
شبكة النبأ: وسط مخاوف من تداعيات
الازمة السياسية بين الرئيس الباكستاني مشرف والاحزاب الاسلامية
المناهضة للولايات المتحدة والتي تلعب دور المعارضة تعيش الدولة التي
انفصلت عن الهند ابان مواجهات دامية بين المسلمين والسيخ في ازمات
سياسية واقتصادية متلاحقة وتداخل في الصلاحيات بين الجيش والرئاسة
الامر الذي ترفضه القوى والاحزاب المنظوية تحت المعارضة في هذا البلد.
واحتفلت باكستان بالذكرى الستين لإنشائها بدون اي ضجيج اعلامي لا
سيما بسبب التهديدات التي تلت سلسلة اعتداءات نفذها اسلاميون متطرفون
يكافحهم الجيش في شمال غرب البلاد.
وذكر صحافي في وكالة فرانس برس ان العابا نارية متواضعة جدا اطلقت
بعيد منتصف الليل فوق مبنيي الرئاسة والبرلمان في اسلام اباد امام
تجمعات صغيرة من الناس وتحت امطار غزيرة.
وكانت الشرطة اعلنت ان الاحتفالات ستكون متواضعة ومنعت استخدام
المفرقعات وتنظيم تجمعات عامة كبيرة.
وتسير الشرطة والفرق العسكرية التي وضعت في حال استنفار دوريات في
شوارع المدينة واقامت في بعضها مراكز مراقبة بحراسة رجال مسلحين
برشاشاتهم بالاضافة الى بعض القاذفات.
ويسود هذا الوضع منذ اكثر من شهر منذ الهجوم في 10 و11 تموز/يوليو
على المسجد الاحمر في اسلام اباد الذي تسبب بمقتل حوالى مئة اسلامي
متشدد كانوا تحصنوا داخل المسجد باسلحتهم الثقيلة. وبعد الهجوم اقسم
الباكستانيون المتشددون والقاعدة على الانتقام لمقتل الناشطين في
المسجد الاحمر.
وتلت ذلك موجة من العمليات الانتحارية والهجمات تسببت بمقتل حوالى
250 شخصا لا سيما في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان حيث معقل
قوات حركة طالبان الباكستانية والافغانية وعناصر من تنظيم القاعدة. الا
ان الاعتداءات طالت ايضا اسلام اباد.
رسميا اعلن فقط عن تخصيص صلاة الفجر للمناسبة والوقوف دقيقة صمت
للاحتفال باستقلال باكستان بالاضافة الى احتفال رسمي يرفع خلاله العلم
الباكستاني برعاية رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز في اسلام اباد.
واعلن انشاء دولة باكستان في 15 آب/اغسطس 1947 عند منتصف الليل قبل
يوم واحد من اعلان انشاء دولة الهند. وكان البلدان يشكلان مستعمرة
بريطانية واحدة تسبب تقسيمها الى دولتين مستقلتين باكبر موجة هجرة
قسرية دامية في التاريخ الحديث.
واجتاز عشرة الى 15 مليون شخص الحدود في الاتجاهين بين نيسان/ابريل
وتشرين الثاني/نوفمبر 1947: المسلمون في اتجاه الشمال الغربي نحو
باكستان وفي الاتجاه الشرقي نحو بنغلادش الحالية والهندوس في الاتجاه
الجنوبي نحو الهند.
وقتل بين 500 الف ومليون شخص خلال اشهر قليلة على ايدي مجموعات من
المسلمين من جهة ومجموعات من الهندوس والسيخ من جهة اخرى.
وعقدت الدولتان المتناحرتان منذ ذاك الوقت، سلسلة مفاوضات لتطبيع
العلاقات وتسوية نزاعهما المرير حول كشمير، وتسبب الإقليم في اندلاع
حربين، من بين ثلاثة حروب، خاضتها الدولتان منذ الاستقلال.
