شبكة النبأ: تعتبر
جماعات الضغط من اركان الشورية والديمقراطية حالها حال الاحزاب
ومؤسسات المجتمع الديمقراطي في الانظمة الديمقراطية، فأي جماعة بحاجة
الى ما يدعى عالمياًبـ(اللوبي) في الوطن وخارجه ايضا بشكل او بآخر.
ويقع اللوبي في الانظمة السياسية الديمقراطية هرمياً بين الحكومة
والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني، وتحديداً بعد الحكومة والبرلمان
وقبل مؤسسات المجتمع والأحزاب فهو تنظيمياً وتأثيراً فوق مؤسسات
المجتمع المدني والأحزاب ودون الحكومة والبرلمان.
لذلك يلعب اللوبي دور الوسيط بين مؤسسات المجتمع المدني التي تمثل
الشعب من جهة والحكومة والبرلمان من جهة اخرى، فحين ينعدم اللوبي او
يضعف يؤدي ذلك الى ضعف في العلاقة والتفاعل بين المؤسسات المذكورة
والحكومة والبرلمان، وتزداد الهوة بينهما وبالتالي تضعف العلاقة بين
الشعب والحكومة والبرلمان.
فالشعب بعد ان يختار ممثليه في البرلمان والحكومة عبرالإنتخابات لا
يتركهم يتصرفون لوحدهم كما يرون وحتى الإنتخابات القادمة، بل تتم
متابعة اولئك والضغط عليهم عبر اللوبيّات المختلفة.
ولايزال دور اللوبي قانونياً ومجتمعيا في تكريس الديمقراطية وتقويم
الاداء الحكومي والبرلماني في العراق الجديد مهمش الى حد كبير، بل انه
يكاد يكون معدوما، وذلك يهدد مستقبل الديمقراطية ويقود الى نشوء مراكز
ضغط غير قانونية تفتقر الى التنظيم والشفافية والتركيز، ويضعف اداء
البرلمانيين والحكوميين، كما يبقي دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني
هامشياً ويقود الى ضعف في العلاقة والتفاعل بين الشعب والدولة بالمعنى
الأعم، والعراق ليس استثناءاً بحاجة الى اللوبي في الداخل فقط بل
بحاجة الى لوبيات في الخارج ايضا لتخدم قضايا العراق والعراقيين ونقل
الصورة الجديدة عن الوطن دون تاثير من وسائل الاعلام المختلفة، وكذلك
إستحصال قرارات ومواقف لصالح العراق والعراقيين في انحاء العالم.
تعريف
اللوبي عبارة عن هيئة او جماعة قانونية منظمة تدافع عن قضايا
اومواقف اومصالح معينة، محددة لدى السلطات العامة في الدولة، وتلعب
دوراً محورياً وهاماً في الحياة السياسية، حتى بات معروفاً بأن القرارت
يعدّها او يصنعها اللوبي وينحصر دور سلطات الدولة في إضفاء الصفة
الرسمية على تلك القرارت.
واللوبي لا يعمل على استلام الحكم كما تحاول وتعمل الأحزاب، ولا
يبرر قرارات الحكومة والبرلمان كما يفعل الحزب عادة ولا سيما إذا
استلم الحكم اوكان جزءا منه.
انه يسعى للتأثير فى الحكم وقيادته بصورة غير مباشرة عبر وسائل
مختلفة على رأسها انشاء شبكة من العلاقات مع الحكوميين والبرلمانيين
ورجال الدين والقانون والقضاء والباحثين والمحققين الستراتيجيين
والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين والفنانيين وما نحوهم، من النفوذ
والتأثير في الدولة من جهة وعلى الدولة من جهة ثانية وفي الرأي العام
من جهة ثالثة، فرصيد اي لوبي من العلاقات ولا سيما في الإتجاهات
المذكورة يعتبر أساسا للتحرك والعمل والنجاح.
