مرضى الزهايمر وآمال جديدة بحياة افضل

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: توجت دراسات طبية متخصصة بمرض الزهايمر بنتائج في غاية الاهمية للمرضى وعائلاتهم على السواء، وأشار بحث طبي حديث الى ان حياة مرضى الزهايمر قد تصبح افضل بما لا يقاس اذا ما تم اخضاع الأشخاص المحيطين بهم الى جلسات تدريب بسيطة، مما قد يؤجل ادخالهم الى مراكز العناية الخاصة لعام ونصف العام على اقل تقدير.

غير أن البحث أقر بصعوبة تحقيق توصياته، خاصة مع الضغوط الحياتية التي تعيشها أُسر المرضى ومتطلبات العمل التي تقيد أفرادها، وذلك إلى جانب الضغط الكبيرة الذي تعيشه المراكز الطبية، والذي يحول دون تخصيص وقت لمرضى الزهايمر في مراحله المبكرة.

وحث البحث بالمقابل على وضع الأطر الاجتماعية التي تكفل لعائلات المرضى بتنظيم أوقاتهم والحصول على الجلسات التدريبية، لما لذلك من تأثير على حياتهم العامة وعلى التكلفة الإجمالية التي يتكبدها المجتمع في مواجهة المرض، الذي يصيب 5 ملايين شخص في الولايات المتحدة وحدها. وفقاً لأسوشيتد برس.

وقالت جامعة نيويورك التي أعدت الدراسة إنها راقبت على مدار 17 عاماً مسيرة حياة 406 أشخاص من مرضى الزهايمر مع عائلاتهم، وقد تم منح نصف العائلات تدريباً خاصاً للتعامل مع المرض، فيما تُرك النصف الثاني ليواجه الوضع وفق الإجراءات الطبية التقليدية.

وقد اتضح لاحقاً أن الأُسر التي نالت تدريباً خاصاً نجحت في تأجيل إدخال مرضاها إلى مراكز العناية بمعدل 18 شهراً مقارنة بالعائلات التي تتلقى تدريباً مماثلاً، مما وفر على كل عائلة ما قيمته 90 ألف دولار على أقل تقدير، وفقاً لما جاء في مجلة طب الأعصاب.

ويشمل البرنامج زيارات أسبوعية لمدة ستة أسابيع من قبل مشرفة اجتماعية لعائلات المرضى، تقوم خلالها بدرس احتياجاتهم وشرح حقيقة المرض لهم ومنحهم بعض النصائح العلاجية، وتقوم بعدها بمتابعة الوضع عبر الهاتف كلما اقتضت الحاجة ذلك.

وكانت دراسة سابقة قد كشفت أن عدد المصابين بمرض الزهايمر سيتضاعف أربع مرات خلال العقود الأربعة المقبلة، ويصيب واحداً من أصل كل 85 شخصاً على وجه الأرض.

وأكدت الدراسة أن هذه الإحصائية المخيفة مرتبطة بشكل رئيسي بارتفاع عدد كبار السن في مختلف دول العالم، الناجم عن تحسن الأنظمة الصحية، وقدرت أنه بحلول العام 2050 فإن أعداد أولئك المرضى ستقفز إلى 62.8 مليون شخص. بحسب الـCNN.

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يعاني خمسة ملايين شخص فيها من هذا المرض، فإن العدد سيرتفع إلى 16 مليوناً، فيما ستصل أعداد المرضى في أوروبا إلى 16.5 مليون، مقارنة بعشرة ملايين في أمريكا الجنوبية، وستة ملايين في قارة أفريقيا.

ألمانيا: علاج شبه شاف للزهايمر بغسيل الدم

من جهة اخرى وفي المانيا اعلن عن نجاح تجارب في امكانية غسيل معين للدم أن يوفرعلاجا شبه شاف لأكثر من 24 مليون إنسان يعانون من مرض الزهايمر على المستوى العالمي، بينهم نحو مليون ألماني. وسر نجاح العلاج الجديد هو أنه لا يعالج التراكمات العضوية في الدماغ، التي تسبب المرض، وإنما يعالجها عن طريق غسل دم المصاب.

ونقلت صحيفة «دي فيلت» الألمانية الواسعة الانتشار عن جامعة روكيستر خبر علاج الزهايمر بالغسيل الدموي. وذكرت الصحيفة أن التجارب التي أجريت في روكيستر على الفئران أثبتت أن غسل الدم بالطريقة الجديدة حرر الدماغ بشكل كامل تقريبا من التراكمات الخبيثة، التي تسبب مرض النسيان. وأكد العلماء للصحيفة أنهم لم يمسوا أدمغة الفئران، ولم يستخدموا اية عقاقير غير غسل الدم. بحسب رويترز.

