(ملف تخصصي): موسم تقارير أمريكي..انسحابات ودعوات للتقسيم

المركز الوثائقي والمعلوماتي

شبكة النبأ: دخلت الولايات المتحدة موسم التقارير بشأن الإستراتيجية الواجب اتباعها في العراق، وشهد العراق  ذروة الموسم خلال الأسبوع الماضي، مع تقديم بترايوس وكروكر تقريرهم حول العراق أضافة الى الرئيس جورج بوش تقييمه بالنسبة لمستقبل القوات الأميركية في العراق.

فبعد مناقشة عدد من النصوص حول تمويل موازنة الدفاع ونفقات الحرب سيكون لدى الديمقراطيين-أصحاب الغالبية في الكونغرس- أكثر من وسيلة ضغط على بوش لحثه على سحب القوات من العراق.

وقد قاوم بوش هذه الضغوط واستخدم الفيتو ضد مشروع يربط تمويل الحرب ببدء الانسحاب. إلا أنه وافق على تقديم تقريرين يقيمان مدى التقدم الذي حققته الحكومة العراقية لتنفيذ 18 هدفا.

وقد قدم بوش التقرير الأول في يوليو/تموز الماضي ولم يكن سوى تقرير تمهيدي، على أن يقدم التقرير الثاني بحلول الخامس عشر من سبتمبر/أيلول، والذي سيكون له أهمية كبيرة.

ويسبق تقديمه لهذا التقرير مرحلة حساسة، سيعمل خلالها الديمقراطيون على جمع المعلومات التي تتعارض مع ما يمكن أن يقدمه الرئيس الأميركي من حجج في تقييمه لما آل إليه الوضع في العراق.

وافتتح موسم التقارير في الثالث والعشرين من آب/أغسطس الماضي مع نشر تقرير لنحو 16 وكالة استخباراتية أميركية.

وتكثف التحرك مع عودة الكونغرس إلى الاجتماع ومناقشة تقرير قدمته الهيئة الأميركية لمراقبة عمل الحكومة أمام لجنة تابعة للكونغرس. وجاء في هذا التقرير أن العراق لم يتمكن من تحقيق 11 من الأهداف الـ18 التي حددت له لتحقيقها.

ومن المتوقع أن يواصل مجلس النواب مناقشة هذا التقرير. في حين يلتقي مجلسا النواب والشيوخ لدراسة تقرير للجنرال جيمس جونز بشأن قدرات قوات الأمن العراقية، وهو عامل له الكلمة الفصل في تحديد توقيت الانسحاب الأميركي من العراق.

ورغم التوتر والتكهنات حول ما سيكون عليه تقييم بوش، فضل البيت الأبيض عدم الكشف عما يمكن أن يقوله الرئيس الأميركي، واكتفى بالقول إنه سيقدم تقريره بعد تقرير بتريوس وكروكر.

تقسيم العراق بين الواقع والوهم

على المستوى الظاهر، ساد انطباع بأن العراق ينقسم على أساس الخطوط الطائفية، والاثنو ثقافية إلى ثلاثة أجزاء، هي الجنوب الإسلامي الشيعي، ووبعض مناطق بغداد في الوسط اضافة الى المناطق الغربية  الإسلامي السني، والشمال الكردي.

• تقسيم العراق: بين الواقع الحقيقي والوهم النظري:

القول بأن العراق ينقسم إلى ثلاثة مناطق ديمغرافية سكانية شيعية وسنية، وكردية، هو قول يتضمن الكثير من خلط الأوراق والحقائق، برغم هيمنته على عدد كبير من الناس بما فيهم العراقيين أنفسهم.

يمكن القول بأن العراق ينقسم إلى قسمين على أساس الاعتبارات الاثنو ثقافية، وذلك إلى العرب السنة والشيعة الذين يعيشون في الوسط والجنوب، وإلى الأكراد الذين يعيشون في الشمال، وعلى أساس الاعتبارات الدينية يمكن القول بأن العراق ينقسم إلى ثلاثة ديانات تتمثل في المسلمين، والمسيحيين، والأقليات الدينية الصغيرة مثل الصابئة المندائيين، والإيزيدين، والكاكائيين، والشبك، وعلى أساس الاعتبارات الطائفية يمكن القول بأن العراق ينقسم إلى مسلمين شيعة (عرب وأكراد)، ومسلمين سنة (عرب وأكراد)، ومسيحيين كاثوليك (أشوريين وكلدان)، إضافة إلى الأقليات الرئيسية.

أما على أساس الاعتبارات القبلية والعشائرية، فمن الممكن تقسيم العراق إلى عدد كبير من الكيانات، فهناك قبائل وعشائر ترتبط بمنطقة الخليج العربي، وأخرى ترتبط بالسعودية وأخرى ترتبط بإيران، وأخرى ترتبط بالأردن وبشرق سوريا، وغير ذلك.

• تقسيم العراق: مؤامرة الدور الوظيفي:

منذ اللحظات الأولى التي صاحبت عملية احتلال العراق، سعت ونجحت مراكز الدراسات الأمريكية، وعلى وجه الخصوص تلك التابعة للوبي الإسرائيلي إلى رسم صورة للبيئة الاجتماعية العراقية تقوم على أساس اعتبارات فرضية الكيان الثلاثي.

وقد سعت بعد ذلك سلطة الاحتلال العسكري الأمريكي التي كانت بزعامة الجنرال الأمريكي غاردنر إلى ترسيخ هذه الصورة الثلاثية، عن طريق ترسيم الوصف الوظيفي لأجهزة الحكم المحلي وترسيم الدوائر الانتخابية، وتشكيل الكتل السياسية العراقية على أساس الانتماءات المذهبية والإثنية.

تعايش العراقيين مع بعضهم البعض، في المدن الكبيرة مثل بغداد، وأيضاً في المناطق التي تقع بين جنوب ووسط العراق، ووسط وشمال العراق، كان هو الحقيقة التي تهدد (صحة) فرضية التقسيم الثلاثي، وهو تهديد سوف يؤدي بالضرورة إلى تهديد مشروع تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات، أو بالأحرى إقامة الفيدراليات الثلاثة العراقية( شيعية في الجنوب، شيعية في الوسط، وكردية شبه مستقلة في الشمال). التي تمهد لتقسيم العراق مستقبلاً إلى ثلاثة دول.

ولترسيخ وتثبيت فرضية التقسيم الثلاثي كأمر واقع، جاءت عمليات (فرق الموت) التي أشرفت عليها عناصر الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والعناصر التابعة لبعض السياسيين  ، إضافة إلى بعض الجماعات العراقية التي انساقت وراء المخطط ولعبت -عن جهل وغباء- دوراً كبيراً في تنفيذ عمليات فرق الموت، والتي كانت في حقيقتها هي فرق الموت العراقية، هي بالأساس من ابتداع السفير الأمريكي السابق جون نيغربرنتي، (مدير وكالة الأمن القومي الأمريكي السابق، ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس حالياً). هذا، ومن المعروف تماماً أن نيغربرنتي هذا، هو صاحب اختراع تنظيم وتشكيل واستخدام فرق الموت التي روعت دولة السلفادور في أمريكا اللاتينية خلال فترة وجوده سفيراً لأمريكا في تلك المنطقة، وقد قام نيغربرنتي بأعباء السفير الأمريكي للعراق في الأشهر الأولى التي أعقبت عملية الغزو والاحتلال، وذلك بالتعاون مع اليهودي الأمريكي الجنرال غاردنر وأحمد الجلبي.

وركزت مراكز الابحاث والتفكير في واشنطن والتي  تلعب دورا هاما في المعارك وتخوض أدوار مؤثر في عملية صناعة القرار الحكومي، وبعد ان عقد الرئيس بوش في أوائل شهر يوليو الماضي مؤتمرا صحفيا  يعرض تقرير ميداني حول وضع القوات الأمريكية في العراق وبحضور خبراء السياسة الخارجية لتقديم شهادتهم حول الأوضاع في العراق أمام لجنة الشئون الخارجية حتى يكونوا في خضم الاحداث الجارية و استعدادا لتقرير بتريوس.

عكس الخبراء والباحثون كافة أوجه النظر المطروحة في الأوساط السياسية في واشنطن حول الشأن العراقي بما فيها المحافظ المؤيد لخطة بوش الجديدة والديمقراطي المعارض لها والمطالب بالانسحاب.

