اصدارات جديدة: الأبوذية تسطع بين ألوان الطيف الشعبي

الكتاب: ديوان الأبوذية- الجزء الثاني

تحقيق: الدكتور محمد صادق الكرباسي

الناشر: المركز الحسيني للدراسات-لندن

عدد الصفحات: 610- قطع وزيري

عرض: نضير الخزرجي

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: يمتاز نظم الشعر بجانبيه القريض والشعبي بخواص عدة، قد تختلف في نواح وتلتقي في أخرى، ولكل منهما معالمه، لكن الشعر الدارج (الشعبي او المحلي) له حاسة تذوق ينفرد بها، وتختلف كليا عن تذوق الشعر القريض، أسبغت عليه مفرداته الدارجة خاصية التذوق، فقد يجد البعض صعوبة في التعاطي مع الشعر الشعبي لجهل بجذر المفردة المستعملة، أو صعوبة إرجاعها الى جذرها، او تلقيه للمفردة لأول مرة، لمجيئها من وسط اجتماعي يختلف عن وسطه الاجتماعي والبيئة التي اعتاد العيش فيها والتعامل اليومي مع أهلها. ولكن يسهل على العارف باللغة الدارجة او اللهجة المحلية الانسجام مع الشعر الشعبي وتذوق طعم أغراضه والإشراع وسط بحوره والرقص على أنغام قوافيه.

والشعر الشعبي في تناوله والتعامل معه يشبه الى حد كبير الأكلة المحلية او الطبخة الشعبية، يتذوقها أهلها وتكثر في موائدهم، وتغيب عن موائد أخرى، وبالعكس، والمجتمع الذي لا يتذوق مائدة الغير لا نقصا في حاستهم وأحاسيسهم، وإنما لتفاوت في القدرة على فهم الخلطة وتفهم موادها والمفردات الداخلة في تكوينها، وكذا الحال في الشعر الشعبي فانه يخضع لذائقة النغمة والموسيقى، تعتاد عليها أسماع دون غيرها.

والشعر الشعبي إنما يأخذ اسمه من مسماه، وينحصر في بلد او مدينة او قرية، ويأخذ لهجة أهل المدينة وسماتهم وأعرافهم الاجتماعية، ولعل أهم ما يفرق الشعر الدارج عن القريض، ان الشعر الشعبي لم يواكب الشعر القريض، أي انه طرأ على الأدب العربي في فترة متأخرة عن الشعر القريض الذي يعود في جذوره الى قرون طويلة قبل الإسلام، في حين ان الشعر الشعبي بدأ يأخذ طريقه الى الساحة الأدبية في القرن الثاني الهجري عندما راح الشعراء يستخدمون مفردات محلية في شعرهم، وتعاظم الأمر في العهد العباسي الذي شهد اختلاط الأقوام غير العربية بالمحيط العربي وتلاقح الثقافات والتزاوج بين الموروث الشعبي لكل قوم، وكلما تقادم الزمن ترك إثره على الأدب العربي القريض، حتى استقل الشعر الشعبي بنفسه وصار قرينا للشعر القريض، على أن الشعر النبطي من حيث النشأة أقدم من الشعر الشعبي.

وكلما تطاول الزمان وقل الاهتمام باللغة العربية وبالأدب العربي القريض النثري والشعري، ازدادت مساحة الشعر الشعبي، وتنوعت معه ألوان طيفه وعناوينه، ولكل لون شعري وزنه وقياسه وصفاته، وبالإمكان تشخيص شعر الأبوذية كواحدة من ألوان الطيف الدارج التي ارتفعت في سماء وسط وجنوب العراق نزولا الى مقاطعة خوزستان في ايران، وفي البحرين. وهذا اللون من الشعر القائم على أربعة أشطر ثلاثة من جناس واحد متحد الرسم متعدد المعنى والرابعة تنتهي بالياء المشددة والهاء، إنما تمثل أضلاع مربع ينسج الشاعر من قماشتها قصة قصيرة محبوكة الدراما تحكي في معظمها الآهات وزفرات الأضلاع ووجع الفؤاد. وهذا النوع من الشعر الدارج وقف الدكتور الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي في الجزء الأول من "ديوان الأبوذية" على تفاصيله وتاريخ النشأة ورجالته والأقوال في أوزانه وبحوره، وفي الجزء الثاني من "ديوان الأبوذية" الصادر عن المركز الحسيني للدراسات بلندن، في 610 صفحات من القطع الوزيري، يواصل المحقق الكرباسي في تتبع ما نظمه الشعراء من شعر الأبوذية في النهضة الحسينية، ابتداءاً من حرف الدال حتى حرف الراء في 405 مقطوعات لعشرات الشعراء الشعبيين الماضين منهم والمعاصرين. 

