لإنعدام الثقة.. امريكا تحجّم الجيش العراقي  

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: توضح قائمة مشتريات الجيش العراقي لعام 2007 حرص الولايات المتحدة على عدم امتلاك الجيش العراقي سلاح المدفعية والصواريخ، وانظمة الدفاع الجوي والمراقبة والتدقيق، فضلا الطائرات الحربية، فيما اكدت مصادر عسكرية عراقية ان الجانب الاميركي مصر على ابقاء المشتريات تحت اشرافه، واكدت ان الجيش تلقى اسلحة منتهية الصلاحية كمساعدات من بعض الدول مثل باكستان والهند.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى، فضل عدم نشر اسمه، إن الاميركيين يعرقلون تسليح الجيش، مشيراً الى ان عملية التسليح منوطة بهيئة «اف ام اس»، وهي وكالة متخصصة بالمشتريات تعمل بإشراف أميركي. وأوضح ان الجانب العراقي، ممثلا بوزارتي الدفاع والداخلية يقتصر دوره على تقديم قائمة بحاجته من الاسلحة والمعدات والتجهيزات الى الوكالة المذكورة، وينتظر الموافقة التي تأتي تبعا لأولويات يحددها الأميركيون.

وتفيد قائمة المشتريات أن سلاح المدرعات العراقي مكون من 72 دبابة طراز «تي - 55» و77 دبابة «تي - 72»روسية الصنع، و1133 مدفع هاون عيار 60 ملم، لحرب الشوارع. كما تشير الى ان الجيش سيحصل قبل نهاية العام الجاري على 360 عربة هجومية طراز «بي ام بي - 1» روسية الصنع و35 عربة قتال هجومية طراز «كاسكفال» برازيلية، و61 ناقلة جند طراز «ام تي ال بي»، و434 ناقلة جند طراز «بي تي آر - 80» روسية الصنع، و600 عربة مصفحة بولندية طراز «دي زيك»، و60 عربة مصفحة صنع محلي طراز «محافظ»، و440 عربة مصفحة أميركية طراز «بادجر»، ويبدو ان عربات «همفي» ستكون عربة النقل الخفيفة الأساسية لديه، اذ يجري التخطيط لتزويده حوالي 3609 عربات منها، بالاضافة الى 600 عربة جيب «لاندروفر» بريطانية الصنع. بحسب تقرير لـ(الحياة).

وأوضح المصدر الامني ان تجهيز الجيش بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة غير مسموح به أميركياً، مشيراً الى ان الشروط التي يضعها الاميركيون تنص على عدم تسليح الجيش بالصواريخ والمدفعية وأنظمة الدفاع الجوي والمراقبة والتدقيق.

يذكر أن الجيش العراقي السابق كان يملك 2000 دبابة قتال رئيسية، و3300 ناقلة جند وعربة مصفحة وعربة قتال هجومية، و1500 بطارية مدفعية ميدان ثقيلة من مختلف العيارات، بالاضافة الى 250 راجمة صواريخ وآلاف الصواريخ الموجهة المضادة للمدرعات والسفن. ولفت المصدر الى ان الجانب الاميركي يتذرع بـ الخشية من استخدام هذه الاسلحة ضد المدنيين تارة، وببرنامج التسلح المتفق عليه مع وزارة الدفاع العراقية ويقضي بتسليح الجيش، على مراحل من دون الالتفات الى مستوى تسليح العدو (التنظيمات المسلحة) الذي يقاتله وحجم الخطر الحقيقي الذي يمثله.

وعن اسباب تركيز الحكومة والجانب الاميركي على أسلحة من الصين وروسيا وبولندا، اكد المصدر ان الاميركيين لا يتحفظون عن ذلك إلا انهم يراعون الكلفة عند اختيار المنشأ كي لا يثقلوا كاهل موازنتهم، اذ أنهم يدفعون الثمن مناصفة مع الحكومة العراقية. واوضح ان الأسلحة الشرقية قليلة الكلفة، كما انها مفضلة لدى الجيش العراقي.

