امريكا تفتح المواجهة مع الحرس الثوري الايراني

شبكة النبأ: ان الضغط على مصادر تمويل الحرس الثوري في الجمهورية الاسلامية يستهدف ترضية من هم داخل وخارج ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش من الذين يرغبون في تحرك عسكري ضد طهران، والذين اصيبوا بخيبة امل بعدما لم تسفر الضغوط الدبلوماسية عن نتائج حتى الان لا في كبح برنامجها النووي  ولا في استدراجها للمساعدة على استتباب الامن في العراق.

وقال مسؤولون أمريكيون ان الولايات المتحدة قد تصنف الحرس الثوري الايراني قريبا كمنظمة ارهابية أجنبية في تحرك يعكس مشاعر الاحباط  بشأن برنامج ايران النووي والدور الذي يشتبه بأنها تلعبه في العنف المتأجج في العراق.

وفي حالة حدوثه سيمثل هذا التصنيف المرة الاولى التي تضع فيها الولايات المتحدة القوات المسلحة لاي دولة أخرى ذات سيادة على قائمتها للمنظمات الارهابية وسيمكن واشنطن من استهداف مصادر تمويل الحرس الثوري الايراني.

وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه بسبب الحساسية الشديدة للقضية ان الولايات المتحدة تتطلع الى اتخاذ مثل هذه الخطوة غير أنه لم يتحدد الموعد النهائي لها. وأكد مسؤول اخر الامر نفسه. بحسب رويترز.

وقال محللون انه سيكون من الصعب فرض العقوبات وان الهدف الرئيسي هو فيما يبدو الضغط على ايران باستخدام التصنيف للضغط على المؤسسات المالية لقطع علاقاتها مع دوائر الاعمال الايرانية.

وقال دبلوماسي غربي طلب ايضا عدم ذكر اسمه ان الولايات المتحدة ابلغت حلفائها بهذا التحرك لكنها لم تشر الى موعد اعلانه.

وتحدثت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست للمرة الاولى عن هذا التصنيف يوم الاربعاء وقالتا انه ربما يندرج في اطار أمر تنفيذى وقعه الرئيس جورج بوش بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر لعرقلة تمويل الارهاب.

ورفض شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية التعليق على المداولات الداخلية لكنه قال ان واشنطن "تواجه سلوكيات ايران في عدد من ساحات المعارك المختلفة."

وتقلق الولايات المتحدة بشكل خاص بسبب احداث في العراق تضمنت استخدام متفجرات تخترق دروع المركبات المصفحة اسفرت عن مقتل العديد من أفراد القوات الامريكية ويعتقد ان مصدرها ايران.

وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض "من غير المناسب بالنسبة لنا أن نناقش تحركات مستقبلية محتملة. نواصل حث ايران على لعب دور بناء في المنطقة والتوقف عن تقديم الدعم لمنظمات ارهابية."

واتسم رد الفعل المبدئي في ايران بالرفض. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية عن مسؤول في وزارة الخارجية لم تذكر اسمه قوله ان "مثل هذا التقرير يأتي في اطار الدعاية والتأثيرات النفسية التي تمارسها الادارة لامريكية ضد الجمهورية الاسلامية."

وقال كريم ساجد بور من معهد كارنيجي للسلام الدولى ان الاساس المنطقي يبدو محليا مع تصاعد "انتقاد" ديك تشينى نائب الرئيس وغيره لتحدث وزارة الخارجية مع ايران.

وكانت الولايات المتحدة عقدت خلال الاشهر الاخيرة عدة اجتماعات مع مسؤولين ايرانيين لبحث ماتعتبره دورا ايرانيا في زعزعة استقرار العراق وهو اتهام تنفيه ايران.

وقال ساجد بور "باتخاذ اجراء كهذا تؤكد وزارة الخارجية للرئيس انها ليست راضية تماما وانه مازالت هناك عصي غير عسكرية يمكن استخدامها لعزل ايران وتغيير سلوكها."

وايران مدرجة بالفعل على القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب غير أن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة ارهابية سيعني أن بامكان الادارة الامريكية تعقب مصادر تمويله وشبكة أعماله الاخذة في التوسع.

