اصدارات جديدة: مجلة الآداب..والعلمانية في السياق العربي والإسلامي

شبكة النبأ: العدد الجديد من دورية الآداب اللبنانية جاء حافلاً  بالعديد من المقالات والبحوث والنصوص..

في محور المقالات والبحوث نقرأ لسامي سويدان (حيرة القارئ.. مطر حزيران لجبور الدويهي)..

وكتب العادل خضر (الشطب في الرواية العربية)..

وكتب لؤي علي خليل (العجائبي والأسطورة: دراسة في التباس المفهوم).

فيما كتب فيصل دراج (الشيوعية والشيوعية العربية: عودة نقدية).

في ملف العدد والذي حمل عنوان العلمانية في السياق العربي والإسلامي نقرأ لعزيز العظمة (جولة افق في العلمانية وشأن الحضارة)

العلمانية اليوم محور أساسي من محاور التفكير والنقاش العربيين. وهذا غير مسبوق. ففي أوقات سابقة اشتغل على المسألة العلمانية مفكرون ومثقفون والقليل من الناشطين السياسيين. أما اليوم فتبدو العلمانية قضية عامة، يهتم بها قطاع أوسع من المثقفين والناشطين... هذا بالتناسب مع الانشغال بالمشكلة الدينية، أي الشعور بأن هناك أشياء ليست على ما يرام في الإسلام المعاصر – إن في علاقته مع العالم المعاصر، أو مع الدولة والسياسة (واقعاً ومفهوماً)، أو مع غيره من الأديان والتيارات الفكرية والاجتماعية، أو مع تاريخ الإسلام ذاته ديناً وحضارة، وعلى هذه الخلفية نرجح أن مسألة العلمانية مرشحة لاجتذاب مزيد من الاهتمام والنقاش. وإنما في هذا السياق بدا لنا ان تخصيص ملف من جزئين للنقاش حول العلمانية يستجيب لتنامي الاهتمام بها، وللدور الذي تتصوره الآداب لنفسها، منبراً طليعياً للنقاش الفكري والسياسي العربي.

ولأمر مفهوم أن يتلو ملف العلمانية ملف الطائفية الذي نشر على اربعة أعداد من المجلة، ذلك أن بعضنا يظن أن العلمانية هي الحل الطبيعي للمشكلات الطائفية، فيما يتشكك آخرون في ذلك، ونأمل أن تحظى هذه المسألة بمقالٍ أو أكثر في الملف.

الملاحظة الأولى: لن أدخل في نقاش لا طائل منه حول رفع العين أو كسرها في كلمة (العلمانية) وحول فذلكة علاقة الرفع والكسر باشتقاقين مزعومين وغير مستقيمين (أهي من "العالم" أم من "العلم"؟)، وإن كان يمكن تقديم مرافعة معجمية تاريخية في هذا الأمر، كل ما أود قوله في هذا المجال هو أن الكلمة متحققة في اللسان العربي، وفي كتابات كنسية عربية مبكرة، بكسر العين، مقابلاً لعبارة Laios اليونانية، المهم في الأمر هو أن أكثرنا قد قوَّم لسانه في العقدين الأخيرين بالعجمة التي دخلت علينا من أعداء العلمانية في مصر، الذين آثروا الرفع على الكسر، ولن أجاريهم في ذلك.

الملاحظة الثانية: لا يمكن تقديم تعريف واحد، جامع ومانع، للكلمة والمفهوم، ذلك أننا بصدد جملة عمليات تاريخية موضوعية لا تقبل الاختزال ولا التبسيط وإنني ممن يفضل إذكاء ملكة التمييز على إيثار ما يستسهل من الصيغ والنماذج. بذلك أباشر بحثي وأقول: لو كنت أكتب منذ عقدين من الزمن لأفضت في الحديث عن التمدن والترقي التاريخي للمجتمعات العربية، ولأشرت إلى مكامن التخلف والفوات التاريخيين عن مسار الاجتماع، ولخاطبتكم بنبرة متفائلة إلى حد كبير. ذلك أننا كنا – وأنا والكثير من المخضرمين مثلي – على قناعة بأنه مع مرور الزمن لا بد لمواضع التخلف والفوات، المتبقية لدينا كما لدى غيرنا، وفي المجتمعات المتقدمة نفسها، ان تخضع لمنطق الترقي وتتقوّم به، ولو على مضض، فالحال أن التقدم ليس فردوساً موعوداً يرتجيه الناس، بل وعدٌ بالتحول عن مرحلة ركود تاريخي إلى مرحلة من الفعل في التاريخ مجارية لتطورات العصر ومتطلباته وشروطه وإيجابياته، بل وسلبياته أيضاً: من نمو عقلي وذهني وإداري وسياسي واجتماعي، ومن ازدياد في مساحات الحريات العامة والشخصية والمعرفية وفي إمكانيات الإبداع العلمي والثقافي.

