القطاع التربوي في العراق ومشاكل كبيرة خارج نطاق التغطية

شبكة النبأ: الملاحظ في الواقع الاعلامي لايعكس الواقع المرير للكثير من المدارس في انحاء العراق، فاغلبها تعاني من نقص حاد في الخدمات.. بل ان هناك مشكلة مركزية بدات تؤثر على الواقع التربوي وهي مشكلة بعض المعلمين والمدرسين الذي ينتمون الى احزاب متنفذة، وبالتالي فلا يمكن محاسبتهم. ولايمكن رفض طلب نقل يتقدمون به مهما كانت الحاجة ماسة الى خدماتهم.

ومع قرب بدء العام الدراسي الجديد، اعتبرت هيئات تدريسية قضية إشغال القوات الامريكية وبعض القوى الامنية الحكومية للمدارس مشكلة تعد في مقدمة المشاكل التي لازال يعاني منها قطاع التربية والتعليم.

وقال عبد الرحمن الكبيسي مدير عام تربية الكرخ الثانية: تعد مشكلة اشغال القوات الامريكية لبعض المدارس من اكبر مشاكلنا التي لازلنا لم نجد لها حلا حتى الان رغم مراجعاتنا الكثيرة للدوائر ذات العلاقة، مشيرا إلى أن اربعة مدارس ابتدائية ضمن قاطع الكرخ لازالت في عهدة القوات الامريكية حتى الان ولم تخرج منها رغم المطالبات العديدة التي صدرت من المديرية العامة للتربية.

واوضح الكبيسي لوكالة (اصوات العراق) أنه لايمكن ان تكون التربية بمعزل عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع العراقي ... وان كانت ثمة مشكلة فلابد من ذكر مشاكل الواقع الامني واثرها على العملية التربوية .

واضاف، نعاني من مشكلة اخرى وهي حالات المداهمة لبعض المدارس من قبل القوات الامريكية والحكومية، مشيرا إلى ان المداهمات عادة ماتجرى بشكل بعيد عن المهنية.

واضاف، عادة ماتسعى القوات التي تقوم بعملية المداهمة الى تكسير ابواب المدارس والعبث بسجلاتها وتمزيقها.

وتابع، رغم هذه الظروف العصيبة التي نعيشها بعض الاحيان، الا أننا لانستطيع إغفال دور وزارة التربية وسعيها الحثيث لايجاد حلول جذرية لكافة المشاكل التي تواجة عملنا.

الدكتورعبد الرزاق الزبيدي رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بغداد، إعتبر سيطرة القوات الامريكية على بعض المدارس حجر عثرة لازالت تواجة القطاع التربوي.

وقال، باتت هذه القضية تؤثر سلبا على واقع التربية والتعليم، وباتت بعض المدارس تكتظ بالطلبة من المدارس التي لازالت في عهدة الامريكيين.

وحول استعدادات لجنة التربية للعام الدراسي الجديد، قال:  قبيل بدء العام الدراسي الجديد تم تهيئة الجانب الامني بالتعاون مع الاجهزة الامنية من خلال مؤتمر نظمته اللجنة للمدراء العامين تم فيه تسليط الضوء  على ابرز المشاكل بغية توفير جو من الامن والحماية لمدارس بغداد.

واضاف، سعت لجنة التربية والتعليم ومنذ انبثاق العمل في مجلس محافظة بغداد الى أن تكون خيرسند للمؤسسات التربوية في العراق والمتمثلة في وزارتي التربية والتعليم، فقد دأبت اللجنة على عقد عدة اجتماعات لمناقشة واقع التربية في العراق وسبل النهوض به... وعملنا الكثير من اجل تذليل المعوقات التي تعتري العمل التربوي.

وتابع، سعى مجلس المحافظة الى تخصيص 20 مليون دينار لبناء مجموعة صحية في كل مدرسة من مدارس بغداد، وتم انجاز العمل في تربية الرصافة الاولى والثانية والثالثة والكرخ الاولى وباقي المديريات العامة لمحافظة بغداد، بالاضافة الى الموافقة على شراء 40 الف رحلة مدرسية و20 الف سبورة وشراء مولدة لكل مدرسة من مدارس العاصمة .

وأضاف، ندرس حاليا عدة مشاريع اهمها مشروع  شراء حقائب دراسية ولعب اطفال توضع في المدارس الابتدائية"  مشيرا إلى ان هذه المبالغ خصصت جميعها من ميزانية مجلس المحافظة .

وحول حملة الاعمار التي تشهدها بعض المدارس قال رئيس لجنة التربية والتعليم: موضوع الاعمار من قبل فريق الدعم الامريكي عادة مايجري  بدون تنسيق مع وزارة التربية، والمشاريع التي ينفذها الجانب الامريكي عادة ما يغيب عنها التسيق  مبينا  أن الجانب الامريكي لايسمح باشراك الدوائر ذات العلاقة بالمشروع ، لذلك فنحن نؤكد على اهمية ان يعهد الينا جانب الاشراف على قضية الاعماربالنسبة للمشاريع المدرسية التي ينفذها الجانب الامريكي.