استعرض لدعوات التقسيم

استعراض لمواقف مراكز الابحاث الاميركية، نلاحظ ان اول "الافكار" الداعية  للتقسيم ، كان  في أوائل حزيران من العام الماضي، حين دعا السيناتور الديمقراطي جون بايدن ولزلي غلوب الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الاميركي، إلى تقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية تتمتع كل منهما بالحكم الذاتي. وفي ذلك الوقت جاء الرد قاطعا من البيت الأبيض برفض الفكرة من الأساس وذلك على لسان متحدثه الرسمي توني سنو الذي قال بالنص "لا نريد بلقانا جديد" وواجه الاقتراح أيضا هجوما كبيرا من قبل مجموعة دراسة العراق برئاسة وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والذي اعتبر تقسيم العراق خطا احمر لا يمكن تجاوزه خاصة أن ذلك من شأنه خلق ما أطلق عليه فوضى إقليمية جديدة ستعطي طهران فرصة ذهبية للسيطرة على الإقليم الشيعي الجديد كما ستثير حفيظة تركيا التي تخشى من قيام دولة كردية جنوبها.

فيما اكد تقرير بيكر - هاملتون  على اعتبار تقسيم العراق خطا احمرا، لا يمكن تجاوزه، توالت مراكز الابحاث الاميركية الحديث عن تقسيم العراق، فطرح مركز سابن بمعهد بروكينغز للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن دراسة بعنوان " حالة التقسيم السهل للعراق" The Case of soft Partition in Iraq حاولت الإجابة على العديد من الأسئلة حول مدى إمكانية تطبيق الفيدرالية في العراق ونسبة النجاح مقارنة بالوضع الحالي إلى جانب الصعوبات التي ستواجه الأطراف المختلفة إذا تم تطبيق هذا الخيار الذي أطلقت عليه الدراسة   " الخطة ب" Plan B.

الدراسة أعدها جوزيف ادوار وهو باحث زائر بمعهد بروكينغز له خبرة كبيرة في مجال إدارة الصراعات حيث عمل لمدة عقد كامل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمنطقة البلقان ولديه العديد من المؤلفات في هذا المجال وشاركه في إعداد الدراسة مايكل هانلون الباحث المتخصص في شئون الأمن القومي الاميركي بمعهد بروكينغز والذي عمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العديد من الدول.

وصدر بمدينة نيويورك الاميركية كتاب بعنوان "نهاية العراق" حاول فيه كاتبه بيتر جاليبيرث أن يبرهن على وجهة نظره بأن العراق الموحد - كما يقول- ذهب إلى غير رجعة، بعد أن كتب الاميركيون شهادة وفاته، ويبقى عليهم الآن الاعتراف بخطيئتهم الكبرى واستخراج شهادات الميلاد الخاصة بدويلاته الثلاث.

وكشفت مذكرة أرسلها السفير البريطاني في بغداد وليام باتي إلى حكومته أن حربا أهلية وتقسيما للعراق أكثر ترجيحا في المرحلة الحالية من عملية انتقالية ناجحة لإرساء ديمقراطية مستقرة في البلاد، ورأت السيناتور الجمهوري كاي هوتشسون ضرورة أن تعمل الولايات المتحدة على حث دول المنطقة للمساهمة في دفع جهود تحقيق الاستقرار في العراق من خلال المساعدة على تقسيمه إلى مناطق ذات حكم ذاتي شيعية وسنية وكردية.

وقال تقرير "تقاسم السلطة في العراق" وهو تحليل من 50 صفحة كتبه ديفيد فيليبس الخبير في شؤون الشرق الاوسط والعراق "كانت الانتخابات العراقية في 30 كانون الثاني 2005 حدا فاصلا في تاريخ البلاد، ولكن الديمقراطية تتعلق بما هو أكثر من مجرد الانتخابات".

وقبل ايام صدرت دراسة عن صندوق السلام الاميركي ، تنادي ايضا بتقسيم العراق الى 3  دول اتحادية على طراز الاتحاد الاوروبي،  داعية الى بلورة "مصالح اقتصادية" بين  هذه الدول للاتحاد تحت عنوان "جمهورية العراق الاتحادية واعتبار بغداد عاصمة مماثلة لبروكسل عاصمة الاتحاد الاوربي!!..

وبدورها جيسيكا ماثيوس رئيسة معهد كارنيجي لسلام الدولي بواشنطنCarnegie Endowment for International peace   كانت احد الخبراء الذين قدموا شهاداتهم للكونجرس وقالت في بداية حديثها مع أعضاء اللجنة أن ما يدور حاليا في واشنطن من نقاش حول العراق يؤدي إلي حالة من التشويش على الرأي العام وكذلك دوائر صنع القرار وأضافت انه من البداية كان معروفا أن أي إستراتيجية جديدة في العراق كانت لابد أن تتعامل مع الوضع السياسي هناك قبل التفكير في الوضع الأمني وليس العكس.

وتضع ماثيوس عدة اعتبارات لتقييم الوضع في العراق قائلة "إن ما يروج له مسئولو الإدارة حول أن تقليل العنف سيؤدي إلي تقدم على الصعيد السياسي ليس صحيحا لان ما يحدث في العراق حاليا هو صراع طبيعي وحتمي حول السلطة وما قاله مستشار الرئيس بوش للأمن القومي حول أن الرئيس يسعى إلي مصالحة وطنية عن طريق تقليل حدة العنف لن يحدث وذلك لان مفهوم ودلالة مصطلح المصالحة لا يعبر عن ما يحدث على أرض الواقع في العراق فالمصالحة تعني إعادة علاقة بين أطراف سياسية متعددة كانت تسودها في الماضي حالة من التوافق والهرمونية هذا ليس ما نراه فما يحدث حاليا هو حالة طبيعية تحدث في أعقاب تغيير أي نظام فاسد سواء جاء هذا التغير بالثورة الداخلية أو بالتدخل الخارجي".  وأردفت أن العديد من مسئولي البنتاجون يؤكدون أن تفجير المساجد الشيعية في مدينة سمراء كان السبب الأساسي في اندلاع العنف الطائفي وتوقف جهود المصالحة وان الجيش يسعى حاليا للعودة لما قبل هذه المرحلة وهذا أمر غير منطقي بل بالعكس فإن الافتقار في تقديم الحلول السياسية توافقية هو الذي يزيد من وتيرة العنف فما يحدث في العراق حاليا سواء أطلقنا عليه حربا أهلية أو عنفا داخليا هو صراع من اجل الحصول على السلطة بين القوى السياسية العراقية التي تمثل في الأساس طوائف دينية وعرقية مختلفة.

وانتقدت ماثيوس الخبراء الذين يتوقعون نجاح جهود المصالحة خلال هذا العام قائلة إن الوصول إلي حلول سياسية نهائية مرضية للفصائل العراقية المختلفة لن يحدث إلا عندما يكون لدى هذه الفصائل والطوائف يقين تام بأن القتال غير مجدي وان طاولة المفاوضات المكان الأنسب لا حرب الشوارع ولكن هذا لن يتم بحلول سبتمبر القادم أو حتي الربيع العام المقبل هذا التوقع مبني على ما يقوله لنا التاريخ فمنذ عام 1945 حتى الآن لم تقل مدة الحروب الأهلية عن عشرة سنوات حتى في ظل التدخل العسكري الأجنبي.

نظرة المحافظين

مايكل روبين الباحث بمهعد امريكان انتربريز American Enterprise Institute  أختلف بشكل كامل مع ما قالته ماثيوس معبرا عن وجهة النظر المحافظة وقال في بداية شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أن التقييم المبدئي الذي قدمه الرئيس بوش في منتصف يوليو الماضي أعطى صورة لوضع القوات الأمريكية في العراق والتي حققت تقدما خلال الأشهر القليلة الماضية حيث استطاعت أن ترتفع بمستوى أداء قوات الأمن الداخلي العراقية مضيفا انه على الرغم من أنها نجحت في خفض العمليات "الإرهابية" إلا انه على المستوى السياسي لم يستطع القادة العراقيين تحقيق ما هو مطلوب للوصول إلي المصالحة.

وأشار روبين إلي الاختيارات التي تتحدث عنها الأوساط السياسية في واشنطن قائلا إن هناك العديد من الخيارات خاصة بالعراق.

