هل تصبح البصرة أهدأ بعد خروج القوات البريطانية؟

 شبكة النبأ: كانت البصرة في الفترة القريبة من هذه السنة 2007 مدينة شبه مشتعلة بالمشاكل والمواجهات المسلحة وكانت هذه المواجهات تعمل على طرفين بصورة مرعبة فقد كانت القذائف تضرب القصر الرئاسي من قصور الدكتاتور السابق صدام ضد القوات البريطانية المتمركزة فيه وتندلع المواجهات المسلحة بين الفصائل ذاتها رغبة في السيطرة على المحافظة.

الا ان البصرة تمتعت اخيرا ببعض الهدوء وارتياح مواطنيها وظهر ذلك من خروجهم غير المستفز على شواطئ ومتنزهات واسواق وشوارع البصرة المطلة على النهر بعد اربع سنوات من الخوف ويقولون ان مدينتهم باتت أكثر هدوءا منذ انسحبت القوات البريطانية من قصر البصرة الذي يعود الى عهد صدام حسين والذي كانت تتخذه قاعدة لها.

ويقول مسؤولون بمدينة البصرة ان حوادث الاغتيالات السياسية والعنف الطائفي لا تزال مستمرة ولكن على نطاق أضيق منها في أي وقت منذ دخلت القوات البريطانية المدينة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. بحسب رويترز.

وكانت قذائف المورتر والصواريخ ونيران الاسلحة الصغيرة تستهدف القصر يوميا مما عرض للخطر حياة البريطانيين والعراقيين على السواء في البصرة ثاني أكبر مدن العراق.

وبالنسبة لكثير من سكان البصرة فان انسحاب القوات البريطانية قبل نحو شهر قد أزال هدفا محققا.

وقالت ربة المنزل خيرية سلمان التي تعيش قرب القصر: الوضع هذه الايام أفضل.. كنا نعيش في جحيم... المنطقة هادئة منذ الانسحاب.

واتفق الموظف الحكومي وسام عبد السادة معها في الرأي وقال: لم نعد نسمع اصوات الانفجارات التي كانت تهز المنازل وتروع نساءنا وأطفالنا.

وتتمتع البصرة الواقعة في جنوب العراق الذي تسكنه أغلبية شيعية بأهمية استراتيجية كبيرة كمركز لصادرات النفط الحيوية للبلاد التي تمثل 90 في المئة من عائداتها وكمركز للاستيراد والتصدير في الخليج.

وشهدت المدينة نصيبها من العنف في صراع طائفي وهجمات من جانب جماعات مسلحة قتل خلالها عشرات الالاف من العراقيين منذ غزو العراق للاطاحة بصدام حسين.

وفي الوقت الذي كانت فيه القوات البريطانية هدفا متكررا حيث قتل 41 جنديا هذا العام وهو أكبر عدد يقتل في عام واحد منذ عام 2003 كانت البصرة أيضا مسرحا لحرب بشأن النفوذ بين جماعات متنافسة.

وكانت المعارك تندلع بشكل رئيسي بين ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي تهيمن ميليشيا بدر الجناح العسكري التابع له على الشرطة في معظم الجنوب وحزب الفضيلة الاصغر.

وتتصارع الجماعات الثلاث على التفوق السياسي.. فالعنف الذي أصبح جزءا من تركيبة حياة البصرة لم يهدأ تماما بالمدينة منذ غادر نحو 500 جندي بريطاني القصر الواقع بوسط المدينة الى القاعدة الجوية الكبيرة بضواحيها أوائل سبتمبر أيلول.

وقتل مسلحون مساعدا دينيا للمرجع الشيعي اية الله السيستاني قبل ذلك بأسبوع. غير أن البعض كان يختلف في الرأي حتى قبل تلك الهجمات بشأن ما اذا كانت المدينة أكثر أمنا الان من أي مكان اخر في الجنوب.

وفي أغسطس اب اغتيل محافظا المثنى والديوانية بجنوب العراق وهما من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي.

وقال عضو مجلس محافظة البصرة مناضل المياحي ان الوضع الامني تدهور خلال الشهور الثلاثة الاخيرة.

