تقرير كروكر– بتريوس: النجاح امريكي والفشل عراقي!؟

شبكة النبأ: رغم الهالة المتعاظمة التي توضع حول تقرير ممثلي الإدارة الامريكية في العراق السفير كروكر والجنرال بتريوس إلا ان العديد من شرائح المجتمع العراقي لا ترى اي تغيير كبير في النتائج المترتبة على عرض هذا التقرير الذي من المفروض ان يقدم في الكونغرس الامريكي بعد ايام قليلة.

لكن الشيئ الوحيد الذي يحسه العراقيين هو ان هذا التقرير سيضع النتائج الايجابية لصالح استراتيجية بوش في زيادة عديد الجيش الامريكي في العراق وتسليح العشائر السنّية العشوائي، وبالمقابل سيحّمل الحكومة العراقية كل اسباب الفشل في النواحي الأخرى السياسية منها والاقتصادية والأمنيّة.

ورأى ساسة عراقيون أن تقرير كروكر- بتريوس المتوقع صدوره خلال أيام، سيركز على شيء من النجاح الذي حققه الأمريكان ضد تنظيم القاعدة ويضع مسؤولية الفشل على الجانب العراقي، فيما رأى سياسي آخر أن التقرير سيحرص على تقديم صورة إيجابية للنجاح الأمريكي على نحو يدعم حكومة المالكي في نهاية المطاف.

وسيقدم السفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر وقائد القوات الأمريكية في العراق ديفيد بترايوس، تقريرا مشتركا حول الوضع في العراق ومدى النجاح المتحقق في تطبيق الإستراتيجية الجديدة لإدارة الرئيس جورج بوش، وسيدلي كروكر وبتريوس بشهادتين أمام الكونغرس في العاشر والثاني عشر من أيلول سبتمبر الجاري، وتصف مصادر في الكونغرس هذا التقرير بأنه يحمل طابعا حاسما.

وقال النائب عبد الكريم السامرائي لوكالة (أصوات العراق) انه يتوقع اشتمال التقرير على صورة الإخفاقات التي منيت بها الحكومة مشيرا إلى، أن من الممكن أن يسلط التقرير ضوء على مقدار الإخفاقات التي منيت بها الحكومة، وحجم الفشل السياسي الذي وصلت إليه العملية السياسية.

السامرائي وهو نائب عن جبهة التوافق العراقية (سنة – ثالث أكبر كتلة برلمانية 44 مقعدا) رأى إن التقرير سيكون له تأثير كبير على العملية السياسية وأضاف، هذا كله سيكون مؤثرا على الساحة العراقية في المستقبل.

من جهته قال محمود عثمان من التحالف الكردستاني، أتوقع أن يتضمن التقرير شيئا من النجاح الذي حققه الأمريكان في بعض المناطق ضد تنظيم القاعدة... وكل إخفاقات العراقيين.

وتابع النائب عن ثاني أكبر كتلة برلمانية (التحالف الكردستاني التي تمتلك 55 مقعدا من مجموع 275)، يبدو لي أن التقرير سيتضمن كل إخفاقات الحكومة العراقية في مجال المصالحة الوطنية وحول عدد من مشاريع القوانين، منوها إلى أن الأمريكان سيتحدثون عن نجاحاتهم ويضعون مسؤولية الفشل على الجانب العراقي.

وعن مدى تأثير التقييم الذي سيخرج به التقرير على العملية السياسية قال عثمان، سيتحدد استمرار الدعم الأمريكي لحكومة المالكي على ضوء التقرير، وسيعتمد الدعم على قياس ما أنجزته الحكومة وقدرتها على سد الشواغر الوزارية، وغيرها من خطوات في المصالحة.

أما النائب عن حزب الفضيلة (15 مقعدا في البرلمان) فقد أعرب عن اعتقاده بأن التقرير سيكون مخالفا للحقيقة ويوحي بأن الوضع جيد على نحو يصب في مصلحة حكومة المالكي.

وقال جابر خليفة، سيقوم بإعداد التقرير موظفان في الحكومة الأمريكية، فمن المتوقع أن يكون متناغما مع ما تريده واشنطن.

وأضاف، أعتقد أن التقرير سيحاول إظهار أن الوجود الأمريكي حقق جزءا مهما من أهدافه، وربما سيقول أن الوضع في العراق جيد.

وانتهى خليفة إلى القول، الخلاصة أن التقرير سيكون مخالفا للحقيقة، وبالتالي سيكون داعما لحكومة المالكي.