الأداء والتأمين
ان اداء اللوبي يتوقف على مهارات وفنون محورية عديدة منها: فن
العلاقات العامة، فن الحوار والتفاوض، فن التحالفات والائتلافات، فن
ادارة الأزمات وفن ادارة الرأي العام وما نحو ذلك، فلابد من تطوير
المهارات المذكورة والخبروية والحصانة المطلوبة في كل منهما واعداد
وتوظيف الكوادر اللازمة في تلك المجالات واستحصال المستشارين لذلك.
ولتأمين الكوادر المحورية في اللوبي ولتدعيم المهارات والخبرات
المذكورة آنفا يلجأ اللوبي الى كشف وتوظيف او إستشارة البرلمانيين
والسياسيين والدبلوماسيين والقانونيين والأمنيين المخضرمين المتقاعدين
اصحاب الخبرة والتجربة الميدانية الطويلة في موطن اللوبي لمعرفتهم
بمداخل الأمور ومخارجها وخبرتهم في كيفية اتخاذ القرار والمواقف، وهناك
دراسات تبين ان حوالي (43) في المئة من اعضاء مجلس الكونغرس الاميركي،
مثلا، بعد استقالتهم اوتقاعدهم يعملون في شركات اللوبي، بمعنى انهم
يستخدمون علاقاتهم وخبرتهم لخدمة مصالح اللوبي.
واللوبي الذي يعمل في المهجر، مثلا للدفاع عن المصالح العراقية او
للدفاع عن مصالح شريحة من شرائح الشعب العراقي لابدّ وأن يستند للنجاح
والتقدم الى تحالف ستراتيجي وربما مصيري ايضاً بين الدولة التي يعمل
فيها وبين العراق، او بين الدولة التي يعمل فيها خارج العراق وتلك
الشريحة العراقية التي يدافع عن مصالحها في المهجر، والتحالف لا يقوم
إلا على اساس المصالح الستراتيجية البعيدة المدى، فلا وجود للوبي فاعل
في المهجر بلا تحالف استراتيجي بعيد المدى، كما انه لا تحالف بلا مصالح
قوية مغرية، ووفقاً لذلك فان للسياسية الخارجية تأثير كبير.
التحالفات والقوة التفاوضية
التحالف نوع من انواع الإتفاق على التعاون الإيجابي الموضوعي
المتبادل في المشتركات، وإنطلاق من الأهم والمهم والصالح والأصلح
والفاسد والأفسد، ودفع الضررالقطعي أولى من جلب المنفعة المحتملة
والضرورة وقاعدة الميسور وما الى ذلك، ويمكن ان يكون التحالف موسعاً او
محدوداً في مجالات معينة محددة، فلا ملازمة بين التحالف والتبعية او
الذيلية اوالإندماج الذوباني بل يمكن أن يُصاغ التحالف على اساس
المشتركات والمصالح المشتركة المتبادلة في دائرة معينة ومجال محدد دون
غيره وعلى اساس الإندماج والتعايش الإيجابيين فأهداف التحالف ومجالاته
يجب ان تكون واضحة ومحددة وكذلك كيفية إدارة التحالف لتزريقه الدائم
بالحوافز التي تجعل التحالفحيويا وناجحاً.
