شبكة النبأ: العدد الجديد من شهرية،
الكتب وجهات نظر، جاء حافلا بالمواضيع المميزة: كتب أليستر كروك (لم
نتعلم الدرس!)، الوضع في غزة خطر، والخطر هو أن تستولي حماس على غزة
وتحولها إلى (حماستان) أي مملكة لقطاع الطرق والقتلة والإرهابيين
والفقر واليأس.
هذا كان رد فعل افرايم سنيح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي على سيطرة
حماس على عدد من المؤسسات الأمنية المهمة في غزة في الأيام السابقة على
14 يونيو حين حل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وقائد فتح، حكومة
الوحدة الوطنية.
ولكن رغم كل ما قالته وسائل الإعلام، فإن هذه ليست (حرباً أهلية)
وحماس لا تتكون من (عصابات خارجة عن سيطرة قادتها). لقد كان إجراء حماس
يهدف إلى إزالة تأثير أحد أجهزة الأمن التابعة لفتح، وهي الميليشيا
التي يقودها محمد دحلان، مستشار الأمن القومي لعباس. لقد أصرت حماس أن
هذا ليس صراعاً شاملاً مع فتح وكان من الملاحظ أن العنف الأخير لم
يستهدف قوات الأمن الفلسطينية – أي (الجيش) الفلسطيني – ولا الشرطة في
غزة.
يكمن أساس تصرف حماس في غزة، في رد فعل المجتمع الدولي وفتح لنصر
حماس الكاسح في الانتخابات البرلمانية في يناير 2006.
فقد كانت فتح، وهي منظمة ياسر عرفات، ترى نفسها المؤسس للسلطة
الفلسطينية. هي تعتقد أنها الحزب الطبيعي للحكومة وقد ناضلت طويلاً مع
الجيران العرب لترسخ نفسها كمرادف لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولذلك،
فهي (الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني) ولم يستطع البعض من داخل فتح
الإقرار بفقدانهم السلطة أو التسليم بالزعم، على أساس نتائج الانتخابات،
إن الشعب الفلسطيني اختار حزباً إسلامياً ليمثله. وفي هذه المرحلة
الحرجة تدخلت الرباعية الدولية: ضغطوا على الرئيس عباس ليتمسك بالسلطة
وألا يخضع لحماس، واعدين بدعمه إذا تمكن من ذلك.
وكتب عاطف أبو سيف (أمريكا والإسلاميون القيم مقابل المصالح)
تعد مشاركة الأحزاب الإسلامية في العملية الديمقراطية في الدول
العربية إحدى القضايا المحورية للديمقراطية ومناقشات إحلالها التي تدور
الآن داخل دائرة مروجي الديمقراطية في المنطقة، وكذلك في العواصم
والساحات الأكاديمية العربية، لعدة عقود، كان يجري إقصاء الإسلاميين عن
المشاركة في مؤسسات الدولة، أو أنهم كانوا يختارون ذلك بمحض إرادتهم.
ولم تحبذ كل من القوى الدولية ومروجي الديمقراطية إدماج الإسلاميين،
ولم يفعلوا شيئاً للتشجيع على مشاركتهم. وقد عارضت الولايات المتحدة
عموماً – بما لها من تاريخ طويل من التدخل في المنطقة وعلاقات صداقة مع
العديد من الأنظمة العربية وكذلك مصالح حيوية على المحك – عارضت مشاركة
الإسلاميين في العملية الديمقراطية خوفاً من سيطرتهم على حكوماتهم.
وللمفارقة، فإن هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية فتحت عيون
مروجي الديمقراطية – بمن فيهم أولئك الموجودون في الولايات المتحدة –
على المخاطر التي تشكلها الأنظمة المستبدة على الأمن الدولي. وقد توصل
العديد من صناع السياسة والمراقبين الأجانب إلى الاعتقاد بأن السياسات
الرديئة والاقتصاديات الفقيرة والتخلف والأنظمة السياسية المغلقة تشكل
أفضل الظروف لتجنيد الإرهابيين من الشباب. وعلى ضوء ذلك، نظر إلى غياب
الديمقراطية باعتباره تهديداً للأمن الأمريكي والمصالح الأمريكية.
