الوهم بالحرية يحولها الى إستهتار بالقيم الإنسانية

شبكة النبأ: من مظاهر الحرية غير المنضبطة وغير المحدودة انها تسير في الخط والمغالاة الى ما لا نهاية وتصل الى الحط من قداسة الحرية التي خلقت مع الانسان لتؤطره باهمية قصوى كونه الكائن الذي يبني الحياة لا ان ينزل بها الى الدرك الاسفل، وكذا هو الحال في الدول التي سيست للحرية الوهمية غير الاصيلة وهي تعاني الآن وما بعد الان الشئ الكثير من المشاكل والانحطاط والرذيلة جراء تلك الحرية الموهومة التي هي في غير صالح الحياة.

 والمشكلة ان هكذا حرية قد صارت نسقا في جزء كبير من المجتمع الغربي فيما يقف الجزء الآخر كطرف نقيض ورافض لهذا النزوع.

وهكذا يتساءل كاتب المقال في جريدة "إل باييس" الإسبانية، قائلا: هل يمكننا تغيير طريقة ونمط حياة الناس؟.

 يمكن بطبيعة الحال أن تتعدد الإجابات، لكن في ولاية لويزيانا الأمريكية هناك جواب آخر محسوم فيه مسبقا، وهكذا من أجل وضع حد لإحدى الموضات التي تفشت مؤخرا في أوساط الشباب والتي تكمن في ارتداء سراويل متدلية تظهر الملابس الداخلية، فإن المسؤولين في بلديات "مانسفيلد" و"ديلكامبر" و"لافورش" و"باونت كوب" (ولاية لوزيانا) قرروا فرض غرامات مالية  ضد من يتجرأ على إظهار ملابسه الداخلية التي توجد تحت السراويل.

ويتبين أن أنصار هذا الإجراء في تزايد مستمر لأن  المسؤولين في مدينة "أتلانتا" (ولاية جورجيا) يتدارسون هذه الأيام تطبيق أحكام من هذا القبيل، حسبما أعلنت عن ذلك صحيفة "أتلانتا جورنال كونستيتوسيون، لهذا فالرسالة واضحة وصريحة: إما أن تعدل سروالك أو أن تؤدي غرامة مالية.

وأبرز أحد المدافعين عن الفكرة، سي.تي. مارتن، العضو في مجلس بلدية "أتلانتا" أن المستهدف من هكذا إجراء هم أولئك الشبان الذين يرتدون سراويل تحت الخصر ويظهرون ملابسهم الداخلية، واستطرد هذا الموظف في قسم "الموارد البشرية  بالجامعة" قائلا إن ظاهرة السراويل المتدلية هي "وباء" تحول إلى "مشكلة" في العديد من مدن وولايات البلاد.

وقد أصبح هذا الموضوع حديث الساعة في العديد من مدن وولايات أمريكا، وهكذا كانت "ديلكامبر" في ولاية لويزيانا أول مدينة تصدر قانونا ضد مرتدي السراويل الهابطة. وقد أصدر رئيس بلدية "ديلكامبر" في يونيو الماضي قانونا يقضي بالسجن لمدة ستة أشهر وغرامات قدرها 500 دولار لكل من يضبطون عراة أو شبه عراة أو يبرزون ملابسهم الداخلية في الأماكن العامة.

وفي مدينة "مانسفيلد" تمت المصادقة قبل أسبوعين على قانون مماثل لكن بدرجة أقل حدة من سابقه، بحيث سيكون المخالفون والعراة عرضة لغرامات في حدود 150 دولارا وأحكام سجنية لا تتجاوز 15 يوما. 

أما في في بلدة "لافورش" فإن كل من سيخرق هذا القانون سيكون مجبرا على أداء ما بين 50 و100 دولار في المرة الأولى، وفي حالة العود سيدفع 100 دولار إضافية فضلا عن أداء 16 ساعة من الأشغال لفائدة البلدية. 

وتصل الغرامة في حالة ارتكاب مثل هذه المخالفات في بلدة "باونت كوب" إلى 500 دولار وإمكانية الحكم بعقوبة حبسية بتهمة القيام بـ "سلوك بذيء". وأبرز راسل يونغ، أحد أفراد الشرطة المحلية، أن الغاية من تطبيق هذه الإجراءات واضحة، فالناس يقولون إن "القيم يجب أن تعود إلى المجتمع" بعد أن تلقت السلطات الكثير من الشكايات من طرف الأسر والمواطنين.

ومن بين المقترحات التي يقدمها مارتن العضو في مجلس بلدية "أتلانتا" إضافة تعديل إلى قانون محلي يقضي بحظر المداعبات والقبلات والعلاقات الجنسية في الأماكن العامة، كما أكد على أن إظهار الملابس الداخلية وارتداء سراويل متدلية تحت الخصر هو نموذج سيء يقدم للأطفال "الذين يريدون تقليد الموضة ويعتقدون أنه بإمكانهم التجول شبه عراة في الشارع العام". وللإشارة فقيمة الغرامة التي يمكن فرضها في هذه الحالة ما تزال قيد الدرس.

إلا أن رئيسة "الاتحاد الأمريكي من أجل الحريات المدنية"، ديبي سيغرايفس، أبرزت من جانبها أن مثل هذه المقترحات سيكون من شأنها منع النساء من إبراز شريط أو جزء من ملابسهن الداخلية كما سيتم بموجبها تغريم كل امرأة تظهر في الشارع العام حمالة صدرها أو شريطا منها، وتعتقد سيغرايفس أن أي تشريع ينص على سن "مدونة للملابس" سوف يتم رفضه من طرف المحاكم.

وفي هذا الإطار قال ليندل توبس من المجلس البلدي للافورش إن المنع من إظهار الملابس الداخلية ربما يكون مخالفا للدستور..

وسواء أكان هذا المنع مطابقا للقانون أم لا، إلا أن هذه المبادرة القاضية بمنع المظاهر المخلية بالآداب العامة والحياء يزداد أنصارها مع مرور الأيام.

فقد تلقى المدعي العام في مدينة "دالاس" (ولاية تيكساس)، توم بيركينس، طلبا لدراسة مدى قانونية وإمكانية تطبيق قانون منع إظهار الملابس الداخلية المطبق في مدينة "أتلانتا".

وانضافت مدينة "كولومبوس" (ولاية جورجيا) إلى قافلة المدن التي تقوم بدراسة تطبيق قانون من هذا القبيل.

وفي هذا الصدد، قال أحد المواطنين في كولومبوس وهو من مؤيدي تطبيق هذا القانون، إنه يمكنك مشاهدة هؤلاء بسراويلهم المتدلية في المطاعم مثلا، وبالتالي ماذا سأفعل حينما أكون جالسا في مطعم لتناول إحدى الوجبات وأصادف أحدهم  بملابسه الداخلية ومشهرا مؤخرته أمامي، وختم تعليقه قائلا: "يبدو أننا فقدنا الحياء والتربية  داخل المجتمع".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17 أيلول/2007 -4/رمضان/1428