وأضاف: تزايدت الاغتيالات السياسية.. وعمليات السطو المسلح والخطف... لكن ذلك لا يمت بصلة للانسحاب البريطاني.. كل ما تغير بعد رحيل القوات البريطانية هو أن قصف القصر قد توقف.

وقال الموظف الحكومي مهدي عبيد (39 عاما) كان وجودهم مزعجا ومستفزا في أغلب الاوقات.. وانها امنية قد تحققت.

وسيقود هذا الانسحاب الى عملية خفض مزمعة في عدد القوات البريطانية الى حوالي 5000 وسلمت بريطانيا بالفعل السيطرة الامنية في ثلاث محافظات أخرى بالجنوب الى السلطات العراقية.

وقال تقرير ربع سنوي أصدرته مؤخرا وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاجون) ان الوضع الامني في جنوب العراق تحول بشكل ملحوظ الى الاسوأ في اغسطس اب مضيفا أنه يمكن ان تكون هناك زيادة في الاقتتال بين الجماعات الشيعية في أنحاء الجنوب بعدما كان متركزا في البصرة. 

وكان البعض يخشى أن يؤدي انسحاب القوات البريطانية الى زيادة العنف في البصرة. ووصف التاجر فارس محمد علي الجنود البريطانيين بأنهم فزاعات.

وقال: صراحة لم أكن أريد أن تنسحب القوات البريطانية.. ليس لاني كنت أحبهم وانما بسبب خوفي من الفصائل والجماعات المسلحة.. انها في صراع متواصل يمكن أن يحرق المدينة يوما ما.

لكن البصرة حتى الان تبدو أكثر هدوءا وأمنا بالنسبة لبعض الاسر التي بدأت تخرج في الليل للتجول على ضفتي شط العرب وهو شيء كان من غير الممكن التفكير فيه قبل فترة قصيرة.

وقالت بيداء رزاق لرويترز بينما كانت تمشي برفقة ابنها: قبل نحو عام أو ستة أشهر كنا نخشى الخروج الى هذا المكان.. اعتاد المحتلون المجيء الى هنا، في اشارة الى القوات البريطانية التي كانت متمركزة في البصرة منذ غزو العراق.

براون بحث تسليم المهام الامنية بالبصرة

وأوضح براون خلال زيارته الاخيرة للعراق أن قراراً بشأن مستقبل قوات بلاده هناك، وقوامها 5500 جندي، قد يتخذ عند عودة البرلمان من عطلته الصيفية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

إلا أن رئيس الحكومة البريطانية رفض، وفي خطاب إلى زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض مينزيس كامبل، مطالب بإعادة النظر في إستراتيجية العراق، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وأكد التمسك بالإستراتيجية الراهنة في العراق في خطاب جاء فيه: كما أوضحت سلفاً، قرارات حجم القوات البريطانية ووضعها في العراق تمليه الأوضاع على أرض الواقع.

وشدد على أن بريطانيا، ستوفي بكامل التزاماتها تجاه حكومة وشعب العراق والأمم المتحدة رافضاً الدعوات المطالبة بوضع جدول زمني محدد يؤدي لتقويض التزاماتنا الدولية، ويعيق مهام قواتنا المسلحة ويزيد من المخاطر التي يواجهونها.

وكان الجنرال جاك كين، نائب قائد أركان الجيش الأمريكي إبان غزو العراق، اتهم القوات البريطانية السماح بتدهور الأوضاع الأمنية إلى الأسوأ في جنوبي العراقي.

وحذر بأن على الجيش الأمريكي ملء الفراغات حال قرار بريطانيا سحب أعداد كبيرة من قواتها هناك.

وإلى ذلك، يراقب البريطانيون عن كثب لمعرفة ما إذا كان براون سينتهج ذات السياسة التي أتبعها سلفه طوني بلير، المتقاربة مع الولايات المتحدة.

ورأى مراقبون أن سياسة التقارب مع سياسة واشنطن في دعم الحرب على العراق، ساهمت في تدني شعبية بلير.

وقال براون إن العلاقات مع الولايات المتحدة، وأوروبا والأمم المتحدة مهمة لتحقيق مجموعة من أهداف السياسية الخارجية الجديدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 7 تشرين الاول/2007 -24/رمضان/1428