الأول: هو تخفيض إعداد القوات الأمريكية في العراق وقصر مهمتها على التدريب فقط وهذا غير منطقي في الوقت الحالي فالانسحاب المبكر قد يعطي فرصة للإرهابيين لتعديل موقفهم كما حدث في لبنان والصومال. كما أن الانسحاب الجزئي سيخلق فوضى جديدة والمدهش- روبين متعجبا- " انه في الوقت الحالي يقوم نفس الأشخاص الذين انتقدوا وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد لعدم إرساله قوات كافية إلي العراق بالمطالبة بتخفيض أعداد قواتنا في العراق فالهدف الرئيسي للخطة الجديدة هي إعادة تأهيل قوات الأمن الداخلي العراقية لدعم الاستقرار في المستقبل فأي عملية لتقليل لأعداد القوات الأمريكية ستؤثر على عملية تأهيل أجهزة الأمن وعملية المصالحة بين الطوائف العراقية.

الخيار الثاني: وهو إعادة انتشار القوات في الدول المجاورة للعراق سيكلف الولايات المتحدة ثمنا دبلوماسيا باهظا كما أن تحركات القوات وعبورها للحدود سيكون مقيدا ويحتاج إلي موافقة هذه الدول على التحليق في سمائها وبالتالي فإن هذا الخيار ليس عمليا بالمرة.

الخيار الثالث: اذ يقترح إعادة نشر القوات في إقليم كردستان العراق فعلى الرغم من أن زعماء الإقليم كثيرا ما يرددون أنهم أفضل حلفاء للولايات المتحدة في المنطقة إلا أن ذلك ليس موجودا في الواقع فمسعود البرزاني حاكم الإقليم سمح من قبل للحرس الثوري الإيراني بالتدخل في العراق ويساهم بشكل كبير في تدعيم نفوذ إيران إلي انه يسمح باستخدام أراضي الإقليم كمعبر لشن هجمات إرهابية على تركيا.

الخيار الرابع: خاص بتقسيم العراق إلي ثلاث أقاليم فلن يكون خيارا حكيما لأن الإقدام على مثل هذه الخطة سيتطلب عمليات ضخمة لنقل وتهجير المواطنين من المدن التي يقيمون فيها، كما أن النموذج البوسني في منطقة البلقان لم يكن ناجحا حيث قتل في حرب البوسنة الأهلية 200 ألف شخص وحسب التعداد السكاني للعراق سيكون عدد الضحايا مليون ونصف تقريبا وما يزيد عن 12 مليون لاجئ، أي أن هذا التقسيم سيزيد من وتيرة العنف الطائفي بين العراقيين كما أن مخاطره غير محسوبة على المستوى الإقليمي حيث سيسمح لجيران العراق بممارسة النفوذ على الطوائف المختلفة ويضيف روبين قائلا " إن هذا ليس رفضا للفدرالية فمن المعروف أن زمن الحاكم الواحد انتهى وان العراق ليس به في الوقت الحالي هذا القائد بل أن الفيدرالية يجب أن تطبق في العراق ولكن بين المحافظات وان يتم تقسيم الثروة النفطية على أساس عدد السكان في كل محافظة والتي ستكون مستقلة إداريا بشكل كامل، أما خيار التقسيم على أساس عرقي- طائفي سيقودنا لحرب أهلية لا نهاية لها.

شهادة عسكرية

الكولونيل المتقاعد باول هيوز قدم رؤية ميدانية إلي مجلس النواب خلال شهادته وذلك طبقا  لخبرته كأحد خبراء المعهد الأمريكي للسلام The United State Institute of Peace  بالعراق، كما انه كان أبرز الخبراء الذين ساهموا في إعداد تقرير بيكر-هامليتون، وكشف هيوز في شهادته أمام الكونجرس عن الانحراف الذي حدث لسياسات الولايات المتحدة الخاصة بالعراق منذ أن قامت بغزو العراق وقال أنها أمريكا دخلت العراق في البداية من أجل البحث عن أسلحة الدمار الشامل والتي لم تكن موجودة من الأساس ثم تحولت الإستراتيجية خلع الرئيس صدام حسين ودعم الاستقرار في العراق وفي أوائل هذا العام بدأت الإدارة الأمريكية تسعى للقضاء على المتمردين أما الآن فالهدف هو الحول دون امتلاك إيران سلاح نووي وهذا يقع في إطار سلة الأهداف الإقليمية للولايات المتحدة التي يرتبط بها تواجدنا في العراق من الأساس - على حد ذكر هيوز.

الديموقراطيون يرفضون خطة بوش

و اتهم الديموقراطيون الرئيس جورج بوش بالحكم على الجنود الامريكيين بخوض حرب «لا نهاية لها»في العراق ورفضوا الاقرار بنجاح استراتيجيته في هذا البلد الذي يضربه العنف.

وفي ردهم الرسمي على خطاب بوش، دان الديموقراطيون «استراتيجية خاطئة تشغل الاهتمام والموارد المخصصة لمكافحة شبكة اسامة بن لادن».

وقال السناتور جاك ريد العسكري السابق ان خطة ادارة بوش تعني الابقاء على «وجود عسكري بلا نهاية وبلا حدود في العراق»، مؤكدا ان «الرئيس فشل مرة جديدة في تقديم خطة لانهاء الحرب او ذكر سبب مقنع لمواصلتها».

من جهته، قال السناتور باراك اوباما احد المرشحين لانتخابات الرئاسة الامريكية انه «حان الوقت لانهاء حرب ما كان يجب ان تبدأ».

اما السناتور ادوارد كينيدي فقد رأى ان الرئيس الامريكي «حول قواتنا الى رهائن لدى القادة العراقيين الذين لم يظهروا حتى الآن اي رغبة في اتخاذ القرارات الصعبة الضرورية لانهاء حرب اهلية».

وقال السناتور ريد ان «جنودنا اقسموا اليمين على حماية بلدنا ونحن نتحمل المسؤولية العلنية في ارسالهم الى القتال فقط بمهمة واضحة وقابلة للتحقق».

واضاف « لم يعلن الرئيس شيئا من هذا النوع».

بوش يسعى لتأسيس إستراتيجية أميركية لما بعد رئاسته

خطة بوش البديلة : سحب بعض القوات من العراق مقابل استمرار الحرب على الارهاب

وفي مترادفات متناقضة، يسعى الرئيس الاميركي الى اظهار التزامه بمحاربة الارهاب من اجل  امن الولايات المتحدة من جهة، واقناع المعارضين لسياسة الاندفاع في العراق،بسحب بعض  قواته من بغداد.

وقال مسؤول اميركي في بغداد ان الرئيس بوش يحاول اعادة تأكيد المعركة السياسية حول الحرب ضد  الارهاب بمضامينها الوطنية الاميركية، واضعا نفسه – أي بوش – في وضع للقيام بشيء ما لطالما كان منتقدوه يحاججونه عليه : البدء بسحب الوجود العسكري الاميركي الكبير في العراق .

فقط قبل شهرين بدأت قاعدة الحزب الجمهوري تخرج عن نطاق دعم بوش في الكونغرس، وتركز النقاش على فيما اذا كان الكونغرس يجب ان يفرض جدولا زمنيا للانسحاب من العراق ، والان يستند بوش الى تأييد الجمهوريين بشكل مستقر كمايبدو ، وحتى الديمقراطيون – كما تقول صحيفة الواشنطن بوست – يجادلون الان حول كم من القوات يجب ابقاؤهم في العراق وما هي المهمة التي ستوكل اليهم .

وبالرغم من ان بوش والحرب سوية يبقون بدون شعبية في مضمون التأييد الحزبي للداعمين الجمهوريين، ولكن بعض الديمقراطيين يقرون بانهم يفتقدون الى السلطة لارغامه لتغيير المهمة الاميركية لمحاربة  الارهاب في أي وقت قريب.

وكما قال النائب الديمقراطي شارس فان هولون فان " البيت الابيض لم يكسب الارض، ولكن النتيجة كما هي الان فاننا لم نشهد الجمهوريين يقودون التصويت للقول بانهم سوف يغيرون الاتجاه ". والجمهوريون في الكونغرس كما تؤكد الواشنطن بوست، ولاسيما المحافظون منهم، مقتنعون بان بوش قد كسب قوة في موقفه بشأن العراق خلال الاشهر القليلة الماضية. وقال النائب الجمهوري توماس ديفس :" اعتقد انه حسن موقفه، وانت ترى الديمقراطيين الان يقولون اننا لا نستطيع بعض الاشياء التي اردنا القيام بها".

