النازحين الأولين في العراق أسعد حظا من الآخِرين!

شبكة النبأ: في ظل الصمت الدولي والتجاهل الحكومي يبدو ان النازحين الذين ساعدهم حظهم في ان يكونوا اول دفعات الهاربين الى المناطق الأكثر امنا في العراق هم الان افضل بكثير من الذين اُجبروا على النزوح فيما بعد، بسسب الإجراءات والشروط الصارمة المتبعة حاليا في بعض المحافظات الجنوبية والشمالية والتي تصل حد التعجيز في بعض الاحيان، مما يلقي ظلالا مأساوية على ما تؤول اليه الامور بالنسبة للعوائل المهجرة والنازحة في الوقت الحاضر والمستقبل.

فضلا عن دول الجوار التي ضاقت ذرعا بأمواج اللاجئين العراقيين المتدفقة اليها منذ اربع سنوات واخذت تفرض رسوم دخول بمبالغ كبيرة وتشترط عدم الاقامة الطويلة فيها.

وقالت وكالة دولية لمساعدة اللاجئين ان معظم المحافظات العراقية تفرض قيودا صارمة على دخول الناس الهاربين من اعمال العنف وانعدام القانون تاركة بعض العائلات المشردة بلا مكان تذهب اليه.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة ان القيود المفروضة في 11 محافظة من محافظات العراق البالغ عددها 18 جعل من الصعب بشكل اكبر بالنسبة للعراقيين الفارين من اعمال العنف التنقل داخل البلد سعيا الى الامان. بحسب رويترز.

واضافت المنظمة ان كثيرين من بين اكثر من 2.2 مليون من النازحين بالداخل لا يستطيعون الحصول على مأوى وعلى الخدمات الاساسية الاخرى في حين بدأت سوريا المجاورة في الانضمام الى الاردن في فرض قيود اكثر صرامة على التأشيرات.

وقال جان فيليب شوزي المتحدث باسم المنظمة ان الغالبية العظمى من المحافظات (العراقية) اغلقت الان ابوابها امام المشردين حديثا.. ان مصيرهم يزداد صعوبة.

وقال رفيق تشانين رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق ان القيود التي فرضتها معظم المحافظات على الدخول والتسجيل والقيود الاكثر صرامة التي قيل ان سوريا والاردن سيفرضاها قريبا على التأشيرات بالنسبة للاجئين العراقيين قد يعني ان العراقيين الذين مازالوا في داخل البلد سيتركون في يأس بشكل فعلي بلا مكان يذهبون اليه ."

وذكر احدث تقرير للمنظمة الدولية للهجرة ان محافظات عراقية كثيرة ابتداء من بابل في وسط العراق الذي تقطنه اغلبية سنية الى كربلاء والنجف والديوانية والسماوة والعمارة والناصرية والبصرة في الجنوب الذي تقطنه اغلبية شيعية وكل المحافظات الكردية الثلاث التي تتمتع بشبه حكم ذاتي في الشمال فرضت قيودا على الدخول والتسجيل.

واضافت ان الدخول في المحافظات الجنوبية اصبح مقيدا على نحو متزايد بسبب مخاوف امنية والضغوط التي تفرضها عملية النزوح على الامكانات المحلية.

وقالت ان الوافدين الى تلك المحافظات الجنوبية لا يسجلون في الغالب الا اذا كانوا هم اصلا من تلك المحافظات او اذا استطاعوا اثبات ان لهم صلات عائلية في المنطقة .

وعدم القدرة على التسجيل يمنع الناس من نقل بطاقاتهم التموينية والحصول على خدمات اساسية.

وقالت انه في محافظة الانبار الواقعة في غرب العراق لا يوجد تسجيل رسمي ولكن زيادة الصراع بين القبائل يتطلب من النازحين بالداخل ان تكون لهم صلات قبلية بمنطقة من اجل البقاء هناك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 أيلول/2007 -29/شعبان/1428