الحصاد الثقافي الشهري

اب 2007

محاضرات.. ندوات.. مؤتمرات.. مهرجانات...... فعاليات اخرى  

شبكة النبأ: في إطار الموسم الثقافي الصيفي لعام 2007 عقدت الهيئة المصرية العامة للكتاب ندوة لمناقشة كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» لعميد الأدب العربي د. طه حسين، حيث أكد الكاتب السيد ياسين أن الكتاب الذي صدر عام 1938 يتشابه كثيراً مع كتاب لفيلسوف فرنسي يدعى «اليوتار» والمعنون باسم «الظرف ما بعد الحداثة» والذي كان تقريراً قدم للحكومة الكندية عن حالة المعرفة في القرن الحادي والعشرين، بينما قدم كتاب طه حسين للحكومة المصرية عن تصوراته للحالة المعرفية في مصر.  

حيث كانت مشكلة التخلف هي الإشكالية الرئيسية التي تعترض رواد النهضة، مشيراً إلى أن إضافة لكتاب د. طه حسين هناك ومرجعاً تمشياً في هذا المجال وهو كتاب للمؤرخ المغربي المعروف «عبدالله العروي» وعنوانه «الأيديولوجية العربية المعاصرة» والذي تحدث فيه عن الاستجابات المختلفة للتحدي الأوروبي للعالم العربي المتخلف وكيف يواجهها.  

وذكر ياسين أن العروي في هذا الكتاب يحلل ثلاث استجابات متبعاً آلية سبق وان اتبعها عالم الاجتماع الألماني «ماكس فيبر» في كتابه «النماذج المثالية»، حيث يتحدث فيه عن وعي الشيخ محمد عبده وقوله في كتابه «الإسلام والعلم» أن الإسلام يمكن أن يكون معاصراً، كما تحدث عن الوعي الليبرالي عند أحمد لطفي السيد ودعوته إلى الاحتذاء بالنموذج الغربي في سائر مجالات الحياة.

رؤية ثقافية  

وتحدث د. أحمد زايد - عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، قائلاً: الكتاب يعكس رؤية مثقف في فترة مبكرة من تاريخ مصر الحديثة، حيث يناقش فيه قضايا التعليم المختلفة وأهداف السلم التعليمي، إشراف الدولة على التعليم، المعلمون وإعدادهم، مناهج التعليم، الامتحانات، تعليم الفتيات الخ وكان طه يرى أن للتعليم وظيفة أساسية عامة وأولية.  

وهي إعداد الناس للتعامل مع معطيات الثقافة المعاصرة والتفاعل الإيجابي معها. وأضاف: كان لطه حسين جهود تربوية واضحة، حيث كان أحد دعاة إرساء استقلال الجامعة من خلال الممارسات المتعددة، وكان منها رفضه رغبة الحكومة في منح درجة الدكتوراه لأربعة من كبار السياسيين، مما جعل إسماعيل صدقي ينتهز الفرصة ويقوم بنقله كمراقب في وزارة المعارف، وحين رفض استلام الوظيفة قام بفصله.  

وحدد د. كمال مغيث أستاذ التربية بجامعة القاهرة الأهداف الأساسية للتعليم عند طه حسين في أربع نقاط أولا: إعداد الإنسان للتفاعل مع الثقافة المعاصرة، وباعتقاده أن حال تعليمنا وخريجينا الآن لا يبشر بالخير، وثانيا: المواطنة، فقد كان طه شديد الانتقاء للتضارب والهويات المتعددة في التعليم، ولذلك فقد سعى إلى توحيد التعليم الأساسي سواء كان في الأزهر أو التعليم الخاص أو الحكومي وثالثا:  

الإعداد للمنهج العلمي وباعتقاده أن سيطرة الدروشة على التعليم والفضائيات قد جعلنا نتراجع خطوات إلى الخلف، ورابعا: المهارات التي يفتقدها أبناؤنا، حتى إن شهادة الإعدادية على سبيل المثال صارت لا تعني أن حاملها يجيد القراءة والكتابة وهذا ما يؤكده المعلمون أنفسهم.  

مكتبة الإسكندرية تناقش دور الترجمة في حوار الحضارات

  نظم مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية مؤتمره الرابع تحت عنوان المخطوطات المترجمة والذي شارك فيه عدد كبير من العلماء والمثقفين من مصر و30 دولة عربية وأجنبية.  

وناقش المؤتمر التفاعل بين العناصر المرتبطة بالترجمة والمؤثرة فيها، وترجمة النص الحي والنص المندثر وأسباب اختيار كل منها، والجهود الفردية والمؤسساتية في مجال الترجمة والعلاقة بين التراجم وأصحاب السلطات وأثر أساليب الترجمة في تشكيل الوعي بالتراث السابق.  

وتعرض المؤتمر بالشرح لأهمية المترجمين وأنماط الترجمات التي تنوعت بين ما يسمى ترجمات الهوى الفرد، وتلك الترجمات المؤسساتية التي نجد مثالا لها في أعمال بيت الحكمة، وفي رسالة حنين ابن إسحاق فيما ترجم بعلمه من كتب جالينوس وما لم يترجم.  

قارات العالم تتوحد في مهرجان شعري

بدعوة من فرناندو راندون، وهو واحد من أكبر شعراء كولومبيا المعاصرين، وبتنظيم من مجلة "بروموتيو" الشعرية أفتتح في الرابع عشر من تموز 2007 المهرجان الشعري العالمي الثاني عشر لمدينة مديين الكولومبية، بحضور 76 شاعرا من شعراء العالم يمثلون 53 دولة تشمل القارات كلها، ويتحدثون 23 لغة مختلفة. وكان من أهداف المهرجان حين انطلق لأول مرة منذ 17 عاما التعبير عن المقاومة الروحية والإنسانية والثقافية للشعب الكولومبي.

وجاء حفل الإفتتاح ممثلا بشعراء ينتمون إلي قارات العالم أجمع، بعضهم من حمل معه آلته الموسيقية فغني شعره، وبعضهم من غني شعره من دون موسيقي واكتفي الأغلبية منهم بالإلقاء مع الترجمة الإسبانية التي أعدت مسبقا، وبعضهم من كان الجمهور الكولومبي يعرفه من خلال حضوره لدورات سابقة في المهرجان. وفي ليلة الافتتاح التي امتدت لسبع ساعات متواصلة، قرأ الشعراء شعرهم علي جمهور قارب الثلاثين الفا، وهو حدث نوعي لا يحدث إلا في كولومبيا وفي مدينة مديين تحديدا.

بعد بريتينباخ قرأ الشاعر الكولومبي سانتياغو موتيس بالاسبانية (اللغة الأم لكولومبيا) فحياه الجمهور تحية كبيرة، ثم صعدت شاعرة بلجيكا ميريام فان هي إلي خشبة المسرح وقرأت، ويبدأ الشعراء في التناوب علي المنصة، فقرأ كل من سي.كي. ستيد (نيوزلندا)، غاو هانغبو (الصين)، أنتونيو بريكيادو (الاكوادور)، غابرييل روزينستوك (ايرلندا)، كومانثيو زينب ديالو (غينيا)، أهارون شابتاي (فلسطين المحتلة) غونزالو روجاس (تشيلي)، ميلو دي أنجليس (ايطاليا)، الحجي بابا سوسو (غامبيا)، رامون بالوماريس (فنزويلا)، ناهد كيباري (إيران)، كامو براثويت (غرينادا) ، راميز روفشان (أذربيجان) وكاتبة هذه السطور من سوريا. الحجي بابا سوسو كان يحمل معه آلته الموسيقية التي تستند إلي آلة العود ولكنها أيضا تمزج معها تقنيات آلة القيثارة، فعدد أوتارها كبير، ويعتبر بابا سوسو من أهم عازفي هذه الآلة التي تسمي "كورا"، ولكنها تحمل أنغاما عذبة قريبة من الحس الشرقي العربي. أما أهارون شابتاي الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية فقد قرأ قصائده بالأنجليزية والعبرية، لنكتشف أنه شاعر معاد للصهيونية، ومعاد لسياسة اسرائيل المحتلة، ويعيش في هولندا منذ زمن طويل جدا، كما يكتب شعره ضد ما تنتهجه اسرائيل في سياستها مع الفلسطينيين والعرب. وقد حصد شابتاي الذي جاء عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن قدم أمسية شعرية فيها تصفيقا حادا من الجمهور الكولومبي المعادي بطبعه لكل ما هو أمريكي. بالاضافة إلي ليلة الافتتاح فقد توزع الشعراء علي أمسيات كثيرة شملت مناطق متعددة من مدينة مديين، وغيرها من المدن الكولومبية، ثم كان حفل الختام الذي شارك فيه كل شعراء المهرجان وامتدت ساعاته منذ الرابعة بعد الظهر حتي العاشرة والنصف مساء تحت الأمطار الغزيرة في مسرح مفتوح تغطيه مظلة فوق خشبة المسرح فقط في حين كان الجمهور يرتدي لباسا من النايلون ليقيه الأمطار وليتابع الاستماع إلي الشعر والشعراء.

شعراء عرب في مديين

من الشعراء العرب المشاركين في المهرجان حضر الشاعر المصري أحمد الشهاوي وتعتبر مشاركته هذه الثانية، فقد كان مشاركا في المهرجان نفسه في السنة السابقة، وقد قرأ الشهاوي قصائده في مناطق مختلفة من كولومبيا، وأقام عدة أمسيات شعرية بمصاحبة شعراء مختلفين في كل مرة، وقرأ الشهاوي قصائد من ديوان "مياه في الأصابع" وهو مختارات شعرية قامت بترجمتها المستعربة ميلا غروس نويل وصدرت في إسبانيا، كما قرأ من مجموعة "وصايا في عشق النساء" من ترجمة الشاعر الكولومبي رفائيل باتنيو، وقد أثارت أشعار الشهاوي التي ارتكزت علي اسس الصوفية تجاوبا لدي الجمهور الكولومبي الذي وجد فيها أفقا صوفيا مستندا علي أسس تراثية شرقية بامتياز، علما بأن ديوان "وصايا في عشق النساء" مسحوب من الأسواق المصرية.

ومن مجموعته "لسان النار" قرأ الشهاوي قصيدة بعنوان "أعود إلي أي شيء" : "أعود إلي النص

كلما خذلتني يداي.

أعود إلي التيه كلما ضاق بيتي علي.

أعود إلي صوت اسمك كلما أوغلت في الهجر.

أعود إلي سقف وقتي كلما ضاع مني زمانك.

أعود إلي وحدتي في الشتاء كلما رحت تخدشين الهواء."

أما صلاح حسن الشاعر العراقي فقد تألق بقصيدة طويلة حملت عنوان "الخروج من أور" لم يتم صدورها في كتاب باللغة العربية بعد، علما أنها ستصدرباللغة الهولندية خلال شهر (الشاعر صلاح حسن مقيم في هولندا)، وقرأ أيضا مجموعة من قصائد قصيرة من أعماله السابقة والجديدة.

وقد تجاوب الجمهور الكولومبي مع الحس العالي في شعر الشاعر، فقد كان صوتا عراقيا حمل الألم والأسي، خصوصا أن "الخروج من أور استطاعت أن تمسك بالهم العراقي، ذلك الذي فقد أمله في كل شيء وفي الوقت نفسه يحاول أن يفتح بابا نحو القادم، ومن ثم يشعر بأن لا باب بإمكانه أن يكون معبرا، ومن ثم يعود للإعتقاد بأن الباب هو المخرج وفي الوقت نفسه المدخل "أيها الناس.. يا أيها التلاميذ هذه أرض الكوابيس.. هل قلت بابا أم بيتا بلا باب؟ كلنا مبصرون ولكن أين الطريق إلي الباب؟".

هذا التأرجح الذي عبر عنه صلاح حسن في قصيدته، هو نفسه تأرجح العراقن اليوم في همومهم بين ناظر إلي المستقبل ومغمض أو متأمل، وظل الشاعر يستعيد طوال قصيدته أياما أولي ذهبت:

"يا أبانا كان لنا بيت

من طين وباب من الجريد،

كانت لنا نخلة وتين، كان لنا نهر وفييء

وصحبة ورغيف، كانت لنا شمس وقمصان علي الأغصان،

كان لنا سقف وكان لنا مطر،

كانت لنا ريح سموم وفوانيس، كانت لنا مسامير من الخشب،

كانت لنا خمور وحماقات،

كانت لنا أعمارنا القصيرة،

كانت لنا جنة للعذاب

ولكنها علي أي حال

باب"..

ويتساءل:

"هل أخبرهم بالفتنة أم بالقاتل والمقتول؟

هل أخبرهم أن الرصافة والكرخ بيتان من قصب ودجلة جسر بين جنتين سوف تصبحان مقبرتين؟

يا إله الفرات.. أين الحياة.. هنا أم هناك؟؟؟"

الشاعر عبدالله باشراحيل من المملكة العربية السعودية شارك أيضا في ليلة الإفتتاح بقصيدة طويلة حملت عنوان رسالة إلي أمريكا وأثارت تجاوبا لدي جمهور متعطش لإنتقاد أمريكا. وقد قرأ عددا من القصائد من مجموعات شعرية متفرقة عبر الأمسيات التي أقامها. وقد استعادت قصائد باشراحيل الهم الوطني والإنساني والعربي، وارتكز علي بعض قصائد الغزل التي كان يداعب بها جمهوره من الفتيات الكولومبيات. أما الشاعر اللبناني محمد العبد الله، فقد قرأ قصائد قصيرة متفرقة باللغة الفصحي، علما بأنه يكتب أيضا باللهجة المحكية اللبنانية، وفي إحدي الأمسيات التي أقامها والتي شاركه فيها الشعراء العرب حيث كانت مخصصة للشعر العربي وحضرها جمهور كبير أشاع جوا من المرح عندما كان يخرج عن القصيدة ليداعب جمهوره أو زملاءه من الشعراء الجالسين علي المنصة، أو ليغني خارج سياق القصيدة. وقد قرأ محمد العبدالله شعرا يتسم بالهم الإنساني، والرغبة في إعادة تركيب العالم وفقا لما يراه لا وفقا لما هو عليه.

شعراء عالميون

إلي جانب الشعراء العرب كان لأغلب دول العالم حضورها في هذا المهرجان الشعري العالمي، وقد أقيمت بعض الأمسيات الشعرية المتخصصة للوقوف عند تجربة شاعر واحد من الشعراء المعروفين عالميا، وهذا ما حصل مع كل من بريتين بريتينباخ (جنوب إفريقيا) عندما قرأ عددا من قصائده في أمسية خاصة ثم تحدث عن تجربته مجيبا عن أسئلة الجمهور المتحفز للمعرفة في صالة بتهوفن التابعة لكلية الفنون الجميلة.، وكذلك الشاعر كامو براثوايت من البرادوس حيث قرأ في متحف الأثريات في مديين، وشاعر تشيلي المعروف غونزالو روجاس الذي استقبله الجمهور استقبالا كبيرا أثر فيه أيضا وحدة اللغة بين كولومبيا وتشيلي (الاسبانية). وهذا أيضا ما حصل مع الشاعر الكوبي ميغيل بارنيت الذي تجمع جمهور كبير ليستمع إلي قصائده ويناقشه، وفي متحف الأثريات نفسه أقيمت أمسية خاصة لشاعر إيرلندا غابرييل روزينستوك، ليتبعه الشاعر غارسيا تيجيرو من إسبانيا وأيضا الشاعر رامون بالوماريس من فنزويلا. وقد سبق أن شارك في الدورات السابقة للمهرجان شعراء عالميون منهم وول سوينكا (نوبل 1986) ميشال دوجي، أرنستو كاردينال، أميري بركة، برايتن برايتنباخ، هانز ماجنس انسبرجر، وآخرون

شعراء كثيرون حضروا علي إختلاف لهجاتهم وإختلاف توجهات قصائدهم إلي المهرجان، وشاركوا في القراءات في أماكن مختلفة، وما يلفت النظر أن إدارة المهرجان سدت بعض الطرقات لتجعل من الشوارع نفسها أمكنة لقراءة الشعر، فوضعت منصة في أول الشارع وجلس الجمهور علي ألارض ببناطيل الجينز وهم يستمعون إلي الشعر وشعرائه.

أصدر المهرجان 200 ألف نسخة من مجلة بروميتيو والتي نشرت علي صفحاتها مختارات باللغة الأم للشعراء مع ترجمة بالإسبانية، إضافة إلي نشر نبذة عن كل شاعر مزودة بصورته، وقد بيعت نسخ المجلة كلها خلال أيام المهرجان للجمهور المتعطش للشعر.

قارة آسيا

في المساء وبعد انتهاء الأمسيات اليومية كان الشعراء يتجمعون في قاعة بالفندق للاستماع إلي بعضهم البعض والتداول في شؤون الشعر، وقد خصصت إدارة المهرجان ليلة لكل قارة، بحيث يستمع بقية الشعراء إلي شعراء القارة المعنية، وكانت هذه الفرصة الأكبر للقاء الشعراء بعضهم البعض، لأنهم في بقية أوقات النهار يكونون متوزعين علي أماكن الأمسيات الشعرية المختلفة، وكان لحضور قارة آسيا جمالياتها في تنوعها، ففيها خليط من صينيين وناباليين وعرب وايرانيين، وكان هذا التنوع ثريا أثناء تقديم القصائد، وانتبه الشعراء إلي أن اللغة العربية لغة موسيقية في جماليات نطقها الصوتي، وأعرب أكثر من شاعر عن إحساسه باللغة عندما تقرأ من قبل الشعراء العرب، قبل قراءتها من قبل المؤدين.

محاضرة عن الحجامة

ألقي البيولوجي يوسف إدريس حمادي الاختصاصي بالعلوم البايلوجية ضمن الأنشطة والفعاليات الشهرية المتنوعة للبيت الثقافي في محافظة نينوي محاضرة تحت عنوان (الحجامة كعلم طبي في منظوره الطبي الجديد) تناول فيها استخدامات طب الحجامة في علاج الإمراض المختلفة لدي الإنسان. وتحدث حمادي عن تأريخ استخدام الحجامة عبر العهود وطرق وأساليب وشروط العلاج بواسطتها، كما استعرض من خلال الوسائل الإيضاحية والصور الفوتوغرافية عملية إجراء العلاج بالحجامة باعتماد أسس علمية وأجهزة متقدمة إضافة إلي أدوات التعقيم، مؤكدا علي نجاح هذا الأسلوب الطبي في علاج المرضي الذين يعانون من حالات مرضية عديدة كمرض ارتفاع ضغط الدم والسكري. واختتم حمادي محاضرته بالقول إن استخدام طب الحجامة يهدف إلي تخليص الجسد من جميع الشوائب المضرة له من خلال الدم. بعدها شهدت المحاضرة جملة من المداخلات والتساؤلات حول نجاح طب الحجامة في معالجة بعض الأمراض المستعصية. ومن الجدير بالذكر أن محاضرات وأنشطة البيت الثقافي لا تقتصر علي الجانب الأدبي والثقافي بل تتعدي إلي تسليط الضوء علي الجوانب الطبية والهندسية والأمور التي تهتم بالجوانب الصحية والتربوية للإنسان العراقي.

مثقفون مصريون يتتبعون اندثارات الاسكندرية اليونانية

  أكد المشاركون في ندوة «التجربة التشكيلية السكندرية» والتي عقدت بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية انتهاء مدينة الإسكندرية الهيلينستية اليونانية بما كانت تحمله من فكر وثقافة في شتى أنواع العلوم والفنون وذلك منذ الفتح العربي عام 641.  

وأكدوا على أن بدايات السينما المصرية كانت في الإسكندرية حيث قدم فيها أول عرض سينمائي في العالم العربي وصنع بها أول شريط سينمائي مصري. وأشار المشاركون بالندوة التي جاءت ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب لمعرض «نصف قرن من الإبداع» بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية إلى الانتكاسات الفنية الكبرى التي حلت بفناني الإسكندرية خاصة بعد انتهاء عمادة الفنان أحمد عثمان الذي كان يدعو إلى الفن المفتوح. وأكد المشاركون أن الإسكندرية قد مرت بعدة مراحل أهمها تلك الفترة التي أنشأت كلية الفنون الجميلة بها عام 1957، والأخرى مولد الفنان المثقف الراحل أحمد ماهر رائف عام 1971 الذي درس في ألمانيا، ودعا إلى الابتعاد عن رسم الطبيعة والحيوان ورسم الكتابة العربية، وقد نقل أفكاره لطلابه بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ممن شكلوا زمرة الحفارين الموهوبين وقيام الطلبة بمظاهرة طالبوا فيها بالاستغناء عن الموديل العاري مما أضطر رئيس جامعة حلوان إلى الاستجابة لهم!

وأشار الفنان أحمد فؤاد سليم إلى الانتكاسات الكبرى التي حدثت بعد انتهاء عمادة الفنان أحمد عثمان الذي كان يدعو إلى الفن المفتوح ويتبنى فكراً ورؤية مغايرة بعيدة عن المنهج والتراجع الذي حدث مع من جاء بعده، وقيام كل من الفنان سيف وأدهم وانلي وحامد ندا بتدريس الطبيعة الصامتة والحية، ومحمود موسى الذي كان يدرس النحت في أوقات الدراسة المعتادة بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1969 وتحولهم للتدريس لفترة المسائية بعد انتهاء عمادة الفنان أحمد عثمان، فتخرج على أياديهم نحو 30 فناناً متميزاً من فناني الإسكندرية الموهوبين، كانوا يعتبرون نموذجاً يسعى فنانو القاهرة للاحتذاء به وكان على رأسهم الفنان محمود عبدالله وسعيد العدوي ومصطفى عبدالواحد وغيرهم.  

أما النكبة الثانية ـ كانت على مستوى كليات الفنون الجميلة عامة، حيث سعي البعض إلى رفع أجور المدرسين وكانت كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية أو المعهد العالي للفنون حتى أواخر الخمسينات تابعاً للإدارة العامة للفنون الجميلة، فكان المدرس موظفاً يتقاضى راتبه منها لذا لم يستطيعوا تحقيق مطالبهم. النكبة الثالثة ـ كانت مع تحول الفنون الجميلة إلى جامعة واشترط على مدرسيها أن يكونوا من حملة الماجستير والدكتوراه، فانشغل الفنانون بالدراسات الأكاديمية في الفترة السنية التي كان ينبغي فيها الفترة لفنهم وإبداعاتهم، حيث إننا لو تتبعنا مسار حياة أي فنان من فناني العالم نجد أن فترة التألق الفني كانت ما بين 25 ـ 40 عاماً فخسرت مصر العديد من المبدعين الحقيقيين الذين كان ينتظر منهم أن يسهموا في تألق وازدهار الحركة الفنية.  

أمسية شعرية للشاعر الفلسطينى جميل حمادة

نظمت دار الفقيه حسن بالمدينة القديمة بطرابلس، أمسية شعرية للشاعر الفلسطينى جميل حمادة، ضمن نشاطها الثقافى لهذا الموسم، وسط حضور نوعى وكثيف كما صرح بذلك المنشط الناقد حسن الفيتوري.

وقد حضر الأمسية العديد من الكتاب والشعراء والصحفيين والمثقفين والتشكيليين. وقدم الفيتورى الشاعر قائلا: قبل أن تبدأ هذه الأمسية جاء الطفل إسماعيل عبد المولى الذى يبلغ من العمر 9 سنوات تقريبا، وهو يحمل ديوان "قصائد من رذاذ المدينة"، وجاء به قائلا للشاعر، وقع لى من فضلك.. وسط دهشة الشاعر ومن حوله من الأصدقاء. فما كان منه إلا أن وقع للطفل وهو يبتسم..!

هذا هو جميل حمادة الذى كان مثالا حيا للإنسان والشاعر الذى أمصى ما يزيد عن ربع قرن فى هذه المدينة.إنه الشاعر الفلسطينى الليبى إبن مدينة طرابلس جميل حمادة.وهو صاحب العديد من المجموعات الشعرية، من بينها "أسئلة الهذيان"، "قصائد من رذاذ المدينة"، "نشيد العطش"، عرشاقيا.. نشيد العشق المستحيل"، "مرايا الروح" و"قصائد الصيف القادم"، وهو الذى كتب عن معظم الكتاب والشعراء الليبيين، وصاحب كتاب "أسئلة القصيدة العربية الحديثة فى ليبيا، قصيدة الشباب".والآن ليتفضل الشاعر جميل حمادة بإلقاء قصائده".

بعد هذه المقدمة الضافية المنصفة، أخذ الشاعر مكبر الصوت، وبدأ يتحدث عن السنوات التى قضاها مع البحارة الليبيين والمصريين والفلسطينيين فى دار الفقيه حسن فى السبعينات، قبل أن يدخل عليها الترميم وتأخذ هذا الشكل الحالى الرائع والمثير. ثم بدأ بإلقاء قصيدة صغيرة بعنوان "حريتى وطني":

حريتى وطني

فأنا بلا حرية عبد

حريتى سكني

وأنا بلا مستسكن شرد

حريتى عقلي/وفى عقلى يقيني

حريتى زمني/وفى شكى جنوني.."

ثم ألقى قصيدته المعروفة "أيها العابرون.. لا ترحلوا نريدكم" التى أهداها إلى محمود درويش.. ومنها قال:

"أيها العابرون فوق أشلاء الضحايا

ها إننا نقف الآن وحيدين

بعيدا داخل الأسوار

قريبا خارج المعنى

وخارج فتنة التاريخ والثوار..

ولذا هذه الآن فرصتكم

لتزهقوا المزيد من أرواحنا

وتسلبوا المزيد من أفراحنا

وتقتلوا ما شئتم من كائنات الأرض والأشجار..".

ثم ألقى بعدها قصيدة صغيرة بعنوان "أطفالنا وأطفالهم" التى نختار منها:

"أطفالهم خشب

أطفالهم لعب

ودماؤنا قصب

ودماؤهم ذهب

ورصاصنا عنب

ورصاصنا لهب

بنياننا ورق

بنيانهم غضب

قاماتنا جوف

قاماتهم عصب

ونساؤهم تحف/ونساؤنا نهب..".

ملتقي لحوار الحضارات

تواصلت اعمال الملتقي الاول للشباب العربي وحوار الحضارات في مقر جامعة الدول العربية بمشاركة شبان من 54 دولة عربية واجنبية.

وشارك في الملتقي نخبة من الهيئات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني العربية والاجنبية التي تمثل فئات مختلفة من دبلوماسيين وسياسين ومبدعين في مجالات الثقافة والتعليم والفن اضافة الي رجال وسيدات اعمال. وناقش الملتقي في ايامه الاربعة عدة محاور بينها انسنة العولمة وفرص التفاعل الحضاري في الانتاج الفني والثقافي والتطرف القومي والعرقي والديني وتاثيره علي حوار الحضارات ودور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التواصل بين حضارات العالم والسياحة الثقافية وتواصل حوار الحضارات.

انطلاق فعاليات المهرجان السنوي لتكريم ناجي العلي

انطلقت في قرية صفا الفلسطينية -الواقعة على بعد 20 كيلومترا إلى الغرب من رام الله بالضفة الغربية- فعاليات المهرجان الثقافي الرابع الذي يقام سنويا لإحياء وتكريم الفنان ناجي العلي بدعم من مؤسسات محلية وأبناء القرية المغتربين. 

وبدأ المهرجان الذي شارك في إحيائه عدد من الفرق الفنية المحلية بإضاءة الشعلة المهداة لروح الشهيد ناجي العلي وذلك في ساحة مدرسة القرية التي يقارب عدد سكانها 4 آلاف نسمة يعيش عدد منهم في الولايات المتحدة والبرازيل. 

وبمناسبة بدء المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام، قال مدير مركز حنظلة للفن الشعبي في قرية صفا محمود كراجة، إن المهرجان، الذي تزامن هذا العام مع الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال ناجي العلي، سعى إلى خلق حالة ثقافية في الريف الفلسطيني حتى لا تبقى المهرجانات مقتصرة على المدن، والعمل على تشكيل وعي ثقافي لدى المواطن العادي. 

وكما هو معروف تعتبر شخصية حنظلة، التي ابتدعها الفنان ناجي في رسوماته، من أكثر الشخصيات شهرة في فن الكاريكاتير السياسي. 

وتعود شخصية حنظلة لطفل يداه معقودتان إلى الخلف يدير ظهره إلى الناظر، وباتت شخصيته ملازمة لمعظم لوحات ناجي العلي. 

وقد رفع مهرجان هذا العام لوحة للفنان ناجي العلي تظهر رجلا يغرق في بحر من علامات الاستفهام على مرأى من حنظلة. 

انطلاق فعاليات مهرجان بصرى الثقافي

انطلقت فعاليات مهرجان (بصرى الشام) الدولي للفنون والثقافة الذي يعد من اقدم المهرجانات التي تقام في مدينة بصرى في محافظة درعا جنوب دمشق.

وقال وزير الثقافة السوري رياض نعسان اغا في تصريح صحافي ان المهرجان اصبح سنويا بعد ان كان يقام كل عامين مرة حرصا من الوزارة على ان يكون مهرجان بصرى في العام القادم متزامنا مع كون دمشق عاصمة الثقافة العربية.

واضاف "ان اهمية المهرجان تعود لاقامته في مدينة بصرى الاثرية التي شهدت حضارات متعاقبة وخلفت ارثا حضاريا وانسانيا ولاتزال صروحها شامخة حتى يومنا هذا كقلعة بصرى ومدرجها وحماماتها الرومانية ومعبد حوريات الماء والسوق الرئيسية والحمام الاسلامي والجامع العمرى وقصر تراجان وقوس النصر الروماني وغيرها من الاثار التاريخية".

وكانت وزارة الثقافة السورية تنظم المهرجان كل عامين بهدف نشر التراث الثقافي العالمي وتبادل الخبرات الفنية والابداعية بين الدول المشاركة من الدول العربية والاجنبية وتطوير التراث والحفاظ عليه وتعريف الوفود المشاركة بارث سوريا الحضاري.

وشاركت في المهرجان في دورته ال 19 فرق من الامارات العربية المتحدة ولبنان ومصر والاردن وايطاليا واسكتلندا والبوسنة والهرسك وهنغاريا واوكرانيا وبلجيكا وبلغاريا والبرتغال وروسيا ومجموعة من الفرق السورية.

كما اقيم معارض لفنانين تشكيليين والكتاب والزهور وعروض للخيول والمنتجات الصناعية والمهنية والحرفية والبيت التراثي الذي يعكس الحياة التقليدية للبيوت الحورانية بكل تفاصيلها.

ويقع مسرح بصرى الذى تقام عليه فعاليات المهرجان في قلعة بصرى الاثرية ويعد المسرح من الابنية التاريخية القليلة التي حافظت على كامل أقسامها تقريبا حيث يتكون المدرج من ثلاثة أقسام رئيسية يتوجها رواق علوى يستند الى اعمدة من الطراز الدوري.

ويبلغ عرض المسرح 5ر45 مترا من الداخل ويتسع المدرج لاكثر من 15 الف متفرج ويتسم بكثرة الابواب وسهولة المرور بين أقسام المدرج المختلفة.

وكان الانباط الذين عاشوا في بصرى بعد الفتح الروماني يقيمون أعيادا موسمية مرة كل اربع سنوات في مسرح بصرى تشبه الالعاب الاولمبية تشارك بها وفود من جميع المدن الكبرى وقبل اختتام الحفلات يكرم من أظهر نبوغا وتفوقا من أهالي بصرى في شتى المجالات العلمية والفنية والرياضية.

الضاهر: الدول العربية أحوّج ما تكون لديمقراطية حقيقية للخروج من المأزق

أعرب أستاذ التاريخ والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية والأمين العام المساعد لاتحاد المؤرخين العرب الدكتور مسعود الضاهر عن اعتقاده بأن الدول العربية ما تزال تتعامل مع النهضة الغربية من موقع الزبون أو المستهلك

ورأى أن "العقلية العربية لا يمكنها أن تبدّع أو تنتج فكراً مميّزا أو مواكبة مسيرة النهضة العالمية المعاصرة، أو الحوار مع المفكرين الأوروبيين إلا من موقع الند للند، وفي إطار خطة استراتيجية شاملة". وتساءل مسعود الضاهر خلال محاضرة ألقاها في المركز الثقافي الآسيوي في فيينا تحت عنوان (محوّر المثقفين العرب في أوروبا) بقوله"السؤال المطروح الآن هو لماذا تقدّم الآخرون وتخلّف العرب والمسلمون؟ وهو نفس السؤال الذي سبق أن طرحه العلامة اللبناني شكيب أرسلان قبل عدة عقود". ورأى الضاهر أن "الثقافة ليست محايدة، لأنه إذا فسدت السياسة فلا إصلاح ولا ثقافة متطورة، وهذا هو وضع الثقافة والمثقفين العرب في المرحلة الراهنة".

وأوضح قائلاً "فممارسة الديمقراطية الحقيقية في العالم العربي محظورة على مختلف المستويات، لأن الحكام العرب يتذرعون بأن الديمقراطية مستوردة من الخارج، علماً أن غالبية السلع الأساسية في العالم العربي هي مستوردة من الخارج".

وجدير بالذكر أن الضاهر هو مؤلف 14 كتابا باللغة العربية من بينها تاريخ لبنان الاجتماعي، والجذور التاريخية للمسألة اللبنانية، والمشرق العربي المعاصر من البداوة إلى التمدّن، ومواجهة الغزو الإمبريالي للمشرق العربي، والنهضة العربية والنهضة اليابانية واختلاف النتائج، بالإضافة إلى 3 كتب باللغة الإنكليزية. وسبق له أن عمل استاذاً محاضراً في جامعة السوربون وجامعة جورج تاون وجامعة طوكيو

مهرجان جرش الشعري

هل غادر الشعراء؟ أم الشعر هو الذي غادرهم هرباًَ من لعنة المنبر وادّعاءات الرموز؟ هناك، على منبر «مهرجان جرش الشعري»، وقف خمسون شاعراً عربياً وأجنبياً شاركوا في احتفالات المهرجان بيوبيل لم يكن لفضّته بريق على الإطلاق. وهناك أيضاً اختلط الحابل بالنابل في أمسيات تميّزت بحضور أقل من متواضع، وبجمهور راح يتذمر ويغادر القاعة بحجّة التدخين. فالإصغاء للشعر الرديء مؤلم تماماً، مثل متابعة مشهد سينمائي يشوّه فيه وجه امرأة جميلة. إلا أنّ شعراء جرش لم يحتفوا بالشعر بقدر ما كان المهرجان ـــ على علّاته ـــ تجمعاً لهم. وهم بأنفسهم وصفوا الأمسيات بأنّها أسوأ دورة مرت على المهرجان مذ عرفوه، علماً بأن معظمهم تتكرر مشاركته سنوياً.

وكانت أمسيات جرش الشعرية قد بدأت مع الشاعر التشيلي لويس أرياس مانثو، بعدما تأخرت الأمسية أكثر من ساعة بحثاً عمّن يتقن الإسبانية، كي يصبح بوسع الشاعر أن يتواصل مع الجمهور. فمانثو لم يأت فقط لإلقاء قصائده، بل كان يرغب بالحديث عن «تشيلي ابنة القارة الشابة وعلاقتها بالحضارة العربية العجوز».

باختصار، كانت الأمسيات كثيرة، فيها القليل القليل من الشعر. وهو على قلته، لم يحفل سوى بالمواضيع الكبرى على نحو كلاسيكي، كأن الحداثة لم تمرّ، إلا برموزها وتحرّرها الخارجي، على كثير من الشعراء المدعوّين. أو ربما أنهم لم يفكّوا طلسمها، فيما العالم بأكمله يعيش ما بعدها. وإلا فلماذا لا يعتزل المصري محمد أبو دومة الشعر مثلاً؟

الشاعرات؟ تلك قصة أخرى. فأين تكمن الشعرية التي تجعل من تلك العبارات الهلامية شعراً؟ وتلك الشاعرة، من تكون لولا أنوثتها! لنستمع إلى آمال موسى أحد أعمدة مهرجان جرش وضيفته المواظبة: «أنا المحترقة/ ببرد وحشتي/ نفخت في الجمر الأثير ماء السماء/ فما نطق الغمام مطراً/ فقدت ناري/ أعيش، عنصري المفقود/ تحاصرني الحدب أمام كل زرقة ضاحكة».

بين الشعراء المشاركين: لاس سوديربيرغ (السويد)، أنجيلا غارسيا (كولومبيا)، كييكو كوما (اليابان)، هدى أبلان وحسن اللوزي (اليمن)، آمال موسى ويوسف رزوقة (تونس)، الياس لحود ومحمد علي شمس الدين (لبنان)، محمد أبو دومة وفاطمة ناعوت وأحمد الشهاوي (مصر)، رشا عمران وتوفيق محمد وعادل القرشولي (سوريا)، غسان زقطان (فلسطين)، أحمد العجمي (البحرين)، ريم قيس كبة (العراق)، حسن نجمي (المغرب)، سيف الرحبي (عمان)، ميسون صقر (الإمارات).

وهناك أيضاً الشاعر البوسني زلهاد كلوتشنين الذي حمّلنا من حزنه أكثر مما نحتمل. لكنّه لم يبخل بشعريته على الأمسيات البائسة: «كدت أقول إن الكلب فضي/ البدر ذهبي/ ولكنه يجعل فضة كل ما تحته/ وفي تلك اللحظة يبدأ إلقاء القنابل/ فأشعر أنّ شيئاً ناعماً وكثيف الشعر بين رجلي».

ولم تخل الأمسيات من الطرائف أيضاً: عبدالله باشراحيل استغل وقوفه على المنصة، ليطلب يد الشاعرة السورية سهام شعشاعة بتقديم الشمس والقمر مهراً على غرار الأفلام الهوليودية. لكن العروس لم تعلن قبولها والجمهور لم يصفق لتلك الرومانسية البليدة، وانفلتت ضحكة من الشاعرة السورية رشا عمران، فما كان من «الشاعر السعودي» سوى أن وجّه إلى عمران كلمات جارحة. عندها غضب بعض الضيوف مثل إلياس لحود ومحمد علي شمس الدين وعادل قرشولي... وطلبوا من إدارة «مهرجان جرش» أن تتّخذ «الإجراءات اللازمة» تجاه باشراحيل، واصفين ما حدث بـ«الإهانة»، فتم «تسفيره» في الليلة نفسها.

هاري بوتر في ساعة واحدة بمهرجان ادنبره 

أكبر مهرجان للفنون في العالم يختصر رواية هاري بوتر ذات الاجزاء السبعة الى عرض موسيقي ساخر.

يقدم مهرجان ادنبره الوصفة المناسبة للراغبين في الحصول على وجبة أدبية سريعة.

اذا كنت ترغب في التعرف على رواية "أوليفر تويست" للروائي الانجليزي تشارلز ديكنز أو أن تتصفح مغامرات هاري بوتر كلها خلال ساعة واحدة فقط فالحل عند أكبر مهرجان للفنون في العالم والمخصص لجيل ليس من هواة القراءة.

وفي عرض كامل العدد من الاطفال الحريصين على التعليق على كل خطأ يقعان فيه، دمج الممثلان دان كلاركسون وجيف تيرنر الاجزاء السبعة لرواية هاري بوتر للكاتبة البريطانية جيه.كيه. رولينغ في عرض موسيقي ساخر.

ولاكتساب الإلهام جلس كلاركسون وتيرنر في نفس المقهى في إدنبره لكتابة السيناريو الخاص بعرضهما.

وقال تيرنر عن رولينغ التي حولتها روايتها الى أول كاتبة مليارديرة في العالم "هناك مقعد محجوز لها دائما في الصف الامامي في كل عرض (...) أحب أن تأتي ولكن يجب أن أقول اني سأصاب بالرعب اذا رأيت فجأة أنها تجلس هناك".

وشبه كلاركسون نجاح روايات هاري بوتر بنجاح فريق البيتلز الغنائي.

وقال "بوتر هو حمى البيتلز بالنسبة للكتب. مثل البيتلز لا أعتقد أننا سنرى مثل ما حدث مع بوتر ثانية. لم أر كتابا أبدا دفع خمسة آلاف فرد للاصطفاف بمنتصف الليل من أجل شرائه".

وقال كلاركسون "من الجميل أن نقول أننا أتينا ببوتر للناس ولكن الناس هي التي ذهبت اليه أولا الا أنه اذا كان بامكاننا دفع شخص واحد آخر لقراءة الروايات فسيكون ذلك رائعا".

أما آدم لونغ مؤلف "ديكنز بلا توقف-الاعمال الكاملة لتشارلز ديكنز المختصرة" فحقق ما هو أعظم بدمج 35 رواية لديكنز في ساعة واحدة فقط.

وقال لونغ "أتمنى أن يكون عرضنا بمثابة إشارة تضيء الطريق للناس للعودة للمادة الاصلية (...) اكتشفنا جمهورا كبيرا له (ديكنز)".

ناعوت في مهرجان أدنبره

شاركت الشاعرة فاطمة ناعوت في مهرجان أدنبرة الدولي للكتاب في الفترة من السادس ولغاية الثاني عشر من آب (أغسطس)  بدعوة من مكتبة الشعر الاسكتلندية. وشارك معها ثلاثة شعراء من تركيا وفلسطين وجورجيا، إضافة إلي شاعرين من اسكتلندا وأيرلندا. سبقت المهرجان ورشة ترجمة شعرية امتدت أسبوعا ترجم خلالها الشعراء المشاركون قصائد بعضهم البعض إلي لغاتهم الأم عبر لغة وسيطة هي الإنجليزية.

انطلاق موسم اصيلة الثقافي الدولي ال29

ا نطلقت فعاليات موسم مدينة اصيلة الثقافي الدولي ال29 غدا شمالي المغرب باعمال الدورة ال21 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية.

وذكر بيان لمؤسسة منتدى اصيلة التي تنظم هذا المهرجان الكبير برئاسة وزير الخارجية المغربي محمد بنعيسى ان الافتتاح الذي احتضنته مكتبة الامير بندر بن سلطان شهد انطلاق اول ندوة دولية كبرى في الموسم بعنوان (افريقيا واوروبا .. تحديات الواحد ومسؤوليات الآخر) واستمرت اعمالها ثلاثة ايام.

واوضح ان هذا الموسم الثقافي الذي يعد أحد اقدم المهرجانات المغربية والافريقية والعربية وارقاها تميز بمشاركة اكثر من 500 شخص من المفكرين والباحثين والمبدعين والاعلاميين والسياسيين من العرب والأجانب.

واشار ان هذه الدورة شهدت ايضا منح جائزة شعرية افريقية قيمة اطلق عليها (تشيكايا اوطامسي) بحضور عدد كبير من الوزراء والشخصيات الافريقية يتقدمهم السكرتير العام للامم المتحدة السابق كوفي عنان.

وتضمن برنامج فعاليات المهرجان تنظيم (المؤتمر الموسيقي الاول في عالم الاسلام) الذي اقيم على مدى خمسة ايام بمشاركة مجموعة من مفكري وفناني العالم العربي والاسلامي.

كما ضمت فعاليات الموسم العديد من المعارض التشكيلية والدورات الفنية اضافة الى عقد ندوة دولية حول (النخبة المثقفة والفكر السلفي في العالم العربي) ..

ندوة حوارية حول الحوار بين الأديان

لم تعد قضية الحوار بين الأديان والمذاهب والطوائف المختلفة أمرا شرفيا وترفيهيا أو مسألة شكلية لتجميل الصورة المتبادلة بين الأطراف المختلفة، بل أصبح الأمر ـ أمر الحوار ـ ضرورة وجودية أو قضية حياة أو موت بالمعنى الحرفي للكلمات.

ففي ظل أعمال الإبادة بين الملل والطوائف والمذاهب المختلفة في كل أنحاء العالم أصبح الأمر يتطلب وقفة جادة لوقف نزيف الدم والحفاظ على دم الانسان أيا كان دينه أو عرقه أو مذهبه، فالواجب هو الحفاظ على الانسان لأنه ـ أي الانسان ـ خليفة الله على أرضه.

وانطلاقا من هذه الأهمية الوجودية للحوار أقامت اللجنة الثقافية للمنبر الديموقراطي بديوان عبدالله النيباري أخيرا ندوة حوارية مع القس إميل حداد.

في بداية الندوة تحدث محمد بوشهري عريف الندوة عن ضرورة قبول الآخر مهما كان جنسه أو لونه أو دينه، ثم اشار الى أهمية الدين كعامل تقريب واتصال بين أصحاب الأديان والمذاهب المختلفة.

في بداية حديثه أشار اميل الى أهمية وثيقة الحقوق الدينية الصادرة عن جمعية السلام في كاليفورنيا عام 2003 التي نشأت بهدف العمل على التقارب بين الأديان.

وعن الحافز وراء هذه الوثيقة أشار حداد الى ان وجود جرائم الكراهية باسم الدين كان هو الحافز الأساسي وراء إصدار هذه الوثيقة. وأضاف حداد ان بنود هذه الوثيقة خلاصة تصريحات عامة شفوية صدرت عن زعماء وروحيين من مختلف الاتجاهات الدينية بغرض تعزيز الاحترام والتسامح بين اتباع الديانات المختلفة، وكذلك تعزيز حرية الاعتقاد والتعبير حتى نصل الى وضع نهاية لأعمال الانتقام والاضطهاد الديني بين مختلف المذاهب والطوائف والملل.

ثم عرض اميل بعد ذلك لأهم بنود الوثيقة التي تتمثل فيما يلي:

أولا: اعتراف الموقعين على الوثيقة بوجود متطرفين بين اتباع كل دين.

ثانيا: اللجوء الى العنف لتأكيد وجهة نظر دين أو لإجبار الآخرين على اعتناقها أمر مرفوض.

ثالثا: نؤمن بأن لجميع الأفراد والجماعات من مختلف الديانات الحق في ان يعرضوا بشكل سلمي على الآخرين نظرتهم الخاصة بالأمور اللاهوتية أو الانسانية أو الحياة الآخرة.

رابعا: نؤمن بحق كل فرد في الإيمان بأي دين يشاء.

خامسا: لكل انسان، بغض النظر عن انتمائه الديني، أو العرقي أو الوطني الحق في ان يعيش بسلام مع جيرانه مهما كانت معتقداتهم.

سادسا: لاتباع جميع الأديان حق مقدس في ان يشركوا الآخرين في معرفتهم، وان يعيشوا بسلام مع حصيلة هذه المعرفة.

طرح القس لبنود الوثيقة فتح شهية الحضور على مناقشات ثرية وجادة لمختلف جوانب الموضوع.

ففي سؤال وجه الى القس عن الجهات الرسمية الاسلامية التي وافقت على بنود الوثيقة أشار القس الى الأزهر الشريف، حيث وافق شيخه د.طنطاوي على بنود الوثيقة عام 2005 وكذلك وافق رئيس المركز الاسلامي بكاليفورنيا عليها.

دورة عربية مفعمة بالشعر

التئمت بين الثاني والرابع من آب / أغسطس 2007 الدورة الواحدة والعشرون للملتقي الوطني للأدباء الشبان بقليبية في الوطن القبلي.

وكان الموعد مع الجزائرية شادية شقروش في اليوم الاول لتقدم مداخلة حول " الشعر التونسي والشعر الجزائري " دراسة مقارنة، وقدمها الروائي نائب إبراهيم الدرغوثي ثم مناقشة الناقدة قبل تكريمها، في السهرة يستمتع الجمهور بقراءات شعرية لضيوف المهرجان، ومن ثمّة يكون الموعد مع حفل توقيع كتاب " برازيليا كوفي " لأحمد محفوظ الذي تحصلت علي جائزة الكومار الذهبي للرواية المكتوبة باللغة الفرنسية لسنة 2007.

وانطلقت في اليوم الثاني أشغال الورشات، ورشة الشعر التي يشرف عليها الشعراء مجدي بن عيسي ومراد العمدوني ومحمد الحاج علي ومحمد جبنون وشوقي العنيزي وخالد الماجري، وورشة القصة التي يؤطرها محمد عيسي المؤدب وحمدة بن رجب ويحي البطاط وأحمد محفوظ.

في المساء قدم الجزائري بوزيد حرزالله مداخلة بعنوان " أدب الشباب في الجزائر" تشفع بنقاش، ليكون للشبان المشاركين فيما بعد قراءات شعرية علي هامش المهرجان،بعدها القي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين صلاح الدين بوجاه شهادة حول تجربته الإبداعية، ويتمّ تكريمه بالمناسبة.

" قليبية بعيون عربية " ذلك هو عنوان السهرة الشعرية التي يؤثثها ضيوف تونس من خلال قراءات شعرية لكلّ من إبراهيم العريض وعلي الجلاّوي ويحيي البطاط وبوزيد حرزالله وجيلالي نجّاري بمرافقة موسيقية للفنان الزين الصافي.

لغة الطفل العربي في عصر العولمة

  اختتمت بالقاهرة فعاليات مؤتمر «لغة الطفل العربي في عصر العولمة» بالشراكة مع برنامج الخليج العربي لدعم المنظمات الإنمائية والتعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية واليونسكو وبتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية.  

جاءت فعاليات المؤتمر تماشياً مع الأخطار والتحديات التي تواجه اللغة العربية وتحد من تواصل الطفل العربي لتكوين هويته العربية وثقافته اللغوية، وتدعو إلى إصلاح لغوي شامل يمكن الطفل من امتلاك لغة وطنه والعمل على تنميتها في المستقبل. وشارك في المؤتمر تسع دول عربية وسبع دول أجنبية بهدف رصد واقع اللغة العربية في الوقت الراهن داخل المحيطات الاجتماعية المتمثلة في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ودور الثقافة.

وطالب المؤتمر، بضرورة تحديد أهداف اللغة ووظائفها في تشكيل هوية الطفل العربي، بالإضافة إلى إعلاء قيمة اللغة العربية في مجتمع المعرفة، ورصيد السبل والآليات التي تمكنها من التجديد والانفتاح على الثقافات الأجنبية. وتم استخلاص جملة من الأفكار والأطروحات شكلت الجهاز المعرفي والمقاربة البحثية لموضوع المؤتمر من خلال خمسين بحثاً عرضت خلال فعالياته،  

أولها: أن الإصلاح اللغوي لابد أن يتزامن مع متطلبات الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وأن أمتنا تفتقد إجمالاً إلى خطة وسلطة لغوية لا تتناسب مع اللحظة الراهنة من تحديات الأمة، فالإصلاح اللغوي أصبح أمراً ملحاً أكثر من أي وقت مضى، فاللغة ليست قوالب تتضمن معاني بقدر ما تشكل التفكير وتنمية، لذا فإن تنمية الطفل العربي عنصر من عناصر بنية متكاملة تعني بتنمية ثقافة الطفل من خلال حوار مجتمعي يحث الجميع على إعادة التفكير في أطروحاته بغية التأكيد عليها أو تعديلها وتغييرها بالكلية إذا أقتضي الأمر.  