اما القوة التفاوضية الكبيرة فانها يمكن ان تبني تحالفاً ناجحاً
وقوياً ومتكافئاً، وهناك معادلة رياضية بسيطة جداً في هذا المجال
ومفادها: بأن القوة التفاوضية هي حاصل ضرب القوة المالية مضروبة في
الثقل في الواقع وعلى الأرض مضروباً في كفاءة التواصل التفاوضي اي:
القوة التفاوضية = القوة المادية
×الثقل في الواقع× كفاءة التواصل التفاوضي
فاذا كانت لجماعة تريد ان تؤسس لوبي بعد تحالف قوة مادية مقدارها
(5) درجات وثقل واقعي على الارض مقداره (7) درجات وكفاءة للتواصل
التفاوضي مقدارها (2) درجة فقط ، في هذه الحالة تكون القوة التفاوضية
لهذه الجماعة تساوي (70) درجة، حيث:
القوة التفاوضية = 5×7×2=70
فحتى لو كانت – على سبيل الفرض – قوتنا المادية منخفضة ولنفرضها
كمثال انها تختضر في درجة واحدة والثقل على الارض كان كذلك لكن بزيادة
من (2) درجة الى (70) درجة مثلاً كفاءة التواصل التفاوضي يمكن سد العجز
في المجالين الآخرين، وبذلك تبقى:
القوة التفاوضية = 1×1×70 = 70
صياغة التحالفات في ضوء اقتناص
الفرص
ان الفرص الذهبية للتحالف والمفاوضات تكون متاحة اكثر في التغييرات
الستراتيجية الكبيرة والفرصة كعادتها دائماً عجولة تمضي بسرعة ولا تعود
وهي تأتي متكافئة للجميع لكنها كثيراً ما لا تكون واضحة المعالم
فيستثمرها ويتقدم منْ تمكن من التحررمن التردد والتخوف الحاصل من
الضبابية الملازمة دائماً للفرص، اننا بحاجة الى دنياميكية وسرعة عالية
دون تهور لإستثمار الفرص وقبل فوات أوانها.
وهناك تصورات غير صائبة وخلط في المفاهيم يعيق إقامة التحالف
الموضوعي المشروع اللازم لتأسيس اللوبي الفاعل ، فلابد من تصحيح تلك
التصورات والفرز بين المفاهيم فمثلاً التحالف مع هذه الجماعة او الدولة
او تلك لا يعني قبول كل سياسات ومواقف وافكار تلك الجماعة او الدولة ،
كما أن التغاضي اوالتغافل اوالتجاهل عن بعض سلبيات اواخطاء تلك الدولة
اوالجماعة لا يعني القبول او التبرير لتلك السلبيات او الاخطاء، كما ان
الاختلاف والمعارضة لتلك الأخطاء والسلبيات لا تعني المواجهة، فلابد من
الموازنة بين اهداف الحاضر واحلام المستقبل والتوفيق بين التكتيك
والستراتيجية، والتحرر والتحريرالمدروس من تعميم نظرية المؤامرة و مما
يسميه البعض بعبادة الصورة اوعبادة السمعة حيث تمتنع اوتتحذر من
الإنفتاح او الحوار اوالتفاوض اوالتحالف لحفظ الصورة نقية، فربما
الإنفاق في سبيله تعالى يشمل الإنفاق من الصورة ايضاً كما يستدل البذل
ماء وجه و وجاهة كبار الشخصيات على طريق إستحصال المال للمعوزين
والفقراء والمشاريع الخيرية، انه نوع اخر من الإيثار الصعب المعقد
وغيرالمألوف و( ربّ هِمّة أحيت امة ) كما عن الإمام علي بن ابي طالب
عليه السلام.
مراكز الدراسات والبحوث واهميتها
لجماعات الضغط
تتميز مجموعات الضغط بان لديها مراكز ومعاهد للدراسات والبحوث
الستراتيجية او تأثيرعلى تلك المعاهد والمراكز المعروفة بـ(الثينك
تانكس) وبين الطرفين تأثير وتأثر وتداخل الى حد كبير مما بعث البعض الى
عدم الخلط بين مؤسسات اللوبي ومراكز الثينك تانكس لأن المجموعة الأخيرة
معظمها منظمات غير ربحية ولا تحظى بحقوق قانونية للعمل من أجل تغيير
مسار السياسة(مثلاً في الولايات المتحدة) بواسطة الضغوط اوالحملات
السياسية مثلما يتاح لمنظمات اللوبي.
لكن في النتيجة لنشاطات المعاهد والمراكز البحثية تأثير كبيرعلى
المسار السياسي ولذلك توجه إتهامات شديدة لمنظمات الثينك تانكس بأنها
تمارس مثل هذه النشاطات بطرق خفية وانها تستخدم هويتها غيرالربحية
كساتر للجهود التي تبذلها لتغيير مسار السياسة لطريق معين، والحاصل انه
لابد لأي جماعة تطمح في البقاء من مؤسسات لوبي لها جذورها وتفاعلاتها
وعلاقاتها مع معاهد ومراكز البحث ومؤسسات الثينك تانكس، بل لابد ان
تؤسس هي معاهد ومراكز فاعلة مشابهة تلتزم بالدقة والموضوعية والعلمية
والرصانة والإستقلالية والإنحياز للصواب والصحيح والمفيد في عرض
القاضايا والمواقف والأراء والتحليلات والإستشرافات.