لهجات عصية الفهم

ولما كانت المفردات الداخلة في عموم الشعر الشعبي وخصوص الأبوذية بلحاظ الجناس، عصية على الفهم لكل الناطقين بالعربية، وبحاجة الى معجم خاص بها، او بعضها دخيلة، فان الجهد المبذول في إرجاع الكلمة الى جذرها العربي او أصلها غير العربي يعد أحد مميزات العمل الموسوعي الذي انبرى له المحقق الكرباسي، وهو عمل ليس بسهل، ويحتاج الى تبحّر في الكلمة وجذرها، وملاحظة نطقها وترجمة النطق الى كلمة محركة الحروف، لان الكلمة غير المحركة وبخاصة في الجناس، تفقد بيت الشعر معناه ان لم يكن القارئ حاذقا وضليعا باللهجات المحلية، فعلى سبيل المثال قول الشاعر المعاصر الدكتور هاشم بن ناصر العقابي، في وصف صمود الامام الحسين (ع) المستشهد في كربلاء المقدسة العام 61 هـ:

يَدِنْيَه آبْهايْ إلْنَه آوْياچْ وَحْدَه

إبْيومِنْ صاحْ حادي آلموتْ وَحْدَه

إحْسَينِ آللَي تِلَگَّه الموتْ وَحْدَه

إبْصَدْرَه آوْ لا رِجَفْ إبنِ الشِّفِيَّة

فالجناس في كلمة (وحده) بحاجة الى سليقة شعرية شعبية للوقوف على مضامين كلماتها، لان "وحده" الاولى تختلف عن الثانية وعن الثالثة، فضلا عن القلب في بعض حروفها من كلمة الى أخرى، فالأولى مخففة واحدة، والثانية من حدو الناقة، والثالثة تعني بمفرده، فضلا عن الغموض الذي يلف الكلمات الأخرى التي قد يعجز عن فك لغزها من جهل معرفة باللغات المحلية. أما شرح الكلمات الدارجة الواردة في الأبوذية فهي كتالي: (يدنيه: يا دنيا. ابهاي: بهذه. إلنه: لنا. اوياچ: محرفة وإياك بمعنى معك. إبيومن: يوم. اللي: الذي. تلگَّه: تلقى).

أو قول الشاعر المعاصر عبد الصاحب بن ناصر الريحاني، وهو يتحدث على لسان السيدة زينب بنت علي (ع) (ت 62 هـ):