كما استخلصت ورشة العمل الإعلامية برئاسة د. أحمد عكاشة رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي عدة توصيات كان أهمها: اعتماد اللغة العربية لغة رسمية لبرامج الأطفال الإذاعية والتلفازية في جميع بلادنا العربية، وتشجيع الإنتاج التعليمي والترفيهي الموجه للطفل العربي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة على الأداء باللغة العربية الميسرة،بالإضافة إلى توجيه الجهات المعنية بفرض نوع من الرقابة اللغوية على المنتجات الثقافية الموجهة للطفل، دعماً للغة العربية مع إلزام الإعلاميين التحدث بالعربية السليمة على الأقل ببرامج الأطفال وتوجية برامج إذاعية وتليفزيونية متخصصة لتعليم اللغة العربية، وتفعيل الحوار مع أولادها في المهجر وتعليمهم أصول اللغة، بالإضافة لإصدار قانون يمنع استخدام غير اللغة العربية في الإعلانات بكافة أشكالها، خاصة الموجهة للطفل، وأخيراً إنشاء مسابقات للقراءة والكتابة باللغة الفصحى من خلال وسائل الإعلام لتشجيع الأطفال على النطق والكتابة بها.  

شاعران كويتيان يحييان امسية ثقافية شبابية تناولت رؤى فلسفية واخرى عاطفية انسانية

استعرض اثنان من الشعراء الكويتيين الشباب ابداعاتهم الكتابية من خلال اشعارهم التي تناولت رؤوى فلسفية وانسانية في الحياة فضلا عن الصور الفنية وسمو العاطفة التي صاحبت الاشعار.

وجاء استعراض الشاعران عقيل عيدان و عامر العامر في الامسية الثقافية التي اقيمت في رابطة الادباء وادارها القاص والروائي ماجد القطامي.

وقدم الشاعر عامر العامر خمسة نصوص شعرية بدأها ب(الكهوف) ثم (انقسام) و (محاولة اخيرة للخروج) و (تعب الى الامس) واخيرا (اتسلق لغتي) وغلب على هذه الاشعار طابع العاطفة والرومانسية التي عكست سمو وجدانه.

اما الشاعر عقيل عيدان فانه قدم ايضا خمسة من الاشعار استهلها ب (مهمة مقدسة) تلتها (تنوير) ثم (شحاذ) و(كنبي ترجعت عنه العباد) وختم ب (بسيط كصباح الخير).

وتعد ابيات الشاعر انعكاسا لشغفه بالفلسفة وترجمة لفكره الابداعي فحاك بكلماته منها عمق التساؤل والذهول الانساني اذ دارت ابياته في رؤى الانسان ومنطقه واحلامه وهمومه لتخرج بنغم فريد واثر يغوص في اعماق الذات.

وتميز الشاعر عيدان بفن القاء الابيات التي تعكس تحضيره الجيد للاشعار فضلا عن استخدامه اسلوبا تشويقيا في العرض متأنيا في كلامه لكي يتمعن به الجمهور الذي تفاعل معه وابدى تقبله للابيات بكل رحابة صدر وتشجيع.

والشاعر عقيل عيدان هو باحث وكاتب وشاعر حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة الاسلامية والفكر العربي ونشرت له العديد من الدراسات والمقالات الفلسفية والنقدية في الصحف والمجلات الكويتية والعربية .

وصدر لعيدان كتاب (اوجه المكعب الستة) اخيرا وله تحت الطبع كتاب مشترك بعنوان (المرأة الانسان).

اما الشاعر عامر العامر فهو من مواليد 1978 وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة الكويت وفاز بالمركز الثاني في مسابقة الفنان صالح الحريبي للشعر .

يذكر ان هذه الامسية اقيمت ضمن المهرجان الصيفي الثقافي الثاني الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة.

أمسية لسحر التركواز

أقامت الروائية والقاصة المصرية مي خالد أمسية نقاشية لروايتها الصادرة عن دار شرقيات "سحر التركواز" وذلك في مكتبة "كتب خان" في منطقة المعادي، وتبع الأمسية توقيع علي الرواية لجمهور الحاضرين.

وتناولت خالد ظروف كتابة الرواية واجواء شخصياتها وكيف تسني لها التعرف عليهم سواء من داخل المجتمع أو من الخيال. وتفاوتت آراء الحاضرين حول القيمة الابداعية التي أنجزتها مي خالد في (سحر التركواز) وأكد بعض الحاضرين علي تركيزها علي اللغة المعاصرة في السرد الروائي والثناء علي أدواتها والسيطرة علي تحرك شخوصها.

الكندري.. للتجليد والزخرفة مدلولات تاريخية ومكانية في المخطوط العربي

قال الباحث والاختصاصي في المخطوطات العربية عبدالله الكندري ان للتجليد والزخرفة في المخطوط العربي مدلولات تاريخية زمانية ومكانية.

واستعرض الكندري في محاضرة ألقاها  في الامانة العامة للمجلس الوطني للثقافة ضمن المهرجان الصيفي الثقافي الثاني الذي نظمه المجلس السمات الحضارية للمخطوط العربي مركزا بنوع من التفصيل على الاختام الوقفية وخطوط العلماء فضلا عن (السماعات العلمية) في المخطوط العربي.

واضاف "ان نوعية الخطوط تشير الى التطور الحضاري للمخطوط العربي كما ان هناك قيود البيع والشراء على طرز المخطوط واشارتها الثقافية" .

واوضح باستعراضه للسمات ان اختام الوقف والتمليك تعتبر صورة حضارية خاصة بالمخطوط العربي كما ان السماعات المذكورة في اول المخطوط واخره واحيانا بداخله لها دراساتها العلمية الخاصة بثقافة المجتمعات التي مرت بها .

واكد ان الفوائد المذكورة على اغلفة المخطوطات وفي نهاياتها عادة تكون مادة علمية مفيدة لكثير من الباحثين .

وشرح الكندري بعضا من الاختام الوقفية كوقف محمود خان بن مصطفى شاه المظفر وابراهيم باشا ووقف شيخ الاسلام السيد فيض الله افندي وخمسة اختام وقفية اخرى .

كما استعرض (خطوط العلماء) كخط الامام ابن ناصر الدين الدمشقي وخط الامام الكتبي والامام الشوكاني والامام المزي والامام الصفدي والعديد من العلماء المسلمين .

وافاد ان الغرض من استعراض خطوط العلماء هو معرفة نوعية الخطوط في تلك الفترة كالخط الكوفي او الرقعة او الديواني والعديد من الخطوط العربية المتميزة.

واشار الكندري الى فوائد (السماعات العلمية) في المخطوط العربي موضحا ان السماع هو اذا قرأ تلميذ كتابا على شيخه فانه قد يقرأه في مجلس واحد اذا كان الكتاب صغيرا فيكتب الشيخ في اخر الكتاب السماع وهو (ان الطالب الفلاني يسميه قد سمع علي هذا الكتاب او قرأه علي بحضور جماعة من الاعيان ويسميهم و يكتب تاريخ السماع ويضع توقيعه وختمه ليصادق على صحة القراءة.

وافاد الكندري ان ثمة فوائد للسماعات أهمها توثيق نسبة الكتاب لمؤلفه وتوثيق اسمه بسماع الأئمة له و قراءته على الشيوخ الكبار و منها اثبات سماع الشيوخ للكتب و صحة اسانيدهم بها فضلا عن فائدته في ايضاح الفترة الزمنية والمكان والمناسبة التي كتب فيها السماع.

«أصوات المتوسط» ترتفع قصائد وموسيقى في مدينة لوديف الفرنسية

لم يكن ممكناً هذه المرة تغطية مهرجان «أصوات المتوسّط» الذي تحتضنه كل عام مدينة لوديف الفرنسية، أثناء فترة حدوثه. فالدورة العاشرة كانت احتفالية متكاملة في كل محطاتها، وبالتالي كان لا بد من متابعة تطوّراتها حتى النهاية لتقويم الجهد المبذول ونتائجه.   

وتجدر الإشارة أولاً إلى أن الطابع الاحتفالي للمهرجان لا يبرره فقط مرور عشر سنوات على وجوده، ولكن أيضاً وضعه انطلاقاً من هذا العام تحت رعاية «يونسكو»، الأمر الذي يعني اعتراف هذه المؤسسة المرموقة بقيمته الشعرية، وبالتالي دعمه معنوياً ومادياً. ويأتي هذا التطوّر المهم في تاريخ المهرجان في سياق تحرّك الكثير من الشخصيات الشعرية المتوسطية العام الماضي لردع رئيس المقاطعة جورج فريش من تقليص موازنته. وجاءت كلمتا الشكر اللتان وُجّهتا إلى الشاعر صلاح ستيتيه من رئيس بلدية لوديف النائب روبير لوكو ومديرة المهرجان مَيتي فالِس بلاد أثناء حفلة الافتتاح، لتبيّن من كان وراء هذا الانجاز النبيل.

الأمر الثاني الملاحَظ في هذه الدورة الاستثنائية هو التغطية الإعلامية الكبيرة التي حظي بها المهرجان مقارنة بالدورات السابقة، وتجلت في عشرات المقالات الفرنسية وغير الفرنسية وفي برامج بث مباشر لإذاعات وقنوات مهمة مثل «فرانس كولتور» و «قناة فرنسا الثالثة»، اضافة إلى تصوير فيلم وثائقي حول المهرجان بإشراف المخرج المعروف ريمي سوتي تناول فيه نشاطات المهرجان ككل، وركّز على القراءات ومداخلات التي قام بها الشاعران الفلسطيني غسان زقطان والإسرائيلي روني سوميك في مقابلة غير مباشرة نتج منها تقاربات مثيرة في المسارين والمواقف.

ولأن هذه الدورة هي احتفال بأعوام المهرجان العشرة، دعي شعراء شاركوا في الدورات السابقة مع شعراء مدعوين للمرة الأولى. ومن أصل 89 شاعراً متوسطياً، كانت حصة العرب 28 شاعراً هم: حبيب تنغور وأبو بكر زمّال من الجزائر، أحمد الملا وريم فهد من السعودية، سوسن دهنيم من البحرين، أحمد طه وهدى حسين من مصر، ميسون صقر من الإمارات (تغيّبت لأسباب شخصية)، سرغون بولص وسعدي يوسف من العراق، زياد العناني من الأردن، وديع سعادة وعباس بيضون وصلاح ستيتيه وفينوس خوري غاتا من لبنان، عبدالفتاح البيشتي وأبو قاسم المزدوي من ليبيا، محمد بنيس ومحمود عبدالغني من المغرب، زاهر الغافري من عمان، وخيري منصور وغسان زقطان من فلسطين، نزيه أبو عفش ورولا حسن وصالح دياب من سورية، محمد الغُزّي ومنصف غانم وعبدالرزّاق ساحلي من تونس.

ومن بين الأصوات العربية التي كان لها وقع قوي في لوديف: وديع سعادة الذي حضر بقصائد ذات طابع مسارّي يختلط فيها الواقع بالخارق في شكل حلمٍ وتفضي دائماً إلى ومضاتٍ شعرية جميلة، وسرغون بولص الذي تميّز بحضوره «المغناطيسي» وبقصائد سوداء تشكّل مأساة العراق مسرحها الدامي، وهي كناية عن أوراق نعيٍ للإنسان العراقي والضمير في العالم.

ولم تكن قصائد غسان زقطان أقل سوداوية من قصائد بولص، وإن كانت أقل مباشرة وأكثر إيحائية. وقد وقعت على كاهل هذا الشاعر مهمة الإجابة عن أسئلة المخرج سوتي أثناء تصويره الفيلم المذكور، فتميّز بهدوءٍ ورقةٍ واعتدالٍ حتى عندما كانت الأسئلة تمسّ جروحاً ما زالت مفتوحة وذكريات ما زالت حيّة. عباس بيضون الذي قرأ قصائد من كتابه الصادر حديثاً في باريس بعنوان «مدافن زجاجية» (دار أكت سود)، أسر جمهوره بمداخلاته الشعرية المثيرة وطريقة تعبيره المرحة والبليغة في آنٍ واحد. وسجّل زاهر الغافري أيضاً حضوراً مميزاً بقصائده الصورية الشفافة والمشدودة كخيط حريرٍ فوق هاوية.

أما المفاجأة العربية فجاءت من أحمد الملا الذي أطل بقصائد نثر قوية يتوجه فيها إلى الخالق بجرأةٍ كبيرة انطلاقاً من واقع الإنسان المرير، وكذلك من مواطنته ريم فهد التي تميزت بطريقة إلقائها الحارّة والمؤثّرة لقصائدها التي تشكّل صداً لجسدها ورغباتها وهواجسها الكثيرة...

وعلى مستوى الشعر العربي الفرنكوفوني، تمكّن صلاح ستيتيه وفينوس خوري غاتا من اجتذاب جمهور كبير إلى قراءاتهما وحواراتهما. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الشعر الفرنسي الذي كان حاضراً بقوة في المهرجان.

وكالعادة، توزّعت النشاطات الشعرية على ساحات المدينة وحدائقها وضفتي نهرها، مع إضافة أماكن جديدة لهذه النشاطات وإدخال ترتيبات حديثة عليها لتسهيل الاتصال العفوي بين الشعراء وجمهورهم. وعلى خلاف الدورات السابقة، لعب معرض الكتـاب الشعـري الذي يُنظم كل عام خلال فترة المهرجان دوراً لافتاً يترجم بوعودٍ بالنشر لعددٍ من الشعراء المدعوين وبحفلات توقيع دواوين شعرية كثيرة.

أما أمسيات المهرجان فضجّت بالأعمال الفنية، بمعدل ثلاث حفلات كل مساء، لأهم المغنّين والفرق الموسيقية والمسرحية مثل سافو المغربية - الفرنسية وفيكتوريا أبريل الفرنسية ورولا سفر اللبنانية وبيبي مارتينز الأسباني وتيريزا سالغيرو البرتغالية...

وكما في كل تظاهرة في هذا الحجم، حصلت بصفة ارباكات إن في عملية التنظيم أو في سلوك بعض الشعراء، ما لبثت أن انخسفت مثل كل مرة أمام كثافة نشاطات المهرجان وأهميته البالغة. فإلى جانب الفرصة الفريدة التي يوفرها المهرجان للشعراء المتوسطيين للتعرّف بعضهم على بعض خلال فترة طويلة نسبياً، علينا ألاّ ننسى أنه المهرجان الوحيد في العالم الذي تتم فيه كل سنة ترجمة الشعراء الأجانب المدعوّين، إلى اللغة الفرنسية، الأمر الذي يسمح بإيصال أصواتهم إلى الجمهور ويؤمّن لهم تفاعلاً أكبر مع هذا الجمهور على المستويين الشعري والإنساني.

ندوة دولية عن الحقوق اللغوية

دعا أكاديميون من 15 دولة الي الاعتراف بخصوصيات الأقليات الدينية والعراقية واللغوية، مشددين علي ثقافة التنوع واستثمارها في تحقيق المواطنة المشتركة.

جاء ذلك في جملة من التوصيات أطلقها أكاديميون وباحثون في ختام ندوة لهم عقدت بمدينة سبها الليبية، ألف كلم جنوب طرابلس، تحت رعاية "المركز العالمي للدراسات وابحاث الكتاب الاخضر" ناقشوا خلاله أكثر من 30 بحثاً علمياً.

ودعا المشاركون في الندوة الدول التي تعاني من مشاكل الأقليات إلي ضرورة تشجيع الحوار الوطني لادماج الأقليات في العملية السياسية ومشاركتها في مؤسسات المجتمع لتدعيم الولاء الوطني.

وأكدوا في هذا السياق علي أن تخلف أي فئة في المجتمعات ينعكس سلبا علي التنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية.

وتركزت أعمال الندوة التي اطلق عليها "الندوة الدولية العلمية حول قضايا الأقليات والعولمة" علي مدي ثلاثة أيام علي التعريف بقضايا الأقليات في العالم وابراز قضاياها المشتركة وتحديد أنواعها ومدي اندماجها في تجمعاتها.

وشارك في الندوة اكاديميون وباحثون من مصر،المغرب،الجزائر، قطر، البحرين، موريتانيا، ايرلندا، تركيا، الهند، جنوب افريقيا، غانا، بنغلاديش، سريلانكا، ايران، نيجيريا وليبيا.

لندن:الآثار العراقية-ماضي وحاضر ومستقبل

استضافت رابطة الاكاديميين العراقيين في بريطانيا البروفيسور روجر ماثيو من جامعة لندن قدم محاضرة بعنوان «الآثار العراقية ـ ماضي وحاضر ومستقبل» في مبنى كلية الجامعة في غاور ستريت.

سينما ومسرح

حرب العراق تهدُر في مهرجان فينيسيا السينمائي

شهدت الدورة الحالية لمهرجان فينسيا هذا العام عرض فيلمين عن حرب العراق وتأثيرها على المجتمع الاميركي من بين 22 فيلما تعرض في المسابقة الرسمية في ظل حضور طاغ للسينما الاميركية.

وانتظر جماهير المهرجان فيلم "في وادي ايلة" للمخرج بول هيجيس وبطولة تومي لي جونز وسوزان ساراندون وتشارليز ثيرون. وتدور أحداث الفيلم حول أحداث حقيقية لواقعة مقتل جندي أميركي شاب عاد الى وطنه من العراق.

ونافس فيلم هيجيس فيلم المخرج براين دي بالما "منقح" الذي يروي قصة وحدة عسكرية أميركية تسيء معاملة أسرة عراقية كما يتناول الفيلم التغطية الاعلامية للحرب.

وقال معلقون ان السرعة التي انتقلت بها أحداث الصراع في العراق الى شاشة السينما تعكس معارضة هوليوود للحرب على العراق والتقدم العلمي الذي جعل من عملية انتاج الافلام السينمائية مسألة أكثر سهولة لكن البعض مازال يفضل الانتظار.

وقال جاي فايسبرج الناقد في مجلة فارايتي "الافلام التي عرضت  تتسم برد فعل انفعالي فوري. ولكني مهتم أكثر بالافلام التي ستتناول حرب العراق بعد 15 عاما".

كما عرض في المهرجان فيلم "مايكل كلايتون" بطولة جورج كلوني والذي يقوم بدور وسيط يقوم بالاعمال غير المشروعة لشركة كبيرة والفيلم الايطالي "الحلو والمر" وتتناول أحداثه المافيا الايطالية والفيلم المصري "هي فوضى" الذي يتناول عنف الشرطة المصرية.

والمهرجان الذي يستمر حتى الثامن من الشهر المقبل من أهم المهرجانات العالمية للسينما ويعد مقدمة لتوقعات ترشيحات جوائز الاوسكار في فبراير شباط المقبل.

وتهيمن اللغة الانجليزية على المنافسة هذا العام على غير العادة بستة أفلام من انتاج أميركي وأربعة انتاج بريطاني.

وانتقد الناقد لي مارشال غياب سينما أميركا الجنوبية وجنوب افريقيا وبعض مناطق اسيا عن المهرجان الرسمي. 

«عرج السواحل».. أداء تمثيلي بديع في مهرجان دبي لمسرح الشباب

  ازدانت الأمسية الخامسة من فعاليات الدورة الأولى لمهرجان دبي لمسرح الشباب، بعرض مسرحية «عرج السواحل» تأليف سالم الحتاوي وإعداد وإخراج حمد الحمادي، وهي حصاد الورشة الثالثة لفنون التمثيل والإخراج في مجلس دبي الثقافي.  

وكان الحضور الحاشد الذي تابع مسرحية «عرج السواحل» حتى نهايتها، دلالة واضحة على المستوى الفني العالي للعرض الذي لعب فيه كل من: مروان عبدالله (عتيق)، وأشجان(قماشة)، وناجي جمعة (جابر السواحلي)، وسعود عبد الرحيم(يعقوب)، وعبدالله أنور(سالم).  

تتناول «عرج السواحل» حكاية رجل يعيش في وهم الماضي، متغنياً بأمجاد أجداده في مواجهة الاستعمار الانجليزي، مستنكفاً عن التواصل مع واقعه الذي يعيشه، وكأنه يرى في الماضي رافداً لاستمراره في الحياة.  

وتعيش شخصية «عتيق» التي يجسدها مروان عبدالله ازدواجية، تتمثل في خوضها عراكاً مع الوهم ، رافضة التناغم مع محيطها الاجتماعي، لذا نراه في صراع دائم مع زوجته «قماشة» (تجسد دورها الممثلة أشجان)، التي تميز أداؤها بتقنية عالية، وأظهرت رشاقة وسلاسة في التنقل بين المشاهد على الخشبة.  

كانت «قماشة» تحث «عتيق» على الانخراط في المجتمع ، وكان يجيبها بإصرار أنه من سلالة قاومت الإذلال والإذعان للمحتل ويرفض العمل اليومي.. هكذا تعيش شخصية «عتيق» خوفاً مرضياً من المستبد، ونراه يحاول التخلص من هذا الشعور بالإنصات إلى «جابر السواحلي» (يجسد شخصيته ناجي جمعة).  

والذي يخبره عن «تعويذة» أو شيئاً ما من السحر والشعوذة ، ربما يساعدانه في التصدي للمستبد المحتمل.عارضاً عليه ذلك مقابل مبلغ من المال. وهنا تتعقد المشكلة لدى «عتيق» الذي يقرر الاستيلاء على مصاغ زوجته ويعطيه لـ «جابر السواحلي» مقابل هذه «التميمة»، وبعد عراك مع زوجته يتمكن «عتيق من تحقيق مراده، وينجح في الحصول على «التميمة».  

ولكن حين يجتاح الرجل المستبد «يعقوب» (يجسد شخصيته سعود عبدالرحيم) دارته، مهدداً إياه بالاستيلاء على أملاكه، يهرع «عتيق» نحو تعويذته محاولاً استخدامها للدفاع عن دارته، واندفع نحو المكان الذي طمرها فيه محاولاً استخراجها، متحدياً تهديد «يعقوب» الرجل المستبد، وإزاء ذلك لا يتورع «الأخير في اقتحام الدار والاعتداء على «قماشة» زوجة «عتيق» الذي لم يحرك ساكناً .  

وفي الطرف الآخر يحاول الابن «سالم» (يجسد دوره عبدالله أنور) الدفاع عن والدته من دون أن يفلح في ذلك، فيستكين أمام عجزه، ويعمد إلى ارتداء معطف الأب، وتقمص شخصيته متغنياً بماضيه الغابر وناسياً والدته وهي في قبضة المستبد تصرخ ولا من يغيثها.  

إن المشهد الدرامي الذي ختم به المخرج حمد الحمادي مسرحية «عرج السواحل» إنّ دل على شيء فهو يدل على حالة الانفصام التي يعيشها «عتيق»، رافضاً المضي في هذا المستقبل، أو الانخراط فيه، فشخصية «عتيق» لا تجد حلاً في الخروج من التأزم أو مواجهة انكسارها سوى بالاستعانة بالتعويذات القديمة، هذا إن دل على شيء فإنه يشير إلى إصرار «عتيق» في العيش في ماضيه، متناسياً وجود الحاضر بتسلطه، وكأن الحلَّ يأتي بقوى خرافية تسيره، ولا تمت بصلة إلى الواقع من قريب أو بعيد.  

ظهرت العملية الإخراجية في مسرحية «عرج السواحل» محكمة ومتينة في كثير من مشاهد العرض، وكان الملفت التعامل مع الموسيقى في السياق المشهدي، والذي أراد منه المخرج حمد الحمادي إضفاء إيقاع حاسم لصالح المشهد الدرامي. ولعل التوظيف المتقن في التعامل مع السلم الموسيقى في المقطوعات المنتقاة ضمن «عرج السواحل»، جاء حاسماً لمصلحة النص، وهذا ما خدم العرض مضفياً عليه نكهة خاصة.

مهرجان البندقية يحتفي بافلام مدهشة ومبتكرة في ذكرى تاسيسه

حرب العراق تنتقل الى فينيسيا في فيلم في وادي ايلاه

 احتفلت البندقية بمرور 75 عاما على تاسيس مهرجانها السينمائي فتعرض في هذه المناسبة مجموعة مميزة من 75 فيلما وصفها المدير الفني ماركو مولر بانها "مدهشة ومبتكرة" وتضم اخر افلام بعض كبار المخرجين.

وافتتح المهرجان  بفيلم "الاستغفار" (اتونمنت) للمخرج البريطاني الشاب جو رايت (35 عاما) والمقتبس عن رواية للكاتب البريطاني ايان ماك ايوان من بطولة الممثلتين كيرا نايتلي وفانيسا ريدغريف.

ويختتم المهرجان في الثامن من ايلول/سبتمبر بمنح جائزة الاسد الذهبي الخاصة الى المخرج الايطالي برناردو برتولوتشي البالغ من العمر 66 عاما.

ويتنافس 22 من الافلام التي ستعرض في المهرجان للفوز بالاسد الذهبي وتضم المجموعة 11 فيلما وثائقيا تعرض في قسمي "آفاق" المخصصين للاعمال الاكثر ابتكارا.

وقال ماركو مولر في نهاية تموز/يوليو "اعتمدنا في اختيارنا معيار الافلام المدهشة والمبتكرة"، وقد شاهد على حد قوله 3120 فيلما قبل ان يختار مجموعته الرابعة هذه.

ويمزج مهرجان البندقية الرابع والستون، حيث الغي المهرجان في بعض السنوات ولا سيما خلال الحرب العالمية الثانية، ما بين المواهب الشابة والمخرجين الكبار امثال وودي آلن الذي يشارك بفيلمه الاخير "حلم كاساندرا" (كاساندراز دريم) وكلود شابرول بفيلمه "الفتاة المشطورة" (لا فيي كوبيه آن دوه) وكلاهما خارج المسابقة، فضلا عن بعض الاسماء اللامعة منها بيتر غريناواي وبراين دي بالما وكن لوتش.

وتعالج بعض الافلام موضوع الحرب ومنها فيلم براين دي بالما "ريداكتد" وهو وثائقي يسرد بعض وقائع الحرب على العراق ومنها حادثة اغتصاب جنود اميركيين فتاة عراقية وقتلها مع ثلاثة من افراد عائلتها، وهي قضية اثارت استياء شديدا في الولايات المتحدة وحوكم في اطارها اربعة عسكريين.

كذلك تحضر الحرب على العراق في فيلم ثان من اخراج بول هاغيس وهو بعنوان "في وادي ايلاه" (اين ذي فالي اوف ايلاه) ويروي قصة عسكري يجسده الممثل تومي لي جونز يحقق في اختفاء ابنه الذي استدعي الى الجبهة.

وتحضر الولايات المتحدة في المنافسة بشكل واسع حيث يقدم وس اندرسون فيلمه "ذي دالجيلينغ ليميتد" وتود هاينز فيلم "لست هناك" (آيم نوت ذير) وتوني غيلروي فيلم "مايكل كلايتون" واندرو دومينيك فيلم الوسترن "مقتل جيسي جيمس بيد روبرت فورد الجبان" (ذي اساسينايشن اوف جيسي جيمس باي ذي كاورد روبرت فورد) حيث يجسد النجم براد بيت دور جيسي جيمس احد اشهر الخارجين عن القانون الاميركيين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

ومن المخرجين الاوروبيين المشاركين البريطانيان كينيث براناه الذي يعرض خارج المنافسة فيلمه "الناي السحرية" (2006) وضمن المنافسة فيلمه "سلوث" من بطولة مايكل كاين وجود لو، وكن لوتش الذي يعرض للمرة الاولى فيلمه الجديد "عالم حر" (ايتس اي فري وورلد)، فيما يشارك من ايطاليا اندريا بوربوراتي وباولو فرانتشي وفيتشنزو مارا.

ويعرض المخرج الفرنسي اريك رومير البالغ من العمر 87 عاما فيلم "حب استريه وسيلادون" (لي زامور داستريه ايه دو سيلادون) المقتبس عن رواية "لاستريه" للكاتب اونوريه دورفيه من القرن السابع عشر.

وتحضر القارة الاسيوية من خلال الياباني تاكاشي ميكي والتايواني لي كانغ شنغ والصيني جيانغ ون فيما يعود التايواني آنغ لي بعد ان فاز بالاسد الذهبي عام 2005 عن فيلمه "جبال بروكباك".

وتتألف لجنة التحكيم لهذا المهرجان الخاص هذه السنة من مخرجين حصرا بينهم كاترين برايا وايمانويلي كرياليزي واليخاندرو غونزالس ايناريتو وبول فرهوفن، برئاسة تشانغ ييمو الفائز باسدين ذهبيين في التسعينات.

وشهد مهرجان البندقية العام الماضي انشاء مهرجان منافس كان مهرجان روما الاول الذي حضرته مجموعة من النجوم وخصصت له ميزانية وصلت الى عشرة ملايين يورو.

وسيجتذب مهرجان روما الذي يجري هذه السنة ما بين 18 و28 تشرين الاول/اكتوبر بعض الاعمال السينمائية الملفتة التي يترقبها الجمهور والنقاد ومنها "شباب بلا شباب" (يوث ويذاوت يوث) الذي صوره المخرج فرانسيس فورد كوبولا في ايطاليا بعد غياب استمر عشر سنوات و"النفس الثاني" (لو دوزيام سوفل) للمخرج آلان كورنو من بطولة دانيال اوتوي ومونيكا بيلوتشي.

فيلم يحكي عن هاجس مكان الدفن لدى الفلسطينيين 

عرض للمرة الأولى   على مسرح القصبة برام الله في الضفة الغربية فيلم تسجيلي بعنوان "ظل الغياب" يحكي عن هاجس مكان الدفن وحلم الفلسطيني بالعودة ولو ميتا إلى أرض الوطن.

وقال مخرج الفيلم الفلسطيني نصري حجاج إنه اختار أن يكون العرض الأول في 29 أغسطس/آب الجاري في رام الله "لأهمية المكان ولمناسبة الذكرى العشرين لاغتيال الرسام الكاريكاتيري الفلسطيني ناجي العلي"، وهو من أهم الفنانين الفلسطينيين الذي تميز بالنقد اللاذع في رسومه التي تقدر بأكثر من أربعين ألف رسم.

لاجئون حتى بعد الموت

وتابع حجاج أن فيلمه "حاشد بشخصيات وأحداث تركت بصماتها على امتداد الوجع الفلسطيني في محاولة لفضح جبن دولة إسرائيل التي تخاف حتى من الموتى".

وكانت فكرة الفيلم الذي استغرق التحضير له خمس سنوات خامرت المخرج حين وطئت قدماه للمرة الأولى أرض أهله في قرية الناعمة في منطقة الجليل في 1999.

وأوضح حجاج أن "وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات شكلت الحدث البارز الذي يصب في عمق موضوع الفيلم على خلفية الأسئلة الكثيرة التي أثارها موته ومكان دفنه".

وأشار إلى أن "الفلسطيني يظل لاجئا حيا وميتا طالما تمنعه الإجراءات الإسرائيلية حتى من تشييد قبر فوق أرض الوطن".

حق إنساني

ورأى أن "مكان الدفن حق إنساني يجب أن يسلط عليه الضوء وفهم أبعاد هذا القانون الجائر الرافض لتمكين الفلسطيني من بعض الأمتار ليرقد فيها إلى الأبد".

وكانت المشاهد الأولى من الفيلم التقطت نهاية 2003 بتصوير قبر ناجي العلي بلندن حيث اغتيل على يد مجهول في 1987، ثم توقفت عملية التصوير "لأسباب مادية" قبل أن تستأنف بعد وفاة عرفات في نوفمبر/تشرين الثاني 2004. 

ونقلت كاميرا حجاج لقطات من الجنازة الرسمية التي أقيمت لعرفات والقبر الذي يرقد فيه في المقاطعة في رام الله.

وتجولت كاميرا المخرج في عدة دول عربية وأوروبية لتنقل شهادات حية عن معاناة الفلسطينيين في البحث عن مكان لدفن موتاهم.

كما ينقل الفيلم لقطات لقبري أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري المدفون بالأردن وممثل المنظمة بأوروبا الغربية محمود الهمشري الذي اغتاله جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) في العاصمة الفرنسية في 1973 ودفن فيها.

17 منتجا للأفلام القصيرة يبحثون الصور المشوهة للإسلام

عقد في طهران  الاجتماع الأول لاتحاد منتجي الأفلام القصيرة في الدول الإسلامية بهدف إيجاد آليات لنقل صورة حقيقية عن الإسلام غير تلك التي يروج لها الإعلام الغربي.

وحضر في هذا الاجتماع 17 مشاركا يمثلون دولاً إسلامية هي الإمارات ولبنان وفلسطين وباکستان وتونس وقرغيزستان وسوريا والکويت وأفغانستان والسودان وطاجيكستان والبوسنة وتركيا وكزاخستان وأوزبکستان بالإضافة إلى ممثل قناة الجزيرة الوثائقية في قطر عباس أرناؤوط وناصر علي باكيده المدير الإجرائي لمنتدى سينما الشباب في إيران.

وقال باكيده إن الهدف الأساسي للاتحاد هو التصدي للصور والتصورات غير العادلة وغير الصحيحة التي يتم ترويجها من قبل الإعلام الغربي عن الإسلام.

وأضاف أن الإعلام الغربي يواظب على تقديم صورة خشنة ومروعة عن الإسلام والمسلمين، موضحا أن هذا الاجتماع سيركز بشكل أساسي على بحث وتدوين الميثاق التأسيسي للاتحاد، تمهيداً للعمل على تحقيق الأهداف التي وجد من أجلها هذا التجمع.

 يذكر أنه جرى طرح "مشروع اتحاد منتجي الأفلام القصيرة في الدول الإسلامية" للمرة الأولى خلال جلسة مشتركة حضرها ممثلون عن عدد من الدول الإسلامية، أقيمت بالتزامن مع المهرجان الدولي الحادي عشر للأفلام القصيرة في طهران عام 2006.

وبحثت تلك الجلسة مشروع الاتحاد حيث تمت الموافقة بالأكثرية على المشروع, إلا أن تحويل هذا المشروع إلى واقع وإجازة نظام داخلي للاتحاد لا يزالان قيد التنفيذ. 

وثائقي فلسطيني يستعرض برمزية العلاقة مع الإسرائيليين

قدمت المخرجة الفلسطينية الشابة عزة الحسن فيلما وثائقيا جديدا بعنوان "دايما اتطلعي بعيونهم", في مسعى لتقديم صورة للعلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

ويفتتح الفيلم الذي بدأ عرضه  على مسرح وسينما القصبة في رام الله بالضفة الغربية, بمقطع من قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش "هو أنت ثانية ألم اقتلك". 

ويصنف العمل ضمن أفلام "سينما الكاتب" (نوع من الأفلام الوثائقية), وهو يسلط الضوء على قضايا متعددة تتمحور جميعها حول علاقة الحوار الفلسطينيي الإسرائيلي. 

وتقول عزة إن الفيلم ليست له رسالة محددة, "أنا أقدم مشاهد وأترك للجمهور حرية اختيار الرسالة التي يرى أن الفيلم يعبر عنها". ويتنقل الفيلم في استعراضه للعلاقة الفلسطينية الإسرائيلية بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وبيروت. 

وتبدأ الحكاية من قصة للكاتب الفلسطيني المعروف أميل حبيبي التي تروي قصة فلسطيني كان يريد الهجرة عام 1948، ولكنه قرر العودة الى منزله ليجد يهوديا ألمانيا يريد أن يسكنه، ويلتقى الاثنان في المنزل وبعد صمت طويل استمر ساعات يرحل اليهودي عن المنزل. 

يتحول الفيلم بعد ذلك إلى لبنان حيث يوجد عدد كبير من الفلسطينيين الذين هاجروا إليه بعد حرب عام 1948 ليبدأ الحديث هناك عن جاسوس إسرائيلي عاش وسط الفلسطينيين على هيئة متسول وعند الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 انضم إلى الجيش الاسرائيلي.

وجه آخر

وتعتقد عزة بأن أهمية الفيلم تكمن في رمزيته. فهي تعرض وجها آخر للعلاقة الفلسطينية الإسرائيلية من خلال تصوير حوار حقيقي بينها وبين جندي إسرائيلي على إحدى البوابات المقامة على جدار الفصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية ليتمكن سكان قرية جيوس الفلسطينية من دخول قريتهم والخروج منها. 

ويرافق المخرجة في تصويرها للعديد من المشاهد في القرية طفل فلسطيني يبدو أنه لا يتجاوز العاشرة من عمره ليكون بطل الفيلم, وقالت عزة في هذا الصدد إن الصدفة هي التي جمعتها بهذا الطفل الذي بدا مدركا للأمور أكثر من الكبار حسب قولها. 

وأثار أحد المشاهد التي أداها هذا الطفل بتلقائية كبيرة جدلا واسعا عندما تحدث بالعبرية مع كلب صغير الحجم, وعند سؤاله لماذا يتحدث إليه بالعبرية قال إن الكلب تربى عند مستوطن يهودي وهرب من عنده. ويضيف أن الكلب يتحدث إليه كثيرا بالعبرية ولكنه لا يفهمه، للكن الكلب يفهمه عندما يخاطبه بالعبرية. 

وأعطت مخرجة الفيلم مساحة للفلسطينية ليلى خالد التي ارتبط اسمها بعمليات اختطاف الطائرات عامي 1969 و1970 لتوضح موقفها من هذه العمليات. وعرفت خالد نفسها بانها مقاتلة فلسطينية من أجل الحرية والعدالة في فلسطين والعالم. 

وتستعرض عزة الحسن في فيلمها جملة من المواضيع التي توظفها للحديث عن علاقة الفلسطينيين بالإسرائيليين ومنها ذلك اليهودي المغربي الذي يقوم بإصلاح سيارته عند الفلسطينيين، إضافة إلى كيفية مرور الفلسطينيين عبر البوابات المقامة على الجدار العازل.  

وترى المخرجة أن هناك حوارا دائما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ربما لا يكون بالكلام ولكنه بالإشارة والنظرات وهي كلها أدوات حوار. 

ويختتم الفيلم الذي من المقرر أن يعرض في فرنسا ومصر ولبنان بعرض لأطفال فلسطينيين يلعبون لعبة جنود اسرائيليين وشبان فلسطينيين، تتمثل بمطاردة الجنود للشبان وإلقاء القبض عليهم وضربهم أو إطلاق النار عليهم.  

مهرجان فيلم الهواة بقليبية:

مشاركات من العراق ولبنان وفلسطين

احتضنت مدينة قليبية بالوطن القبلى "80 كلم عن تونس العاصمة" فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الدولى لفيلم الهواة الذى تنظمه الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة بالتعاون مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وذلك من 11 الى 18 اغسطس/آب 2007.

وكانت الهيئة المديرة للمهرجان قد عقدت صباح الاثنين الماضى لقاء صحفيا بفضاء "التياترو" لتسليط الضوء على برنامج الدورة بحضور مدير المهرجان عادل عبيد وعدد من الاعلاميين والسينمائيين الهواة.وتم خلال اللقاء عرض شريط "مسيرة" لهدى الوسلاتى الذى يروى مسيرة هذا المهرجان منذ بداياته ومدته 12 دقيقة، بعد ذلك تولى عادل عبيد تقديم الافلام المشاركة فى مختلف مسابقات المهرجان وهي: المسابقة الدولية وتضم 46 فيلما والمسابقة الوطنية بمشاركة 16 فيلما ومسابقة افلام المعاهد المختصة وتضم 10 افلام.

سينما مناضلة

بعد أن تفتتح الدورة بعرض الشريط البرازيلى "ألفا فيل 2007" لباولينهو كاروزو "16 دقيقة" والشريط الفلسطينى "ياسمين تغني" لنجوى نجار "20 دقيقة "من المنتظر أن تبدأ العروض السينماية المتنوعة والتى تم تبويبها وفق أقسام عدة مثل "السينما المناضلة" و"أفلام المستقبل" وافلام فى القلب فيفاك 2007" بالاضافة الى الافلام التى ستعرض فى اطار المسابقة الدولية والمسابقة الوطنية ومسابقة أفلام المعاهد.

ويضم برنامج قسم "السينما المناضلة" عرض افلام من العراق ولبنان وفلسطين وهذه الأفلام هى "ادرينالين" لفليب سفستر "16 دق" و"يا.. سلام" لعلاء كاتبى "8 دق" و"يا أنا يا حيفا" لشادى سرور "15 دق" و"رحلة جويلية" لوائل نور الدين و"جيش النمل" لوسام شرف "23 دق".

كما تم فى هذه الدورة فى اطار قسم "افلام المستقبل" عرض مجموعة من الافلام القصيرة التى قدمت خلال مهرجان "باريس 2007 سينما" وهو مهرجان يعنى بتشجيع الاقبال على قاعات ودور السينما من خلال استضافة اهم الاسماء والافلام فى العالم.وستعرض الافلام التالية فى اطار قسم "افلام المستقبل": ثقبان اسودان لغرغورى مرزا، الزقاق لألفة بن عاشور، قمر بدوى للويس ايزيكمان، السيد بلوب لاوليفيى غونه، أصابونى بالكراهية لفلورنتين غرليي، وجميعها أفلام فرنسية أنتجت سنة 2006. واختتمت عروض هذا القسم بشريط "امير كوستورتشا، البربرى اللطيف" "23 دق"، بحضور المخرجة مارى كرستين مالبرت.أما الافلام التى ستعرض فى قسم "أفلام فى القلب فيفاك 2007" فهي: "صباح الفل" لمخرج المصرى شريف البندارى و"أولاد الفكرونة" للمخرج التونسى وليد مطار و"سر الترمبيت" للمخرج الاسبانى خافيير فيسر.

  كتابة الحب والذكاء في «آلة بدون هدف»

  عرضت مسرحية «آلة بدون هدف» في مسرح الشارتروز ضمن فعاليات مهرجان أفينيون الحادية والستين وهي من كتابة وإخراج الكاتب الفرنسي جيلدا ميلان .وتدور أحداث المسرحية حول رجل يحاول الكتابة عن الحب والذكاء محاولاً الاستعانة بزملائه، حيث يطلب من كل واحد منهم الإدلاء برأيه حول هذين الموضوعين.  

يبدو هذا العرض مختلفاً عن العروض الأخرى حيث يبدأ في نفس الوقت الذي يستقر فيه المشاهدون على مقاعدهم بحيث أن الإضاءة تبقى مسلطة على الخشبة والصالة. يريد جيلدا ميلان مسرحة التدريبات التي يقوم بها الكاتب عند كتابته لأحد النصوص التي يصعب عليه تحديد ماهيتها بمفرده، حيث إنه يعترف بصعوبة الكتابة عن مواضيع مجردة كالحب أو الذكاء.  

القراءات الأولى للسينوغرافيا تظهر لنا خشبة عارية من أي ديكور وذات أرضية بيضاء اللون، وفي بداية العرض يقوم الممثلون بوضع علب على شكل فراشة ما يلبثوا أن ينتزعوها حتى يتثنى لهم التحرك بحرية على الخشبة. يخرج الممثلون من يمين ويسار الخشبة ليبدلوا ثيابهم تماماً كما يحدث في الكواليس وهنا فهم يتنقلون بين الجمهور ويتحدثون معه على نحو يخلق تفاعل واضح معه.  

تميز أداء الممثلين بحرية الحركة وعدم الثبات ضمن قواعد مسرحية معينة فالعرض بمجمله يدور في فضاءات غير محددة باعتبار أن كل ممثل يتحدث عن مواضيع مهمة يود إعداد عرض مسرحي عنها. ومن هنا فإن العرض يقدم مقاطع من شهادات كل ممثل وحواراته مع الممثلين الآخرين فيبدو كلامه حميمياً ينبع من تجربته الشخصية.  

في فلك هذه الشهادات الذهنية يطلق كل ممثل العنان لذكرياته ويستعين بالممثلين الآخرين الذين يستمعون له بغية أداء بعض المشاهد القصيرة لبرهنة ما يود قوله. يكمن المفتاح الأهم في هذه المسرحية في مد الكلام الذي لا يتوقف والذي ينتقل من ممثل إلى آخر وهنا فإن مفهوم الشخصية يبدو غير واضح بل يمكننا أن نعتبر الممثلين كشخوص متكلمة تبوح بشهاداتها في جو كوميدي يشبه أجواء البروفات المسرحيات وما ينتج عنها من مفارقات مضحكة.  

بدأ جيلدا ميلان مسيرته الفنية كممثل فعمل مع مخرجين كثر مثل فيليب أدريان، ستيوارت سايد، الآن فرانسون، جان بيير فانسان، برنار سوبل... ثم اتجه نحو الكتابة والإخراج منذ العالم 1993 حيث نشر في دار نشر أكتسود «الأول والأخير»، «أوردالي»، «سطوة الهزيمة». في العام 1994 وضمن فعاليات مهرجان أفينيون مثل في مسرحية هنري الرابع لشكسبير من إخراج ستيوارت سايد في عام 2005 أخرج مسرحية «حروب» للكاتب السويدي لارس نورن.

  أشباح «بيدرو بارامو» في السينما الأسبانية 

  يبدأ المخرج السينمائي وكاتب السيناريو الإسباني ماتيو جيل في سبتمبر المقبل تصوير نسخة جديدة من رواية خوان رولفو «بيدرو بارامو»، الأمر الذي يعد مغامرة تنطوي على تعقيدات كثيرة وذلك جراء نبرة الرواية ومناخها المشبع بالخيال والأشباح.   

وأشارت مصادر صحافية إلى أن احد أبطال الفيلم سيكون الممثل الشهير غايل غارسيا، الذي سيشارك في العمل كمنتج متعاون من خلال شركة «كانا فيلم»، التي يملكها مع زميله ومواطنه دييغو لونا.  

منذ بضعة شهور مضت، أكد المخرج الفني المكسيكي ايهينيو كاباييرو( متاهة آلهة الريف) أنه يبحث عن موقع يتمتع بمواصفات كامولا، الذي وضعه رولفو على الخارطة الأدبية للعالم بعبقرية منقطعة النظير.  

وهو مكان خفاق ومفعم بالحياة على غرار ماكوندو، التي أبدعها غابرييل غارسيا ماركيز، أو سانتا ماريا دي أونيتي أو يوكناباتوفا التي أبدعها فوكنر. وجميعها ملتصقة بالطبيعة وتعتمد على التخيل ولها نفس الجذور.  

رولفو استوحى قصته من قرية تدعى «سان غابرييل» من اجل إبداع عالمه الذي يغص بالأشباح، لكن هذه القرية مستنفذة إلى حد كبير بحيث لا تصلح لأن تكون موقعا لتصوير الفيلم، وفقا لما يراه كاباييرو.  

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها مخرج أجنبي بإخراج نسخة من بيدرو بارامو، فالنسخ السابقة اضطلع بها المكسيكيان كارلوس فالو ( 1966) وخوسيه بولانيوس بعد ذلك بعشر سنوات، وسلفادور سانشيز في عام 1981.  

مهرجان أوكيناوا استضاف مسرحيين عرباً ... مسرحية أردنية في اليابان

اختتمت  في مدينة أوكيناوا اليابانية، فعاليات مهرجان «أوكيناوا الدولي لمسرح الأطفال والشباب» الذي شاركت فيه مجموعة من المسرحيين العرب كضيوف شرف من بينهم: نضال الأشقر من لبنان، لينا التل من الأردن، شذى سالم من العراق، مارينا برهم من فلسطين. الى جانب افيكا سيميك من كرواتيا، ريتشارد كروكسفورد من بريطانيا، وتشيلا شلالا من ايرلندا. وتضمــــن المهرجان الذي بدأت فعالياته فــي 21 تموز (يوليو) الماضــي، عروضاً مسرحية وعروضاً راقصة بمشاركة 12 دولة، هي الى اليابان: سويسرا، كرواتيا، الدنمارك، قبرص، روسيا، كندا، الهند، الصين، كمبوديا، كوريا، كازاخستان، والأردن. وعقدت خلاله ندوات وورشات عمل من ضمنها ندوة بعنوان «دور المسرح في الحد من آثار العنف والحروب».

يذكر أن الأردن ممثلاً بالمركز الوطني للثقافة والفنون الادائية، هي الدولة العربية الأولى التي تشارك في هذا المهرجان منذ انطلاقته بفعاليات مسرحية. وقدم الفريق الوطني للمسرح التفاعلي وفرقة المسرح الراقص في المركز الوطني للثقافة والفنون الأدائية، عرضاً مسرحياً بعنوان «الصعود الى الهاوية» من إخراج لينا التل، وتأليف ناجح أبو الزين، اضافة الى تقديم دبكة من الفولكلور من تصميم وإخراج رانية قمحاوي.

وتطرح مسرحية «الصعود الى الهاوية» التي شارك في تمثيلها كل من مهند النوافلة، غاندي صابر، يسرى العوضي، فضل العوضي، ورزان الكردي، إشكالية انحدار البشرية الى الهاوية في ظل زمن يتغير بسرعة مذهلة ويحدث فيه صراع من أجل البقاء. وتدعو فكرة المسرحية الى الارتقاء بالقيم الإنسانية ووضع نهاية للمآسي المتمثلة بالحروب والكوارث البيئية التي تهدد وجود البشر.

مشاهدة للطبع

"رسول العشق والأمل" سيرة محمد بسيمفونية موسيقار مسيحي 

عاد الموسيقار الأرمني المسيحي لوريس جكناواريان لتقديم سيمفونية "رسول العشق والأمل" لعشر ليال متتالية على مسرح الوحدة في العاصمة الإيرانية طهران.

وكان العمل الفني الذي يتحدث عن جوانب من حياة النبيين محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام، قد لاقى ناجحا واسعا عند عرضه للمرة الأولى في مهرجان موسيقى الفجر العام الماضي.

"رسول العشق والأمل" تركيب متناسق من الموسيقى والشعر كتبه الشاعر الإيراني سيد مهدي شجاعي.  

سيمفونية "رسول العشق والأمل" تبدأ بالمسيح وتصل ذروتها بمولد محمد عليه الصلاة والسلام ..

مضمون السيمفونية

ويشرح جكناواريان مضمون العمل السيمفوني قائلا "تبدأ القصة من حياة السيد المسيح مع عودة تشبه التسلسل الرجعي (الفلاش باك) إلى بداية الخلق، وتتنامى القصة والبشارة لتصل ذروتها بميلاد محمد عليه الصلاة والسلام وتتواصل عبر حياة الإمام علي وأئمة آل البيت من بعده".

وأضاف أن ما قدمه في مهرجان الفجر ثماني قطع موسيقية فقط, لكن العمل القادم يتضمن 12 قطعة جديدة أضيفت إلى السيمفونية وسترافقها حركات تعبيرية يؤديها 160 شخصا.

وتضمن العمل مقطوعات عالمية شهيرة بينها هاللويا لهندل وماريا لباخ ولاكريموزا لموزارت وثلاث مقطوعات بعنوان محمد رسول الله للموسيقي موريس راج, إضافة إلى مقطوعات أخرى من تأليف جكناواريان نفسه. وستأخذ أوركسترا فيلارمونيك من أرمينيا على عاتقها إجراء العرض.

