البدانة خطر كبير على اقتصاد وأمن أمريكا

 شبكة النبأ: رغم ان النظام الصحي لدى الولايات المتحدة يعتبر من ارقى الانظمة في العالم إلا انه في الاونة الاخيرة لوحظ ميول الامريكيين نحو البدانة والكسل مما يؤثر سلبا على الإنتاجية والمظاهر الصحية لدى الاطفال والبالغين على السواء.

وأظهر تقرير أمريكي نشر مؤخراً ارتفاع نسب البدانة عند الأمريكيين في 31 ولاية، فيما لم تنخفض في باقي الولايات. واختيرت ولاية المسيسبي بوصفها الولاية الأمريكية الأكثر بدانة، بعد أن زاد عدد "البدناء" فيها على 30 في المائة من إجمالي سكانها البالغين.

وأوضح التقرير، الصادر عن مؤسسة (ترست لصحة أمريكا)، وهي مؤسسة بحثية تركز على الوقاية من الأمراض، أن الولايات المتحدة تعاني من مشكلة صحية عامة، وخاصة بعد أن سجلت مستويات البدانة ارتفاعاً عن الأطفال بين عامي 10 و17. بحسب الـCNN.

وقال التقرير إن نسبة الأطفال البدناء، وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها إحصاء للأطفال البدناء، كانت أكثر وضوحاً في كولومبيا، حيث بلغت نسبتهم 22.8 في المائة، فيما سجلت يوتاه أقل نسبة بين الولايات حيث وصلت إلى 8.5 في المائة فقط، وفقاً للأسوشيتد برس.

وأظهر التقرير أن ويست فيرجينيا وألاباما حلتا بعد المسيسبي من حيث البدانة، فيما كانت كولورادو أنحف ولاية أمريكية، إذ لم تزد فيها نسبة السمنة على 17.6 في المائة.

وقال عدد من الخبراء إن على سكان ولاية المسيسبي أن يتوقفوا عن تناول الطعام المشوي، وأن يمارسوا رياضة المشي لمكافحة وباء السمنة.

وأشاروا إلى أن ارتفاع نسبة البدانة والسمنة دليل على المرض، وأنه يزيد من التكاليف الصحية المتزايدة أصلاً في مجال معالجة أمراض السكري والقلب وغيرها.

على أن الغريب في الأمر، هو أن ولاية المسيسبي تعتبر الولاية الأكثر فقراً، فيما تعتبر منطقة الدلتا الأكثر فقراً داخل الولاية.

ويقول الأطباء إن الفقر والبدانة أو السمنة متلازمان، لأن الأسر الفقيرة تنفق أموالها على شراء المواد الغذائية الرخيصة والمعالجة، والتي تحتوي على الكثير من المواد الدهنية، وتفتقر للقيمة الغذائية.

وقال اتحاد الصحة الامريكي ان جهدا منسقا فقط من الولايات والحكومة الاتحادية والمدارس والافراد سيعمل على كبح هذا الوباء المتنامي. بحسب رويترز.

وتراوحت معدلات البدانة من أكثر من 17 في المئة في كولورادو الى أكثر من 30 في المئة في ولاية مسيسبي.

وقال جيف ليفي المدير التنفيذي للمنظمة التي لا تهدف للربح للصحفيين في اتصال هاتفي، لا تظهر أي ولاية اداء جيدا. نشهد زيادة كبيرة في البدانة في انحاء البلاد... التغذية السيئة والكسل الجسماني يحرمان امريكا الصحة والانتاجية.

وقال التقرير ان البدانة بين البالغين ارتفعت في 31 ولاية امريكية في العام الماضي ولم تتراجع معدلات البدانة في اي ولاية.

وقالت المنظمة في بيان: معدلات البدانة بين البالغين تتجاوز حاليا 25 في المئة في 19 ولاية ارتفاعا من 14 ولاية في العام الماضي و9 ولايات في عام 2005. وفي عام 1991 لم يكن هناك اي ولاية تتجاوز 20 في المئة.

وتطالب المنظمة بجهد منسق لمكافحة البدانة في الولايات المتحدة حيث يعاني أكثر من 60 في المئة من البالغين اما البدانة او زيادة الوزن.