وعادة ما توجه تهمة الإنحياز الى معهد او مركز معين وتكون خلفية هذه
الإتهامات ناتجة من الميول والإتجاهات الايديولوجية الغالبة على
الباحثين العاملين في هذا المركز اوذاك وعلى سبيل المثال: نجد ان معهد
أمريكان إنتربريز يحظى بسمعة الإنحياز للتفكير اليميني وبشكل خاص تفكير
المحافظين الجدد في امريكا، حيث يعمل به مجموعة من صقور الفكر اليميني
المحافظ مثل ريتشارد بيريل، ونيوت جينجريتش، ودانيلا بليتكا والسفيرة
السابقة كيربيانريك، بالاضافة الى زوجة نائب الرئيس الأميريكي تشيني،
لذا صبغت على المعهد عباءة كونه قبلة انصار اليمين المحافظ في واشنطن.
ومن ناحية اخرى تتهم بعض مراكز الثينك تانكس بالإنحياز للسياسات
المفضلة للدول العربية مثل معهد الشرق الأوسط، وهناك ايضاً منظمات
معروفة بالإنحياز تجاه إسرائيل مثل معهد واشنطن للشرق الادنى، واخرى
تجاه حقوق الفلسطنين مثل مؤسسة سلام الشرق الوسط و تعرف إختصاراً بإسم
FmeP .
وفيما يخص العراق فان الحاجة كبيرة لمعاهد ومراكز البحث، وفي دول
المهجرايضا، فالتأثير الخاص بتلك المراكز كبيرعلى المسار والقرار
السياسي مع ما تقدم وسيأتي من شروط وحيثيات ومكملات وتوزيع ألادوار،
ويتفاوت مجال تأثير مؤسسات البحث من دولة لأخرى ومن مؤسسة بحيثة لأخرى
فمثلاً في الولايات المتحدة لهذه المعاهد تأثيركبير، لكن قدرتها على
التأثير على مسار السياسة تتوقف على عوامل عديدة من أهمها، التمويل،
وقوة العلاقات الشخصية التي تربط المؤسسة والعاملين فيها بأهم صانعي
القرار.
ولإستيعاب اليات عمل وتأثير تلك المعاهد والمراكز في امريكا مثلا
يجب أن نعرف بان كثيراً من كبار رواد قطاع هذه المعاهد على علاقة وطيدة
بالسياسيين الكبار حيث أن اغلبهم صناع قرار وسياسيين سابقين.
فعلى سبيل المثال أدوارد ووكر رئيس معهد الشرق الأوسط هو مساعد
وزير خارجية و سفيراً أمريكي سابق، مارتن إنديك مدير مركز صابان
لدراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينغز عمل ايضاً مساعداً لوزير
الخارجية، وسفيراً سابقاً في اسرائيل اما كينث بوليك مدير البحوث بنفس
المركز فهو مدير سابق لوحدة شئون الخليج بمجلس الأمن القومي، و ريتشارد
هاس الذي رأس بالماضي قسم تخطيط السياسات بالخارجية الأمريكية هو
الرئيس الحالي لمجلس العلاقات الخارجية، واخيراً دينس روس أحد كبار
المستشارين الأساسيين لإدارة الرئيس السابق بيل كلينتون يعمل الأن
كمدير لمعهد واشنطن لشئون الشرق الأدنى. وهذه الظاهرة ساعدت على تقوية
التعاون بين قطاع منظمات الثينك تانكس وعملية صنع القرار حيث يربط
الاثنين علاقات شخصية قوية.