يشار إلى أن جكناواريان ولد في إيران عام 1937 وهاجر إلى أرمينيا في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.

لا نهاية في الأفق: فيلم وثائقي حول احتلال العراق  

من الانترنت إلى العراق.. كانت هذه هي رحلة تشارلز فيرجسون الذي أنتج وأخرج عمله الوثائقي الأول "No End in Sight" أو "لا نهاية في الأفق" حول الأيام التي تلت الاحتلال الأمريكي إلى العراق والتحضيرات الأمريكية لحكم هذا البلد بعد غزوه.

يرسم الفيلم الوثائقي صورة دقيقة وناقدة بحدة لإدارة الولايات المتحدة للوضع العراقي بعد الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين في 2003، حيث يظهر الفيلم انعدام التحضير المسبق والقرارات المتسرعة والتحليلات غير الدقيقة وكمية هائلة من الأخطاء.

وقد أنتج وأخرج الفيلم فيرجسون، 52 عاما، والذي صرف عليه من ماله الخاص مليوني دولار.

وكان فيرجسون، وهو باحث كبير سابق في معهد بروكينجز، قد جمع ثروة كبيرة من بيعه لبرنامج FrontPage الخاص بتطبيقات الانترنت إلى شركة مايكروسوفت عام 1996 مقابل 133 مليون دولار.

وقد حاز فيلمه الأول على جائزة مهرجان "صاندانس" السينمائي والذي أسسه ويشرف عليه النجم الأمريكي الكبير روبرت ريدفورد ويعتبر قبلة صانعي الأفلام الوثائقية والمستقلة في العالم.  

شهادات سبعين شخصا

ويلقي الفيلم للمرة الأولى الضوء على النقاط الهامة في تاريخ الاحتلال الأمريكي والأخطاء التي ارتكبت في السنة الأولى للاحتلال وترتبت عليها انعكاسات خطيرة.

وقد استند الفيلم إلى شهادات سبعين شخصا شكلوا جزءا من هذه المرحلة الأساسية.

وتناول مخرجه ومنتجه فيرجسون بدقة القرارات التي اتخذتها السلطة المؤقتة للتحالف مثل تفكيك الجيش واجتثاث حزب البعث من الإدارات والمؤسسات الحكومية وفشل السلطة المؤقتة في منع عمليات النهب واسعة النطاق التي شهدتها بغداد بعيد سقوطها.

وكانت نتيجة هذه القرارات مدمرة، بحسب الفيلم. وكتبت صحيفة "فاريتي" في نقدها للفيلم أنه "حتى الجمهور الأكثر امتلاكا للمعلومات سيصاب بالذهول".

وأكد فيرجسون أن فكرة الفيلم ولدت نتيجة رد فعل على التغطية الإعلامية الخاطئة على حد قوله التي اعتمدتها وسائل الإعلام للحرب في العراق.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه بصفته اختصاصيا في العلوم السياسية ويملك صداقات كثيرة بين خبراء في السياسة الخارجية شعر بالاستياء نتيجة نوعية التغطية.

فيرجسون: أصبت بالذهول..

وقال فيرجسون إن "هناك عددا كبيرا من الكتب الجيدة حول العراق إلا أن عددا قليلا جدا من الأميركيين يخصصون ست أو ثماني أو عشر ساعات من وقتهم لمطالعة كتاب من 400 صفحة".  

قال فيرجسون إن بريمر أصدر أمر تفكيك الجيش العراقي بعد 9 أيام من توليه سلطة الحكم

وأضاف أنه "لا يمكن تكوين فكرة عامة جيدة عن مشكلة معقدة عبر متابعة التلفزيون أو قراءة صحيفة".

وأقر فيرجسون باندهاشه من الحقائق التي وجدها خلال صنعه الفيلم وقال: "كنت على اطلاع على معظم الوقائع العامة لكن عندما علمت إلى أي حد كان تصرف الإدارة غبيا ومجنونا كدت لا اصدق" وذكر على سبيل المثال قرار رئيس السلطة الأميركية المؤقتة على العراق بول بريمر بتفكيك الجيش العراقي.

واعتبر هذا الإجراء في ما بعد احد أسباب تقوية حركة التمرد "إذ أن آلافا من الشبان العراقيين المدربين عسكريا بشكل جيد وجدوا أنفسهم من دون عمل، ما أسهم في انخراطهم في العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية الموجودة في العراق".

وقال فيرجسون إن "بريمر اتخذ هذا القرار بناء على توصيات وولتر سلوكومب (مستشار السلطة المؤقتة) في وقت لم يكن أي من الاثنين عاش من قبل في العراق، كما كان بريمر قد تسلم منصبه قبل تسعة أيام فقط".

وتابع قائلا إنه "حصلت أمور عديدة من هذا النوع" نافيا سهولة توجيه الانتقادات إلى الإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش بعد مرور وقت على حصول الأحداث، حيث قال فيرجسون إن "غالبية الخبراء كانوا يدعون إلى اعتماد نهج مغاير حتى قبل هذه الأحداث".

يرسم الفيلم صورة قاتمة للوضع في العراق

وقال إن السؤال الأساسي المطروح هو حول ما إذا كان يفترض أن يحاسب مهندسا الحرب الأساسيان وهما وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد ومساعده بول ولفوفيتز.

يشار إلى أن المسئولين السابقين رفضا الإدلاء بأحاديث لفيرجسون لإدراجها في الفيلم.

وقال المخرج: "لا شك أن التاريخ سيحكم عليهما بقسوة وقد بدأ ذلك منذ الآن.. إلا أنني أتردد في التوصية أو في اقتراح ملاحقات قضائية في قرارات تتعلق بالسياسة الوطنية مهما كان اثر هذه القرارات كارثيا".

وردا على سؤال عما إذا كان فيلمه كشف حتمية اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى إقالات مسئولين قال فيرجسون "هل الإهمال إلى حد يصعب تصديقه والغباء يستدعيان مثل هذه الخطوة؟ لا أعلم.. لا أعلم حقا".

«الفتاة والقنبلة» إدانة للإعلام الغربي وتشويه صورة الآخرين بحجة الإرهاب

  عرضت مسرحية «الفتاة والقنبلة» على مسرح بنوا الثاني عشر ضمن فعاليات مهرجان أفينيون الحادي والستين حيث يقدم الكاتب والمخرج الفرنسي كريستوف فيات مسرحية تتناول قضية الإرهاب في مناطق النزاع العسكري في العالم. طيلة فترة العرض يقف خمسة ممثلين أمام مكبرات صوت ثم يشرعون بقراءة شهادات عن حياة مراسلة قتلت إثر عملية إرهابية في أفغانستان عندما كانت تعد تقريرا صحافيا عن تلك المنطقة.  

وفي نفس الوقت يقوم مصور كاميرا بتصويرهم بغية تنفيذ فيلم حول قصة تلك الفتاة وعبر قراءات أحد الممثلين نعلم أن المسرحية تأخذ عنوانها من الفيلم الذي يعده أحد المخرجين السينمائيين عن قصة تلك الفتاة. على خشبة المسرح لا نرى أي ديكور على نحو يؤكد رغبة المخرجين المعاصرين في جعل الخشبة مكانا للحوار وإلقاء الكلام بدلاً من إعطاء الأهمية للديكور.  

وعلى هذا النحو فإن المسرحية تدور في فضاء كلامي ذهني يعتمد على إيصال مجموعة من الأفكار عبر قراءة تلك الشهادات أمام الجمهور. لا غرابة إذا كانت قاعة المسرح مليئة بالجمهور فموضوع الإرهاب أصبح الهاجس الذي يقض مضجع الغرب منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.  

الفيلم البرتغالي ضيف الاراضي الفلسطينية 

سينماتك القصبة الوسيلة الوحيدة المتاحة للتعرف على ثقافات شعوب اخرى لا يعرف عنها سوى الاسم.

 انطلقت  فعاليات اسبوع الفيلم البرتغالي في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعرض فيلم "شاطئ مورموريس" على مسرح وسينما القصبة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة تحت رعاية الممثلية البرتغالية لدى السلطة الفلسطينية.

ويقدم الفيلم عرضا لجوانب متعددة من الحياة البرتغالية من خلال قصة امرأة تحاول استرجاع ذكرياتها بدءا من لحظة وصولها الى مستعمرة برتغالية من اجل الارتباط باستاذ الرياضيات الذي يخدم في الجيش.

والفيلم مترجم الى اللغة الانكليزية ويأمل القائمون على اسبوع الفيلم البرتغالي في الاراضي الفلسطينية والذي يقام للمرة الاولى هذا العام ان تكون الافلام مترجمة للغة العربية في العام القادم.

وقالت ماريا كردوسو نائبة ممثل البرتغال لدى السلطة الفلسطينية بعد انتهاء عرض الفيلم الاول "امل ان تكون الافلام التي ستعرض في العام القادم في اسبوع الفيلم البرتغالي مترجمة الى اللغة العربية هذا ليس وعد ولكن سنعمل من اجل ذلك".

ويقدم الفيلم الى جانب القصة الانسانية عرضا لتلك الحقبة التاريخية للبرتغال التي كانت فيها دولة استعمارية تحتل مناطق من افريقيا وما صاحب ذلك من عمليات قتل.

وقالت كردوسو "لقد تجاوزنا تلك المرحلة ونريد ان نخلق جسرا من التبادل الثقافي مع المجتمعات الاخرى ومنها الفلسطينية ولقد بدأت العديد من الفرق الفنية البرتغالية تشارك في مهرجانات تقام هنا في الاراضي الفلسطينية".

واضافت "ان الدخول لمشاهدة الافلام وهي متنوعة ما بين الرومانسية والكوميدية سيكون مجانا. نريد لاكبر عدد من الجمهور الفلسطيني ان يتعرف على الثقافة البرتغالية".

وقال زياد الجيوسي الكاتب الفلسطيني بعد مشاهدته لفيلم الافتتاح "ان يكون هناك اسبوع للسينما البرتغالية في فلسطين تجربة جديدة للجمهور الفلسطيني الذي تعود على افلام السينما الاميركية والعربية".

ويرى القائمون على اقامة هذا الاسبوع انه يشكل نافذة امام الجمهور الفلسطيني للتعرف على ثقافات الشعوب الاخرى.

وقال جورج ابراهيم مدير مسرح وسينماتك القصبة "هذه الوسيلة شبه الوحيدة المتاحة (امام الفلسطينيين) للتعرف على ثقافات شعوب اخرى لا يعرف عنها سوى الاسم وهي نافذة نحن بحاجة ماسة اليها ونحن نعيش تحت هذا الحصار للتعرف على عادت وتقاليد الشعوب الاخرى".

"آخر فيلم" للتونسى نورى بوزيد يفوز بجائزة مهرجان وهران

تحصل "آخر فيلم" للمخرج التونسى نورى بوزيد على جائزة افضل فيلم فى المهرجان الدولى العربى الاول الذى اختتم اعماله فى وهران غرب الجزائر .

ويعالج هذا الفيلم قضية الارهاب واصوله. وقد حصد هذا الفيلم على عدد من الجوائز المهمة من بينها جائزة التانيت الذهبى فى مهرجان قرطاج السينمائى العام الماضي. كما حصل الممثل التونسى لطفى العبدلى الذى يؤدى دور البطولة بدوره على عدة جوائز.

وقام المخرج الجزائرى الاخضر حمينة بتسليم الممثلة التونسية عفاف بن محمود جائزة "الهقار الذهبي" فى غياب بوزيد. وتبلغ هذه الجائزة المخصصة لافضل فيلم وتحمل اسم جبل فى الجزائر 20 الف دولار.

ورأى الاخضر حمينة ان بوزيد "مخرج كبير ليس فقط فى العالم العربى وانما على مستوى العالم" وقالت بن محمود انه شرف كبير لها ان تتسلم الجائزة "نيابة عن مخرج كبير ومن يدى مخرج كبير".

كما عبرت عن سرورها لعرض الفيلم فى الجزائر "واستقبال الجمهور الحسن له" موضحة ان "ذلك يؤكد ان جمهور تونس والمغرب العربى يحب الحياة ويقف ضد التطرف".

ورغم نجاحه النقدى وتقديره فى المهرجانات الدولية لم يجد هذا الفيلم طريقا الى الاسواق الاوروبية ولم يلق موزعا له.

وانتزع فيلم تونسى آخر واحدة من الجوائز المهمة فى المهرجان وهى الجائزة الخاصة بالفيلم العربى التى منحت للناصر خمير عن فيلمه "بابا عزيز". وقد ناب عنه فى تسلم الجائزة المخرج التونسى الشاب جلال بالسعد.

ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج الجزائرى محمد شويخ عن فيلمه "دوار النسا". ورأت اللجنة ان هذا الفيلم "يعبر عما يمر به شعب الجزائر من ظروف ولفكرته الجريئة المقدمة بشكل جديد فيه الكثير من الطرافة بالرغم من قساوة الموقف".

وقامت الممثلة السورية صباح الجزائرى بتسليم يمينة شويخ زوجة المخرج التى حضرت المهرجان الجائزة.

وترأس الفنان المصرى حسين فهمى لجنة التحكيم التى ضمت الممثلة المغربية فاطمة خير والمخرج الفلسطينى ميشال خليفى والكاتبة الجزائرية انعام بيوض والممثل السورى بسام كوسا والناقد السينمائى السورى قصى صالح الدرويش والمخرج اللبنانى اسد فولدكار.

وقال فهمى ممهدا لتقديم الجوائز ان "للسينمائيين الجزائريين الحق فى مهرجان سينمائى قوى فى الجزائر. شاهدنا 16 فيلما ضمن المسابقة لكن فى النهاية ذهبت الجائزة لمن يستحقها".

اما جائزة افضل سيناريو فمنحت للفيلم العراقى "غير صالح للعرض" لعدى رشيد وحيدر الحلو. وقد تسلمها الممثل سمر قحطان المشارك فى الفيلم والقادم من العراق.

و"غير صالح للعرض" فيلم شخصى يروى يوميات مدينة يسيجها الموت. وقد صور فى ظروف قاسية جدا فى المرحلة التى تلت غزو العراق.

وفى جوائز التمثيل منحت جائزة افضل ممثلة للسورية سلافة معمار عن مشاركتها فى فيلم "تحت السقف" للمخرج نضال الدبس.

اما جائزة افضل ممثل فمنحت للفنان المصرى شريف منير عن فيلم "قص ولزق" للمخرجة هالة خليل التى نابت عن الممثل فى تسلم الجائزة وسلمتها لها الفنانة المصرية نيلي.

واختير فيلم "حورية" للجزائرى محمد يرغى ليمنح جائزة "الهقار الذهبي" لافضل فيلم روائى قصير. وتبلغ قيمة هذه الجائزة 15 الف دولار وسلمها للمخرج الشاب الفنان اللبنانى احسان صادق.

ونوهت لجنة التحكيم بالفيلم المغربى "ابواب الجنة" لسهيل وعماد النورى وسلم شهادة التنويه التونسى رضا الباهى للنجم المغربى رشيد الوالى الذى يلعب احد الادوار فى الفيلم.

كما وجه رئيس لجنة التحكيم تحية خاصة لاول فيلم طويل ينتج فى السعودية "فى وقت لا توجد فيه دور عرض" فى المملكة معبرا عن امله فى ان تطور صناعة السينما فى هذا البلد.

ومنحت شهادة التنويه للفيلم القصير الى الفيلم المغربى "آخر صرخة" لحميد بسكيت. وقد سلمته اياها الفنانة البحرينية مريم زيمان.

وشارك فى مسابقة الافلام القصيرة ثلاثون فيلما من معظم البلدان العربية بينما ترأس لجنة التحكيم الخاصة بهذه الافلام المخرج المغربى رشيد الوالي.

ولم ينس رئيس المهرجان حمراوى حبيب شوقى عند اعلانه اختتام الدورة ذكر "الشهيد الشاب حسني" مغنى الراى الجزائرى الذى اغتاله متطرفون فى التسعينات من مسرح الهواء الطلق فى وهران الذى يحمل اسمه.

الضحك على الإرهابيين في "جهاد ذي ميوزيكال"

تسبب عرض المسرحية الغنائية الأمريكية الساخرة "جهاد ذي ميوزيكال" في إثارة ضجة واسعة في اسكتلندا وإنكلترا. منتجو العرض الغنائي يقولون أنهم لم يقصدوا الإساءة إلى أحد‘ وأن هدفهم هو تفعيل السخرية والمرح كسلاح للضحك على الإرهابيين "أن تسخر من الشخص الذي يهددك، هذا هو جوهر العرض." 

المزارع الأفغاني الشاب "سيد البوم" لا يريد سوى زراعة الزهور لكي يرضي أخته الكبرى المتعجرفة. لكنه يقع فجأة في حب فتاة ترتدي البرقع، وتقوده قصة الحب هذه في أحداث متسارعة إلى العمل في زراعة نبات الخشخاش المخدر، ثم يقع فريسة لجماعة إرهابية عالمية تخطط لهجمات في دول غربية. هذا هو ملخص قصة العرض الساخر "جهاد ذي ميوزيكال" الذي عرض لأول مرة في مهرجان فرينغ في العاصمة الاسكتلندية أدنبره.

يبلغ العرض ذروته الدرامية عبر كورس من النسوة الراقصات يرتدين تشادور وردي اللون وينشدن أغاني بعناوين مثل "لا أرى سوى عينيك" و "أريد أن أصبح مثل إسامة". وقد انتشرت الأغنية الأخيرة بصوت الشخصية الرئيسية "سراب وديع" حتى قبل العرض على موقع "يو تيوب".

 أريد أن أصبح مثل أسامة

أريد أن أفجر طريقي نحو الشهرة عبر الأرض

أعرف أن الناس سيشمئزون مني

لكنهم، والله، لن يتجاهلوني

حين تقرر "سي آي أيه" كم تبلغ قيمتي

لكن مجموعة الإرهابيين المرحين، الراقصين والمنشدين، لم تدخل المرح إلى قلوب الجميع. فحتى قبل أن يبدأ عرض المسرحية الغنائية انطلقت على الموقع الحكومي البريطاني الخاص بالعرائض الشعبية حملة لجمع التواقيع ومناشدة رئيس الوزراء غوردن براون لمنع عرض "التصوير عديم الذوق للإرهابيين". يرى المعترضون أن تقديم العرض المسرحي الغنائي الساخر، بعد مدة وجيزة على تفجيرات لندن وغلاسكو، يعتبر إساءة لضحايا الإرهاب.

لا يبدو أن فريق العمل -المكون من سبعة أشخاص من خلفيات أثنية مختلفة- مستاء من حملة الاحتجاج، فهي في النهاية تساهم في إشهار العرض. لكنهم يؤكدون أن العرض لا يهدف إلى صدم المشاهدين لجلب انتباه وسائل الإعلام. "لا نقصد أبداً الإساءة إلى أي شخص بهذا العرض." على حد قول المنتج جيمس لاولر الذي يضيف "إنها ببساطة مسرحية استعراضية كوميدية حول مزارع خشخاش أفغاني وهمي، يتورط في مؤامرة كبيرة بسبب عشقه للمرأة الخطأ."

مؤلفة العمل "زو صاموئيل" تصف المحتجين على العرض بالتسرع، وتعتقد أنه كان عليهم أولاً أن يشاهدوا العمل قبل الاعتراض عليه. تدرك المؤلفة بالطبع أنّ عملها يتناول موضوعاً شديد الحساسية، لكنها تذكـّر المحتجين بأن السخرية والدعابة في المواقف الصعبة تقليد بريطاني عريق "أن تسخر من الشخص الذي يهددك، هذه هي فكرة العرض."

ليس الإرهابيون وحدهم موضوع السخرية في هذه المسرحية الغنائية. وسائل الإعلام العالمية تتلقى هي الأخرى نصيبها من السخرية. إحدى شخصيات المسرحية هي الصحفية المشكوك في مواهبها "فوكسي ريدستات" التي تنجح في الوصول إلى يطل المسرحية "سيد البوم" ةتحاول استغلاله للحصول منه على مادة إعلامية تمكنها من تحقيق حلمها بأن تصبح نجمة في عالم الصحافة. حين يجد سيد البوم نفسه واقعاً في المصيدة، بين مطرقة الإرهابيين وسندان الصحافة العالمية تأتي أخته الكبرى لإنقاذه، الأخت التي كان في البداية ينوي أن يزرع حقول الزهور من أجلها.

من الجدير بالذكر أن دولاً عربية ولاسيما مصر، قد سبقت غيرها في استخدام الكوميديا كسلاح ضد الإرهاب والتطرف. وقد تبين أنه علاج ناجع في مواجهة الإرهابيين الذين لا يمتلكون حس الفكاهة ولا يتحملون أي نقد أو دعابة. وأفضل الأمثلة على ذلك يتجسد في أفلام كوميدية نالت نجاحاً شعبياً في العقد الماضي مثل "إرهاب وكباب" و "الإرهابي" وكلاهما من بطولة النجم الكوميدي البارز عادل إمام.‏

مهرجان لوكارنو بين الحداثة والتقليد والإنفتاح

يركز مهرجان الفيلم الدولي في لوكارنو، في دورته الاحتفالية الستين التي انطلقت مساء 1 أغسطس، على الأفلام الأمريكية الكبرى وعلى تكريم شخصيات طبعت الفن السابع في شكله التقليدي.

وفي التفاتة الى المستقبل، خصص المهرجان أولى عروضه في ساحة بياتزا غراندي لشريط "فيكسيل" الذي يعتبر حصيلة تطور الإنتاج السينمائي الرقمي الذي تبدع فيه اليابان. 

لم يكن المهرجان الدولي للفيلم بلوكارنو، الذي افتتح دورته الستين ، ليتناسى تأبين رحيل اثنين من عمالقة الفن السابع غابا عن الساحة قبل اسبوع، بتخصيص وقفة تليق بمقام كل من السويدي إينغمار بيرغمان، والإيطالي ميشال آنجلوا انطونيوني. 

ومع أن دورة هذا العام تريد أن تكون احتفالية ومستعرضة لأهم المراحل التي مر بها المهرجان والشخصيات التي طبعته، إلا أنه - وفي التفاتة الى المستقبل - خصص أول عرض أمام جمهور ساحة بياتزا غراندي للفيلم الياباني "فيكسيل" بكل ما يحتوي عليه هذا الفيلم من تطور للتقنية الرقمية ولمدى قدرة الحاسوب على تشخيص والتحكم في نجوم من طراز جديد. 

لكن دورة هذا المهرجان تبقى على كل متميزة بتخصيص قسط وافر للافلام الأمريكية ذات الإنتاج الكبير، من امثال "ذو بورن أولتيماتوم" للمخرج بول غرينغاس، أو الكوميديا الموسيقية "هير سبراي" لآدمس شانكمانس، والفيلم القريب من افلام الرعب "بلانيت تيرور" للمخرج روبيرتو رودريغز. 

سنة احتفالية 

بما أن دورة هذا العام تصادف الذكرى الستين، فإنها خصصت حيزا لا يستهان به للتذكير بالشخصيات السينمائية التي مرت بلوكارنو، أو بعض الأفلام الكبرى التي عرضت فيه. ومن هذه الأسماء التي من المنتظر رؤيتها في لوكارنو هذه السنة، كلود شابرول، وإيستفان زابو، وآلان تانر، وفريدي مورر، ومن العرب يُسري نصر الله. 

ولتكريم المرأة التي طبعت الساحة السينمائية خصص مهرجان لوكارنو مكانة بارزة لـ 20 من الأفلام التي أنتجتها مخرجات من بين المائة وسبعين شريطا التي ستعرض في الدورة. 

كما سيتم تكريم المرأة من خلال الفقرة التي خصصها المهرجان لكبريات سيدات السينما في إيطاليا بحيث سيعرض 20 فيلما شاركت فيها ممثلات من أمثال جينا لولو بريجيدا، وصوفيا لورين، وفرانكا فاليري، ومونيكا فيتي، وأورنيليا موتي، وانتهاء بمونيكا بيللوشي. 

مشاركة سويسرية متواضعة 

تقتصر المشاركة السويسرية هذه السنة في الأفلام المشاركة المنافسة الكبرى بفيلم واحد "فيوري دالي كوردي" للمخرج الشاب فولفيو بيرناسكوني، وبعرض فيلم " 1 جورني " للمخرج جاكوب بيرغر في ختام اليوم المخصص للسينما السويسرية. أما شريط الرسوم المتحركة " ماكس & كو" الذي كان من المفروض أن يمثل عرضه حدثا بارزا في المهرجان فقد ألغي لأن مخرجه اعتبر ان عرضه قبل أربعة أشهر من موعد العرض الرسمي غير ملائم. 

لكن السينما السويسرية ستكون حاضرة في تظاهرات جانبية من خلال 10 أفلام ستعرض ضمن ما يعرف ب "التسمية السويسرية"، وهي أفلام سويسرية ذات ابعاد دولية من أمثال "أي واز ا سويس بانكر" لتوماس إيمباخ الذي عرض في برنامج ما قبل افتتاح مهرجان الفيلم الدولي في برلين. 

اهتمام بسينما الشرق الأوسط 

مهرجان لوكارنو، وبعد أن خصص فقرة الأبواب المفتوحة في العام 2005 لسينما المغرب العربي، سيخصص فقرة هذا العام لسينما الشرق الأوسط بحيث اختار عرض اعمال 13 مخرجا من منطقة الشرق الأوسط والأدنى. 

اختيار الأفلام المشاركة لم يكن بالأمر السهل، حسب اقوال المدير الفني للمهرجان فريديريك مير، نظرا لأن المنظمين توصلوا بحوالي 120 ترشيحا. 

وقد جرت العادة أن المشاركين في فقرة الأبواب المفتوحة بمهرجان لوكارنو، تتم دعوتهم والتكفل بإقامتهم من قبل الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون. كما أن المهرجان يوفر لهم فرصا لمناقشة القضايا المشتركة بينهم ويسمح لهم بالالتقاء بممولين ومنتجين من خارج المنطقة لتسهيل عملية التبادل والانتاج المشترك في جلسات عمل تسهم في تمويلها الوكالة بالاشتراك مع وزارة الخارجية السويسرية. 

ويقول المسؤول عن قسم الأبواب المفتوحة بالمهرجان، فينسانزو بونيو "إن ما يثير الانتباه في الأفلام المشاركة تنوع مواضيعها وقوة ما تتطرق له مثل التأثيرات النفسية للصراعات بالمنطقة ووطأة العيش في المنفى او تحليل النظام القضائي في إسرائيل من وجهة نظر إسرائيلية وأخرى فلسطينية". 

وفيما يبدو محاولة لتأكيد الأهمية التي توليها سويسرا لقضايا الشرق الأوسط، ستشارك رئيسة الكنفدرالية السيدة ميشلين كالمي ري في جلسة نقاش ستخصص لـ "دور السينما في منطقة الشرق الأوسط في توعية الشباب". 

ونشير الى أن اثنين من المشاركين في دورة هذا العام للأبواب المفتوحة بإمكانهم الفوز بجائزتين تقدر كل منهما بحوالي 50 الف فرنك سويسري من تقديم الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون كما سيقدم المركز الوطني لصناعة السينما جائزة بقيمة 10 الاف فرنك لأول مشروع فيلم.

الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني فيلم لهوليوود 

قالت شركة أميركية للإنتاج السينمائي إنها تعتزم تحويل قصة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين حكم عليهم بالإعدام في ليبيا, إلى فيلم سينمائي. 

وأوضحت شركة سيكس سينس إن الممرضات الخمس والطبيب وقعوا عقدا معها بشأن حقوقهم في مشروع فيلم "ستة في بنغازي" الذي سيحكي القصة الكاملة لاتهامهم بحقن أطفال ليبيين بدماء ملوثة بالفيروس المسبب لمرض "الإيدز", وصدور حكم بالإعدام بحقهم, ومن ثم إطلاق سراحهم والإعفاء عنهم بعد أن وصلوا بلدهم. 

وأعربت الشركة التي شاركت في إنتاج فيلم "فندق رواندا" الذي ترشح لنيل جائزة الأوسكار, عن أملها في أن تنقل صورة الأحداث التي مر بها المتهمون الستة على مدى ثمانية أعوام بعد أن أدانتهم طرابلس بتعمد إصابة 460 طفلا ليبياً بفيروس الإيدز.  

وقال رئيس عمليات التطوير والإنتاج في الشركة سام فيور إن "العالم يجب أن يعرف بهذا الظلم, إنها ليست قصة بلغارية فحسب, إنها قصة إنسانية سيتعلم منها العالم". 

وأضاف أن الفيلم رغم تركيزه على الممرضات الخمس والطبيب فإنه سيتطرق أيضا لمأساة الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس والذين توفي أكثر من خمسين منهم, موضحا أن الشركة تجري محادثات مع آن بيكوك التي كتبت سيناريو فيلم "يوميات نارينا" لكتابة سيناريو وحوار الفيلم. 

وتقوم الشركة حاليا بإجراء مقابلات مع المخرجين ونجوم هوليوود, كما سيتوجه المنتجون إلى صوفيا للقاء الممرضات وأسرهم بمجرد الاتفاق مع كاتبة السيناريو. وقد أعربت الممرضات البلغاريات والطبيب وأسرهم عن فرحتهم الغامرة بهذا المشروع.  

شركة أميركية تنشئ صندوقا للأفلام الآسيوية 

أعلن اثنان من المنتجين السينمائيين في هوليود هما الأخوان بوب وهارفي فاينشتاين,  عن تأسيس صندوق لإنتاج أفلام آسيوية الطابع برأسمال يبلغ 285 مليون دولار أميركي. 

وذكر بيان لشركة فاينشتاين, التي تتخذ من نيويورك مقرا, أن أحد تلك المشاريع سيكون إنتاج فيلم من أفلام الإثارة عن البطلة الشعبية الصينية هوا مولان, وإعادة إنتاج الفيلم الكلاسيكي"السامورائيون السبعة" لأكيرا كوروساوا الذي أنتج أول مرة عام 1954. 

وأوردت وسائل الإعلام الصينية أن شانغ جيي, بطل فيلم "النمر الرابض, التنين المتواري", تعاقد للظهور في المشروعين. 

وقالت الشركة إنها استثمرت أمولا في "المملكة المحرمة", وهو أول فيلم يجمع جاكي شان وجت لي ويجري تصويره حاليا في الصين. 

وتأمل الشركة, كما جاء في البيان, الاستفادة من تكاليف التصوير المنخفضة في آسيا مع إضفاء "طابع غربي" على إنتاج أفلام تروق للأسواق الآسيوية والغربية على حد سواء. 

وأضافت أن صندوق الأفلام الآسيوية يرمي إلى إنتاج أو شراء حقوق إنتاج 21 فيلما سينمائيا و10 أفلام فيديو تتولى توزيعها دراغون داينستي التابعة لها، حيث سيقوم المخرج كوينتين تارانتينو المعروف باهتمامه وشغفه بالأفلام الآسيوية بالمساعدة في إدارتها. 

ومن بين المشروعات الآسيوية الأخرى التي تنوي الشركة إنتاجها, فيلم من أفلام الإثارة لم يوضع له عنوان عن شنغهاي بطولة الممثل التايلندي طوني جاي. ويتحدث الفيلم عن أميركي يقوم بالتحقيق في ملابسات موت صديقه بشنغهاي التي كانت ترزح تحت الاحتلال الياباني إبان الحرب العالمية الأولى.  

 اصدارات.. دور نشر 

ترشيحات دور النشر المصرية لجائزة بوكر العربية

شهدت اللحظات الأخيرة لترشيح دور النشر المصرية لجائزة بوكر العربية مفاجآت كثيرة، منها تراجع دار العين عن المشاركة هذا العام مع وعد من مديرتها الدكتورة فاطمة البودي في الترشيح في العام القادم، كما قامت هيئة قصور الثقافة بترشيح روائي عربي للجائزة وهو البحريني أمين صالح عن روايته (رهائن الغيب) التي نشرت في سلسلة آفاق عربية، كما رشحت روايتي: (مواقيت القري) هدرا جرجس زخاوي و(له معقبات) محمود أبوعيشة، كما حدث تغيير في قائمة دار ميريت للنشر،فبالاضافة لترشيح (الرسائل) مصطفي ذكري ،و(وقوف متكرر)محمد صلاح العزب تم ترشيح رواية (بمناسبة الحياة) لياسر عبدالحافظ بدلا من رواية ادريس علي، نظرا لترشيح الأخير من المجلس الأعلي للثقافة،بالإضافة لترشيح رواية (الألماس) سلوي بكر و(تماثيل الملح) محمد كمال حسن

أما دار أكتب فقد رشحت عملا وحيدا هو (أوراق منزوعة من كتاب الجنون) خضير ميري، بينمارشحت دار الدار خمسة أعمال هي: (شهد القلعة) ابراهيم عبدالمجيد، (جبل الزينة) بهاء عبدالمجيد، (فاصل للدهشة) محمد الفخراني، (ميمونة) محمود تاروري، (تغريدة البجعة) مكاوي سعيد.

كما قامت دار الشروق ودار شرقيات بترشيح الأعمال في سرية تامة، في حين لم تتقدم دار الآفاق بأي ترشيحات   

لورا وجينا بوش تؤلفان كتابا يشجع الأطفال على القراءة

تعكف سيدة الولايات المتحدة الأولى لورا بوش وابنتها جينا على تأليف كتاب جديد للأطفال يحكي قصة تلميذ مشاغب يكره القراءة. 

وقالت دار هاربركولينز للنشر إن كتاب لورا وجينا سينشر العام المقبل. ويروي الكتاب الذي لم تضع له المؤلفتان عنوانا لحد الآن, قصة تحول هذا التلميذ من كاره للقراءة إلى عاشق لها حد الهوس بفضل مساعدة وتشجيع أستاذه. 

وقد استوحت المؤلفتان قصته من تجربتهما الخاصة في التعليم, حيث كانت زوجة الرئيس الأميركي مدرسة في القطاع الحكومي في ولاية تكساس, في حين تعمل جينا -إحدى توأمتيها البالغة من العمر 25 عاما- مدرسة في واشنطن. 

وقالت رئيسة دار النشر المسؤولة عن كتب الأطفال سوزان كاتز إن تجربتي لورا وجينا في التعليم ستساهمان إلى حد كبير في هذا المشروع. وسيصدر الكتاب باللغتين الإنجليزية والإسبانية. 

وسيخصص ريع الكتاب لبرنامجين تعليميين أميركيين هما "التعليم لأميركا" Teach for America و"مشروع الأستاذ الجديد" The New Teacher Project. 

وسيصدر أول كتاب لجينا بوش في سبتمبر/أيلول المقبل, وتحكي رواية "قصة آنا: رحلة أمل" قصة حياة أم عزبة تصاب بفيروس HIV المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وهو مستوحى من تجربة جينا في العمل متطوعة في أميركا الوسطى، لحساب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف). 

   « آفاق ثقافية» ترصد مهرجان دبي لمسرح الشباب  

  صدر عدد جديد من مجلة «آفاق ثقافية» التي يصدرها مجلس دبي الثقافي باللغتين العربية والإنجليزية. جاء العدد بمواضيع عدة في الأبواب الثابتة، إلى جانب تغطية لعدد كبير من الأخبار الثقافية المتنوعة، كما خصص ملف في هذا العدد لإلقاء الضوء على فعاليات «ملتقى دبي للثقافة والفنون» و«مهرجان دبي لمسرح الشباب».  

تناولت الافتتاحية أهمية تأسيس أجيال من الشباب الإماراتي المثقف والمؤهل في حقول الإبداع والفنون المختلفة، وضرورة تدعيمه بالدورات والورش المستمرة، التي تسهم بدورها في تجديد حيوية المشهد الثقافي في الدولة.  

وفي باب الفعاليات جاء عنوان «مفاجآت صيف دبي.. تواصل فعالياتها الثقافية والترفيهية»، أما ملف العدد فخصص لملتقى دبي للثقافة والفنون الذي ينظمه مجلس دبي الثقافي، وجاء في حدث الشهر، «مهرجان دبي لمسرح الشباب.. يحتضن إبداعات المواهب المسرحية» حيث ينطلق في الـ 20 من الشهر الجاري عروض المهرجان في دورته الأولى، وفي المسرح أيضاً «مواهب إماراتية قريباً على الخشبة».  

واستمرار ورشة فنون التمثيل والإخراج المسرحي التي بدأت الشهر الماضي ضمن فعاليات الملتقى، وفي التصوير الفوتوغرافي «اختتام دورة التصوير ومعرض لأعمال المتدربين» والتي تضمنت تدريس مبادئ التصوير على أسس علمية، كما عنون باب الموسيقى «كشفت عن عدد من المواهب.. دورة لتعليم مبادئ الموسيقى في الملتقى» ودور هذه الورشة في إتاحة الفرصة للموهوبين في هذا المجال، وعنونت السينما «أفلام إماراتية في الملتقى تشجيعاً لسينما الشباب».  

جاء في الجولة، «وزارة الثقافة تطلق مشروع الموسوعة الوطنية بالتعاون مع دو» و«توسيع نطاق جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب»، وأيضاً «دبي السينمائي من أفضل المهرجانات عالمياً»، و«إسماعيل عبدالله يحاضر في الورشة المسرحية».  

تناول باب الشعر لهذا العدد سيرة الشاعر يونس الصايغ، وقصيدته «بكيت قلبي»، وجاء في المعلم الثقافي «النادي الإيراني يعزز تواصل أبناء الجالية بثقافتهم».  

وجاء كتاب الشهر بعنوان «الوجود الهندي في الخليج» تأليف الدكتورة نورة محمد القاسمي، أما الأجندة فضمت الفعاليات والأنشطة التي ستقام في ملتقى دبي للثقافة والفنون، وفي النهاية ضم العدد ألبوم صور، تنوع محتواه بين المناسبات الثقافية ومعارض الفن التشكيلي والتصوير، التي رصدتها عدسة آفاق ثقافية.    

أوراق طه حسين ومراسلاته في كتاب جديد 

  تشير أوراق الدكتور طه حسين ومراسلاته إلى ما كان يتمتع به الرجل الذي لقب بعميد الأدب العربي من مكانة وسط أبناء جيله في مصر والعالم العربي عموما، إضافة إلى آرائه الاجتماعية والسياسية وإيمانه المطلق بالحرية. ففي محاضرة ألقاها بكلية العلوم بجامعة القاهرة يوم 23 ديسمبر 1941 شدد على أن الحرية هي الأساس للدراسة العلمية وأنه لا يتصور التعليم الجامعي «إلا أنه يقوم على الحرية في العلم والرأي والاختلاف إلى الدرس»، مشيرا إلى أنه في بداية العام الدراسي يقول لتلاميذه إنهم أحرار في أن يحضروا محاضراته أو يتخلفوا عنها.  

وأضاف أن الأستاذ الجامعي حر في اختيار موضوع الدرس وأن الجامعة لا تمتاز إلا بأنها لا تحب السكون والركود، وأنه يشعر بالضيق إذا كلف طالبا ببحث ثم وجده صدى لبعض كتبه. وقال «لا أحترم الطالب الذي يحرص على أن يكون صورة طبق الأصل من الأستاذ... وأبغض ورقة تقدم إلي هي التي تكون مطابقة لما قلته في الدروس».  

ويغطي الجزء الثاني من (أوراق طه حسين ومراسلاته) الفترة بين عامي 1941 و1972 وصدر عن وحدة البحوث الوثائقية بدار الكتب المصرية ويقع في 484 صفحة من القطع الكبير وأشرف عليه وقدم له محمد صابر عرب وأحمد زكريا الشلق. وكان الجزء الأول قد صدر عام 2005. وسرد المشرفان في المقدمة الوظائف التي تولاها طه حسين منذ كان عميدا لكلية الآداب بجامعة القاهرة ثم انتقاله عام 1939 ليعمل مراقبا للثقافة بوزارة المعارف ثم كان أول مدير لجامعة الإسكندرية وانتهاء برئاسة مجمع اللغة العربية عام 1963. ويحظى طه حسين (1889 - 1973) بمكانة مرموقة في الفكر العربي باعتباره نموذجا للمفكر الموسوعي الذي يؤمن بأن له دورا اجتماعيا يتجاوز حدود المنهج الدراسي وأسوار الجامعة، فهو الذي أطلق صيحة «التعليم كالماء والهواء» حين كان وزيرا للمعارف (التعليم) في مصر (1950-1952).  

وكان طه حسين في مصيف بايطاليا حين قامت ثورة 23 يوليو 1952 التي أنهت حكم فاروق دون إراقة قطرة دماء. وغادر الملك البلاد بعد ثلاثة أيام. وقال المشرفان إن طه حسين حين سمع بما قام به ضباط الجيش من الإطاحة بالملك «هتف في انفعال.. إنها ليست حركة جيش. إنها ثورة... وكان أول من نعتها بهذا الاسم الذي صار علما عليها». وتضمن الكتاب رسالتين ترجعان إلى عام 1953 من اللواء محمد نجيب أول رئيس مصري بعد الثورة يخاطبه فيهما بالقول «حضرة الدكتور طه حسين» ويبلغه في الأولى بموافقة مجلس الوزراء على اختياره عضوا بلجنة التعليم وفي الثانية بتعيينه عضوا باللجنة التي ستضع مشروع الدستور الجديد.  

وكان طه حسين أول من حصل على درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية عام 1914 قبل أن يذهب إلى فرنسا وينال درجة الدكتوراه عام 1918 عن مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون من جامعة السوربون. ثم تولى تدريس التاريخ والأدب بالجامعة المصرية منذ عام 1919 إلى أن عين عميدا لكلية الآداب عام 1930. وتعرض العميد للمساءلة في العشرينات بعد نشر كتابه (في الشعر الجاهلي) حيث وجهت إليه - بسبب فقرات ناقش فيها الحقيقة التاريخية لبعض الأنبياء- تهمة تمس عقيدته الدينية لكن النيابة حفظت التحقيق.  

وتكشف الرسائل نمط التخاطب بين المثقفين وكذلك ما كانت تمنحه الألقاب لصاحبها من صيغ محددة في التخاطب معه. فمحمد فريد أبو حديد يبدأ رسالته قائلا «سيدي الأستاذ الجليل» ثم يخاطبه في متن الرسالة « وليسمح لي سيدي ساحر الأدباء» أما المؤرخ الأمير عمر طوسون (1872-1944) حفيد محمد سعيد بن محمد علي الملقب بمؤسس مصر الحديثة فيخاطبه في عدد من الرسائل قائلا «حضرة صاحب العزة الأستاذ الكبير الدكتور طه حسين بك»، كما يخاطبه خليل مطران «حضرة صاحب السعادة» في رسالة تضمنت قصيدة في مدحه عام 1944 بمناسبة إهدائه «الوسام الذهبي اللبناني»، كما أرسل إليه الشاعر اللبناني جورج جرداق عام 1948 رسالة عبارة عن قصيدة من نحو 70 بيتا «مهداة إلى أديب الشرق العظيم طه حسين».  

ولا تقتصر الحفاوة بالعميد على الأدباء وحدهم إذ يتضمن الكتاب رسالة من ديوان رئيس الجمهورية التونسية بتاريخ 16 سبتمبر 1957 يشير فيها إلى أن «فخامة الرئيس (الحبيب بورقيبة) الذي استقبلكم في حفاوة الأخ لأخيه قد قام بواجبه نحوكم على الخدمات الفكرية الحميدة التي نالت تونس منها نصيبها بصفتها أمة عربية متحمسة إلى اعتناق كل نهضة تظهر على أيدي الفكر العربي. وان الشعب التونسي قد اعتبر إقامتكم بين ظهرانيه حلما لذيذا تحقق لكنه انتهى بسرعة وترك في نفسه أجمل الذكريات الخالدة التي نأمل أن تتجدد».  

كما تلقي بعض الرسائل أضواء على تطور العلاقة العميد وبين كاتبيها. وأبرز الأمثلة هي رسائل الكاتب والناشر اللبناني سهيل إدريس عبر أكثر من عشر سنوات وتبدأ عام 1945 وهو في العشرين تقريبا حين أرسل إلى العميد بصفته «المدير الثقافي بقسم النشر في دار الكاتب المصري» وسأل إن كان بالإمكان نشر رواية ترجمها حديثا عن الفرنسية هي (مولن الكبير) لمؤلفها الان فورنيه وطلب أن يذكر على الغلاف أنها «مترجمة ببعض التصرف. أما إذا كنتم حريصين على دقة الترجمة والتقيد بالأصول تقييدا شديدا وكان ذلك من شروط النشر فأرجوكم أن تخبروني بذلك». لكن الكتاب لا يتضمن رد العميد على إدريس الذي كان «بانتظار ورود جوابكم الكريم وبرفقته شروط النشر وموجباته وحقوقه».  

رواية جديدة لإيزابيل الليندي ‏

صدرت رواية جديدة للتشيلية ايزابيل الليندي تحمل عنوان (خلاصة الأيام) تدور حول حياتها بعد وفاة ابنتها باولا.

ووفقا لما جاء في (الشرق الأوسط) تبدأ الرواية باجتماع لعائلة الليندي بعد وفاة باولا وتتبع فيها التغيرات التي أصابت العلاقات بين أفراد العائلة حيث شكلت وفاتها منعطفا كبيرا في حياتها.. تقول الليندي: إن العائلة تمنحنا الأمان والصحبة والحماية وتخفف التوتر العصبي.. ولكن أنا لا أستطيع العيش من دون باولا.. ‏

يذكر أن الليندي المولودة في ليما حيث كان والدها توماس الليندي يعمل دبلوماسيا هناك غادرت بلدها تشيلي بعد انقلاب بينوشيت على سلفادور الليندي عام 1973 لتعيش في فنزويلا واسبانيا وفي عام 1982 أصدرت روايتها ذائعة الصيت (بيت الأرواح) التي ترجمت إلى 27 لغة. ‏

‏ مجلة «بانيبال»: كيف يصل الأدب العربي الى القارىء الغربي؟ 

في افتتاحية العدد الجديد (29) من مجلة بانيبال المهدى الى روح الشاعرة نازك الملائكة، تكتب الناشرة البريطانية مارغريت أوبانك رئيسة تحرير المجلة: «في العدد الفائت تناولنا بعض المبادرات الجديدة الرامية الى تحسين وضع ترجمة الأدب العربي الى الانكليزية. كل هذه المبادرات تتقدم جيداً، ومن المفيد الآن أن ننظر في كيفية ربطها بالقراء، ذلك أن بالنسبة الى بانيبال، فإن وصول الأدب للقراء هو جوهر الأمر». وتشير أوبانك الى ان عدداً أكبر من الناشرين بدأ ينتبه الى أهمية ضم أعمال لكتاب عرب الى قوائم اصداراتهم الدولية، وبدأ الاهتمام يتزايد بالجائزة العالمية للأدب العربي أو ما صار يعرف بجائزة البوكر العربية، وجائزة سيف غبّاش – بانيبال للترجمة الأدبية من اللغة العربية، وبدأ كثير من الوكلاء الأدبيين يسعون الى التعاقد مع مؤلفين عرب. وثمة عناوين كثيرة تترجم الآن، ويدعى كتّاب عرب كثيرون للقراءة والتحدث في انكلترا والولايات المتحدة.

يفتتح مقطع من رواية «سنة الأوتوماتيك» للروائي اللبناني حسن داود (ترجمة رندا جرار) العدد الجديد من «بانيبال»، وهي الرواية الثانية لداود التي تترجم الى الانكليزية ومن المنتظر أن تصدر قريباً، يليه ثماني قصائد للشاعر العراقي سركون بولص (ترجمة الشاعر)، ثم مقطع من رواية «القارورة» ليوسف المحيميد (ترجمة توني كالدربانك)، قصائد مختارة لعيسى مخلوف (ترجمة سنان أنطون)، وقصيدتان للشاعرة اللبنانية - الأميركية دي اتش ملحم. وخصّص باب «تأثيرات أدبية» لمقال «الكتب وأنا» للأكاديمي والمترجم الفلسطيني عيسى بلاطة.

واحتوى العدد أيضاً على ملف عن الكاتب العراقي الرائد غالب طعمة فرمان قدم له صالح الطعمة الأستاذ في جامعة انديانا، وضم مقاطع من روايتيه «خمسة أصوات» (ترجمة عيسى بلاطة)، و «آلام السيد معروف» (ترجمة وليم هيتشينس).

وفي العدد مقطع من رواية «تحليل دم» للشاعر اللبناني عباس بيضون (ترجمة ماكس وايس)، وآخر من رواية «عندما تستيقظ الرائحة» للعراقية دنى غالي (ترجمة وليم هيتشينس)، اضافة الى 15 قصيدة للشاعرة أميرة أبو الحسن (ترجمة يوسف رخا)، ست قصائد للشاعر صلاح الحمداني (ترجمة سونيا ألاند)، قصيدة للشاعر سنان أنطون، وقصة للكاتبة وفاء مليح (ترجمة خالد المصري). وفي العدد أيضاً ملف عن الشاعر المغربي محمد بنيس قدم له المترجم كاميلو غوميز ريفاس الذي حاور بنيس أيضاً، والى الحوار والمقدمة قصائد مترجمة لبنيس من ديوانيه «هبة الفراغ»، و «هناك تبقى». حمل غلافا المجلة لوحات للرسام السوري أحمد معلا.وأشارت ادارة المجلة الى أن العدد المقبل (خريف 2007) سيواكب مرور عشر سنوات على صدور مجلة «بانيبال».

أكثر من 400 دار وما من لائحة بالأكثر مبيعاً ... عناوين تمنع بالسرّ في معرض دمشق للكتاب

أكثر من أربعمئة دار نشر آتية من إحدى وعشرين دولة عربية وأجنبية تعرض نحو سبعة وعشرين ألف عنوان في الدورة الثالثة والعشرين لمعرض الكتاب الدمشقي الذي حل مبكراً هذه السنة، في مطلع الشهر الجاري على خلاف الدورات السابقة التي كانت تقام في الخريف. ويبرر علي العائدي مدير المعرض هذا التوقيت بـ «الاستفادة من القوة الشرائية للسائح العربي في دمشق»، وكذلك تجنباً لتضارب «موعد المعرض مع مواعيد معارض عربية أخرى»، وخشية من مطر خريفي سريع وعابر يفاجئ الكتب المعروضة في الهواء الطلق في باحة مكتبة «الأسد» التي على رحابتها ضاقت بالكتب، فوجدت دور نشر عريقة نفسها على الأرصفة مثل «المركز الثقافي العربي» و «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» وسواهما. وقد آثر مندوب «المركز الثقافي» عدم التعليق على المكان السيئ لجناح كتبه قائلاً بنوع من التهكم: «إن حكيت فربما أُرمى في مكان أبعد في السنة المقبلة».   