ومن ناحية أخرى ازداد اهتمام الإسلاميين بالمشاركة في الانتخابات
السياسية. وهم يدركون أن كل الظروف قد اتحدت ضد الحركات الإسلامية في
فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر. إن أفضل وسيلة لتجنب الغضب العالمي
هي تحقيق الشرعية من خلال الانتخابات. وقد فعلوا ذلك في العديد من
الدول، ومع ذلك، تبقى حقيقة أن الإسلاميين يمثلون القوة المعارضة
الحيوية الوحيدة في الأنظمة غير الديمقراطية. وفي النهاية، فإن هناك
إدراكاً متزايداً أن إحلال الديمقراطية يتم دون ضم الأحزاب السياسية
الإسلامية.
ونقرأ لمحمد الغالي(أمريكا والإسلاميون ..المشهد على الجبهة
المغربية!)
شكل خروج العالم مع بداية عقد التسعينيات من مرحلة الحرب الباردة،
التي تميزت بسيادة قطبين رأسمالي وشيوعي، بداية ظهور نمط جديد من
العلاقات بين الدول ينبنى على منطق العلاقات التعاونية في المجالات
الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بدلاً من العلاقات التنازعية
والصراعية التي هيمن عليها منطق السباق نحو التسلح وسياسة تشكيل
الأقطاب المعادية، في المقابل تفجرت مجموعة من الحروب الأهلية التي
كادت أن تتحول إلى حروب إقليمية كما حصل في أفريقيا وكذلك آسيا وأوروبا،
وقد ساعد هذا الوضع الدولي على بزوغ مجموعة من الحركات الاحتجاجية أو
تقوية أخرى، خصوصاً داخل الدول التي عرفت مشاكل على صعيد تدبير الحقوق
السياسية والمدنية لمواطنيها، وتندرج ضمنها الدول العربية الإسلامية
سواء في المشرق أو المغرب.
أدى بزوغ الحركات الاحتجاجية وخاصة حركات الاحتجاج الديني، التي
اتخذت من الإسلام أساساً لبناء مشروعية خطابها، إلى وضع مشروعية الحكام
على المستوى الداخلي واتهامهم بالفساد وعدم القدرة على مجاراة حاجيات
ومتطلبات المواطنين، واتهمت على المستوى الخارجي بالتفريط في دور
الريادة الذي كانت تلعبه الحضارة العربية الإسلامية على المستوى الدولي
مما قاد من وجهة نظر تلك الحركات. إلى التفريط في فلسطين وسقوط العراق
تحت الاحتلال.
ونقرأ لحلمي محمد القاعود (نازك الملائكة أوراق لم تنشر)
ذات مساء في شارع قصر العيني عقب هزيمة 1967، وفي دار الأدباء عرفت
(نازك الملائكة) عرفني بها أخي وصديقي الشاعر والناقد الكبير (عبده
بدوي) كانت ندوات جميعة دار الأدباء أيامئذ تموج بالحركة والنشاط،
ويشارك فيها الأدباء العرب، فضلاً عن المصريين، من كل حدب وصوب، وكانت
المناقشات جادة وقوية وعميقة، والتواصل بين الكبار والشباب ممتداً في
حنو واحترام وتوقير، وكان أصحاب التيارات الفكرية المتناقضة، يقدمون
التوافق الإنساني، والصداقة الحميمة فيما بينهم على أية خلافات ثقافية
أو فلسفية أو أيديولوجية.
امتدت معرفتي بنازك وزوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة – رحمهما الله
– إلى بداية مرضها، حيث أصيبت بجلطة استمرت طويلاً، جعلت من عزلتها
أمراً محتوماً، حتى الهاتف كانت لا تستطيع استخدامه إلا لضرورة، وكان
خروجها من الكويت في أواخر الثمانينيات متوافقاً مع بداية مرضها الزمن،
وآثرت أن تكون مصر التي أحبتها منذ صباها، مستقراً لها، واختارت حي
الحدائق (حدائق القبة) لتكون في معزل عن مواطن الحركة لرجال الصحافة
والإعلام والفكر بصفة عامة، وكان ابنها (البراق) وهو وحيدها – يتولى
كثيراً من الشؤون الخاصة بالثقافة التي تتعلق بها، وكان قد استقر فترة
طويلة في أمريكا، حيث حصل على درجة الدكتوراة في (علم الاجتماع).
