الكليجة العراقية آذان العيد وتباشير الفرح

 

شبكة النبأ: "أذان العيد الذي يشم رائحته الجميع" هكذا وصف أحد الأدباء العراقيين صناعة حلوى الكليجة في العراق في آخر ليالي رمضان من كل عام، والتي يختلف العراقيون فيها، أهي موروث شعبي أم طقس ديني، ولكن الجميع يتفق على أنها ناقوس يدق باب العيد في آخر ليالي رمضان ليفتح العيد أبوابه للجميع. بحسب اصوات العراق.

العوائل الكربلائية شأنها شأن الكثير من العوائل العراقية التي تبدأ استعداداتها لاستقبال أول أيام العيد بتهيئة صواني حلوى الكليجة لتقدم للضيوف في أيام العيد أو توزع كثواب على أرواح الأموات في المقابر، تبقى الأذان مفتوحة في كربلاء لمعرفة تباشير أول يوم للعيد هذا العام وخاصة أن عيد الفطر قد يكون السبت أو الأحد القادمين.

يقول الحاج إبراهيم، من أهالي كربلاء ويبلغ العمر 75 عاما، لوكالة (أصوات العراق) "لا أحد يعرف متى بدأت عادة صناعة الكليجة مع أول أيام العيد، إلا إنني اسمع إنها موجودة (على الأقل) منذ القرن الثامن عشر لان جدي المولود في ذلك القرن، كان يقول إن والدته كانت تصنع الكليجة وان لم تكن كما هي عليه في الوقت الراهن."

وفي وصفه للكليجة وصناعتها يقول الحاج إبراهيم "الكليجة نوع من أنواع الاحتفال والفرح بانتهاء شهر رمضان وهي الإعلان على إن الجميع أدى العبادة وهو يوزع الكليجة أو يأكلها تقربا إلى الله وحمدا على انتهاء شهر التوبة والمغفرة."

وعن كيفية صنع الكليجة تقول الحاجة أم حيدر "في ليلة العيد نتهيأ لصنع صينية الكليجة وربما صينيتان حسب القدرة الشرائية للعائلة." مضيفة "في هذه الليلة تقوم نساء البيت بتحضير عدة صناعة حلوى الكليجة وهي الطحين الأبيض و الذي يسمى بالعراقي(نمرة صفر) والسمن والحليب والخميرة."

وتتابع "بعدها نقوم بعجن الطحين بالسمن والحليب دون استخدام الماء ونضع قليل من الخميرة، لتقوم النسوة بعد ذلك  بتقطيع العجين إلى قطع صغيرة نضع في كل قطعة ما نسميه حشو."

وعن المادة التي توضع في حشو حلوى الكليجة، تقول أم حيدر "يتكون الحشو عادة من السمسم أوجوز الهند المطحون (لب غراش) أو الفستق أو التمر أو الحلقوم أو السكر، حسب على ذوق العائلة."

وتشير أم حيدر الى أن النسوة تقوم بعد ذلك "بوضع القطع المحشوة في قوالب لها أشكال مختلفة؛ لكي تكون الكليجة ذات شكل جميل."

وتضيف "بعدها توضع في صينية كبيرة في داخلها سمن حتى لا تلتصق أثناء عملية الشواء وتتفتت لتكون جاهزة لعملية الشواء في أفران الصمون أو الفرن الكهربائي في البيت."

من جانبها تقول المعلمة أمل الزيدي عن توقيت صنع الكليجة "في السابق كان السهر حتى بعد منتصف الليل، ما بين عملية التحضير ومن ثم عملية الشواء في أفران الصمون الموجودة في المحلة."

لكنها تستدرك  "أما الآن وبعد أن تغير الوضع الأمني، صار صنع الكليجة يتم بعد إفطار اليوم الأخير من رمضان، بسبب صعوبة السهر في ظل هذا الوضع الأمني الحالي بحيث تكون صينية الكليجة جاهزة قبل انتصاف الليل."

وعما يفعل الكربلائيون بالكليجة بعد شيها تقول الزبيدي "في صباح  يوم العيد نقوم بتوزيع بعض القطع على الجيران ونأخذ الباقي إلى مقبرة الوادي في كربلاء؛ لتوزيعها كثواب على أرواح الموتى من أهلنا."

وتضيف "لكننا في المقابل نحن نحصل على كليجية من نوع آخر وبحشو يختلف عما وضعناه في كليجتنا من زوار المقبرة الآخرين."

أما المتقاعد محمد عبد الله وذكرياته مع الكليجة فيقول "في كل عيد اذهب مع صلاة الفجر إلى ضريح الإمام الحسين (ع)، ولا اذهب إلا ومعي عدد من قطع الكليجة لأوزعها على الزوار هناك."

فعبد الله  يعتقد أن "الكليجة ليست طحينا معجونا بالسكر أو الدهن." مشيرا الى أنها أي صناعة الكليجة "موروث شعبي أكثر منه ديني، لكنها عادات الشعوب، وهي قاسم مشترك لكل مسلمي العراق وربما دول إسلامية أخرى أيضا."

لكن ليس كل الكربلائيين يشوون الكليجة في بيوتهم بل  بعضهم  يقومون بإرسالها الى الأفران في مناطق سكناهم و هي التي تقوم بالعملية، حيث يقول صاحب فرن الإيمان علي أحمد" منذ أربعين عاما وأنا اشوي الكليجة ولم تنقطع هذه العادة في كربلاء عند كل عيد."

ويضيف "سابقا كنا نسهر حتى الصباح، حيث كانت العوائل تبقى أمام أبواب الأفران حتى يكتمل الشواء."

ويتابع "أما الآن فنقوم بشي ربما نفس الكميات من صواني الكليجة، إلا أن العوائل لا تسهر معنا فيضطر بعضهم إلى ترك الصينية في الفرن ويستلمها عند الفجر، حيث نبقى نحن حتى الفجر لتأدية العمل."

أما صاحب فرن صمون الإمام خالد حسون فيقول في كربلاء فيقول "نحن كأصحاب أفران هيأنا كل شيء لهذه الليلة، لأنها لا تتكرر إلا مرتين في العام في عيد الفطر وعيد الأضحى."

ويتحدث عن ارتفاع أسعار شي حلوى الكليجة في الأفران بسبب " ارتفاع أسعار النفط الأبيض الذي تستعمله الأفران في عملها."

ويضيف "برميل النفط الأبيض في العام الماضي كان سعره الرسمي 25 ألف دينار، وأصبح الآن 45 ألف دينار أما السوق السوداء فقد ارتفع إلى أربعة أضعاف مع ارتفاع سعره الطبيعي."

لكن في كربلاء تبقى الكليجة أحد تباشير قدوم يوم العيد، في انتظار أن تقدم في الصباح الباكر لأول ضيف يطرق الأبواب مهنئا بقدوم العيد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16 تشرين الاول/2007 -4/شوال/1428