اقتضت العادة أن يكون معرض الكتاب السوري محطة لانقسام الرأي، فبعض دور النشر يرى فيه ظاهرة ثقافية قيمة، ويشيد بالتنظيم والإجراءات المتبعة وبعضها الآخر يرى العكس. يقول مندوب دار «الفارابي» إن معرض الكتاب الدمشقي من «أهم المعارض العربية، وهذه السنة، تحديداً، شهدت إقبالاً لافتاً منذ اليوم الأول». الأمر نفسه يراه مندوب دار «رياض الريس» التي احتلت مكاناً واسعاً ومميزاً في المعرض، وازدحم جناحاها بالزوار. أما سامي أحمد صاحب دار «التكوين» السورية فيقول إن «معرض الكتاب تحول إلى ما يشبه «سوق هال» لبيع الخضار ولا يحترم منظموه الكتاب». ويرى الإعلامي السوري أنس أزرق أن «معارض الكتب عادة تشكل فسحة للحوار وتبادل الرأي وتوقيع عقود الترجمة، والحصول على حقوق طبع كتب جديدة، وعقد الاتفاقات بين الناشرين... إلا أن معرض الكتاب السوري يقتصر على البيع، والنشاط الثقافي الموازي له يبدو ضعيفاً، ويغلب عليه الطابع السياسي، قياساً إلى سنوات ماضية شهدت نشاطات متميزة كحضور الشاعر محمود درويش مثلاً في دورة سابقة. فماذا يعني أن يناقش في إحدى الندوات كتاب صادق جلال العظم «النقد الذاتي بعد الهزيمة» الذي صدر في الستينات في ظل وجود قضايا ثقافية ملحة راهنة، كثيرة؟».

يشكو الناشرون من ضيق مساحة الممرات والأجنحة. ويقول في هذا الصدد سميح عوام (دار الطليعة الجديدة): «عندما أنشئت مكتبة الأسد لم يكن هناك تصور بأن باحتها ستشهد معرضاً للكتاب، لذلك تفتقر إلى شروط المعرض الناجح. فالزائر يشعر بالانزعاج وهو بالكاد يتمكّن من السير بين هذه الأروقة الضيقة»، ويرى أن منظمي المعرض «لا يتعاملون مع دور النشر بالمستوى نفسه. ثمة انحياز الى بعضها، إذ يتغاضون عن تجاوزاتها، في حين يحاولون تضييق الخناق على بعضها الآخر». وقد تعرض جناح «الهيئة العامة المصرية للكتاب» للإغلاق موقتاً بحجة أنها تبيع بأسعار عالية ولا تلتزم السعر المثبت بالجنيه المصري على الغلاف، لكن مندوب «الهيئة» يؤكد أن «مقدمة ابن خلدون، على سبيل المثل، تباع لدينا بخمسة دولارات للأجزاء الثلاثة، في حين تبيع دور نشر أخرى الجزء الواحد بهذا المبلغ»، وأعرب عن استغرابه وجود كتب «الهيئة» في أجنحة أخرى على رغم أن «الهيئة» هي الجهة الوحيدة المخولة عرض كتبها، وسأل: «كيف وصلت كتبنا إلى تلك الدور؟».

دور وأجنحة

يشير ناشرون إلى أن دوراً معينة حصلت على أكثر من جناح مع أن عناوينها قليلة مثل دار علاء الدين السورية، ودار الكتاب العربي المصرية التي عرضت كتباً لعادل الجوجري لاقت إقبالاً ومنها كتاب «هوغو شافيز: أسد فنزويلا ومرعب أميركا»، أو «فيدل كاسترو الأب الروحي للثورة ومحرر أميركا اللاتينية»، وكذلك كتاب رفعت سيد أحمد «حسن نصر الله: الوعد الصادق والنصر الإلهي» وهي كتب تراعي الجوانب التسويقية التجارية ولا تراعي الجانب التاريخي التوثيقي المعمق. ويبرر العائدي أن الدور التي حصلت على اكثر من جناح تمثل، بالوكالة، دور نشر أخرى.

في مسألة الرقابة يصر العائدي على أن إدارة المعرض لم تمنع أي كتاب تتوافر فيه شروط المعرض. لكن الأحاديث التي تدور في الكواليس تقول إن رواية «برهان العسل» لسلوى النعيمي، وكذلك «مشهد عابر» لفواز حداد الصادرتين عن دار الريس منعتا من العرض. ولا يرى الزائر أي أثر لكتب حازم صاغية في جناح دار الساقي، فتجارب السنوات الماضية دفعت القائمين على الدار إلى حذف كتبه من القائمة التي تقدم إلى إدارة المعرض للسماح بعرضها. ورواية «مذكرات يهودي من دمشق» لإبراهيم الجبين (دار خطوات) منعت، والمشكلة ـ كما يرى الناشرون ـ أن هذا المنع لا يعتمد أية معايير واضحة، فلئن كانت الحجة الجاهزة هي «الإسفاف الثقافي» فكيف نفهم السماح بعرض هذا الكم الهائل من الكتب التي تتحدث عن التنجيم والتنحيف والشعوذة والطبخ والأبراج...

وإذا كان ضعف القوة الشرائية يشكل قاسماً مشتركاً بين معظم القراء السوريين الذين يشكون غلاء سعر الكتاب، فإن محاولة معرفة مزاج هذا القارئ هي التي تطرح أكثر من إشارة استفهام. فلدى السؤال عن الكتب الأكثر مبيعاً تأتي الأجوبة متباينة. دار الريس تقول إن مؤلفات محمود درويش تتصدر قائمة المبيعات، وكتب زكريا أوزون، وآخر كتاب لتركي علي الربيعو «الأرض اليباب: محاكمة الفكر الأسطوري العربي»، ومقامات عبدالسلام العجيلي وأشعاره، و «العمارة الذكورية» لشاكر لعيبي. مندوب دار الجمل يقول إن كتاب «الجنس عند العرب» حظي بمبيع عال، وكذلك رواية «ثلج» لأورهان باموك الفائز بجائزة نوبل حديثاً، وقد توزّعت رواياته الأخرى مثل «البيت الصامت» و «القلعة البيضاء» و «اسمي أحمر» و «الكتاب الأسود» و «جودت بيك وأولاده»... في أجنحة مختلفة مثل جناح «الهيئة العامة»، ودار «المدى» وهذه الدار يقول مديرها هيثم زياد إن كتب محمد الماغوط تلاقي إقبالاً، وكذلك رواية إيزابيل الليندي الجديدة «إنيس حبيبة روحي»، ورواية «العطر» لباتريك زوسكيند.

في دار الفارابي لا يزال أمين معلوف يتصدر المشهد، مع كتاب «انفجار المشرق العربي» لجورج قرم، و «اللغة والتأويل» لعمارة ناصر. أما مندوب دار «بيسان» فيقول إن كتباً عن الماسونية لاقت إقبالاً وكذلك كتاب «شبكة كارلايل: ممول الحروب الأميركية» لفرانسوا ميسان. في دار التكوين بيعت روايات فواز حداد القديمة مثل «تياترو» و «صورة الروائي» التي كانت ممنوعة سابقاً، وكذلك «رواية اسمها سورية» و «سحر الكتاب وفتنة الصورة» لمازن عرفة. في «المركز الثقافي العربي» بيعت بنسب عالية كتب طه عبدالرحمن، وعبدالله العروي، وبرهان غليون، ومصطفى حجازي، ورواية «أن ترحل» للطاهر بن جلون، أما في المؤسسة العربية للدراسـات والنشر فـ «نفدت روايات سليم بركات»، كما يقول مندوبــها، وبيعت كذلك روايات لغابرييل غارسيا ماركيز، وعبدالرحمن منيف...

وألقت الأزمة العراقية بظلالها على مزاج القارئ، فالكتب التي تتناول هذه الأزمة بيعت بنسب عالية مثل كتاب «جروح في شجر النخيل - قصص من واقع العرق» لمجموعة مؤلفين عراقيين قدم له أمين معلوف، وكتاب للصحافي زكي شهاب عن الأزمة العراقية، وكتاب «الحياة السرية لصدام حسين من القصور إلى الجحور» لأنيس الدغيدي... وثمة كتب تتعلق بالأزمة اللبنانية وكتب عن سياسة الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسـط وكتب عن الأصولية الدينية، حظيت بالرواج. ولوحظ أن الأجنحة التي عرضـت كتباً للأطفال اكتظت بالزوار مثل دار الفكر.

«رؤوس الحرية المكيّسة» لجاسم الرصيف ... رواية عراقية بين السندان والمطرقة 

منذ اندلاعها شكلت الحرب على العراق موضوعاً روائياً بامتياز. فتحويل الحدث التاريخي الى أثر روائي حرفة دأب عليها الكثير من الروائيين، ما يتيح الوقوف على كثير من التفاصيل التي يغفلها المؤرخون وتعكس النبض الاجتماعي في فضاءٍ معيّن. فالروائي كما المؤرخ يتخذ من الأحداث مادةً لعمله غير أنه يُعيد تشكيلها وفق منظوره الفني لا وفق حصولها في سياق تاريخي. وبهذا المعنى، تكمل الرواية التاريخ على طريقتها وتعيد ترتيب التفاصيل فيما يُعنى هو بالخطوط العريضة العامة. وهذا ما يفعله الروائي العراقي جاسم الرصيف في روايته العاشرة «رؤوس الحرية المكيّسة» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر).

يرصد الرصيف كيفية وقوع الحرب على شريحة اجتماعية تمثّل القاع والهامش الاجتماعيين لمدينة بغداد، ويبين كيفية تعامل هذه الشريحة مع الحدث التاريخي الداهم/ الحرب، ويُحدد تموضعها بين سندان نظام استبدادي يحصي على الناس أنفاسهم ومطرقة حرب لا تبقي ولا تذر شنّت باسم تخليص الناس من هذا النظام. ويكون على شخصيات الرواية أن تهرب من «دلفة» النظام الى مزراب الحرب.

تدور أحداث الرواية، عشية اندلاع الحرب، في حيٍّ هامشي عند أحد أبواب المدينة، هو حي الثالولة. واذا كانت الثالولة في اللغة هي الخراج الصلب الناتئ من الجسد، فإن هذا المعنى اللغوي يناسب الوظيفة الروائية لحيٍّ مبنيٍّ من الصفيح والطين يحتضن الفقراء والمهمشين والمهرّبين والخارجين على القانون والمطلوبين من النظام. ويتمخض السرد عن عيوب خطيرة في الاستعداد للحرب ترتبت عليها نتائج كارثية. فانطلاقاً من حي الثالولة نموذجاً، تُبرز الرواية: النقص في التسليح، والنقص في التدريب ، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتخلّي المسؤولين عن الجنود (الشيخ بعيو مع زوجاته، الشيخ قندرة ركب هدايا الرئيس واختفى)، ورزوح الناس تحت وطأة الخوف والفقر والحصار واستبداد النظام...

وعلى رغم ذلك، كان ثمة تضامن اجتماعي يشدّ أهل الحي بعضهم الى بعض. وكان ثمة مستغلّون للحرب يكدّسون المال بوسائل غير مشروعة. وهكذا، فشخصيات الرواية هي ضحايا النظام واستبداده من جهة، وضحايا الحرب من جهة ثانية. ولكلِّ شخصية همُّها الخاص الناجم عن الهم العام أو المرتبط به بطريقة أو بأخرى. ففي مثل هذا الحي، وفي ظل ذلك النظام، العام هو الذي يُحدّد الخاص ويتحكم به.

على أنه يمكن التمييز بين نوعين من الشخصيات في الرواية، نوع الضحايا الذي تنضوي تحته معظم الشخصيات ويقع عليه الفقر والحصار والقهر والقتل والنفي والمطاردة والاعتقال والتعذيب، ومن هذا النوع ستنبثق عمليات المقاومة، وشخصيات هذا النوع تراجيدية لكل منها مأساتها، لكنها تصمد وتصبر وتتحمل وتصقلها الأحداث، فتتحول من شخصيات معطّلة الدور ومعلقة المصير الى شخصيات تأخذ بقرارها وتبدأ الإمساك بمصيرها. وهكذا، يتحوّل زمن من شاب غرّ لا يعرف استعمال السلاح ويخيفه نباح كلب الى منخرط في أعمال المقاومة بعد مروره بتجربة الاعتقال والتعذيب، ويتحوّل البدراني من مطلوب ومنفيٍّ في بلده الى لسان الحي يساعد أهله ويصطحبهم للمراجعة بشأن أبنائهم المعتقلين، والعضباء الأرملة التي تعيل أسرتها تتحوّل الى رمز للصبر والقدرة على التحمل...

أما النوع الآخر من الشخصيات فهو ذلك الذي يعيش على آلام الآخرين ويستغل الحرب لممارسة التهريب والتجارة غير المشروعة وارتكاب الموبقات ولا يتورّع عن التجسّس والعمالة للمحتل. ويمثله في الرواية كاشان وكاكا صالح والمخضرم. ولعل أسماء هذه الشخصيات تلمح الى شريحة معينة من الشعب العراقي.

ولعل المشهد الأخير الذي يختتم به الكاتب روايته، بعناصره المتمثلة بتشييع أحد عشر شهيداً وتحليق طوافتين فوق المقبرة ورشق الأطفال لهما بالحجارة وحضور مسلحين ملثمين التشييع، يشكل مؤشراً إلى استمرار المقاومة.

يقسم جاسم الرصيف روايته الى خمسة عناوين داخلية، أربعة منها أسماء شخصيات، والخامس هو اسم الحي الذي تدور فيه الأحداث. وهذه العناوين تتكرر وفق متواليات مختلفة. وفي مقاربة احصائية لهذه العناوين يتبين ان عنوان «الثالولة» هو الأكثر تكراراً بحيث يرد 57 مرة ويشكل حضوره نسبة 33.5 في المئة من مجمل العناوين ما يعني أن «الثالولة»/ الحي هي الشخصية الرئيسية في الرواية. واذا اعتبرنا ان هذه الشخصية مضافاً اليها شخصيات زمن والبدراني والعضباء التي تعبّر عن قيم ايجابية وتحضر بنسبة 83 في المئة من العناوين الداخلية، وأن كاشان التي تعبر عن قيم سلبية وتحضر بنسبة 17 في المئة نستنتج أن الرواية هي رواية ايجابية من حيث العناوين التي تطغى عليها والقيم التي تمثلها.

على أن السرد الذي كان ينتقل من عنوان الى آخر وفق نسب محددة، كان في الوقت نفسه يترجّح بين زمنين اثنين، هما زمن الوقائع وزمن الذكريات. يغطي الأول حكايات زمن والثالولة وكاشان والعضباء، وينتقل من حكاية الى أخرى ليقدم يوميات الحرب على العراق من خلال حي الثالولة وشخصياته، ويتم السرد فيه بصيغة الغائب على لسان الراوي العليم. وهنا، يبني الروائي نصّه في اطار جدلية الظهور والاختفاء لخيوط السرد ويجدل بهذه العملية حبل السرد المتصل بالوقائع.

أما زمن الذكريات فيغطي حكاية البدراني في رحلة فراره من القرية هرباً من بطش النظام مروراً بنجاته من موت محتَّم لدى محاولته الخروج من العراق مع آخرين وصولاً الى عودته الى حي الثالولة ليعيش بهوية مزوّدة خوفاً من أعين النظام. وهذا الزمن أقصر بكثير من زمن الوقائع، فحضور عنوان «البدراني» يشكل 15.8 في المئة من عناوين الرواية. واذا كان زمن الوقائع يتناول الحرب وانعكاسها على الأماكن والشخصيات وأنماط العيش، فإن زمن الذكريات يتناول استبداد النظام وبطشه بكل من تسوِّل له نفسه مجرد التفكير بالمعارضة. وكأن الاستبداد والاحتلال وجهان لعملة واحدة. ويأتي استخدام الكاتب صيغة المتكلم في هذا الخيط من السرد لينسجم مع طبيعة الذكريات التي يطغى عليها الطابع الذاتي. ولعلّ قصر خيط الذكريات في الرواية مقارنةً بالوقائع يومئ الى أن الحاضر المثقل بالاحتلال وتداعياته هو الحيّز الأكبر من المشهد العراقي على رغم ان الجزء الأصغر المخصّص للذكريات السود يأتي مكمّلاً لهذا الحيِّز.

ان انتقال الكاتب بين العناوين الداخلية المختلفة جعله يروي الواقعة الواحدة أكثر من مرة، ومن المنظور نفسه، ما أسقطه في التكرار الذي لا يضيف جديداً الى المشهد، كواقعة اطلاق سراح دليو التي وردت تحت عنواني «الثالولة» و «العضباء».

بلغةٍ يغلب فيها السرد على الحوار، ويتوشّح فيها التقرير بشيء من التصوير، ويخفّف من موضوعيتها بعض الكاريكاتور، ويتجاور فيها معجما الحياة والموت، يصوغ جاسم الرصيف روايته الجديدة، ويمزق الأكياس عن رؤوس الحرية.

'المحيط الثقافي' تتحدث عن يوليو التي كانت

لا يزال رحيل الشاعرة نازك الملائكة في مصر يشكل العناوين الرئيسية في الصحف والمجلات الثقافية المتخصصة، وعن "نازك الملائكة أغنية للشعر والإنسان" يكتب عيد عبدالحليم في العدد الأخير الذي يحمل الرقم 70 من مجلة "المحيط الثقافي" التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية، ويرأس تحريرها د. فتحي عبدالفتاح الذي يكتب افتتاحيته عن "يوليو التي كانت".

ثم ترصد المجلة مهرجان القراءة للجميع الذي تحول إلى نشاط يومي يستمر طوال العام ساعيا لإنجاز شعاره الجديد "القراءة منهج حياة" الأمر الذي استلزم تطوير فعالياته بكامل أنحاء مصر، مع مخاطبة كافة الأجيال.

ويلقي عادل ثابت الضوء على أول سمبوزيوم لنحت الجرانيت تستضيفه مدينة مرسى مطروح، بينما يكتب د. عمرو دوارة عن المهرجان القومي للمسرح، ويحدثنا عمرو يوسف عن جوائز الدولة التي تخلصت من إرثها القديم، ويتابع وائل السمري رحلة البحث عن حتشبسوت، ويأخذنا حمدي مهلهل إلى ندوة "العالم العربي وإنتاج المعرفة" التي نظمها مركز العالم العربي للدراسات المتقدمة ببريطانيا بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة في مصر. وعن المؤتمر الأول للقصة يكتب أبو عيشة.

وفي باب "مساحة للحوار" تأخذنا سوسن الدويك في رحلة طويلة مع فاطمة المعدول التي تقلدت عددا من المناصب الخاصة بثقافة الأطفال وأدبهم، والتي لا تزال تستمتع بالدهشة كالأطفال، وترى أنه لا يوجد طفل غير مبدع، وليست كل الأغاني التراثية جميلة.

أما ملف العدد فقد كان عن ثورة يوليو التي بلغت من عمرها 55 عاما، شارك فيه نبيل زكي الذي يرى أن الخطيئة الرئيسية لثورة يوليو/تموز هي إلغاء المشاركة الشعبية، بينما يرى سعد هجرس أن الثورة مازالت بعد مرور خمسة وخمسين عاما على انطلاقها حاضرة في وجدان الناس، حتى ولو كان هذا الحضور ينطوي على شكل من أشكال "النوستالجيا" أو الحنين للماضي، أو ينطوي على شكل من أشكال الرفض للحاضر ومشكلاته التي أصبحت أكثر من الهم على القلب.

ويحدثنا فاروق أبو زيد عن ثورة يوليو والإعلام، بينما يكتب عزازي علي عزازي عن يوليو والاحتباس السياسي، وتُجري هويدا حمزة تحقيقا عن يوليو والشخصية الوطنية، شارك فيه من الكتاب والمثقفين: أبو العلا السلاموني، ود. جمال شقرا، ود. عاطف العراقي، ود. يحيى الجمل الذي أكد أن يوليو غياب حقيقي للديمقراطية.

وعن جريمة الترميم في مقابر بني حسن يكتب د. السيد قماش ضمن مواد باب "تشكيل وتجسيد"، بينما يكتب مصطفى الناغي عن اكتشاف الصدفة.

أيضا يعزف باب "الثقافة المرئية" على وتر ثورة يوليو، فيكتب محمود قاسم عن السينما والثورة.

ثم يتناول زكي مصطفى الرومانسية في مهرجان سينما الشباب، في حين يودع إبراهيم عوف أديب السينما المصرية السيناريست عبدالحي أديب، ويقدم أمين بكير قراءة في الأشكال المسرحية، وتحدثنا عزة مشالي عن المهرجان الثامن للرقص المسرحي.

وفي باب "نوافذ على الورق" يكتب الشاعر د. حسن فتح الباب عن المسرحية الشعرية "شيطان الحلم" للشاعر لطفي عبدالفتاح، ويتناول يوسف الشاروني المجموعة القصصية "شمس الملوك" لمريم الخولي بين عبق الماضي وصخب الحاضر.

وتقدم د. عزة بدر قراءة في رواية "طلعة البدن" للكاتب السيناوي مسعد أبو فجر، بينما يكتب الشاعر أحمد فضل شبلول عن ديوان "لا عليكِ" للشاعر عبدالناصر الجوهري ويركز حديثه على القصائد السياسية التي يحتويها الديوان.

فضلا عن الإبداعات الشعرية التي تنشرها المجلة للشعراء: د. كمال نشأت، وعمر غراب، ومحمود فرغلي، وعفت بركات. والإبداعات القصصية لكل من: د. أميمة منير جادو، ونبيل عبدالحميد، والحماقي المنشاوي، وهشام قاسم.

ويتناول الكاتب نبيل فرج ذكريات أخيه الراحل ألفريد فرج تحت عنوان "ذكريات وراء القضبان" وهي عن سنوات اعتقاله التي امتدت من 1959 إلى 1963 ولم يدونها إلا في سنة 1999.

ويعرض أسامة عرابي لكتاب "ضحايا العولمة" لجوزيف ستجليتز ترجمة لبني الريدي وتقديم د. جلال أمين، بينما يتناول محمد رفاعي كتاب "حروب القرن الحادي والعشرين" الذي صدر عن سلسلة العلوم والتكنولوجيا بمكتبة الأسرة تأليف إينياسيو رامونيه وترجمة خليل كلفت.

'البيان' الكويتية تدرس اللسانيات النفسية 

بمقاله عن الصحف الكويتية الجديدة التي صدرت بالكويت في الشهور الماضية، والمرشحة للصدور خلال الأيام المقبلة، يفتتح حمد الحمد رئيس تحرير مجلة "البيان" الكويتية العدد الجديد (445) تحت عنوان "أصوات جديدة ونهاية احتكار" مشيرا إلى أن إصدار صحف جديدة يعني مساحة من الحرية أكبر، وفضاء من التنفس الليبرالي أوسع, ومحذرا في الوقت نفسه من الفوضى وتحول بعض الصحف إلى الإثارة غير المرغوبة، فتحيد بذلك عن دورها في أداء رسالة إعلامية غايتها التهدئة لا الإثارة.

اللسانيات النفسية

بعد ذلك يقدم د. خالد محمود جمعة دراسة معمقة عن اللسانيات النفسية معنىً ووظيفة، مشيرا إلى أن اللغة ليست مجرد رموز وإشارات تنحصر مهمتها في أداء وظيفة دلالية تواصلية فقط، إنما هي تعبير عن ردود أفعال مناسبة على إثارات يواجهها الكاتب أو المتكلم نتيجة انفعالات أو مؤثرات خارجية لها الأهمية الأولى في التأثير في تلوين التعبير بطابع يميز حالة الكاتب أو المتحدث.

وهو يتعرض في دراسته تلك إلى اللسانيات وعلم النفس، معرفا اللسانيات النفسية، وموضوعاتها، ونظرة تاريخية عليها، متحدثا عن علم اللغة النفسي والسلوك اللغوي، وعلم اللغة النفسي والكليات.

مختتما دراسته، التي جاءت في أكثر من ثلاثين صفحة، بقوله "مهما يكن فالبحث في اللسانيات النفسية وأبعادها مستوى واسع جدا، ولا يمكن لبحث متواضع من هذا القبيل أن يفيه حقه، إلا أنني كنت جد حريص على تقديم صورة عن آلية العلاقة بين علم اللغة من ناحية وعلم النفس من ناحية أخرى وصولا إلى علم جديد هو 'اللسانيات النفسية'."

شعراؤنا الراحلون

بعد ذلك يتحدث عبدالله خلف عن رحيل الشاعر الكويتي يعقوب الرشيد والابتسامة التي غابت.

وعزفا على نغمة رحيل شعرائنا تكتب د. فاتن حسين عن رحيل الشاعرة نازك الملائكة تحت عنوان "بين صمت الرحيل ورحيل الصمت" معرفة نازك الملائكة في سطور، والظروف الأدبية التي أحاطت بها، وتجديدها في شكل القصيدة.

صلواتي ووثائق الوقف الكويتية

وعن المجموعة الشعرية "صلواتي" لندى يوسف الرفاعي، يكتب سيد سليم مشيرا إلى أن الشاعرة تنسج إبداعها الشعري على أوزان البحور الصافية.

بينما تتوقف منى الشافعي عند كتاب "وثائق الوقف الكويتية" للدكتور عادل محمد العبدالمغني، موضحة أنواع وأشكال الوقف ومنها: وقف المساجد، ووقف آبار المياه العذبة (الجلبان)، ووقف دكاكين الأسواق والبيوت السكنية، ووقف محصول المزارع والثمار، والوقف في جزيرة فيلكا، والوقف الذري.

ثم تشير في عرضها للكتاب إلى تاريخ الوقف الشرعي في الكويت، وتستعرض بعض الوثائق والشخصيات الموجودة بالكتاب، ودور المرأة الكويتية في الوقف، واختفاء بعض أسماء الأسر الكويتية.

ومن بولندا يكتب د. يوسف شحادة عن الشعر والنثر في أدب البحرين الحديث، مستعرضا كتاب المستشرقة البولندية د. بربارا ميخالاك الذي يرصد المشهد الثقافي البحريني ويستعرض سير الأدباء.

وعن رواية "ارتطام لم يُسمع له دوي" للكاتبة بثينة العيسى، يكتب فيصل خرتش عن هموم جيل ورث الخوف.

عبير سلامة تبعث المؤلف من موته

أما د. عبير سلامة فتكتب عن بعث المؤلف، مشيرة إلى أن هذا الحقل النقدي لدينا كان مشوشا في السنوات القليلة الماضية بسبب إقحام العامل الأخلاقي وعدم الفصل بين الحياة الشخصية للمبدع وعلاقته بحياة نصوصه، وأن كثيرا من المؤلفين يرفضون نشر، أو إعادة نشر، أعمالهم الأولى، لأنها في تقديرهم النقدي ضعيفة المستوى، وتتساءل: هل يصلح المبدع لأن يكون ناقدا موضوعيا لنفسه؟

وينشر عقيل يوسف عيدان نص الورقة المقدمة لندوة "الكاتب العربي وحوار الثقافات" التي عقدت بالعريش في مصر خلال الفترة 2 ـ 4 يونيو/حزيران الماضي. وجاءت بعنوان "من هو المثقف العربي الذي نحتاج للمستقبل؟".

وعن الكاتب والشاعر الفرنسي رونيه شار يكتب ويترجم أمين صالح.

بينما يحاور ضياء يوسف الروائي السعودي يوسف المحيميد الذي يرى أن الكتاب والمبدعين مقاتلون في مجتمعاتنا، وأن الرواية لا تحتاج إلى وسيط، وأن الدراما عمل مرئي مستقل عن العمل المكتوب.

دقات المسرح

كما تحاور المجلة د. نرمين الحوطي عن همومها المسرحية، وهي ترى أن المسرح في حالة شلل.

وعن شعرية العرض المسرحي والجمالية يكتب د. جميل حمداوي، متحدثا عن عناصر التركيب الجمالي، وجمالية الفضاء المسرحي، والكتابة الدرامية، ومتى يكون العرض المسرحي جميلا.

وفي مجال الإبداع تنشر المجلة قصائد للشعراء: على السبتي، وجميل إبراهيم، والسماح عبدالله، وعبدالوهاب المكينزي، ود. حسن سعيد خضر، وقصصا للكاتبات: نعمات البحيري، وعلياء الداية، وهدى الجهوري.

وتنهي المجلة صفحاتها البالغة 160 صفحة بالمحطات الثقافية التي أعدها لهذا العدد محمد بسام سرميني، منوهة أن لوحة الغلاف الأمامي للفنانة التشكيلية الكويتية ثريا البقصمي المتفرغة للفن التشكيلي والأدب.

مهرّب الخيول النرويجي بير باتيرسون ينال جائزة أمباك للرواية

لم يكن اولوف.اتش. هوغ الكاتب والروائي النرويجي الوحيد الذي يشغل اهتمام الأوساط الثقافية ، بل ان ثمة اجيال جديدة من الكتاب والأدباء والرسامين والشعراء والموسيقيين وكتاب مسرح مابعد ابسن من امثال بير باترسون وهانز بورلي واندريه بيوركه وآرنولد كفيرلاند.. يمثلون حركة مابعد الحداثة في النرويج. ويعتبر الشاعر والباحث النرويجي ايرك غيستفونغ استاذ الأدب واللغات في معهد ثور هيردال في مدينة لارفيك اليوم ؛ انها بدأت ، اي حركة مابعد الحداثة ، بعد عام 1990. ذلك ان الحركات الثقافية النرويجية هي غاية في الوضوح والتحديد من الناحية التاريخية والفنية ولم ينجح النقد في تعتيم حدودها الزمنية كما عندنا في الشرق علي حد تعبيره المباشر امس الأول وهويتحدث للزمان. انه يري فترة الرومانسية القومية – علي حد تعبيره – تقع بين 1814 و1860 و تقع الواقعية الطبيعية من 1870 الي 1890 والرومانسية الجديدة من 1890 الي 1900 والواقعية الأدبية او الأخلاقية من 1900 الي 1920 والواقعية الأجتماعية من 1920 الي 1945 وحركة الحداثة من 1945 الي 1990 ثم حركة مابعد الحداثة التي ابتدأت منذ عام 1990 والتي اثمرت اتجاهات شتي في فنون الكتابة والرسم والمسرح والموسيقي.. وقد عرف ادوارد مونتش رساما بارعا وكنوت هامسون وسيغريد اوندسيت وبكرنس تيرنه بيكرنسون وهيرمان ولدن فيها ككتاب معاصرين وادوارد غريغ كموسيقي وغيرهم ممن يحتلون مكانة رفيعة في تمثيل حركة الثقافة النرويجية الممثلة اليوم في فعل مابعد الحداثة.

السرد يواجه كينونته

يشتغل الكتاب والمثقفون النرويجيون علي امكانات شتي للخروج بثقافتهم المنعزلة الي عالم آخر مختلف هو عالم التفاعل والأنتشار في عالم ممتد ومجهول. ان الأمة النرويجية البالغ تعدادها اربعة ملايين وخمسمائة الف تواجه اسئلة حادة في ظل هجرات.. ثقافية غير متفاعلة وعزلات تفرضها الطبيعة الجبلية والمناخية القاسية مرة..والعزلات الحضارية مرات ومرات. لذلك ينشغل هذا الجيل بألأشتغال علي فكرة التواصل البعيد حيث فشل التواصل القريب مع تكوينات مهاجرة داخل النرويج اختارت العزلة والأنطواء. ويشكل النرويجي بير باترسون الحائز علي جائزة امباك الدولية لعام 2007 واحد من مجموعة جديدة تحاول الوصول الي الهدف ذاته. فقد اختارت المترجمة البريطانية آن بورن ترجمة روايته (مهرب الخيول) ترجمة وافية ، وهي المتخصصة باللغة النرويجية ، ثم قام الناشر هارفل سيكر بنشرها في طبعة انيقة ، وتقدمت المترجمة بترشيحها الي الجائزة التي تنظمها بلدية دبلن مع شركة امباك الدولية ومجلس مدينة دبلن. و كانت هذه الرواية واحدة من مجموعة قليلة من الكتب المترجمة من لغات اخري.. ضمن قائمة الترشيحات ، اذ حظيت الرواية بأهتمام كبير من قبل اللجنة الخاصة بالجائزة لما انطوت عليه من خواص فنية غلوبالية وشخصية وطنية وحداثة فارقة كما في بيان لجنة الجائزة. فلقد اعلن عمدة دبلن السير فنسنت جاكسون في الرابع عشر من مايو / أيار الماضي فوز (مهرب الخيول) للنرويجي بير بيترسون بجائزة امباك الدولية للأدب لعام 2007. والجائزة الي جانب قيمتها المعنوية.. تبلغ قيمتها من الناحية المادية مائة الف يورو للكاتب الفائز فيما تنال المترجمة آن بورن خمسة وعشرين الف يورو فضلا عن الشهادات والأوسمة التي ينالها الكاتب والمترجم معا. والجائزة واحدة من اكبر الجوائز الدولية في ميدانها الثقافي حيث تعني بنشر الأداب وفنون الكتابة لأمم شتي ونقلها الي الأنجليزية.. ويبدو ان بيترسون الكاتب الشاب الذي درس في اوسلو.. ونشا فيها لم يصل هذه النتيجة الاّ جراء حرفة مميزة..وتقنيات كتابة لنص اجتماعي..نفسي لحكاية ذاتية ــ اندفدوالية تعيش وسط بيئة منعزلة تتنازعها رغبة في البحث عن مغامرة من بين حلول وخيارات عارمة تكتسح الحياة وتعصف بالقائم منها حتي النزع الأخير لفرادات..ووحدانيات صارمة الي درجة الموت. كل ذلك في اطار سردي حاد مليء بالحركة والمتغيرات من الشباب الي الكهولة ، ومن التوافق والخيانة والأمان الغائب ، تتداعي ذكريات بطل الرواية (تروند) بين ذكريات موجعة وحنين لايجاري..وشعور قاس بالذنب يبعث بالبطل الي اختيار عزلته الجبلية النائية حتي اللحظة الأخيرة للقدر المكتوب في ظلام السنوات الموحشة.

ــ تأخذ الرواية شكل السرد المتعاقب ،المتوازي.. في سلسلة من فلاشــ باك استعادي لأحداث طفولية يوم كان (تروند) صبيا في الرابعة عشرة يشارك والده العيش في الريف.. وثمة رفقاء واصدقاء تاخذهم المغامرة الي منعطفات وخيارات الوحشة الريفية والسكون المذهل. كما حرية الحركة واهتبال الفرصة ازاء مهمة سرقة الخيول او تهريبها..او العبث بلعبة من هذا النوع لصبيان يلهون في ريف نرويجي مفتوح علي سفح بعيد تحده سلسلة من جبال وعرة.

تداعيات حرة.. ونوستالجيا

ان طبيعة المكان ترسم تراجيديا متسلسلة لحدث عادي في قالب سردي حديث.. يمثل جيل الكاتب كما يمنح الرواية خصوصية فنية. وفي الرواية يواجه (تروند) الشخصية الأساسية في الرواية وفي مغامرة عابثة موت صديقه (جونز).. ورفيق صباه المغامر..في تراجيديا مفاجئة.. تمثل جائحة تعصف بالجميع حيث تنكسر خلالها كل الأبعاد الأجتماعية والعائلية لصديقين ارتبطا بالحياة والمغامرة والفعل المر.. غير المنضبط. تتبدد العائلتين بطريقين مختلفين كل علي حدة.. حيث ينتاب الأنهيار التدريجي كلا العائلتين.. ويختار والد تروند ان يهرب مع امرأة اخري تغير حياته كلية وتقصيه عن عائلته..

وتهاجر العائلة الصديقة التي كانت ترتبط بحميمية فارقة وسط بيئة اجتماعية عادية. لكن بير باترسون ينجح في اعادة خلق فنيتها وفق رؤية فنية ولغة غاية في التكثيف لموضوع اجتماعي وانثربولوجي.. حيث تضج الرواية بمونولوغات (تروند) الذي نكتشف انه يعيد سردية خاصة لأحداث بعيدة وهوفي السابعة والستين يلهج بأسم (جونز.. ضحية الخيول والمغامرة الفجة ايها الرب البعيد).. خلال اربعينات القرن الماضي ، وذلك في تداعيات حرة ونوستالجيا الي زمن مليء وصاخب.. وسط شعور غامر بالذنب والندم والأعتذار.

ان (تروند) يردد دائما : هل للمرء ان يعتذر عن الخيانه البريئة؟

فلقد كانت كل تلك المغامرة والتحولات من الشباب الي الشيخوخة.. ومن السكون الي الفعل.. ومن التراجيديا الي العزلة القاتلة.. تجربة الثراء الغامض المر الذي جعله يختار عالما قصيا..مليئا بالتبكيت والتداعي والأسي الممض والندم حتي الموت.

ان رواية بير بيترسون النرويجي الفائز بجائزة امباك الدولية لعام 2007 صورة لأدب اسكندنيفيا الجديد في ظل بحث دائب لتوكيد ملامح حركة جادة للتكريس الثقافي في اطار مابعد حداثوي واضح وغير مضبب.. عكس ماتنطوي عليه الحركة ذاتها في اماكن اخري ــ في اوربا والوطن العربي والعالم الثالث ــ من فردية وتداخل في المفاهيم وفوضي في الأشكال بحيث غدت حركة مابعد الحداثة حركة فوضي ثقافية..يحاول الروائي هنا ان يؤطر مفاهيمها وحدودها الفنية في بلد قصي.. عند حدود قطب الشمال.

سحر الموجي تبعث التراث الفرعوني والتصوف المطلق في «ن»

  عن دار «ميريت» في القاهرة صدرت رواية «ن» للكاتبة المصرية سحر الموجي، وقد صدر لها من قبل «سيدة المنام» مجموعة قصصية و«دارية» رواية حصلت علي جائزة أندية الفتيات بالشارقة، و«آلهة صغيرة» ـ مجموعة قصصية ـ وتعمل حالياً مدرسة للشعر الأميركي والشعر الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة،أنهت رسالتها للدكتوراه بعنوان «المسعي الصوفي في شعر هيلدا دوليتل» عام 2001 وكانت قد نالت درجة الماجستير عن «الرحلة الصوفية للشاعر تد هيوز» عام 1991 وهي مذيعة بالبرنامج الأوروبي بالإذاعة المصرية.  

وفي رواية «ن» التي تتمحور حول أربع شخصيات رئيسية تحرص الكاتبة على بناء عملها ضمن شقين أولهما: التراث الفرعوني الذي تبدأ فيه نصها مع «حتحور» آلهة الفن والرقص والحب، أما الشق الآخر فيدور حول فكرة التصوف المطلق حيث تسعي الكاتبة للوصول بأبطالها إلى محور مشترك هو العالم الداخلي أو بعبارة أدق تحقيق قدر من الوعي الذاتي بقدراتهم الجوانية. التنقيب عنها والوصول إلى مناطق معتمة في الذات عبر التأمل والعزلة حيث هذه الطقوس تكون جزءا من السعي الروحاني وأيضا وسيلة من وسائل التصوف.لكن الكاتبة لا تقصد بالتصوف المفهوم العام له وإن كانت لا تخفي تأثرها بالمتصوف بن الفارض إلا أنها وضحت مفهومها الخاص للصوفية في حوار لها في جريدة الشرق الأوسط، قالت: هذا البعد الصوفي موجود طوال الوقت في حياتنا سواء أحسسنا به أم لا، أدركناه أم لم ندركه.  

وفي مجموعتي «فضيلة الاستغناء» مثلا هناك طيلة الوقت الصراع مع النفس في نفس الوقت الذي تظهر فيه قاعدة الاستغناء وهي ألا تطلب، وهي قاعدة صوفية أصلا، ولها ما يوازيها في الصوفية الإسلامية وإن كانت أقرب لتصوراتي عن الحياة، وعن السعادة، التي أرى أنها تكمن في ألا تتوقع ما ستأتيك به الحياة، والاستغناء تصور حقيقي للسعادة، ان تستطيع أن تصل للحظة نشوة حقيقية صوفية.  

وأنت وحيد تماما لمجرد أنك تجلس وتنظر إلى القمر، وتشعر بتوحد ذاتك معه، بأنكما أصبحتما شخصا واحدا، وليس اثنين، وهذا في حد ذاته بعد روحي للرحلة التي هي الحياة، لأن الحياة في تصوري ليست هي الانجاز على مستوى بالتصوف كل متصوفي العالم انطلاقا من هذا المفهوم يتحرك أبطال رواية «ن» الأربعة (سارة ـ دنيا ـ نورا ـ حسام) في رحلة بحث جوانية مستندين على قدراتهم الفنية.  

سارة عبر الكتابة،دنيا تكتشف غواية التصوير وتغوص فيها،نورا تلجأ للرسم،حسام يكتشف ذاته عبر عزلة مؤقتة في الصحراء.لكن ثمة صراع حقيقي يمور بين أبطال الرواية في علاقتهم مع الواقع،فالرواية رغم تحركها ضمن خط التراث الفرعوني،وخط التصوف النفسي إلا أنها لا تبتعد في سردها عن الواقع المعاش أي أنها لا تتحرك في الماضي.  

فالزمن يتقاطع في سرد «حتحور» لحكايا الأبطال ضمن مسيرة حياتهم أو علاقاتهم مع العمل أو الأسرة، «حتحور» هنا تمثل الأنا العليا للأبطال هي الآلهة الرائية العالمة بخفايا أبطالها،هي التي تقوم بفعل الكتابة كما تقوم( سارة) بإعداد بحث عن الساحرات في العصور الوسطي،فالساحرة هي الكاهنة، إنها المرأة العليمة بالخفايا وبالأسرار التي لا يبصرها الناس الغارقون في مادية الواقع الحسي.  

تعيد سحر الموجي في رواية «ن» الاعتبار لمفهوم فكرة الكهانة إذ تفتتح كل فصل من روايتها بعبارات تقولها حتحور عن الأبطال الذين تراقب حياتهم وترشدهم عن بعد من دون أن يعرفوا بوجودها،تحضر في حياتهم لأنها ترى فيهم القدرة علي الاسترشاد بالكهانة، بالسحر، بالطاقة الداخلية غير المكتشفة.تقول «عبر الغريب فناء المعبد الصامت إلا من صوت قيثارة بعيدة يسمع دقات قلبه كطبلة كبيرة.سيمر أولا بكبيرة الكاهنات قبل أن يصل إلى تلك الغرفة نصف المعتمة،في قلب المعبد حيث تنتظره الكاهنة.خلع حذاءه في صمت علي عتبة الغرفة ووقف بخشوع أمام الكاهنة الأم».  

لكن مقابل حتحور أيضاً هناك «سخمت» آلهة الغضب إنها الوجه الآخر «لحتحور»، سخمت هنا يتجلي ظهورها بوضوح مع شخصية «نورا» التي يتكثف فيها الاضطراب والصراع بين الواقعي الحسي والنفسي الجواني،وكما لو أنه صراع بين «حتحور» و«سخمت» وأي الوجوه التي ستستقر في داخل نورا.والكاتبة تصف هذا الجانب الأسطوري في الرواية بقولها «حتحور/ سخمت، وجهين لآلهة واحدة.  

والأسطورة في «نون» ليست أيقونة أو جدارية فرعونية وإنما هي جزء من لحم الحياة اليومية للأبطال تحركهم وتبكيهم، وهي الغضب الذي يتلبسهم وسحر العشق عندما يقعون في الحب. ترفق الكاتبة مع الرواية شروحات تفصيلية للمفردات التاريخية الواردة في روايتها،ما يدل علي الجهد البحثي الذي قامت به كما توضح عنوان الرواية «ن» حيث النون هي إحدى تسميات الحوت،والنون في المعجم هي إحدى تسميات المحيط.كما تذكر أسماء الكتب وعناوين القصائد وأسماء الشعراء والكتاب الذين استعانت بعباراتهم في النص.  

نسرين طرابلسي و'حديث الخرساء' 

 صدر حديثا عن دار صائب للنشر والتوزيع في سوريا للكاتبة نسرين طرابلسي كتابها الجديد 'حديث الخرساء' متضمنا مجموعة من النصوص التي وزعت بطريقة الشعر الحر في صفحات الكتاب وتوجت بكلمة 'نثر' على غلاف المجموعة.

'حديث الخرساء' هو الاصدار الثالث للكاتبة بعد مجموعتها القصصية الأولى بعنوان 'في انتظار اسطورة' الصادرة سنة 1997 ومجموعتها القصصية الثانية بعنوان 'وادرك شهرزاد الملل' الصادرة سنة 2004 عن دار المدى. قد تكون كلمة 'نثر' علاجا لردم المسافة بين ما أنتجته الكاتبة بعد مجموعتين قصصيتين، وهذا الاصدار الجديد الذي يقترب من الشعر أو قصيدة النثر، تحاول به الكاتبة ان تبقي على النفس السردي والتقاط الحدث.

من أجواء الكتاب:

مرة اخرى

المخاوف كلها تمتص دمي

لكنني كلما اطلقت خيبة

في النسيان / وهممت بالتوبة

لاحت اجنحة الطفل العاري / فشرعت نقاهة قلبي

لسهامه الطائشة

ديوان شعر جديد مترجم من الطاجيكستانية إلى العربية 

صدر ديوان شعر جديد مترجم إلى العربية عن الشعر الطاجيكستاني بعنوان: 'وردة في الخد وأخرى في النظر' للشاعر جولنظر والشاعرة جولر خسار، وقد ترجمة نذر الله نزار وراجعته الشاعرة سعدية مفرح وقدمه ابراهيم بابايف.

يضم الديوان مجموعة من القصائد معظمها قيل ابان الحرب الطاحنة التي عصفت بطاجيكستان في مطلع التسعينات، لذلك تتميز الأشعار باكتنازها بالمفردات الوطنية.

وبدا واضحا ان الشاعرين يمتلكان ثقافة كونية واسعة حيث تحدثا عن قضايا عربية وجدا ان فيها شبها بما كان يحدث في بلادهما، مثل احداث صبرا وشاتيلا، وتعاطفهما بشكل عام مع القضية الفلسطينية، بل وأوغلا أكثر في التاريخ العربي من خلال اسقاطات شعرية من واقع امرئ القيس.

ويفيدنا الديوان بمقدرة الشاعرين على تحويل اللحظة الحانقة خلال الحرب الى فعل ثقافي تنموي يؤرخ لواقعة زمنية، من دون ان يؤجج أوار الفتنة، وذلك من خلال مظلة سلام يكتبها شاعرا الديوان بقريحة الأمل:

ألست تتذكر نجوما

تلألأت يومها في الأفق البعيد / دونما اهتمام

وثمة حرب كانت بين الخير والشر

تدور رحاها / لكن الغرام

جاء بكل تناقضاته وتقلباته

ليكون بيني وبينك.. رسول سلام

مؤسسة نشر اسبانية تستهدف 300 مليون قارئ بالعربية في العالم انطلاقا من المغرب

 ذكر  ان مؤسسة اسبانية متخصصة في الطباعة والنشر تراهن على استهداف ما يزيد من300 مليون قاريء باللغة العربية وذلك من خلال اقامة فرع لها بشمالي المغرب.

وقال مسؤول بوزارة الثقافة المغربية ان هذه المؤسسة التي يطلق عليها اسم (ايل موتسارة) ومقرها مدينة غرناطة الاسبانية تعتزم اقامة مشروعها الضخم في مدينة تطوان قريبا.

واضاف ان المؤسسة التي ستشغل باليات جد متطورة ستركز على نشر الكتب الجديدة والمؤلفات المترجمة من الاسبانية الى العربية فضلا عن الكتب التي تتناول قضايا العالم العربي والاسلامي المتعددة.

«فضولية العلم» بالعربية 

عن «مركز البابطين للترجمة» وبالتعاون مع «دار الساقي» في بيروت صدرت ترجمة عربية لكتاب «فضولية العلم» لمؤلفه سايريل ايدون ضمن برنامج المركز الهادف لتشجيع الترجمة وتبسيط العلوم وثقافة التكنولوجيا.

يقع الكتاب في 270 صفحة من الحجم الوسط وهو من ترجمة الزميل أحمد مغربي ويتضمن 9 محاور تشرح بأسلوب شيق الاكتشافات والنظريات العلمية في مجالات: الأفلاك، الكرة الأرضية، عالم الأحياء، الطاقة، ماهية المادة والأعداد. ويقدم الكتاب فصلاً خاصاً عن أهم المكتشفين العلميين وإنجازاتهم بدءاً من طاليس وفيثاغورس واكتشافات الحضارة الصينية القديمة مروراً باكتشافات الحضارة العربية الإسلامية وكولومبس وغاليلو ووصولاً إلى فراداي والتحليل الكهربائي وماكسويل وماندلييف.

ويُسلط الكتاب الضوء على التحولات التي أحدثها العلم والتكنولوجيا في حياة المجتمعات لا سيما بعد ثورة الطباعة واكتشاف الميكروسكرب والتيليسكوب. ويحتوي كذلك على جداول مسلسلة تاريخياً عن أهم الأحداث في كل من علم الفلك والبيولوجيا والكيمياء وعلم الأرض والفيزياء والتكنولوجيا العلمية.

يتميز الكتاب بلغته البسيطة التي تخاطب القرآء على اختلاف مستوياتهم، مقدماً لهم المعلومات المفيدة في ميادين علمية مختلفة قديمة وحديثة.

يكتب المؤلف في المقدمة: «في يوم ماطر، أثناء طفولتي، احتبست في المنزل، وقررت تمضية الوقت بقراءة كتاب. كان منزلنا يحتوي على الكثير من كتب المغامرات والقصص البوليسية، من جراء استعارتها، مع عدم الإعادة، من المكتبات القريبة».

مهرجان إدنبره للفنون يعرض هاري بوتر أو روايات ديكنز في ساعة 

اذا كنت ترغب في التعرف على رواية (أوليفر تويست) للروائي الانجليزي تشارلز ديكنز أو أن تتصفح مغامرات هاري بوتر كلها خلال ساعة واحدة فقط فالحل عند أكبر مهرجان للفنون في العالم والمخصص لجيل ليس من هواة القراءة.

وفي عرض كامل العدد من الاطفال الحريصين على التعليق على كل خطأ يقعان فيه دمج الممثلان دان كلاركسون وجيف تيرنر الاجزاء السبعة لرواية هاري بوتر للكاتبة البريطانية جيه.كيه. رولينج في عرض موسيقي ساخر.

ولاكتساب الإلهام جلس كلاركسون وتيرنر في نفس المقهى في إدنبره لكتابة السيناريو الخاص بعرضهما.

وقال تيرنر عن رولينج التي حولتها روايتها الى أول كاتبة مليارديرة في العالم "هناك مقعد محجوز لها دائما في الصف الامامي في كل عرض... أحب أن تأتي ولكن يجب أن أقول اني سأصاب بالرعب اذا رأيت فجأة أنها تجلس هناك."

وشبه كلاركسون نجاح روايات هاري بوتر بنجاح فريق البيتلز الغنائي.

وقال "بوتر هو حمى البيتلز بالنسبة للكتب. مثل البيتلز لا أعتقد أننا سنرى مثل ما حدث مع بوتر ثانية. لم أر كتابا أبدا دفع خمسة آلاف فرد للاصطفاف بمنتصف الليل من أجل شرائه."