ويسعى مشرف إلى ولاية أخرى كقائد عسكري للبلاد، إلا أن الحليف
المقرب لواشنطن في حربها على الإرهاب، يواجه بتحديات، هي الأقوى منذ
توليه السلطة بانقلاب أبيض عام 1999.
وقوبل تحركه لتنحية كبير القضاء افتخار محمد شودري بخروج المعارضة
في تظاهرات واسعة، كما يواجه ضغوطاً متصاعدة من واشنطن التي تطالبه
بالقيام بالمزيد من لاجتثاث فلول القاعدة وطالبان من مناطق القبائل
النائية المجاورة لأفغانستان.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز أن لباكستان مفخرة
أن تكون الدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك سلاح نووي. وأشار قائلاً في
هذا السياق، أسلحتنا النووية مفخرة قومية ورمزاً لسيادتنا.
وفي أشارة واضحة للحديث المتداول بين المسؤولين الأمريكي بشأن توجيه
ضربة أمريكية ضد المليشيات المتشددة في الأراضي الباكستانية، قال عزيز،
لن نسمح مطلقاً لأي قوى أجنبية بالتدخل في حدودنا.
وكبادرة لحسن النوايا تجاه الجارة الهند بمناسبة الاستقلال، أطلقت
السلطات الباكستانية الاثنين 134 سجيناً هندياً عبروا الحدود بصورة غير
مشروعة، ومن المتوقع أن تقابل نيودلهي الخطوة الباكستانية ببادرة
مماثلة.
باكستان تحذّر من التدخل في شؤونها
وقال رئيس الوزراء شوكت عزيز في مراسم رفع فيها علم البلاد بالعاصمة
اسلام اباد للاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال، أريد أن أوضح أننا لن
نسمح لأي قوة أجنبية تحت أي ظرف بدخول أراضي باكستان. بحسب رويترز.
وجاءت تصريحات عزيز وسط مؤشرات على زيادة قلق باكستان بشأن تساؤلات
في الولايات المتحدة عما اذا كان الرئيس الباكستاني برويز مشرف يبذل
جهودا كافية لمحاربة القاعدة ومقاتلي طالبان على حدود البلاد مع
أفغانستان.
وقال بعض الساسة الامريكيين مؤخرا ان على الولايات المتحدة أن تكون
مستعدة لضرب أهداف للقاعدة في باكستان حتى دون موافقة اسلام أباد مما
أثار انتقادات داخل البلاد.
كما وقع الرئيس الامريكي جورج بوش على مشروع قانون يتطلب منه تقييم
التقدم الذي تحرزه باكستان في محاربة حركة طالبان الافغانية وتنظيم
القاعدة قبل تقديم أي مساعدات في المستقبل مما أثار ضيق الكثير من
الباكستانيين بسبب ما يرون أنها مطالب أمريكية مبالغ فيها.
وامتلأت الصحف بمقالات تحلل الستين عاما التي مضت على استقلال
باكستان وركز الكثير منها على ما قال أحد المعلقين انه "انغماس في
التشاؤم" المحيط بسنوات الحكم العسكري المضطربة في باكستان والصراع مع
الديمقراطية.
وقالت صحيفة دون في مقال افتتاحي، حقا لقد ارتكبنا الخطأ تلو الآخر
وارتكبنا جرائم مروعة ضد شعبنا.
وأضاف المقال، كان هناك تقدم ولكن لا شك أن الوتيرة كان من من
الممكن أن تكون أسرع.
ونفى مشرف الذي تولى السلطة عام 1999 في انقلاب أي تهديدات أمريكية
بالقيام بعمل عسكري داخل باكستان وقال يوم الاثنين ان بوش اتصل به
هاتفيا وقدم له ضمانات فيما يتعلق بسيادة باكستان.
وقال خلال برنامج تلفزيوني، أنا واثق تماما ومتأكد للغاية من أنه لن
يكون هناك عمل عبر الحدود، في اشارة فيما يبدو الى القوات الاجنبية
التي تقودها الولايات المتحدة والتي تقاتل طالبان في أفغانستان. |