود المبذولة لمساعدة من خاضوا الحربين.

ومن بين الخطوات زيادة التعويض الضخم الذي يدفع للجنود الذين تعرضوا لإصابات بالغة في الهجمات الى ما يصل الى 570 ألف دولار. بحسب رويترز.

غير انه من المحتمل أن يكون الامر الاكثر اهمية على المدى الطويل قرار بزيادة التمويل لجمعية كومبات سترس الخيرية التي تساعد المحاربين القدامي الذين يعانون من مشاكل ذهنية خطيرة بسبب الحرب.

وتأسست كومبات سترس بعد عام من الحرب العالمية الاولى لمساعدة الجنود العائدين من الحرب. وتضم سجلات الجمعية نحو ثمانية الاف مريض بينهم محاربون شاركوا في الحرب العالمية الثانية وحرب فوكلاند وحرب الخليج الاولى وحروب البلقان والعراق وافغانستان.

وجاء قرار زيادة التمويل بنسبة كبيرة تصل الى 45 في المئة وسط دلائل على اصابة عدد أكبر من الجنود العائدين من العراق وافغانستان باضرار نفسية مقارنة بعدد الجنود العائدين من الصراعات السابقة.

وربما يكون السبب تزايد عدد الجنود الراغبين في الافصاح عن مشاكلهم في هذه الايام ولكن ربما يكون ذلك أيضا بسبب ضراوة الصراعات هذه الايام وصعوبة التنبؤ بنتائجها.

وقال الطبيب نايجل هانت أستاذ الصحة النفسية المساعد بجامعة نوتنجهام والخبير في الاضطرابات النفسية بعد التعرض لصدمات، في الحرب العالمية الثانية كان الجندي يعرف بصفة عامة متى سيبدأ القتال وكان مستعدا لذلك.

وتابع، في العراق الامر مفاجئ. قد لا يتعرض الجندي لاي شيء لايام او اسابيع ثم تنفجر قنبلة اثناء دورية روتينية. يمكن ان تكون عدم القدرة على التنبؤ مقلقة للغاية.

وتقول كومبات سترس ان جنودا في الحادية والعشرين من عمرهم يأتون الان اليها طلبا للمساعدة بعد وقت قصير من تسريحهم من الجيش يصل الى 11 شهرا. وقبل حرب العراق وحرب افغانستان كان متوسط الوقت الذي يأخذه الجنود قبل التقدم والافصاح عن معاناتهم 13 عاما.

وذكر روبرت مارش المتحدث باسم كومبات سترس، اذا كانت تلك قمة جبل الجليد فان المستقبل سيكون مثيرا للاهتمام... من يمكنه التنبؤ بعدد المحاربين القدامي الذين سيحتاجون للمساعدة بعد خمس سنوات..

وذكرت وزارة الدفاع ان احصاءاتها تشير الى ان عددا قليلا من الجنود العائدين من العراق وافغانستان يعانون من اضطرابات نفسية بعد التعرض لصدمات. وتبلغ النسبة الرسمية حوالي ثلاث حالات لكل الف جندي.

ولكن خبراء يقولون ان الوزارة تحصي فقط الجنود الذين ما زالوا في الجيش وما زالوا يحصلون على مساعدة. وتظهر اعراض الاضطرابات النفسية بعد التعرض لصدمات بعد ان يترك الجنود الجيش.

وقال هانت، يحدث ذلك حين يعودون الى الوطن ويستأنفون الحياة المدنية ويرون ان الناس لا يأبهون كثيرا بما كانوا يفعلونه... يعتقد كثيرون ان الحرب في العراق وافغانستان خطأ ويمكن ان يؤذي ذلك الجنود.

من جهة اخرى اعلن رئيس اركان الجيش البريطاني في مقابلة مع صحيفة التايمز ان لندن ضخمت او اعطت امالا خاطئة لما كان يمكن ان يقوم به الجيش البريطاني في العراق.

وقال السير جوك ستيروب للصحيفة، اعتقد بصراحة اننا لم نقم بالعمل الذي كان يجب ان نقوم به (...) ولم نعمل ما كان يجب ان نعمله من وجهة نظر استراتيجية. لا اتحدث هنا الا عن العسكريين. واشار الى ان العراقيين وحدهم جعلوا من البصرة (جنوب) مدينة امنة ومستقرة ومزدهرة.

واضاف، اعتقد ان بعض الاشخاص كانوا ينتظرون ومن خلال الوجود البريطاني على الارض ان نعيد احياء مجتمع البصرة ومؤسساتها التحتية. كان هذا الامر امنية ولكن لم نستطع ابدا تحقيقها. فقط العراقيون استطاعوا تحقيقها.

وسبق لرئيس الوزراء براون ان اعلن خلال زيارة مفاجئة الى بغداد ان عدد العسكريين البريطانيين المنتشرين في هذا البلد سيخفض الى 4500 بحلول نهاية العام مقابل 5500 في بداية ايلول/سبتمبر. واوضح انه سيكون بامكان العراقيين استعادة السيطرة الامنية على البصرة (جنوب) في غضون الشهرين المقبلين.

فيما اكد تقرير اعده المركز الفكري "اوكسفورد ريسيرش غروب" ان التزام الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وافغانستان يشكل كارثة، موضحا انه لم يفشل في احلال السلام في البلدين وحسب بل اوجد ايضا ارضا خصبة لتنظيم القاعدة فيهما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 19 تشرين الاول/2007 -7/شوال/1428