والتراكمات التي تسبب المرض عبارة عن تراكم لبروتين اميلويد ـ بيتا في خلايا الدماغ، وهي الحالة التي ينجم عنها «الخرف» الناجم عن النسيان وعدم التركيز. والبروتين المذكور ليس خطيرا على الدم وإنما على الدماغ فقط ، لكنه مهم في ذات الوقت، لأنه يدخل في عملية تنظيم استقلاب الشحوم. وتتراكم جزيئات اميلويد ـ بيتا، التي تميل للتصلب والاستقرار في أنسجة الدماغ، بالتدريج مع تقدم العمر، وتسبب موت خلايا الدماغ واختلال وظائفها.

واكتشف علماء روكيستر ان بروتينا آخر اسمه sLRPيعادل 90% من بروتين اميلويد ـ بيتا الذي يدور في الدم. ولاحظ العلماء أن تقليل مستوى اميلويد ـ بيتا الدائر في الدم يؤدي إلى تقلص تراكماته في أنسجة الدماغ. وكتب الباحث بيرسلاف زلوكوفيتش، رئيس فريق العمل، في مجلة «علوم الأعصاب الطبيعية» ان مستوى اميلويد ـ بيتا الذي يدور في دماء المعانين من الزهايمر يبلغ 3-4 اضعاف مستواه في دماء الناس السليمين.

وذكر زلوكوفيتش أن العلماء زرقوا الفئران المختبرية بمادة sLRP فلاحظوا أنه استطاع معادلة البروتين الذي يتراكم في الدماغ واستطاع وقف 90% من تراكمات اميلويد ـ بيتا. وتراجعت، بالترافق مع ذلك، أعراض المرض من نسيان وضعف القدرة على التعلم وضعف التركيز. ولا يعرف العلماء الاسباب التي تدعو اميلويد ـ بيتا للتراكم في أنسجة الدماغ، إلا أنهم يعرفون أن غسله من الدم يؤدي إلى توقف التراكم.

وفي خطوة لاحقة، سيعمل زلوكوفيتش وزملاؤه على تحويل sLRPإلى مصل وتجربته على الإنسان قبل البت بنجاحه. ومن الواضح مسبقا أن مدى نجاح العقار المستقبلي سيعتمد إلى حد كبير على التشخيص المبكر للحالة، لأن تقدم المرض، وتركز التراكمات في الدماغ، سيعني التحول من جديد إلى طرق العلاج التي تعمل على الدماغ مباشرة.

وعلى صعيد التشخيص المبكر لمرض الزهايمر حقق العلماء الألمان خطوة كبيرة من خلال جهاز مسح شعاعي يعينهم في تشخيص المرض قبل ظهور أعراضه. ويستخدم الجهاز، من النوع الذي يستخدم الرنين المغناطيسي، حقلا مغناطيسيا من قوة 3 تيسلا في الكشف عن المرض. ويأمل العلماء في تطوير نسخة منه تعمل بـ 9.4 تيسلا بدءا من عام 2009. وممكن لجهاز بهذه القوة من الحقل المغناطيسي أن يصور أي تغير في أنسجة الدماغ يهدد بالتحول إلى تراكم الزهايمري.

وتوقع العلماء، من معهد هيلمهولتز في مدينة يوليش، أن ينتشر الجهاز في معظم المستشفيات والعيادات بنهاية عام 2009. ويمكن لجهاز أن يصور عمليات الاستقلاب في خلايا الدماغ وأن يظهر كيفية عمل الأدوية على الدماغ. وعموما فإن جهاز تيسلا 9.4 سيصور تشريح الدماغ والجزيئات والأجزاء العاملة في الدماغ، وذلك بعد أن يزرق المرضى بمحلول خاص.

وتحدث علماء الكيمياء الحياتية من جامعة برلين الحرة عن نجاح كبير في معالجة مرض الزهايمر، الذي يؤدي إلى وفاة المصابين به خلال5- 10 سنوات ويعتبر من الأمراض المستعصية. وذكر البروفيسور جيرد مولتهاوبت انه توصل إلى مادة تبطل عمل بروتين اميلويد ـ بيتا الذي يسبب موت خلايا الدماغ.

ونال الاكتشاف براءة الاختراع سلفا حسب مصادر مجلة «ايمبو جورنال» العلمية، ويتهيأ العلماء لانتاجه كعقار. ويفترض أن يؤدي البروتين المكتشف إلى تجزئة اميلويد ـ بيتا إلى بيبتيدات Peptides غير ضارة بجسم الإنسان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 22 آب/2007 -8/شعبان/1428