جميع العراقيين- بإستثناء الاكراد- يرفضون خطة الكونغرس لتقسيم البلد

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: في تصريحات مثلت وحدة الرأي النادرة جدا لدى العراقيين رفض اغلبية المسؤولون الشيعة والسنة الخطة التي وافق عليها مجلس الشيوخ الاميركي لتقسيم العراق في حين رحب بها القادة الاكراد واعتبروها "الحل الامثل لمشاكل البلاد".

وقد رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خطة مجلس الشيوخ الاميركي لتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم شيعية وسنية وكردية ووصفها "بالكارثية".

وقال المالكي لتلفزيون العراقية وهو في طريق عودته من نيويورك حيث شارك في الجمعية العامة للامم المتحدة الى بغداد ان المسألة تخص العراقيين وهم حريصون على الحفاظ على وحدة البلد.

وقال ان الداعين لمثل هذا القرار يجب ان يقفوا الى جوار العراق ويعززوا وحدته وسيادته بدلا من ان يقترحوا تقسيمه فهذا سيكون كارثة لا على العراق فقط بل على المنطقة.

وكان مجلس الشيوخ الاميركي وافق بغالبية 75 مقابل 23 على قرار غير ملزم بشأن تقسيم العراق الى ثلاثة كيانات طائفية شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية في الشمال.

ويرى المدافعون عن الخطة انها الحل الوحيد لوضع حد لاعمال العنف التي تهز العراق. ورعى الخطة السناتور الديموقراطي المرشح الى الانتخابات الرئاسية جوزف بيدن الذي قدمها على انها المفتاح السياسي للسماح بحسب القوات الاميركية مع منع الفوضى في العراق.

الا ان ادارة الرئيس جورج بوش رفضت تقسيم البلد الى دول عدة على اساس الطوائف المختلفة. وهذا التصويت الرمزي يشكل قبل اي شيء تطورا جديدا في النقاش السياسي الداخلي في الولايات المتحدة حول الملف العراقي.

وقد اثار موجة غضب في العراق حيث تبقى مسالة الفدرالية موضوعا حساسا للغاية في حين تجتاح البلد اعمال عنف طائفية.

ودعا المالكي مجلس النواب العراقي للاجتماع والرد رسميا على قرار مجلس الشيوخ.

من جهته قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي الوكيل الشرعي للمرجع الاعلى علي السيستاني في صحن الامام الحسين وسط كربلاء، اعتبر مقدمو هذه المشروع انه الحل الافضل لاخراج العراق من الفوضى التي تعمه وانه يقدم حلا سياسيا لهذا البلد لكنه ليس من مصلحته.

واضاف الكربلائي، اود التوجه بالدعوة الى جميع الاخوة سواء كانوا من المسؤولين والكتل السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وجميع الكيانات الدينية والثقافية بعدم الاصغاء والالتفات لاي مشروع يتضمن تقسيم العراق على اساس طائفي او عرقي.

كردستان ترحب بقرار الكونغرس تقسيم العراق فدراليا 

من جهتها رحبت رئاسة إقليم كردستان العراق، بقرار الكونغرس الأمريكي حول تقسيم العراق على أسس فدرالية، قائلة ان ذلك سيعني "إعادة" بناء للعراق على أساس الوحدة الطوعية.

وقال بيان لديوان رئاسة إقليم كردستان الذي يرأسه مسعود البارزاني وتلقت وكالة (أصوات العراق) نسخة منه، ان مواطني وحكومة إقليم كردستان العراق، يرحبون بقرار مجلس الشيوخ الأمريكي لإعادة بناء العراق على أسس فدرالية، وهو قرار يؤكد ثوابت الدستور العراقي.

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي صوت، الأربعاء، على خطة لتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات وفق أسس فدرالي، وحصل المشروع غير الملزم على موافقة نحو ثلثي الأصوات (73 صوتا).

وتنص الخطة التي رفضها البيت الأبيض، على وضع "نظام فيدرالي" حسبما يسمح الدستور العراقي، والحيلولة دون أن يتحول العراق إلى دولة تعمها الفوضى.

وأضاف البيان، ان الفدرالية لا تعني التقسيم، ولكن هي الوحدة الطوعية والحل الوحيد للمشكلة العراقية..

واعتبر بيان الرئاسة الكردية، ان الفدرالية اعتراف بحقوق وواجبات جميع مكونات العشب العراقي، بما فيها شعب كردستان الذي يناضل منذ عشرات السنين.

وأوضح ان الفدرالية ستضمن الأمن والديمقراطية مبينا انها ستعني إرساء الأمن والاستقرار والحرية، وتضمن عدم إعادة الدكتاتورية.

القبانجي: تقسيم العراق مبدأ مرفوض 

من جهة ثانية قال صدر الدين القبانجي، إن قرار مجلس الشيوخ الأمريكي هو تدخل في الشأن العراقي، فهو يقر مبدأ التقسيم وهو مبدأ مرفوض، لان الدستور العراقي يقر مبدأ الفدرالية.

وأوضح إمام وخطيب جمعة النجف في الحسينية الفاطمية أن القرار الغير ملزم لمجلس الشيوخ الأمريكي، الذي اقر بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام، قسم سني وقسم شيعي وقسم كردي، هو قرار يكرس مبدأ التقسيم، وهو مبدأ مرفوض، أما الفدرالية أمر مقبول كما هو موجود في الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات، وعندما يعرض المشروع كمشروع تقسيم فهو عرض سلبي .