التمويل وأهميته.. المراكز
الامريكية نموذجاً
ويعتبر التمويل في مراكز ومعاهد البحث وإمكانية إستحصال الأموال احد
أهم معايير نجاح وبقاء وتقدم تلك المؤسسات، حيث يعتبر التمويل المالي
تحدياً أساسياً لمعظم هذه المؤسسات، والمشهوران تمويلها عادة اما يأتي
من أرباح رسوم العضوية وإما من محصلة بيع المطبوعات التي تصدرها هذه
المعاهد، كذلك يغدق العديد من أثرياء المجتمعات السياسية وبعض الدول
الخارجية الى جانب كبريات الشركات الأمريكية مثل شركات البترول
والمصانع الكبيرة لضمان خروج دراسات وتوصيات لصناع القرار الأمريكي بما
يخدم مصالحهم.
ان مراكز ومعاهد البحث يجب ان تعمل على تنضيج القرار والمسار والرأي
العام بإيصال إنتاجها الى اصحاب القرار والنفوذ ومستشاريهم وتتناول
القضايا الساخنة الملبية لإحتياجات المجتمع وصناع القرار وبشكل مبسط
وملخص وموضوعي، فصناع القرار يبحثون عن الحلول ويعتمدون هم
اومعاونيهم على اصدارات وتقارير هذه المعاهد والمراكز، ففي الولايات
المتحدة يؤثر قطاع الثينك تانكس على طابع التفكير والخطاب السياسي
بالمجتمع في العاصمة واشنطن على المدى الطويل.
ولا نتوقع هنا سرعة وسهولة التأثير فالأبحاث والدراسات والوثائق
الصادرة عن تلك المنظمات والمعاهد عادة ما تجد طريقها الى مكاتب كبار
صناع القرار، والأمثلة في ذلك وفيرة كذلك توجد دوريات سياسية متخصصة من
هذه المؤسسات وهي جديرة بالدراسة والتحقيق والتأمل لإستكشاف متداخلات
الحاضر وإستشراف المستقبل و لاسيما للمراكز البحثية الفتية، والمهتمين
والمعنيين بالسياسة والتحديات والأخطار المحتملة، ومن الأمثلة الواضحة
هنا مجلة فورن آفيز Foreign Affairs الصادرة عن مجلس العلاقات السياسي
council on Foreign Relations ، ودورية الشرق الأوسط Middle East
Journal الصادرة عن معهد الشرق الأوسط، وايضاً مجلة السياسة الخارجية
Foreign Policy الصادرة عن معهد كارنغي للسلام العالميCarnegie
endowinent for international peac وينضم الى مثل هذه المجلات
المنشورات المختلفة التي تصدرها منظمات الثينك تانكس، ونجد تحت هذا
التصنيف مثلاً التقارير المتخصصة special reports التي يصدرها المعهد
الأمريكي للسلام united states Institute of pace ، او تقارير مركز
مراقبة قضايا الدفاع Defense Monitor الصادرة عن مركز معلومات الدفاع
center for Defense Information.
وكثيراً ما تتحدث هذه الأبحاث عن القضايا والموضوعات الساخنة تلبية
لإحتياجات صناع السياسة وغالباً ما يعتمد الكثيرون من السياسيين
الأمريكين وكبار مستشاريهم ومساعديهم على مثل هذه المجلات والتقارير
كمصدر معلومات موثوق فيه عن الأوضاع في المنطقة وعن الخيارات المتاحة
للتعامل مع هذه القضايا ومن جهة نظر متلقي هذه التقارير والدراسات تُعد
هذه الدراسات بديلاً للابحاث الاكاديمية المعقدة، حيث ان معظم الأبحاث
من النوعية الأخيرة تتطلب خلفية تاريخية كبيرة لإستيعابها، لكن أبحاث
الثينك تانكس عادة ما تكون أكثر بساطة وسلاسة ولا تتطلب مجهوداً او
وقتاً كبيرا من القاريء للفهم، ولهذا السبب قررالعديد من اساتذة
الجامعات المتخصصين في شئون الشرق الاوسط ان يجمعوا بين نشاطهم
الأكاديمي والتعاون مع مؤسسات ومراكز البحث حيث الشهرة والنفوذ
والتأثير والتطور. |