وعن الاسلحة المنتهية صلاحيتها، قال المصدر إنها ليست ضمن برنامج التسليح الاميركي. وقد وصلت الى الجيش على شكل مساعدات قدمها بعض الدول، استجابة لمناشدة اميركا حلفاءها، وفي مقدمهم باكستان التي تبرعت ببنادق منتهية الصلاحية من عيار 5.52 ملم.

الى ذلك، قال النائب محمود عثمان، أحد أبرز القياديين الاكراد، ان الاميركيين لا يثقون بالعراقيين ولا بقواتهم المسلحة، مشيراً الى انهم غير راغبين في تسليح الجيش كما هو مطلوب، ويعمدون الى التأخير وافتعال المشاكل لتعطيل عملية التسليح، لافتا الى ان الاميركيين لا يحق لهم منع الحكومة من السعي الى تسليح الجيش، بالتعامل مع مصادر تسليح غيرهم كونها خفيفة وثمنها بسيط.

وكان الرئيس جلال طالباني أعلن ابرام صفقة اسلحة مع الصين، فيما اعلن رئيس الوزراء عقد صفقات مشابهة مع دول اوروبية.

بناء قوات جوية عراقية سيستغرق سنوات

من جهة اخرى قال الجيش الامريكي ان بناء قوات جوية عراقية مقاتلة سيستغرق سنوات مشيدا في الوقت نفسه بالتقدم السريع الذي تحققه هذه القوات على ارض الواقع.

واضاف قائد القوات الجوية في القوة متعددة الجنسيات روبرت الارديس، ان بناء قوات جوية عراقية سيستغرق سنوات ولكن هذه الخدمة بالفعل هي مساهمة في الجهد لمكافحة التمرد في هذا البلد.

واشار الى أن القوات الجوية العراقية اصبح لديها حوالي 1200 عامل ونحو 50 طائرة وتشترك اليوم مع الاستخبارات وبعثات المراقبة غير انها لن تقوم بعمليات قصف جوي قبل حلول العام المقبل.

واوضح ان العراق كان في اواخر الثمانينات من القرن الماضي سادس أكبر قوة جوية في العالم حيث كان يملك اكثر من الف طائرة لكن حرب (عاصفة الصحراء) والعقوبات الاقتصادية اضعفت تلك القوة حيث لم تقم الطائرات العراقية في عام 2003 بأي تحليق ضد التحالف كما تم تفكيك البنية التحتية للتدريب.

واكد ان الحكومة العراقية تحتاج الى قوة جوية لمكافحة التمرد موضحا انه في يناير 2007 قامت القوات الجوية العراقية بحوالي 30 طلعة جوية في الاسبوع للقيام بعمليات المراقبة والاستطلاع ونقل البضائع.

واضاف انه في الاسبوع الماضي قامت القوات الجوية العراقية بـ 231 طلعة جوية شاركت فيها طائرات الهليكوبتر والطائرات الثابتة الجناح.

وأعرب الارديس عن اعتقاده بأن عدد الطيارين العراقيين في العام القادم سيصبح أربعة أضعاف ما هو عليه حاليا كما ان عدد الطائرات سيصل الى اكثر من الضعف بحلول شهر اكتوبر من العام المقبل.

واضاف ان القوات الجوية العراقية في نهاية المطاف سيكون لديها ما بين ستة و12 الف عنصر مشيرا الى ان ذلك يتوقف على عدد الطائرات التي يمتلكها العراق.

وكشف عن ان القوات العراقية لديها الان 11 طائرة من نوع (سي ـ 130 اي) ثمانية منها تستخدم للتدريب وثلاث طائرات من نوع (سيسنا) التي لديها القدرة على المراقبة الليلية اضافة الى 16 طائرة جديدة من نوع (هيوي 2) ومروحيات تسلمتها من الولايات المتحدة.

وذكر ان العراق سيتسلم 20 طائرة اخرى قريبا وطائرات مروحية روسية مشددا على ان الهدف الان هو بناء سلاح جو يملك الامكانات اللازمة لمكافحة التمرد.

واشار الى ان بناء سلاح الجو هو مشروع طويل الامد مضيفا انه تم افتتاح اول مدرسة للتدريب على الطيران في العراق مطلع اكتوبر الجاري وان 130 طيارا سيتخرجون منها سنويا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18 تشرين الاول/2007 -6/شوال/1428