ابواب مشرعة

عدنان عباس سلطان

 شبكة النبأ: في بعض النفوس الطيبة والمحبة للخير ميول الى البحث عن صنو لتطلعاتهم الصالحة ومسارهم وسلوكهم الجميل ثم يجدون ضالتهم بصديق يتشابه او على الاقل له الاستعداد ليكون في الخط الخيّر، فيتبادلان المحبة الاخوية ويشرعان بالعمل المفيد سويا وتختلط خبرتهما كل يعضد الآخر.

هذا الشعور الشفاف يزداد بمرور الايام حتى يخال الواحد منهم انه لا يستطيع صبرا عن رؤية اخيه الصديق فهو يزوره ويتفقده على الاقل كل اسبوع مرة، والزيارات تلك انما تتحول الى علاقة حميمة ومخلصة ونبيلة الى حد كبير، فيشعر الصديق الآخربالتقصير في رد الجميل مهما فعل لكون تفضلات صديقه ورغبته في تقوية اواصر الصداقة، ويظل هذا الشعور متعاظما الى درجة كبيرة، ومن المحتمل انه ينتقل الى الابناء والعائلة كلها وقد تصل الى الجيران فيكون ذلك الصديق قد شملت صداقته بيوت عدة، بسبب العلائق المتشابكة في المحيط الاجتماعي على نطاق اقرباء صديقه الآخر.

بالمقابل فان الصداقة الصالحة تلك قد جمعت عوائل كثيرة من خلال علاقة مصادفة واثمرت الى وجود علائق كبيرة ويكون من المحتمل بروز مصاهرات وظهور اواصر جديدة.

الى هنا فان هناك باب واحد فقط احدث كل هذه الاحداث الطيبة واتى بنتائج مثمرة واصيلة في ثنايا جزء من المجتمع، فكيف اذا كان بصورة ابواب عدة ماذا ستكون النتيجة او النتائج ان كانت تلك الابواب ابواب ربانية؟.

الله سبحانه وتعالى اوصى الانسان ان يتصل به خمسون مرة في اليوم الواحد وان يدفع الباب طوعا ويقف امام الجلالة، والباب ليس من خشب او صفيح او زجاج وانما باب مصنوع من الصلاة سواءا كانت بركعتين او بثلاث او اربع فكل هذه مجرد مفاتيح تفتح الباب ليدخل ضيف الله الى الله سبحانه وتعالى ولا يشترط بالضيف حسن الهندام او علو المقام انما على الضيف ان يستصحب قلبه السليم وروحه المرفرفة المشوقة الى مكانها في ذلك الملكوت الذي لا تنتهي ملذاته وعجائبه وجمالاته ابدا.

عندما يفضي الباب الاول فانه يفضي الى ابواب عدة باب الصيام باب الحج باب العمل الصالح باب السلوك القويم باب التقى باب العلم ابواب كثيرة كلها تفضي مباشرة الى روح الله ويتم الاتصال المعنوي وينظر الله في معنى العبد نظرة المحبة والرضا والقبول.

فهل سمعت بصديق مهما كان مولها في صداقته ان يسعى الى صديقه خمس او خمسون مرة في اليوم الواحد؟.

وهل سمعت على طول التاريخ ان احدا قد رعى شخصا بهذا التواصل والرزق والحماية والتنبيه والارشاد وارسل له من يلقنه الحكمة ويكتب له الوصايا الصالحة وان يجعل له من كل شئ متنفسا وفائدة وان يطوع له من الاشياء ما يخدمه ما دام حيا وما دام صلبه مستمر في الحياة الى ما لا نهاية؟.

هذا المحب لعبده الفارش له هذا الثراء والاحتفاء ما جزاءه من الانسان وكيف يرد له الفعل الجميل؟.

كيف يكون ملائما لنيل الجائزة الكبرى التي خلقه الله لها جائزة الخلود في فردوس الله الواسعة وسع الكرم الالاهي بعد كرمه الاول في دنيا الامتحان والتجربة؟.

هل ياتيه حاملا قاذورات الدنيا واطيانها الآسنة ، متسربلا بدماء الابرياء ؟.

ام هل ياتيه وقد امضى سنى حياته وهو عابد لاشخاص جعلهم اربابه في دار الدنيا ؟.

ام جاء من دنيا النسيان واللمبالاة؟.

ايمكن ان تكون صفات اولئك الاشخاص او محبتهم عذرا يعتذر به او مسوغا لافعاله المشينة؟.

الا يمكن ان تشهد عليه نفسه انها قد غالبته وانه قد ضمر الحقيقة وصرها عنادا ومكابرة ومال عن الحق الذي كان ينازعه في كل حين؟.

فكم من امراة قد حرمها من ان تمارس حياتها الطبيعية وجعل منها مأساة في ليل الترمل الاسود؟.

وكم واحدة من تلك النساء صرعهن العوز واوقع بهن في طريق الانحلال؟.

 وكم ايتم من الاطفال وجعل منهم كائنات بشرية ضالة وساعية في دروب الجريمة؟.

فكم من الوزر الذي يقع عليه من سقوط الارامل او جنوح الاطفال وجرائمهم عندما يكونوا رجالا غير صالحين؟.

ما مدى وسع الجريمة التي ظنها محدودة في نطاق من آذاهم فقط؟.

هل كانت الجرائم التي اقترفها تصب فعلا في مصلحة الدين وبناء الحياة وماهو الاذى الذي انتج فعل طيب واثمر عن نتائج مضاعفة في صالح الحياة؟.

ان اغلب الجرائم السياسية او التي ترتكب باسم الدين انما تضاعف الجانب السئ والجانب الذي يساهم بنكوص العلائق الطيبة ويهدر ماء الفضيلة وينزل بالدين الى درجة اسفل في انطباع الناس.

فماذا يقدم المتحمس السياسي عندما يداوي الناس بالدم والدمار والارهاب والتخويف، وماذا لو سار الشخص باسم الدين في طريق الارهاب غير زيادة المغدورين وزيادة اعداد الايتام والارامل وتوسيع مدى الجريمة في المجتمع.

فهل سيقبل الله هذه الحجة وهل سيجرؤ هذا العبد بالبوح بها وهو يعلم ان نفسه ستشهد عليه بكذب النية وغاية السريرة وعفونة المبتغى؟.

فاي من الناس في الحياة الدنيا ومن خلال الملاحظات نرى ان الكرم الذي يبدى للاشخاص كرم كبير واحتفاء مضاعف بالاصدقاء وهم اناس عاديون قد تفضلوا بمرة او مرتين او بفترات متباعدة ولكن الله سبحانه وتعالى قد ضم الانسان في رحمة لا يمكن عدها او احصائها ابدا، ثم في آخر الكلام نسال هذا الانسان:

ـــ اهذا جزاء الحسنى ورد الفعل الجميل؟.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13 أيلول/2007 -1/رمضان/1428