صحوة العشائر في المنطقة الغربية من العراق تؤتي ثمارها

 شبكة النبأ: بدات المنافذ تضيق شيئا فشيئا على القوى الارهابية والتخريبية في العراق بعد التنامي النوعي في النطاق الامني وخصوصا تاثير العشائر العراقية في المنطقة الغربية من العراق وقيامهم بشكل حازم للتصدى للقوى الدخيلة على الروح العراقية إضافة الى تنامي القوى الامنية وزيادة الوعي الجماهيري باتجاه الوطنية ولزوم النهضة والعمل والانخراط ضمن الدولة العراقية الجديدة بدل التخريب وتعطيل الحياة.

وكان من جملة الاشياء المؤثرة هي شبه انقطاع الطريق المؤدي الى سوريا والاردن بسبب القوى الارهابية التي كانت تتصدى للمسافرين وتقوم بقتلهم صبرا ، وقد شهد ذلك الطريق كثير من الحوادث والفواجع للعراقيين المسافرين الى هناك.

وقبل ستة أشهر كان كثيرون من المسافرين العراقيين يعتبرون سلوك الطريق الصحراوي الممتد من بغداد الى سوريا والاردن المجاورين والذي يسيطر عليه مسلحون نوعا من الانتحار.

والان يقول جمال السائق العراقي ان مسلحي القاعدة الذين دأبوا على اختطاف الركاب الشيعة وقتلهم قبل ان يسرقوه هو ورفاقه باتوا ذكرى.بحسب تقرير رويترز.

وقال جمال وهو ينتظر ان تمتلئ سيارته التي تسع سبعة ركاب استعدادا للسفر الى سوريا يسلك كثيرون هذا الطريق في الوقت الحالي.

يبدو التردد واضحا على البعض ولكنك دائما ما تسمعهم يعترفون عند الحدود بان الرحلة سارت بامان عبر نقاط تفتيش لا تحصى دون ان يظهر مسلحون.

وتغيرت الاوضاع الامنية على طريق الانبار السريع اثر تشكيل تحالف قبلي سني نجح في قمع اعمال العنف في الانبار اثر فشل متكرر من جانب واشنطن وبغداد.

وشكا عراقيون كثيرا من غياب الامن على الطريق الذي يبدأ من بغداد ويتجه غربا الى محافظة الانبار التي تقطنها اغلبية سنية ومنها الى الاردن وسوريا.

وتزايد الخطر بالنسبة للشيعة الذين يسافرون عبر الانبار عقب تفجير مسجد شيعي في سامراء في فبراير شباط 2006 مما ادى لموجة من العنف الطائفي اريقت فيها الدماء.

وتتكلف رحلة الحافلة التي تستغرق عشر ساعات عبر صحراء شاسعة وصولا الى عمان 35 دولارا ويمكن لقلة من المسافرين تحمل تكلفة البديل وهي تذكرة طائرة اذ تصل قيمتها الى 900 دولار ذهابا وعودة.

لم يسلك ابو قصي الطريق لسنوات ولكنه قرر السفر بعدما اصر اقاربه على انه اضحى امنا مرة اخرى.

ويقول هذه أول مرة اسافر فيها على الطريق منذ اربع سنوات.. قتل الارهابيون اصدقاء لي على هذا الطريق في العام الماضي.. ولكن منذ ذلك الحين يبدو ان الجميع يسلكونه ولم نسمع عن اي حوادث.

ورغم استمرار ورود بلاغات عن جرائم قتل طائفي وسرقات على الطريق السريع تراجعت اعمال العنف تراجعا حادا منذ ان اخذ التحالف القبلي بزمام المبادرة في وقت سابق من هذا العام.

واطلق على التحالف مجلس صحوة الانبار وأعلن الحرب على القاعدة في العراق بعدما انفض سكان المحافظة من حول المسلحين نتيجة جرائم القتل ضد سكانها دون تتميز.

وزار الرئيس الامريكي جورج بوش الانبار في وقت سابق من الشهر في زيارة رمزية تهدف لابراز احساس جديد بالاستقرار.

ويقوم أكثر من 20 ألف رجل شرطة معظمهم من السكان المحليين بالحفاظ على الامن في المحافظة التي أضحت الى حد كبير خالية من مسلحي القاعدة.

ويقول رجل الاعمال الشيعي طالب محسن انه رغم تحسن الاوضاع الامنية فان اعصابه تتوتر قبل رحلاته المتكررة على الطريق.

ويقول قبل قليل من احتلاله مقعده في سيارة كبيرة تكلفة الرحلة فيها 50 دولارا ينتابني خوف دائم من حدوث شيء ما.. ولكن حين أكون على الطريق يطمئن قلبي حين ارى نقاط التفتيش العديدة.

