تلافيف الخوف والمنطقة الوسطى من الدماغ

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ:  تشير الأبحاث العلمية الى ان المنطقة الوسطى للدماغ هي التي تتحكم في ردود الفعل الغرائزية، من قبيل الفرار أو المقاومة في اوقات الخطر، ولكن عندما يتطلب الأمر باتخاذ قرار سريع، فإن هذه المنطقة، قد تعرقل نشاط قشرة مقدمة الدماغ. فكلما اقترب الخطر صار رد الفعل مندفعا أكثر، وتضاءلت حرية الإرادة.

وكشفت لعبة تشبه لعبة الفيديو، تُستخدم خلالها صعقات كهربائية ضد اللاعبين، عن رد فعل الدماغ حيال الخطر المحدق. وأظهر جهاز مسح إلكتروني أن المشاركين في التجربة، يستخدمون مناطق مختلفة من الدماغ، وفقا لمستويات الخطر الذي يتخيلون أنه يهددهم.

وأظهر الجهاز، أن النشاط الدماغي ينتقل من مقدمة المخ إلى المنطقة الوسُطى، مع تعاظم الخطر، وتحول القلق إلى الذعر.

وقال الباحثون الذين نشروا بحثهم في مجلة ساينس (العلم)، إن تغير مستويات ردود الفعل ضروري من أجل البقاء.

وقال الدكتور دين موبس من جامعة كوليدج لندن، وأحد مؤلفي المقال: لولا الخوف، لن يمكن للحيوانات أن تتفاعل مع الخطر. وقال، إن غياب الشعور بالخوف، طريقة خاطئة للاستمرار.

وطلب الفريق من المتطوعين، المشاركة في لعبة فيديو، وأن يحركوا مثلثات زرقاء عبر متاهة ثنائية الأبعاد، وتجنب النقط الحمراء المفترسة. وإذا ما أخفق اللاعب في ذلك تلقى صعقة كهربائية عن كل مثلث سقط  ضحية النقاط الحمراء. بحسب رويترز.

وأثناء اللعب، استخدم الدكتور موبس صنفا من أجهزة المسح الألكترونية، لمراقبة نشاط دماغ اللاعبين.

وأظهر الجهاز المناطق التي تدفق إليها الدم بنسب عالية. وأوضح الباحث قائلا: كلما كانت كمية الدم المتدفقة كبيرة، كانت المنطقة الدماغية نشطة.

وكلما كانت النقاط المفترسة بعيدة شيئا ما تدفق الدم إلى مقدمة القشرة الدماغية.

وتنشط هذه المنطقة عندما يكون المرء عند مستوى الشعور بالقلق، وتساعده على تنسيق عملية الفرار، لتجنب الخطر، ولكن عندما تقترب النقاط الحمراء في لعبة الفيديو كثيرا، يتدفق الدم بكميات أكبر إلى مناطق وسط الدماغ.

ويعتقد الباحثون أن هناك منطقتين رئيسيتين مسؤولتين عن الخوف في المخ تسيطر أكثرهما نشاطا على رد الفعل في حالة اقتراب الخطر، والخلل في التوازن بين المنطقتين قد يفسر بعض أسباب الاصابة باضطرابات القلق.

وأظهر مسح المخ الذي يقيس تدفق الدم لدى اللاعب نشاطا في الاجزاء السفلى من الفص الجبهي للمخ خلف الحاجبين حينما كان بطل اللعبة بعيدا عن مصدر الخطر.

والاجزاء السفلى من الفص الجبهي للمخ هي المنطقة المسؤولة عن اصدار القرارات المعقدة مثل التخطيط للهرب أثناء التعرض للخطر.

ولكن حينما اقترب مصدر الخطر من بطل اللعبة انتقل النشاط الى منطقة المادة السنجابية المركزية في المخ والمسؤولة عن اليات رد الفعل السريع الخاصة بالبقاء على قيد الحياة مثل القتال والفرار أو تجمد الحركة.

تلافيف الخوف في لبنان من خلال لعبة الكترونية!

من جهة اخرى ذكرت الصحف اللبنانية ان القضاء اللبناني فتح تحقيقا بعد بث لعبة الكترونية على الانترنت تقوم على اقتحام مقر رئاسة الحكومة اللبنانية وتصفية من فيها من وزراء ومسؤولين وعلى رأسهم  رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

وكتبت جريدة النهار ان المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا احال على قسم المباحث الجنائية المركزية ما ورد عن لعبة على شبكة الانترنت تتضمن كيفية اقتحام السراي الحكومية الكترونيا وقتل من في داخلها.

واضافت الصحيفة ان هذا التحقيق تم فتحه تمهيدا لاجراء المقتضى القانوني في حق من يبينه التحقيق ضالعا في نشر هذه اللعبة.

وحذر وزير الاعلام غازي العريضي من ان هذه اللعبة المسماة(معركة السراي المعركة الاخيرة) هي أمر خطير جدا يتجاوز حدود التسلية الى اللعب بامن البلد واستقراره.

وابدى تخوفه من ان يكون الذين يقفون وراء هذا العمل انما يخططون لمزيد من اعمال الفوضى والشغب ويبثون المزيد من الاحقاد في النفوس.

وحذر من، ان نعبئ اولادنا واطفالنا وشبابنا وندربهم من خلال الكومبيوتر على كيفية اقتحام السرايا والانتقام من فلان او علان ونصل في مرحلة لاحقة ربما الى تدريبهم على اقتحام بيوت السياسيين الذين نخاصمهم.

ولم يكن ممكنا تحميل هذه اللعبة من موقع الكتروني كانت موجودة عليه في الايام السابقة.

وفي رسالة سابقة وجهها مخترع هذه اللعبة الى وكالة فرانس برس عبر البريد الالكتروني رفض فيها الكشف عن هويته لأسباب امنية على ما قال اعلن انه طالب لبناني يدرس في لندن.

وتمثل اللعبة ( المعركة الاخيرة لتحرير السراي المحتل من عصابة 14 آذار) كما تقول، والسراي هو مقر الحكومة اللبنانية برئاسة السنيورة المنتمي الى فريق 14 آذار/مارس (الاكثرية). وقتل عدد من شخصيات قوى 14 آذار منذ 2005 وتعرض غيرهم لمحاولات اغتيال.

وللفوز في اللعبة على اللاعب خوض صراع مسلح مع "الميليشيات الحكومية" التي تتدرب في نفق تحت السراي يصله بالسفارة الاميركية. ولا يفوز اللاعب إلا بعد ان ينجح في قتل السنيورة وعدد من الوزراء والمسؤولين من فريق 14 آذار/مارس.

وفي الموقع الالكتروني الذي وضعت عليه هذه اللعبة لعبة اخرى تحاكي معركة نهر البارد التي يخوضها الجيش اللبناني مع حركة فتح الاسلام منذ اكثر من ثلاثة اشهر في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 9 أيلول/2007 -26/شعبان/1428