
شبكة النبأ: لا تزال الادارة
الامريكية تصر على ان الاهداف الرئيسية التي جعلتها تخوض الحرب في
العراق هي اهداف دفاعية واخلاقية غايتها محاربة الأنظمة الفاسدة
والقمعية وكذلك التصدي للدول التي تصفها بـ المارقة والتي تعمل للحصول
على اسلحة غير تقليدية، وفي ظل هذا الادعاء تتعالى بين الحين والاخر
اصوات العديد حتى من داخل الجمهوريين انفسهم بان النفط وتامين مصادر
الطاقة في الخليج هو السبب الرئيسي الذي جعل من امريكا تدخل أتون هذه
الحرب الضروس.
ورفض وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس بيان رئيس مجلس الاحتياطي
الاتحادي الامريكي السابق الان جرينسبان الذي جاء فيه أن حرب العراق
"تتعلق بالنفط بصفة رئيسية" وقال ان الصراع تحركه الحاجة الى تحقيق
الاستقرار في الخليج والقضاء على القوى المعادية.
وجاء دفاع جيتس بعد يوم واحد من اشتراك آلاف المعارضين للحرب في
مسيرة في واشنطن. وصرحت متحدثة باسم الشرطة ان الشرطة اعتقلت 192 شخصا
لعبورهم حاجزا للشرطة عند مبنى الكونجرس.
واضافت ان معظمهم افرج عنه ولكن مازال يوجد في الحجز شخص وجه له
اتهام بحمل مادة حارقة وآخرين صادرة ضدهم اوامر اعتقال.
وكرر جرينسبان في كتابه الجديد "عصر الاضطراب.. مغامرات في عالم
جديد" ما ذكره كثير من المنتقدين وهو أن احدى القوى الدافعة الرئيسية
للحرب هي ضمان استمرار حصول الولايات المتحدة على امدادات النفط الضخمة
من العراق.
وكتب جرينسبان، ايا كان ما ذكروه علنا عن مخاوفهم من أسلحة دمار
شامل في حوزة الدكتاتور صدام فقد كان القلق يساور السلطات الامريكية
والبريطانية ايضا من العنف في منطقة بها مورد لا غنى عنه لعمل الاقتصاد
العالمي.
وأضاف جرينسبان الذي ظل على مدى عقود من أكثر الاصوات الامريكية
تمتعا بالاحترام في السياسات المالية قائلا، يحزنني أنه من غير المناسب
سياسيا الإقرار بما يعرفه الجميع.. حرب العراق تتعلق بالنفط الى حد
بعيد.
وتقاعد جرينسبان في يناير كانون الثاني عام 2006 بعد أكثر من 18
عاما قضاها في منصب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الذي
ينظم السياسة النقدية الامريكية.
وقال جيتس لشبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية الامريكية، أكن الكثير من
الاحترام للسيد جرينسبان، لكنه اختلف معه في قوله ان النفط دافع رئيسي
للحرب.
وقال جيتس، لم أكن هنا أثناء عملية صنع القرار التي بدأت الامر..
التي بدأت الحرب. لكني أعلم أن نفس الزعم سيق عن حرب الخليج عام 1991
وانا لا أعتقد أنه صحيح.
واستطرد، أعتقد أن الامر يتعلق حقا بالاستقرار في الخليج. يتعلق
بنظم مارقة تحاول تطوير أسلحة دمار شامل. يتعلق بحكام طغاة عدوانيين.
ومضى قائلا، شن صدام حروبا على العديد من جيرانه. كان يحاول تطوير
أسلحة دمار شامل بالتأكيد عندما دخلنا عام 1991.
وقال جيتس انه سيحث بوش على استخدام حق النقض ضد اقتراح للسناتور
الديمقراطي جيمس ويب بأن تقضي القوات في الخدمة داخل الولايات المتحدة
فترة مماثلة للفترة التي قضتها في العراق.
وقال جيتس، سيكون أمرا بالغ الصعوبة أن نتمكن من ذلك. انه في حقيقة
الامر باب خلفي لمحاولة اجبار الرئيس على تسريع وتيرة الانسحاب. أكرر
أن الانسحاب يجب أن يكون على أساس الظروف على الارض.