وكتب جمال محمد غيطاس(حرية المعلومات الفريضة الغائبة)
تشبه تكنولوجيا المعلومات السلاح الذي يطلق الرصاص بسرعة صوب هدف
محدد، أما المعلومات فهي الرصاصة أو الذخيرة نفسها، التي لا بد أن يملأ
بها السلاح كي يعمل ويستفاد منه.
بل يمكننا تناول القضية بشكل آخر فمثلاً: ما الذي يمكن أن نجنيه من
وراء إنشاء طرق سريعة عالية الكفاءة لا يمر عليها أحد؟ أو مخازن ضخمة
لا تدخلها بضائع؟ أو أراض مستصلحة لا يزرع فيها شيء؟
هكذا الحال في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فنحن لن نجني
شيئاً من إنشاء شبكات معلومات بينما لا توجد معلومات تدور بداخلها، ولن
نحقق الكثير لو نشرنا الانترنيت في كل مكان، ثم لا نوفر للمواطنين
معلومات ذات قيمة على الشبكة تحقق لهم فوائد ومصالح مباشرة، ولن نحدث
توظيفاً فعالاً لتكنولوجيا المعلومات في خدمة قضايا المجتمع المختلفة
ما لم تكن قطاعات ووحدات المجتمع المختلفة منفتحة على بعضها البعض،
وتقبل بأن تتبادل فيما بينها المعلومات الضرورية بحرية وسلاسة وشفافية
ووضوح.
ونقرأ لمحمود الذوادي( عرب الرموز!)
تقول نظرية الرموز البشرية عندنا إن الإنسان كائن رموزي بشري بالطبع
قبل أن يكون اجتماعياً بالطبع، أي أن جوهر الإنسان المميز له عن بقية
الكائنات يتمثل في مجموعة من الرموز البشرية (اللغة المنطوقة والمكتوبة
والفكر والدين والمعرفة/ العلم والقوانين والأساطير والقيم والمعايير
الثقافية...) أي أن منظومة الرموز البشرية تحتل المركزية الأولى في
هوية الإنسان. ومن ثم أكدنا على أن أي تحليل لمفهوم الطبيعة البشرية
يجب أن تحتل فيه الرموز البشرية مكان الصدارة أو ليس الإنسان كائناً
رموزياً بشرياً بالطبع؟..
تستند مقولتنا هذه على ملاحظات رئيسية حول خمسة معالم ينفرد بها
الجنس البشري عن غيره من الأجناس الحية الأخرى:
1- يتصف النمو الجسمي (البيولوجي الفيزيولوجي) لأفراد الجنس البشري
ببطء شديد مقارنة بسرعة النمو الجسدي الذي نجده عند بقية الكائنات.
2- يتمتع أفراد الجنس البشري بأمد حياة (سن) أطول من عمر معظم أفراد
الأجناس الأخرى.
3- ينفرد الجنس البشري بلعب دور السيادة/ الخلاقة في هذا العالم/
الكون بدون منافسة حقيقية له من طرف باقي الأجناس الأخرى.
4- يتميز الجنس البشري بطريقة فاصلة وحاسمة عن الأجناس الأخرى
بمنظومة ما أطلقنا عليه سابقاً في السطور الأولى أعلاه مصطلح الرموز
البشرية: اللغة المنطوقة والمكتوبة والفكر والدين والمعرفة/ العلم
والقوانين والأساطير والقيم والمعايير الثقافية...
5- يختص أفراد الجنس البشري بهوية مزدوجة تتكون من الجانب الجسدي /
البيولوجي الفيزيولوجي، من ناحية، والجانب الرموزي البشري (المشار إليه
أعلاه في 4) من ناحية ثانية، والسؤال البحثي المشروع بهذا الصدد هو: هل
من علاقة بين تلك المعالم الخمسة التي يتميز بها الإنسان؟
وتضمن العدد الجديد ايضا الكثير من المطالعات والعروض للكتب الصادرة
حديثا.. |