ولطارق الكحلاوي نقرأ (السرديات الشمولية لعلاقة الدين بالدولة وتاريخانيتها)

ليس هناك بالضرورة ارتباط بين مسألة علاقة الدين بالدولة عبر التجربة التاريخية للمسلمين، من جهة، ومسألة التحكيم الفقهي في طبيعة هذه العلاقة من جهة أخرى. ولكن مقاربة المسألة الأولى لا يمكن أن تركز على القراءات الممكن للنصوص الدينية المؤسسة، كما هو حال النقاش السائد، بل ثمة حاجة متزايدة إلى فهم العلاقة بين إمكانات تلك النصوص وإمكانات الواقع كما تبدو من خلال التجربة التاريخية للمسلمين في إدارة الدولة. بمعنى آخر، ما زالت هناك حاجة إلى رؤية تاريخانية (Historicity) أكثر استفاضة ودقة تبحث في المقاربات التجريبية لا في التاسيسات النظرية. ويعني ذلك تحديداً محاولة النظر في كيفية اتصال الوظيفتين أو أنفصالهما على مستوى الممارسة التاريخية للمسلمين – وهي قراءة غير ممكنة في حال التشبث بأنظمة فكرية شمولية. فرغم أن الكثيرين يشيرون إلى بعض المعطيات التاريخية الدالة على وجود تلك العلاقة أو ضمورها في الإسلام، فإنهم يفعلون ذلك بكثير من الانتقائية والتعميم المتسرع الذي لا يهتم بالمعاني التاريخانية لتلك العلاقة بقدر ما يهدف إلى تبرير رؤى سياسية معاصرة. ينطبق ذلك بشكل خاص على الرؤيتين الأكثر تعارضاً، واللتين تشتركان في خلفياتهما الفكرية الشمولية بطرحهما لتاريخ (مهذب) وذي بعدٍ واحد لا يعرف تعرجات تستحق الانتباه. وباستثناء الرؤية (الراديكالية الإسلامية)، فإن بقية الأنظمة الفكرية الشمولية المساهمة في الجدال الراهن منخرطة في سرد تطوري يفصل بشكل إطلاقي بين (المقدس) و(العلماني) مستندة في ذلك إلى (نظرية العلمنة) كما صاغها ماكس فيبر والتي أضحت، بعد الحرب العالمية الثانية وإلى فترة قريبة، ذات سلطة مرجعية نافذة.

ونقرأ لجورج طرابيشي (العلمانية كإشكالية إسلامية – إسلامية)

يتفق خصوم العلمانية في الساحة الثقافية العربية المعاصرة، سواء أكانوا من دعاة الحداثة أم من دعاة القدامة، على اعتبارها نموذجاً لإشكالية مستوردة، فالعلمانية في رأيهم رأت النور في الغرب، وتحديداً الغرب المسيحي، وما رأته إلا لتقدم جواباً عن إشكال هو من إفراز الغرب المسيحي حصراً: الصراع اللاهوتي والسياسي، الذي أخذ شكل حرب متوالية الحلقات دامت ثلاثين عاماً، بين الغالبية الكاثوليكية والأقلية البروتستانتية. وعن طريق الترجمة والمحاكاة الرثة، الموسومة بـ"التفرنج" كما يقولون، جرى ازدراع تلك الإشكالية الغربية في جسم الثقافة العربية الحديثة من دون أن تكون بها إليها حاجة حقيقية، ومن دون أن تلبي طلباً فعلياً – أو متوهماً أنه كذلك – إلا للجماعة الأقلوية التي تطوعت لاستيرادها: نصارى الشرق.

هكذا كان برهان غليون في كتابه المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات قد سبق له – ولنعترف له بهذه الأسبقية – إن قال إن العلمانية (إشكالية مصطنعة ومنقولة عن الغرب) ومن بعده أعلن محمد عابد الجابري بدوره أن العلمانية هي نموذج لإشكالية عادمة اللزوم ومستغنى عن خدماتها لأن العلمانية تعني (فصل الكنيسة عن الدولة، والإسلام ليس فيه كنيسة لنفصله عن الدولة) ولئن يكن كل من غليون والجابري قد ربط استيراد إشكالية العلمانية بحاجة الأقلية المسيحية إلى إعادة ترتيب علاقاتها بالغالبية المسلمة، فإن داعياً ثالثاً من دعاة الحداثة المفترضين قد ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير بإتهامه (مستوردي) هذه الإشكالية العلمانية، أي نصارى الشرق، بالعمالة الحضارية للغرب قائلاً بالحرف الواحد: (قام العلمانيون في بلادنا منذ شبلي شميل ويعقوب صروف وفرح أنطون ونقولا حداد وسلامة موسى وولي الدين يكن ولويس عوض وغيرهم يدعون إلى العلمانية بهذا المعنى الغربي، فصل الدين عن الدولة، والملاحظ أنهم كلهم كانوا من النصارى، وغالبيتهم من نصارى الشام الذين كان ولائهم الحضاري للغرب، لا ينتسبون إلى الإسلام ديناً ولا حضارة).

ولبكر صدقي نقرأ (علمانية استبدادية أو ديمقراطية مفككة: هل ثمة خيار ثالث؟) وأخيراً كتب عبد العالي مجدوب (العلمانية ونظام الحكم في المغرب)..

محور القصص، وتضمن:

(العقاب) لعلي القاسمي

شرق أوسط كبير لمنصور الطورة

محور القصائد تضمن:

(قصائد) لمحمد القاسم

(موشحة بزهر النار) لنضال القادري

(لي ولك) لباسل حسين

(نقطة الصفر) لتغريد عبد العال.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 4 أيلول/2007 -21/شعبان/1428