القنابل البشرية تهدد بعودة العنف والإرهاب الى الجزائر

 شبكة النبأ: تمثل الجزائر مرحلة متقدمة للوضع الجاري في العراق حيث مرت هذه الدولة بتجربة حرب أهلية وهجمات ارهابية لمنظمات اسلامية متطرفة على مدى اكثر من عشر سنوات سقط فيها مئات الاف القتلى من المدنيين والعسكريين قبل ان يعم الهدوء من جديد في ربوعها، إلا ان التفجير الانتحاري الذي قتل 19 شخصا مؤخرا يشكل تطورا مزعجا بالنسبة لمحاولة البلاد انهاء هجمات الجماعات المسلحة التي تسعى لاقامة نظام حكم اسلامي راديكالي صرف.

ويقول جزائريون ان الانفجار كان المرة الاولى التي يفجر فيها مهاجم انتحاري في الجزائر قنبلة مربوطة الى جسده بدلا من استخدام سيارة ملغومة.

وكان الهجوم ايضا هو الاول الذي تم تحديد موعده على ما يبدو ليتزامن مع زيارة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. بحسب رويترز.

وفجر المهاجم نفسه وسط حشد ينتظر لتحية بوتفليقة في مدينة باتنة على مسافة 430 كيلومترا جنوب شرقي الجزائر العاصمة قبل قليل من وصول الرئيس.

وعلى الاقل يشير توقيت الانفجار الى ان المدينة اختيرت لتنفيذ الهجوم لإحداث اكبر قدر ممكن من الاثر الدعائي. ويصل الامر ببعض المحللين الى القول انها ربما كانت محاولة اغتيال.

ويقول ليث بوقرة وهو خبير امني جزائري كبير، لم افاجأ بالهجوم. لكن ما يدهشني ان القاعدة تستخدم قنبلة بشرية للمرة الاولى (في الجزائر). واضاف، هذا مبعث قلق حقيقي. التصدي لهجمات القنابل البشرية ليس امرا سهلا.

وادان مجلس الامن الدولي الهجوم قائلا ان قتل المدنيين امر غير مقبول تحت اي ظرف.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها بشكل فوري لكن المتمردين الذين تجمعوا فيما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قالوا انهم نفذوا تفجيرات انتحارية سابقة. 

وقال وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني ان شخصا مشبوها كان وسط الحشد وحاول تجاوز الشريط الامني ولاذ بالفرار لما كشف أمره أحد اعوان قوات الامن. ومباشرة بعد ذلك وقع الانفجار.

وقال زرهوني انه تم التعرف على هوية المفجر من خلال تحليل الحمض النووي على انه رجل يبلغ عمره نحو 28 عاما ويعرف محليا باسم حركي هو ابو مقداد . وينتمي الرجل الى جماعة متمردة من غرب الجزائر انتقلت الى منطقة باتنة قبل ثلاثة اعوان هربا من ضغوط قوات الامن .

وسارع بوتفليقة بالقاء اللوم على المتمردين الذين وصفهم بمجرمين يحاولون نسف سياسة المصالحة الوطنية وهي عملية حكومية تهدف الى انهاء 15 عاما من القتال بين الجيش وجماعات اسلامية تحاول الاطاحة بالحكومة.

وبموجب هذه السياسة اصدر بوتفليقة العديد من قرارات العفو التي استسلم بموجبها الاف من المتمردين مما ادى الى تراجع مطرد في العنف السياسي في السنوات القليلة الماضية.

ولفت الانظار حديثا استسلام بن مسعود عبد القادر وهو قائد سابق للقاعدة في الجنوب الصحراوي والذي قال ان اخرين قرروا ايضا القاء السلاح لعدم موافقتهم على موجة من الهجمات الانتحارية بسيارات ملغومة في وقت سابق من 2007 .

واضاف ان التفجيرات وهي المرة الاولى التي يستخدم فيها المتمردون الجزائريون الهجمات الانتحارية بسيارات ملغومة كتكتيك عسكري اغضبت كثيرين من المقاتلين لانها ادت الى مقتل مدنيين.

واعلنت القاعدة المسؤولية عن ثلاث تفجيرات انتحارية في الجزائر العاصمة في 11 ابريل نيسان ادت الى قتل 33 شخصا وعن تفجير انتحاري بشاحنة في 11 يوليو تموز شرقي العاصمة قتل ثمانية جنود.

لكن رغم التقارير عن اختلافات بين المتمردين بشأن حكمة الهجمات الانتحارية ما زال عدة مئات من غلاة المتشددين يواصلون القتال وخاصة في الجبال شرقي الجزائر العاصمة.

ويقول المحللون ان المتمردين يبقون خطرا ماثلا.

وقال انيس رحماني المحلل الامني ومدير تحرير صحيفة الشروق اليومي ان بوتفليقة كان مستهدفا لانه رمز المصالحة الوطنية وهي سياسة نجحت بدرجة كبيرة في اضعاف الجماعات المسلحة وخاصة القاعدة.

واضاف انه يتوقع هجمات كبيرة اخرى. وقال ان القاعدة ستفعل ما يمكنها لمعاقبة الشعب الجزائري الذي يواصل دعم عرض العفو من بوتفليقة لانهاء الصراع.

واندلع الصراع في الجزائر عام 1992 بعدما الغت السلطات التي يساندها الجيش انتخابات برلمانية كان حزب اسلامي على وشك الفوز بها. وكانت السلطات تخشى ثورة اسلامية. وتفيد تقديرات ان ما يصل الى 200 الف شخص قتلوا في 15 عاما من العنف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 أيلول/2007 -29/شعبان/1428