وكان آلاف من المولعين بهاري بوتر اصطفوا خارج المكتبات في شتى أنحاء العالم الشهر الماضي استعدادا لانطلاق مبيعات الجزء السابع والاخير من رواية هاري بوتر وهو بعنوان (هاري بوتر والاقداس المهلكة). وتخطفت ملايين النسخ في غضون ساعات.

وقال كلاركسون "من الجميل أن نقول أننا أتينا ببوتر للناس ولكن الناس هي التي ذهبت اليه أولا الا أنه اذا كان بامكاننا دفع شخص واحد آخر لقراءة الروايات فسيكون ذلك رائعا."

أما آدم لونج مؤلف (ديكنز بلا توقف - الاعمال الكاملة لتشارلز ديكنز المختصرة) فحقق ما هو أعظم بدمج 35 رواية لديكنز في ساعة واحدة فقط..

وقال لونج "أتمنى أن يكون عرضنا بمثابة إشارة تضيء الطريق للناس للعودة للمادة الاصلية... اكتشفنا جمهورا كبيرا له (ديكنز)."

ولونج مقتنع بأن الروائي الفيكتوري ستكون له دوما جاذبيته العالمية.    

 صدور أول سيرة للخميني بالايطالية

صدرت في روما  أول سيرة لزعيم الثورة الايرانية آية الله خميني باللغة الايطالية، وذلك بمبادرة ورعاية من جمعية الامام المهدي الشيعية الايطالية. وقال حميد انصاري مدير معهد نسخ ونشر اعمال الامام الخميني في طهران في تقديمه للكتاب أن ترجمة السيرة جاءت للتركيز على "العلاقة بين فكر وعمل الخميني وبين الغرب" واضاف انصاري "لقد قلب الامام المقاييس المتعارف عليها في تناول مفهوم الحداثة متزعماً واحدة من أكثر الثورات شعبية في التاريخ مؤسساً لمنظومة اجتماعية وسياسية مركزها الله". واعتبر انصاري أن هذه الترجمة وهي الاولى من نوعها التي تباع في القارة الاوروبية لا تهدف إلى تقديم "الامام الخميني كمبتكر وقائد للجمهورية الاسلامية الايرانية بل وكفيلسوف وفقيه شرعي وشاعر ومتبحر في العلوم الربانية"

مؤرخ لبناني يدعو لـ "انتليجنسيا" عربية موحدة

الألكسو تصدر قاموسا إشاريا للصم

قالت المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ( الألكسو) أنها أصدرت الجزء الثاني من القاموس الاشاري العربي للصم و ذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بدولة قطر و جامعة الدول العربية و الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم

و قالت المنظمة في بيان وزعته دائرتها الإعلامية  في تونس أن هذا القاموس يتضمن 1600 مصطلح في لغة الإشارة و هي اللغة البديلة لدى الصم عن الكلمة المنطوقة و ذلك من خلال حركات يدوية تشير الى مختلف عناصر الحياة المادية و غير المادية

وقد وزعت مادة القاموس في جزئه الثاني وفق الترتيب الهجائي و جعلت تحت كل مصطلح باللغة العربية الصورة أو الصور الفوتوغرافية المجسمة له في لغة الإشارة و كذلك المقابل باللغتين الإنجليزية و الفرنسية

وكانت (الألكسو) قد أصدرت عام 2001 الجزء الأول من هذا القاموس و كان متضمنا لنحو 1500 مصطلح إشاري توزعت على 27 بابا  

أعراس في مجرّة السيليكون 

صدر عن دار النشر والتوزيع «منشورات دفاتر الاختلاف» في حلة أنيقة ، ديوان شعر للأديب والناقد عبد النور إدريس عضو اتحاد كتاب الأنترنت العرب ورئيس بيت الأدب المغربي، تحت عنوان «تمزُّقات عشق رقمي « وهي قصائد رقمية كتبها الشاعر ما بين سنة 2004 و2007 ونُشر معظمها في العديد من المواقع والمجلات الورقية المغربية والمواقع الثقافية الالكترونية العربية والدولية. وقد سبق للشاعر أن نحت مصطلح «القصيدة الرقمية» عندما نشر قصيدة تحت عنوان «قصيدة رقمية، الوقت الممشوق وجنون القصيدة.» ويحتوي الديوان الذي أسماه الشاعر بتشظيات شعرية على24 قصيدة منها واحدة باللغة الفرنسية تحت عنوان «chahrazade». وهي قصائد تعلن ولأول مرة عن الاشتغال على ثيمة «العشق الرقمي» ومواكبة العوالم الافتراضية التي أصبح الانترنت مجالا لها بقوة التقنية الاتصالاتية العالية ومنها منح الإنسان مشاعر وعواطف نبيلة وسامية تشبه إلى حد ما تلك التي يعرفها العاشق في الواقعي».

إن الجسد الأنثوي لم يكن يوما ما جوهرا في مدونة الشعر العربي ولم يكن مجردا من سلطته عندما ينكتب شعرا وكما كتبه الشاعر عبد النور إدريس رقميا، إنما أتى بنفس السلطة للنص الأدبي وبنفس الاحساس الذي يثير العاطفة والوجدان وهو ينخرط في المسارات الضوئية الانترنيتية التي أصبحت تنتج صورة للمرأة السيليكونية بنفس الاستيهامات التي نعرفها مع المرأة الواقعية. والشاعر في هذه التشظيات الشعرية يغترف من الصورة المؤسطرة للأنثى التي أنتجتها ملحمة ألف ليلة وليلة والمنظومة الثقافية بشكل عام، فالمرأة عندما كتبها الشاعر ورسم ملامحها شعرا استعادت طبيعة الماضي وأصبحت امكانية فتح المستقبل بواسطتها ممكنة وقابلة للتجدد في الحكي الشعري وحكاية الشعر...».

وسيصدر للشاعر والباحث عن نفس الدار الأشهر المقبلة مؤلف آخر تحت عنوان «المُدخِل إلى علم الاجتماع»، تتلوه الطبعة الثانية من كتابه في الفكر الإسلامي الموسوم بـ «ميثولوجيا المحظور وآليات الخطاب الديني». في مقدمة الديوان نقرأ تقديم الشاعرة مالكة عسال، والذي من خلاله تؤكد «عرفت الأديب والباحث عبد النور إدريس في العالم الرقمي، شفرة ذات حدين ،تضرب مضاجع الثقافة على كل الواجهات ،عرفته من خلال نصوصه المتنوعة :قصصية وشعرية وكذا من خلال بحوثه المتنوعة، إنه خزان معرفي في شكله الموسع ،لأقترب أكثر من هذا اللغز المدهش، الذي تتمزق ذاته وتتوحد في نفس الوقت مع الرقمي في عشق لامنتهٍ كما يبدو من خلال العنوان «تمزقات عشق رقمي» هذا العنوان الذي لم يوضع بمحض الصدفة ،أو العبث بل بحدس تام يؤكد ما يعيشه الشاعر من مشاعر حقيقية في عالمه الافتراضي، فمبدعنا يسحره الرقمي ،ويسافر فيه بعشق غارقا فيه حتى عوالم الدهشة والوجع». يقول في قصيدة «تمزقات نتية»: «يأتيني المساء مشنوقا/تركَبُني حاسة السفر حبلى بالضوء». هو رحالة افتراضي يرتاد عوالم لا منتهية وهو يقود آلة الحاسوب المرتبطة بالشبكة العنكبوتية، فهو انترنوت الشعر أو السندباد الرقمي.

...مهووس إذن بعالم الانترنت حد الجنون، يطارد المنتديات والمجلات والمواقع راكضا وراء الجميل ليروي ظمأه من معينها بنهم ،مخلفا في إزارها بقعة ضوء بالتوازي ، فهو كحصان طروادة على حد تلقيب نفسه... فالشاعر يتماهى بحدس وذكاء قويين مع العالم الرقمي، يغوص في تجاعيده بولع ملفت، حد تنميق بعض النصوص بعلامات ورموز رقمية. 

الطبعة الثانية من «الرحيل والميلاد» لجمال فايز 

عن مؤسسة الرحاب الحديثة ببيروت صدرت الطبعة الثانية من المجموعة القصصية «الرحيل والميلاد» للكاتب القاص جمال فايز التي صدرت أول مرة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث عام 2003.أضيفت للطبعة الثانية الى جانب قصص المجموعة مختارات من دراسات ومقالات للكتاب والادباء والنقاد شعبان يوسف وسيد الوكيل والدكتور مراد عبد الرحمن مبروك وعزة رشاد وعبدالله الحامدي وعبد الرحيم كمال وخالد زغريت وزهير غانم وأكرم اليوسف بالاضافة الى تلخيص لرسالة الماجستير للباحثة الاوكرانية لودميلا سافارا جالي التي حصلت عن دراستها لأعمال الكاتب على دبلوم الدراسات العليا «درجة التخصص في اللغة العربية وآدابها» من جامعة تفريدا الوطنية التابعة لوزارة التربية والتعليم الاوكرانية عام 2004م الى جانب تصميم غلاف جديد وثمانية رسومات داخلية من عمل الفنان التشكيلي ناصف الجمل.وتضم المجموعة القصصية الرحيل والميلاد 16 قصة هي: وما تبقى من شظايا المحار، دويبات الباب الخشبي، يوم العيد، بشر من الأكفان، قرابين مياه البحر، الصقر، وباء الفؤاد، الحمائم البيض، زهرة، ضجيج الصمت، أرواح البيوت، قطعة سكر، تحت ظل النخيل، الرحيل والميلاد، جذور الكرسي المتحرك، آخر البشر من لحم ودم، ونشرت بعض قصص المجموعة باللغة الروسية. 

تجليات صورة الكاتب وسيرته في الملحمة والرواية والشعر 

صدر حديثا للدكتور خالد محمد عبدالغني، كتاب التحليل النفسي والأدب، استهله بمدخل عن الدراسة النفسية للأدب، مستعرضا جهود وانجازات التحليل النفسي ورموزه، ليخلص الى اختيار المنهج التحليلي، ويعالج به أعمال ثلاثة مبدعين هم نجيب محفوظ ــ ملحمة الحرافيش، وطه حسين ــ أديب، وعيسى الشيخ حسن «أناشيد مبلّلة بالحزن»، يقول الكاتب:

فالدراسة الأولى حول الرمز والاستبصار بالذات والمصير والاسقاط الذاتي في ملحمة الحرافيش خاصة في القصة الأولى المسماة «عاشور الناجي» للأديب العالمي نجيب محفوظ، لوحظ كم الاتفاق الكبير بين الأحداث المستقبلية التي استبصر بها نجيب محفوظ في شخصية عاشور الناجي والتي حدثت له شخصيا في المستقبل من حيث الزواج والانجاب وجائزة نوبل والنجاة من الاغتيال والشهرة وأعمال الخير حتى طريقة الوفاة والخلود فيما بعد الموت.

والدراسة الثانية لرواية أديب لعميد الأدب العربي طه حسين وفيها رؤية اكلينيكية وتحليلية عميقة للبناء النفسي لأعراض اضطراب جنون الاضطهاد والعظمة المعروف بالبارانويا، وكذلك توضيح الأعراض الاكلينيكية لهذا الاضطراب لدى بطل الرواية أديب.

والدراسة الثالثة اهتمت بقراءة الشعر باعتباره بديلا عن السيرة الذاتية في ديوان أناشيد مبللة بالحزن للشاعر عيسى الشيخ حسن حيث تبين ان الشعــــــــــر كشف عن ملامح الاكتئاب والتعلق بالأم والعلاقة بالأب والأخوة والحاجات النفســــــــــية، والنشأة والمراهقة وما صاحبهما من أزمات، وكذلك التوحد بالنبي يوسف وبرؤاه طوال قصائد الديوان.

حول صورة نجيب محفوظ في الحرافيش يقول الكاتب:

قدم نجيب محفوظ في ملحمة الحرافيش اسقاطا لذاته المتصوفة وبمصيره من حيث الخلود لشخصه خاصة في شخصية بطلها عاشور الناجي ذلك الذي لم يحدث فيما يغلب على الظن عندنا إلا لدى عدد قليل من كبار المبدعين والمتصوفين أمثال الحلاج الذي يؤثر عنه أنه تنبأ بمصيره مقتولا بل ومصلوبا، وها هو ــ الحلاج ــ يقول:

اقتلوني يا ثقاتي فإن حياتي في مماتي، وكأنه الخلود الذي يبدأ بالموت وليس بالميلاد.

وكان الحلاج مسقطا ذاته في هذا القول وهو الذي عاش مصلحا اجتماعيا، وكأن التصوف الحقيقي في جوهره آلة دفع في خدمة الناس، وفي الارتقاء بهم وتقديم رؤى لحل مشكلاتهم، ونجيب محفوظ مستبصر بكل ما سبق فهو المصلح الاجتماعي والمتصوف والمبدع الذي يرى بعيني زرقاء اليمامة فيحذر مجتمعه وأمته العربية والعالم من خطورة غياب العدل الاجتماعي وتهميش الطبقة المتوسطة ــ في ظننا أنها الحرافيش ــ والديكتاتورية السياسية .. الخ. ففي الملحمة يقول الأناشيد باللغة الفارسية وكأنه يريد ان يقول ان الأسرار الغامضة للتكية ــ التصوف ــ لا توهب لأي احد وانما يفهم كنهها كل ممن يحاول ان يجتهد ليفهم رموزها ويتحد معها، فالعالم الصوفي رمز واع لنقل الدلالات وكأنه يحاول القول إن لغة التكية هي أشبه بلغة الكون، يقرؤها كل من يحاول قراءتها بالطريقة التي يستهويها ويفهمها كل من يحاول أن يقترب منها.

وفي قراءته لشخصية طه حسين من خلال رواية أديب يعتمد الكاتب طريقة تحليل المضمون والمنهج الإكلينيكي الذي يحاول فهم حالة المبدع ـ أديب ـ من خلال تحليل مضمون نص الرسائل التي كان يبعث بها إلى المؤلف ـ طه حسين ـ وذلك الوصف المبدع الذي أضافه المؤلف لشخصية أديب محاولين إيجاد الأعراض الخاصة بجنون الاضطهاد والعظمة ـ فصام البارانويا ـ وفهم البناء السيكودينامي وراء تلك الأعراض من خلال نظرية التحليل النفسي كونها أفقا يلف ثنايا رؤية للواقع، انتقالا من الواقعة إلى الحقيقة إن كانت كذلك، حيث أن معرفة الحياة النفسية الشعورية نجد مفتاحها في منطقة اللاشعور.

وفي معالجته للدلالة النفسية لتناص الشاعر عيسى الشيخ حسن مع القرآن الكريم في ديوانه «أناشيد مبللة بالحزن» يقول الكــــــــــــاتب:

الاستشهاد بالقرآن الكريم والتناص معه جاء على صور ثلاث: الأولى تكرار المفردات القرآنية ذاتها، والثانية ذكر مقاطع من الآيات، والثالثة ذكر الصورة الكلية التي تتكلم عنها آية محددة أو مجموعة من الآيات.

ويعكس لنا هذا التناص على هذا النحو السابق تلك النشأة المرتبطة بالقرآن عبر التلاوة والحفظ اللتين عاشهما الشاعر في طفولته التقليدية المحافظة المرتبطة بالمكان الذي يجمع ما بين الريف والصحراء ـ القامشلي بأقصى الشمال الشرقي لسوريا ــ وإن كان هذا التناص في أغلبه قد تم توظيفه لخدمة البناء النفسي للشاعر إذ يقول «أدري أن قطوفك دانية» فقد تم توظيف هنا التناص لبيان العجز عن قطف الصدر بعد انحسار الثوب عنه فيقول «لكن يدي مقيدتان»، وفي ذلك شارة إلى صعوبة نيل إشباع مادي أراده، في ظل ظروف اجتماعية محددة، ولعل الدلالة تكتمل في قراءتنا لقصيدة «وجع» حيث نستعين بما أتاحه المنهج الاكلينيكي في دراسة الحالة النفسية حين يهتم بتفكير الوقائع وتكاملها لا رصدها.

ويقول «وان رأيت طوفاناً قلا تذهب إلى جبل / ولا تغرق»، ويقول تعالى «قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين» (هود آية 43). وهنا يستشهد بالصورة القرآنية مغايراً لما ترمز إليه حيث يقرر المقاومة للطوفان والحفاظ على الحياة والنجاة دون اللجوء إلى الجبل، وهنا تكون الوصية لكل الناس لكي يحيوا أبداً.

كتاب السادات بريء من التشكيك في المسيحية

انتهت اللجنة المشكلة لفحص أحد الكتب التي أثارت أزمة في الأوساط الثقافية بمصر ، من كتابة تقريرها فيما يتعلق بكتاب “من دلائل عظمة الرسالة المحمدية والبشارات بها في كتب أهل الكتاب”، لمؤلفه الكاتب محمد السادات.

وخلصت اللجنة إلى أن الكتاب لا يمثل تشكيكا في العقيدة المسيحية، وأنه لا يبدو في فقراته أنه يعادي الديانة المسيحية، وعليه فإن محتوياته لا تعد مساسا بالمسيحيين، وفي الوقت نفسه قررت الهيئة العامة للكتاب إعادته إلى الأسواق مرة أخرى، بعد سحبها له، إثر الأزمة التي أثيرت حول الكتاب خلال الفترة الماضية.

وقد عكفت اللجنة على قراءة ودراسة الكتاب، في الوقت الذي قرر فيه الدكتور ناصر الأنصاري، رئيس هيئة الكتاب، تشكيل لجنة مماثلة، تضطلع بتأليف كتاب يتناول الديانة المسيحية، ويبرز صحيحها، في إطار من المرجعية.

وتتكتم مصادر في اللجنة عن أسماء أعضاء اللجنة الجديدة التي تعكف حاليا على اختيار مضامين ومحاور الكتاب المرتقب تأليفه خلال الشهور القليلة المقبلة، وإن كانت مصادر أخرى في الهيئة أكدت أن اللجنة تضم في عضويتها عددا من المثقفين والمفكرين ورجال الدين المسيحي.

يذكر أن الكتاب “الأزمة” لصاحبه محمد السادات، يتناول الإعجاز في الأحاديث النبوية والنبوءات التي تحققت في ما يتعلق بالبشارات النبوية في كتب اليهود والنصارى، والمتعلقة بظهور النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، ومكان ظهور الرسالة المحمدية، وإشارة الكاتب إلى تحريف الإنجيل، وإصدار عدة أناجيل محرفة، في محاولة للتغطية عن مرجعية الإنجيل الواحد.

وكان أحد المحامين الأقباط قد تقدم ببلاغ إلى النائب العام اتهم فيه وزارة الثقافة، بإصدار كتب تعمل على ازدراء عقيدة التثليث عند المسيحيين، وأنها تسعى إلى التشكيك في ديانتهم.

الكلمة" تخصص ملفاً حول نازك الملائكة

صدر العدد الثامن من مجلة “الكلمة”، وهي مجلة أدبية فكرية تصدر شهرياً عبر الانترنت ويرأس تحريرها من لندن الكاتب والناقد صبري حافظ. ويتزامن صدور العدد الجديد ل”الكلمة” مع احتفال المجلة بتخطي قرائها في الشهرين الماضيين حاجز المائة ألف، ما يعكس توقاً للكلمة الجادة التي تجيد اختراق المنع والحدود.

ضمن سلسلة “الكلمة” الروائية، نقرأ لأحمد إبراهيم الفقيه رواية “خبز المدينة”، وهي الرواية الأولى من الاثني عشرية “خرائط الروح”، التي أنجزها القاص الليبي، والتي تعد أطول الروايات العربية، كما يقدم الكاتب فيصل دراج قراءة نقدية حيوية لكتاب “النقد الذاتي بعد الهزيمة” لصادق جلال العظم بعد أربعين عاماً من الهزيمة. كذلك، يقدم الناقد الفلسطيني وليد أبوبكر في “توازي الشخصيات في (أصل الهوى)” قراءة نقدية متقصية لمختلف استراتيجيات السرد ودلالات البنية في رواية حزامة حبايب “أصل الهوى”، كاشفاً عن تناظر البيئة السردية والوضع الفلسطيني، لافتاً إلى أن رواية حبايب تقدم نمطاً سردياً جديداً في الرواية العربية. ويتناول الناقد المصري صبري حافظ في “المسرح والسياسة في مهرجان أفينيون” بعض أبرز العلامات في مهرجان أفينيون لمسرحي، الذي يعد أهم مهرجان مسرحي في أوروبا، وذلك بالتزامن مع احتفال المهرجان بالذكرى الستين لميلاده، حيث يحلل حافظ شروط الإبداع المسرحي وتعامله من منطلق النقد والندية مع الطرح السياسي، بالاضافة إلى مادة نظرية وثقافية ومنيرة.

أما ملف العدد فكرسته “الكلمة” للاحتفاء بتجربة الشاعرة الراحلة نازك الملائكة تحت عنوان “ألق البدايات”، وهو من إعداد الباحثة السورية أثير محمد علي، وفيه تتناول من خلال مقالات ودراسات نازك الملائكة الأولى التي نشرت قبل خمسين عاما ألق بدايات الشاعرة الكبيرة وسياقاتها المختلفة وكيف ساهمت في صياغة رؤاها، كما يسجل الملف ردود فعل الواقع الثقافي وقتها على بدايات الشاعرة الكبيرة.

إلى ذلك، تحفل “الكلمة” بمجموعة مميزة من النصوص الشعرية والقصصية والنقدية إلى جانب الدراسات وقراءات الكتب. لقراءة هذه المواد وغيرها اذهب إلى:

الشخصية السكندرية فى السينما المصرية

مذاق خاص يحمله هذا الكتاب، الذى يصنف بأنه محاولة للكشف عن جوانب بالغة الخصوصية لمدينة الإسكندرية التى كانت مسقط رأس أول الأفلام المصرية. كما أنه أول إصدارات سلسلة مونوغراف، التى تصدر عن مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بمكتبة الإسكندرية، والتى يحرّرها الدكتور محمد عوض، مدير المركز، ونائبته الدكتورة سحر حمودة.

قراءة الإسكندرية سينمائيا

يلقى المؤلف سامى حلمى الضوء على مدينة الإسكندرية سينمائياً، ويقدم فيه قراءة نقدية لمجموعة من الأفلام التى تناولت الإسكندرية. وكما هو الحال فى كل ما يكتب عن الإسكندرية، فإنه يتحرّى الدقة فيما يكتب، ويقدم تحليلا يفك شفرات الأفلام التى تتناول الإسكندرية كمكان وأشخاص يكتسبون سمات الأفق المفتوح تجاه العالم.

يستهل الكتاب بمقدمة جامعة للمخرج محمد كامل القليوبى بعنوان "الإسكندرية.. مدينة ناطقة فى أفلام صامتة"، هذه المدينة الأم لـ"إسكندريات" كثيرة فى مختلف أنحاء العالم، تتخلى كثيرا عن الجغرافيا لتصبح حلما بين طيّات التاريخ، ومن المثير للانتباه أن سكان المدن التى تتسمى باسمها فى العديد من بلدان العالم يعتبرون مدنهم امتدادا طبيعيا للإإسكندرية الأصل. إنها مدينة بحجم العالم. ويتراوح سامى حلمى بين المعلومة الدقيقة المحكمة، وبين التحليل الذى يقف أمام الأفلام، ويتعامل معها كما لو كان يقف أمام بحر الإسكندرية الذى يتغير دون توقف.

رحلة فى تاريخ الإسكندرية

يمهّد سامى حلمى لكتابه تحت عنوان "الإسكندرية عبر العصور"، حيث يجول بالقارئ فى رحلة عبر تاريخ الإسكندرية منذ العصور الأولى وحتى العصر الحديث، ثم ينتقل إلى علاقة الإسكندرية بالسينما التى كانت أوّل محطة ذهبت إليها بعثات لوميير الأولى، وعبر بوّاباتها لكونها الميناء الهام الذى يطل على البحر المتوسط، إضافة إلى طبيعة تكوين المدينة من تنوع جنسياتها، وبالطبع كان تاريخ المدينة عبر العصور يسبق اسمها فى كافة المحافل الحضارية والثقافية. هناك أيضا حركة تجارة نشطة عريقة فى تاريخها بينها وبين الموانىء الأخرى المطلّة على المتوسط، والتى أصبحت طوال تاريخها سوقا تجاريا فى كافة أنواع البضائع، وعلى وجه الخصوص كل ما هو مستجد على الساحة التجارية.

استقبلت الإسكندرية بعثة لوميير الأول برئاسة "مسيو بروميو" فى يوم 8 مارس/ آذار 1897، كما جاء فى تحقيق المؤرخ الأستاذ أحمد الحضرى، وأعلنته جريدة "لاريفورم". وقد قامت البعثة بعد يومين فقط – 10 مارس/ آذار 1897، بتصوير بعض الشرائط الأولى بالمدينة، منها: "ميدان القناصل – محطة ترام شدس – وصول ورحيل القطار لمحطة سان استيفانو: ترام الرمل فيما بعد". وقد رافق البعثة أثناء التصوير مسيو "ديللوسترولوجو"، وهو واحد من الأجانب المقيمين بمصر، حيث أعلن عن حصوله على حق الامتياز الوحيد لعروض الأفلام فى مصر. وقد ظلت البعثة بالإسكندرية طوال ثلاثة أسابيع قبل انتقالها إلى العاصمة، وتم عرض الشرائط التى تم تصويرها بالمدينة والعاصمة بالتبادل كل ثلاثة أيام.

سينما عزيز ودوريس

جاءت البعثة الثانية، بعد تسع سنوات من مقدم البعثة الأولى للوميير، وفى شهر نوفمبر/ تشرين الثانى 1906، كان مقدم مسيو مسيجيش رئيسا للبعثة الثانية والتى وصلت إلى الإسكندرية، وهى تحمل أهدافا أخرى، وهى السعى لتصوير شرائط جديدة تصوّر الطقوس والعادات المصرية. كانت المحطة الأولى بالثغر، ثم الانتقال إلى وسط الدلتا وصولاً للقاهرة، ومنها الانتقال إلى صعيد مصر عبر نهر النيل، بعدها انتقلت إلى السودان لبداية رحلة جديدة.

وقد سجلت البعثة مجموعة كبيرة من الشرائط التى وُثّقت لأماكن وعادات وتقاليد مصرية. لكن أهم حدث نخرج به من تلك البعثة، هذه العلاقة المباشرة أو غير المباشرة مع الشريكين "عزيز ودوريس"، واقترابهما بشكل كبير من فن صناعة الشرائط السينمائية، لتبدأ مسيرتهما مع صنع أوّل شريط سينمائى على أرض الإسكندرية.

ويروى المؤلف قصّة السينما بداية من عام 1896 وحتى 1939، والتى بدأت مع عزيز ودوريس، اللذين كانا يمتلكان محلا للتصوير الفوتوغرافى بمحطة الرمل. وقد تميز كل من "عزيز بندرلى وأمبرتو مالافاس دوريس" عن أقرانهما من الأجانب الذين يحترفون التصوير الفوتوغرافي، وهو ما جعلهما يختصان فى تصوير وتسجيل نشاطات السلطان "عباس حلمى الثاني" وحاشيته من تحركات ومناسبات وطنية واجتماعية ورياضية، مما جعلهما نجوماً فى مجالهما، وقد طوّرا من أدواتهما وانخرطا فى هذا المجال الجديد على الساحة من تطور للصورة الفوتوغرافية الثابتة إلى الصورة المتحركة على الشاشة. وقد سعيا إلى صنع أول شريط سينمائى فى مصر. وكان ذلك فى عام 1907، وكان الفيلم بعنوان "زيارة جناب الباب العالى للمعهد العلمى بمسجد أبى العباس"، ويروى عرضاً لموكب الخديوى عند الوصول إلى ساحة المسجد وتفقده للمعهد العلمى به، واستقبال الجماهير له عند الوصول وتوديعهم له عند المغادرة. وامتلك "عزيز ودوريس" ذكاء الصانع الماهر فى هذا الشريط، الذى يختص بمباهج المناسبة الدينية، وعلاقة الحاكم بالجماهير، وهو ما أعطى أثراً طيبا للمشاهد بما يعرض عليه، ويمس مشاعره. وهنا تحقق لكل من "عزيز ودوريس"، ما أرادا من نجاح لشريطهما الأوّل، والذى دفعهما إلى تكرار التجربة فى شرائط أخرى على أرض الإسكندرية.

وبعد العرض الأوّل للشرائط الوافدة من باريس فى بورصة طوسون، وتحقيقها لمردودات إيجابية، من إقبال مشاهدين، وجنى لأرباح كبيرة، لذا شهدت المدينة ازدياداً فى عدد صالات ودور العرض السينمائي، بداية من "سينماتوغراف" لوميير 1897 بشارع محطة مصر وحتى عام 1912، وقد تعاظمت دور العرض بوسط المدينة بشكل لافت، فقد أقيم الكثير منها فى تسابق محموم من أجل جذب عدد أكبر من المشاهدين، ومنها: سينمافون عزيز ودوريس - سينماتوغراف باتيه، شانتكلير، أمباير. أمريكان كوزموغراف، تياترو مودرن، حديقة رشيد، سان استيفانو، سينما لوكس، سينما ماتوسيان، سينما إيطاليا، إضافة إلى العروض السينمائية التى تقدم مصاحبة للفرق المسرحية بعد عرضها لمسرحيّاتها. وكى تجذب عدداً أكبر من المشاهدين كانت تعرض عليهم بعضاً من الشرائط السينمائية فى برنامج واحد.

وفى سنوات لاحقة، ومع بداية السينما الروائية الصامتة ثم الناطقة أقدمت شركات السينما الأمريكية على إنشاء دور العرض السينمائى بالمدينة، لعرض إنتاجها فقط، وتوزعت فى أنحاء متفرقة من المدينة. كما أقيمت أيضا دور عرض تتبع هيئات حكومية، مثل مستشفى الميترانيتيه، المستشفى اليوناني، جامعة فاروق، هيئة النقل المشترك. ومن الهيئات الأهلية كنيسة سانت كاترين، كنيسة الجزويت، كنيسة القلب المقدس، المدرسة الإنجليزية، كلية فيكتوريا، كلية سان مارك، معهد دون بوسكو. بالإضافة إلى دور العرض الخاصة خريستو وشركائه، باليولدج وشركائه، بريكلس ديمتريو، إيلى لطفي، فؤاد حجار. ومع ازدياد عدد صالات العرض السينمائى كانت تتسابق فى عرض شرائطها، وهو ما تطلّب المزيد منها، والتى كانت فى صورتها الأولى شرائط سينمائية تلاحق مناسبات واحتفالات وطنية ورياضية، وقام بتصوير هذه الشرائط مجموعة من مصوّرى الفوتوغرافيا الأجانب المقيمين بالإسكندرية. فإلى جانب عزيز ودوريس، أورفانيللي، توجو مزراحي، كان هناك مجموعة أخرى تتلمذوا على أيدى هؤلاء الأساتذة، ومنهم دافيد كورنيل، جوليو دى لوكا، برونو سالفي، بريما فيرا، كليليو، توليو كياريني، لاريتش، وآخرون. وقد انضم إليهم من المصريّين الرواد عبد الحليم نصر، ومحمود نصر، ومحمد بيّومي، ونجد أن الشرائط التى صوّرها رائد السينما المصرية محمد بيومى كانت مغايرة لما قدّمه الأجانب المقيمون. فقد سجّلت شرائطه الوثائقية أحداثاً وطنية هامة منها: عودة الزعيم سعد زغلول من المنفي، واحتفال لجنة الوفد بالإسكندرية بالنحاس باشا، ونقل أعمدة مسجد المرسى أبى العباس، وافتتاح نادى الصعيد بالإسكندرية، وغيرها. ونشير إلى أن بعضاً من هؤلاء المصوّرين كان يصنع شرائط إخبارية وأحداثاً محلية بالإسكندرية لصالح بعض من وكالات الأنباء الأجنبية.

ألفيزى أورفانيللى

يكشف المؤلف النقاب عن أن الجالية الإيطالية والأجانب المقيمين من أصول إيطالية كانوا الأكثر انخراطا فى العمل السينمائي، سواء كانت فى البدايات، من عروض وتصوير لشرائط تسجيلية ووثائقية، ثم الانتقال إلى مرحلة تالية وصنع أفلام روائية. وهو ما كان يشغل فكر أستاذ هذا الفريق "أمبرتو دوريس". والمدهش أن الجميع كان على دراية بأن تحقيق هذه الخطوة لا يتمّ إلا من خلال إنشاء ستوديو سينمائي، وهو ما حدث بالفعل. ففى عام 1917 أقدم "دوريس" ومعه بعض المقيمين من أصول إيطالية على الاتصال والتفاوض مع "بنك دى روما"، وهو أحد البنوك الأجنبية العاملة فى المدينة من أجل تمويل المشروع الذى أقيم على مسطح كبير تصل مساحته إلى ستمائة متر مربع بمنطقة النزهة "مكان سينما الحضرة الآن"، حيث تم بناء الاستوديو بمواصفات تتناسب مع التصوير فيه عبر الضوء الطبيعي، لذا سيطرت المساحات الزجاجية على معظم جدران المبنى وغطيت بالستائر وأطلق عليه "ستوديو سيتشيا".

وقد تولى الإدارة والإشراف الفنى "أمبرتو مالافاس دوريس"، وانضم إلى الفريق أحد أهم مديرى التصوير فى المدرسة الإسكندرية السينمائية وهو "ديفيد كورنيل"، إضافة إلى مساعد له هو "ألفيزى أورفانيللي"، وقد يكون أيضا مشاركاً لهم فى المشروع. وقد فشلت المحاولة الأولى لصنع أفلام من خلال ستوديو النزهة، وهو ما أدى إلى إفلاس الشركة. لكن أهم حدث استتبع فض هذه الشركة كان ظهور اسم "ألفيزى أورفانيللي" الذى كان له بعض المستحقات، إما مقابل أعمال قام بها، أو كان له نصيب فى الشركة ولم يحصل عليه. لكنه من خلال مفاوضاته مع باقى الشركاء حصل فى نهايتها على معدات وأجهزة الاستوديو مقابل تلك المستحقات.

وتلافى "ألفيزي" كل أخطاء التجربة الأولى، وكان الاستوديو الخاص به مكتملا بكل عناصر منظومة العمل السينمائي. وسعى إلى صنع أفلام مضمونة النجاح وجنى الأرباح، حيث الهدف كان الاقتراب من المشاهد والتعامل معه بلغته دون تعال. فكان موفّقا فى اختيار موضوعات الأفلام وتواجد الأبطال من النجوم الذين يقومون ببطولاتها، فنجح إلى حد كبير. وكانت البداية فيلم "مدام لوريتا 1919" مع المخرج "لاريتشي".

ويوثق المؤلف بعد ذلك لمسيرة محمد بيومي، والأخوين لاما، وتوجو مزراحي، ومحمود خليل راشد فى مجال السينما. فخلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، نجد العديد من المبدعين وصناع السينما الذين قدموا نشاطا ملموسا بالثغر، عبر ستوديوهات أقاموها بالمدينة "سيتشيا - ألفيزى – لاما – توجو"، وإلى جانب هذا كانت هناك محاولات لأفراد فى نفس المضمار، وهو ما أدى إلى ازدياد فى صالات ودور العرض السينمائي، ولم تتوقف حركة الأفلام الوافدة من الخارج، لذا تطلب كل ذلك تواجد منظومة إدارية واعية تعمل على تنظيم الحركة السينمائية.

وهو ما أسفر عن ظهور شركات إنتاج وتوزيع أجنبى – مصري، وهى شركات يمتلكها أفراد أو تجمع لأكثر من فرد، كانت لديهم الأموال وخبرات السوق التجارى لأنهم يعملون فى مجالات تجارية وصناعية متنوعة، لكنهم وجدوا فى النشاط السينمائى المتزايد فرصة لإضافة أنشطة وأرباح أخرى، إضافة إلى البريق والاهتمام بهذا النشاط الجديد داخل أوساط المجتمع بكافة شرائحه الاجتماعية. وقد تخصصت بعض من هذه الشركات فى توزيع أفلام لدول بعينها، وشركات أخرى لأكثر من دولة منها: فلاديمير اندرياس، رياما أليشنسكي، وأندريه صليب، ومنتخبات بهنا فيلم.

فى ظل هذا الزخم السينمائى الكبير بالمدينة تناولت بعض من الصحف التى تصدر بها هذا النشاط مثل: جريدة لايفورم باللغة الفرنسية، والأهرام بالعربية، ومجلة اللطائف المصورة. ثم ظهرت على الساحة المجلات المتخصصة بفن السينما على وجه الخصوص كمجلة سينغراف جورنال ومجلة سينما بالفرنسية، ومجلة معرض السينما بالعربية. وكان القاسم المشترك فى هذه الإصدارات، رائد النقد السينمائى "السيد حسن جمعة"، الذى كان يقيم بالإسكندرية ويعمل بمهنة التدريس، حتى أثارت الأنشطة السينمائية بالمدينة اهتمامه، واقترب من العاملين بالمهنة وعلى وجه الخصوص "الأخوين لاما"، كما أنشأ "السيد حسن جمعة" ناديا للصور المتحركة عام 1923 ومعه مجموعة من المهتمين بهذا الشأن، كان من أبرزهم "زكريا محمد عبده"، الذى عمل بالنقد السينمائى إلى جواره. وفى ختام هذا القسم من كتابه يوثق سامى حلمى للأنشطة السينمائية بالإسكندرية، من خلال شركات الإنتاج والتوزيع والجمعيات والإصدارات التى ظهرت فى تلك الحقبة.

ملامح الشخصية الإسكندرية

يؤرخ سامى حلمى لأهم سمات وملامح الشخصية الإسكندرية. فعندما نستعيد تاريخ مدينة الإسكندرية، ومن خلال تعاقب العصور المختلفة، التى شهدت فيها المدينة التوسعات العمرانية سواء كان هذا على الشريط الساحلى أو فى الداخل... نجد أن المدينة قد انقسمت إلى جزءين: الحى الإفرنجى وانحصرت مناطقه فى "المنشية – محطة الرمل، وصولاً إلى كامب شيزار – الإبراهيمية وحتى جليم – زيزينيا – سان ستيفانو وغيرها". وفى بعض العصور كانت هناك مناطق ملاصقة لترعة المحمودية يقطنها الطبقات العليا. أما الحى الشعبي: فيبدأ من رأس التين، السيالة، المكس، وصولاً إلى بعض المناطق فى محرّم بك، الداخلية، وحتى باكوس وغبريال وكان يقطن بها الطبقات الدنيا. ومع ازدياد الإعمار بالمدينة والتوسّعات فى الأحياء المتلاصقة مع حركة توافد السفن، محملة بالوافدين على الميناء تشكلت ملامح وسمات الشخصية الإسكندرية إلى جزءين، أولاً: السكان الأصليون، وثانياً: السكان الوافدون.

ويخصص المؤلف جزءًا من كتابه لابن بحري، حيث يرى أنها شخصية إسكندرية صريحة، متواجدة بشكل أساسى فى المدينة القديمة، لها علاقة بالبحر، وهى شخصية مقدامة شجاعة، أخذت من البحر ثورته فى بعض الأحيان وهدوء أمواجه فى أحيان أخرى.

أما شخصية المثقف الإسكندري، فهى - بحسب المؤلف - شخصية وليدة حى الأثرياء، أو الأحياء الراقية فى منتصف المدينة، ترتدى الملابس الأوروبية "قميص – بنطلون – أو بدلة كاملة"، تلم بمعرفة أكثر من لغة أجنبية إلى جانب العربية. وقد يكون البعض منهم من شريحة متوسطة، إلا أنها تتواجد عبر أجواء وثقافات دافعة ومختلفة، وبداخلها الحلم فى التغيير لما هو أفضل، لما تمتلكه من انفتاح على الثقافات والمجتمعات الأخرى، كما أن لديها الحافز فى أن تصنع تاريخها بيدها. والأقرب لهذه الشخصية فى أفلامنا المصرية، نجده عند المخرج يوسف شاهين... وثلاثية السيرة ذاتية "إسكندرية ليه – حدوتة مصرية –إسكندرية كمان وكمان"، التى قدم فيها شاهين شكلاً من خلال شريحة للطبقة المتوسطة فى المجتمع الإسكندري.. بداية من العشرينيات من القرن الماضي، حيث التعايش ما بين فئات المجتمع المختلفة بكل مكوناته المصرية الصميمة، والأجانب الوافدين فى تآلف ومحبة ووئام، من خلال تعاقب الأجيال بداية من العشرينيات وحتى أوائل السبعينيات. ويرى المؤلف أن الشخصية الإسكندرية تكونت ما بين شخصية أصلية وأخرى وافدة، لكن الجميع انصهر فى بوتقتها دون تمايز فيما بينهم، ثم يستعرض الملامح والسمات التى تميز كل فئة من حيث المظهر الخارجي، وكيف تم تناولها من خلال الأعمال التشكيلية.

أما الجزء الثالث فى الكتاب، والذى جاء تحت عنوان "الإسكندرية: المكان والشخصية فى الأفلام المصرية"، فيشير المؤلف فيه إلى بعض المشاهد التى لا تنسى فى الأفلام المصرية، والتى جسدت المدينة ونقلت الواقع الإسكندرى بتفاصيله. ويفرد المؤلف سامى حلمى القسم الأخير من كتابه لمبدعى السينما المصرية، موثقا لأبرز الأفلام التى قدمت الإسكندرية كمكان مميز له خصوصيته وسحره، بداية من فيلم "البحر بيضحك" لاستيفان روستي، وحتى فيلم "البحر بيضحك ليه" للمخرج محمد كامل القليوبى عام 1995. ويختتم هذا الجزء بالتطرّق للأغنية السينمائية والإسكندرية، وما قدّمه مدير التصوير الرائد وحيد فريد للأغنية والاستعراض من خلال الاستثمار المثالى للموقع عبر مدينة الإسكندرية.

رواية إبنة ميتران تثير جدلاً

أثارت رواية " مقبرة الدمي" التي كتبتها مزارين بانجو ابنة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران التي تدور حول مقتل أطفال جدلا واسعا في فرنسا لتشابهها مع واقعة حقيقية حدثت في فرنسا العام الماضي.

وكان حينها قد عثر علي رضيعين متوفيين في ثلاجة الزوجين الفرنسيين جان لوي وفيرونيك كورجو في منزلهما في كوريا. ونفت فيرونيك لمدة شهرين أن تكون الوالدة قبل أن تعترف. وتروي مزارين في روايتها قصة امرأة تكتب رسالة طويلة من زنزانتها تشرح فيها لزوجها كيف أقدمت علي قتل طفلهما ثم خبأت جثته في الثلاجة. ووجهت والدة جان لوي كورجو الشهر الماضي رسالة إلي دار النشر طالبت فيها عدم نشر الكتاب قبل انتهاء التحقيق القضائي.

وقالت مزارين استغرب كل هذا الجدل لكني أتفهم قلق السيدة كورجو ويحق لها أن تكون قلقة علي ابنتها.

وأوضحت انه لا علاقة للكتاب بهذه القضية،وأنها لم تقصد إجراء أي تحقيق صحافي أو وضع وثائقي أو ما شابه ذلك. وعلم الفرنسيون بأن للرئيس ميتران ابنة غير شرعية في 1994 عندما نشرت مجلة "باري ماتش" صورة لها وهي تخرج بصحبة والدها من مطعم باريسي.

  اكتشاف كنز شعري للتشيلية ميسترال

  تم العثور على مئة قصيدة غير منشورة و500 رسالة وعدد من الصور والملفات والملاحظات غير المعروفة للشاعرة التشيلية غابرييلا ميسترال في صناديق تحتفظ بها منفذة وصية الكاتبة في مقر إقامتها في الولايات المتحدة.  

هذا الاكتشاف تم على يد باحث متخصص بحياة وأعمال الشاعرة يدعى لويس فارغاس سافيدرا، الذي كان مدعوا من قبل منفذة الوصية دوريس أتكنسون لاستكشاف كنز ميسترال المجهول، الذي حفظته بغيرة منقطعة النظير طوال خمسين عاما دوريس دانا، صديقة ووريثة ميسترال وخالة أتكنسون.، حسبما ذكرته صحيفة «الميركوريو» التشيلية.

وتتعلق المسألة بعدة صناديق تركتها الشاعرة التشيلية في الولايات المتحدة في منزل صديقتها دانا، والتي تتضمن مواد غير منشورة عن حياتها وأعمالها والتي ستنقل إلى تشيلي بعد الانتهاء من معاينتها وتصنيفها وتقويمها.  

وأوضح الخبير في مقالة نشرتها مؤخرا الصحيفة التشيلية المذكورة أن المخزون الذي تم العثور عليه من شأنه أن يضاعف الأعمال المعروفة للكاتبة الحائزة على جائزة نوبل عام 1945، فلقد أشار فارغاس سافيدرا قائلا: «إن كمية ونوعية القصائد التي أقوم بجمعها كبيرة إلى درجة تنفي الاعتقاد السائد بأن غابرييلا ميسترال لم تكتب سوى خمسة دواوين شعرية».  

يذكر أن دوريس دانا، التي كانت مساعدة ميسترال، توفيت في 28 نوفمبر الماضي في فلوريدا وكانت رغبتها أن تبقى كتابات الشاعرة التشيلية في الولايات المتحدة بحجة عدم وجود ظروف مناسبة لحفظها في تشيلي، لكن ابنة أختها دوريس أتكنسون قررت إعادة هذه التركة إلى موطنها الأصلي.  

ولدت غابرييلا ميسترال في تشيلي عام 1889 وفازت بجائزتها الأدبية الأولى عام 1914 على روايتها «أناشيد الموت» ومن ثم قررت التعليم والكتابة والسفر كدبلوماسية عبر أميركا اللاتينية وأوروبا. وبعد أن فازت بجائزة نوبل للآداب عام 1945، قررت البقاء في الولايات المتحدة، حيث توفيت بمرض السرطان عن 67 عاما وأصبحت دوريس دانا، مساعدتها وصديقتها وريثتها الشرعية. 

  نزوى» العُمانية في عددها الجديد

  صدر العدد الجديد من مجلة «نزوى» التي تصدرها مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان، وقد تضمّن العدد الجديد عدداً من المواضيع والمحاور، ففي محور الدراسات كتب فيصل درّاج من النهضة إلى الحداثة المبتورة، وركّز على ثلاث مراحل تميّز التاريخ العربي الحديث: عصر النهضة، الممتد من القرن التاسع إلى عام 1952.  

كما يرى البعض، أو إلى هزيمة 1967 تلته حقبة «دولة الاستقلال المتسلّطة، التي أسست لصعود الصحوة الإسلامية. وكتب برنارد فرانك ترجمة: تمام التلاوي دراسته نظرة على الشعر العبري الحديث، وفي السياق كتب فاضل سوداني تحت عنوان أسطورة النار المقدسة في الأزمة المنسية (في تجربة زاهر الغافري الشعرية).  

وطرحت المجلة في ملف عددها الفصلي عدداً من اللقاءات مع قادر بوبكري محوره حول زلازل التاريخ العربي. وقد تضمن العدد مقابلة مع المخرج الياباني أكيرا كيراساوا، وأجرت الحوار مجلة «سينيست» الأميركية أثناء زيارته لنيويورك في عام 1968.  

أمّا محور المسرح فقد حفل بموضوعات مختلفة منها، «كونشرتو الحجر» للكاتب سيف الرحبي، حيث يكتب عن الشراكة الروحية، وعن الأحلام الكثيرة والواقع القليل، ويتابع الكاتب حين كانت الأخوة الروحية والفكرية، وهذه الأخيرة على شططها وأوهامها، تحلُّ محلَّ أخوة القرابة والدم والطائفة. كنا عائلة واحدة مبعثرة في الأرجاء.  

كما تضمّن الملف دراسة لبيسان طي بعنوان «عشر سنوات على رحيل الكاتب الذي تمسّك بالأمل تناولت فيها حياة الكاتب المسرحي السوري سعدالله ونّوس ومصارعته، وإصراره على الانتصار لإرادة الحياة. وفي باب الشعر ترجمت صباح زوين لشعراء أسبان تجمعهم الأسبانية وتفرقهم الأمكنة، ومنهم أغنيس اغبوتون، كارليس هاكمور، ومونت سيرات روديس.  

وفي محور المتابعات كتب محمد سعيد الصكار «التراث الشفاهي في العراق»، واستعرض الكاتب نموذجاً من هذا التراث، ويتعلّق بأطوار من الغناء الشائع التداول شفاهياً في العراق منذ آماد زمنية مختلفة، وتحت عنوان «شعرية اللغة وتجلياتها في الرواية العربية»، كتب مفيد نجم في ظهور اللغة الشعرية في الرواية العربية، مع ظهور الرواية الحديثة التي جعلت من هذه اللغة علامة من علاماتها البارزة.  

وكتب عمر شبانة حول رواية رجاء بكرية «امرأة الرسالة» استهلَّ نقده في لغة شاعرية، لغة تجمع النقد السافر والهجائي حيناً، والمتسائل حيناً آخر، الكاتبة جمعت في الرواية بين قضيتين، الأولى هي الحب والعلاقة الرجل «المرأة أو الذكر» الأنثى». كما تضمّن العدد مواضيع أخرى  

باحث في التراث يستعرض كلمات عامية كويتية يعود اصلها للغة العربية الفصيحة   

 فرضت اللغة العربية سيطرتها على اللغات السامية الأخرى الموجودة في المنطقة قديما وحديثا اذ لم تتراجع قوتها وتصهر أو تجتث جذور اللهجات المحلية في كل بلد عربي والتي تعرف اليوم بالعامية أو المحكية أو الدارجة.

فقد استعرض المؤرخ وباحث التراث الكويتي خالد سالم محمد في مجلة البيان في عددها لشهر اغسطس  مجموعة من الكلمات العامية الكويتية التي تعود جذورها الى اللغة العربية الفصيحة الام ومن ابرز هذه الكلمات كلمة (خطية) والتي تستعمل بالتعبير الكويتي (خطية ما يستاهل) وهي من الالفاظ التي تقولها النساء اذا رأين او سمعن حدثا مؤسفا او خبرا سيئا.

ويعود اصل كلمة (خطية) الى كلمة (الخطيئة)الفصيحة ففي معجم تاج العروس يقال (خطيئة يوم مربي لا ارى فيه فلانا).

وفي شرحه لكلمة (الخلال) قال انها تعني البلح قبل ان يصير رطبا مفردها (خلاله) وهي لفظة عربية لمرحلة من مراحل نمو البلح وفي القاموس المحيط (الخلال) او (الخلالة) هي البلح قبل ان يصير رطبا.

اما كلمة (خمط) باللفظ العامي ويقال (خمط الشي) اي اخذه بسرعه وغالبا ما يكون الاخذ بدون اذن ورضا صاحبه جمعها(المخامط)ومعناها في تاج العروس (الخمط هو الاخذ والقهر بغلبة).

