المستقبلية... إبداع في اجواء المرح

شبكة النبأ: الموظفون النمطيون يظنون دائما بان منصب مدير او مشرف لاتتعدى ان تكون سلطة على نحو ما  وينبغي لهذه السلطة ان تفرض هيمنتها بصرامة حتى تصل الى الدرجة الشخصية والخروج من مربعها الوظيفي.

فاي من المخالفات المحتملة انما تقدح في شخصية المدير قبل ان تقدح بمهمة العمل وآلياته.

وعلى ذلك وتحت هذا الشعور الشخصي فان المدير يشرع باسترداد مكانته وكرامته المهدورة، حتى وان تطلب توقيف العمل جزئيا من خلال تعطيل او ايقاف الشخص المخالف للوائح السلطوية التي استنها السيد المديرعن العمل..

فالمدير النمطي اذا لايؤسس للعمل بقدر تاسيسه لذاته فتراه وتحت مسوغ استدراج المتعاملين مع المؤسسة يضفي مهابة مبالغ فيها في اثاث المكتب ويصرف عليه مبالغ كبيرة من جهد المؤسسة في الديكورات والارائك والسقوف، وهو لايفارق مكتبه إلا لماما حتى لا تبتذل شخصيته من قبل العمال بحيث ان خروجه من المكتب يعد حالة متميزه لها احتفالية على نحو ما وهو يحرص على ان يمهد لها من خلال اخبار معاونيه بهذا العزم.

ونصل الى ان هكذا موظفون يقفون عثرة في طريق الابداع والتجديد ويقتلون اغلب التطلعات الحرة والمبادرات المتميزة لرفد العمل بما يطوره ويمضي به خطوات الى الامام.

ان اشاعة البهجة والعلاقات المرحة اثناء العمل امور تستخرج روح الطفل لدى العاملون وتزيد من مساحة الحرية ورياضها المبهجة وهي بالتالي تسمح للعفوية لتداعي الافكار المثمرة.

لقد كان من اعظم اسرار والت ديزني قدرته على اخراج الطفل الموجود بداخل شركائه في العمل ودمجه مع فطنتهم التجارية، ونظرا الى انه جعل العمل شبيها باللعب، فقد عمل شركاؤه ولعبوا معا بحماسة شديدة.

لقد كان ديزني عبقريا حقيقيا احتاج الى التعاون مع اناس آخرين للتعبير عن مفاهيمه وحصل على التعاون الإبداعي الذي كان لازما له، عن طريق صنع بيئة يسودها جو من روح الدعابة والمرح بشكل شعوري.

ان البيئة التي يسودها المرح والدعابة يحتمل بصورة قوية ان تقود الى الابداع فيما تكون الاجواء المعاكسة الكئيبة والصرامة الادارية والتوتر والشعور المتبادل بين الادارة والعمال شعور اقرب الى الكراهية منه الى التعاون فان الابداع يسلك في هذه الحالة طريقا بعيدا عن هذا الجو الخانق.

فالمرح يخفف من التوتر داخل المجموعة وعندما تسترخي الاعصاب يظهر الافراد درجة اقل من الثبات والجمود الفكري، وبالتالي تختفي من امام المجموعة المرحة معوقات العمل ويمكن دمج المفاهيم والافكار المتباينة والبحث عن اوجه التماثل المخبوءة.

هذه الاعمال يحتمل بدرجة كبيرة ان تفضي الى تفكير ابداعي وان تؤدي الى قيام المجموعة بتوليد كم من الخيارات تفوق كثيرا ما كانت ستفكر فيه بدونها.

اننا عندما نلعب نصبح اطفالا ونبدا في التصرف بطرق ابداعية تلقائية.

امور كثيرة مشتركة بين اللعب والابداع، فاللعب يتضمن في الغالب استخدام اشياء واعمال بطرق جديدة او غير مالوفة على نحو يماثل توليفات الافكار الخيالية التي يتضمنها التفكير الابداعي.

قد ذكر بيكاسو ذات مرة انه اصبح فنانا حقيقيا حينما تعلم كيف يرسم مثلما يرسم الاطفال.

انشتاين كان يوصف بانه طفل خالد! كان يعي تماما اوجه الشبه والتناظر بين انماط التفكير الابداعي وتلك الخاصة بالاطفال المحبين للعب،.

ان المستقبلية تصنع برغبة جماعية متكاتفة يدفعها ليس المثل وانما يدفعها حقيقة الآليات والطرق التي تجعل من اي فرد اهمية شخصية في ماكنة الانتاج والجدوى.

ان المثل العليا على اهميتها وضرورتها بكونها الحاكم على فعل الانسان لكن تلك المثل لا تعطي اكلها في تصرفات الناس إلا بدرجات منخفضة جدا وبطيئة بحيث لا تكون مؤثرة بالدرجة المعقولة وهناك شواهد تاريخية وشواهد معاصرة تدعم هذا القول.

فيما تكون الآلية المناسبة التي تهتم بشخصيات الافراد وتحقق تفاعلهم الانساني تكون قد هيأت بصورة واضحة ومشجعة لظهور وتطبيق بعض المثل المهمة.

· كونوا رجالا ولا تنسوا طفولتكم.

· التزموا الاصول ثم فكروا في غيرها.

· اضحكوا اثناء العمل بنفس العمق الذي تودون الوصول اليه.

· ادمجوا عملكم باللعب فان اللعب طاقة كانت على الدوام مخنوقة.

· كن صديقا للجميع هو خير واجدى من ان تكون مدير منعزل عن الجو المرح فتعيش كهولة اجبارية.

· الصداقة والاشتراك والتفاعل كذلك ميزات الاشخاص تدخل في مربع العمل فتثريه.

.................................................................

المصادر/

1- المستقبلية-ادوارد كورنش/ ترجمة محمود فلّاحة

2- كيف تصبح مفكرا مبدعا-مايكل ميكالكو/ترجمة علا احمد اصلاح

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6 أيلول/2007 -23/شعبان/1428