هل الاسلام يمارس العمليات الانتحارية يارشيد الخيون

بقلم/ سامي جواد كاظم

 قبل اغتيال شارع المتنبي كنت كثيرا ما اتجول فيه واقتني الكتب الجديدة بالنسبة لنا في العراق والقديمة في العالم طبقا لسنة اصدارها، وقد الفت انتباهي شريحة من الكتاب العراقين اغلبهم كانوا مع المعارضة العراقية سابقا فان اغلب كتاباتهم مع الاسف لا تتسم بالموضوعية والبعض منها بعيد عن ادب الكتابة واخص بالذكر الكتاب الذين اصبحوا كتاب والمنشقين عن احزابهم فنجد ان كتاباتهم تتعرض للنظام الداخلي للحزب المنشق عنه وهذا بعيد كل البعد عن اخلاقيات الكاتب، انا لا ادافع عن حزب بل اني لم ولن انتمي الى اي حزب خصوصا الاسلامي ولكن الخلق يحتم على المنشق منهم احترام اسرار الحزب الذي كان في يوم ما عضوا فيه وهو احد اجندة الاسرار هذه.

شريحة ثانية صحيح هي على مستوى عالي من الثقافة وكثيرة هي كتاباتهم الرائعة والغنية بالمعلومات المفيدة والاراء البناءة ولكن غالبا من يحشو كتاباتهم بعض المعلومات التي لا ترتبط بالموضوع والاتعس من ذلك هو تعقيب الكاتب على هذه المعلومة والذي غالبا ما يكون مجافي للحقيقة، ومن هؤلاء الكتاب رشيد الخيون الذي له كتابات رائعة وله قراء لها ولكن في كتابيه اللذين قرأتهما ( المشروطة والمستبدة، دروس من تراث الاسلام ) كان فيها هفوات كثيرة ولان المقال لا يسع للرد عليها كلها ولكن اكتفي بالرد على عبارة كتبها في كتابه ( طروس من تراث الاسلام ) وهذه العبارة في ص 85 ( صحيح ما قاله ماركو حول شراء الحشاشين الجنة مقابل عملياتهم الانتحارية فهذا ما مارسه المسلمون الاوائل وما يعتمد الجهاد الاسلامي عليه ).

 هذه العبارة تحتاج الى وقفات وتنهدات وتاوهات لا اعلم من اين استقى هذه المعلومة ام كيف بنى رايه على هذا الاساس الم يرتعش القلم بيدك يا رشيد الخيون  وانت تكتب عن ممارسة المسلمين الاوائل للعمليات الانتحارية ومن قال لك واين قرات ان الجهاد في الاسلام يعتمد على العمليات الانتحارية، لقد افتريت والله على الاسلام في قولك هذا، هل لك ان تذكر اسماء المسلمين الاوائل الذين اعتمدوا العمليات الانتحارية في جهادهم وما هي اسماء الذي قاموا بالعمليات الانتحارية واين ومتى وكيف ؟ رسول الله (ص ) لايبتدأ حرب وينهي جيشه من اشهار السيف او رمي سهم مالم يبتدأ العدو ذلك وطبعا يسبق كل معركة نصح رسول الله (ص) للاعداء بالكف عن الاذى والحرب ولكم دينكم ولي ديني وان جنحوا للسلم فاجنح لها كل هذا اضربها في عرض الحائط وارسل من يقوم بعملية انتحارية لمكسب مرفوض جملة وتفصيلا.

استشهد الخيون باغتيال عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله للامام علي (ع) معتبرا ان عملية الاغتيال هذه عملية انتحارية  اقول لك هل يعتبر ابن ملجم من المسلمين الاوائل هذا اولا.

 وثانيا ان قيام ابن ملجم بعملية الاغتيال كان وقت الصلاة وهذا يسمح له بالهروب وفعلا هرب وفي ازقة الكوفة القي القبض عليه،واعتمادك على الطبري في هذا الخبر لا يكون دليل صحيح وحجة على الاسلام، واما تفسيرك للاية التي تقول ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد ) انها تعني العمليات الانتحارية فانك قلت عظيما، ومن اين لك هذا التفسير وهذه الدلالة ؟!، فالذي يشري نفسه هو الذي يستطيع كبح جماح غرائز نفسه من الانقياد للشهوات المحرمة خوفا من العقاب وايمانا بالله عزو جل وليس الذي ينتحر هو الذي اشترى الجنة بنفسه فهذا بهتان واثم عظيم.

لماذا لم تدعم كتابك بالادلة والمصادر البلغية ليكون مطلبك احجى ولا يقبل الجدل والنقاش ؟!  لماذا تسوق الكلام عمومي وتجعل الاسلام في طياته ؟! لماذا لا تدقق  في الرأي الذي يستند على معلومة تاريخية وخصوصا اذا كانت اسلامية ؟!

هنالك الكثير الكثير ولا يسعنا الرد عليها كلها في هذا المقال كما اسلفت، اتقوا الله في الكتابة عن الاسلام وكفاكم وكفانا شر الغيبة والبهتان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 10 آب/2007 -26/رجب/1428