وأضاف، في مجال تغير المناهج الدراسية شكلنا مؤخرا لجانا مختلفة مهمتها إعادة النظر في المناهج الدراسية ورفع الزائف منها، وقد باشرت اللجان في عملها وحققت شوطا كبيرا في هذا الملف وخصوصا في ماديتي اللغة العربية والتاريخ.

وليد حسين، مدير المكتب الاعلامي في وزارة التربية، اوضح من جانبه ان الوزارة ماضية في سد النقص الحاصل في المدارس في عموم العراق وقال  انتهت المديرية العامة للابنية المدرسية في وزارة التربية من بناء 14 مدرسة ضمن قواطع العاصمة سدا للنقص الحاصل في تلك المناطق حيث تم  بناء ثلاث مدارس ضمن قاطع الرصافة الاولى ومدرستين ضمن قاطع الرصافة الثانية ومدرستين ضمن قاطع الرصافة الثالثة ومدرسة في منطقة ابو غريب ومدرسة في منطقة اليوسفية ومدارس ضمن قاطع الكرخ الثالثة.

واوضح مدير المكتب الاعلامي، الوزارة ماضية ببناء المدارس بغية سد النقص الحاصل في عددها، مؤكداً ان الوزارة ستعلن خلال الايام المقبلة عن بناء عدد كبير من المدارس ذات طرز حديثة.

وتابع، وجه وزير التربية مؤخرا ببناء 19 مدرسة ابتدائية ذات 6 صفوف في اهوار الجنوب بموجب ميزانية وزارة التربية لعام 2007 لتعويض النقص الحاصل في المدارس وإنهاء المعانات الكبيرة لسكان تلك المنطقة مشيرا إلى أن بناء المدارس سيكون حسب الكثافة السكانية في مناطق اهوار الجنوب حيث سيتم بناء (7مدارس) في محافظة ميسان (8مدارس ) في محافظة ذي قار و4 اخرى في محافظة البصرة  إضافة الى تأثيث تلك المدارس وتجهيزها بصورة جيدة .

واشار، سيتم بناء دور سكنية قريبة من المدارس المذكورة لإسكان المعلمين والمدرسين ليتسنى لهم القيام  بدورهم التعليمي بصورة جيدة .

وحول آليات تعيين الخريجين الجدد قال حسين: تم تشكيل  لجنة تضم أعضاء من مجلس النواب ونقابة المعلمين ودائرة المفتش العام مع أعضاء اللجنة المركزية في الوزارة للنظر بطلبات التعيين لغرض الحد من عمليات المحسوبية في التعيين.

الى ذلك إعتبركاظم جواد، مشرف تربوي، مشكلة الكثافة العددية التي تعاني منها بعض المدارس والاهتمام بمراكز المركزعلى حساب مراكز الاطراف من اهم المشاكل التي تواجة القطاع التربوي. وقال، من خلال ملاحظاتنا وزيارتنا الميدانية للمدارس لاحظنا جملة من المشاكل والمعوقات ابرزها الكثافة العددية لبعض المدارس في المناطق ذات الزخم السكاني العالي، الامر الذى جعل ادارة المدرسة تضطر الى التقليل من الحصص الدراسية او عدم التمكن من طرح جميع المواد الدراسية لعدم وجود الوقت الكافي.

واضاف، ثمة مشكلة اخرى وهي تكثيف الاهتمام بالمدارس الواقعة ضمن مراكز المدن حيث يتم الاعتناء بها وتقديمها كنموذج ودعمها بكوادر تعلمية جيدة، في حين تهمل مدارس الاطراف لدرجة عدم توفر ظروف ملائمة لاستمرار الطلبة في مدارسهم حتى وصل الامر الى عدم توافر تدريسيين للتدريس للطلبة.

من جانبه، دعا عبد المنعم القريشي، وهو مديرمدرسة ،دعى الحكومة العراقية الى توفير مناخات امنة لطلبة المدارس مشيرا إلى أن أغلب الطلبة من العوائل الميسورة باتت تخشى من قضية الاختطاف والابتزاز من قبل المجاميع المسلحة.

واضاف قائلا، للاسف الشديد الواقع الاعلامي لايعكس الواقع المرير لبعض المدارس، فاغلب مدارسنا تعاني من نقص حاد في الخدمات.. بل ان هناك مشكلة مركزية بدات تؤثر على واقعنا التربوي وهي مشكلة بعض المعلمين والمدرسين الذي ينتمون الى احزاب متنفذه، وبالتالي فلا يمكننا محاسبتهم.

واضاف، عمليات التنقل مابين المدارس عادة ماتجرى وفق اسس غير علمية... فعادة مايتم نقل بعض المعلمين باوامر جهات اعلى مع حاجتنا الماسة لاختصاصاتهم لتقديم المنهاج الدراسي، وهذا مابات يؤثر على اتمام المقررات الدراسية بشكل سليم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27 أيلول/2007 -14/رمضان/1428