وقال السناتور الديمقراطي كارل ليفين رئيس لجنة شؤون القوات المسلحة
بمجلس الشيوخ انه لا يعلم ما اذا كان المجلس الذي يحتل فيه
الديمقراطيون 51 مقعدا مقابل 49 مقعدا للجمهوريين سيتمكن من تجميع
أغلبية الستين صوتا اللازمة لتجاوز عقبة اجرائية من الجمهوريين
للموافقة على اقتراح ويب. لكنه قال ان الاقتراح يحظى بفرصة جيدة.
وأقر بأن المؤيدين للاقتراح لا يتمتعون حاليا بأغلبية الثلثين التي
قد يحتاج اليها الامر لتجاوز اعتراض بوش على مشروع القرار.
ومن المقرر ان تصدر مذكرات غرينسبان بعنوان "زمن الاضطرابات:
مغامرات في عالم جديد" (ذي آيدج اوف توربلنس: ادفنتشرز ان ايه نيو
ورلد" قريبا بعد 18 شهرا على تركه منصبه في الاحتياطي الفدرالي بعدما
تولى رئاسته من 1987 الى 2006 في الوقت الذي يقف فيه الاقتصاد الاميركي
عند مفترق طرق وقبل اجتماع مهم يعقده البنك المركزي تحت رئاسة خلفه بن
بيرنانكي.
ويقول غرينسبان الذي ينتمي الى الحزب الجمهوري في كتابه انه نصح
البيت الابيض باستخدام الفيتو على بعض مشاريع القوانين من اجل الحد من
الانفاق "الخارج عن السيطرة" اثناء هيمنة الجمهوريين على الكونغرس.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن غرينسبان قوله ان فشل بوش في
تحقيق ذلك كان خطأ كبيرا.
ويكتب غرينسبان ان الجمهوريين في الكونغرس، استبدلوا المبادئ
بالقوة. ولم يحصلوا على اي منهما، مضيفا، لقد استحقوا الهزيمة في
الانتخابات التشريعية في العام 2006 عندما تمكن الديموقراطيون من
السيطرة على الكونغرس.
ويقال ان غرينسبان (81 عاما) يتقاضى على اكثر من 100 الف دولار على
اي كلمة يلقيها وتردد انه حصل على 8,5 ملايين دولار من دار "بنغوين
برس" للنشر في مقابل مذكراته هذه. ويروي غريسنبان في الكتاب رؤيته
الخاصة بشأن انهيار اسواق البورصة في 1987 وانهيار فقاعة شركات
الانترنت في العام 2001 والركود الذي تزامن مع هجمات 11 ايلول/سبتمبر
على الولايات المتحدة.
وفي مدونة على موقع "امازون.كوم" المتخصص ببيع الكتب قال غرينسبان
انه يتحدث في كتابه عن تفاصيل عن طفولته في نيويورك وسنواته كعازف جاز
وصداقاته مع رؤساء اميركيين.
وفي اسلوب غير معتاد قال غرينسبان بعد سنوات من الحديث عن المال في
الافادات المعدة بدقة امام الكونغرس استطيع اخيرا ان اتحدث بصوتي انا،
وقال في وصف للكتاب، لقد تناولت الجانب الشخصي في القسم الاول وبدأت
بعد ذلك في الكشف عن خفايا قصة الاقتصاد (...) ماذا تعني كل التحولات
الاقتصادية التي بدأناها في اواخر التسعينات.
ويأتي نشر مذكرات غرينسبان في الوقت الذي تعقد فيه المؤسسة التي
ترأسها لفترة طويلة اهم اجتماع لها منذ سنوات.
ويترقب المستثمرون في كل انحاء العالم نتيجة الاجتماع لالتقاط اي
مؤشر يمكن ان يساعد على مواجهة اثار ازمة القروض العقارية العالية
المخاطر في السوق الاميركي والتي هزت الاسواق وادت الى ازمة ائتمان.
وتتزايد الاتهامات لغرينسبان في هذه الازمة حيث يقول البعض ان
الابقاء على معدلات الفائدة متدنية لفترة طويلة ساعد على تقوية فورة
العقارات التي تتسبب في الازمة الاقتصادية الحالية.
ودافع غرينسبان عن نفسه في مقابلة مع محطة "ايه بي اس" التلفزيونية
وقال عن منتقديه، انهم مخطئون (...) كان واجبنا هو كسر الجمود عن
النظام المصرفي الاميركي اذا ما اردنا للاقتصاد ان يعمل. وتطلب هذا
الابقاء على معدلات الفائدة متدنية نسبيا. |