مجاميع وتكتلات من العراقيين المهجرين والمهاجرين ملئت أزقة وشوارع
الدول الغربية والعربية منهم وكُــلٌ له مبادئة وقواعدة التي ارتكز
عليها في هجرته أو تهجيره منذ أن بدأت قوام الدكتاتوريات الحاكمة في
العراق تتوالى عليه فقد بدأت نقطة الارتكاز تتسع في المهجر وتمتلئ
بعراقيي الخارج الذين بأقل الاحتمالات كانت هجرتهم دواعي أمنية أو
معاشية إن لم يكن غالبيتهم سياسية.
عندما تكونت القاعدة العريضة في دول الخارج والتي أطلق عليها
المعارضة العراقية آنذاك لأنهم عارضوا النظام الحاكم في السلطة
العراقية، وبدأت تلك المجاميع المهاجرة أو المهجرة من العراقيين تتوطن
في بلاد الغرب ما خلا بعض منهم من أتخذ له جانب سياسي كحزب أو كيان
معارض ولا شك كان ذلك يحتاج إلى قاعدة يرتكز عليها وينطلق منها
ويتكلـّم باسمها ولا يوجد غير العراقيين الذين متواجدين في الخارج.
بدأت مرحلة جديدة من التصنيفات والانتماءات السياسية لتلك الاحزاب
او الكيانات فأخذت العروض تتوالى في تلك الفترة على القاعدة البريئة
التي لا يهمها سوى أن يتسع لها الوضع وتزاح مسببات هجرتهم ويعودوا الى
أرض الوطن إلا أن استغلال بعض الفئات الحزبية لقاعدة المهاجرين أخذت
تتسع لتشمل رؤيا فكرية واجتماعية وأصبح تغليب المصالح الذاتية على
المصالح العامة، وفي ذلك الصراع انفردت مجاميع من العراقيين في الخارج
بعيدة عن أطر سياسة الاحزاب وهمومها ومصالحها واتجهت نحو فكرة انتظار
انهيار الدكتاتورية ليعودوا الى ربوع الوطن.
لذلك أصبح عراقيو الخارج نواة المعارضة العراقية بعد أن غيروا مفهوم
الرأي العالمي بنظام صدام واظهروا مظلومية الشعب العراقي مما أدى الى
عقد العديد من المؤتمرات الخاصة بالمعارضة العراقية في خارج العراق وفي
شمال العراق ايضاً.
إلا أن هناك نظرة قصيرة وقاصرة من بعض متسكعي السياسة في داخل
العراق ينظرون الى شريحة العراقيين في الخارج على أنهم شريحة مرفهة
مترفة غادروا العراق بملء ارادتهم وتركوا عراقيو الداخل في اطر المحنة
وأن هذه الشريحة (الخارج) لا تستحق العيش في العراق لأنهم هجروه في وقت
المحنة،،، ناسين ومتناسين أن هذه الشريحة كانوا في وقت من الأوقات هم
من حارب النظام البائد في الوقت الذي كان اغلب الذين يشـْكلون على
عراقيو الخارج غارقين في نوم وسبات عميق.
وبعد أن سيطرت الاحزاب العراقية على حكم العراق أصبح لزاماً ومؤكداً
أن عراقيي الخارج سيبقون معارضة عراقية الى الابد يعارضون السياسة
المنتهجة في العراق لأنها سياسة أحزاب ومصالح فئات وجماعات بعيدة كل
البعد عن المصالح الوطنية، فلذلك من بدأ معارضاً سيبقى معارضاً حتى
لسياسة النظام الجديد بل لمسيرة الوضع الجديد في العراق فمن المؤكد أن
لا يتأقلم من تربى على أنظمة ديمقراطية أن يعيش في ظل الهرج والمرج
وسياسة الوعيد والتهديد والقتل والتشريد،،، فما زال العراق يعيش بعقلية
البعث وتربية نظام البعث فيحتاج الى 30 سنة تقريباً ليتخلص من آثار
نظام صدام ويعيد حساباته ونظرياته حينئذٍ سيكون عراقيو الخارج في عداد
الموتى بعد تلك التضحيات الجسيمة والولاء المطلق للعراق وبعد أن تم
استغلالهم من قبل الاحزاب التي تمركزت في العراق.
[email protected] |