اِتْمَچَّنْ بِالْگَلُبْ جَرْحي وَيَسْرَه

عَفْاني آحْمِلْ صَبُرْ وَالله وَيَسْرَه

عُگُبْ ذاكِ الْخِدِرْ حَسْرَه وَيَسْرَه

وَآرافجْ زَجِرْ مِنْ غَصْبَنْ عَلَيَّه

فالجناس هنا بديع ولكن المعنى يختلف من كلمة الى اخرى وان اتفقت الكلمات الثلاث من حيث الحروف والحركات، فكلمة "يسره" الأولى من يسير فيقال: سار فتق الجرح به إذا اتسع. والثانية من جسره أي من الجسارة وهي الجرأة. والثالثة مخففة أسيرة من الأسر. أما كلمة عفاني فان من لا يملك فقها في اللغات الدارجة وتأثيرات البيئات واللغات الأخرى عليها، يعجز عن ضبط المراد من ظاهر الكلمة، وبالرجوع الى الهوامش التي قدمت للمفردات الشعبية مرادها، ندرك مقدرة وسعة آفاق المصنف، فعلى سبيل المثال يقول الدكتور الكرباسي في شرح كلمة عفاني في الشطر الثاني: "لعلها مأخوذة من عوفيت أي دعاء بالعافية وتستعمل عند العامة في موردين مورد يقارن مع الترجي كما يقال: عفية اعطني كذا، ومورد يراد منه المدح مقرونا بالفخر يقال: عفيه عليك، أي أحسنت أو يقال: عفاني، ولا يخفى أن الكلمة في بعض اللهجات كاللبنانية وما في ركبها يقال عفاك أي أحسنت أما في بعض اللغات المجاورة كالتركية يقال: عفارم، لمن يراد تحسينه أيضا، أما في الكردية فيقال: أفارم، وأما في الفارسية فيقال: آفرين، وكلها بمعنى واحد تأتي للتحسين والمدح والتشجيع والتبريك". وبالإمكان القياس من شرح هذه الأبوذية على جميعها. أما شرح بقية الكلمات فهي كتالي: (اتمچن: من تمكن بالمكان إذا رسخت أقدامه فيه. الگلب: القلب. أرافج: أرافق من المرافقة في السير. زجر: هو ابن بدر النخعي الذي كان يقود النوق، واسمه الصحيح زحر بالحاء المهملة). 

المباراة الشعرية

اشتهر بين الشعراء مفهوم "المباراة الشعرية"، حيث يقوم الشاعر بالنظم مباريا لبيت شاعر آخر، فيأتي النظم الجديد يحمل معنى البيت الأصل، وقد يأتي بالمعنى والقافية، وقد تكون المباراة في أكثر من بيت، وفي الشعر الشعبي تكثر المباراة على بيت من الشعر العربي القريض. وفي بعض الأحيان يباري الشاعر مثلا أو حكمة أو حديثا نبويا أو نصا تاريخيا، أي أن المباراة لا تقتصر في طرفيها على الشعر. ومن المهارات الأدبية في مجال المباراة الشعرية ان ينسج الشاعر أبوذيته على منوال مثل أو حكمة.

ومن المباراة الشعرية "المعارضة الشعرية" حيث يقوم الشاعر في مباراة بيت أو قصيدة لشاعر آخر فينظم على الوزن والقافية نفسها وبقدر عدد التفعيلات، وفي معظم الأحيان يحاول الشاعر إبراز مقدرته الشعرية والأدبية، إما في إثبات ما أورده الشاعر الأول أو نقضه ونفيه، وقد يكون الشاعران متقابلان في المكان والزمان، أو متباعدان زمانا أو مكانا أو بالأثنين. ومن المباراة الشعرية "المطاردة الشعرية"، بأن يأتي الشاعر أو غيره ببيت شعر مبتدءاً بما انتهى به بيت الأول شاعرا أو غير شاعر. ومن المباراة الشعرية "التقفية الشعرية" وهي ان يقرأ الشخص قصيدة لشاعر مشهور فيذكر البيت الأول وزنا وقافية، ويحجم عن البقية، ثم يطلب من المتسابق أو المتسابقين معرفة قافية كل بيت بعد قراءة القصيدة دون ذكر الكلمة الأخيرة.

وفي ديوان الأبوذية تجد العشرات من الأبوذيات التي نظم صاحبها مباريا لبيت أو أبيات لشاعر قديم أو معاصر، وفي معظم الأحيان فان المباراة يكون على بيت من القريض لشاعر ترك بصماته على سجل الأدب العربي. ومن ذلك قول الشاعر كاظم بن عبد الحمزة السلامي (ت 1391 هـ)، مباريا البيت التالي:

تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ** لكنما عيني لأجلك باكية

حيث ينشد:

عَلَه نِيتيَ آجدامي سِرَتْ مارِدْ

وِآمْصابَكْ جِعَلْ بِآلگلُبْ مارِدْ

إلَكْ يَحْسَينْ عَيني آتْهَمِلْ مارِدْ

ثَوابِ آو لا نَفِعْ يَبْنِ آلزِّچِيَّة

وهنا فان السلامي يجاري الشاعر محمد علي بن حسين الأعسم (ت 1233 هـ)، في البيت المذكورة من قصيدته المشهورة بـ "القصيدة المقبولة" ومطلعها:

