الإستعدادات الأمنية في كربلاء لإستقبال زوار النصف من شعبان

عدسة وتحقيق:عصام حاكم

 شبكة النبأ: في ظل الظروف الأمنية القلقة التي تعيشها البلاد, والى جانب تصاعد وتيرة الانفجارات والأعمال الأنتحارية, تنبري الى السطح حاجة ملحة وضرورة قصوى تفرزها متطلبات المرحلة الراهنة التي تمر بها مدينة كربلاء المقدسة, وهي تعيش مراسيم إحياء ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان الإمام المهدي(عج)، حيث يتوافد الزائرون من كل أرجاء العراق وذلك لأداء مراسم الزيارة الى سبط الرسول الكريم الأمام الحسين(ع)، وربما يصل عدد الوافدين الى كربلاء الى الملايين، هذا مما يتطلب وقفه جادة وجهدا استثنائيا من قبل الجهات الامنية  والطيف العشائري في المحافظة لتوفير الامن للزائرين,علما بأن المحافظة قد تعرضت ولأكثر من مرة سابقة لتفجيرات انتحارية كما تعرضت لإطلاق قذائف الهاون مما قد أوقع خسائر بشرية ومادية كبيرة.                                                       

( شبكة النبأ المعلوماتية) توجهت بالسؤال الى السيد (رحمن مشاوي) المسؤول الاعلامي في قيادة  شرطة محافظة كربلاء, متسائلين عن الاجراءات الامنية المزمع تطبيقها أيام الزيارة, فأجابنا مشكورا: في البدء اود ان أقدم شكري لكل القائمين على هذه المؤسسة, ومن ثم أقدم أحر التهاني والتبريكات الى العالمين العربي والاسلامي، بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا الا وهي ذكرى  ولادة صاحب الامر الأمام المهدي (عج)، أما فيما يخص الخطة الامنية  او الأستحضارات الأمنية فهي بالتأكيد لا تقتصر على شهر شعبان او على تلك المناسبة فحسب, بل هي تمتد على طول السنة لأن كربلاء محطة مهمة لكل المسلمين, هذا مما يفضي الى حالة الاستحضار الدائم والمستمر من قبل قوات الامن في المحافظة.

 واضاف مشاوي، ولكن تبقى زيارة النصف من شعبان تمتلك خصوصية محددة من حيث عدد الزوار فضلا عن كونها فرحة لكل العراقيين، هذا مما يفرض علينا أن نتخذ أجراءات أمنية صارمة ومشددة, حيث تقضي تلك الأجراءات بغلق كل المنافذ المؤدية الى مركز المحافظة, كما تنتشر قوات الامن والشرطة في كافة أرجاء المحافظة على شكل دوريات راجلة وأخرى آلية، بالاضافة الى نقاط التفتيش المنتشرة في عموم المحافظة, ناهيك عن التنسيق المستمر مع قوات الحرس الوطني في ضبط وحفظ الامن خارج محيط محافظة كربلاء.

 واضاف، بل يتعدى الامر الى اكثر من ذلك من خلال وقف كامل لكل المركبات وبكل أنواعها والدراجات النارية  والهوائية وكذلك عربات الدفع وذلك لتلافي وقوع اعتداءت ارهابية محتملة, بالاضافة الى  ذلك فسوف نلزم ادارة الفنادق بعدم أيواء أي زائر لا يحمل مستمسكات رسمية, ناهيك عن التنسيق المستمر مع مديريات الشرطة في المحافظات المجاورة عن طريق غرفة العمليات، علما بأن قائد شرطة كربلاء والسيد عقيل الخزعلى محافظ كربلاء، كان لهم أكثر من أجتماع  خلال الفترة السابقة وذلك لغرض مد جسور التعاون مع كل مكونات الواقع الديني والسياسي والحزبي ومنظمات المجمع المدني في المحافظة،  وهذا من أجل تفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطن في مدينتنا المقدسة وخصوصا أيام الزيارة المرتقبة.

 علما بأن عدد  القوات الأمنية المستنفرة بلغ (11 الف ) رجل امن، فضلا عن تأمين الحدود المائية الواقعة غرب المحافظة من خلال ابراج مراقبة عسكرية ودوريات راجلة وآلية وكذلك دوريات نهرية.