مصادر اميركية ذات صلة بمتابعة موضوع العراق قالت في واشنطن، ان السؤال الاساسي هو كيف سيستخدم بوش هذا الفضاء السياسي الذي اتيح له. وكشفت تلك المصادر ان بوش سيتقدم لمخاطبة الشعب الاميركي مباشرة يوم الخميس، بعد جلسة استماع الكونغرس المقررة يوم الاثنين مع الجنرال ديفيد بيتريوس والسفير رايان كروكر حول تقدم الوضع السياسي والعسكري في العراق .

ولكن بوش كما تقول الواشنطن بوست المح بالفعل الى انه يريد المضي للاستمرار بوجود عسكري اميركي محدود في العراق .وفقط معرفة كيف سيتحقق هذا الانتقال في المدة الزمنية هو الامر الذي لم يتضح لحد الان .

وخلال زيارته لمحافظة الانبار الاخيرة لاول مرة ، قال بوش لاول مرة ايضا ان مستشاريه قد اخبروه بامكانية الحفاظ على المستوى الامني نفسه بعدد اقل من القوات، والمح بيتريوس بشكل خاص بانه قد يستطيع الاستمرار مع القيام بانسحاب رمزي بقوة لواء اميركي في بداية السنة المقبلة.

وقال ليون بانتا رئيس مكتب البيض الابيض في عهد كلنتون وعضو لجنة بيكر – هاملتون بان الرئيس بوش لايريد ان يرى بانه اجبر على أي شيء - ولكنه يستطيع الان الادعاء بان التقدم العسكري جعل من الممكن البدء باجراءات الانسحاب. واضاف بانتا :" في جميع الاحول فان مشكلة بوش الكبيرة : الشعور بالراحة بانه يربح ويستطيع البدء باجراءات سحب القوات، واعتقد ان بوش يعرف مايريد ان يفعله ولكن يريد ان يكون مرتاحا بانه يسير في طريقه ".

ويجد محللو سياسيون، ان جوهر طروحات بوش التي لا يستطيع  الديمقراطيون في الكونغرس رفضها، تلك الفكرة التي تركز على اعتبار العراق خط المجابهة الاول مع الارهاب الذي تمثله القاعدة وتنظيمها، بعد ما ظهر من خطاب بن لادن لمناسبة ذكرى الحادي عشر من ايلول التي بث على اكثر من موقع للانترنيت، كونه طوق النجاة لادارة بوش، في تعميق خطابها الداعي لمحاربة الارهاب، واجبار الديمقراطيين على التصفيق للرئيس الاميركي المتحدي للارهاببين في سياق فوبيا الخوف من تكرار هجمات ايلول في  استهداف المصالح الاميركية او ربما حتى الاراضي الاميركية .

وترى اطراف اخرى قريبة جدا من الرئيس بوش بانه قد يكون مدفوعا بعاملين اخرين ،حسب  ما تنقله الواشنطن بوست عنهم ، العامل الاول التلويح بقرب نهاية فترته الرئاسية ورغبته في وضع السياسة تجاه العراق على اساس مستمر الى الرئاسة المقبلة ، والعامل الثاني هو ان بوش يعلم ان عليه ان يبدأ سحب القوات في شهر نيسان، حينما تحل مدة 15 شهر لتبديل القوات، وهذا يعني ان الضغوط قائمة من اجل تغيير الاستراتيجية باستراتيجية بديلة تقوم على اساس ابقاء قوة صغيرة في العراق.

وتقول الواشنطن بوست ان الشيء غير المعروف هو فيما اذا كان بوش يريد مجرد العودة الى مستويات القوات الاولى أي ابقاء 130000 جندي في العراق او فيما اذا كان سيستمر في تخفيض القوات بعد شهر نيسان، لاسيما بعد ان حذر مستشارون عسكريون وسياسيون للرئيس الاميركي جورج بوش الكونغرس من أن أي تغييرات محورية في إستراتيجية حرب العراق الراهنة ستهدد التقدم الأمني والسياسي المحدود الذي تم إحرازه حتى اللحظة.

وكشفت مصادر اميركية مطلعة، رفضت تسميتها، أن السفير الاميركي لدى العراق رايان كروكر سينضم إلى جانب قائد القوات الاميركية الجنرال ديفيد بتريوس في التوصية بالحفاظ على معدل الحشود العسكرية الحالية، ودون تغيير، عند 160 ألف جندي عقب زيادتها بـ30 ألف جندي إضافي في شباط. ويتفق بتريوس وكروكر، في التقرير، على أن رفع حجم القوات الاميركية نجح، بعض الشيء، في تحقيق ما فشلت فيه الجهود السابقة لكبح موجة العنف والعناصر المسلحة واستتباب الأمن.

وتشير الواشنطن بوست الى رأي بعض مستشاري الرئيس بوش الذين يؤكدون انه نشط بتطور وقائع الاسبوع الماضي ولاسيما اللقاء مع شيوخ العشائر في الانبار ،جعلت بوش يظهر تعاطفا معهم حينما اشتكى الشيوخ بانهم يفتقدون دعم بغداد المالي لهم .

ومن المقرر أن يلتقي بتريوس وكروكر الأحد لمراجعة التقرير والاستعداد لجلسة استجواب ساخنة من المشرعين على مدى يومي الاثنين والثلاثاء. وقال مصدر مطلع إن المسؤولين لن يتشاورا مع الرئيس الاميركي أو رؤسائهما المباشرين قبيل جلسة الاستجواب للحفاظ "على استقلالية ونزاهة شهادتيهما".

وكان مسؤول ديمقراطي بارز اتهم الإدارة الاميركية بالتلاعب في تقرير العراق حول أن مدى فعالية زيادة القوات الاميركية التي دفع بها بوش إلى هناك، عقب صراع مرير مع الديمقراطيين.

وقال السيناتور ديك ديربن، ثاني أعلى مسؤول في مجلس الشيوخ، الجمعة: "عبر التلاعب بحذر في الإحصائيات، تقرير بوش-بتريوس سيسعي لإرغامنا على أن العنف في العراق في تراجع، وأن زيادة القوات الاميركية هناك فعالة".

لن يصنفه التاريخ مع روزفلت وإنما مع جونسون

نصيحة بخفض القوات الأميركية في العراق

تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية ، فتناولت تقرير لجنة أميركية مستقلة توصي بسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق، والتوترات المتزايدة بين أميركا وبريطانيا، وشريط فيديو جديد لأسامة بن لادن في ذكرى 11 سبتمبر/أيلول.

نصيحة لأميركا

تحت عنوان "نصيحة للولايات المتحدة بخفض القوات في العراق" كتبت صحيفة فاينانشال تايمز أن لجنة مستقلة أوصت بسحب الولايات المتحدة بعض قواتها من العراق رغم الاستنتاج بأن قوات الأمن العراقية لن تقدر على العمل باستقلالية طوال الشهور الثمانية عشر القادمة.

فقد توصلت اللجنة الأميركية المكونة من 20 ضابط جيش وشرطة كبير بقيادة الجنرال المتقاعد جيمس جونز إلى أن مستوى القوات الأميركية والمنشآت العسكرية في العراق وخاصة في بغداد، كون انطباعا باحتلال دائم.

وخلصت اللجنة في تقرير لها عن قوات الأمن العراقية نشر أمس إلى أن المطلوب الآن هو انطباع مخالف: أخف وطأة وأقل ضخامة وأكثر عسكرية.

وأشارت اللجنة إلى أن تقليل كثافة الوجود الأميركي في العراق سيشكل ضغطا أكبر على الحكومة العراقية لإيجاد تسوية سياسية.

وجادلت بأن إستراتيجية الزيادة التي أقرها الرئيس كان الغرض منها إفساح المجال لتقدم سياسي في العراق، لكن هذا التقدم لم يتم.

وختمت الصحيفة بأن اللجنة توصلت إلى أن قوات الأمن العراقية قد أحرزت تقدما متفاوتا ولكنها لن تتمكن من العمل باستقلالية على مدار الشهور الثمانية عشر القادمة، وهو الإطار الزمني الذي طلب من اللجنة تقييمه.

تباين المصالح

وتناولت صحيفة ذي تايمز في افتتاحيتها التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقالت الصحيفة إنه لولا صدام بريطانيا مع الولايات المتحدة حول خططها للانسحاب من العراق، لربما كان الأمر أسهل لتفادي التوتر المتزايد حول أفغانستان.

