العنف يقضي على الحريات الدينية في العراق

 شبكة النبأ: امست الحريات الدينية في العراق  ضحية اخرى للعنف والارهاب الجاري في البلاد  حيث يتعرض اتباع العقائد المختلفة الى مضايقات وابتزاز او خطف او حتى القتل.

وفي تقريرها السنوي عن التسامح والحريات الدينية في جميع انحاء العالم وجهت وزارة الخارجية الامريكية انتقادات ايضا لكل من ايران وكوريا الشمالية والصين وبورما لكنها وصفت المملكة العربية السعودية وهي حليف وثيق للولايات المتحدة بانها اظهرت بعض التحسن، رغم ان الاقليات الاثنية والدينية فيها لا تتمتع بأية حريات دينية او حقوق مدنية.

وفي العراق حيث يخوض نحو 169 الف جندي أمريكي قتالا ضد مسلحين قال التقرير ان قدرة الحكومة الهشة على حماية الحريات الدينية مكبلة.

وقال التقرير، تعرض كثيرون من جماعات دينية مختلفة لهجمات بسبب هويتهم الدينية او بسبب ميولهم العلمانية.

وأضاف، هؤلاء الافراد كانوا ضحايا مضايقات وترهيب وخطف وقتل. بحسب رويترز.

واحجمت وزيرة الخارجية الامريكية عن التعليق على الجزء الخاص بالعراق في التقرير لكنها قالت في تصريحات أعدت سلفا ان عدم التسامح الديني يشجع على الارهاب.

وقال التقرير ان العنف الطائفي المتكرر في العراق يشمل هجمات على دور العبادة وكان اكبرها هو تفجير مزار شيعي في سامراء في 22 فبراير شباط 2006. وأدى ذلك الهجوم الى اندلاع موجة من العنف اسفرت عن مقتل وتهجير عشرات الالاف من العراقيين وما زالت تداعياتها مستمرة حتى الان.

ولم يذكر التقرير تقديرات بشأن اجمالي عدد القتلى لكنه أورد عشرات الحوادث التي هاجم فيها انتحاريون مساجد في احياء شيعية وسنية. وتعرض كلدانيون وقساوسة مسيحيون اخرون للخطف وقطعت رؤوسهم في بعض الحالات.

وقال التقرير انه بالاضافة الى ذلك واصلت العناصر المحافظة والاسلامية المتطرفة ممارسة ضغوط هائلة على المجتمع للعمل وفقا لمبادئهم الاسلامية.

ورغم ان هذا اثر على كل من المسلمين العلمانيين سواء من السنة او الشيعة الا ان غير المسلمين كانوا بالاخص عرضة للهجوم بسبب وضعهم كأقلية.

وهناك مزاعم ايضا بان الحكومة الاقليمية الكردية في شمال العراق تمارس التمييز ضد الاقليات الدينية وادعى المسيحيون بان ممتلكاتهم صودرت.

تراجع الحريات الدينية في السعودية ومصر وايران والصين

وقال التقرير ان المملكة العربية السعودية وهي واحدة من ثماني دول توصف بانها مبعث "قلق خاص" أظهرت دلائل على حدوث تحسن رغم ان الحريات الدينية هناك لا تزال مقيدة بشكل كبير.

وقال السفير الامريكي المتجول للحريات الدينية جون هانفورد "يستحق الملك عبد الله (عاهل السعودية) الكثير من الثناء!!."

وواشنطن لها علاقات وثيقة مع الحكومة السعودية وادت انتقادات في تقارير سابقة الى حدوث توتر في العلاقة بالاضافة الى خلافات بشأن الاجراءات الامريكية في العراق.

ومن الدول الاخرى على القائمة التي قال هانفورد انه سيتم تحديثها قريبا ميانمار والصين وكوريا الشمالية وايران والسودان واريتريا واوزبكستان. ويمكن ان تتعرض الدول الواردة في القائمة لاجراءات عقابية.

وانتقدت وزارة الخارجية الامريكية مرة اخرى ايران بسبب معاملتها "الفظة والقمعية" للاقليات الدينية وحثت دول اخرى على الضغط على الحكومة الايرانية في هذه القضية.

ونددت الولايات المتحدة بتدهور الحريات الدينية في في مصر كما لفتت الى تزايد القمع الديني في الصين قبل الالعاب الاولمبية في 2008. بحسب فرانس برس.

واكدت الخارجية الاميركية ان انتهاكات الحريات الدينية تفاقمت في مصر الحليف الاساسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط بين بداية تموز/يوليو 2006 ونهاية حزيران/يونيو 2007.

ولفت التقرير الى ان احترام الحريات الدينية من قبل الحكومة تراجع خلال الفترة المذكورة مشيرا ايضا الى حظر الممارسات الدينية المخالفة للتفسير الحكومي للقوانين الاسلامية.

كما ندد التقرير بالتمييز القانوني حيال الاقليات الدينية خصوصا المسيحيين والبهائيين.

ووجهت الوثيقة اصابع الاتهام ايضا الى الصين مشيرة الى طرد نحو مئة من المراسلين الاجانب في ربيع 2007، ونسبت هذا التدبير الى حملة "بمبادرة الحكومة" لاحكام السيطرة على الطوائف المسيحية قبل الالعاب الاولمبية التي ستستضيفها في 2008.

واشار التقرير ايضا الى، معلومات ذات مصداقية حول وفيات ناجمة عن عمليات تعذيب او تعسف بحق اعضاء طائفة فالونغونغ الذين تعرضوا لـ"التوقيف والاعتقال".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18 أيلول/2007 -5/رمضان/1428