لا ضوء في نهاية النفق للأزمة الانسانية في العراق

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: لا تزال الازمة العراقية احدى اسرع ازمات اللاجئين نموا في العالم واكبرها حجما حيث يبلغ عددهم نحو ضعفي عدد اللاجئين والنازحين في اقليم دارفور بالسودان.

ويقول عمال مساعدات ان الازمة الانسانية في العراق تتفاقم وان المزيد من العراقيين يفرون من منازلهم رغم الأمان النسبي الذي تحقق مؤخرا فيما يحجم المانحون عن تمويل دعم ملايين النازحين داخل البلاد واللاجئين الى دول الجوار.

وتشير تقديرات الامم المتحدة الى أن نحو 4.2 مليون عراقي فروا من القتال والعنف وان نحو نصفهم لجأ الى بلدان مجاورة فيما ظل الباقون نازحين داخل بلادهم. بحسب رويترز.

ويقيم أغلبهم ضيوفا لدى عائلات وفي مساكن غير ملائمة مثل المدارس أو المباني المهجورة بينما يتزايد عدد المقيمين في مخيمات.

وقالت دوروثيا كريميتساس المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر، الحياة اليومية كابوس للعراقيين وهذا هو ما يدفعهم الى الفرار.

واضافت، من الصعب للغاية توقع ما سوف يحدث لكنه يبدو قاتما للغاية. ما نشاهده هو بوضوح وضع انساني متدهور.

وفي تقرير بشأن الاسبوعين الاول والثاني من سبتمبر ايلول الحالي قالت المنظمة الدولية للهجرة ان تحسن الامن في الانبار وأجزاء من بغداد أدى الى تراجع عدد الاسر الفارّة الجديدة. لكن اجمالي عدد النازحين في أنحاء البلاد في تزايد مستمر.

وقالت جيمين بانديا المتحدثة باسم المنظمة، لم تنخفض الاعداد مطلقا .. انها في تزايد مستمر.. قال كثير من الاشخاص انهم يرغبون في العودة لكن الظروف لا تسمح بذلك.

وتابعت أن تقارير تحدثت عن موجات من العائدين الى الرمادي عاصمة الانبار مطلع سبتمبر ايلول بسبب تحسن الامن هناك غير أن هناك مخاوف من أن ذلك قد ينعكس مجددا في أعقاب مقتل زعيم عشائري من العرب السنة ساعد القوات الامريكية في محاربة متشددي تنظيم القاعدة في العراق.

وقال عمال مساعدات ان انسحاب القوات البريطانية من مناطق بجنوب العراق لم يكن له تأثير يذكر حيث استمر النزوح.

وبالنسبة لانحاء البلاد قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد الفارين من منازلهم ارتفع الشهر الماضي حيث تحدثت تقارير عن نزوح 60 ألف شخص في اغسطس اب مقارنة مع 50 ألفا في يوليو تموز.

وقالت استريد فان جينديرين شتورت المتحدثة باسم المفوضية، يفر كثير من العراقيين من المناطق متعددة الاعراق قبل أن يجبروا على ذلك ... لم يعد الاطفال يذهبون الى المدارس .. كما أن اباءهم عادة لا يجدون عملا. عدد الاطفال المشردين الذين يجوبون الشوارع في تزايد. عمالة الاطفال في تزايد. هناك أطفال يجمعون القمامة.

ويقول عمال الاغاثة ان النزوح منتشر في أنحاء البلاد وان كثيرا منه يحدث في وسط البلاد. وفر البعض شمالا الى منطقة كردستان حيث من السهل الوصول اليهم.

وتشكو منظمات الاغاثة من أن المانحين الدوليين من بينهم الدول التي غزت العراق في عام 2003 لا يزالون يحجمون عن تمويل برامج لمساعدة النازحين العراقيين أو لدعم بلدان مثل سوريا والاردن من أجل استيعاب لاجئين.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة انها تلقت 20 مليون دولار فقط من أصل 85 مليونا تحتاجها لمساعدة النازحين داخل العراق في العام 2006- 2007.