وذكرت الصحيفة خلافات حول الأساليب وتعارضا واضحا في المصلحة.

وأشارت إلى أن التوترات كانت موجودة منذ أن قرر توني بلير أن على بريطانيا أن تأخذ زمام المبادرة في أفغانستان، بأن تكون مسؤولة عن النتيجة الكلية التي لم تكن لديها أبدا في العراق.

وقالت إن أهداف بريطانيا وأساليب عملها كانت مختلفة عن نظيرتها عند الأميركيين.

وأضافت ذي تايمز أن واشنطن أرادت القبض على أسامة بن لادن وطرد طالبان وإقامة حكومة موالية للغرب وإيجاد استقرار كاف في أفغانستان حتى لا تظل مصدرا للإرهاب.

أما بريطانيا فقد بدأت مبكرا في التركيز على المعاني البعيدة لمفردات بناء الدولة -نظرا لانتكاساتها الضخمة في المعركة ضد تجارة الأفيون- وبدأت تتحدث عن مشروع لمدة عشرين سنة.

ومن أوجه الخلاف ما يتعلق بأسامة بن لادن، حيث كان تعقبه أولوية أميركية، لكنه لم يكن محور اهتمام بريطانيا.

وتعاونت بريطانيا مع ولاة الأقاليم مباشرة على أساس أن الحكومة المركزية لم تمثل أبدا دورا مهما في الحياة الأفغانية.

كما ركزت بريطانيا على كسب ود الشعب الأفغاني، وتعرضت للضغط أيضا لتبرير نهجها بعد تغلغل طالبان مرة أخرى عائدة إلى ولاية هلمند، بينما تبنت أميركا نهج المواجهة مما أسفر عن شجار بسبب زيادة إصابات المدنيين الموالين لكرزاي.

وقد اتبعت بريطانيا أسلوب الحوار مع إيران فيما يتعلق باستئصال تجارة الأفيون وكان ذلك مثمرا، بينما رفضت الولايات المتحدة مبدأ الحوار معها ولم ترغب في الفصل بين نزاعاتها الأخرى، مثل طموحات إيران النووية.

وخلصت ذي تايمز إلى أن بريطانيا تبنت نهجا يفهم ظاهريا على أنه كان أكثر حساسية تجاه هموم الأفغان، لكن نقطة الضعف فيه هي أن أساليبها لم يكتب لها المزيد من النجاح. وكان أقوى ما أشهرته في وجه نفاذ صبر الولايات المتحدة هو أن السياسيين قالوا إنهم مستعدون لأن يكون هذا صراعا يدوم لعقود.

معهد السلام الأمريكي يدعو لانسحاب كامل خلال 5 سنوات

و اكد احدث تقرير امريكي حول الحرب في العراق ان الولايات المتحدة يجب ان تخفض قواتها في العراق بمقدار النصف خلال ثلاث سنوات وتنسحب بشكل كامل من هذا البلد خلال خمس سنوات.

وقال التقرير الذي اعده معهد السلام الامريكي ان حكومة العراق التي سببت »خيبة امل«حتى الآن لن تكون قادرة على تولي مسؤولياتها الامنية لاعادة اعمار البلاد قبل هذه المهلة.

واضاف التقرير ان »الولايات المتحدة تواجه تحديات في العالم اكبر من ان تسمح لها بمواصلة جهودها بالمستوى الحالي في العراق وحتى بتعزيز القوات الذي قامت به مؤخرا«.

واكد التقرير ان الوجود العسكري في العراق لا يمكن ان يستمر »باكثر من نصف العديد الحالي لمدة ثلاث سنوات على ان تسحب كل القوات خلال خمس سنوات عندما تعاد كل القواعد الامريكية الى الحكومة العراقية«.

وتابع ان »العراقيين وجيرانهم لن يشعروا بالحاجة للتحرك بمسؤولية اكبر الا عندما يرون آفاقا حقيقية لانسحاب امريكي«.

وخلافا لتقارير امريكية مماثلة لم يدع التقرير الحالي الى تقسيم العراق كجزء من الحل.

تقرر كورديسمان حول فرصة أمريكا الأخيرة في العراق

و ظلت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة تتناقل التقارير والمعلومات حول فشل أمريكا في العراق، ودورها في تسبيب الأزمة العراقية، وعن الصراع في أمريكا بين الجمهوريين الذين يسيطرون على الإدارة الأمريكية، والديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونغرس، وتوجهاتهم الهادفة إلى إرغام الإدارة الأمريكية على الانسحاب من العراق.

ولكن ما لم يتم التطرق إليه هو الإجابة على السؤال القائل: لماذا تصر إدارة بوش على البقاء في العراق، وزيادة القوات الأمريكية وتخصيص الميزانيات الهائلة لتمويل الحرب في العراق، برغم الخسائر المالية والبشرية التي تعرضت لها، إضافة إلى التشوهات التي أضرت كثيراً بصورة أمريكا كأقوى بلد في العالم، يمثل حالياً قمة التطور والقوة المادية والتكنولوجية والعسكرية والاقتصادية.

يقول الخبير الأمريكي انطوني كورديسمان، والذي ظل معتدلاً بعض الشيء في تقاريره السابقة حول العراق، ولكنه أبرز بعض ملامح الأمريكي القبيح هذه المرة في تقريره الذي حمل عنوان (فرصة أمريكا الأخيرة في العراق: تغيير استراتيجية الولايات المتحدة من أجل مقابلة الاحتياجات الحقيقية للأزمة اللبنانية)، ونشره اليوم مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية الأمريكي على موقعه الالكتروني..

الدراسات والبحوث الأخرى، التي تحاول التسويق لاستمرارية بقاء أمريكا في  العراق، جاءت على النحو الآتي: 

- تحليل خبير اللوبي الإسرائيلي ومبعوث السلام السابق دينيس روس الذي حمل عنوان (عراق مستقر) وقام بنشره موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التابع للوبي الإسرائيلي، وأيضاً صحيفة نيوريبابليك التابعة لجماعة المحافظين الجدد.

- ست نشرات حملت عنوان (تقرير العراق) نشر بواسطة معهد المسعى الأمريكي التابع للوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد، وأشرف على إعدادها اليهودي الأمريكي فريدريك كاغان مفكر جماعة لمحافظين الجدد المختص بـ(الشؤون العراقية).

- تحليلات مجلة ويكلي ستاندار الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد، والتي يترأس تحريرها اليهودي الأمريكي وليم كريستول عراب الجماعة، والتي خصصت لها موقعاً الكترونياً مستقلاً حمل عنوان (فلنفهم الحرب).

الخطاب السياسي الذرائعي الجديد الذي تتبناه إدارة بوش من أجل استدامة احتلال العراق، هو خطاب يقوم على النقاط الآتية:

• المحاذير والكوابح المحرضة على عدم الانسحاب من العراق:

وتتمثل في الآتي:

- لن تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب بسرعة من العراق دون القيام بتدمير، أو ترك الكميات الهائلة من العتاد العسكري الأمريكي وراءها، وهو أمر يتعلق بالاعتبارات العملية التي أصبحت أمراً واقعاً بسبب الوجود العسكري الأمريكي الهائل الحجم في العراق.

- إذا تم إرغام وإجبار إدارة بوش على الانسحاب العاجل من العراق، فإنها سوف تقوم بسحب الأفراد، والتخلي عن العتاد، وهذا في حد ذاته سوف يغري باندلاع الحرب الأهلية الشاملة في العراق، وهو أمر سوف يؤدي إلى الدفع باتجاه المزيد من سحب القوات الأمريكية، وبالضرورة سوف يؤدي إلى دفع المتعاقدين والمستثمرين الأمريكيين إلى الخروج من العراق، وأيضاً إلى (انكشاف) المصالح الأمريكية الموجودة في العراق أمام مخاطر الهجمات والاعتداءات المدمرة.

- ان قيام سلطات الاحتلال الأمريكية ببناء جيش عراقي وقوات أمن عراقية، تؤمن وتكفل الدفاع عن المتعاقدين والمستثمرين الأمريكيين، والمصالح الأمريكية هو أمر ذو أهمية قصوى قبل أي تفكير في القيام بإجراء الانسحاب الأمريكي، أياً كان نوعه كلياً أو جزئياً. 

