
شبكة النبأ: تقدم رهبان بوذيون
تظاهرة جمعت اكثر من مئة الف شخص في شمال رانغون ببورما فيما شارك
حوالى 30 الف شخص بينهم اكثر من 15 الف راهب بوذي في مسيرة وسط المدينة
وعبروا امام مقر الرابطة الوطنية للديموقراطية التي ساهمت في تاسيسها
عام 1988 المعارضة اونغ سان سو تشي.
ويحظى الرهبان البوذيون الذين يشكلون رأس حربة المعارضة ضد المجلس
العسكري الحاكم في بورما ويقومون منذ اسبوع بتظاهرات سلمية في رانغون
بنفوذ معنوي كبير ورصيد هائل لدى السكان المتدينين.
وقالت مواطنة من بورما معلقة على موقف الرهبان الجريء دفاعا عن شعب
يعيش منذ 45 عاما في ظل حكم عسكري، نعتقد انه من الممكن لهم النجاح لان
طيبة حقيقية تدفعهم الى التحرك. وقالت وعيناها تدمعان من شدة الفرح، كل
جيراننا يصلون. الكل يتحدث عن الرهبان. بحسب فرانس برس.
وسبق ان شارك رهبان بوذيون في صراعات وحركات مطالبة شعبية اولا ضد
المستعمر البريطاني حتى نيل بورما استقلالها قبل ستين عاما ثم عام 1988
حين قمع المجلس العسكري بعنف تظاهرات مطالبة بالديموقراطية.
اونغ سان شعلة الأمل في بورما
وتخوض المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي التي تمكنت من الخروج
للحظات من محل اقامتها الجبرية لتحية الرهبان الذين يتظاهرون في رانغون
معركة سلمية لا هوادة فيها منذ 1988 من اجل تحقيق الديموقراطية في
بلدها.
وهذه المراة الحاصلة على نوبل للسلام عام 1991 والتي يتقاطع صوتها
الرقيق وقوامها القصير النحيل مع شجاعة سياسية تتخطى كل المحن خاضعة
لاقامة جبرية في منزلها منذ عام 2003. وقد دعت سو تشي دائما الى
الابتعاد عن العنف في بلد تديره حكومات عسكرية متعاقبة منذ 1962.
وفي عام 1999 قالت سو تشي في حديث لفرانس برس، انهم (الجنرالات) لا
يدركون معنى كلمة (حوار).. انهم يعتقدون انها نوع من المباراة فيها شخص
رابح واخر خاسر.. وربما يخشون من الا يتمكنوا من الفوز.
ويقول احد السياسيين ان نظام الجنرال ثان شوي يخشى شعبيتها "كما
يخشى الطاعون" مذكرا بان سيدة رانغون تعرضت في السنوات الاخيرة لفترات
طويلة من تحديد الاقامة والعزلة رغم استياء المجتمع الدولي.
وتعلمت سو تشي ابنة اونغ سان بطل استقلال بورما الذي اغتيل عام 1945
والتي ولدت في 19 حزيران/يونيو 1945 في افضل مدارس رانغون قبل ان
تستكمل دراستها في الهند حيث عينت والدتها سفيرة عام 1960 ثم في
اوكسفورد.وخلال عملها كاستاذ مساعد في مدرسة الدراسات الشرقية في لندن
تزوجت سو تشي البريطاني مايكل اريس الاستاذ الجامعي المتخصص في شؤون
التيبت والبوذية الذي انجبت منه طفلين.
توقيف عشرات المتظاهرين واطلاق
الغاز المسيل للدموع
واستخدمت الشرطة البورمية الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو الف
متظاهر يتقدمهم رهبان بوذيون في رانغون كما افاد شهود عيان.
وقامت الشرطة بتوقيف عشرات المدنيين والرهبان البوذيين بعد ان
اعترضت اول تظاهرة الاربعاء في رانغون وانهالت ضربا على المتظاهرين كما
افاد شهود عيان.
وقال الشهود انهم رأوا ثلاث شاحنات للشرطة مليئة بالمتظاهرين
الموقوفين. وكان شهود عيان افادوا ان عناصر الشرطة المسلحين بعصي
انهالوا ضربا على متظاهرين في رانغون حيث ضربوا بدون تمييز طلبة ورهبان
بوذيين تجمعوا بالقرب من معبد شويداغون الشهير. واوضح هؤلاء الشهود ان
المتظاهرن المقدر عددهم بنحو سبعمئة هربوا فيما كان الجنود يسدون
المنافذ في القطاع.
وقد وضع جنود مسلحون اسلاكا شائكة على احدى جادات رانغون بالقرب من
معبد شويداغون الشهير حيث بدأ مئات الاشخاص معظمهم من الشبان التجمع
على ما افاد شهود عيان. واوضحت هذه المصادر ان الجنود سدوا هذا المحور
الرئيسي امام المتظاهرين الذين كان بينهم عدد قليل فقط من الرهبان
البوذيين. وقال احد الرهبان لوكالة فرانس برس "سنواصل مسيراتنا ونحن
نفعل ذلك من اجل خير الشعب وامنه".
الصين تمارس نفوذا فعليا على بورما
من جهة اخرى يرى المحللون ان نفوذ بكين على حليفتها بورما اتاح حتى
الان تجنب حصول حملة قمع دامية للحركة الاحتجاجية الجارية حاليا ضد
السلطة العسكرية في هذا البلد غير ان هذا التاثير قد تظهر حدوده قريبا.