ويبين الباحث ان كلمة (يخور) بالعامية تعني الشخص الذي يتنقل من مكان الى اخر في معظم الاوقات من دون هدف او (فلان خواره)اي غير اهل للثقة ولا يؤتمن على شيء وتستعمل مجازا للذي يتكلم بكلام غير صحيح فيقولون عنه (يخوره) في الكلام وفي القاموس المحيط (خوار) تعني كثير الجري وفي مستدرك التاج كلمة (خار) تعني ذهب.

ويوجد تعبير كويتي آخر هو (فلان يداري على فلان)اي يحاول ان يكون لطيفا معه ملبيا جميع طلباته ويسهر على راحته وفي تاج العروس (المداراة) تعني حسن الخلق والمعاشرة ويقال (داراته وداريته)اذا اتقيته ولا ينته.

وكلمة (درام) تعني خزان الماء وفي الغالب يكون مدورا وقصيرا واللفظة قديمة قل استعمالها ولعلها من اللفظة الفصيحة (الدرامة) تعني القصيرة وهي من صفات النساء كما في القاموس المحيط وفي جمهرة اللغة (الدرامة) تعني المرأة التي اذا مشيت حركت مناكبها وقربت خطوها وهو من مشي النساء قصيرات القامة.

اما (دكان) فهي تعني بالعامية المتجر الذي يبيع انواعا واصنافا متعددة من الاغذية وغيرها يطلق عليه في الوقت الحالي (بقالة) وان اشتقاق الدكان كما تقدم من (الدكة) وهي مصطبة صخرية يجلس عليها صاحب البيت وضيوفه وكانت الدكاكين قديما تستعمل مثل هذه المصاطب للجلوس وقد سمتها العرب (دوكنا ودكينا).

كما يوجد تعبير كويتي شهير وهو (حاط دوبه دوبي) اي لا هم له سواي وهي فصيحة من الدأب ففي القاموس المحيط الدأب يعني الشأن.

اما كلمة (ذخر) العامية وهو ما تدخره للزمن وتقال للشخص الذي يعتمدون عليه اعتمادا كليا (عساك ذخر لنا) بمعنى ندخرك للحاجة وللزمن فانت خير عون لنا وفي جمهرة اللغة (الذخر) هو ما ادخرته من مال وغيره وقال الاخطل واذا افتقرت الى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الاعمال.

مغترب عراقي يكشف أسرار المهجر في نص روائي

صدرت مؤخرا عن دار الفكر العربي بالقاهرة للكاتب محمد سيف المفتي نرويجي الجنسية من أصل عربي عراقي موصلي، رواية حملت عنوان (الجمال العربية علي الثلوج القطبية)، وتوزعت علي الكتاب الذي جاء في (399) صفحة من القطع الكبير ثمانية فصول معنونة، تصدت لثيمات الهجرة والجوع ووهم البحث في الغرب عن وطن بديل وسعادة مفقودة ونجاح لا يضاهيه نجاح بعد سنوات طويلة من الفشل المتواصل في الوطن الأم.

ويفرد الكاتب الفصول السبعة الأولي لتغطية أحداث ــ عبر راو بضمير الشخص الأول (المتكلم) مازجا بين الشخصي والموضوعي ــ وقعت خلال السنوات الثلاث الأولي التي شهدها مع أسرته الصغيرة (زوجته وطفله) ابتداء من نقطة مغادرة البلد الأم مرورا بمناطق مختلفة قبل وصوله إلي النرويج التي أقام فيها إلي اليوم، فيما يخصص الفصل الثامن لوصف حياة الأسرة النازحة خلال السنة الأخيرة من سنوات غربتها العشر بعد استقرارها هناك.

وتطرح الرواية المكتوبة بلغة تقترب كثيرا من لغة الرواية الواقعية أزمة الشباب العربي المتوزع بين الواقع العربي المر والمثقل بالمثبطات وعوائق التطلع من ناحية، والواقع المتخيل عن حياة العائلة الغربية التي تكاد تقترب من الحياة المثالية علي وفق ما تطرحه السينما والرواية الغربيتين.

من هنا جنح الروائي محمد سيف المفتي إلي الاعتماد التام علي اللغة المباشرة والابتعاد الذي يبدو متعمدا عن الصورة الفنية التي قد تبتعد عن الرسالة التي حرص علي تأمين الممر (اللغة) بينها وبين المتلقي العربي.

لقد حفلت رواية (الجمال العربية علي الثلوج القطبية) للروائي المفتي بجملة أسئلة هي الأقرب من غيرها من الأسئلة إلي الواقع الذي يعيشه المواطن العربي عامة، إذ تراوحت هذه الأسئلة بين الفلسفية الكبري التي تبحث في الكليّات، وأخري اجتماعية وفكرية عامة نستطيع القول إنها تمثل الإطار الأشمل لأزمة العربي في الوقت الراهن.

إن السؤال الفلسفي الأكبر الذي تطرحه رواية محمد سيف المفتي هو: ما الحقيقة؟ من أين تبدأ؟ وماذا وراءها؟

لقد ركزت الرواية علي مفهوم النجاح أيضا في أوربا التي أصبحت خلال العقدين الماضيين قبلة للكثير من الشباب العربي، من حيث الدوافع التي تحرك الشاب العربي وما طبيعة هذا النجاح. كما أنها تطرح سؤالا مهما مفاده: أي ثمن يدفعه المهاجر قبل قطف ثمار نجاحه المرجو هذا؟ وهل أن الوصول إلي أوربا فحسب، يعني تحقيق النجاح؟ بعبارة أخري، هل أن النجاح متاح لكل من هب ودب في أوربا؟ ألا يتطلب العيش في بلدان متقدمة بكل المقاييس مواصفات وشروطا لازمة لتحقيق نجاح يليق بالطموح؟

إن الرواية تجيب علي هذه الأسئلة وأسئلة أخري من مثل ما مصير الهوية؟ وأين يجد المهاجر وطنه المنشود ولا سيما إذا كان قادما من بلاد العرب والمسلمين؟

إن الفقرة الآتية ــ خاتمة الرواية ــ تجيب علي نحو ما علي تلك الأسئلة:

(( ــ أنا أعلم أين هو هذا الوطن، نعم أعلم أين هو

ــ أين، أين ؟؟؟؟

.............

كانت يارا مستلقية بجانبي وإصبعها يؤشر إلي السماء، وهي تقول هل تعني هناك؟ فقلت لها نعم هناك. لم تكن تري وجهي ولا أري وجهها، كنا ننظر إلي تلك السماء الصافية، ولا نري إلا أصابعنا تؤشر إلي السماء. وبينما نحن ننظر إلي السماء، كان أحمد يلعب بالرمل والحجارة، كنا ننظر إلي السماء وهو ينظر إلي الأرض، كل ما كان يبدو عليه أنه قد وجد جنته علي الأرض في هذا المكان))

جدير بالذكر أن هذه الرواية هي العمل الأدبي الأول للكاتب والناشط السياسي محمد سيف المفتي، الحاصل علي شهادة الترجمة في جامعة بلندر بأوسلو والماجستير في الثروة السمكية في جامعة علم الحياة في أوس، النرويج، وكان المفتي مديرا لمنتدي الحضارات في النرويج بين عامي 1998 ــ 2000 ، وهو الآن عضو المجلس البلدي في مدينة أيد سفول، فضلا علي كونه أحد الناشطين في مجال السياسة الخارجية ودمج الأقليات في المجتمع الجديد.

سانتيس وكويتو في جولة روائية

  أنهى الكاتبان الأرجنتيني بابلو دي سانتيس والبيروفي ألونسو كويتو جولة عبر اسبانيا وأميركا اللاتينية لتوقيع عمليهما «أحجية باريس» و«وشوشة امرأة حوتية»، اللذين حصل الأول منها على جائزة «بلانيتا»، للآداب الأيبيرية الأميركية 2007، التي تقدمها مؤسسة بيت أميركا، بينما وصل العمل الثاني إلى النهائيات.  

وكان دي سانتيس وكويتو قد تسلما في 23 أبريل الماضي الجائزة وقيمتها 200 ألف دولار للفائز الأول و50 ألف دولار لمن وصل إلى التصفيات النهائية في المسابقة، فضلا عن نشر أعمالهما. وقام الكاتبان بجولة مرهقة شملت مدريد ومونتفيديو وبوينس أيريس ومكسيكو سيتي وكاركاس وبوغوتا وكيتو وليما، من بين مدن أخرى. وفيما يتعلق بعمل دي سانتيس، الذي يقع في 281 صفحة، فإنه تجري أحداثه في بيئة باريسية في زمن المعرض العالمي لعام 1889 ويروي حكاية نهاية قرن يتطلع إلى المستقبل ويشهد إقلاع التكنولوجيا. ولد بابلو دي سانتيس في بوينس أيريس عام 1963 وروايته الأولى «قصر الليل» صدرت عام 1987 وله من المؤلفات كذلك «من عين السمكة» و«ظل الديناصور» و«كابوس قراصنة الكمبيوتر» و«الجاسوس الأخير» و«صفحات مختلطة»، من بين أعمال أخرى.

الإسباني صاحب «كتاب البرد»، يحوز جائزة سرفانتس ... انطونيو غامونيدا شاعر الاشراقات والجراح 

تسلم أخيراً الشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا (1931) جائزة سرفانتس في جامعة ألكالا دي لينارس عن أعماله الشعرية التي انطلقت منذ خمسينات القرن المنصرم، لتواصل شروقها الباهر إلى الآن، مساهمة إلى جانب أعمال أنخيل بالنطي وأنخيل غارسيا وبولنت وآخرين، في تغذية الشعرية الإسبانية بتلك الخيوط المرهفة، التي تجمع بين الحسية والصوفية والرعوية، في تناغم هيأ للشعر شروط الإقامة على أرض حرة، لا تخضع إلا لمقاييس الجاذبية الفنية والجمالية التي يؤسسها شعراء نذروا أنفسهم للمطلق.

وأنطونيو غامونيدا صاحب بيبليوغرافيا المهمة في الشعر الاسباني المعاصر: « فتنة ساكنة»(1960)، « وصف الكذب» (1977)، «ليون النظرة» (1979)، «عمر» (1992)، «حارس الثلج»، «كتاب السموم» (1995)، «جسر الرموز» (1997)، وكان جذب الانتباه بديوان «كتاب البرد» (1982) الذي استحق عليه الجائزة الوطنية للآداب (1988)، وهو الكتاب ذاته الذي قدم الشاعر للعالم من خلال ترجمته إلى الإنكليزية والفرنسية والبرتغالية والإيطالية، ومن خلال ما حظي به من حسن استقبال في النقد والصحافة الثقافية. وأنجز الشاعر المغربي المتمرس، المهدي أخريف، حديثاً ترجمة عربية موفقة لهذا الكتاب عن لغته الأصلية، صدرت عن وزارة الثقافة (2005) ضمن»سلسلة الترجمة».

وعلى رغم توزع «كتاب البرد» إلى سبع قصائد، فإن الروح الشعرية السارية في متخيله وملفوظاته ترقى به إلى مفهوم العمل الشعري، كوضع اعتباري ينطوي على وحدة مكثفة لإيقاع حضور الذات في خطابها، على نحو جعل من هذا الحطاب تجربة تستشف عناصرها من الحياة والذاكرة والطفولة والحاضر والاستشرافات والغرائز والاستيهامات وعناصر الطبيعة والأشياء النافلة، لتجعل منها مجتمعة أفقاً لشعرية لا تكون ذاتية إلا بقدر ما هي ميتافيزيقية، بما تُفشي من أصداء وأسرار وإيحاءات لها جذورها في الطبقات العميقة لميثولوجيا الإنسان الشاعر، الميثولوجيا التي ينشد إليها أيضاً أسلوبه باعتباره عزلته وسجنه السري بحسب تعبير رولان بارت.

في قلب الاشياء

يُقيم «كتاب البرد» علاقة بالفضاء تستثمر العناصر السابقة، لتجعل منه رحماً لتخلق تجربة شعرية مفتوحة على كل التضايفات والهواجس والأهوال. والذات تخوض في هذا الفضاء بما تملك من قدرة على جعل اللغة تفتح مسامَّ في قلب الأشياء، التي نجدها تخرج من تلقائيتها وراحتها الأبدية، لتضع مصيرها الشعري بين يدي لغة تتدفق من الأحشاء. وهي خاصية لا ينفرد بها إلا الشعر العظيم الذي ينتصر على الترجمة ذاتها، فيتمكن، وهو ينزل ضيفاً على لغات أخرى، من صون ممتلكاته الشعرية والحفاظ على توهجها.

في «قصائد ريفية»، النص الذي يفتتح «كتاب البرد» تنمي الذات الكاتبة شعرية رعوية، تبدو مشبوبة ومتوترة بالقدر ذاته الذي تبسط فيه روحها النقية على الأشياء، على نحو يجعل منها شعرية منسرحة تكتسح عناصر الفضاء بهدوء وتنفذ إلى أعماقها بشفافية، لتحدث في الداخل تلك الهزات والارتعاشات التي يحركها الشعر وقد تلبس فجأة بقوة الفكر والإشراق والحس والعاطفة الملتاعة. ومن هذه العناصر مجتمعة ينبثق صوت شعري غريب يبتكر فضاءاته وتراكيبه برقة حادة تجنح الى التركيب الشذري الغنائي: «بي برد جنب الينابيع. لقد صعدت حتى أنهكت الفؤاد./ ثمة عشب أسود في المنحدرات وزنابق دكناء بين الظلال./ ولكن أنا ماذا أفعل أنا أمام الهاوية؟/ تحت النسور الصامتة يفتقر الشسوع إلى المعنى»(ص10/11). يكشف هذا المتخيل الشعري عن عناصر فضاء أسود لا تلتمع فيه غير»ينابيع» القلق الميتافيزيقي، الذي لا ينشد لعناصر الأرض إلا ليقيم في ما وراءها، محاولاً تطويق معنى مستحيل لا يزيده «صمت» النسور المشرفة على شاسعة جرداء إلا استحالة. حتى عندما يتعين أكثر الفضاء ويُنسب إلى الداخل، فإن العلامات الموقظة لشعريته تغرقه، بالحركة نفسها في غروب يجعل منه فضاء جنائزياً لا تنبثق منه إلا ظلال الموت: «الجسد يسطع في الدهليز العميق، أمام جديلة الحلفاء والخزانات المخصصة للسفرجلات والظلال./ بغتة يندلع البكاء في الإسطبلات./ هناك جارة تغسل الثوب الجنائزي وذراعاها بيضاوان بين الليل والماء» (ص15). ولا ينفصل هذا الفضاء المنصهر بأتون الذاكرة عن استيهامات الطفولة وتفجرات اللاوعي التي تجعل المشهد الشعري مشهداً ذاتياً، ينطلق من المتعين المادي المحسوس ليَغرق في تفجرات غيبية تطوق العمق وتمنح الشعر نسباً ميتافيزيقياً: «أضع الثمار السوداء في الفم، وحلاوتها من عالم آخر، مثل تفكيري الذي دمره الضوء» (ص18).

إن رعوية «قصائد ريفية» تنادي على كل هذه الانتسابات التي تجعل الشعر متعدد المصادر والإيحاءات، إذ لا يوغل في تجربة إلا ليجعل منها فضاء لتماس الكلمات بالأشياء، على نحو جديد تهجر معه الكلمات مدلولاتها وسياقاتها، في الوقت الذي تندفع من عمق ميثولوجي بعيد الغور بالذات الشاعرة، باتجاه ابتكار زخم جديد في علاقتها بفضاء الذاكرة وبياضاتها: «أمد جسدي فوق الأخشاب المشقوقة بالدموع،/ أشم البرز والظل/ آه المورفين في قلبي، أنام بعينيّ مفتوحتين أمام منطقة بيضاء هجرتها الكلمات» (ص20).

ومن قلب هذا المكان الجاثم بغموضه وكآبته على الذات، يمتد، أحياناً، خيط من النور الداخلي المرهف، الذي يضيء الفعل ومساحته مازجاً الأمل باليأس، في مشهد شعري مليء بالحركة والاستيهامات العذبة والغريبة: «كل صباح كان يضع في الجداول الفولاذ والدموع. ويدرب العصافير على أغنية الغضب، الجدول الصافي للبنت العذبة البلاهة، الماء الأزرق للمرأة التي بلا أمل، التي يفوح منها الدوار والضوء، وحيدة في البالوعة بين الرايات البيضاء، باردة أسفل القماش الصوفي والجفنان المصفران حباً» (ص26).

كل هذه الاستيهامات يجعل منها «حارس الثلج» نبراً في أغنيته الرعوية الملتاعة، التي يحاول، عبر طبقاتها الموغلة في الميتافيزيقا، التقاط الجرح الأصلي: «صدح للموت والندى، ثم عزف أغنيات سوداء: كان مغني الجراح، ذاكرته كانت تضطرم في وطن الريح، في بياض المصحات المهجورة» (ص30). إن الصوت الرعوي المخترق بشحوب «المصحات المهجورة» ينهض من عمق الماضي، ليستمر في تدفق يجعل منه حاضراً أبدياً مطوقاً لتجربة الذات في كل آن، وكل ما يصدر عنه من آلام وجراح تتحسسها الذات في ليل التجربة لا يحول دون اختراقه لزمن، والإنصات، من ذلك العمق المطلق، لاختلاجات الرؤى التي تسم الشعر العظيم: «ذات يوم، استشعر أجنحة فتوقف كيما يتنصت في عصر آخر» (ص31)، رؤى تصوغها الذات الكاتبة أحياناً (قصيدة «كذلك» مثلاً) بنبرة المحايد أو الذي يدعي حياداً لا يتورع عن وضع اليد في منطقة تُسمى الجراح: «لا خوف ولا أمل لدي. من فندق مطل على القدر، أرى شاطئاً أسود، وبعيدة أراها: الجفون الكبيرة لمدينة عذابها لا يعنيني» (ص41).

يتضح، بعد هذا التطواف السريع، الجمالية الغريبة التي ينطوي عليها «كتاب البرد»، جمالية تجعل من أنطونيو غامونيدا، بلا منازع، أحد الوجوه الكبيرة في الشعر الاسباني التي يُقدر لها أن تطبع الشعر الكوني بأثر لا فكاك منه، هو الأثر ذاته الذي حمله إليه شعراء من القرن العشرين أمثال سان جون بيرس وإيف بونفوا ورنيه شار وآخرين من تلك الأقلية الهائلة في كل زمان ومكان.

« آينيس توأم روحي» تكريماً لنساء الغزو ‏

قدمت الروائية التشيلية إيزابيل الليندي في مدينة بلاسينسيا الاسبانية روايتها الأخيرة «آينيس توأم روحي»، التي تلجأ فيها إلى المرأة الجريئة آينيس سواريز، رفيقة درب بيدرو فالديفيا، لتكريم النساء اللواتي شاركن في حملة اكتشاف القارة الأميركية، حسب ما أوردته صحيفة » الموندو« الاسبانية أخيرا، على لسان الكاتبة التي تعتبر كتبها الأكثر قراءة في أميركا اللاتينية. وقد أوضحت الكاتبة التشيلية أن اختيار هذه المدينة لإطلاق الكتاب في اسبانيا هو بمنزلة تكريم «لآينيس سواريز وجميع النساء الأخريات اللواتي ذهبن إلى الغزو واللواتي كن هناك وشاركن في تلك اللحظة الوحشية والمغمورات والصامتات بصورة كلية في التاريخ». وأشارت الليندي إلى أن التاريخ إنما يكتبه «الذكور المنتصرون والبيض منهم عموما»، وصوت النساء، المهزومات أو غير الجديرات، لا يبرز في شيء». وأضافت إن الغزو يبدو في كتب التاريخ التشيلية كفعل ذكوري شارك فيه، بشكل افتراضي «110 من الفرسان الأسبان الشجعان و لم تبرز فيه بأي حال من الأحوال النساء اللواتي رافقنهم». ‏

وفيما يتعلق بعنوان الرواية قالت الليندي: خطر ببالي حين فكرت باللقب الذي ربما كان يخاطب بيدرو فالديفيا به امرأة ما يحبها وترافقه إلى آخر العالم وتعطيه ما لم تعطه إياه أية امرأة أخرى في العالم وبالتالي يصبح في حكم المؤكد أنه كان ليقول لها: آينيس توأم روحي. «في الرواية، تعكس المؤلفة أضواء وظلال غزو تشيلي وهي تقوم بذلك بشجاعة منقطعة النظير دون توفير انتقادات للفظاعات التي ارتكبت «من هذا الطرف أو ذاك». ‏ ‏

ديوان مجهول لتوفيق الحكيم ‏

نشر الكاتب ابراهيم عبد العزيز كتاباً جديداً تحت عنوان (ديوان توفيق الحكيم) ونقل تلفزيون الدنيا عن عبد العزيز قوله: هذه الطبعة خاصة ومحدودة تماما ومخصصة كلية للأصدقاء.. وقد قدم للقسم الثاني من الديوان المنشور بالفرنسية عام 1981 بهذه العبارة: قصص قصيرة وقصائد كتبها الشاعر في أوقات فراغه. ‏

وأورد محيط الثقافي أن الديوان المجهول الذي نشره الحكيم بالفرنسية في طبعة خاصة ومحدودة 21 نصاً من كتابه (رحلة الربيع والخريف) إضافة إلى عشرة نصوص جديدة تماما تضمنها الديوان المجهول، ويكشف عبد العزيز عن قصيدة أخرى لم تنشر من قبل عنوانها (مجنون الأميرة الفرعونية) إضافة إلى قصيدتين عمل الشاعر صالح جودت على صياغتهما شعريا من نصين للحكيم الأولى تحمل عنوان (القتيل الأول) والثانية (حب). ‏ ‏

رواية حمدي الجزار "سحر أسود" بالإنجليزية 

صدرت رواية "سحْر أسود" للروائي المصري حمدي الجزار باللغة الإنجليزية عن مطبوعات الجامعة الأمريكية بالقاهرة ونيويورك . ترجمها المترجم البريطاني الكبير همفري ديفيز الحائز على جائزة بانيبال للترجمة 2006. أما الغلاف فقد صممه الفنان المصري محمد عبلة.

كانت الرواية قد صدرت في نوفمبر عام 2005 عن دار ميريت بالقاهرة. وفازت بجائزة مؤسسة ساويريس للأدب المصري عام 2006 . وكانت كيكا قد نشرت بعض فصول الرواية في العام 2004.

حمدي الجزار يسافر نهاية الشهر الحالي (آب) إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليشارك في برنامج الكتاب الدوليين بجامعة أيوا، ولثلاثة  شهور سيقدم قراءات عديدة  من روايته، ومحاضرات عن الأدب المصري في ولايات أيوا والينوى وشيكاجو ونيويورك.

عدد جديد من مجلة ((المأمون))

حفل العدد الثاني \السنة الثالثة-2007 من مجلة المأمون الفصلية الصادرة عن دار المأمون للترجمة والنشر بطائفة كبيرة من الموضوعات الثقافية والبحوث المعرفية والدراسات العامة المترجمة . تصدر العدد الجديد في حقل السياسة والفكر بحث مفصل عن اعادة اختراع الامم المتحدة حيث مثلت عصبة الامم الجيل الاول لهذه المنظمة الانسانية التي يستعرض الكاتب تاريخ نشوئها ومسيرة تحولاتها وصولا الى وضعها الحالي في دعوة لتحديث وتفعيل دورها .في دراسته(طبيعة العلاقة بين اللفظ والمعنى) يتناول عادل سعدون العلاقة بين الالفاظ ودلالتها باعتبارها موضوعة مهمه ومحورا للدراسات اللغوية الحديثة, ويبحث اراء اللغويين وجهود الباحثين في هذا المضمار , مستعرضا ً افكار ومقولات القدامى والمحدثين من فلاسفة علماء لغة ومفكرين (افلاطون, ارسطو, ابن جني , السيوطي, سوسير) وما قالوه في مذاهبهم في اصل اللغة وطبيعة العلاقة ونشأتها بين التوقيف والاصلاح.

كتاب يوثق ملابس الرسامة فريدا كالو 

  تم في المكسيك إنجاز بحث حول خزانة ثياب الرسامة فريدا كالو، التي بقيت محفوظة طوال 50 عاما تقريبا نزولا عند رغبة زوجها الرسام دييغو ريفيرا، وسيشق هذا البحث طريقه إلى صفحات أول كتاب من نوعه يرى النور ويلقي الضوء على تفاصيل جزء من المخزون الهائل من الممتلكات التي تم كشف النقاب عنها، مؤخرا، في البيت الذي رأت الفنانة النور فيه.  

ويقوم هذا الكتاب الذي يحمل عنوان «خزانة ملابس فريدا» والصادر عن مجلس الثقافة والفنون في مدينة نويفو ليون المكسيكية، بتوثيق ملابس الرسامة المكسيكية، مما سيسمح «بالترويج لتقليد النسيج الوطني»، على حد تعبير الناشرين. ويتضمن الكتاب أبحاثا قامت بها الناقدة الفنية تريزا ديل كوندي والباحثة في فن النسيج مارتا توروك، وكلتاهما قيمتان على معرض «كنوز البيت الأزرق»، الذي يعرض في هذه الأيام في مقر «كيوكان» ذاك. كما يشارك في تأليف الكتاب عدد آخر من التقنيين الذين يعملون في مجال الترميم والتصوير.  

وتمت عملية تأليف الكتاب بالتعاون مع صحيفة «لا هورنادا» المكسيكية، حيث يعبق السياق التاريخي لتلك الحقبة التي عاشت فيها كالو، بينما تتحدث توروك عن أصول قطع الملابس وتاريخ كل منها وكيف وصلت إلى خزانة فريدا. كما يروي الكتاب كيف تم العثور على مجموعة الملابس هذه قبل ثلاث سنوات والتي يقدر عددها بنحو 250 قطعة في أحد حمامات البيت الأزرق، الذي شكل شرارة انطلاق مشروع البحث برمته.  

رواية عن إقليم الصحراء 

  يبدو أن الكاتب الاسباني لويس ليانتي الحائز على جائزة آلفاجوارا للرواية في اسبانيا سيكون الطريق الذي تتعرف من خلاله العديد من دول أميركا اللاتينية على قضية الصحراء الغربية. فقد عرض الروائي الاسباني مؤخراً في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس روايته «انظري إن كنت أحببتك» التي تدور في إقليم الصحراء، والتي سيقدمها أيضاً في عدة دول أخرى بأميركا اللاتينية.  

وتعتمد هذه الرواية الرومانسية، التي تبدأ في اسبانيا، على قفزات زمنية، وهي ممتلئة بالأشخاص الثانوية التي تلعب أدواراً رئيسية والتي عن طريقها يقدم بانوراما عن مأساة الشعب الصحراوي.يذكر أن ليانتي يعمل أستاذاً للغة اللاتينية في جامعة آليكانتي بإسبانيا، وكتب العديد من الأعمال التي حصدت جوائز، وهو ثالث كاتب اسباني يحصل على جائزة آلفاجوارا للرواية بعد مانويل بيسنته وكلارا سانشيز.  

وتعد هذه الجائزة التي أسستها دار نشر آلفاجوارا عام 1965 من أهم الجوائز الأدبية التي تمنح للأعمال المكتوبة بالاسبانية، ويتم توزيع الأعمال الفائزة كل عام في جميع الدول الناطقة باللغة الاسبانية. ويعتزم الروائي الاسباني زيارة أوروجواي وباراجواي وتشيلي بعد زيارته للأرجنتين لتقديم روايته. (د. ب. أ) 

ترشيح (الحب في زمن العولمة) لبوكر

رشحت دار الهلال المصرية رواية (الحب في زمن العولمة) للروائي صبحي فحماوي، للتقدم لجائزة البوكر العربية، وقد اختيرت الرواية من بين 36 رواية من روايات الهلال صدرت خلال الأعوام الثلاثة الاخيرة.. وجاءت الجائزة العربية بمبادرة من البوكر العالمية وبدعم عربي.. ومجلس أمنائها يضم أسماء من بينهم فاروق مردم بك، رياض الريس، ماري تيريز عبدالمسيح، ابراهيم المعلّم، وجوناثان تايلور رئيس مجلس ادارة بوكر العالمية ومارجريت اوبانك رئيسة تحرير مجلة بانيبال (اللندنية). وهذه الجائزة خاصة بالرواية، وتمنح علي غرار الـ بوكر، لرواية واحدة سنويا. قيمة الجائزة خمسون الف دولار اميركي للرواية الفائزة، وتكافأ كل رواية من الروايات الست التي تصل الي اللائحة النهائية بعشرة آلاف دولار اميركي.

عبد الصبور في مجلة (نقد)

خصصت مجلة 'نقد' اللبنانية محور عددها الثاني الصادر مؤخرا للشاعر صلاح عبدالصبور. وقال رئيساالتحرير زينب عساف وماهر شرف الدين في الافتتاحية إن 'نقد' تسعي فقط للاقتراب من هذا الشاعر: 'أقله بالنسبة الي جيلنا الذي ولد قبل موت صلاح عبدالصبوربسنتين، اوبعده بسنتين هذا الجيل الذي اغواه ولابد، تصديق ان عبدالصبور قتل بكلمة قيلت له في سهرة، اسعده ان تكون الكلمة مقتل الشاعر بالفعل كلمة قتالة؟ شاعر سمعنا به من قصة موته، ومن نهاية تلمسنا الطريق اليه؟ عن حق، صلاح عبدالصبور 'نموذج' مغر لاقامة الحد بين الكلمة القاتلة والكلمة البعيدة'.

يكتب عبده وازن ضمن الملف تحت عنوان 'شاعر المستقبل المجهول' محاولا الاجابة عن سؤال: لماذا يبدو صلاح عبدالصبور شاعر المستقبل لا الماضي؟

اما محمد علي شمس الدين فيتناول ارتباط عبدالصبور بالموت والوجود، فقد كان شاعرا مشغولا بالموت، يتهكم بالموت لانه يتهكم بالحياة: 'هو الذي انهي احدي قصائده التي ترسل فيها الحياة الحرة والجميلة والسعيدة، فلم تستجب له، فاستغاث قائلا: فأين الموت أين الموت أين الموت'! أما عمر شبلي ان عبدالصبور يترجم عبر 'مأساة الحلاج' الخطاب الأيديولوجي في مصر اثناء التحول الاشتراكي ومحاولة نشر العدالة الاجتماعية بين الجميع يشير عمر ايضا الي ان الشاعر استعمل علي ألسنة البطل وخلصائه اللغة الصوفية، وهذه شهادة له وليست عليه. ويقول يسري عبدالله الانظار الي ان الدراسات الجادة المتميزة التي كتبت عن عبدالصبور قليلة ولاتتناسب مع قيمته.

ويتوقف شوقي بزيع عند شعر عبدالصبور الذي قد يتطابق مع المعايير الفعلية للحداثة اكثر من معظم شعراء الحداثة المعروفين. هناك مقالات لسعد كموني وعرفات فيصل ومحمد الحمامصي وياسين رفاعية ومحمود عبدالغني كما يضم تحقيقا موسعا عن صلاح عبدالصبور في عيون الشعراء العرب الشباب، ومختارات من دواوينه.

رجال وكلاب وبيت لاتفتح نوافذه

صدرت عن منشورات إفريقيا الشرق رواية للكاتب المغربي مصطفي لغتيري تحمل عنوان "رجال وكلاب".

واعتمدت الرواية التي صدرت في طبعة تزين غلافها لوحة للفنان "ليغابي"، في سرد الأحداث علي تقنية التحليل النفسي.

وتعد هذه الرواية الإصدار الرابع للكاتب بعد ثلاث مجاميع قصصية، هي: "هواجس امرأة" (2001 ) ، و"شيء من الوجل" (2004) و"مظلة في قبر"2006.

وعن "دار سعد الورزازي" بالرباط، ستصدر قريبا المجموعة القصصية البكر للقاص المغربي هشام بن الشاوي: "بيت لا تفتح نوافذه".

وعلي الغلاف الأخير للمجموعة، كتب القاص التونسي إبراهيم درغوثي:

الآن انتهيت من قراءة كل نصوص المجموعة القصصية: "بيت لا تفتح نوافذه"، فشعرت بانتعاش كبير وأنا أقول لنفسي: جميل ما يكتب هذا الرجل في هذا الزمن الرديء المسكون بالفجاجة والنفاق... في نصوصك هذه المكتوبة بعفوية الفنان المبدع يتجلي الخلق الحقيقي للنص الحارق الخارج عن قانون الكذب والنفاق. نصوصك تصور فجاجة الواقع كما هي دون أن تزينها حتي تكسبها جمالا زائفا، لا تهادن الحاضر الذي تشيأ فيه البشر حتي صار أرخص من بصقة ولا تسكت عن ماضينا الذي كثيرا ما تفاخرنا به بين الأمم لتقول لنا بالصوت العالي: "أفيقوا، أفيقوا يا غواة" ــ نصف بيت للمعري ــ قبل أن ينساكم التاريخ إلي الأبد هذه المرة.   

احتـــفال بصـــدور الــــترجمة العربية لكتاب «التطهير العرقي في فلسطين»

 احتفل في رام الله بالضفة الغربية بصدور الطبعة العربية الاولى لكتاب (التطهير العرقي في فلسطين) الصادر باللغة الانجليزية بحضور مؤلفه الكاتب الاسرائيلي ايلان بابه الذي اثار جدلا واسعا في تناوله «للنكبة الفلسطينية».وعملت مؤسسة الدراسات الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت على ترجمة هذا الكتاب الى اللغة العربية. وقال سليم تماري مدير فرع المؤسسة في الاراضي الفلسطينية المحتلة «لقد جرى توزيع الطبعة العربية بالتزامن ما بين بيروت ورام الله».وأضاف تماري لرويترز خلال الاحتفال بالاعلان عن صدور النسخة العربية للكتاب«هذا الكتاب (التطهير العرقي في فلسطين) يوثق بطريقة اكثر عمقا من اي كتاب آخر لاعتماده على ارشيف المخابرات العسكرية الاسرائيلية التي تفتح لاول مرة امام الباحثين اضافة الى وثائق يفصح عنها للمرة الاولى».

وتابع «ان الكتاب الذي يعد مؤلفه من المؤرخين الاسرائيليين الجدد يتناول بطريقة جريئة وبتفصيل لم يظهر من قبل ما جرى في عام 1948».

وتقع النسخة العربية للكتاب في 387 صفحة من القطع المتوسط وضعت على الغلاف صورة لمجموعة من اللاجئين الفلسطينيين وهم يحملون بعض أمتعتهم على ظهورهم.ونشرت العديد من وسائل الاعلام العربية اجزاء من هذا الكتاب، اضافة الى ان الصحف الاسرائيلية نشرت باللغة العربية اجزاء منه.

ويتناول الكاتب بالوثائق والتفصيل والاسماء ما جرى عام 1948 من تهجير للفلسطين والذي يرى فيه البعض رد اعتبار للاجئين من انهم اجبروا على ترك منازلهم.

ويقول بابه «تهجير الفلسطينيين من ديارهم كان في اطار تنفيذ سياسة الحركة الصهيونية لافراغ الارض الفلسطينية من سكانها».

وأضاف «بعد الاطلاع على الوثائق الجديدة والمهمة في ارشيف الجيش بعد السماح بالاطلاع عليها كان لا بد من كتابة هذا الكتاب الذي يتناول الاحداث بالمكان والاسماء».

وعملت اسرائيل في عام 1948 على تهجير آلاف الفلسطينيين من مدنهم وقراهم التي عمدت الى تدميرها وقال بابه «ما جرى كان عملية تطهير عرقي وان لم يكن شاملا لاسباب مختلفة بعضها يعود الى صمود اهالي بعض القرى التي استطاع اهلها صد الهجمات الاسرائيلية مرات عدة حتى برزت اصوات بين الاسرائيليين تدعو الى عدم طردهم لانهم سيكونون أقلية».ويرى بابه في كتابه الذي سيصدر الشهر القادم باللغتين الفرنسية والالمانية وفي وقت لاحق باللغة العبرية اكثر من اعتذار شخصي للفلسطينيين، وقال لرويترز قبل ان يبدأ بالتوقيع على نسخ كتابه لقرائه «هذا الكتاب بالتأكيد اعتذار شخصي .. بل أكثر من مجرد اعتذار.. اريد ان أخبر العالم وليس الاسرائيليين فقط انه يجب التوقف عن انكار الجريمة (النكبة) وهذا شرط للوصول الى السلام في فلسطين، وانهاء هذه الجريمة يجب ان يكون بالسماح للاجئين بالعودة الى منازلهم التي هجروا منها».ويستبعد بابه ان يتم تدريس كتابه «التطهير العرقي في فلسطين» في المؤسسات التعليمية الاسرائيلية، وقال «ليس في المستقبل القريب ربما على المدى البعيد هناك بداية تفهم مازالت بسيطة في بدايتها لتدريس النكبة واعتقد انه بعد ظهور الكتاب بالعبرية انه سيقرأ من قبل العديد ولست متفائلا ان يدرس في التعليم الرسمي».ويعتقد المؤرخ الاسرائيلي بابه ان المجتمع الاسرائيلي مازال بعيدا عن معرفة ما جرى في عام 1948 وقال «اخاف اننا ما زلنا بعيدين عن هذا الهدف، صدور هذا الكتاب (التطهير العرقي في فلسطين) خطوة صغيرة نحو هذا الهدف يجب ان تكون هناك جهود في قطاع التعليم لتغيير مفهوم الاسرائيليين حول ما جرى في عام 1948».وصفق عشرات الفلسطينيين الذين شاركوا في الاحتفال الذي اقيم في قاعة مسرح وسينما القصبة طويلا للمؤلف بابه عند انتهائه من عرض كتابه في اشارة تعكس شعورهم بالرضا عما كتبه هذا المؤلف من سرد جديد لوقائع جرت عام 1948 وظلت طي الكتمان.

استئناس النزعات الفردية وتجاوز «مجتمع السوق» 

كتاب الباحث والكاتب السويدي يوهان نوربيرغ دفاعا عن الرأسمالية العالمية، الصادر حديثا عن دار مصباح الحرية، يفتح أفقا جديدا في مبحث قديم هو الرأسمالية، التي انقسم العالم حولها إلى مناوئين وموالين لكل منهم تخريجه الفلسفي والمفاهيمي لموقفه المدعوم بالأرقام والجداول، نوربيرغ في كتابه يقرأ خرائط الرأسمالية وتجلياتها، من خلال، حقائق وأحوال جديدة، ونظم أخلاقية ارتبطت بهذا المنهج لذلك يقول بالرأسمالية لا أعني تحديدا نظاما اقتصاديا يتألف من ملكية رأس المال وفرص استثمارية. فهذه الأشياء يمكنها أن تتواجد أيضا في اقتصاد موجه. بل اعني اقتصاد السوق الحر، الذي يصاحبه منافسة حرة قائمة على الحق في استخدام ملكية الفرد، وحرية التفاوض وإبرام الاتفاقيات، والبدء في فعاليات تجارية. ما أدافع عنه إذن هو حرية الفرد في الاقتصاد. فالرأسماليون يشكلون خطرا عندما يوحدون قواهم مع قوى الحكومة بدلا من السعي إلى جني الأرباح. وإذا كانت الدولة دكتاتورية، فيمكن للشركات بسهولة أن تكون شريكة في انتهاكات حقوق الإنسان تماما كما كان عدد من شركات النفط الغربية في الدول الإفريقية. وبالمثل، فإن الرأسماليين الذين يطوفون في ممرات النفوذ السياسي بحثا عن المنافع والامتيازات ليسوا رأسماليين حقيقيين. فهم بالعكس يشكلون تهديدا للسوق الحر، ولأنهم كذلك، يجب انتقادهم وصدهم فكثيرا ما يرغب رجال الاعمال في لعب دور الساسة ويرغب الساسة في لعب دور رجال الاعمال هذا ليس باقتصاد السوق الحر بل اقتصاد مختلط اختلطت فيه ادوار الساسة واصحاب المشاريع الخاصة، فالرأسمالية الحرة توجد حين يسعى الساسة الى تحقيق سياسات ليبرالية ويعمل اصحاب المشاريع الخاصة في التجارة، ما أؤمن به اولا وقبل كل شيء ليس الرأسماليةولا العولمة فالانظمة او القوانين التنظيمية لا تحقق كل ما نراه حولنا في طريق الازدهار والابتكار والمجتمع والثقافة فهذه الاشياء خلقها الناس ما أؤمن به هو قدرة الانسان على تحقيق امور عظيمة والقوة المضاعفة التي تنتج عن تفاعلاتنا وتواصلنا، اني اناشد من اجل حرية اكبر وعالم اكثر انفتاحا ليس لاني اعتقد ان نظاما اكفأ من آخر ولكن لان تلك الاشياء توفر بيئة تطلق العنان لابداع الفرد، ليس بمقدور اي نظام فعله وتحرك الديناميكية التي ادت الى التقدم البشري والاقتصادي والعلمي والتقني، ان الايمان في الرأسمالية لا يعني الايمان في النمو او الاقتصاد او الكفاءة وبقدر ما تكون هذه الانجازات مرغوبة فتلك عبارة عن نتائج فقط. الايمان في الرأسمالية هو جوهريا الايمان في البشرية ومثل معظم الليبراليين الآخرين بامكاني تأييد رأي رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي ليونيل جوسبان انه يجب ان يكون لدينا اقتصاد سوق وليس مجتمع سوق. هدفي ليس ان تحل الصفقات الاقتصادية محل كل العلاقات الانسانية بل الحرية والعلاقات الطوعية في كافة المجالات، فعلى الصعيد الثقافي يعني هذا حرية التعبير وحرية الصحافة، وفي السياسة يعني الديمقراطية وحكم القانون، اما في الحياة الاجتماعية فهو يعني حق الفرد في ان يعيش وفقا لقيمه الخاصة وان يختار رفاقه، وفي الاقتصاد يعني رأسمالية واسواقا حرة. لا انوي وضع بطاقات اسعار على كل شيء فالامور المهمة في الحياة الحب والصداقة والطريقة التي يحيا بها الانسان حياته لا يمكن تسعيرها ان اولئك الذين يؤمنون بان الليبراليين يعتقدون ان الناس يعملون دائما بهدف مضاعفة مدخولهم لا يعرفون شيئا عن الليبراليين واي ليبرالي يفكر بهذه الطريقة لا يعرف شيئا عن طبيعة البشرية، لا تدفعني الرغبة في الحصول على اجر افضل في الكتابة عن قيمة العولمة بدلا من ان اصبح محاسبا او صياد سمك، فانا اكتب عن شيء اؤمن به، شيء مهم واتمنى العيش في مجتمع ليبرالي لان مثل هذا المجتمع يمنح الناس حق اختيار ما يهمهم.

نجيب محفوظ و16 دولة عربية في معرض الإسكندرية العربي للكتاب هذا العام

بدأت فعاليات معرض الاسكندرية العربي للكتاب في الثاني والعشرين من شهر اغسطس الجاري ولمدة 10 أيام بقلعة قايتباي بالاسكندرية وذلك للعام الثاني علي التوالي حيث شاركت فيه 16 دولة عربية بأحدث إصداراتها الفكرية من خلال 108 ناشرين مصريين وعرب وأكد د. وحيد عبدالمجيد نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب المنظمة للمعرض في تصريحات صحفية بأن معرض هذا العام شهد نشاطاً ثقافياً ملحوظاً بعد زيادة عدد الناشرين وتنظيم عدد من المحاور والندوات الفكرية عن نجيب محفوظ في الذكري الاولي لرحيله والعلاقات الثقافية بين مصر وتونس واسهامات ادباء الاسكندرية في الحياة الثقافية المصرية اضافة الي تنظيم العديد من الانشطة الفنية والموسيقية بالقلعة.

كتاب جديد يتناول مستقبل طباعة الصحف بالوطن العربي

(مستقبل طباعة الصحف العربية) احدث اصدارات الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة للكاتبة مروة محمد كمال الدين ويأتي ضمن سلسلة اصدارات المكتبة الاعلامية ويقع الكتاب في 327 صفحة من القطع المتوسط ويتحدث عن التطورات المتلاحقة التي ظهرت في الآونة الاخيرة في صناعة الطباعة الرقمية والتي احدثت ثورة في مجال الطباعة اقتصاديا وتكنولوجيا ومدي استخدامها في عالم طباعة الصحف. فيوضح الكتاب تجهيزات ما قبل الطباعة الرقمية مع شرح للتقنيات والانظمة الرقمية المتعددة مع عقد مقارنة بين الطباعة الرقمية والطباعة المستوية.مع الاجابة عن سؤال مهم لماذا الطباعة الرقمية في الصحف العربية؟ ليخرج الي العديد من النتائج التي تتعلق بالثورة التكنولوجية والرقمية التي يشهدها العالم حاليا والتي تتطلب مسايرتها من خلال تطوير وسائل الاعلام المرئية والمطبوعة في العالم العربي.

فن الرواية بهيئة الكتاب

اصدر الدكتور ناصر الأنصاري رئيس الهيئة العامة للكتاب قرارا بإصدار كتاب دوري عن الرواية بعنوان 'فن الرواية.. آفاق وقضايا' يرأس تحريره الناقد عبدالرحمن ابوعوف علي ان يصدر العدد الأول منه في يناير 2008 بالتزامن مع معرض الكتاب.

تضم هيئة التحرير كلا من د. ماري تريز عبدالمسيح ود. حسين حمودة ود. خيري دومة ود. احمد فتحي. اما هيئة المستشارين فتضم كلا من د. عبدالمنعم تليمة ود. فخري صالح ود. فيصل دراج ود. يمني العيد ود. محمد برادة ود. صبري حافظ وابراهيم فتحي ود. جمال التلاوي. 

مالكــــولم إكس وآخرون.. والسياسة والأخلاق

عند قراءة عنــــوان الكتاب الذي وصفـــه جلال امين بانه ‘’كتاب جميل تترك قراءته في النفس أثراً طيبـــاً’’ قد يتوهم القارئ انه يتناول موضوعات جنسية فاضحة أوجبت التحريم أو يشكل إساءة الى معتقدات دينية أو رموز يجب أن تحاط بإجلال لا يقبل الطعن.

إلا ان العنوان وهو ‘’النصوص المحرمة ونصوص اخرى’’ ربما كان ‘’خداعا’’ الى حد ما.

فمـــا وصف هنا انه تحريم إنما هو اجمالا ‘’سياسي’’ الى حد ما وربما حملت سياسيته مخاطر عرقــــية او اقتصادية اكثر مما يمكن ان تشكله في مجــــالات اخرى.

والواقع ان اسم الشخصية الرئيسة في الكتاب والذي كتب عموديا بخط كبير امتد على طول دفة الغلاف هو ‘’مالكولم اكس’’ فاذا قرأنا الاسم ثم اتبعناه بالعنوان استقام المعنى المقصود.

إنها نصوص الزعيم الزنجي المتمرد الذي اتخذ له هذا الاسم ‘’العائلي’’ الرمزي وقضى في عمل من أعمال العنف الذي لم يكن يتورع عن الدعوة إليه شرط ان يوجه الى البيض والأميركيين منهم خصوصاً الذين اتهمهم بالتسبب بآلام رهيبة وتاريخية للأميركيين الافارقة السود.

اما الكتـــاب الــــذي صـــدر في العربيـــة عن ‘’المؤسسة العربيـــة للدراســـــات والنشـــر’’ في 323 صفحــــة متوسطـــة القـــطع فــــهو من ‘’ترجمة وتعليـــق حمــــد العيسى بمقدمة كتبها جلال امين’’.

والعيسى كـــاتب وقـــاص ومترجم ومهـــندس ســــعودي.

«مئة عام من العزلة» تصمد في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً 

  لا تزال رواية «مئة عام من العزلة»، التي أوصلت الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز إلى جائزة نوبل للآداب، تحافظ على موقعها بين أفضل عشرة كتب مبيعا في أميركا اللاتينية، حسبما تؤكده قوائم رسمية تم نشرها، مؤخرا، في عاصمة باراغواي أسونسيون.  

وأكد نيكولاس أرغوتي، وهو مالك فرع لإحدى شركات مبيعات الكتب في هذه العاصمة أن «سحر هذا العمل سيدوم لقرون من الزمن». ولقد تصدر عنوان رواية ماركيز قائمة الكتب الأكثر مبيعا في كل من فنزويلا وأوروغواي والمكسيك وتشيلي والأرجنتين، من بين بلدان أخرى ليس من بينها كولومبيا، مسقط رأس المؤلف.  

يذكر أن الأكاديمية الملكية الاسبانية وأكاديميات اللغة الاسبانية على امتداد العالم رعت هذا العام طبعة خاصة للرواية الشهيرة بلغت مليون نسخة. واعتبرت هذه المبادرة أسلوبا رائعا لتقدير الموهبة العبقرية الأدبية للرجل الذي عرض استعرض أمام العالم أجمع كروب أميركا اللاتينية آمالها.  

وبالتزامن مع ذكرى مرور أربعة عقود من الزمن على صدور الطبعة الأولى من الرواية، كان غارسيا ماركيز هدفا للعديد من الاحتفالات التكريمية بناسبة عيد ميلاده الـ 80، كرسها كما جاء على لسانه «لملء الصفحات البيضاء أو شاشة كمبيوتر فارغة بكتابة قصة لم يروها أحد على الإطلاق حتى الآن والتي تجعل حياة قارئ غير موجود أكثر سعادة».  

حاتم الصكر في «المرئي والمكتوب» تشكيلياً 

  يتناول د. حاتم الصكر في كتابه «المرئي والمكتوب» دراسات في التشكيل العربي المعاصر الصادر مؤخراً عن دار الثقافة والإعلام في الشارقة البحث في منظور الواقع التشكيلي العربي، طارحاً استفهاماً حول مصير المقترحات التشكيلية سواء كانت بشكل بيانات ودعوات أو تجمعات، أو محاولات تجريبية في الرسم والتنظير الفني.  

يجمع الكاتب حاتم الصكر الذاكرة على مدى المسيرة التشكيلية العربية بعض المفاصل المهمة منها، والتي تجسد الإشكاليات السائدة في الخطاب التشكيلي العربي، طارحاً مساءلة عن مصير تلك المقترحات في محاولة لقراءة انجازها في نقاط تمثل أبرز ما فجرته في الذاكرة الفنية في حوار أو تساؤل.  

وفي مقدمة تلك المفاصل سؤال الهوية: أو أي أسلوب فني أكثر ملاءمة لإنجاز فني شخصي، لا يتنازل عن موروث الفني، ومهما كانت جنسية الفنان، فهو بحاجة إلى الانتباه لموروث وطنه عبر الحقب التاريخية، والموروث ذاته يمتد ويتشعب ليشمل تراث العرب والمسلمين، وهو تراث مشترك يمثل عنصر جذب لتجارب الفنانين الرسامين وأسلوبياتهم.  

