الأغنى في العالم.. يتجهون للمشاريع الخيرية ذات الطابع الاحتكاري 

 شبكة النبأ: ظهرت قبل عدة اعوام فيما يشبه صحوة انسانية او اجتماعية لدى الاشخاص الاكثر ثراءا في العالم اتجاهات غير مسبوقة في اقامة مؤسسات خيرية لدعم محدود للفئات الفقيرة بالتوازي مع مشاريع الاستثمار التي تقدم سلّة خدمات متكاملة للفرد والعائلة. وتعود بالنفع للمستثمر والمتلقي بنفس الوقت.

وأكدت تقارير صحفية اقتصادية أن الملياردير المكسيكي، اللبناني الأصل كارلوس سليم الحلو، بات أثرى رجل في العالم بحلول نهاية يوليو/تموز الماضي، بعدما قفزت قيم ممتلكاته وأسهمه واستثماراته إلى 59 مليار دولار متفوقاً بذلك على مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس الذي بلغت ثروته للفترة نفسها 58 مليار دولار. بحسب الـCNN.

وأكدت التقارير أن الحلو تمكن بفضل توسيع دائرة استثماراته في كافة قطاعات المجتمع من لعب الدور الذي كان يلعبه الملياردير الأمريكي جون روكفلير أواسط العقد الثالث من القرن الماضي، حيث باتت النسبة الساحقة من المكسيكيين تستخدم مشاريعه يومياً، سواء لدى شراء السيارة أو استخدام بطاقات الائتمان أو التحدث عبر الهاتف المحمول أو حتى التوقف في المقاهي لاحتساء المشروبات.

وقالت مجلة فورتشن الاثنين، إن الحلو، 67 عاماً، وهو ابن مهاجر لبناني عمد خلال ثورة العام 1910 إلى شراء عدة عقارات في مكسيكو سيتي، عاصمة المكسيك، بدأ حياته في شركة تأمين صغيرة، واجهت عثرات مالية صعبة خلال العام 1980 عندما كانت المكسيك تعيش فترة من الانهيار الاقتصادي.

غير أن الحلو أعاد تنظيم أوضاع شركته، ووسع في وقت لاحق استثماراته لتشمل حصصاً في سلسلة متاجر معروفة واستثمارات فندقية.

ورأى خبراء أن الحلو سيتمكن مستقبلاً من تثبيت موقعه الجديد، خاصة وأن منافسه المباشر، بيل غيتس، يبيع حصصه في شركة مايكروسوفت لتمويل مؤسسته الخيرية، فيما قفزت ثروة الملياردير المكسيكي خلال عام واحد، 12 مليار دولار، بحيث باتت شركاته تمثل ربع الأسهم في بورصة المكسيك وتساهم بما يعادل 5 في المائة من اقتصاد البلاد.

ويعتبر البعض أن سليم استغل الانفتاح الاقتصادي والخصخصة التي شهدتها المكسيك اعتباراً من العام 1990 لبناء ثروته على حساب الخطط الاقتصادية التي كانت موضوعة، وأفسد بالتالي ظهور المنافسة الحرة في البلاد عبر احتكاراته، إذ تحتكر شركته الخاصة بالهواتف الجوالة 92 في المائة من قطاع الإتصالات.

يذكر أن مجلة فوربس، كانت قد أعتبرت في أبريل/نيسان الماضي أن الحلو قد بات ثاني أغني رجل في العالم، بعدما أطاح بالأمريكي وارن بوفيت الذي قدرت ثروته بـ52 مليار دولار.

وأضافت المجلة أن ثروة الحلو كانت آنذاك قد زادت أربعة مليارات دولار، بسبب ارتفاع قيمة أسهم مجموعته "كارسو غلوبال تيليكوم"، وشركاته الأخرى، فيما قُدرت ثروة غيتس بـ56 مليار دولار.

ويقول كارلوس، صاحب شركات هواتف في اميركا اللاتينية في حديث غير متكلف وغير مالوف استمر ثلاث ساعات مع مجموعة من الصحافيين، لا يهم ان يكون المرء الاول في لائحة، الاشخاص الاكثر ثراء في العالم.

وفيما يدخن سيجارا كوبيا في مقر مجموعة "انبورسا" المالية المكسيكية وسط لوحات لرسامين كبار امثال رونوار وال غريكو هي جزء من مجموعته الخاصة يشدد على ان، العائلة تاتي اولا، لان المال الكثير، لا يتعارض مع الحياة الشخصية والعائلة.

ويقول انه اكتسب خبرته بفضل والده اللبناني الماروني الذي هاجر الى المكسيك في مطلع القرن العشرين رغم انه لم يعرفه كثيرا.

ويضيف سليم على سبيل المزاح، يفترض ان اصبح الان متقاعدا. والواقع انه بدأ يوكل تدريجيا ادارة امبراطوريته الاقتصادية الى ابنائه الثلاثة كارلوس وماركو انطونيو وباتريسيو.

ومع انه يحلم باميركا لاتينية مزدهرة يكون للجميع فيها هواتفهم النقالة لمصلحته الخاصة يريد كارلوس سليم القيام بنشاط آخر ومواجهة تحديات اخرى مثل العمل في المجال الاجتماعي والدخول الى الصناعة النفطية.

ويقول سليم وهو يبرز كمبيوترين صغيرين انه يريد ان يوزع هذه السنة 250 الف كمبيوتر على الاولاد الفقراء في المكسيك واميركا الوسطى. وهو استثمار سيبلغ 70 مليون دولار في العام 2007. ويعد سليم بالمزيد والمزيد لعامي 2008 و2009.

ولا يملك الملياردير الكثير من الحجج ازاء اولئك الذين يتهمونه بجمع اموال طائلة في بلد يعيش فيه 50 مليون فقير. لذلك فهو يركز على فلسفته الجديدة.

والرجل الذي يشرح بالتفصيل كيف جمع ثروته، من خلال الشراء اثناء الازمات، يقول اليوم ان، الاستثمار الافضل هو مكافحة الفقر.

واضاف ان هذه المعركة، تعزز التنمية في البلاد، مشيرا الى ان الاساس هو في الحلول وليس في العطاء، وتحديدا في مجال التربية.

ويوضح ان، الخبرة التي تتمتع بها (شركته) تسمح بالعمل على حل مشاكل خارجة عن نطاق الشركة.

اما المجال الاقتصادي الذي يهمه كثيرا الى جانب الاتصالات فهو مجال الطاقة في وقت تشهد الشركة الوطنية للنفط المكسيكي (بيميكس) تراجعا في انتاجها وتعجز عن الاستثمار بشكل كاف لضخ النفط من المياه العميقة في خليج المكسيك.

ووسط النقاش شبه المحرم في المكسيك (سادس دولة منتجة للنفط في العالم) حول خصخصة "بيميكس" يدعو كارلوس سليم الى ابقاء الشركة تابعة للدولة انما مع منحها استقلالية في الادارة واخضاعها بشكل محدود للضرائب.

ويضيف ان على "بيميكس" "الاهتمام بزيادة الثورة الوطنية والانتاج والا تقوم بذلك بمفردها بل تستعين بشركات يمكنها تامين التكنولوجيات ودراية في مجالات صناعة المواد الكيميائية المشتقة من النفط والنقل والابحاث...

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14 آب/2007 -30/رجب/1428