قد أوهنت جلدي الديار الخاليه ** من أهلها ما للديار وما ليه
ومتى ساءلت الدار عن أربابها ** يعد الصدى منها سؤالي ثانيه

الى أن يقول بعد البيت المبارى فيه:

تبتل منكم كربلا بدم ولا ** تبتل مني بالدموع الجارية

انست رزيتكم رزايانا التي ** سلفت وهونت الرزايا الآتية

وفجايع الأيام تبقى مدة ** وتزول وهي الى القيامة باقية

والجناس في "مارد" حيث الأول من (ما + رد) وهي مخففة أرد أي ارجع، والثانية من مرد الشيء إذا مرسه، والثالثة مخففة من (ما النافية + أريد أو ابغي). والزچية أي الزكية.

ولاشك ان بيت الأعسم على شهرته باراه الكثير من الشعراء من القريض والدارج، ومن شعر الأبوذية قول الشاعر المعاصر عبد الصاحب بن ناصر الريحاني:

مَهْو لَجْلِ الثَواب اِبْچيتْ وَجْرَه

لَچَنْ نَارَهِ اِبْصَميمْ الْگلُبْ وَجْرَه

مُصابْ اِحْسَينْ اَبَدْ ما صارْ وَجْرَه

فَرِضْ كِلْ عامْ نِنْصُبْلَه عِزِيَّه

فالجناس في "وجره" حيث الأول واصلها وأجره من الثواب، والثانية من أجر النار أي أوقدها، والثالثة من جرى أي صار. أما شرح كلمات الأبوذية: (مهو: من ما + هو، ويقال ما هو الأمر بكذا. لچن وتعني لكن. ننصبله من نصب له).

ومن تضمين المثل في الأبوذية قول الشاعر عبد العظيم بن حسين الربيعي (ت 1398 هـ) على لسان السيدة زينب بنت علي (ع) يروي نزول الركب الحسيني ارض كربلاء المقدسة:

وَحَگِّ آلسّاوَمِ آبْنَفْسَه وَشارَه

إلآهَه آلْمالَهِ آمْعاوِنْ وَشارَه

إلْگَلُب، وِآلرَّمِزْ يَكْفي الحُرْ وَشاره

لِوانِي مِنْ نِزِلْنَه آلْغاضِرِيَّة

فالشاعر هنا ضمّن المثل المشهور "الحر تكفيه الإشارة"، وهذا المثل هو بالأساس مقتبس من بيت شعر لأبي الطيب المتنبي أحمد بن الحسين (ت 354 هـ) يقول فيه:

العبد يقرع بالعصا ** والحر تكفيه الإشارة

وبذلك يكون الشاعر قد ضمّن شطر البيت وبارى البيت معاُ. 

تشاكل القريض والدارج

تمثلت في واقعة الطف بكربلاء كل التضحيات الثمينة والمثل العليا والقيم السامية، كما تمثلت في المقابل كل عناصر الجريمة والانحطاط والدناءة. وهذه المثل وأضدادها طالما ترجمها الشعراء ورفعوها فوق سنان قوافيهم كنار على علم، فمن ذلك قول الشاعر صالح آل نعمة وهو من شعراء القرن الرابع عشر الهجري في وصف شجاعة العباس بن علي (ع):

لَيْثِ الحَرُبْ بَسْ عَبّاسْ دارَه

اِبْسَيفَه الْضِرَبْ فوگ الطْوسْ دَارَه

عَلْيلِ الدّينْ دَمْ آحْسَينْ دْارَه

آوْحِيَه دْينِ النّبي سَيْدِ البَرِيَّة

والجناس في "داره" حيث أن الأولى مخففة دارية وهي العلم بالشيء، والمراد: لم نعلم سوى العباس بن علي ليثاً في الحرب. وداره الثانية بمعنى دار الحرب والهاء ضمير يعود الى الحرب، أي طاف في  المعركة وجال بها. والثالثة مخففة داوره أي عالجه.