يتساءل الكاتب عما إذا كانت البيئة، والموروث المحلي والإسلامي جزءاً من مكونات المسيرة التشكيلية العربية المعاصرة والحديثة، فإن التراث الإنساني بدوره، وفي مجال الفن والأسطورة خاصة سيشكل بطبيعة الحال رافداً من روافد التجربة التشكيلية العربية، وداعياً قوياً لتضمين تلك المنجزات الإنسانية في عمل معاصر ذي أثر في المتلقى.

لا شك في أن التجربة للرسم الغربي عبر مراحله كلها، وحق الحداثة وما بعدها قد أفرزت أساليب ورؤى، وقدمت منجزاً لا يمكن للرسام العربي أن يتجاهله، وهو ما سيمثل جانباً في أزمة أسلوبية تثيرها الفجوة بين تواضع إنجازها العربي وتنوع أساليب الغرب. وتحددها.  

وتساءل الكاتب عما إذا كانت بعض مصادر تلك الأزمة أو الإشكالية في جانب واحد هو المؤثرات، أو مكونات الوعي بالرسم كأداة توصيل فنية وإبداع خلاف، فإن التكون المعرفي الذي يخلق الوعي بالموضوع والفكرة والرؤية الفنية السابقة للإنجاز هو الآخر موضع إشكالية كبرى، إذ يخضع الرسام العربي لسيل جارف في النظريات والرؤى، والفلسفات التي تحدد الصلة بين الفنان وواقعه، وبينه وبين المتلقي، وبين رؤيته والعالم، وصلته بموضوعاته وسبل تمثيلها فنياً، وغير ذلك، وهنا يتحتم على الفنان اختيار طرق توصيله لقناعاته ورؤيته التي ستكون محركاً لرؤيته المتكونة على أساس ما حوله في الرؤى والأفكار.  

يبقى المقترح الحروفي مثلاً لا يمكن قراءته كاستلهام لجماليات الحرف العربي واستضافة وجود الحرف في اللوحة بعيداً عن دلالته الكتابية أو معناه، ولا الاستعانة به كزينة بل لإثراء اللوحة بإيحاءات تراثية تمثل البحث عن حافز روحي يضيف للوحة المعاصرة بعداً فكرياً، يقلل في نزعة التلوين أو حرفة الرسم الخالصة المجردة من المؤثرات الثقافية.  

إن مهمة التحديث في الرسم تبدو لحاتم الصكر خلاف الشعر والقصة يبحث فيها الرسام داخل عمله وبدافع وعيه الخاص ليصل إلى قناعة ذاتية، تؤدي به إلى سبر أغوار اللوحة من منظور خاص يحييه الفنان وحده.  

يرى حاتم الصكر إن الوصول لمقترحات أسلوبية محددة عربياً وذات وقع في التجربة التشكيلية العربية، هو كالمزاوجة بين التجريد والتشخيص أو التجسيد، والإقبال على السرد كفعل بنائي يغني اللوحة، ويوسع أفق مشاهدتها بما تحمل من مفردات وتفاصيل، وحكي مرمز أو مختزل، ولعل العودة إلى تبسيط الأسلوب في الرسم القريب من رسوم الأطفال، وتقمص رؤاهم تؤشر إلى جزء من تلك الحيرة الأسلوبية التي وجد الرسام العربي نفسه فيها، وهو يتعرض لضغط الأسلوبيات الغربية، مما يوقعه ضحية الصراع الثقافي أو الحضاري بين العرب والغرب.

اثار ومتاحف

اكتشاف مقبرة فرعونية لحارس ملكي

اكتشفت بعثة مصرية تشيكية مقبرة فرعونية في منطقة أبو صير قرب سقارة جنوب غرب القاهرة. 

وأوضح المجلس الأعلى للآثار المصرية أن المقبرة تشمل بئر الدفن الخاصة بالحارس الملكي "منخ أب نكاو" من الأسرة السادسة والعشرين (644-525 قبل الميلاد). 

وقال الأمين العام للمجلس زاهي حواس إن "البعثة عثرت على بئر  الدفن الخاصة بالحارس وكشفت بداخلها عن تابوت مصنوع من الحجر الجيري الأبيض بداخله تابوت آخر على شكل آدمي مصنوع من حجر الديوريت ومنقوشة عليه نصوص من كتاب الموتى". 

وعثر فريق الآثار أيضا على مجموعة من بقايا الأثاث الجنائزي للمتوفى تضم أواني خزفية وتمائم وتماثيل صغيرة كان الفراعنة يضعونها مع الميت باعتقاد خدمته في العالم الآخر "الأوشابتي". 

وذكر رئيس الفريق التشيكي في البعثة ميروسلاف فيرنر أن "البعثة عثرت على أوان فخارية كبيرة زينت بنقوش وكتابات وبداخلها بقايا لمواد تحنيط مما يدل على ثراء صاحب المقبرة ومكانته الاجتماعية". 

وأضاف فيرنر أن "فحص البعثة لبئر الدفن أكد تعرض المقبرة للسرقة في أواخر العصر الروماني حيث قام اللصوص بكسر التابوت مما أدى إلى تناثر عظام صاحب المقبرة في بئر الدفن".  

واعتبر مدير مفتشي منطقة أبو صير الأثرية طارق العوضي أن هذا الكشف يؤكد أن "منطقة أبوصير هي إحدى أهم مقابر الدولة القديمة التي عاد إليها كبار موظفي العصر الصاوي وبداية العصر الفارسي (525 قبل الميلاد)".  

إكتشاف آثار رومانية جديدة في اللاذقية ...

أسرار قلعة الحشاشين في سورية ... إلى العلن

عثر علماء آثار في موقع «حي الصليبية» في محافظة اللاذقية على الساحل السوري، على ستة تيجان وقاعدتين وأعمدة من الغرانيت وثلاث قطع حجرية كبيرة تحمل زخارف نباتية وهندسية متميزة. ونقلت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) عن مصدر في مديرية آثار اللاذقية ان أحد التيجان مزين بوجه الإله «اسكالوب»، إله الطب والصيدلة عند الرومان، وآخر مزين بوجه الآلهة «ارتميس»، آلهة الصيد عند الإغريق والرومان، وهي ذاتها آلهة الخصب في الشرق «ديانا».

وأضاف المصدر ان اثنين من التيجان الكورنثية مصنوعان من الرخام الأبيض ذي الحبيبات اللماعة المستوردة، بينما التيجان الباقية مصنوعة من الحجر الرملي النميت.

ويعود تاريخ الموقع الذي عثر فيه على هذه المكتشفات إلى الفترة الهلنستية والرومانية.- أعادت أعمال ترميم وتنقيب في قلعة مصياف على الساحل السوري إلى خريطة المزارات السياحية وكشفت أسرار طائفة الحشاشين التي كانت تستقر فيها في وقت ما.

ويقول هيثم علي حسن، عالم الآثار الذي شارك في مشروع الترميم: «كان كل من يحاول الاستيلاء على قلعة الحشاشين يلقى حتفه في اليوم التالي».

ويقول حسن إن الحشاشين لم يجيدوا بناء الحصون حتى وإن ظل المبنى قائماً ويثير إعجاب زائريه إلى اليوم، مشيراً الى ان الحشاشين حاولوا محاكاة حصون صليبية وحصون صلاح الدين، «لكن ليس في شكل جيد»، معتبراً ان ضعف الحصن ربما يكون دليلاً على فقر الطائفة نسبياً.

وقاد الحشاشين رشيد الدين سنان المعروف بشيخ الجبل. واستغل قرية مصياف كقاعدة لنشر أفكار طائفة الاسماعيلية النزارية التي ينتمي إليها هو وأتباعه. واستكملت أعمال الترميم في السنة الماضية، وكشفت الكثير عن تاريخ الطائفة الاسماعيلية في سورية، فيما أنقذت أجزاء من القلعة من الانهيار.

وعاش أتباع الطائفة الاسماعيلية في القلعة حتى القرن الماضي، ولا يزال الحصن جزءاً من نسيج بلدة مصياف.

افتتاح قاعة عرض الآثار في سيناء بمشاركة كويتية 

اشاد محافظ جنوب سيناء اللواء محمد هاني متولي بالدور الذي قام به المجلس الاعلى للاثار في مصر والبعثة الكويتية اليابانية المصرية المشتركة في التنقيب عن الحفائر والاثار في مدينة الطور.

كما اثنى متولي في كلمة بعد افتتاحه قاعة عرض الاثار بمنطقة الكيلاني بمدينة طور سيناء على الجهود التي بذلت في العديد من الاماكن في محافظة جنوب سيناء ومنها منطقة راس راية والكيلاني موضحا ان البعثة تحتفل اليوم بنتائج الحفائر التي تم الحصول عليها من خلال المعرض.

ودعا البعثة الى المزيد من الاكتشافات في محافظة جنوب سيناء متوجها بالشكر والتقدير للحكومة اليابانية والمجلس الاعلى للآثار واعضاء البعثة الكويتية اليابانية المصرية المشتركة لدورهم بالكشف الاثري عن هذه الحفائر.

واعرب متولي عن الامل في ان تزيد تلك الاكتشافات على ارض محافظة جنوب سيناء من القيمة الاثرية للمحافظة وبالتالي تنعكس على مزيد من السياحة التي تتميز بها محافظة جنوب سيناء.

وذكر ان الهدف الرئيسي من هذه التنقيبات والابحاث الاثرية يتركز في تحقيق تاريخ التبادل والتواصل البحري بين الشرق والغرب واثباته والبحث في تاريخ الثقافة المعيشية اليومية في العصر الاسلامي.

واحتوت قاعة المعرض على العديد من الاواني الفخارية والنحاسية والعملات المعدنية والسجاجيد اضافة الى الجداريات المحفورة في الصخور والاحجار الكريمة.

حفريتان للانسان البدائي تقدمان صورة جديدة لتطور البشرية 

قال باحثون إن حفريتين لجمجمة بشرية وفك أعلى تعودان لاثنين من الانواع الاولى للانسان البدائي هما (الانسان الماهر) Homo habilis و(الانسان المنتصب) Homo erectus تشيران الى أنهما ربما عاشا معا لاكثر من نصف مليون عام.

وتتحدى الحفريتان اللتان عثر عليهما في شرق افريقيا المفهوم السائد بأن الانسان تطور بالتدريج مرحلة تلو الاخرى من الانسان الماهر الى الانسان المنتصب ثم في النهاية الانسان العاقل أو انسان العصر الحديث.

وقالت سوزان أنطون استاذة علوم الانسان بجامعة نيويورك "لقد كان هناك اعتقاد بأن الانسان الماهر تطور ببطء الى الانسان المنتصب.. والان اكتشفنا أنهما كانا يعيشان معا. لذلك لا يمكن ان يظل ذلك الاعتقاد قائما بعد الآن."

وأجرى البحث الذي نشر في دورية (نيتشر) Nature العلمية تسعة من الباحثين.

وعثر على الحفريتين في عام 2000 شرقي بحيرة توركانا خلال مشروع بحثي للمتحف الوطني في كينيا.

وتشير الابحاث الى أن الانسان الماهر والانسان المنتصب استخدما مصادر مختلفة للطعام وكان سلوكهما مختلفا ليتمكنا من العيش معا دون أن ينقرض أحدهما.

وقال باتريك جاثوجو من جامعة يوتا وأحد المشاركين في البحث "كانا يعيشان على مسافة سير دقيقتين أو ثلاث دقائق."

وأضاف في مقابلة أجريت بالهاتف "لابد وأنهما تعاملا معا."

وترجع حفرية الفك الاعلى للانسان الماهر الى 1.44 مليون عام للوراء وهي أقدم من حفريات أخرى عثر عليها من قبل لهذا النوع.

وقال العالم فريد سبور من جامعة لندن في بيان "هذه الحفرية الجديدة تشير الى أن الانسان الماهر شقيق الانسان المنتصب وانهما كانا يعيشان معا في نفس الوقت ولم يسبق أحدهما الاخر."

والحفرية الثانية والتي عثر عليها في نفس المكان بشمال كينيا كانت لجمجمة محفوظة في حالة جيدة تعود لاحد أفراد الانسان المنتصب ترجع الى ما قبل نحو 1.55 مليون عام.

وتعد هذه الحفرية اكتشافا هاما بسبب حجمها. فهي أصغر جمجمة للانسان المنتصب عثر عليها حتى الان وهي ترسم صورة مختلفة له تشير الى تميزه بتنوع لم يعرف الباحثون بوجوده من قبل.

وقد يعني هذا التنوع انه مثل الغوريلا حيث تكون جمجمة الذكر أكبر حجما من جمجمة الانثى ان الانسان المنتصب شهد بدوره اختلافا بين الجنسين.

وكان يعتقد أن تقليص الفرق في حجم الجمجمة بين الجنسين هو أحد العلامات المميزة لتطور الانسان.

وقالت انطون ان الاكتشاف "يجعل الانسان المنتصب أقل شبها بنا".

وقال سبور إن كل الادلة المتاحة تشير الى أن الانسان العاقل تطور من الانسان المنتصب في عملية تطور حدثت في افريقيا قبل مليون عام.

وأضاف أنه يبدو أن الاثنين جدهما واحد كان يعيش في افريقيا قبل مليوني أو ثلاثة ملايين عام.  

اليونيسكو تعد المخطط الرئيسي للقاهرة التاريخية 

كلف المجلس الاعلى للآثار في مصر منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بإعداد «المخطط الرئيسي للقاهرة التاريخية».وقال الامين العام للمجلس زاهي حواس ان المجلس «اودع مليوني دولار اميركي في حساب اليونيسكو» لهذا الصدد مشيرا الى ان «هذا القرار يأتي في اطار جهود المجلس للحفاظ على القاهرة التاريخية بما تحويه من آثار وشوارع ومنازل».

من جهته قال المشرف العام على مشروع القاهرة التاريخية ايمن عبد المنعم ان «الاموال المودعة سيتم استخدامها لتوفير بيت خبرة عالمي له الخبرات اللازمة لاعداد مثل هذه المخططات التي تحتاج الى تخصصات مختلفة مثل المسح الاجتماعي والخدمي والبيئي والمعماري» مع مراعاة «الاصول التاريخية للمدينة واحتياجاتها المستقبلية».ومن المتوقع ان يستغرق إنجاز هذه الدراسة حوالي عامين تحت اشراف اليونيسكو طبقا لتوصيات المؤتمر الدولي للقاهرة التاريخية الذي عقد في عام 2002.

يشار الى ان المجلس الأعلى للآثار قام خلال السنوات السبع الماضية بترميم اكثر من 150 أثرا اسلاميا كبيرا بينها مدارس وكتاتيب ومساجد ومستشفيات فاطمية وايوبية ومملوكية وعثمانية داخل اسوار القاهرة القديمة الى جانب البدء باعداد شارع المعز الذي يقع على جانبيه أكثرية الآثار الاسلامية. 

افتتاح "متحف ارض اللبان

بدأ مئات السياح يتوافدون الي "متحف ارض اللبان" الذي افتتح مؤخرا في موقع البليد الاثري في صلالة (جنوب) ليلقي الضوء علي تاريخ هذه الارض التي كانت موطن شجرة اللبان واحياء لتاريخ سلطنة عمان منذ العصور القديمة حتي المعاصرة. ووضعت الحكومة العمانية "متحف ارض اللبان" في قلب الموقع التاريخي المسجل في قائمة التراث العالمي لدي اليونيسكو منذ العام 2000 لتحوله الي منتزه اثري وسياحي، وذلك بعد استشارة المنظمة الدولية.

واختارت اليونيسكو موقع البليد الذي يعتبره خبراء الاثار بقايا المدينة الإسلامية الأثرية الأكثر اهمية علي ساحل بحر العرب، لكونه جزءا من الموطن التاريخي لشجرة اللبان التي اشتهرت بها سلطنة عمان والتي كانت اهم صادراتها الي الخارج في العصور القديمة.

يحوي متحف ارض اللبان والذي بات بالامكان اعتباره واحدا من اهم المتاحف العمانية، شواهد عن معالم وحضارة وتاريخ عمان في مختلف العصور مع مختلف حضارات العالم بحكم العلاقات التجارية مع الموقع الجغرافي.

و شارك في تصميم المتحف الذي يقع في المتنزه الأثري فريق من الخبراء والأكاديميين الفرنسيين واللبنانيين واستمر العمل فيه حوالي سنتين.

ويمكن للسياح الآن الدخول الي المنتزه ومنه الي داخل المتحف الذي صمم بطريقة سهلة وسلسلة ليتماشي مع طبيعة المنطقة والمواصفات الدولية لاقامة المتاحف في المواقع الأثرية.  

لجنة التراث العالمي تقرر إبقاء مدينة زبيد اليمنية في قائمة الخطر

 أقرت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ«31» التي عقدت بمدينة كرست تشرش النيوزيلاندية إبقاء مدينة زبيد التاريخية اليمنية في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر لفترة إضافية مدتها عامان خاضعة لتقارير رسمية تقدم من الحكومة اليمنية عن التقدم الذي تم في تنفيذ عمليات الحفاظ على تراث المدينة.ويأتي هذا القرار خلافا لما كان متوقعا بأن يتم شطب المدينة من لائحة التراث الإنساني.وفي تصريح لموقع «الثورة نت» أوضح مدير عام العلاقات والتعاون الدولي بالهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية المهندس عبد الملك عزان أن لجنة التراث العالمي حثت الحكومة اليمنية على الأخذ بعين الاعتبار لتنفيذ خطة العمل المستعجلة للسنة الأولى التي أعدها فريق مركز التراث العالمي والمتمثلة بإعداد الإطار القانوني والمؤسساتي الملائم خلال سنة واحدة وتفعيل قرار مجلس الوزراء الخاص بوقف وإزالة جميع أعمال البناء والاستحداثات داخل المدينة، وكذا إنجاز قانون ومخطط الحفاظ على المدن التاريخية، مع توفير الدعم اللازم والكافي لميزانية الهيئة وفروعها في زبيد لإيقاف التدهور الحاصل في تراث المدينة.

وأشار عزان إلى أن لجنة التراث طالبت الحكومة بتنفيذ جملة من الإجراءات الهادفة للحفاظ على المدينة التاريخية وذلك خلال عامين، تتمثل في الإيقاف الفوري للعبث والتشويه لمكونات التراث العمراني وإعداد خطط وبرامج للأعمال المتوسطة وطويلة المدى وتفعيل مخطط التنمية الحضرية للمدينة. وذكر ان اللجنة ستقوم بالإطلاع ومراجعة تقارير الحكومة اليمنية بشكل سنوي، وتقييم مدى التقدم في إنجاز الإجراءات الإنقاذية وذلك خلال الـدورة 32 للجنة العام القادم 00وناشد القيادة السياسية والحكومة فى اليمن بدعم الهيئة في جهودها للحفاظ على تراث المدينة الإنساني. 

اليونسكو تطالب بإيقاف فوري لمشروع أبراج القلعة

أرسلت منظمة اليونسكو خطابا تحذر فيه من الاستمرار في بناء مشروع مركز القاهرة المالي والسياحي والمعروف بأبراج القلعة وتوصي بضرورة وقف جميع أعمال المشروع مع إرسال المزيد من الرسوم التوضيحية وهو ما كنا قد أشرنا إليه في التحقيق المنشور في العدد السابق.

أجمل اليونسكو مطالبه _في الخطاب الذي أرسله للمجلس الأعلي للآثار وحصلت أخبار -أخبار الأدب- علي نسخة منه­ في سبعة توصيات أساسية أهمها:-ضرورة الوقف الفوري للمشروع لحين إعادة الدراسة وتقديم الرسومات والماكيتات لعمل دراسة عميقة ،والتنويه علي ضرورة النظر إلي القيمة التاريخية لمنطقة المشروع وضرورة الاحتكام إلي خبير دولي لتحديد -خيار آخر- للمشروع وخاصة تحديد الارتفاع عن منسوب الطريق بحيث يخفف من تأثيره علي البيئة العمرانية، وأخيرا طلب اليونسكو ضرورة تقديم تقرير عن تطبيق التوصيات المشار إليها إلي مركز التراث العالمي في موعد أقصاه 1فبراير 2008 ،في إشارة واضحة إلي أن التقرير النهائي لن يصدر قبل التاريخ السابق وهو ما يتيح لصاحب المشروع فرصة أكبر لاستكمال البناء .. 

معارض فنية

معرض للفنون الاسلامية بواشنطن يحظى باهتمام الامريكيين والسائحين

يستقطب معرض فنون العالم الاسلامي في واشنطن الاف السائحين والمواطنين الامريكيين الزائرين بالرغم من مرور عشر سنوات على افتتاحه.

ويحوي المعرض الذي يعد جزءا من مجمع متاحف (سميثونيان) في قلب العاصمة الامريكية نماذج للفن الاسلامي في مجالات العمارة والكتابة والمواد الطبيعية وذلك منذ ظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي.

وقال المدير المساعد للفن الاسلامي بالمتحف ماسومي فارهاد ان الفنانين المسلمين نجحوا بمهارة فائقة في تحويل الاجسام المعتادة الى اعمال فنية متقنة سواء كانت اعمالهم على الزجاج او المعدن او الحجر او الخشب او النسيج او الصلصال.

واضاف فارهاد انه "كواحدة من الوسائل الرئيسية للتعبير الفني تبرز هذه المواد المصنعة بحرفية كعناصر لعبت دورا مركزيا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعملية لشعوب العالم الاسلامي وقدمت مصدرا مستديما للبهجة والمتعة البصرية والفكرية".

ولفت الى ان فن الخط على سبيل المثال يعد واحدا من اكثر اشكال التعبير الفني التي تعكس وسائل التعبير في العالم الاسلامي حيث تجلى هذا الفن في كتابات كثيرة للقران حولته من كلمات للوحي الى نسخ مكتوبة.

واوضح ان كتابة القران حظيت باهتمام كبير من جانب المسلمين الاوائل الذين لم يالوا جهدا لاظهار مكانة النص القراني لديهم مشيرا الى ان المعرض يضم نماذج لنسخ قرانية تمت كتابتها بالخط الكوفي الذي ظل حتى القرن العاشر الميلادي الخط المستخدم لكتابة القران ومن بينها طبق زجاجي مصنع في شرق ايران في القرن العاشر الميلادي.

وذكر فارهاد  ان الفن الاسلامي تأثر بالتفسيرات التي تحرم التصوير في اشكال مجسمة ثلاثية الابعاد ومن ثم فان الفنانين في العصور الاولى للاسلام تجنبوا مثل هذه الاعمال وركزوا على العناصر الفنية التي تخدم العقيدة الاسلامية لا سيما كتابات القران والاشكال الدينية والمفروشات.

واوضح فارهاد انه مع مرور الوقت ظهرت اعمال باشكال مجسمة لغرض الاستخدامات الشخصية او للاستمتاع ومن بينها حوض نحاسي معروض في المتحف ويعود تاريخه الى نحو 800 عام مضت تم تصنيعه في عصر الاسرة الايوبية في سوريا.

ولفت الى ان بعض الاعمال الفنية الاولى في مجال الكتابة بالعالم الاسلامي تم تنفيذها في الأراضي العربية لا سيما في سوريا والعراق.

وقال فارهاد ان كل دولة او خلافة في التاريخ الاسلامي تميزت بأسلوبها ولغتها التي اعطت تفضيلا لنصوص محددة على نصوص اخرى مثل الدولة العثمانية في تركيا التي اهتمت بعناصر محددة من العصر السلطاني او ايران التي اهتمت باعمال ادبية مثل ملحمة (شاهناما) الفارسية التي حظيت بشعبية كبيرة انذاك.

وذكر ان مقتنيات المعرض تظهر جمالا واتقانا فائقين وعناصر مميزة لها على مدار المراحل المختلفة من تاريخ العالم الاسلامي.

افتتاح معرض جماعي في الأردن 

افتتح في قاعة مركز رؤى للفنون بعمان أخيرا المعرض الجماعي 'صيف 2007' لثلاثة فنانين سوريين وهم: ريما سلمون وسبهان آدم ونزير اسماعيل، والتشكيلي المصري عمر فيومي.

وعرض المشاركون في المعرض 57 لوحة تتميز بمساهمات تجمع بين وجوه وانفعالات.

 تعبر ريما سلمون في لوحاتها عن معاناة المرأة ومشكلاتها، بل تعبر عن حاجة الأخيرة للرجل وتكاملها معه لافتة الأنظار الى ان المرأة ليست كل الحياة، ولا تكون الا مع الرجل. وكأنها تعلن صراحة ان العالم ليس امرأة فقط!

بينما تتسم اعمال سبهان آدم بحساسية فنية عالية، فهو من التشكيليين الذين نجحوا في توظيف الرؤية الحديثة فأنتجوا فنا مؤثرا أعادوا فيه صياغة الذهنية المعرفية والشمولية للتشكيل.

في الوقت الذي ينزع نزير اسماعيل في اعماله عن الوجه هدوءه، ويذهب به من سكونه التزييني الى اعادة الترتيبات التجريدية الغنية، في تمارينه على المادة والتقنيات. وهو يعتبر من أهم التشكيليين العرب الذين أسسوا مشاريعهم الفنية على جماليات البورتريه، وبغنى فريد يتجاذب الامتيازات العالية في اللوحة كما في اللون.

كما يؤشر عمر فيومي في لوحاته على معاناة أهل مدينته الفيوم من خلال رسمه لوجوه مألوفة في حياته كان قد خبرها وخبر معاناتها.

لوحات بيكاسو تخرج للعامة بمتحف في طهران 

تعرض حاليا في متحف جهان نما في طهران مجموعة من لوحات الفنان الإسباني الشهير بابلو بيكاسو بعد أن بقيت لسنوات محفوظة ضمن المجموعة الثقافية والتاريخية لقصر نياوران أحد قصور شاه إيران السابق. 

وقال مجيد مهديان -أحد المسؤولين في المتحف- إن اللوحات التي جمعتها زوجة الشاه فرح ديبا التي عرف عنها ولعها باقتناء الأعمال الفنية الباهظة الثمن ستبقى متاحة للعامة حتى أواخر سبتمبر/أيلول القادم. 

وأضاف مهديان  أن عرض هذه اللوحات فرصة جيدة لدارسي الفن ومحبيه، مشيرا إلى أن متحف جهان نما يتضمن لوحات فنية فريدة لفنانين عالميين اشترتها فرح ديبا على مدى سنوات، وتتضمن تشكيلة فنية واسعة من المدرسة الحداثية، وتتوزع لتشمل الانطباعيين الفرنسيين وفناني الواقعية الجديدة الأميركيين. 

وأوضح مهديان أنه ومع انتصار الثورة الإسلامية، وتأميم قصور الشاه حفظت هذه المقتنيات ولم يسمح بعرضها إلا منذ سنوات قليلة، حيث أن بعض المسؤولين كان يعتبر عرضها مساسا بمبادئ الثورة، قبل أن يأتي القرار بعرضها ليطلع عليها الإيرانيون، منوها إلى وجود لوحات لا مجال لعرضها لأنها تتعارض مع تعاليم الإسلام. 

كنوز فنية

من جانبه اعتبر الدكتور كوروش نيا -مدرس الرسم الذي كان يزور المعرض برفقة عدد من طلبته- أن عرض هذه اللوحات كان يجب أن يتم منذ زمن طويل لأنها تمثل كنزا فنيا وثقافيا من حق المهتمين أن يطلعوا عليه، وأنه كان من الخطأ إبقاؤها حبيسة لأكثر من عشرين عاما. 

يذكر أن الفنان الإسباني بابلو بيكاسو ولد عام 1881 وتلقى تعليمه الفني ببرشلونة، حيث كانت تختلط التأثيرات الفوضوية بتأثير الفن الحديث، وبالمدرسة ما قبل الرمزية وبالتعبيرية الإسكندنافية. 

كما تأثر بيكاسو بفنون الرسم الفرنسية خصوصا خلال إقامته في باريس لثلاث سنوات حيث توفي عام 1973 تاركا كما هائلا من اللوحات والأعمال الفنية من أشهرها لوحة "الجورنيكا" التي تصور مآسي الحرب الأهلية الإسبانية.  

مجرات لونية متفجرة في لوحات ريهام محمود

  أكد نقاد تشكيليون أن الفنانة التشكيلية ريهام محمود تتميز بالدقة والمهارة في استخدام الألوان في لوحاتها، وأنها تكسب زائر لوحاتها رهافة في الإحساس ورقة في المشاعر، وكما يشعر كذلك بصفاء الحياة، والمستقبل الحالم، فهي فنانة تقدم غدها في همس يومها.. فتسمع صوت مستقبلها.  

جاء ذلك في أحدث معارضها التشكيلية الذي أقامته بقاعة إنجي أفلاطون بأتيليه القاهرة والذي حمل عنوان «مخيلة اللون» وضم المعرض أربع عشرة لوحة. وتحدثنا ريهام عن الجديد بالمعرض فتقول: أعشق الفن التشكيلي منذ الصغر، وأمارس فن الرسم والتصوير بإتقان ودأبا لذلك توجهت لثقل موهبتي بالدراسة في كلية التربية الفنية وأهوى إقامة المعارض الشخصية، والاشتراك في المعارض الجماعية من خلال الجمعيات الأهلية ووزارة الثقافة بالإضافة إلى دخولي في مجال الكتابة النقدية عن الفن التشكيلي بعدد من الصحف المصرية. وأضافت: كثير من النقاد يرون أنني أتميز بأسلوب خاص في التعامل مع خامة الجواش بشفافيتها وإتقانها لاستخدام درجات اللون الواحد بشكل تجريدي لا يخلو في بعض اللوحات من التعبيرية والتشخيص.  

وفي بعض اللوحات نرى رؤية شاملة للطبيعة بشكل عام، ولكن ليست الطبيعة التي نراها بالعين المجردة، ولكن الطبيعة التي اتاحتها لنا التكنولوجيا الحديثة، مثل صور الأرض من الأقمار الصناعية بمساحات اللون المتدرجة والشفافية والضبابية معا في إطار شكل حديث لرؤية معاصرة. كما نرى في بعض الأعمال بعض الإشعاعات اللونية وكأنها صادرة من جسم سماوي لا كوني، فتبهرنا بلون أصفر من عكسه البنفسجي، فتعطي شكلا جماليا يبدو بسيطا ولكنه معقد جدا في تقنية عمله، بينما حاولت أن استغني في لوحات أخري عن اللون، ونسجت اللوحة من الأبيض والأسود بدرجاتهما في انسيابية للخطوط، حتى تعطي شكلا جديدا على العين، في حين يمكن للمشاهد العادي رؤية نفس اللوحة على أنها منظر طبيعي.  

كما أنني نجحت في وضع لمسات بسيطة من اللون الوردي والأصفر للوحات الأبيض والأسود، حتى تعطي قيمة عالية للون رغم اختزاله في خطوط بسيطة، ويمكن أيضاً أن نرى نفس اللوحة بتأويلات كثيرة منها التجريدية البحتة، ومنها التعبيرية التي تأخذ شكل البورترية المجرد، وفي نفس الوقت نراها على أنها منظر طبيعي.

تكوين متقن

 وعن الألوان قالت ريهام: إنني أعشق اللون من خلال عمل يتدرج فيه اللون الأزرق مع شفافية تتجه إلى البرتقالي بدرجاته تعطي اللون البارد مع الساخن بتلقائية شديدة، فتقع العين على عمل ممتع من التكوين العالي المتقن والألوان المحسوبة الراقية.  

كما أنها تحتضن الأجرام السماوية في لوحة يغلب عليها اللون الأزرق بدرجاته المشعة التي تمتزج باللون الأبيض التي تمنحه قيمة عالية وكأنه مثل أي لون آخر كالأحمر أو الأخضر أو الأصفر، يعطي هذا التكوين الإحساس بانفجار مجرات في السماء المفتوحة التي لا يقيدها حدود، فنجد جوا سورياليا لما بعد الطبيعة مع لمسات دائرية لأجسام سابحة في الفضاء، والمدهش في هذه اللوحة وهي ضمن مجموعة من اللوحات أكسر فيها حدود الجاذبية الأرضية، فنجدها بمنتهى الجرأة تجعل اللون الداكن في أعلى اللوحة عكس ما هو سائد، فيعطي الإحساس بعدم الجاذبية، فنرى اللوحة غير تقليدية تخرجنا لما بعد الطبيعة التي نراها بالعين المجردة.  

فى معرض تشيما مادوث

«صدمة بصرية» بالأبيض والأسود

"صور فوتوغرافية وأشياء اخرى" هو اسم المعرض الذى أقيم مؤخرا لأعمال المصور الفوتوغرافى الاسبانى "تشيما مادوث" الذى يعد أحد أهم المصورين الاسبان فى العصر الحديث.

اقيم المعرض فى قاعة "أفق 1" الملحقة بمتحف محمد محمود خليل بالقاهرة وضم عددا كبيرا من اعمال هذا الفنان الذى تحتفى به اسبانيا حاليا بمناسبة ميلاده والحاصل على الجائزة الوطنية فى التصوير الفوتوغرافى عام 2000 من ملك وملكة اسبانيا، وهو نوع من الاعتراف الرسمى بفنان متفرد – كما يقول "كارمن كالبو" وزيرالثقافة الاسبانى – والذى يضيف معلقا على اعمال الفنان: ان تشيما مادوث استطاع ان ينتقل بنا من خلال ما يدخله من تحوير حقيقى ولماح على الادوات الى عالم مفعم بالشاعرية مستخدما فى ذلك التصوير الفوتوغرافى ذا التقنية الفريدة الى جانب الدقة التى يتميز فيها الفنان فى اختيار مضامينه الخاصة.

الفنان محسن شعلان –رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري– والذى كان حاضرا الافتتاح ابدى اعجابه بأعمال الفنان، كما اشاد ايضا بالتعاون بين القاهرة ومدريد على المستوى الفنى والثقافى قائلا: ان باستطاعتنا الآن ان نرصد بدقة نتاج هذا التواصل الابداعى والثقافى المتجدد بين القاهرة ومدريد، والذى دائما ما يفرز حواراً فعالاً يؤكد فيه المبدعون من الدولتين العريقتين امتداد هذا الرابط التاريخى والحضارى نحو آفاق أرحب من المعرفة والابداع.

ويضيف شعلان: ان قاعة "افق واحد" قد استقبلت منذ شهور قليلة عرضا منفردا لثلاثين فنانا من اسبانيا وهى تشهد اليوم عرضا مميزا للفنان تشيما مادوث كواحد من أشهر المصورين الاسبان المعاصرين والذى استطاع ان يجسد الاحاسيس المتباينة فى لقطاته الفوتوغرافية وايمانا منه بأهمية هذا العرض وأهمية التواصل بين القاهرة ومدريد فلقد استقر الأمر على عرض هذه الأعمال نفسها داخل متحف الفنون الجميلة بالاسكندرية بعد انتهاء مدة عرضه بالقاهرة.

ويضم هذا المعرض الذى سيقام اولاً فى القاهرة ثم فى الاسكندرية مجموعة كبيرة من الصور التى ابدعها الفنان فى فترة نضوجه بين عامى 2000 و2005 وكلها صور فوتوغرافية لأشياء عادية من واقع حياتنا اليومية، تنبع منها روح شعرية قوية من خلال الرؤية الواضحة والاناقة المجردة فى تجسيد المضامين الخاصة به والتى تتمتع فى مجملها بنوع من الصدمة البصرية للمتلقي.

ولعل صورة الحذاء او القالب الخشبى للحذاء ذى الجذور الخارجة من قاعدته افضل مثال على أعمال هذا الفنان، تلك الصورة التى ربما كانت أحد العوامل المهمة فى اثارة الجمهور ودفعه الى رؤية بقية الأعمال، فالمشهد الذى طبع على مساحة كبيرة جداً من القماش وعلق على واجهة المتحف المطلة على الشارع كان مثيرا حقا حتى لرجل الشارع العادى فما بالك بالعشرات والمئات من الفنانين والمتخصصين، لذا لم تنتبنى الدهشة من ذلك الحشد الكبير الذى كان حاضرا يوم الافتتاح على غير العادة، فالصورة الفوتوغرافية تعد عاملاً سحرياً فى جذب الانتباه وتحريك الحواس.

فالمصور هنا يستخدم هذه الميزة التى تتميز بها الفوتوغرافيا مستعملا شتى العناصر المتاحة من لون وتوظيف العناصر الموجودة بمهارة وجرأة فى نفس الوقت بدءا بالفكاهة على طريقة "البوب آرت" وانتهاء باستخدام عميق لشكل من أشكال اللغة الخاصة به هو.

وحتى يتمكن من ابراز حجم الاشياء يقوم مادوث لأول مرة فى هذا المعرض بتجربة فيها مغامرة ألا وهى وضع قطعة فى المعرض قبل تصويرها، وليس من المعتاد ان يقوم هذا المصور الذى اعتاد على الزمن والصمت سواء فى الاستوديو او فى الطبيعة ان يقوم بممارسة عمله فى ظروف ضيقة للغاية، وتتكون القطعة من اربع وعشرين درجة سلم خشبى ارتبطت ببعضها بزاوية قدرها خمس عشرة درجة مشكلة بذلك دائرة ضخمة، وظلت القطعة قائمة طوال فترة العرض وبعد تحقق الغاية منها لن يتبق منها الا شكلها المصور ان الدائرة الضخمة من السلالم تتحول الى الابد الى شيء آخر اشبه بخيوط العنكبوت، او الشمس التى تطلق اشعتها تضم الاسطوانة درجات السلم التى تقود كلها الى النقطة نفسها التى هى المركز وهى ايضا النهاية.

تطرح علينا اذن هذه المجموعة من الصور الفوتوغرافية لتشيما مادوث لعبة الادراك الحسي، فبدت الصور اشبه باللغز، لكن الفنان هنا قد اكتشف حله الذى كان موجودا بقوة المعنى غير المسموع للاشياء الساكنة والهادئة التى يصورها.

لقد اختار تشيما مادوث ان تكون صوره بالابيض والأسود وهو امر كفيل باضافة نوع من التباعد الحزين بيننا وبين الأشياء، فدرجات اللون الرمادى تحول الأشياء الى ظلال تتلاشى فى عالم غير واقعى وتتبدى كأنها أشباح، انها تحافظ على شكلها الايقونى غير انها مشدودة الى لغة تجريدية شارحة نستطيع التعرف عليها رغم انها لا تنسب الى هذا العالم، يتعامل مادوث مع ظلال الاشياء ويصل من خلالها الى جمالية تشكيلية تندمج فيها كل اعماله وتصبح ذات انسجام شكلى فيما بينها، وتجعله يقوم بعملية جراحية غاية فى الدقة التقنية.

وهنا نجد مادوث وقد اصبح من هواة جمع الأفكار، هذه الافكار التى يولدها تأمله المستمر لعشرات الأشياء الغريبة المتناثرة لديه فى الاستوديو كما يقول.

بريطاني يكتشف حقيقة لوحات هندية

  اكتشف رجل بريطاني القيمة الحقيقية لمجموعة اللوحات الفنية الهندية بعد 41 عاماً من إيداعها إدارة أحد المتاحف البريطانية لتقييمها.  

وقال المسؤولون في المتحف إنهم حاولوا مراراً الاتصال بالرجل حيال مجموعة اللوحات الفنية التي تجسّد آلهة الهندوس في إحدى مقاطعات التاميل الهندية والتي طلب الحكام الاستعماريون البريطانيون من رسامين هنود رسمها. وذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن مدير المتحف البريطاني ريتشارد بلورتون قال إن الرجل عاد وظهر في المتحف طالباً استعادة رسوماته، وفوجئ بأن شيكاً بقيمة 241 ألف دولار كان بانتظاره إذ أن إدارة المتحف قررت شراء المجموعة. وقال بلورتون إنها رسومات جميلة والألوان المستخدمة مزجت بطريقة رائعة..  

إنه استخدام ملفت للدهان الذهبي وهذا أمر ملفت لأن استخدام هذا اللون باهظ جداً. وأصبحت اللوحات اليوم جزءا من معرض إيمان، قصة ورغبة: لوحات أصلية من الفن الهندي الذي تنظمه إدارة المتحف ويستمر حتى11 نوفمبر المقبل. 

 أكثر من مائة فنان وفنانة تشكيلية يطلقون 'صرخة'

تحت عنوان 'صرخة' قدم 'اللقاء التشكيلي العالمي' و'دار شيبان للثقافة والفنون' أكثر من مائة فنان تشكيلي ونحات في الصالة الضخمة من قصر الاونيسكو ـ بيروت.

مئات اللوحات والمنحوتات توزعت على مساحة الصالة، وفي كل لوحة كان الأمل والانطباع والقول واللغة واللون والاشارات المفتوحة على قلق اللحظة وآلام الانسان والوطن.

'الصرخة' التي ارادها المعرض هي 'من أجل قيامة الوطن، من اجل وحدة الشعب. صرخة من اجل الحرية والحياة والعيش بكرامة. صرخة من اجل لبنان، لبنان الحضارة والفن والابداع والحرية والجمال والعلم والمعرفة. صرخة الى ضمائر الحكام علهم يستدركون حق لبنان واللبنانيين في حياة ملؤها العز والعنفوان'.

انها صرخة ملونة احتشد لأجلها مئات الفنانين بلوحاتهم ليقولوا من خلالها ما هو أبعد من التعبير الصامت، ليتحول هذا الصمت الى صراخ حضاري، عله يساهم في تحقيق هدف السلام الذي يتمناه كل انسان في هذا الوطن الصغير.

الفنان سعد شيبان رئيس دار شيبان، ومنظم هذه التظاهرة الثقافية قال ل 'القبس': الهدف من هذا المعرض هو فرض اللون الصارخ على الحياة العامة، لون صارخ يتحدى العذاب ويدعو الى ما هو اجمل، دعوة إلى العيش، دعوة إلى الرسم، دعوة إلى الغناء، وإلى إنشاد الأحاسيس. انها صرخة تبحث عن الاستقرار والأمن والسلام، تنبذ الفن والخراب والدمار.

فيروز أبوانطون، احدى الفنانات المشاركات في المعرض قالت: ان لوحاتي هنا لتقول، عبر اللون ولغة الشكل، كل ما هو قائم في الذات المعذبة، وفي الوقت نفسه هي ألوان تدعو إلى الحياة وتسأل عن الحب الضائع عبر كل الكلام الصامت.

الفنانة منى أبي عاد قالت: الفن هو لغة الحياة التي يجب ان تعيش وتحيا وتستمر وتعلم الأجيال الحب.

كل فنان في هذا المعرض كان على موعد يومي للاعتراف والقول ان الحياة ليست كما يرسمها أهل العنف والموت، الحياة هي الفرح واللغة الناطقة بالمستقبل الجميل.

تركزت اللوحات، بكل تنوعاتها واشتقاقاتها التشكيلية واللونية على الانسان وما يعتمل في داخله، وكأنها تناغمت في لحظة حرجة وأنشدت أغنية واحدة، أغنية تعكس الشعور الدفين في الأعماق الانسانية.

انها 'صرخة' مضرجة بالحب والأمل، ولا يمكن الا ان تكون صرخة بوجه التعب والموت، وتأتي هذه الصرخة اليوم لتقول ما لا يقال بالكلام، ولتؤكد ان اللوحة، هي ايضا قادرة على النطق بكل الاسئلة وكل الاجوبة التي يحتاجها الانسان والمكان، انها صرخة حب في زمن التعب.

معرض فوتغرافي

اقام البيت الثقافي في نينوي التابع لدائرة العلاقات الثقافية معرضاً فوتوغرافياً عكس جوانب من احياء وازقة وساحات وجسور الموصل القديمة والتي يعود تأريخها لعام 1925 وضم المعرض الذي اقيم علي قاعة البيت الثقافي صوراً من الجوامع القديمة والتي تتسم بالزخارف والخطوط العربية والإسلامية النادرة كما استضاف البيت الثقافي المؤرخ عبد الامير محمد علي هامش المعرض قدم فيها محاضرة عن تأريخ مدينة الموصل ودورها التأريخي والحضاري علي مر العصور كما تطرق ايضا خلال المحاضرة الي أسماء الموصل القديمة وأسوارها وابوابها والامثال الموصلية القديمة ومعالمها الاثرية والحضرية التي ما زالت شاخصة الي يومنا هذا.

تأثير الإسلام علي مدينة البندقية

يتواصل في قصر دوكال بمدينة لاغون الإيطالية، ولغاية الخامس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، معرض يسلط الضوء علي العلاقة التي ربطت مدينة البندقية القديمة بالعالم الإسلامي. وسيرسم المعرض خريطة للعلاقة بين البندقية،وهي واحدة من المراكز التجارية الأساسية علي المتوسط، وبين مصر وسورية وايران والإمبراطورية العثمانية. وسيقدم المعرض أكثر من 200 عمل جلبت من حوالي 60 مجموعة خاصة وعامة،تتضمن لوحات وكتب وأعمال زجاجية ومعدنية وأقمشة ثمينة وخزفيات ومنحوتات ومنمنمات،تظهر الأثر الإسلامي علي علم الفلك والطب والجغرافيا والفلسفة والفن. وحافظت البندقية، بسبب فقدانها للموارد الأولية، علئ علاقاتها التجارية مع الشرق لقرون عدة،علي الرغم من تكرار حظر الفاتيكان للتعامل مع الدول الإسلامية، في فترات تاريخية مختلفة. ويغطي المعرض مساحة زمنية تتراوح بين العام 828، حين هرب تاجران من مدينة البندقية بجثمان القديس مرقص من مدينة الإسكندرية، والعام 1797، تاريخ أفول مجد جمهورية البندقية لدي احتلالها من قبل جيوش نابليون بونابرت.

مصر ترشح فاروق حسني لرئاسة اليونيسكو  

أماني الطريحي تعرض غربة العراق في هولندا

  أقامت الفنانة العراقية أماني الطريحي في قاعة «الدي بولدر» بمدينة امستلفين الهولندية معرضها الشخصي الأول، الذي أهدته إلى روح أخيها الراحل فؤاد فخرالدين، الذي توفي في دمشق ودفن إلى جوار والده المرحوم الكاتب والباحث والأديب محمد كاظم كاتب الطريحي.

تضمن المعرض 26 لوحة بأحجام مختلفة ومتنوعة تربطها خيوط رفيعة أو وهمية وذلك من خلال تكرار بعض الوجوه النسائية في عدة لوحات، ولكن بألوان وأشكال متعددة غير متشابهة، والخيط الآخر هو موضوعة الحرب والانتفاضة والغربة التي كانت هي العنوان الرئيسي للمعرض والإحساس بثقل المكان الذي يستفز الفنانة ويدفعها للتعبير عن مشاعرها وأحاسيسها الداخلية، أي الانطلاق من ذاتها من خصوصيتها وتجربتها إلى العام والتجربة الإنسانية العامة، وقد اختارت لوحة «غربة» كبوستر لمعرضها، حيث تعد هذه اللوحة من أبرز وأهم الأعمال في المعرض، بألوانها المميزة الصارخة المتداخلة، الباردة والحارة. التي صرخة مدوية أو احتجاج ضد الحرب والدمار والخراب.  

وعلى العموم لا تعطي أعمال الفنانة نفسها بسهولة، ومن الصعوبة تحديدها أو وضعها في إطار أو تصور واحد، فهي أعمال تجريدية اعتمدت التعبير في عملها لكي لا تؤدي العملية الفنية للمباشرة أو السقوط في السطحية غير المرغوب بها، وقد نفذت على مادتي الورق والكارتون بألوان الأكريليك والمائية، وتوزعت اللوحات على جدران القاعة الكبيرة ماعدا لوحتين في الممر قبل دخول القاعة، وهما لوحة بعنوان «الوجوه البائسة».  

وهي لوجوه نسائية بألوان حارة وذات تعابير واضحة فيها جاذبية، واللوحة الثانية بعنوان «الخيول الجامحة» وهي لوحة تجريدية توحي للبعض وكأنها خيول جامحة بألوان كثيفة.. وكانت احدى اللوحات وهي لوحة «العراق الدامي» فيها خصوصية باللون الأحمر وخلفية باللون الأسود، حيث تحتل كلمة العراق بلغة «النيدرلاندز» باللون الأحمر المتقطع كدماء جارية، وفيها تعبير الأفعى الذي يشير إلى الاحتلال ومصاصي دماء الشعب والقتلة وغيرهم والخلفية السوداء التي تعبر عن الموت والخراب والدمار والحزن الذي يلف العراق الآن، ونفذت بشكل يدفع المشاهد للتوقف والتدقيق والتمعن لكي يكتشف المعنى العميق المتشعب.  

معرض في مركز بومبيدو الباريسي ... خوليو غونزاليس حوّل النحت رسماً داخل الفضاء 

أخيراً معرضٌ استعادي للنحات الإسباني الكبير خوليو غونزاليس (1876-1942). ونقول أخيراً لأنه، على رغم تزايُد الاهتمام بهذا الفنان في السنوات العشر الأخيرة، لا تزال انجازاته الفنية المهمة غير معروفة بالقدر الذي تستحقّه. أبو المنحوتة الحديد بلا منازع وأحد أبرز وجوه الفن الحديث في مطلع القرن العشرين، خلّفت أعماله أثراً عميقاً في المنحوتة المعاصرة، وفي شكلٍ خاص في أولئك الذين برعوا في ممارسة فن النحت على الحديد وفي مقدمهم بيكاسو.

المعرض الحالي الذي نظّمه مركز بومبيدو (باريس) يتألف من مئتي عملٍ فني تتوزع بين لوحة ومنحوتة ورسم إعدادي، وتستحضر المراحل الرئيسة في مسار غونزاليس العمودي: اللوحات التصويرية الأولى التي حققها في أسلوبٍ كلاسيكي تحت تأثير الفنان الفرنسي بوفي دو شافان، مجموعة من المنحوتات الحديد الضخمة من فترة الثلاثينات، الرؤوس المأسوية والوجوه المجازية التي أنجزها خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، إلى جانب وثائق وصور فوتوغرافية تسمح بإعادة تشكيل مسار حياته.

ولعل الانجاز الأول والأهم في عمل غونزاليس النحتي هو إدخاله مفهوم «الرسم داخل الفضاء». ومصادر هذا المفهوم كثيرة ومختلفة، أولها تأثّر غونزاليس بأسلوب رسم بيكاسو، ثم تعاون هذا العملاق معه لتحقيق منحوتات كثيرة أبرزها الصرح الذي خُصِّص للشاعر أبولينير (1928). لكن الخطوط الحديد التي تتشكّل منها منحوتات غونزاليس تندرج ضمن سياقٍ دادائي وسرّيالي أوسع من نطاق تعاونه مع بيكاسو، سياقٌ يتوق إلى تحرير طريقة خط الأشياء وإلى خلق فضاءٍ خيالي لا يمكن قياسه، ويتوق أيضاً إلى إدخال أشكالٍ ميكانيكية موجودة أو مُبتكَرة على الرسم الآلي، وإلى تقليص العلامات وشحنها بمعانٍ جديدة، مثل رسوم كورت شفيترز الميكانيكية (1913) ومطبوعات ماكس أرنست (1919) وتفجُّر الفضاء التشكيلي مع خوان ميرو (1925) ورسوم أندريه ماسون الآلية (1926). ووراء تحرير هذه «الكتابات» تقف بلا شك قصائد أبولينير التصويرية (calligrammes).

