الترفيه والسياسة.. سباق في اجواء الأزمات 

 شبكة النبأ: هو الصراع القديم بين المرونة والتزمت بين الحرية والاستعباد وما ينتج عنه كفر بعلكة السهم التي يلوكها طرفي الصراع فكل واحد يدعي ما انتجه من الاسلام وما استطاع تطويعه على الساحة السياسية فيكون بالنتيجة التي يطرحها هذا الصراع على الساحة الاجتماعية هي حلول حلبة اخرى وطريق اخر غير طريق المتصارعين، وهذا من المفارقات الدائمية التي تفضي اليها النتائج في اغلب الاوقات.

في أحد الشواطيء الراقية الى الجنوب من بيروت تقوم عارضات أزياء أوكرانيات برش الشمبانيا على مجموعة من الشبان والشابات اللبنانيين وذلك بعد عام من سقوط قنابل اسرائيل في حربها مع حزب الله الصيف الماضي على مكان مجاور.

وتبرز المشروبات التي يمسكها مرتادو الشاطيء في أيديهم والنساء ذوات الاجسام الرشيقة يرقصن على أحدث الاغنيات مع رجال يدخنون السيجار الكوبي صورة الاقلية الثرية المستغرقة في المتعة واللهو المفرط والتي تقتنص أي فرصة للابتعاد عن الازمة السياسة لبلادها ومستقبلها غير الواضح.

ويبدو المشهد في منتجع أوشيانا قرب الدامور بعيدا كل البعد عن التوترات الطائفية والازمة السياسية المتجسدة في المحتجين الذين نصبوا خياما في وسط بيروت. بحسب رويترز.

وتسببت هذه الاضطرابات في ضرب الموسم السياحي للبنان ولكن على الاقل هناك بعض اللبنانيين المصممين على تجاهل مخاوف نشوب حرب أهلية جديدة أو المعركة التي يخوضها الجيش منذ ثلاثة أشهر مع متشددين اسلاميين في مخيم نهر البارد في الشمال.

وقال داني زغيب وهو خبير كمبيوتر عمره 32 عاما ومن مرتادي الشاطيء نحن عشنا زمنا فيه حرب قنابل.. لا نبالي.. الدم لا يخيفنا متحدثا عن الحرب التي دارت بين اسرائيل وحزب الله.

وفي محاولة للتعافي من ذلك الصراع تسعى بعض المنتجعات جاهدة لاعادة الزبائن اليها بتنظيم عروض الملابس الداخلية والحفلات الموسيقية في الهواء الطلق أو حفلات مشغلي الاسطوانات الدوليين مثل الهولندي تييستو الذي اجتذب نحو 15 ألفا في منتجع ايدي ساندز قرب جبيل في يوليو تموز وتراوحت أسعار التذاكر بين 35 دولارا و75 دولارا.

وقال فادي سابا المدير العام لاوشيانا حتى ثلاثة أسابيع مضت كان الناس وكأنهم لا يستطيعون نسيان جروح حرب العام الماضي.. لكن الان الامور عادت مجددا في اشارة الى القطاع الساحلي على يبعد 20 كيلومترا عن بيروت.

وأضاف لرويترز أنا لست خائفا على اللبنانيين.. هم يجبرون أنفسهم على الفرح لانهم يريدون النسيان.. هم لا يريدون معرفة أي شيء عن الازمة.

وبدا هذا القول صحيحا بالتأكيد في مطلع الاسبوع بشاطيء أوشيانا حيث كان اللبنانيون يرقصون دون توقف عند الحانة أو كانوا يحاولون اكتساب اللون البرونزي بالاسترخاء تحت الشمس فوق كراس خشبية طويلة.

وبعيدا عن المنتجعات أصبحت الحانات والنوادي الموجودة في شارع رو جميزة  وشارع  رو مونو تعج بالناس مرة أخرى وتصدر منها أصوات الموسيقى الصاخبة حتى الساعات الاولى من الصباح في عطلات نهاية الاسبوع.

وقال خالد العمري من الكويت: انا اتي الى لبنان منذ العام 1995. كان صعبا جدا العام الماضي عندما اضطررنا الى الاخلاء بسبب الحرب عبر سوريا لكن ها أنا عدت مجددا.. لا أختار أن أمضي الصيف في أي مكان اخر.

كما أن الشبان اللبنانيين يصرون على استغلال عطلة الصيف أكبر استغلال رغم الازمة المقبلة بسبب انتخابات الرئاسة.

وقال مارك خوري نحن قلقون على الانتخابات الرئاسية ولكن لن نتوقف عن العيش حتى يتفق السياسيون على شيء.

معسكرات صيفية لفتح وحماس تمزج بين الترفيه والسياسة

من جهة اخرى يمارس الاطفال في قطاع غزة بفلسطين السباحة وكرة القدم وأنشطة اخرى خلال معسكرات صيفية حكومية، ففي معسكر ساحلي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يتسابق الاطفال الى البحر حاملين معهم الاعلام الخضراء للحركة التي سيطرت على القطاع خلال اقتتال مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل شهرين.

وفي معسكر آخر تديره فتح العلمانية فان الاعلام الصفراء هي الغالبة ويؤدي الفتيان والفتيات رقصة الدبكة الشهيرة معا وهو اختلاط لا يقبله الاسلاميون. كما أن هناك صورة للرئيس الفلسطيني الراحل وزعيم فتح ياسر عرفات.

وتمثل السياسة والافكار الدينية جزءا من أنشطة كلا المعسكرين تماما مثل الالعاب الترفيهية والرياضية. بحسب رويترز.

ويجري تقسيم الاطفال في معسكر فتح الى مجموعات مع اطلاق أسماء على كل منها تعتبرها فتح لمدن فلسطينية بما في ذلك ميناء حيفا وهو الان جزء من اسرائيل ومدينة القدس وتدرس هذه المجموعات التي تضم نحو 300 طفل تاريخ فتح ويغنون أغنيات في مدح الحركة وشهدائها.

وفي معسكر حماس الذي يحضره 60 طفلا قال المنظم حسين الطلاع ان الرسالة التي تريد حماس توصيلها هي رفض التجزئة. ونفى الطلاع مزاعم فتح بأن الاطفال في معسكرات حماس يتلقون تدريبات عسكرية.

وتقول جماعات اسرائيلية ان معسكرات الصيف في غزة مرتع خصب لكراهية اسرائيل.

وقال أحمد الحاج علي المشارك في معسكر حماس وعمره 16 عاما نحن نتعلم كيفية المشية الصحيحة مثل الكشافة.. وأيضا نتلقى محاضرات دينية.

وتربط اسرائيل وحلفاؤها من الغرب بين حماس وبين التفجيرات الانتحارية والهجمات الصاروخية التي تطلق على الدولة اليهودية وقرروا عزلها بسبب رفضها نبذ العنف وقبول اسرائيل.

وفي معسكر فتح المجاور يغني الاطفال الاغنيات التي تشيد بمقاتلي فتح الذين لقوا حتفهم في صراعهم مع حماس قبل شهرين.

وتقول الاغنية، أسود بنتحدى الاعصار احنا الفتحاوية.. مثل الطلقة وزي النار لعيونك يا حرية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 27 آب/2007 -13/شعبان/1428