ألمانيا تحاول تفسير تغلغل التشدد بين رعاياها

 شبكة النبأ: من الصعب على الألمان تحديد السبب الذي قد يدفع شخصا نشأ في بلدهم الذي يتمتع بالرخاء والاستقرار والنظام  الى سلوك طريق الطالب العربي المتشدد محمد عطا الذي أقام في ألمانيا كدارس قبل أن يقود هجمات 11 سبتمبر التي استخدمت فيها طائرات مخطوفة في الولايات المتحدة عام 2001.

ومن هنا يبرز التساؤل عن شابّين نشآ بين الطبقة المتوسطة في ألمانيا بإسمين عاديين هما فريتز ودانييل لأسرتين صالحتين الى حد بعيد وتعلما في مدارس جيدة وكانا حتى يلعبان كرة القدم الامريكية وكرة السلة.

لكن الالمانيين فريتز جيلوفيتز ودانييل شنايدر اللذين احتلا عناوين الاخبار في وسائل الاعلام الالمانية منذ اعتقالهما خرجا عن المسار العادي في مرحلة ما ليصبحا متشددين اسلاميين.

وأحبطت الشرطة خطتهما المزعومة لتنفيذ هجمات ضخمة بقنابل على أهداف أمريكية في ألمانيا. واعتقلا مع رجل تركي نشأ في ألمانيا يدعى ادم يلماظ وذكرت الشرطة أنهم كان في حوزتهم مواد تكفي لصنع قنابل تعادل في قوتها 550 كيلوجراما من مادة تي.ان.تي. شديدة الانفجار.

وأذهلت المزاعم عن خطتهما ألمانيا التي نجت الى حد بعيد من أعمال العنف التي نفذها متشددون اسلاميون في الولايات المتحدة وبريطانيا واسبانيا. بحسب رويترز.

وكتبت صحيفة (دير تاجسشبيجل): بلد يكافح لتحديد السبب.. والالمان يتساءلون اذا كان يمكن أن يعرفوا ما يجري.

وذكرت صحيفة (بيلد ام سونتاج) أن جيلوفيتز الذي قالت سلطات الادعاء انه يرأس الخلية الالمانية كان قد أثبت قدراته على القيادة في وقت سابق عندما لعب في مركز الظهير ضمن فريق لكرة القدم الامريكية يسمى (نوي أولم باراكوداز).

وتألق جيلوفيتز (28 عاما) في هذه الرياضة الامريكية التي لا تمارس الا في أنحاء متفرقة في ألمانيا حيث لعبة كرة القدم الاخرى هي السائدة. ووصل الى صفوف فريق النجوم في ولاية بافاريا عام 1995.

وانتقل جيلوفيتز الذي ولد في ميونيخ الى أولم في طفولته وانفصل والداه عندما كان في سن الخامسة عشرة.

ونقلت مجلة فوكوس عن والده مانفريد قوله، قبل زهاء عشر سنوات اكتشفت أن فريتز سمح باجراء عملية ختان له. لم أفكر في ذلك الوقت في أنه مسلم. اعتقدت ان الامر كله مجرد شيء سيصيبه الملل منه.

ويعتقد أن جيلوفيتز اعتنق الاسلام في سن المراهقة وسمى نفسه عبد الله جيلوفيتز. ودرس جيلوفتز الهندسة الصناعية بالجامعة التقنية في نوي أولم لكنه انقطع عنها قبل قليل من انهاء دراسته في عام 2004. وذكرت صحف أنه كان طالبا مجدا.

وكان شنايدر الذي أتم عامه الثاني والعشرين أثناء وجوده رهن الاعتقال لاعبا متميزا لكرة السلة في البلدة التي ولد فيها. وتدرب بعد ذلك كخبير في الذخيرة أثناء فترة تجنيده في الجيش الالماني.

ونقلت (بيلد ام سونتاج) عن أحد مدربيه السابقين قوله، كان دانييل لاعبا شابا موهوبا وكان يسجل 25 نقطة في المتوسط في المباراة.

وذكرت صحيفة (سودويتشه تسايتونج) أنه انقطع عن المدرسة الثانوية قبل عام من التخرج لانه لم يعد يريد أن تدرس له نساء. واعتنق الاسلام في سن التاسعة عشرة عام 2003.

وذكرت (دير تاجسشبيجل) أنه بعد انهاء خدمته العسكرية تعلم القرآن في باكستان قبل أن يعود الى بلدته هيرنسور في فبراير شباط 2007.

كان لديهم مهلة اسبوعين لشن هجمات وطبقا لتفاصيل المراقبة التي نشرتها مجلة دير شبيجل فان الرجال اعطيت لهم مهلة اسبوعين لشن الضربات المزمعة من خلال اتصال هاتفي اجري من شمال باكستان في اواخر أغسطس

آب ورصدته الشرطة الالمانية.

وقالت وسائل الاعلام الالمانية ان المتشددين وهم فريتز جيلوفتز ودانييل مارتن شنايدر وادم يلمظ كانت لديهم مواد كافية لصنع قنابل بقوة تصل الى 550 كيلوجراما من مادة (تي ان تي) ويعتقد انهم كانوا يخططون لشن تفجيرات متزامنة بسيارات ملغومة في انحاء المانيا.

وقال مسؤولون ان الثلاثة تلقوا تدريبات في معسكرات للمتشددين في باكستان قبل ان يشكلوا خلية محلية اطلق عليها "اتحاد الجهاد الاسلامي" وهي جماعة سنّية غير معروفة على صلة بالقاعدة ولها جذور في اوزبكستان.

وطبقا لما ذكرته دير شبيجل فان جيلوفتز ويلمظ اشارا الي "ديسكو يكتظ بالامريكيين الحثالة" بالاضافة الى مطارات ونواد ليلية او قاعدة عسكرية أمريكية كأحد الاهداف خلال مكالمة جرت في 20 يوليو تموز وسجلتها الشرطة.

وقالت دير شبيجل ان المشتبه بهم الثلاثة كانوا على علم بانهم تحت الرقابة الشديدة للشرطة. وفي احدى المرات ترجل واحد من المشتبه بهم من سيارة في اشارة مرور وسار في هدوء الي سيارة شرطة كانت خلفه ولا تحمل ارقاما وشق اطاراتها.

وجاءت الاعتقالات في ذروة تحقيق بدأ قبل عام عندما حذر مسؤولون أمريكيون السلطات الالمانية من رسائل بالبريد الالكتروني تم اعتراضها من باكستان.

وقالت المجلة ان الرئيس الامريكي جورج بوش كان يتابع القضية عن كثب، وسأل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بخصوصها في يونيو حزيران خلال قمة مجموعة الثماني التي عقدت في هايليجيندام.

وشنت الشرطة حملة المداهمة بعد ان اوقف ضابطا مرور لا علم لهما بالتحقيق اثنين من المشتبه بهما في حملة روتينية لتنظيم حركة المرور بسبب اضاءة الكشافات القوية لسيارتهما.

وقال ضابط بعد مراجعة اسميهما من خلال كمبيوتر تابع للشرطة في حديث سمعه المشتبه بهما، انهما على قائمة الشرطة الاتحادية.

بينما نقلت صحيفة دي فيلت عن مصادر امنية في المانيا قولها ان عدد المشتبه بهم ربما يصل الى 49 شخص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18 أيلول/2007 -5/رمضان/1428