لكن النائب مثال الآلوسي رأى أن التقرير لن يكون مؤثرا على العملية السياسية لكونها شأنا داخليا.

وقال النائب عن حزب الأمة العراقية (مقعد واحد)، سيكون هناك تأكيد على نجاح قوات التحالف والقوات العراقية في توجيه ضربات موجعة إلى القاعدة... تنظيمات القاعدة في العراق أخذت بالتراجع.

لكنه بين أن العملية السياسية شأن عراقي داخلي ولا تأثير لتقرير أمريكي عليها.

وكان زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ، السيناتور ميتش ماكونيل، وهو حليف أساسي للرئيس بوش قال أعتقد أن شهر أيلول سبتمبر هو الزمن الحاسم، ويتوقع أعضاء المجلس من الحزبين أن تكون السياسة في المرحلة المقبلة، مبنية على تقرير السفير كروكر والجنرال بتريوس.

فيما أشار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى الأهمية القصوى للتقرير لأنه سيحدد الإستراتيجية المستقبلية الأمريكية في العراق، وقال في مؤتمر صحفي عقده، الأسبوع الماضي، في بغداد، التقرير مهم جدا لنا حيث سيعطي تقييما لكل العملية السياسية والنجاحات التي حققت وكذلك ما هي الإستراتيجية التي تستتبع مستقبلا، هذا التقرير مهم والعالم كله ينتظره.

على الصعيد الأمني سيتضمن التقرير، الذي من المؤمل أن يقدم في منتصف أيلول سبتمبر الجاري، تقييما للحالة الأمنية في العراق ومدى نجاح زيادة عديد القوات الأمريكية في تقليص العنف.

وقال الناطق باسم القوات متعددة الجنسية الجنرال كيفن بيرغنر إن الوضع الأمني في العراق صعب جدا، هناك تحسن في بعض المناطق كبغداد والفلوجة وبعقوبة، لكن هناك مناطق ساخنة تجعلني أقول إن الوضع الأمني معقد. ومع ذلك أعرب بيرغنر عن اعتقاده بأن الوضع سوف يتحسن دون أن يوضح ما الذي يدعوه إلى الشعور بذلك.

وأضافت الإدارة الأمريكية نحو ثلاثين ألف جندي خلال العام الحالي، إلى عديد قواتها في العراق البالغ نحو 160 ألف جندي، وهو ما ظل يثير جدلا في واشنطن حول مدى نجاح تلك الزيادة في تقليل العنف الذي يجتاح البلاد.

أما الجانب العراقي فهو يعرب عن ثقته بالنتائج المتحققة في الجانب الأمني، وقال الناطق باسم خطة فرض القانون قاسم عطا، بغض النظر عما سيتناوله تقرير كروكر - بترايوس، فإن لدينا الثقة بما أنجز بناء على الحقائق المتوفرة، حيث حصلنا على نتائج ايجابية ومهمة جدا.

ويضيف، لقد تحسن الوضع الأمني في بعض المناطق...وأعتقد أن بعض النجاحات الأمنية سيشار إليها في التقرير.

لكن عطا اتفق مع المسؤول الأمريكي على وجود تحديات وقال، لا يزال أمامنا عدد من التحديات.

إلى ذلك بدا عدد من المواطنين غير مبال بالتقرير، في حين لم يسمع آخرون أي شيء عنه، برغم الأهمية التي توليها الأوساط السياسية لما سيقوم بعرضه.

صادق محمد (موظف حكومي) رأى أن تقرير كروكر- بتريوس لن يأتي بجديد وقال، الوضع المعقد في البلاد والانقسام الطائفي وتدهور الأوضاع الأمنية، هي أمور لن يحلها تقرير أمريكي، التقرير يهدف إلى إنقاذ جيش أمريكا.

ويتابع واصفا معاناة العراقيين، الخدمات مفقودة والأمن ضائع والحياة أصبحت ضيقة... لا أتوقع أن يؤدي التقرير إلى تحسن في حياتنا اليومية.

في حين قال مروان (شرطي)، لا أتوقع أن يقدم التقرير حلولا جدية للمشاكل... كل ما يحصل يشجع على التفكير بالهجرة واللحاق بمن نفذ بجلده."

لكن جواد (وهو سائق) أجاب مستغربا لدى سؤاله عما يتوقع بشأن تقرير كروكر –  بتريوس، أي تقرير؟ لم اسمع عن تقرير كهذا..

بينما تساءلت أم زهير، هل سيجعل التقرير وضعنا أفضل؟.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 9 أيلول/2007 -26/شعبان/1428