وهذا المعنى من الفداء والتضحية بالدم من اجل إحياء دين الإسلام نجده في شعر السيد جعفر الحلي (ت 1315 هـ)، حيث يقول:

قد أصبح الدين منه يشتكي سقماً ** وما إلى أحد غير الحسين شكا

فما رأى السبط للدين الحنيف شفاً ** إلا إذا دمه في كربلاء سفكا

وما سمعنا عليلاً لا علاج له ** إلاّ بنفس مداويه إذا هلكا

ونجد المعنى نفسه في قول الشاعر محسن أبو الحب الكبير (ت 1305 هـ) وهو ينشد على لسان الإمام الحسين (ع):

أعطيت ربيّ موثقا لا ينقضي ** إلا بقتلي فاصعدي وذريني

إن كان دين محمدٍ لم يستقم ** إلا بقتلي يا سيوف خذيني

هذا دمي فلتروَ صادية الظبا ** منه وهذا للرماح وتيني

وهذه الأبيات من قصيدة ومطلعها:

إن كنت مشفقة عليّ دعيني ** ما زال لومُك في الهوى يغريني

لا تحسبي أنّي للومك سامع ** إنّي إذاُ في الحبّ غير أمين

وأخذ البيت الثاني (إن كان ..) شهرة واسعة في المنابر والمآتم الحسينية وفي الكتابات، حتى نسبه البعض غفلة الى الإمام الحسين (ع). 

شعراء الأبوذية

أما الشعراء الذين تضمنهم الديوان فهم حسب الأبجدية العربية: إبراهيم بن خليل أبو شبع، إبراهيم بن ناصر المبارك، إبراهيم الخنيفري، أحمد بن صالح السلامي، إسماعيل بن محمد الحميري، ثريا بنت عطية الجمري، جابر بن جليل الكاظمي، جابر بن صالح الموسوي، جعفر بن محمد الحلي، جمعة بن سلمان الحاوي، حاچم الخياط، حسن بن حسين الموسوي، حسن بن كاظم سبتي، حسين بن علي الكربلائي، حيدر بن سليمان الحلي، خلاف بن حسن العفراوي، دشاش بن علوان الشمخي، راضي بن صالح  القزويني، رمضان بن شريف، زاير بن علي الدويچي، سعيد بن كاظم الصافي، صالح بن حسين الحلي، صالح بن مهدي البصري، صالح بن مهدي القزويني، صالح آل نعمة، عباس بن علي الترجمان، عباس بن علي الحزباوي، عباس بن غانم المشعل، عباس بن ناصر البحراني، عباس الحميدي، عباس العگيلي، عبد الأمير بن علي الفتلاوي، عبد الأمير بن مؤيد الكنعاني، عبد الأمير بن نجم النصراوي، عبد الحسن بن محمد الكاظمي، عبد الحسين بن عواد الديراوي، عبد الرحيم بن خزعل المقدم، عبد الرضا الحجار، عبد الزهرة بن محمد السراج، عبد السادة بن حبيب الديراوي، عبد الصاحب بن ناصر الريحاني، عبد العال الرميثي، عبد العظيم بن حسين الربيعي، عطية بن علي الجمري، علوان بن مجيد الخميسي، علي بن حسين البازي، علي بن الحسين الهاشمي، عيسى بن علي الحياوي، فاخر بن طاهر الموسوي، كاظم بن حسن سبتي، كاظم بن حسون المنظور، كاظم بن حسين العنبگي، كاظم بن طاهر السوداني، كاظم بن حمزة السلامي، كريم بن محمد آل عزام، لطيف بن صالح النزاري، محمد بن سعيد المنصوري، محمد بن قاسم الچراخ، محمد بن مهدي السويج، محمد حسن بن عيسى دكسن، محمد رضا بن حسين فتح الله الكربلائي، مرتضى بن احمد قاو الكربلائي، معين الخياط، مهدي بن حسن الخضري، مهدي بن حسن الماجدي، مهدي بن راضي الأعرجي، مهدي بن محمد السويج، موسى الصيادي، ناجي بن حسن الچبان، ناصر بن عيسى الصخراوي، نجم بن عبود الكواز، هادي بن محمد ثويني، هاشم بن ناصر العقابي، ياسر بن نعمة الساري، وياسين بن عبد الكوفي. 