وقال وين مين خبير شؤون بورما في جامعة تشيانغ ماي بتايلاند، من
الواضح ان المجلس العسكري يخضع لضغوط صينية لدفعه الى ايجاد تسوية
سلمية للازمة. واضاف، اذا لجأ المجلس العسكري الى استخدام العنف فلن
يعود في وسع الصين عندها الدفاع عن بورما في مجلس الامن الدولي. بحسب
فرانس برس.
وكانت الصين حليفة بورما التي تمدها بالغاز استخدمت حق الفيتو في
كانون الثاني/يناير في مجلس الامن ضد قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان
في بورما.
غير ان بعض المحللين يعتبرون ان النفوذ الصيني الذي ازداد مع انغلاق
جنرالات بورما المتزايد عن باقي العالم يصطدم بتصميم بكين على عدم
التدخل في شؤون هذا البلد الداخلية وحرصها على مصالحها التجارية.
بوش يعلن في الامم المتحدة عقوبات
ضد بورما
من جهة ثانية اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش في الامم المتحدة
عقوبات اميركية جديدة ضد المجلس العسكري الحاكم في بورما وذلك لمساعدة
حركة الاحتجاج الداخلية وممارسة ضغط على النظام في رانغون.
وقال بوش امام مندوبي 192 دولة عضوا يشاركون في الاجتماع السنوي
للجمعية العامة للامم المتحدة، ستشدد الولايات المتحدة عقوباتها
الاقتصادية بحق قادة النظام ومن يدعمونهم ماليا. بحسب فرانس برس.
واعلن حظرا واسعا على منح تأشيرات دخول للمسؤولين عن اكثر انتهاكات
حقوق الانسان جسامة اضافة الى افراد عائلاتهم معربا عن استيائه للوضع
في بورما حيث يتحدى الاف المتظاهرين منذ اسابيع النظام العسكري الحاكم.
بورما: بطاقة تعريف
تعتبر بورما حيث يواجه المجلس العسكري الحاكم حركة احتجاج شعبي
متزايدة يتقدمها رهبان بوذيون من الدول الاكثر عزلة وفقرا في العالم
بالرغم من مواردها المهمة ولا سيما بالغاز الطبيعي.
الموقع الجغرافي: يحد بورما غربا بنغلادش والهند وشمالا الصين وشرقا
لاوس وتايلاند وتمتد سواحلها جنوبا على طول 2832 كلم.
المساحة:676552 كلم مربعا.
السكان: 51 مليون نسمة (ارقام البنك الدولي عام 2006) يتوزعون الى
بورميين (68%) وعدة اقليات بينها اقلية شان (9%) في الشرق واتنية كارن
(7% معظمهم مسيحيون) في الجنوب الشرقي ومون في الجنوب وكاشن في الشمال
الشرقي.
متوسط الحياة: 61 عاما (البنك الدولي 2005)
معدل الوفيات بين الاطفال: 105 في الالف للاطفال ما دون الخامسة من
العمر 75 في الالف للاطفال ما فوق الخامسة من العمر (البنك الدولي).
العاصمة: اعلن المجلس العسكري الحاكم مدينة نايبيداو (وسط) عاصمة
ادارية جديدة للبلاد وهي تقع في منطقة محاصرة بالجبال على مسافة حوالى
400 كلم شمال رانغون على طريق ماندلاي.
اللغة الرسمية: البورمية الى جانب لغات محلية كثيرة.
الديانات: البوذية (85%) والمسيحية (4%) والاسلام (4% من اتنية
روهينجيا) والهندوسية والاحيائية (1%).
التاريخ: بعد ثلاث حروب متتالية بين البريطانيين والبورميين
(1824-1826 1852 و1885) ابعد البريطانيون الملك تيباو وضموا بورما التي
اصبحت اقليما في امبراطورية الهند (1886). منحوها حكما ذاتيا محدودا
(1937) لكنها خرجت عن سيطرتهم عند الاجتياح الياباني (1942-1945). وفي
الرابع من كانون الثاني/يناير 1948 حصلت بورما على استقلالها بعد سنة
على اغتيال انونغ سان بطل الاستقلال ووالد اونغ سان سو تشي زعيمة
المعارضة الديموقراطية حاليا الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991 وهي
حاليا في الاقامة الجبرية.
وتحكم مجالس عسكرية البلاد بيد من حديد منذ 45 عاما (اذار/مارس
1962) وفي اب/اغسطس 1988 تعرضت انتفاضة شعبية طالبت بالديموقراطية
وشارك فيها رهبان لحملة قمع عنيفة اسفرت عن سقوط ثلاثة الاف قتيل.
النظام: دكتاتورية عسكرية برئاسة الجنرال ثان شوي رئيس مجلس السلم
والتنمية.
الاقتصاد: بالرغم من امتلاك بورما موارد طبيعية من النفط والغاز
والذهب والياقوت الاحمر والتيك والنحاس فان 25% من عائلات البلاد تعيش
تحت عتبة الفقر بحسب البنك الدولي. وبورما من كبار منتجي الافيون.
سياحة: +59% بين 2000 و2005 وقدر عدد السياح عام 2004 ب657 الفا.
اجمالي الناتج الداخلي للفرد: 220 دولارا (يونيسف 2003). |