-   ان فترة سحب القوات والعتاد الأمريكي هي فترة تتراوح على الأقل بين 9 و12 شهراً، وهناك من يرى بأن هذه الفترة يجب أن تكون 24 شهراً. 

• المصالح الاستراتيجية الأمريكية في العراق:

وتتمثل هذه المصالح في الآتي:

- تعتمد أمريكا على واردات النفط بشكل أساسي لتسير اقتصادها، وبالتالي فإن الانسحاب من العراق سوف يضر بموقف أمريكا، ومن ثم فإن المصلحة الاستراتيجية لأمريكا يجب أن ترتبط بتوفير البدائل الأخرى للنفط، أي ان اكتشاف مصادر الطاقة الأخرى غير النفط، هو الأساس الوحيد الذي يتيح لأمريكا حماية مصالحها الاستراتيجية وبالتالي فإن أمريكا سوف تتضرر مصالحها إذا انسحبت من العراق، قبل أن يقوم العلماء ومراكز الأبحاث العلمية باكتشاف البدائل الجديدة للنفط.

- انسحاب أمريكا من العراق سوف يجعلها تفقد سيطرتها على الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، وسوف يؤدي افتقاد تلك السيطرة الى الاضرار بالمصالح الأمريكية في هذه المناطق. 

- انسحاب أمريكا من العراق سوف يؤدي إلى نشوء (فراغ القوة الاستراتيجية) وسوف يغري ذلك القوى الكبرى والعالمية المنافسة لأمريكا مثل الصين وروسيا، من أجل التقدم باتجاه العراق ومحاولة ملء هذا الفراغ.

- الانسحاب من العراق سوف يؤدي إلى زيادة حجم وقوة الحركات والجماعات الإرهابية التي تهدد الولايات المتحدة وحلفائها، وبالذات إيران التي سوف لن تتردد في الحل مكان أمريكا بعد الانسحاب من العراق.

• الالتزامات الأخلاقية الأمريكية إزاء الشعب العراقي:

جاء الأمريكيون إلى العراق من أجل إتاحة الفرصة للعراقيين في ممارسة الديمقراطية وبناء التنمية، وبكل أسف –كما يقول الأمريكيون- لم يتفهم العراقيون الهدف النبيل الامريكي وقاموا بأعمال التمرد والمقاومة والعصيان للوجود الإنساني الأمريكي، وبرغم ذلك فإن على الأمريكيين البقاء في العراق من أجل الإيفاء بالتزامهم الأخلاقي، وذلك بحيث يلعبون دوراً رئيسياً في تشكيل الوقائع الجارية حالياً في العراق وتصحيح أخطاء الوجود الامريكي الحالي والتي تمثلت في الآتي:

- الفشل في التحضير من أجل عمليات الاستقرار وبناء الأمة بعد سقوط صدام حسين.

- السماح بتفشي وسيطرة الكابوس المذهبي والعقائدي. 

-       عدم إعطاء العراقيين الذين ظلوا موجودين في 

تقييم تقرير بتراوس المقدم للكونغرس وتداعياته

تقدم الجنرال ديفيد بتراوس، قائد القوات الأمريكية في العراق (وأيضاً قائد القوات المتعددة الجنسية الموجودة في العراق) بتقريره الذي ظل الرأي العام الأمريكي والعربي، والدولي، في انتظاره منذ لحظة انفضاض جلسة الكونغرس العاصفة التي شهدت قبل ثلاثة أشهر المواجهة الساخنة بين الديمقراطيين المطالبين بالانسحاب من العراق، والجمهوريين وإدارة بوش المطالبين باستمرار الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق.

تقرير بترايوس:

تم نشر التقرير بواسطة كل الصحف الأمريكية الورقية والالكترونية، ويقع التقرير في عشر صفحات من القطع المتوسط، وقد احتوى على ستة مفاصل: المقدمة، طبيعة الصراع، الموقف في كانون الأول 2006 وزيادة القوات، الموقف الحالي واتجاهاته، قوات الأمن العراقية، والتوصيات.

ويمكن استعراض النقاط والمفاصل الأساسية لتقرير بتراوس على النحو الآتي:

• المقدمة: أكد بتراوس على أنه أعد هذا التقرير ليكون بمثابة شهادته وإفادته أمام الكونغرس، وأكد بتراوس بأن هذا التقرير- الشهادة، قد قام بإعداده شخصياً وبنفسه، وبأنه لم يتدخل أي طرف في إعداد هذا التقرير- الشهادة، لا من الإدارة الأمريكية، ولا من البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية)، ولا من قادته أو مرؤوسيه في الجيش الأمريكي.

وأشار الجنرال ديفيد بتراوس في مقدمة تقريره إلى النقاط الآتية:

- تمت مقابلة الأهداف العسكرية لعملية زيادة القوات الأمريكية. 

- حققت قوات التحالف وقوات الأمن العراقية بعض التقدم في المجال الأمني. 

- انخفضت الأحداث الامنية إلى 8 بدلاً عن 12 حدثاً في الأسبوع، وذلك خلال الأسابيع الماضية، وتعتبر هذه النسبة الأقل منذ حزيران 2006. 

- الانخفاض في معدل الأحداث يرجع إلى قيام القوات الأمريكية، وقوات التحالف، وقوات الأمن العراقية باستهداف تنظيم القاعدة ومن يقفون معه. 

- تمت عملية استهداف متطرفي الميليشيات الشيعية، والجماعات الخاصة المدعومة إيرانياً، وعناصر حزب الله اللبناني التي ظلت تقدم لها الدعم والمساندة. 

- تم تقليل أحداث العنف الاثني- الطائفي في العراق عموماً، وفي بغداد خصوصاً. 

- انخفض عدد القتلى في العراق عموماً، بقدر كبير عما كان عليه في العام الماضي. 

- تم إحراز التقدم في بناء قوات الأمن العراقية، وأصبحت قادرة نسبياً على القيام بالمبادرة والقيادة في بعض العمليات. 

- تزايدت ظاهرة الرفض القبلي والعشائري لوجود تنظيم القاعدة. 

-   خلال الأشهر القليلة القادمة يمكن أن نكون قادرين على تخفيض قواتنا الموجودة في العراق، إلى المستوى الذي كانت عليه قبل عملية زيادة القوات.-        

• طبيعة الصراع: قول الجنرال ديفيد بتراوس بأن المصدر الرئيسي للصراع في العراق، هو التنافس بين الجماعات الاثنية والطائفية حول السلطة وموارد الثروة. وسوف يظل التنافس مستمراً، وحله سوف يؤدي إلى إحلال الاستقرار على المدى الطويل الأجل في العراق الجديد، وسوف تبقى المسألة متمثلة في مستوى العنف الذي تحدث وتستمر به بطريقة أو بأخرى هذه المنافسة.

ويرى الجنرال بتراوس بأن التحديات الأمنية في العراق، قد أصبحت أكثر وضوحاً، فالإرهابيين الأجانب والعراقيين، والمتمردين، ومتطرفي الميليشيات، والمجرمين، جميعهم يعملون باتجاه دفع التنافس الاثني- الطائفي باتجاه العنف.

ويرى الجنرال بتراوس أيضاً بأن الأعمال (الخبيثة) بواسطة سورية وإيران تزكي وتزيد من العنف. وأضاف بتراوس بأن الافتقار إلى قدرة الحكم الكافية، قد أدى على عدم الثقة والمصداقية بين الطوائف، وإلى نشوء المزيد من أشكال الفساد الجديدة المتنوعة، التي أضيفت إلى التحديات الموجودة في العراق. 

• الموقف في كانون الأول 2006: يقول الجنرال بتراوس لأعضاء الكونغرس بأنه في جهودنا الحالية لاستطلاع المستقبل، من المفيد أن نراجع الماضي: في كانون الأول 2006م، وفي وسط تزايد العنف الاثنو-طائفي الذي تصاعد بعد تفجير المسجد الذهبي في مدينة سامراء العراقية، فقد ظن القادة في العراق –آنذاك- (الجنرال جورج كيسي قائد القوات الأمريكية الذي جاء بعد بتراوس، والسفير الأمريكي السابق زلماي خليل زاده) بأن القوات الأمريكية وقوات التحالف قد فشلت في تحقيق أهدافها وغاياتها. 