أصرّ بعض النقّاد أيضاً على العلاقات التي تربط غونزاليس بالنزعة الصفائية (purisme)، وعلى اتصاله الأكيد، من خلال صديقه القديم تورّيس غارسيا، بتلك المجموعة المُلفّقة ولكن المهمة لنشر الأفكار التي حملت اسم «التجريد الإبداعي». فهذه التبادلات هي التي سمحت له من غير شك باستيعاب الحركة التكعيبية وتخطّيها من دون المرور بها. وفعلاً، ومن خلال بعض نواحيها، كالطابع العمودي والتشديد على العناصر الدالّة والبنائية، تشكّل أعماله امتداداً للمنحوتات التكعيبية الأكثر إثارة، وتبلغ أحياناً حدّة هندسية عالية. ولا عجب في ذلك طالما أن غونزاليس كان يحب استخدام الرقم الذهبي كقاعدة.

وفي بداهة بساطتها وكمال روابطها المتناغمة ودقة تشييدها المتجانسة، تظهر بعض أعماله، مثل «الرأس» (1932) و «القناع» (1934) و «الرجل الغوطي» (1937)، كأفضل ما أُنجِز حتى اليوم في مجال المنحوتة الحديثة. والمتأمّل فيها يفهم بسرعة لماذا، وإلى أي حد، طبعت هذه الأعمال جيل النحاتين التجريديين الذي ظهر خلال الحرب العالمية الثانية، مثل إيتوري كولا وإدواردو باولوزّي وروبرت مولر وتانغولي وسيزار وجاكوبسِن في أوروبا، وريشارد شتانكيفيتش ودايفيد سميث في الولايات المتحدة. وإذا أضفنا الروابط المتينة التي جمعت غونزاليس بهانز هارتونغ وهنري غوتز، يتجلى أمامنا أيضاً دوره المهم في بلورة حركة التجريد الغنائي التي فرضت ذاتها بعد الحرب مباشرة.

صرّح بيكاسو أكثر من مرة عن إعجابه بمهارة صديقه غونزاليس في تطويع الحديد وعما تعلّمه منه خلال فترة تعاونهما. دايفيد سميث أشار إلى وقع أعمال غونزاليس وبيكاسو الأولى على عملية تطورّه وأقرّ بتعلّقه الخاص بمنحوتات الأول. فإلى جانب ذلك «الذكاء الحسي للمواد المستخدمة وللنِسَب والأحجام» الذي استكشفه بنفسه في شكلٍ رائع، اكتشف سميث داخل منحوتات غونزاليس مقدرة النحات على السمو بالمهارة الحِرَفية ولكن أيضاً بالمواد العادية المستخدمة، وبالتالي على التحرر من مفهوم الفن الذي يجسّده فن الرسم (la peinture) في شكلٍ طاغٍ . 

متحف أسترالي يقر بأن لوحة لفان غوخ غير حقيقية 

قالت إدارة متحف فيكتوريا الوطني الأسترالي اليوم إنه ثبت أن لوحة نسبت طويلا للفنان الهولندي الشهير فنسنت فان غوخ هي ليست من أعماله بعد سلسلة من الاختبارات أجراها خبراء الفن في العاصمة الهولندية أمستردام.

وكان المتحف الذي يوجد مقره في ملبورن ثاني أكبر المدن الأسترالية قد اقتنى اللوحة التي تحمل اسم "رأس رجل" عام 1940 وقدر ثمنها في حال كونها من أعمال فان غوخ حقا بنحو 21 مليون دولار.

وصرح مسؤولو المتحف الأسترالي بأنه على الرغم من خيبة الأمل لهذا الاكتشاف فإن خبراء متحف فان غوخ في أمستردام خلصوا إلى أن اللوحة رسمت خلال نفس الفترة التي عاشها الفنان الهولندي وإن كان بها اختلافات في الأسلوب عن أعمال فان غوخ الحقيقية.

وتقول إدارة متحف فيكتوريا الوطني إن عملية تحديد نسب اللوحات هي جزء من الحياة اليومية في أي متحف فن كبير فيه مجموعة كبيرة ومركبة من المقتنيات.

وثارت شكوك حول اللوحة قبل عام حين شاهدها نقاد في معرض أقيم في أدنبرة بأسكتلندا مما دفع مقتنيها إلى إرسالها إلى متحف فان غوخ في أمستردام لإجراء مزيد من الفحوص.

ووصلت اللوحة -وهي تصوير لشخصية لرجل غير معروف- إلى أستراليا في بادئ الأمر عام 1939 حين جلبها الناشر الصحفي الراحل كيث مردوخ في إطار معرض متنقل. 

شارع الفن مشروع فني وثقافي لتلطيف صيف طهران 

أطلقت بلدية العاصمة الإيرانية مشروعا ثقافيا جديدا بعنوان "شارع الفن" ضمن فعاليات مهرجان الصيف بهدف تعميم الفنون الوطنية وتعريف الناس بها وتلطيف الأجواء العامة وإضافة الحميمية للعلاقات الأسرية، ويتنقل المشروع في أكثر شوارع طهران ازدحاما بالمارة. 

ويشارك في أنشطة شارع الفن أكثر من مائة فنان و25 مشغلا للفنون، يقدمون فنونهم للناس من الرابعة عصرا وحتى العاشرة ليلا يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع خلال موسم الصيف. 

وهذه الفكرة تشبه شوارع الفن المنتشرة بمدن عالمية مثل لندن وموسكو وبردواي، ولكنها وكما يقول مدير المشروع فرزاد هوشيار صممت في طهران لتلائم التقاليد الاجتماعية وتعكس خصوصيات الفنون والمجتمع الإيراني. 

وأوضح هوشيار  أن معدل وجود المواطنين يتجاوز 8000 شخص بالساعات الأربع الأولى لبدء الفعاليات، مشيرا إلى أن القائمين على المشروع أطلقوا موقعا على الإنترنت بهدف الترويج للفكرة والاستماع لملاحظات الناس وانتقاداتهم. 

وعلى امتداد رصيف متنزه يسمى ملت في شارع ولي عصر أقيمت آخر فعاليات شارع الفن قبل أن تنتقل إلى مكان آخر من طهران، وكان غالبية الحضور من العائلات ووجد بعض السياح الحدث فرصة مناسبة لشراء هدايا تذكارية.

وأعرب رضا خدابخش الذي حضر مع طفليه عن سعادته بالفكرة قائلا إن هذا التنوع يوفر فضاء جيدا للعائلات الإيرانية خلال الصيف، وفرصة للتعرف على الفنون التقليدية ومشاهدة تنفيذها. 

وفي مكان أخر من الشارع قابلنا زهراء البالغة من العمر ثماني سنوات وهي تري أصدقاءها صورة لها رسمها أحد الفنانين الموجودين في الشارع, قائلة بفرح "إنها فعلا تشبهني". 

ويشمل شارع الفن عروضا لصناعة الفخار والمنسوجات الشعبية والرسم وفن الكاريكاتير والحفر على الخشب والنقش على الزجاج والموزاييك وأعمال الخط، ومعارض لصور طهران القديمة. 

كما تقدم فرق من أماكن متعددة من إيران مقطوعات موسيقية محلية كموسيقى الأكراد وغيرهم. ويشهد الشارع كذلك عروضا حية من مسرح الدمى والحكواتي.   

معرض المخطوطات النادرة في مؤسسة العويس يبرز عظمة الفنون الإسلامية

  تحول الفناء السفلي في مقر مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية  إلى ميدان فسيح في الفن البديع، إذ انتشرت على الجدران حوالي 63 مخطوطة ووثيقة متنوعة ضمت في طياتها خطوط المؤلفين، والقرآن الكريم، وفنون النسخ والآداب، والبلاغة، والفقه، والطب والفلك، والتصوف وغيرها.  

إنه معرض المخطوطات النادرة الذي كان أشبه بتظاهرة رائعة للفنون الإسلامية، جاءت ضمن فعاليات ملتقى دبي للثقافة والفنون المتواصلة منذ الشهر الماضي، وقام بتنظيم هذا الحدث الذي يستمر لغاية الخامس عشر من الشهر الجاري مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، والذي يهتم منذ تأسيسه بحفظ المخطوطات النفيسة وترميمها انطلاقاً من دوره الرائد في صون التراث الإسلامي وفنونه المتعددة. وحضر المعرض عبد الإله عبد القادر من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية والدكتور محمد ياسر عمرو المدير العام المساعد لمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ومشعل العبدول منسق الفعاليات في مجلس دبي الثقافي وحشد من المثقفين والمهتمين بالتراث.  

وفي جولة على روائع المعرض، شاهدنا مخطوطات متعددة، تنوعت في مضامينها وأشكالها، ابتداء من خطوط المؤلفين، حيث تعددت في عناوينها، ومنها: «شرح سمت الأصول/ الاقحصاري وتاريخ النسخ 1004ه»، و«مختصر الموضوعات لابن الجوزي/ النواجي، وتاريخ النسخ 748ه»، و«كتاب الحدود/ أبو القاسم المتطبب، وتاريخ النسخ 614ه»، و«شفاء الغليل في علم الخليل/ محمد بن علي المحلي، وتاريخ النسخ 641ه». كما ضم المعرض مخطوطات اتسمت بالندرة ولطافة في التأليف والنسخ ومنها: «الدرة المضية والعروس المرضية/ ابن عبدالهادي»، و«شرح مثلثات قطرب (منظوم) وهو مجموع لغوي بخط جميل وموضوعات لطيفة»، و«عنوان الشرف الوافي/ المقري يتضمن خمسة علوم، في الأوراق الجيدة».

وفي ركن معين ثمة مخطوطات فيها رسوم وتذهيب ومنها: «العز والمنافع للمجاهدين وموضوعه الفنون الحربية»، و«روضة الأذهان في تشريح بدن الإنسان، وموضوعه التشريح، وفيه رسوم توضيحية». وفي علم الفيزياء «مخطوطة تنقيح المناظر/ ابن الهيثم وفيها رسوم هندسية توضيحية»، وفي علم الفلك «مخطوطة نهاية الإدراك/ الشيرازي وهي قديمة وفيها رسوم هندسية»، وفي السيرة «مخطوطة الشفا/ القاضي عياض».  

وفي زاوية ما من المعرض مخطوطات ذوات تواريخ نسخ متقدمة ومنها: «بديع المسالك، وتاريخ النسخ ق 9ه»، و«ما ائتلف لفظه/ للغساني وتاريخ النسخ 628ه». واشتمل المعرض أيضاً على مخطوطات في الفقهين الحنفي والشافعي ومنها: «مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر ـ شيخي زادة وتاريخ النسخ 1078ه»،  

و«الدرر المختار في شرح تنوير الأبصار ـ لعلاء الدين الحصكفي الدمشقي، وتاريخ النسخ 1152ه»، و«الهداية (شرح بداية المبتدي» لعلي بن أبي بكر الميرغاني، وتاريخ النسخ 1097ه»، بالإضافة إلى الميزان الشعرانية الكبرى المدخلة لجميع أقوال المجتهدين ومقلديهم في الشريعة المحمدية، وتاريخ النسخ 1076ه.  

ومن بين مخطوطات الأدب والبلاغة والقرآن الكريم شاهدنا «المسلك السهل في شرح توشيح ابن سهل، وهو خط مغربي وتاريخ النسخ 1282ه»، و«الكواكب الدرية في مدح خير البرية، البوصيري وهو شعر»، و«مجموعات من صفحات القرآن»، وهي مجموعة مزخرفة وجميلة جداً، وبها هامش لتفسير الآيات، ومصحف مذهب مزخرف، وتاريخ النسخ 1173» الخ.  

وحول المعرض وأهمية تنظيمه التقينا الدكتور محمد ياسر عمرو المدير العام المساعد لمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث فقال بشأن تجميع هذه المخطوطات وعرضها: «الطريقة الأولى التي تم فيها تجميع هذه المخطوطات كان من الناس سواء كانوا من داخل الإمارات، أو المناطق العربية المجاورة خافوا أن تضيع بوفاتهم، لذا أرادوا الحفاظ عليها في بعض المراكز الثقافية المرموقة، وقام مركز جمعة الماجد في حفظها، وبدوره قام المركز بمكافأة هؤلاء إما مادياً، أو بتقديم هدايا معينة لهم.  

والطريقة الثانية: أن أصحاب هذه المخطوطات رأوا أنهم لا يستطيعون المحافظة عليها، وبدوره المركز احتفظ بها وقام بترميمها بالشكل اللائق».وتناول الدكتور عمرو موضوعات المخطوطات قائلاً: لهذه المخطوطات موضوعات متعددة ومنها: فن التشريح في القرن الثاني الهجري، ومخطوطات في علم الفلك، والطب البيطري، وفي فوائد النباتات وغير ذلك.  

ولهذه المخطوطات أهمية لأنها تتحدث عن الأوائل أو الرواد، وأعني بهذا أول من قام بالزراعة، أو أول من بنى، ولدينا أيضاً مخطوطات في الحديث النبوي الشريف، بالإضافة إلى مخطوطات في الأدب والشعر، ويتضمن المعرض مخطوطة للشاعر المتنبي والعديد من الشعراء القدامى.

المعرض الشخصي الرابع لمازن أحمد

 ا قام الفنان التشكيلي العراقي مازن احمد  معرضه الشخصي الرابع على قاعة بادنكتون للفن التشكيلي المعاصر. وقدم الفنان اثنتي عشرة لوحة، نالت إعجاب الحضور الذي توارد على القاعة، كما يعتبر هذا المعرض مشروعا فنيا مدعوما من وزارة الفن الاسترالية، وعمل فيه الفنان لمدة تزيد على سنة ونصف، وهو بعنوان «الإنسان..الأرض.. والحب»، ذلك المثلث الهرمي الذي لا يكتمل الا بتلك العلاقة الجدلية لهذه الأضلاع، وكيف يثبت الإنسان إنسانيته بتأسيس تلك العلاقة بينه وبين الأرض والآخرين، بعيدا عن المفهوم الخاطئ للحب، ومن يكتب ذاكرة الأرض.  

معرض شامل لأعمال مانويل بويغ

  شهدت العاصمة الأرجنتينية  معرضاً يعيد إلى الذاكرة الحياة الشخصية والأدبية للكاتب الأرجنتيني مانويل بويغ، الذي يعد احد أهم كتاب أميركا اللاتينية، وتعرض فيه رسائل مكتوبة بخط يده وصور وملصقات وأغلفة لطبعات مختلفة لبعض أعماله، كما يسمع صوته عبر بعض التسجيلات.  

وتشمل هذه المبادرة، التي تسترجع في جانب كبير منها معرض العام الماضي، جولة عبر الحياة الشخصية والأدبية لبويغ انطلاقا من تسجيل أربع عشرة مقابلة حصرية وكذلك الأصوات المختلفة التي شيد بها المؤلف عالمه الأدبي، والتي تشكل عنصراً أصيلاً وفريداً في المعرض.  

أما عملية تنظيم معرض العام الماضي، فلقد كانت من نصيب الجمعية العالمية الأرجنتينية وتحت إشراف خوسيه ميغيل أوناينديا، بينما تقوم وزارة الثقافة الأرجنتينية هذه المرة بتقديم المعرض للجمهور وذلك عن طريق الأمانة العامة للتراث لدائرة التراث الثقافي والإدارة العامة للمتاحف.  

وتنقسم الجولة في هذا المعرض، الذي يحمل عنوان «مانويل بويغ يقدم» إلى سبع محطات تمثل المدن التي عاش فيها الكاتب وسيرة حياته وأعماله وتبرز صلته الشخصية بعالم السينما. 

رحيل

وفاة كاتب جيمس بوند عن 80 عاماً

  توفي الكاتب البريطاني جون غاردنر، الذي كتب العديد من روايات جيمس بوند عن 80 عاماً، في بازينغستوك البريطانية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن غاردنر، الذي كتب 14 رواية من سلسلة جيمس بوند، في الثمانينات والتسعينات، سقط أمام منزله إثر نوبة قلبية.

وأضافت الصحيفة أن غاردنر عمل أيضاً ككاهن انجليكاني، وجنديا في البحرية، وناقدا سينمائيا، وساحراً بدوام جزئي.

ونشر غاردنر كتابه الأول "أدر الزجاجة"، وهو سيرته أثناء إدمانه على الكحول، في عام 1963. وعلي الرغم من نجاحه ككاتب، عاني غاردنر من الإفلاس في التسعينات بعد علاج مضنٍ من مرض السرطان. 

وفاة مصور هيروشيما وناغازاكى جو اودونيل

توفى المصور الأميركى جو اودونيل المعروف فى العالم اجمع بالصور التى التقطها لهيروشيما وناغازاكى بعد قصفهما بالقنابل الذرية فى 1945، عن سن 85 عاما، فى الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت وسائل الاعلام اليابانية.

وقالت وسائل الاعلام ان اودونيل الذى عانى من مشاكل صحية بعد تعرضه للأشعة الناتجة عن القنبلتين فى هيروشيما وناغازاكي، توفى فى مستشفى فى ناشفيل.

وبات اودونيل معروفا بعد الصور المذهلة التى التقطها للدمار الذى احدثته القنبلتان الذريتان فى السادس من آب ـ اغسطس 1945 فى هيروشيما "140الف قتيل على الفور" والتاسع من آب ـ اغسطس فى ناغازاكى "70 الف قتيل".

والتقط المصور الاميركى هذه الصور بآلته الخاصة خلال عمله كمصور مع عناصر سلاح مشاة البحرية الاميركية فى اليابان فى ايلول ـ سبتمبر 1945، بعد شهر من الانفجارين النووين.

وامضى بعد ذلك ستة اشهر فى اليابان

.فى 1989، عثر على اكثر من 300 صورة على الشريط السالب فى حقيبة قديمة، ومنذ ذلك الحين، ورغم الضغوط التى مارسها فى البداية المحاربون الاميركيون القدامي، انتشرت الصور فى كل أنحاء العالم.

ومن ابشع تلك الصور واكثرها ايلاما للنفس، صورة طفل صغير من ناغازاكى "جنوب اليابان" تائه النظرات يحمل على ظهره جثة شقيقه الأصغر متوجها بها الى المدفن.

وجون اودونيل متزوج من المصورة اليابانية كيميكو ساكاي.

وقالت ساكاى ان الصور التى التقطها زوجى أظهرت الى أى حد يمكن ان يكون القصف الذرى مدمرا. علينا ان نتعلم الدروس من اخطاء الماضى بفضل الصور وان نجعلها مفيدة للسلام فى المستقبل".

وعمل اودونيل اعتبارا من 1949 كمصور رسمى للبيت الأبيض خلال عهود الرؤساء هارى ترومان وجون كينيدى وليندون جونسون.

رحيل انغمار برغمان.. آخر عظماء السينما

 (اليوم اجد نفسي اتخذ موقفا مهذبا، بل وودودا تجاه قضاتي) هكذا يعترف المخرج السينمائي انغمار برغمان عندما تقدم به العمر، ويضيف (فذات مرة وجهت ضربة لأحد النقاد فسقط على الارض وسط حاملات النوتات الموسيقية، وبعدها دفعت مبلغ خمسة آلاف كرون غرامة... كنت اعتبر الامر اهم من النقود..). وبعد سنين قابل برغمان ذلك الناقد مصادفة وشاهده في امسية ربيعية فكانت ردة فعله حوار داخلي أفصح عنه برغمان ( في ردة فعل لحظية فكرت ان اتوجه اليه واصافحه، بوسعنا ان نتصالح بعد هذه السنوات.. اننا هادئون الآن أليس كذلك؟ لماذا يجب ان يستمر احدنا في كرهه للآخر بعد تلك الضجة؟ لكنني سرعان ما تراجعت عن فكرتي ثمة عدو قاتل يقف امامي، يجب ان ادمره.. يجب ان أرقص فوق قبره وادعو له بأبدية خالدة في الجحيم حيث يستطيع ان يجلس ويقرأ مقالاته؟!) جون سيمون وصف اشهر افلام برغمان على طريقته فقد قال عن فيلم (ساعة الذئب) بأنه فشل محبط ومع ذلك اعترف قائلا عنه كمخرج (ان امتياز برغمان يكمن في كماله )

لعل سيمون الآن سيتذكر كم كان برغمان مؤذيا بامتياز بالنسبة له، إلا أنه مبدع عظيم في نفس الوقت، وربما سيقول عكس ما قاله برغمان (ثمة مبدع وقف امامي، يجب ان أقف أمام قبره وأحيي حياته المبدعة وأفلامه الخالدة)

 توفي المخرج السويدي الشهير انغمار برغمان عن عمر 89 عاما في منزله في جزيرة فارو السويدية، كما اعلنت ابنته ايفا برغمان لوكالة الانباء السويدية.

ويعد برغمان أحد أبرز المخرجين الجادين في العالم، وقد أخرج ما يزيد على خمسين فيلماً سينمائياً، وتسعين مسرحية.

ومن أشهر أفلامه السينمائية ‘’بيضة الثعبان’’، و’’الختم السابع’’، و’’الصمت’’، و’’العار’’، وآخر أفلامه كان ‘’فاني وألكسندر’’ الذي أخرجه العام .1982 وفي معظم أفلامه ضمّن برغمان حبه المفرط للسويد، كما تطرق إلى موضوعات عويصة مثل الشقاء والجنون الذي تخلفه التقنية الخلاقة المعاصرة،.

وكان برغمان قد أعلن بعد احتفاله بعيد ميلاده الـ ,86 أنه سيتقاعد عن العمل المسرحي، مشيراً إلى أن مسرحية ‘’الشبح’’ لهنريك إيبسن التي عرضها العام ,2004 والتي عرضت على المسرح الدرامي الملكي في السويد، ستكون آخر أعماله.

وقال برغمان أحد أهم السينمائيين الذين رفضوا الانسياق خلف هوليوود ‘’ إن قلبي يبقى معلقا أبدا بالمسرح، فالمسرح بالنسبة لي هو البداية والنهاية، وبالواقع هو كل شيء، فيما السينما تنتمي إلى تجارة البغاء والمسالخ.’’

ولد برغمان العام 1918 وحاز على ثلاث جوائز اوسكار عن أفلامه (الربيع البكر) و(خلال الزجاج المعتم) و(فاني والكسندر)، ويكفي بنظرة بسيطة أن تتصفح موسوعة (ويكييديا) الحرة لتكتشف عظمة هذا المخرج، حيث ترك برغمان بعض اهم الافلام في تاريخ السينما منها ‘’ذي سيفينث سيل’’ (الختم السابع، 1957) و’’فاني والكسندر’’ (1982) الذي حاز اربع جوائز اوسكار منها جائزة افضل فيلم اجنبي.

ويعتبر برغمان من عظماء السينما إذ هو صاحب مدرسة وفلسفة فنية مؤثرة، (ففي السبعينات شاء رواد السينما ام لا، فانهم شاهدوا افلام برغمان وعرفوا، تأثيره كان في كل مكان، ويعود تأثير برغمان إلى ما يملكه من حيوية ونشاط اذ كان عنده ما يكفي من القدرة على اخراج عدة مسرحيات طيلة التسعة أشهر من السنة وفي عطلة الصيف ينجز فيلماً من روائعه وما يكفي ايضا من استهلاك خمس زيجات وعدة عشيقات، منهن ممثلات الأدوار الرئيسة في أفلامه) وكان آخرهن الممثلة الجميلة إنغريد بيرجمان التي توفيت في العام 1982 بمرض السرطان.

وفي العام 1987 صدر كتاب انغمار برغمان (المصباح السحري Laterna magica) وسرعان ما أصبح الكتاب من أكبر إثارات النصف الثاني من القرن العشرين. ففيه يتناول هذا الفنان، بصراحة مصدمة، حياته الخاصة والفنية، ويتكلم عن الآخرين الذين يسلط عليهم أضواء معيشية حقا.. إلا أن الأهم في الكتاب بالنسبة لمحبي فن برغمان، هو طرحه لآرائه وتجاربه الفلمية والمسرحية ومناحيه في الكتابة والتفكير.

قبل 3 سنوات عاد من جديد مع اخر عمل مهيب له هو (سارابان) وهو اول فيلم ينجزه برغمان بعد عشرين عاماً من اعتزاله الدراماتيكي العام 1982 بفيلم (فاني والكسندر) فيلم يحوي اربع شخصيات وعشرة حوارات وفيه منح برغمان (الذي بلغ السابعة والثمانين من عمره) جل نشاطه وحيويته باذلا من الجهد الذي سيدعو كثيرا من المخرجين الشبان الى الشعور بالخجل!

ويروي أحد الكتاب المهتمين بتجربة برغمان أن الامر ليس هنا مجرد فكرة متأخرة تخطر على بال هذا الفنان او محاولة لتجاوز النسيان، ربما تجعل النقاد يومؤون بتسامح او تساهل، بل هي اخر وصية او شهادة عن الحب تصدر عن أعظم مخرج حي، ولعل (سارابان) دليل على انه لايزال كذلك.

ويقول الكاتب عباس عباس لعل حاجة برغمان ان يطلق صرخة معبراً عن خوفه وكرهه هي ايضا دليل على الطاقة السحرية الفياضة، موهبته هي ان يبحث دائماً عن المعنى الكوني في داخل صراعه الخاص وغالباً ما أخذ عليه تحويل الآلام والجراح الى كلمات بليغة والكوابيس الى صور يتعذر نسيانها.

ان مزيجا من الشعور بالخطيئة والاحساس بالعظمة هو الذي جعل برغمان في سنوات الخمسينات والستينات رمزا حيا للفلم كفن راق ومع انهماكه الجدي والعميق في دراسة الله والموت والحب والجنس كان يلقب بشكسبير السينما.

في ذلك الحين كانت افلامه تتوالى على مدى اسبوعين في الصالات التجارية في اميركا وبريطانيا وفرنسا والسويد).

كتبت الكثير من الدراسات عن افلامه. ففي العام 1960 تصدر برغمان غلاف مجلة (تايم) ونشرت دار (سيمون ان شستر) كتابا يتضمن اربعة من نصوص افلامه، في بادرة تقدير نادرة من هذه الدار لقصص الافلام، حفلت المجالس بالمناقشات ودار الكثير من الجدل حول المعاني الضمنية والمحيرة في افلام مثل (الصمت) و(برسونا) افلامه كانت اشبه بحلقات دراسية متخمة بالمعرفة.

وقد وصفه المخرج الأميركي الشهير وودي ألن تجربة برغمان، في ذكرى ميلاده السبعين في العام ,1988 بأنه ‘’أعظم فنان في مجال صنع الأفلام.’’

رحيل الكاتب المسرحي جورج تابوري

  أعلن في العاصمة الألمانية برلين، مؤخرا، عن وفاة جورج تابوري، الكاتب والمخرج المسرحي الألماني ذي الأصل المجري، عن عمر يناهز الـ 93 عاما. ومن المعروف أن تابوري، الذي كان يوصف بأنه رجل المسرح النشيط الأطول عمرا في العالم، عمل في مسارح 17 بلدا من بلدان العالم ودأب الناس على القول إنه: «شاهد العالم بعيني طفل وكان يكتشف أشياء جديدة دائما». في عام 1947 سافر إلى هوليوود.  

حيث عمل مع المخرج السينمائي ألفريد هتشكوك كاتبا للسيناريو وكرس نفسه لترجمة أعمال برتولت بريخت إلى اللغة الإنجليزية. كتب تابوري أكثر من خمسين مسرحية وكذلك أربع روايات والكثير من القصص والأعمال للمسرح الإذاعي. وولد في بودابست في 24 مايو 1914 واسمه المجري هو جيورجي. وقال كلاوس بيمان، مدير «برلينر انسامبل» إن الكاتب المسرحي «كان ساحرا رائعا، يغادر خشبة المسرح الآن». 

رحيل الشاعر العراقي منذر الجبوري

توفي في بغداد  الشاعر العراقي منذر الجبوري إثر نوبة قلبية مفاجئة والجبوري من مواليد مدينة النجف عام 1943 حاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية من كلية الآداب ببغداد، برز اسم الجبوري منذ أواخر ستينات القرن الماضي، حيث شغل منصب رئيس تحرير مجلة “الطليعة الادبية” أواسط الثمانينات.

وعمل محررا للصفحة الثقافية في عدد من الصحف المحلية كان اخرها صحيفة “الاتحاد”. التي تصدرعن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال الطلباني.

وللجبوري عدة دواوين شعرية منها “خطوات على سلم الذاكرة” 1977 و”الخلاصة فيما قاله المحارب “ ،1986 وهو عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين وعضو نقابة الصحافيين العراقيين.

رحيل المؤرخ الامريكي بول هيلبيرغ

توفي المؤرخ الامريكي بول هيلبيرغ الذي وضع كتابا تذكاريا عن محرقة اليهود،  في بورلينغتون في ولاية فيرمونت (شمال شرق الولايات المتحدة) عن عمر 81 عاما. واوضحت جامعة فيرمونت حيث اعطي دروسا من 1956 الي 1991 ان بول هيلبيرغ كان مصابا بسرطان الرئة. ووضع المؤلف دراسة شاملة بعنوان تدمير يهود اوربا وهو كتاب يشير الي المحرقة. وخصص حياته كباحث في محاولة لشرح الطابع الغريب لهذه المأساة التي لا توصف في القرن العشرين.

متفرقات
سمرقند 'ياقوتة' الرحالة العرب تحتفل بتأسيسها

  احتفلت مدينة سمرقند (اوزبكستان) التي كانت في القرن الرابع عشر عاصمة امبراطورية تيمورلنك التي امتدت من العراق الحالي الى الصين،  بتاريخ تأسيسها قبل 2750 عاما.

وتخللت الاحتفالات رقصات واناشيد تقليدية وخطب والعاب نارية في ساحة رجيستان احدى اجمل واروع الساحات في العالم.

وقد صنفت مدينة سمرقند التي اطلق عليها الرحالة العرب اسم "الياقوتة"، في العام 2001 ضمن قائمة التراث العالمي للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) وقد احتفلت في 1969 بمرور 2500 عام على انشائها لكن عمليات التنقيب الاثرية اللاحقة اظهرت ان تاريخ تأسيسها يعود الى ابعد من ذلك.

وقال الرئيس الاوزبكستاني اسلام كريموف في خطاب القاه امام حشد من حوالي اربعمئة مسؤول اوزبكستاني ودبلوماسي وممثلين عن اليونيسكو "ان سمرقند تستحق مكانتها في مصاف الحضارات القديمة مثل روما واثينا وبابل".

واضاف "عندما نقول سمرقند، نتصور مدينة كبيرة جميلة تفتن كل شخص (...) انها مدينة يمكن ان نراها مرة ونحلم ان نراها مرة اخرى".

وتتضمن الاحتفالات ايضا تكريما لتيمورلنك الذي جعل من المدينة عاصمته في القرن الرابع عشر وبنى فيها النصب التي اشتهرت بها.

لكن هذا الاحتفال الوطني لم يكن مفتوحا امام الجمهور الكبير وقد اغلقت المحال التجارية في المدينة ابوابها وانتشرت الشرطة باعداد كبيرة بسبب مجيء كريموف.

محمود درويش يفوز بـ'شاعر العالم المبدع' في مقدونيا 

 ذكرت صحيفة الايام الفلسطينية الصادرة في رام الله  ان مهرجان الشعر العالمي في مقدونيا اختار الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، "شاعر العالم المبدع" لعام 2007.

وقالت الصحيفة "ان القائمين على المهرجان قلدوا الشاعر محمود درويش جائزة المهرجان التي تسمى 'الاكليل الذهبي' بحضور كبار الشخصيات المقدونية، اضافة الى اكثر من خمسين شاعرا شاركوا في المهرجان".

ويقيم المهرجان فعالياته في منتجع ستروغا على ساحل بحيرة اوخريد جنوب غربي مقدونيا. ويمثل هذا المهرجان الذي يقام سنويا تحت شعار "الجسور" احد اهم التظاهرات الشعرية العالمية التي تهتم بحركات التحرر والقضايا الانسانية منذ 46 عاما والتي حظيت بدعم الرئيس اليوغوسلافي الراحل جوزف تيتو.

وذكرت الصحيفة نقلا عن درويش ان الجائزة التي نالها "تكريم لفلسطين وشعبها المناضل لحقوقه الشرعية في ارضه ووطنه".

وزرع درويش ايضا شجرة تذكارية في المنتجع بناء على رغبة هيئة المهرجان، وقد تقرر ان يتم زرع شجرة زيتون اخرى بجانبها في الربيع المقبل باعتبارها رمزا لفلسطين باقتراح تقدم به الشاعر درويش.

ويشارك درويش للمرة الثانية في هذا المهرجان الذي حضره ايضا في دورته لعام 1978 ضمن الوفد الفلسطيني.

يذكر ان محمود درويش، هو ثاني شاعر عربي يحصل على جائزة "الاكليل الذهبي" لهذا المهرجان الذي سبق ان ناله الشاعر ادونيس قبل عشر سنوات.

وكانت لجنة التحكيم في جائزة القاهرة للشعر العربي اعلنت في شهر فبراير/شباط الماضي عن فوز الشاعر محمود درويش بجائزة "القاهرة للشعر العربي" لمحافظته على "ابداعه الشعري".

ندوة مسينا تطلق نداء لحماية الثقافة العراقية

 اصدر المشاركون في ندوة مسينا في صقلية التي حملت عنوان ''الثقافة كأداة للمصالحة الوطنية والسلام المجتمعي'' نداء دعوا فيه المؤسسات الدولية لدعم المثقفين العراقيين والثقافة العراقية المهددة بالانحلال.

ونظمت الندوة  ضمن فعاليات أسبوع ''بحر السينما العربية'' المنظم في إطار مهرجان مسينا الفني.

ودعا البيان إلى ''دعم المثقفين والأكاديميين والمؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في العراق التي تجابه صعوبات ومخاطر جمة نتيجة تمزق النسيج الاجتماعي وتصاعد وتيرة التناحرات السياسية وخطر الإرهاب والتطرف بإشكاله المختلفة''.

كما شدد على ضرورة إنعاش الحياة الثقافية في العراق و''رفض جميع أشكال الهيمنة عليها وضمان حرية الإبداع والتفكير لكي تلعب الثقافة دورها في بناء مجتمع ديمقراطي تعددي''.

ودعا إلى ''التزام المؤسسات الثقافية العراقية والعربية والدولية بمسؤولياتها عبر التضامن وتقديم الدعم المباشر للمثقفين والمبدعين ومنظماتهم وحماية تعددية الثقافة العراقية''.

وكان المنتدون ركزوا على ضرورة إحلال العلمنة في العراق وعلى ضرورة فك ارتهان الثقافي للسياسي كما ركزوا على ضرورة تقديم الدعم المباشر للمؤسسات الثقافية في العراق من قبل الهيئات الدولية.

وأثار عدم ورود كلمة إدانة الاحتلال في البيان إلى خلافات بين المشاركين ما دفع إلى امتناع جزء كبير من المشاركين العراقيين والعرب إلى عدم التوقيع.

واعتبر كامل شياع عبدالله مستشار وزارة الثقافة العراقية ندوة مسينا فرصة جديدة للحديث عن الثقافة العراقية مؤكدا إن الثقافة ''لعبت دورا تقدميا في العراق وكانت حامية لمشروع الدولة العراقية الحديثة التجديدية القائمة على التسامح والحرية''.

سبعة شعراء عراقيين يقربون المسافة بين الشرق والغرب

 فاز سبعة شعراء عراقيين بجوائز الدورة الثانية التي يمنحها /اتحاد ديوان الشرق-الغرب/ ومقره العاصمة الالمانية برلين وستصدر الاعمال الفائزة خلال مهرجان شعري يكرم فيه الفائزون في ديسمبر كانون الاول القادم.

وقالت الشاعرة العراقية أمل الجبوري رئيسة مجلس ادارة اتحاد ديوان الشرق-الغرب ان الجائزة الاولى تقاسمتها داليا رياض عن ديوان /عشرة الاف لمحة بصر/ وحميد قاسم عن ديوان /وهذا صحيح أيضا/ كما تقاسم الجائزة الثانية أحمد عبد الحسين عن ديوان /جنة عدم/ وحسن النواب عن ديوان /أمن يجيب البلاد اذا دعته/.

وذهبت الجائزة الثالثة الي ثلاثة شعراء هم راسم المرواني عن ديوان /ليلة احتراق القمر/ ونجاة عبد الله عن ديوان /مناجم الارق/ وخضر حسن خلف عن ديوان /أرسم أسئلتي لسواي وأمضي/.

وبدأ نشاط /اتحاد ديوان الشرق-الغرب/ عام 2002 كمؤسسة ألمانية خيرية لا تهدف الي الربح لتسليط الاضواء علي الادب العربي من خلال اصداراته أو أنشطة فروعه خارج ألمانيا حيث افتتح عام 2003 أول فرع عربي له في العاصمة العراقية بغداد للتعريف بالابداع العربي وتعميق ثقافة الحوار بين الحضارات.

وشارك أربعة نقاد في عضوية لجنة التحكيم هم الاردني فخري صالح والعراقيون فريال غزول أستاذة الادب المقارن بالجامعة الامريكية في القاهرة ومحمد الجزائري والشاعر علي العلاق أستاذ الادب العربي في جامعة العين الاماراتية.

وقال العلاق في تقريره ان الدواوين المشاركة تطرح ما كنا نتفادي طرحه أحيانا بدافع الحرج أو بدافع المجاراة التي تشبه النفاق...تقودنا ذاكرة نقدية أتلفتها أحكام جاهزة وبلاغة وصفية مضللة لا تنظر الي النص بشغف ولا تعدل مسيرتها وفق تصاعده أو اخفاقاته. وقد أسهم ذلك في بروز بعض الظواهر منها النزعة الذهنية التي يري أنها أضعفت حيوية الكثير من النصوص.

ووصف قصائد ديوان /عشرة الاف لمحة بصر/ لداليا رياض بأنها تسعى الى التعبير عن انهماكاتها بلغة جسدية حارة تجمع بين اللعب الذكي مع اللغة والكوميديا السوداء .

أما الجزائري فيصف ديوان /وهذا صحيح أيضا/ لقاسم الفائز بالمركز الاول أيضا بأن لغته مكثفة نقية ومحسوبة بلا فضفضة أو زيادات أو حماسة. تبدو عفوية لكنها عميقة وثاقبة وتتميز ببلاغة وبساطة وسرعة توصيل وعمق يمنحها أفقا فلسفيا في تأمل الحياة .

ووصف العلاق ديوان /جنة عدم/ الفائز بالمركز الثاني بأنه جمع بين الاحساس بالتاريخ وفجيعة الراهن اضافة الى ما في نصوصه من ترابط حي بين تمثل الموروث ورهافة التخيل كما رأي صالح أن نصوص هذا الديوان تصل تاريخ العراق القديم بحاضره المشتعل وتقيم علاقة بين روح النص الشعري العربي القديم ونصوص قصيدة النثر العربية المعاصرة.

وقال الجزائري ان ديوان /أمن يجيب البلاد اذا دعته/ الذي تقاسم الجائزة الثانية نص يغتني بالتخصيب من مزيج النثر والشعر الشعبي ونصوص أخري لكنه يصهرها في بوتقة /بلاد/ شعرية...موقفه صادح من خراب الارض والقيم والنفوس كما أن تناوله حالة العدم والفناء في بلده لم تنسه التغني بالحب والحياة وقيم الانسان العليا.

وأقيم في مقر /اتحاد ديوان الشرق-الغرب/ ببغداد في ديسمبر كانون الاول 2005 مهرجان شعري أعلنت في ختامه جوائز الدورة الاولى.

وقالت أمل الجبوري ان الجائزة تكتسب أهمية خاصة نابعة من رصانة اللجنة التحكيمية مشيرة الى اقامة حفل تكريمي للفائزين أواخر العام الحالي في بغداد ضمن أنشطة مهرجان شعري يكرم خلاله عدد من النقاد والمثقفين العراقيين

جويدة وعاشور والموجي يفوزون بجائزة كفافيس

 اعلن الملحق الثقافي اليوناني يني ميلاخريمودي  ان اللجنة المصرية في جائزة كفافيس اختارت الشاعر فاروق جويدة والروائيتين رضوي عاشور وسحر الموجي بالجائزة التي سيتم توزيعها في 3 ايلول/سبتمبر المقبل في اليونان.

وقال ميلاخريمودي ان اليونان ستقيم احتفالا خاص لتوزيع الجائزة في مدينة كفالا اليونانية التي ولد وعاش فيها باني مصر الحديثة محمد علي باشا الذي تولى حكم مصر مطلع القرن التاسع عشر".

وتابع وسيتم تسليم الجوائز للفائزين المصريين ونظرائهم اليونانيين الشاعر خريستوس لاسكاريس والروائي ثوماس سكاسيس والمترجم اخيلياس كيرياكيدس ضمن احتفالية تستغرق يومين تشارك فيها فرقة القاهرة السيموفونية والموسيقار عمر خيرت".

كما ستقام ندوة عن عصر محمد علي وتاثيراته الثقافية والفكرية واخرى عن قسطنطين كفافيس شاعر الاسكندرية الذي ولد وابدع فيها وشكل نقطة تواصل بين ثقافتين.وكانت فكرة الجائزة نبعت من الاحتفالية التي اقيمت عام 1983 في مدينتي الاسكندرية والقاهرة بمناسبة مرور خمسين عاما على رحيل الشاعر وذلك ضمن برنامج تنمية العلاقات الثقافية بين اليونان ومصر وقد شجعت وزيرة الثقافة اليونانية الراحلة ملينا مركوري هذه التوجهات في حينها.

وبعدها بدأ في اطلاق الجائزة عام 1990 ولكنها انتظمت بعد عام 2001 حيث اصبحت الجائزة تمنح مرة كل عامين ضمن احتفالية خاصة يتم فيها اختيار مبدعين مصريين ويونانيين ويتم الاحتفال في كل بلد

الأميركيون يرون إعلامهم منحازا سياسياً وغير دقيق  

وسائل الإعلام الأميركية منحازة سياسياً وغير دقيقة إعلامياً

أظهرت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث الأميركي أن الذين يعتمدون على الإنترنت كمصدر رئيسي للأخبار ويشكلون ربع الأميركيين هم أصغر سنا وذوو مستوى تعليم أعلى من باقي الأميركيين، وقد أظهروا استياءً حاداً من أداء وسائل الإعلام الأميركية.

وقد أشار 38% منهم إلى أنهم لا يحملون اتجاهات طيبة تجاه شبكات الأخبار الأميركية مثل "سي إن إن" أو قناة "فوكس" الإخبارية أو "إم إس إن بي سي" مقارنة بما نسبته 25% من الأميركيين.

كما بينت الدراسة أن الذين يعتمدون على الإنترنت كمصدر للأخبار يميلون لانتقاد  المؤسسات الإعلامية الأميركية، ويرون أنها فشلت في دعم أميركا وأنها منحازة سياسياً.

فقد وجد ثلثا هؤلاء ونسبتهم 68% أن وسائل الإعلام الأميركية لا تهتم بالناس الذين تتحدث عنهم، وأكد 53% أن هذه الوسائل لا تدعم أميركا. بينما أشارت نسبة 59% منهم إلى أن الأخبار بهذه الوسائل غالباً غير دقيقة، فيما أشارت نسبة 64% إلى أن وسائل الإعلام الأميركية منحازة سياسياً.

وبشكل عام فإن ما نسبته 55% ممن أجريت عليهم الدراسة (الذين يعتمدون على الصحف والتلفزيون والإنترنت مصدراً للأخبار) يرون وسائل الإعلام الأميركية منحازة سياسياً. 

بينما ترى نسبة 53% أن وسائل الإعلام الأميركية لا تهتم بالناس الذين تتحدث عنهم، وترى نفس النسبة أن القصص الإخبارية بوسائل الإعلام الأميركية غير دقيقة غالباً.

وذكرت الدراسة أنه منذ عقدين تقريباً كانت انطباعات الناس حول أداء وسائل الإعلام الأميركية أقل سلبية مما هي عليه الآن، وقد وجدت دراسة أجريت 1985 أن الناس كانو يؤمنون بأن وسائل الإعلام الأميركية تدعم واشنطن وأنها ساعدت في بناء الديمقراطية كما كانت الأغلبية ترى أن تلك الوسائل تحصل على الحقيقة بشكل مباشر.

أكاديمية نيكاراغوا للغة ترشح كاردينال لجائزة نوبل 

  رشحت الأكاديمية النيكاراغوية للغة الشاعر والكاتب ارنستو كاردينال لجائزة نوبل للآداب لعام 2007 وذلك باعتباره أحد أهم ممثلي الشعر في أميركا اللاتينية.  

وتقف وراء الترشيح لجنة برئاسة سيرهيو راميريز، نائب الرئيس النيكاراغوي الأسبق، إلى جاب غدواردو أريانو وكارلوس تونرمان، وهما أستاذان في أكاديمية اللغة والمركز النيكاراغوي للكتاب.  

وجاء في بيان أصدرته اللجنة أنه: «باسم الجمعيات الثقافية والمعاهد التعليمية التي نترأسها قمنا بتشكيل لجنة وطنية لدعم مبادرة الأكاديمية النيكاراغوية للغة، التي اقترحت ترشيح ارنستو كاردينال لنيل جائزة نوبل للآداب».  

ذلك أن كاردينال البالغ 82 عاما من العمر يعتبر بلا شك «أكبر شاعر باللغة الاسبانية»، في النصف الثاني من القرن العشرين وله العديد من الأعمال المترجمة إلى أكثر من 20 من لغات العالم والتي يبرز فيها «الشعر الذي بقي دائما في خدمة الناس متلمسا الحب كشأن عالمي». ولد كاردينال في 22 يناير 1925 وتخرج من كلية الفلسفة والآداب في المكسيك وساند الثورة الساندينية، التي شارك في حكومتها في منصب وزير الثقافة حتى عام 1987، وعلى الرغم من أنه ترك في عام 1994 الجبهة الساندينية بعد انتقاد سلوك دانييل أورتيغا، الرئيس الحالي للأمة النيكاراغوية.

جامعات إسرائيلية احتلت مراكز متقدمة

جامعة القاهرة الوحيدة عربيا بين أفضل 500 عالميا

أعلن نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب الدكتور حامد طاهر أن جامعة القاهرة احتلت المركز الـ403 في تصنيف الجامعات الدولي لعام 2007 الذي تصدره جامعة شنغهاي في الصين، وهو نفس الترتيب الذي حصلت عليه العام الماضي.

وقال طاهر  إن الظهور في التصنيف للسنة الثانية على التوالي يرجع لتنبهنا للكيفية التي يتم بها التصنيف، حيث قمنا بنشر أبحاث أساتذة الجامعة على شبكة المعلومات الدولية، وفي المجلات العلمية المرموقة مثل "ساينس" و"نيتشر" مشيرا إلى أن الأبحاث المنشورة باللغة العربية لا يتم احتسابها.

وأضاف "في العامين الماضيين، أولينا اهتماما بتحويل المقررات الدراسية إلى مقررات إلكترونية، وأنجزنا 10% منها".

وتعد جامعة القاهرة الوحيدة عربيا التي تدخل التصنيف -الخامس من نوعه- حتى الآن، في حين ظهرت 7 جامعات إسرائيلية في التصنيف هذا العام، واحتلت الجامعة العبرية بالقدس المركز رقم 64 عالميا.

وظهرت 5 جامعات أفريقية في التصنيف هذا العام، 4 منها بجنوب أفريقيا، بينما احتلت القاهرة المركز الثالث بالقارة السمراء بعد جامعتي كيب تاون وويت ووتر ساند الجنوب أفريقيتين.

واستمرت الجامعات الأميركية في التربع على عرش التصنيف، حيث حصدت 17 مركزا من المراكز الـ20 الأولى.

وحصلت الجامعات التالية على المراكز العشر الأولى (بالترتيب) وهي جامعة هارفارد – جامعة ستنافورد - جامعة بيركلي كاليفورنيا – جامعة كامبريدج (بريطانيا) - معهد ماساشوستس للتقنية – معهد كاليفورنيا للتقنية – جامعة كولومبيا – جامعة برينستون – جامعة شيكاغو – جامعة أكسفورد (بريطانيا).

يذكر أن نحو ربع مليون طالب يدرسون في جامعة القاهرة، منهم 50 ألفا في التعليم المفتوح، وتحتفل جامعة القاهرة بمئويتها العام القادم كأقدم جامعة من نوعها في العالم العربي.

النجف تهدي الجواهري شارعاً! ‏

بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري تم في النجف افتتاح شارع رئيس يحمل اسم الشاعر الراحل الذي عاش 89 عاماً حصل خلالها على العديد من الجوائز والألقاب وأصدر الكثير من الدواوين الشعرية.. ‏

الجواهري الذي عرف بشاعر العرب ومتنبي العصر لم تحظ ذكراه بالرعاية والاهتمام، كما تقول ابنته والكثير من المثقفين، حيث انتقدوا أسلوب تنظيم المهرجان الذي أقيم في بغداد مؤخراً إحياء لذكراه وقالوا: إنه لا يليق باسمه كشاعر كبير وصل إلى أبعد حدود الدنيا..! ‏ ‏ 

أكبر جائزة للرواية السوداء 

  تعتزم دار النشر «آر بي إيه» العالمية ـ مقرها اسبانيا ـ في شهر ديسمبر المقبل أن تمنح الجائزة الدولية للرواية السوداء، التي تعد واحدة من أفضل الجوائز التي تُمنح في العالم.  

ولقد برر خواكين بالاو مدير فرع دار النشر المذكورة المتخصص بالكتب إنشاء الجائزة بـ «الوضع الجيد الذي تمر به الرواية السوداء، التي باتت تشكل في يومنا هذا ظاهرة عالمية» مدعومة من قبل جيل جديد من الكتاب باللغة الإنجليزية يتقدمهم مايكل كونولي ودنيس ليهين وجيمس الروي وفال ماكدرميد وإيان رانكين وذلك على غرار ما حصل في فرنسا وإيطاليا والبلدان الاسكندنافية.  

ويمكن أن تترشح للجائزة الروايات التي تندرج في اطار هذا الجنس الأدبي بغض النظر عن اللغة التي كتبت بها أصلا، لكن على أن تقدم إما باللغة الاسبانية أو الانجليزية.  

وسيتسلم صاحب الجائزة، التي يجب أن تذهب لأحد الأعمال المرشحة، مبلغ الـ 125 ألف يورو ضمن مفهوم الدفع لحساب حقوق المؤلف، كما تتعهد دار النشر بإصدار العمل خلال ستة شهور بعد الإعلان عن اسم الفائز، الذي سيتم في أول يوم خميس من شهر سبتمبر. وبإنشاء هذه الجائزة تكون اسبانيا قد تحولت إلى أكثر بلد يمنح جوائز للرواية السوداء في العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 5 أيلول/2007 -22/شعبان/1428