وقالت بانديا المتحدثة باسم المنظمة، الحقيقة هي أنه لا يوجد في الوقت الحالي ضوء في نهاية النفق.

وعود دون افعال

وفي اطار الجهود الدولية المبذولة لمساعدة اللاجئين العراقيين لم تسمح الولايات المتحدة حتى الان سوى باعادة توطين 990 عراقيا في الاراضي الامريكية. وهذا يقل عن واحد في المئة من أكثر من عشرة الاف لاجيء أحالتهم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة للسلطات الامريكية للسماح لهم بدخول الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وشكا منتقدون ومن بينهم دبلوماسيون من ان اللاجئين قد يضطرون الى الانتظار عامين بسبب الاختناقات التي تحدثها البيروقراطية. كما ساهم في هذا التأخير اجراءات الامن المشددة التي طبقت عقب الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول عام 2001.

وأجرت وزارة الامن الداخلي مقابلات مع أكثر من 4300 شخص فقط من بين عشرة الاف لاجيء أحالتهم الامم المتحدة للسلطات لدخول الولايات المتحدة.

وقالت ايلين سوربري مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة خلال جلسة للمفوضية الامريكية الخاصة بالحريات الدينية، ان وتيرة قبول اللاجئين ستتسارع.

وقال السناتور ارلين سبيكتر في نفس الجلسة، انهم عراقيون تعاونوا مع الولايات المتحدة. انهم في خطر. انهم يتعرضون للقتل.

وقالت صحيفة واشنطن بوست ان رايان كروكر السفير الامريكي في العراق حذر من ان نحو عشرة الاف لاجيء عراقي يسعون لدخول الولايات المتحدة قد يضطرون الى الانتظار عامين.

امريكا: منسق خاص للاجئين العراقيين

وعينت الولايات المتحدة منسقا خاصا لإدارة ملف اللاجئين العراقيين الذين يتعرض بعضهم للخطر في بلدهم بسبب تعاونهم مع الاميركيين حسب ما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كايسي.

وقال ان المنسق جيمس فولاي الذي عينته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس سيعمل مع مختلف الوكالات الحكومية الاميركية من اجل "تحسين ردنا على هذه المشكلة المهمة".

وفولاي هو دبلوماسي محترف شغل خصوصا منصب سفير في هايتي وعمل في البعثة الاميركية لدى الامم المتحدة وهو يشغل حتى الان منصب مستشار لدى "المعهد الوطني للدراسات الحربية".

ويدرس الكونغرس الاميركي مشروع قانون يسمح بازالة العراقيل امام دخول لاجئين عراقيين الى الولايات المتحدة وتعتبر حياة بعض هؤلاء اللاجئين في خطر بسبب تعاونهم مع الاميركيين.

وقال السناتور الديموقراطي ادوارد كينيدي، واجب الولايات المتحدة الاساسي مساعدة العراقيين الذين ساندوا بشجاعة قواتنا وجهودنا في العراق مما عرض حياتهم للخطر.

واحيل هذا المشروع المدعوم من اعضاء ديموقراطيين وجمهوريين في مجلس الشيوخ بعد ايام من تقرير للسفير الاميركي في العراق راين كروكر حذر من الانعكاسات المترتبة على بطء عملية استقبال اللاجئين الذين تعتبر حياتهم مهددة في العراق.

ويمنح هذا القانون العراقيين المهددين بالاضطهاد بسبب روابطهم مع الولايات المتحدة امكانية دخول الاراضي الاميركية من دون المرور بالاردن او سوريا وهو ما قد يعرض حياتهم للخطر.

كما ينص القانون على منح العراقيين الذين عملوا لصالح الحكومة الاميركية منذ اجتياح العراق في 2003 تأشيرة دخول خاصة.

واستقبلت الحكومة الاميركية خلال السنة الضريبية التي تنتهي في 30 ايلول/سبتمبر 900 لاجىء عراقي بينما كانت حددت هدفا لها يقضي باستقبال سبعة الاف لاجىء عراقي خلال هذه السنة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24 أيلول/2007 -11/رمضان/1428