وينتقد الجنرال بتراوس وجهة نظر الجنرال كيسي والسفير زلماي خليل زاده، قائلاً بأن وجهة نظرهم قد قللت من أهمية الحاجة إلى حماية السكان وتقليل العنف الطائفي، وعلى وجه الخصوص في العاصمة بغداد. ونتيجة لذلك، فقد طلب الجنرال كيسي المزيد من القوات الإضافية من أجل تمكين القوات الأمريكية وقوات التحالف على إكمال وإنجاز مهمتها، وبالفعل بدأت هذه القوات تتدفق في كانون الثاني. 

• الموقف الحالي واتجاهاته: يقول الجنرال بتراوس بأنه توجد بعض الإخفاقات والتراجعات، ولكن توجد بعض النجاحات، وبرغم الخسائر الموجعة، فإنه والقادة التكتيكيين (الميدانيين) يرون أن هناك تحسناً قد حدث في البيئة الأمنية العراقية.

ويشير الجنرال بتراوس إلى أن مؤشرات التحسن في البنية الأمنية العراقية، قد تم رصدها من واقع الإحصاءات وتحليل البيانات بواسطة القوات الأمريكية، وقوات التحالف، والمراكز العراقية المختصة.

أبرز الأرقام الإحصائية التي أشار إليها الجنرال بتراوس للتدليل على صحة رأيه، تمثلت في الآتي:

- انخفاض عدد القتلى المدنيين بنسبة 45% في كل العراق. 

- انخفاض عدد القتلى المدنيين بنسبة 70% في بغداد. 

-   تم الكشف والقضاء خلال الفترة من أول كانون الثاني وحتى الآن عن 4400 مخبأ للأسلحة والمتفجرات، وذلك بزيادة 1700 من العدد الإجمالي الذي تم الكشف عنه وإزالته طوال العام الماضي.-        

ويرى الجنرال ديفيد بتراوس بأن التطور الأكثر أهمية في الفترة الأخيرة يتمثل في تزايد توجهات القبائل والعشائر والسكان المدنيين العراقيين لعمليات ووجود المتطرفين وعناصر القاعدة في مناطقهم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث مؤخراً في محافظة الأنبار. 

• قوات الأمن العراقية: يقول الجنرال بتراوس بأن قوات الأمن العراقية قد بدأت تتطور ويتحسن أداءها، وأصبحت قدراتها أفضل مما كانت عليه، إلا أنه مايزال عددها غير كاف، وماتزال تعاني من القصور في الميزانيات والعتاد والمؤسسات التدريسية. ويشير الجنرال بتراوس إلى عدم قدرة قوات الأمن العراقية، على القيام بالدور المطلوب في مواجهة ومكافحة التمرد، وذلك لأن عمليات مكافحة التمرد تتطلب عدداً أكبر من القوات البرية، ومن ثم يتوجب على القوات الأمريكية تقديم المساعدات من أجل زيادة وتوسيع حجم قوات الأمن العراقية، على النحو الذي يجعلها قادرة على الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة الميدانية في عمليات مكافحة التمرد.

توصيات الجنرال بتراوس:

يقول الجنرال بتراوس بأن توصياته قد قام بوضعها بالأخذ في الاعتبار للجوانب والاعتبارات العملياتية، والاستراتيجية الخاصة بالوضع العراقي.

وأضاف الجنرال بتراوس بأن توصياته قد قام بتقديمها إلى قادته في الجيش الأمريكي وأعضاء هيئة الأركان المشتركة، وقال بأن توصياته ركزت على تحقيق مبدأ تحقيق (الأمن في أثناء القيام بالتغيير: من القيام بالقيادة، إلى المشاركة، إلى الإشراف).

تقييم تقرير بتراوس:

من الواضح أن الجنرال ديفيد بتراوس يؤيد توجهات معهد المسعى الأمريكي، التي أعد تقريرها فريدريك كاغان، والذي نشره معهد المسعى الأمريكي، كذلك فقد لجأ ديفيد بتراوس إلى حيلة خبيثة لإرضاء المطالبين بالانسحاب، عندما أشار في تقريره إلى إمكانية تخفيض القوات الأمريكية الموجودة في العراق، ولكنه اشترط لحدوث ذلك تحسن الأوضاع الأمنية.

تداعيات تقرير ديفيد بتراوس سوف تتمثل في الآتي:

- داخل العراق: سوف تضطر حركات المقاومة العراقية إلى تكثيف عملياتها لإقناع الأمريكيين والرأي العام العالمي بأن الوضع لم يتحسن. كذلك سوف تتزايد الخلافات بين حكومة نوري المالكي والأطراف العراقية الأخرى. 

- بالنسبة لإيران: الخطر الأمريكي سوف يظل متزايداً، خاصة وأن تقرير كروكر، السفير الأمريكي في العراق، الذي قدمه معاً بجانب تقرير بتراوس للكونغرس، قد ركز بشدة على ضرورة التحرك الأمريكي من أجل القضاء على الخطر الإيراني. 

- بالنسبة لسورية: ركز الجنرال ديفيد بتراوس على دور القبائل والعشائر العراقية في رفض المتطرفين وعناصر القاعدة، وأشار في تقريره أكثر من مرة لمحافظة الأنبار (المجاورة لسورية) باعتبارها النموذج (السني العراقي) الأمثل للتعاون الامريكي- العراقي المشترك في حفظ الأمن والاستقرار.

التوقعات تقول بأن استمرار الوجود الأمريكي العسكري في العراق والإبقاء عليه، سوف يتيح للأمريكيين فرصة تعزيز وجودهم في محافظة الانبار المجاورة لسورية، ومن المتوقع أن لا تكتفي أمريكا (ومن ورائها إسرائيل) بحفظ الاستقرار والأمن، بل، وبكل تأكيد سوف تلجأ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والموساد الإسرائيلي (الموجود حالياً داخل العراق تحت الغطاء الأمريكي) بالتحول من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، بحيث لا يتم الاكتفاء بمكافحة المسلحين الموجودين داخل العراق، وإنما بمحاولة إرسالهم إلى داخل سورية، وربما الى لبنان إن دعت الحاجة، ويجب عدم الاستغراب إزاء حدث مثل هذه الاحتمالات، وذلك لأن الحرب ضد العراق، هي بالأساس بمثابة الخطوة الأولى في حروب الشرق الأوسط التي تعمل لإشعالها أمريكا وإسرائيل، وهي حروب سوف لن تكون سورية وإيران بمعزل عنها.

إن الحديث عن محافظة الأنبار العراقية، والتواجد العسكري- الاستخباري الأمريكي- الإسرائيلي المتزايد فيها، هو تواجد يرتبط بمشروع أكبر، من أبرز أهدافه:

- تمديد أنابيب النفط والغاز من شمال العراق عبر (محافظة الأنبار) وعبر الأردن، إلى إسرائيل. 

- تأمين الطرق البرية التي تربط إسرائيل عبر الأردن ومحافظة الأنبار مع وسط وشمال العراق (إقليم كردستان). 

- تأمين المنفذ البري للحركات الكردية الانفصالية الموجودة في شمال العراق، بحيث تسهل نقل الإمدادات من إسرائيل إليها عبر الأراضي الأردنية ومحافظة الأنبار العراقية. 

- بناء قاعدة أمريكية كبيرة، حالياً توجد قاعدة عسكرية أمريكية في محافظة الأنبار على مقربة من الحدود السورية- الأردنية- السعودية مع محافظة الأنبار، وتجدر الإشارة إلى  أن الأمريكيين يطلقون على هذه القاعدة تسمية (قاعدة الأسد).

وعموماً، سوف تكون هناك المزيد من التداعيات والتفاعلات حول محتوى ومضمون وتوصيات تقرير بتراوس، وحتى الآن لم يبرز رد فعل الديمقراطيين والجماعات الأمريكية، وعلى الأغلب فإن الأيام القليلة القادمة سوف تشهد ظهور المزيد من الانتقادات للتقرير وتوصياته والتي هي بالأساس قد ظهرت بداياتها عندما تصدى بعض الصحفيين والسياسيين الأمريكيين إلى التشكيك في مصداقية الجنرال بتراوس، وعلاقته بجماعة المحافظين الجدد والتي طالبت أصلاً بتعيينه لهذه المهمة، وهناك مقال مشهور كتبه دونيللي في معهد المسعى الأمريكي في بداية العام الماضي يطالب فيه بإقصاء الجنرال كيسي عن قيادة القوات الأمريكية، وتعيين الجنرال ديفيد بتراوس بدلاً عنه باعتباره رجل المهمة.