جنة وافرة الثمار

وفي الواقع ان ديوان الأبوذية في جزئه الثاني، يمثل ثروة غنية في أبواب وعلوم مختلفة أفاض المؤلف من قلمه، وبملاحظة عناوين الفهارس يمكن قراءة المعارف التي تضمنه الديوان بحيث اخرج مقطوعات الأبوذية من إطارها الشعبي الضيق الى آفاق واسعة تحلق في فضاء الأدب واللغة والتراث والرجال وغير ذلك، وضمت الفهارس العامة: فهارس المتن وهذه بدورها ضمت: فهرس الأعلام والشخصيات، القبائل والأنساب والجماعات، القوافي والروي، البحور والأوزان. وضمت فهارس الهامش: فهرس الأبيات وأنصافها (القريض)، الأبيات وأنصافها (الدارج)، التأريخ، الناظمين والشعراء، الأعلام والشخصيات، القبائل والأنساب والجماعات، الفهرس اللغوي، فهرس اللهجة، فهرس الكلمات الدخيلة، فهرس الجناس. وضمت الفهارس المشتركة بين والهامش: فهرس الآيات المباركة، الأحاديث والأخبار، الأمثال والحكم، مصطلحات الشريعة، المصطلحات العلمية والفنية، الطوائف والملل، الوظائف والرتب، الآلات والأدوات، الإنسان ومتعلقاته، الحيوان ومتعلقاته، النبات ومستحضراته، الفضاء ومتعلقاته، المعادن، ألاماكن والبقاع، الزمان، الوقائع والحوادث، المؤلفات والمصنفات، المصادر والمراجع، فهرس مؤلفي المراجع، وأخيرا فهرس المحتويات والمندرجات.

ولما كان الدكتور الكرباسي حريصا بان ينتهي كل مجلد من مجلدات دائرة المعارف الحسينية بقراءة نقدية لعلم من الأعلام، فان الأكاديمي العراقي، المسيحي النسطوري، المقيم في بريطانيا الدكتور دانيال إسحاق، وجد في قراءته التي كتبها باللغة السريانية الشرقية: "إن دائرة المعارف الحسينية ليست كتابا للطلبة الجامعيين أو الباحثين في الدراسات العليا، بل هي جنّة وافرة الثمار لكل باحث مهما كان مستوى ثقافته، إذ يستطيع أن يقطف ويتناول ما يشاء من ثمار الحسين"، ووقف الدكتور إسحاق إجلالا وتعظيما لتضحيات الإمام الحسين، حيث: "استحالت صفحت جسده (الحسين) الطاهر كتابا من مداد دم، وكتبت أقدس مواقف البطولة والشرف، حيث قرأت تلك الحروف الجراح فكانت 67 حرفا، ثلاثا وثلاثون طعنة رمح، وأربعا وثلاثين ضربة سيف. ومنذ ذلك اليوم ولمدة ثلاثة عشر قرنا، نظم الشعراء القوافي، وراحوا يرثون الحسين ويندبونه"، ورأى ان المؤلف يسعى في سبيل: "ان تكون هذه الموسوعة شاملة وقادرة على استيعاب دائرة الإمام الحسين والدوائر الصغيرة المحيطة بها لكي يجنّب تراث الإمام من الضياع والتناسي"، واعتبر في ختام القراءة ان: "دائرة المعارف الحسينية تشكل عملا أدبيا واسعا جدا، إذ أخذ سماحة الشيخ محمد صادق الكرباسي على عاتقه جعل هذه الموسوعة منذ أن تبلورت فكرتها عنده، معينا يروي القراء المتعطشين للعلم والمعرفة". وما اخطأ الدكتور دانيال اسحق سهم الحقيقة، فكل كتاب هو بحر فيه علوم كثيرة ذات مشارب عدة. 

* إعلامي وباحث عراقي

الرأي الآخر للدراسات – لندن

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17 أيلول/2007 -4/رمضان/1428