ويضيف مازالت تنتابني مخاوف غير منطقية ولكن هذا لانك لا تستطيع نسيان مثل هذا الماضي العنيف بسهولة.

وقبل 11 يوما اظهر اغتيال عبد الستار ابو ريشة مؤسس وزعيم مجلس صحوة الانبار الذي اجتمع مع بوش خلال زيارته للمحافظة ان القاعدة لا زالت نشطة بغرب العراق.

ويعتقد وكيل السفريات ايمن محمد (43 عاما) ان تأثير اغتيال ابو ريشة على حركة السفر كان أقل من تأثير شهر رمضان.

وقال محمد من مكتبه بوسط بغداد عدد المسافرين أقل في رمضان لان الصيام مرهق فلا يسافر الناس.. لم يتغير حال الطريق بسبب قتل ابو ريشة لان رجاله لازالوا قائمين على الحفاظ على الامن.

ويقول وكلاء السفر ان طلب تاشيرة سفر للعراقيين الراغبين في التوجة للاردن و سوريا في اجراء يهدف لخفض عدد العراقيين الفارين من البلاد ادت لتباطؤ حركة السفر قليلا.

رغم التباطؤ فان محمد سعيد لمجرد استئنافه نشاطه يقول: اغلقت مكتبي عدة اشهر في العام الماضي بسبب سرقة وخطف وقتل عدد كبير من المسافرين على الطريق.

وتابع راينا اعدادا كبيرة من الناس تسافر على الطريق من جديد بعد سيطرة القبائل على الانبار.. بينهم شيعة ظنوا انهم لن يروا الانبار مرة اخرى.

 مجندون سنة في الشرطة العراقية يحرسون منطقة ابو غريب

وفي تقرير آخر لرويترز تخرج مئات من مجندي الشرطة العراقية وبعضهم جرى اغراؤه للخروج على صفوف التمرد المناهض للولايات المتحدة وتعهدوا بالمساعدة في استقرار منطقة ابو غريب المضطربة الى الغرب مباشرة من بغداد.

ولوح المتطوعون بالاعلام ورددوا هتافات وطنية وهم يحتفلون بنهاية تدريبهم الذي استمر شهرا وهو ما يمثل اول تجنيد لقوة كبيرة بالشرطة في منطقة كانت في وقت ما معقلا لمؤيدي تنظيم القاعدة.

وقال الفريق عبود قنبر للمجندين اليوم انتم تمثلون الجهود العراقية الوطنية... للتصدي للقاعدة والخلايا الارهابية وكل اعداء العراق.

وضمت الدفعة 800 متطوع محلي تخرجوا في ساحة عروض متربة امام قادة امريكيين وبريطانيين كبار.. وسينضم الخريجون الى 750 اخرين اكملوا تدريبهم الاسبوع الماضي.

وسيعزز المجندون قوة شرطة.

وقال اللفتنانت كولونيل كيرت بينكرتون الذي ساعد في تدريب المجندين كان هناك قلق من تاريخ (المجندين). ابو غريب كانت منطقة مضطربة جدا.

واضاف بينكرتون لرويترز الحقيقة ان بعضا من هؤلاء الناس قاوم (القوات الامريكية). الحقيقة ان بعض هؤلاء الناس المتطوعين  لهم خلافات معنا.

واستدرك قائلا لكن حين فحصناهم من خلال كل وكالات مخابراتنا ومن خلال كل وكالات المخابرات العراقية كان هناك 54 فقط من 2400 اتضح ان لديهم ما نعتبره امرا يستحق الذكر.

واضاف ان الشرطة العراقية المتهمة بعدم الفعالية الى حد كبير في انحاء العراق كان يصعب توقع ان تحفظ الامن في ابو غريب بأفراد لا يزيد عددهم عن 350 قبل اضافة المجندين الجدد وكانت مسؤوليتهم تغطية 600 كيلومتر مربع.

وقال بينكرتون ان من الممكن ان تتكرر في انحاء العراق تجربة الشرطة في منطقة ابوغريب المعروفة كموقع لسجن التقط فيه حراس امريكيون صورا لمحتجزين عراة في اوضاع مهينة في الشهور التالية للغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 .

واضاف ان شيوخ القبائل السنية تعاونوا مع القوات الامريكية في انحاء ابو غريب في الشهور القليلة الماضية وساعدوا في كبح العنف في تكرار لنموذج شوهد في محافظة الانبار في غرب العراق.

ورغم ذلك كانت طائرتا هليكوبتر امريكيتان من طراز اباتشي تحلقان طوال فترة الاحتفال فوق مركز الشرطة الذي زين بعشرات من اعلام العراق واحيط بسلك شائك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 28 أيلول/2007 -15/رمضان/1428