المجازفة من اجل ادامة حياة الاخرين

شبكة النبأ: القناعة بحياة تتقاذفها الامراض والعلل وربما الموت المبكر مقابل ان تمنح الحياة الى الغير، هذه هي الجدلية التي يعيشها المتبرعون باعضائهم مثل الكبد او الكلى ممن لهم اعزاء مقربين، وهناك من يبيع هذه الاعضاء الغالية الى الأبعدين مقابل وريقات من عملة نقدية وهم الجزء الاكبر من بين الطبقات المسحوقة التي ترى ان المسيرة المتوسطة والقصيرة في الحياة هي افضل بكثير من عمر طويل تتناوشه المجاعات والمأسي!.

في الوقت الذي كان يحتفل فيه مراهقون اخرون بحصولهم على الشهادة الثانوية كان جيمس تشان في مستشفى يتبرع بالجزء الاكبر من كبده لوالده بينما كان عمره 18 عاما.

وقال تشان الذي يعمل فنيا كهربائيا ويبلغ حاليا من العمر 26 عاما بحسب تقرير رويترز: لم أفكر في الامر لحظة.. لقد كان شيئا يتعين علي عمله لان أختي.. كانت صغيرة للغاية.. لدرجة منعتها من المخاطرة.

وبسبب نقص في أنحاء العالم في الاعضاء يضطر كثير من الاشخاص في مراحل متأخرة من المرض للاعتماد على متبرعين أحياء  سواء كانوا أقارب أم غرباء من بلدان فقيرة حيث يمكن شراء الاعضاء بثمن رخيص  للتبرع بكلى أو بأجزاء من الكبد أو بفصوص من الرئة أو بجلد أو عظام.

لكن المضاعفات والمخاطر على المتبرعين ومن بينها النزيف والعدوى والوفاة في بعض الحالات تؤدي الى تدهور الحالة الصحية لكثير من المتبرعين عقب تلك العمليات.

وقال لو تشانج مان أستاذ جراحة الكبد والبنكرياس بجامعة هونج كونج لرويترز في مقابلة أجريت معه مؤخرا:  فضلا عن المضاعفات.. هناك مخاطر الموت. نعرف من نشرات طبية عالمية أن 15 متبرعا (حيا بجزء من الكبد) توفوا بعد العملية.

وبالنسبة لمتبرع حي بالكبد فان ازالة ثلث العضو أو الفص الايسر تحمل مخاطر الوفاة بنسبة 0.1 في المئة بينما يحمل ازالة الفص الايمن أو ثلثي الكبد مخاطر الوفاة بنسبة 0.5 في المئة أو ما يعادل وفاة واحد بين كل 200.

وقال لو، اننا نتأمل شخصا ما يتمتع بكامل صحته ولا يحتاج الى العملية وتعرضه لمخاطر الوفاة أو مخاطر وفاة شخص بين كل 200، اي مخاطرة بالوفاة غير مقبولة بالنسبة لشخص سليم صحيا.

وأضاف، مبدأنا هو عدم الاضرار.. لكن عندما نجري عملية تبرع بعضو من شخص حي فنحن نضر بالمتبرع.. اننا نحوله من شخص سليم صحيا الى مريض.

ولم يتعرض تشان لمضاعفات خطيرة لكن حالته في الوقت نفسه ليست في مثل الحالة الصحية لشاب في سن السادسة والعشرين.

وقال تشان، لم يعد بامكاني السهر.. اعتدت ممارسة لعبة الرجبي وكرة الريشة وكرة القدم قبل الجراحة لكنني أتعب بسرعة شديدة هذه الايام.

وتشير إحصائيات جمعها (الائتلاف من أجل حلول فشل الأعضاء) الذي يكافح تهريب الأعضاء البشرية: إن تقارير تحدثت عن أن 48 من بين 86 متبرعا بكلى في مصر وإيران والهند والفلبين يعانون من تدهور في حالاتهم الصحية مثل التعب بصورة أسرع وعدم القدرة على حمل أثقال كالسابق.

لكن مادامت الغالبية العظمى من الأشخاص في اسيا يعارضون التبرع بأعضائهم بعد الوفاة يرجح أن تنتعش أسواق سوداء في بلدان فقيرة حيث يبيع معدمون أعضاءهم وخاصة الكلى.

وقال لو، من المستحيل تحديد عدد الأشخاص على قائمة الانتظار رغم أن تجربة البلدان المتقدمة تشير إلى أن هناك حاجة إلى 20 كبدا لكل مليون شخص سنويا.

ويقول خبراء إنه تم الحصول على نحو 200 كبد فقط من أشخاص عقب وفاتهم مباشرة في آسيا عدا الصين.. وفي هونج كونج تضم قائمة الانتظار 150 شخصا في أي وقت.

وأضاف لو، نجري نحو 74 عملية زراعة كبد سنويا ثلثها لزرعة أكباد من متبرعين متوفين والباقي من متبرعين أحياء.

وأولئك الذين يقفون على قائمة الانتظار ويفشلون في اجراء عملية لزراعة الكبد يتوفون.

فعلى النقيض من مرضى الكلى الذين يمكنهم الاعتماد على الغسيل الكلوي لا يمكن لمن يعانون من الفشل الكبدي الحاد الانتظار ويموت أغلبهم بعد فترة وجيزة.

وبالنسبة لجيمس كان قرار التبرع بجزء من كبده لوالده تشان يوك بانج حاسما بعدما شخص أطباء حالته بأنه مصاب بتليف كبدي وقالوا له في عام 2000 إنه لن يعيش أكثر من شهور.

وقال الابن، لم يكن هناك خيار آخر، كان يمكن أن يجري والدي عملية زراعة كبد في الصين لكن ذلك كان محفوفا بمخاطر شديدة في ذلك الوقت.. وكان يشير إلى فترة 2000-2001 عندما كانت معدلات نجاح عمليات زراعة الأعضاء في الصين تتراوح على أفضل تقدير بين 30 و40 في المئة. وأضاف سأفعل ذلك مرة أخرى اذا تطلب الأمر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27 أيلول/2007 -14/رمضان/1428