وقال راي تاكيه الخبير في الشأن الايراني بمجلس العلاقات الخارجية ان القيام بتحركات عقابية ضد الحرس الثوري سيقوض أي هدف طويل الاجل للتفاوض مع طهران.

وقال "ستكون فكرة التوصل الى تسوية مع ايران عبر المفاوضات أكثر صعوبة اذا تم نبذ أو فرض عقوبات على قطاع هام أو ركن من أركان الدولة."

وتضغط واشنطن في الامم المتحدة من أجل اعداد قرار يشدد العقوبات على ايران بسبب رفضها التخلي عن أنشطتها الحساسة لتخصيب اليورانيوم غير أنها تواجه صعوبة في الحصول على موافقة روسيا والصين على مثل هذه الخطوة.

نجاد ينفي دعم المسلحين الأفغان

من جهته شكك الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد بشدة في صحة الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى بلاده حيال دورها المزعوم في تجهيز وتدريب المسلحين الأفغان، وذلك خلال زيارته غير المسبوقة إلى كابول، والتي وصف خلالها الأفغان بأنهم "أخوة،" مشدداً على أهمية الاستقرار في هذا البلد المضطرب.

واتهم نجاد الإدارة الأمريكية بالعمل لمنع بناء علاقات صداقة بين إيران وأفغانستان، الأمر الذي استدعى رداً من الإدارة الأمريكية، فيما أكدت مصادر مطلعة أن البيت الأبيض يفكر جدياً في إطلاق صفة الإرهاب على وحدات الحرس الثوري وفرض حصار مالي وسياسي حولها.

وبالعودة إلى زيارة نجاد، التي تعتبر الأولى له إلى أفغانستان التي تتمركز فيها قوات أمريكية وأطلسية، فقد حرصت كابول على إبداء حفاوة بالغة خلال اللقاء، وأشاد الرئيس حميد كرزاي كثيرا بـ "دور إيران في أفغانستان."

وفي لقاء مع الصحفيين، استغرب نجاد الاتهامات الأمريكية لبلاده بدعم المسلحين في العراق وأفغانستان وقال: "ما هو السبب..؟ لماذا يرددون هذه الاتهامات..؟ إيران دولة كبيرة وأنا أشك كثيراً في صحة هذه الأقوال."

وسرعان ما رد الإدارة الأمريكية على حديث نجاد، وقالت دانا بيرينو، مساعدة الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض: "لدينا ثقة تامة بالمعلومات التي توفرها لنا مصادرنا الاستخبارية في العراق وأفغانستان."

وأكدت بيرنو أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي التقى نظيره الأفغاني الأسبوع الماضي في واشنطن، "يؤيد تماماً موقف وزير الدفاع، روبرت غيتس، الذي يتهم طهران بتمرير الأسلحة إلى المقاتلين."

الحرس الثوري لا يخشى ادراجه على قائمة الارهاب

وفي سياق متصل اعلن الحرس الثوري الايراني انه لا يخشى المشروع الاميركي لإدراجه على قائمة المنظمات "الارهابية" مؤكدا ان ذلك لن ينال من "عزيمته الحديدية".

وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان المستغرقين في الماديات الدنيوية لا يستطيعون ادراك مدى القوة الروحية للحرس الثوري وشدة عزيمته.

واضاف البيان ان روح الحرس الثوري ارهبت اعداء هذا النظام واعداء الثورة (...) والنصر التاريخي سيكون لابناء الاسلام ضد الكفار في العالم.

ويقدر عديد الباسدران بحوالى 100 الف عنصر هم افضل تجهيزا وتدريبا من الجيش النظامي الايراني.

وانشأ الحرس الثوري بمرسوم للامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية في الخامس من ايار/مايو 1979 وهو خاضع لامرة المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي.

واكد القائد الاعلى للحرس الثوري الجنرال يحيى رحيم صفوي لمحطة التلفزيون الايرانية "جام-اي جام" التي تبث برامج باللغة الفارسية للايرانيين في الخارج، لدينا نظام صواريخ يغطي طول وعرض الخليج الفارسي وبحر عمان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23 آب/2007 -9/شعبان/1428