الأماكن المقدسة عصب السياحة الدينية في العراق

شبكة النبأ: رغم ان العراق يحتوي خزينا أثريا قلما يوجد في بلدان العالم إلا ان الالاف من المواقع التي تمثل مهد الحضارة الانسانية بقيت عبارة عن تلال من الكثبان الرملية ولم يتم استكشاف ما تحتها حتى الان، واما الجزء اليسير الذي تم تنقيبه منها فتعرض للنهب والسرقة خلال العقود العجاف التي مرت على العراق.

الشيئ الوحيد الذي بقي شاخصا بوجه الرياح العاتية يمثل البلد وتاريخه الروحي والحضاري هو الاماكن المقدسة في النجف وكربلاء وبغداد، حيث لم تسلم المقدسات في سامراء من نار الحقد التكفيري والبعثي المقيت.

وقال رئيس لجنة السياحة إن المواقع التاريخية القديمة في العراق تعرضت لأضرار ونهبت وربما جرى تفجير الفنادق السياحية فيها أو هوجم موظفوها أو أجبروا على الفرار ولكن العراق ما زال يستحق الزيارة.

وأدى العنف في جزء كبير من البلاد الى تنفير الزوار، ولكن المسؤول عن السياحة محمد الياكوكي قال ان أكثر من 570 ألف شخص زاروا المقدسات الشيعية في جنوب العراق العام الماضي. وهو عدد أعرب الياكوكي عن أمله في أن يزيد.

وقال لرويترز، ان أهم عمل في الوقت الراهن هو السياحة الدينية ولا سيما في كربلاء والنجف حيث المقدسات الشيعية، لان تلك المناطق آمنة.

وأضاف، في كل يوم يزور 1500 شخص هذه المواقع وغالبيتهم ايرانيون. ولكن هناك مسلمون من البحرين وبلدان أخرى.. وسنزيد الرقم الى 2500 شخص يوميا بحلول رمضان. وقبل الحرب كان العراق يستقبل 8000 زائر للمقدسات الشيعية يوميا.

وتستقبل هذه الجهة الحكومية التي تأسست عام 1956 مجموعات الزوار عند الحدود وتأخذهم الى فنادقهم وتقدم رحلات عطلة تمتد أسبوعا شاملة الخدمات بالقرب من المقدسات الشيعية. وينظم الافراد زيارات خاصة الى المقدسات الشيعية.

وتعرضت الإحتفالات الشيعية مرارا لهجمات دموية من قبل تنظيم القاعدة ومتطرفين محسوبين على السنّة منذ أن قادت الولايات المتحدة غزوا للعراق عام 2003 والى الان.

وما زالت اللجنة تأمل في اجتذاب مستثمرين في مؤتمر عراقي للتجارة عُقد في دبي من أجل المساعدة في بناء أو ترميم فنادق في مدينتي النجف والبصرة وشط العرب.

وتشمل سلطة الياكوكي وسط العراق ذي الأغلبية السنية ولكنها لا تشمل الشمال الكردي الذي تديره حكومة كردستان الاقليمية. وليس من السهل الترويج للمناطق الواقعة تحت سلطة الياكوكي.

فأعمال الخطف وقطع رؤوس الاجانب العاملين من خلال تعاقدات أو العاملين في وسائل الاعلام وغير ذلك من الجهات أعطت بغداد والمنطقة المحيطة بها سمعة مخيفة وشرسة مثلما كان الحال في بيروت خلال الحرب الاهلية اللبنانية في الثمانينيات.

وهناك عدد قليل من شركات الطيران التي تسير رحلات الى هناك. كما أن العراقيين أنفسهم -ناهيك عن الاجانب- يخشون الخروج للهو.

وقال الياكوكي، لدينا نحو عشرة الاف موقع أثري في العراق. نهبت هذه المواقع وألحقت بها أضرار بعد الحرب والان نحن نحاول ترميمها.. ولكن هذا يستلزم كثيرا من العمل.

وأضاف أن، المتحف الوطني العراقي أعيد فتحه ولكن فيما يتعلق بالزوار فان الوضع الامني لا يساعد.

ولم يكن العراق فيما مضى مقصدا للعطلات ولكنه موطن لبعض الحضارات القديمة وهناك مواقع تاريخية لبابل وسومر وأكد في وسط وجنوب العراق. وفي بغداد متاحف وقصور ومزارات دينية عديدة ايضا.

وفي يوم من الايام كانت مطاعم السمك المسقوف تصطف على ضفة دجلة الذي يخترق بغداد. وكانت البصرة فيما مضى تعرف باسم فينيسيا الشرق.

وقال الياكوكي، تضرر كل شيء.. في الموصل والبصرة والحلة وكركوك. لدينا فنادق تخص اللجنة وهي متضررة.. تكريت والموصل نقطتان ساخنتان.. ولذلك ليس بالإمكان بدء ترميم مناطق سياحية هناك. نحن نحاول ان نركز على الجنوب لأنه آمن نسبيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11 أيلول/2007 -28/شعبان/1428