وهذا من شأنه ان يتضمن تغييرات في القوانين وبينها اوامر لتغيير في الوجبات المدرسية والزام شركات التأمين بتمويل برامج تقليل الوزن وعودة برامج التربية البدنية الي المدارس.

وقال التقرير ان معدل بدانة الاطفال تضاعف بأكثر من ثلاث مرات في عام 2004 مقارنة مع عام 1980. وهناك 25 مليون طفل تقريبا يعانون اما البدانة او زيادة في الوزن.

تحد اقتصادي

من جهة اخرى حذر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، مايك هوكابي من تفشي ظاهرة البدانة التي قد تتعدى انعكاساتها التسبب في مشاكل لإقتصاد الولايات المتحدة بل قد تمتد حتى الأمن القومي للولايات المتحدة. بحسب الـCNN.

وقال هوكابي خلال اجتماع لرابطة حكام الولايات الجنوبية  إن البدانة بدأت في إفراز أول جيل غير معمر كأسلافه من الشعب الأمريكي.

ويشار أن المرشح، الذي وصف نفسه في السابق بـ"النهم المتعافي" خفض وزنه بحوالي 110 باونداً قبيل عدة سنوات عندما كان حاكماً لأركنساس، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وطبق خلال فترة حكمة لأركنساس، من يوليو/تموز عام 1996 وحتى يناير/كانون الثاني من العام الحالي، عدداً من البرنامج الصارمة لمحاربة البدانة في الولاية، من بينها برنامج لقياس دهون الجسم بين تلاميذ المدارس الحكومية. وحذر هوكابي من أن مخاطر البدانة قد تتهدد الأمن القومي الأمريكي.

وأضاف قائلاً في هذا الصدد، اليوم نسمع الكثير عن الحرب على الإرهاب ومدى حاجتنا لمحاربته، لكن دعوني أتوجه بسؤال: من الذي سيحاربه في المستقبل إذا كنا أجيالاً ترزح تحت المرض وغير قادرين على النهوض بأعمالنا.

وقال د. ويليام رولي، من معهد البدائل المستقبلية أن 61 في المائة من العاملين بالجيش الأمريكي يعانون من زيادة الوزن.

وأعرب هوكابي عن انزعاجه من الإحصائية قائلاً نواجه مشكلة خطيرة بجيل من الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية ويفشلون في اجتياز الاختبارات البدنية بالجيش.

وأضاف خلال مقابلة أعقبت المناقشات، نواصل الحديث عن الحرب على الإرهاب.. من الذي سيضطلع بهذه الحرب إذا لم تكن لدينا الأعداد الكافية من الأشخاص الأصحاء.

وبدورها قالت حاكمة ولاية المسيسيبي، هالي باربور، خلال جلسة نقاش أن ثمانية من أكثر الولايات الأمريكية بدانة تقع جميعها في الجنوب.

وأضاف باربور قائلاً،لا أدري إذا ما كان للطهي دخل بالأمر.. إلا أنه لم تتم تنشئتنا على الأكل الصحي في الجنوب.. لكن الجيد أنه بوسعنا القيام بشئ تجاه الأمر.

ويشار أن أكثر من تسعة ملايين طفل أمريكي ما بين السادسة والسادسة عشرة من عمرهم، يعانون من البدانة المفرطة.

كما حذر بحث جديد من أن أكثر من مليون طفل أمريكي يعانون من ضغط الدم لم يتم تشخصيهم طبياً بالمرض، مما عرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض القلب وتضرر الأعضاء الحيوية بالجسم.

وعلى صعيد متصل، كشف تقرير حول متوسط العمر المتوقع في مختلف دول العالم أن مرتبة الولايات المتحدة على هذا الصعيد قد تدنت إلى الدرجة 42، رغم أنها الدولة التي تحوز فيها الرعاية الصحية على أكبر حصة من الموازنة، لتحل بذلك خلف اليابان والأردن وغوام وجزر كيمان.

ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة سجلت أفضل متوسط للعمر في تاريخها، غير أن التقدم الكبير في برامج الرعاية الصحية في عدة دول حول العالم ساهم في تراجع مرتبتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 أيلول/2007 -29/شعبان/1428