اما الملازم الاول(لقمان حميد) فقال لـ(شبكة النبأ): توفير الامن لا يقتصر على قوات الشرطة فحسب بل هو مسؤولية مشتركة يتحمل الجميع النهوض بها, لذا يجب على جميع أهالي كربلاء  الكرام والزائرين أيضا ان يدركوا هذه الحقيقة, وان يكونوا العين الساهرة من اجل الحفاظ على ارواح ضيوف سيد الشهداء الامام الحسين(ع), كما أناشد من خلالكم  كل المواطنين أن يتحملوا عبئا في معاونة وتسهيل عمل قوات الشرطة.                                                         

اما وقفتنا التالية كانت مع الشيخ(كاظم ساهي) وهو رجل دين، حيث قال: اني أثني على التعاون الملحوظ بين قيادة شرطة كربلاء وبين شيوخ العشائر وكذلك المكاتب الحوزوية في كربلاء, على هذا التعاون الملحوظ  لا سيما وهو يثمر عن وعي الشباب للدور المهم في عملية ضبط الامن في داخل المحافظة وخارجها.                                                        

وعند التوقف في أحد نقاط التفتيش، أشار الينا احد رجال الشرطة قائلا: ان كل منتسبي شرطة كربلاء هم في كامل الاستعداد والهمّة للضرب بيد من حديد لكل من يحاول النيل من أمن المحافظة وسلامة الزائرين.                                                                

الحاج (مدحت حسين) زائر، من أهالي مدينة البصرة،قال: نحن تعودنا دوما القدوم الى مدينة كربلاء المقدسة على مدار السنة، وذلك من أجل أحياء مراسيم الزيارة الى سيد الشهداء إمامنا الحسين(ع)، فضلا عن كون الزيارة تعد متنفسا للعراقيين هذه الأيام من متاهات الوضع القائم وما يتخلله من الوان القتل.

 لذا نحن نعتبر المجيىء الى كربلاء المقدسة بمثابة محطة نرفل من خلالها أو نتزود مساحة من الأيمان  والصبر والتواصل مع أهل بيت الرحمة والنبوة، وهذا الأمر بالتاكيد لن يأتي من فراغ بل هو عنوان واضح لما تقدمه قوات الأمن من خلال السهر على راحة الزائر وتأمين سلامة المحافظة، لذا يجب أن يدرك الجميع بأن سلامة كربلاء هي مسؤولية كل المسلمين بدون استثناء ولا تقتصر على قوى الأمن، لأن كربلاء هي قبلة المؤمنين بعد مكة والمدينة المنورة، ومن هنا أشد على يد كل منتسبي قوى الأمن والحرس الوطني لأنهم يتصدون لأشرس هجمة  في التاريخ تستهدف ليس العراقيين فقط بل الامة الاسلامية ودينها السمح.          

ومن ثم أتجهنا  صوب ما بين الحرمين الشريفين لنلتقي بأحد الضباط الموجودين هناك، فقال لـ(شبكة النبأ): أن مسؤوليته تتضمن المنطقة الواقعة ما بين الحرمين الشريفين وما حولهما الى حد العوارض, واضاف، تتضمن خطتنا لهذا العام ,المسح الشامل لكل الدوُر القريبة من المرقدين الشريفين وكذلك الفنادق الواقعة ما بين الحرميين والمباني المجاورة لهما, وقد تم تكليف جميع منتسبي ما بين الحرميين بالحذر التام.

كما تم الايعاز الى مجاميع معينة بتشكيل مفارز راجلة تجوب منطقة ما بين الحرميين, ولها الحق في أستجواب أي شخص يثير الريبة من خلال تفتيشه, وفي نهاية حديثه تمنى لكل الزائرين سلامة الوصول الى كربلاء ومن ثم الاقامة فيها وان ينعم الله عليهم بسلامة العودة الى ديارهم، وان يتقبل الله من الجميع ثواب زيارة الامام الحسين(ع).

وفي نهاية هذا التحقيق تشير كل الدلائل والمعطيات الى تضافر كل الجهود الطيبة من قبل عناصر الشرطة والحرس الوطني وعشائر كربلاء والمكاتب الحوزوية ومنظمات المجتمع المدني كذلك, على خلق وتعزيز حالة الأمن في المحافظة المقدسة، داعين الله العلي القدير ان يحفظ العراق والعراقيين من كل  مكروه وان يتقبل الله (سبح) من الجميع ثواب زيارة النصف من شعبان، وما هذا الجهد المتواضع إلا ومضة بسيطة من فيض بحر  صاحب الذكرى الا وهو صاحب الأمر والزمان الإمام الحجة (عجل الله تعالى أمره).

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 28 آب/2007 -14/شعبان/1428