وأضاف أن  الشأن هو شأن عراقي وليس لمجلس الشيوخ الأمريكي رأي فيه، لأن الدستور العراقي يقر مبدأ الفدرالية وليس مبدأ التقسيم.

وحول الحراك السياسي العراقي الخارجي والداخلي قال القبانجي  إن  المحطة الداخلية ليست اقل أهمية من المحطة الخارجية، والأمرين لابد منهما، لأن العالم لا يملك رؤيا صحيحة عن العراق، فالحركة مطلوبة وصحيحة، ويجب أن تكون الحركة الخارجية تدعيما للحركة الداخلية.

وحول توجه بعض السياسيين العراقيين سنة وشيعة إلى المرجعية الدينية في النجف، رأى القبانجي أن رسالة المرجعية الدينية هي وحدة العراقيين سنة وشيعة، فهي لا تملي أية شروط على السياسيين العراقيين، لكنها ليست مع التفرقة، فيه تدعم السني بمقدار دعمها للشيعي، و تدعم كل الكيانات السياسية، و تطالب بوحدة الصف والموقف.

وتابع القبانجي، نحن مع عودة الكتلة الصدرية إلى الائتلاف، ومع تصحيح مسار الائتلاف .

وفي تعليقه على مشروع تشكيل المفوضية العليا للانتخابات المعروض على مجلس النواب العراقي على أساس المحاصصة.

 قال القبانجي، هناك مشروع مطروح على مجلس النواب العراقي، لتشكيل المفوضية العليا للانتخابات على أساس المحاصصة الحزبية، وهذا خطا جسيم إذ ستقسم المحافظات على أساس الأحزاب والكتل السياسية، ونحن ندعو مجلس النواب العراقي لمتابعة هذا الموضوع، ومنح مطلق الحرية للمفوضية، في إن تكون مستقلة في عملها، ونرفض أن تكون الانتخابات على أساس التحزب أو التكتل.

حزب تركماني يرفض القرار

واعتبر حزب توركمان إيلي العراقي، قرار الكونغرس الامريكي "أمرا مرفوضا"؛ لأن العراق وشعبه هم من يقرر مصير البلد لا غيرهم.

وقال حزب توركمان إيلي وهو من الاحزاب المعروفة في محافظة كركوك، في بيان تلقت وكالة(أصوات العراق) نسخة منه، نستنكر القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا، بالموافقة على تقسيم العراق الى كيانات طائفية وعرقية، كما نرفض في كل الأحوال إصدار اوامر للعراقيين لتغيير مستقبلهم ومستقبل بلدهم.

وأشار البيان إلى أن المشروع الذي يقرر مصير العراق وشعبه هو مشروع مكونات الشعب العراقي، لا غيرهم.

وأضاف بيان الحزب التركماني ان قرار تقسيم العراق، أمر خطير ويمثل تجاوزا لا يمكن السكوت عنه على سيادة العراق، داعيا الشعب العراقي الى رفع الصوت ضد المشروع الأمريكي الذي يدعو إلى تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق سنية وشيعية وكردية.

وناشد البيان كافة الكتل السياسية ان تتجاوز خصوماتها وتعمل على وحدة الصف؛ من أجل الوقوف صفا واحدا أمام محاولة تمرير مشاريع وقرارات تستهدف تقسيم العراق الى كيانات طائفية وعرقية.

ووصف مشروع الكونغرس بأنه خروج على القانون الدولي وسيادة بلد عضو في الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة.

الجامعة العربية تنتقد قرار التقسيم

من جهتها انتقدت الجامعة العربية ونائب للرئيس العراقي قرارا مجلس الشيوخ الامريكي.  وقال على الجاروش مدير ادارة العلاقات العربية بجامعة الدول العربية، ان أول صور مواجهة هذا القرار التقسيمى يكون بالدخول العربى بقوة الى الساحة العراقية والوقوف الى جانب الشعب العراقى الشقيق لمساعدته فى القضاء على هذا التوجه المعادى للمصالح العربية وتقديم مايلزم من تضحيات لاخراج القوة المحتلة من العراق بكل أشكالها وأصنافها وتمكين شعب العراق من استعادة استقلاله وسيادته وسيطرته على ثروته ومقدراته.

وفسر القرار على نطاق واسع على انه اقتراح لتقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي الى مناطق سنية وشيعية وكردية.

التعاون الخليجي ينتقد خطة التقسيم ويحذر من نتائجها 

من جهة اخرى أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قرار يدعو إلى تقسيم العراق، وأكد أنه سيزيد من تعقيد الأمور بالعراق.

وحذر الأمين العام للمجلس عبد الرحمن العطية في تصريح، من أن مثل مشاريع التقسيم التي يتحدثون عنها ستضيف تعقيدات جديدة على الأوضاع العراقية المعقدة أصلا، وباعتبار أن ما يجري في العراق يسوء يوما عن يوم.

ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية كلا من المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر والبحرين.

والخطة رعاها السناتور الديمقراطي والمرشح إلى الانتخابات الرئاسية جوزيف بايدن الذي قدمها على أنها المفتاح السياسي الذي سيتيح انسحاب القوات الأمريكية من العراق ومنع انتشار الفوضى فيه في الوقت نفسه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 تشرين الاول/2007 -18/رمضان/1428