آلاف المتظاهرين في واشنطن يطالبون بإنهاء الحرب في العراق

 واشنطن ـ ا ف ب: تجمع الاف المتظاهرين وبينهم عائلات الجنود الذين قتلوا في العراق بعد ظهر السبت امام البيت الابيض في واشنطن للمطالبة بانهاء الحرب في هذا البلد وسحب القوات الامريكية واقالة الرئيس الامريكي جورج بوش.

واحتشد ما بين اربعة وستة الاف شخص يحملون لافتات كتب عليها »ساندوا قواتنا، اوقفوا الحرب« او »اقيلوا بوش« وقاموا بمسيرة الى مبنى الكابيتول (مقر الكونغرس) بعد ايام على اعلان الرئيس الامريكي سحب 21500 جندي من العراق من اصل حوالي 168 الفا منتشرين في العراق من الان وحتى صيف 2008.

وقال المنسق الوطني لمنظمة »انسر كواليشن«الامريكية المناهضة للحرب بريان بيكر »اليوم يرد الاف الاشخاص على بوش في شوارع واشنطن ومدن اخرى للمطالبة بوقف الحرب في العراق فورا.

وقد دخل حشد من المتظاهرين يضم عائلات وطلبة ومحاربين قدماء وآباء جنود قتلوا في النزاع الذي اوقع اكثر من 3770 قتيلا في صفوف الامريكيين في اربع سنوات، الحدائق المقابلة للبيت الابيض.

ويقول فيل الايف (21 سنة) وهو من »قدامى المحاربين في العراق المعارضين للحرب« وقد ارتدى زيه العسكري المرقط »امضيت عاما في ابو غريب والفلوجة حتى يوليو 2006.

قالوا لي ان مهمتنا هي المساعدة على الاستقرار في البلاد.لكننا هناك لا نقوم باعادة بناء اي شيء وقد جعلنا الشعب ينقلب علينا«.

ويرى هذا الشاب ان تقرير الجنرال ديفيد بترايوس الذي صدر في مطلع الاسبوع ويشير الى تحسن على الصعيد الامني، »يختلف كليا عن حقيقة الوضع على الارض«.

من جانبها تقول ديان سانتوريللو وهي تلوح بصورة ابنها نيل الذي قتل في العراق في 13 اغسطس 2004 »انني هنا لمطالبة الكونغرس بوقف تمويل هذه الحرب.اشعر بالخوف من فكرة ان نشن حربا جديدة على ايران«.

وتضيف باكية »لقد حرموني منه وهو في الخامسة والعشرين من العمر«.

كما انتقد المتظاهرون »سلبية«الديموقراطيين، الاغلبية في الكونغرس، ازاء الحرب.

وقال ريتشارد غولد (62 سنة) القادم من ولاية بنسلفانيا (شمال شرق) للتعبير عن استيائه »الديموقراطيون خيبوا املي. انهم لم يقوموا بما يكفي لوقف تمويل الحرب«.

ويقول غولد عن سناتور ايلينوي (شمال) الاسود الذي طالب الاربعاء بانسحاب كامل من العراق قبل نهاية 2008 »اعتقد انه الوحيد الذي يتحدث بوضوح في هذا البلد«.

واضاف غولد »انني متقدم في السن الى حد يسمح لي بتذكر حرب فيتنام وسحب قواتنا في الوقت المناسب.يجب التعلم من دروس الماضي«.

استطلاع

وافاد استطلاع نشر الاثنين ان الامريكيين يعتقدون بنسبة %62 ان الحرب في العراق كانت خطأ ويرى %59 منهم انها لا تستحق التضحية بارواح امريكيين.

وردا على سؤال حول الجهة التي يمكنها ان تنهي الحرب في العراق بافضل شكل، رد %68 انهم يثقون كثيرا بالقادة العسكريين فيما اشار %21 الى الكونغرس ورأى %5 فقط انها ادارة بوش.

 اتفاق اميركي مع السنة على تسليحهم وتسليمهم الحكم!!

كشفت صحيفة الواشنطن بوست في عددها الاخير ،في مقالة صريحة ومكشوفة للعيان دون لبس او لف ودوران ، وفي اخطر واوضح صورة للموقف الاميركي وماتخططه الادارة الاميركية في واشنطن للعراق ، عن وجود قرار لدى ادارة الرئيس بوش لتسليم العراق للسنة ،!! واوضحت الصحيفة ان تسليح الادارة الاميركية للعشائر السنية ، انما هو تمهيد لتاهيلهم لاستلام الحكم في العراق بعد انسحاب القوات الاميركية !!

ووصف  مقال الواشنطن بوست الذي كتبه  'ويليام آركين' شيوخ العشائر السنية الذين التقاهم بوش وصافحهم واحدا واحدا بانهم ' نخبة صدامية ' .وان بوش كان حريصا على مصافحتهم وتبادل الابتسامات معهم .

وكان موقع نهرين نت قد نشر عشرات التقارير الخاصة بهذا الشان وكشف عن الدور السعودي والاردني في هذه اللعبة الخطيرة لابادة الشيعة في العراق واخضاعهم مجدا لسيطرة طائفية بغيضة ، ولكن للاسف لا الحكومة فيها من يقرا ويتابع ويحلل ولا في الائتلاف العراقي الذي يدعي انه يمثل الشيعة من يقوم بهذه المهمة، اذا انشغل الائتلاف ونوابه بكل شئ ، الا شيئا واحدا وهو متابعة هذه التقارير الخطيرة التي تريد اعادة العراق الى حكم طائفي بغيض يرضى عنه الحكم السعودي والحكم الاردني الذي باشر كل صغيرة وكبيرة في هذا المشروع الخطير ومازال ، والمصيبة انه يكافأ ببيعه النفط باسعار بخسة  تخسر الشعب العراقيين مايقارب ستمائة مليون دولار سنويا . لم يقرأو كل تلك التقارير عن مشروع خطير للسيطرة على شيعة العراق وفرض نظام ارهابي قوامه التنظيمات الارهابية التكفيرية والبعثية الذين تلطخت ايديهم بدماء مئات الالاف من الشهداء من اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام .

وفيما يلي اهم ما تضمنته مقالة الواشنطن بوست التي كانت بعنوان '  السنة يحكمون العراق مجددا ' :

'أن أغلب العراقيين وغيرهم في العالم الاسلامي سيرون في الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأميركي جورج بوش الى العراق الاثنين الماضي جزءا من مؤامرة كبرى تهدف الى خلق تحالف أميركي- سني، والعودة بالأقلية السنية الى سدة الحكم وقمع الأغلبية الشيعية مجددا.

ويلفت آركين الى النجاح الذي حققته القوات الأميركية في محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية، حيث تحول زعماء القبائل المحليين السنة من التحالف مع تنظيم القاعدة الى التحالف مع الولايات المتحدة.

ويضيف الكاتب أن الأخيرة كافأتهم بتسليح وتدريب الميليشيات والجماعات السنية بغية أن تتمكن الولايات المتحدة من المغادرة وترك بلد آمن ومستقر وراءها، متجاهلة ما سيحل بالجيش العراقي وقوات الأمن العراقية تبعا لذلك، لأن الولايات المتحدة تبدو مستعدة في الوقت الراهن للقبول بأي تقدم بغض النظر عن طبيعته وكيفية تحقيقه.

ويذكر آركين أن الرئيس بوش التقى شيوخ القبائل السنية في الأنبار (غرب العراق) وبادلهم المصافحة بالأيدي والابتسامة وطمأنهم على أنه يريد بالضبط نفس ما يريدون: الانسحاب الأميركي.

ويختتم آركين مقاله بالاشارة لكن العراقيين لم يراقبوا لقاء الرئيس بوش بالشيوخ السنة، الذي كانوا ذات يوم نخبة صدامية، فحسب وانما راقبوه أيضا وهو يلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تعرض لهجوم مؤخرا في واشنطن.

ويخلص الكاتب، الى أن خيوط المؤامرة في العقلية العراقية تتضح على النحو الآتي: السنة يعودون الى سدة الحكم بدعم أميركي ومساعدة سعودية وأردنية. والشيعة يتعرضون للقمع والاقصاء من جديد. وتأتي الحرب مع ايران الفصل الأخير من فصول هذه المؤامرة '

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18 أيلول/2007 -5/رمضان/1428