شبكة النبأ: الفيض الذي اوجده الله
سبحانه وتعالى ليس فيه تقتير او نقص او زيادة وكذلك لايقبل النقص او
الزيادة بشكله العام ويمكن للمخلوقات والاشياء ان تتلمس من الفيض ما
تحتاجه لاستمرار حياتها ولكن ذلك التلمس ليس متساويا حتى على نطاق
الصنف الواحد ويمكن تشبيه الاغتراف من الفيض بالاواني المختلفة الاحجام
فالصغير الحجم لا يسع إلا سعته والكبير الحجم يسع اكثر من الاقل سعة
وهكذا والامر متعلق بمدى الاغتراف
والاغتراف محكوم بعدة ظروف منها التاثير الفكري والثقافي والعقائدي
والحظوظ التكوينية وهذه ترتبط بحالة من احوال الطوالع وايام السنة
والاسماء ووضعيات النجوم اي انها خارج ارادة الانسان في اقوى الحالات.
اي انها ترتبط بحالة الزواج ونوع النساء ووقت الولادة والبيئة
واهمال بعض الاجراءات والاعمال الموصى بها من قبل الراسخون في العلم،
وهو موضوع شائك لا نريد الدخول فيه والذي يهمنا ونرغب الوصول اليه ان
العلم والفكر اشياء ليست مادية مغذاة من ذات الفيض وهي تغترف ما
يساعدها على التجدد والنماء .
ثم نسال ونقول هل يمكن للانسان ان يلم بكل العلم؟.
هل من المعقول ان يكون هذا الجزء قد استوعب الكل اي انه بلغ الأرب
او انه على الاقل قد اكتشف علة العلل؟.
من خلال التجربة الفكرية الانسانية قد توصل البشر الى كثير من
المعارف واستفاد استفادة كبير منها في حياته العملية وحقق تطورات ساحقة
في الصناعة والمعلوماتية والزراعة والسبل الاخرى التي تجعل حياة
الانسان اكثر سهولة واكثر رفاها لو انه اهتدى الى السلام والاخوة
الانسانية.
وهذا الكلام على النطاق الارضي اخذه البشر على نطاق الكون فجعلت
النظريات الارضية نظريات تشمل كل الكون وهنا يقع في الخطا الجسيم فمن
يدرينا بان الكون خاضع الى قانون موحد؟.
اليس من المحتمل ان تكون هناك عدة قوانين تختلف عن بعضها البعض وان
الزمن الذي يخترق تلك الفضاءات اللامتناهية بشكل قوس منحني كما تقول
بعض الدراسات والتحاليل الطيفية لبعض النجوم؟.
ثم ماذا يعني ذلك الانحناء اليس يعني فقدان الزمن كما في داخل الثقب
الاسود او تسارعه عند انهيار الكوكب؟.
اسئلة كثيرة تثير اسئلة اخرى ليس لها جواب شاف، وبعد كل هذا الشك في
القدرة الانسانية على العلم تظل تلك الامكانية محدودة بشكل كبير، لكنها
في جانبها الارضي معلومات متوافقة مع النظام الشمسي وكذلك النظام الذي
تنتمي اليه الشمس وهو نظام صغير لا يشكل في الكون إلا نقطة من بحر
مترامي يقاس بالاف بل ملايين من السنين الضوئية .
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
ثم ماذا يعني الدعاء مثلا وما اهميته اذ كان لا مبدل لكلمات الله؟
الا يعني الدعاء وهو الجزء العبادي المهم ان الانسان بواسطة الدعاء
يتعالى الى قانون آخر له مواصفات مثبطة للقانون الواقعي الارضي؟.
والسحر ومؤثراته الخارقة في القانون الارضي المتعارف الا يعني فيما
يعنيه انه ينتمي الى قانون آخر ربما يلغي الزمان ويشظي المكان ويعمل
خارج المتعارف الفسيولوجي والسايكولوجي اي علم التشريح وعلم النفس بما
هن متعارفات علمية يعمل الطب في حقلها ؟.
ان تلك الحادثة التي بهت فيها السحرة ممن جمعهم الفرعون وحشدهم وكان
يظن بان قانون السحر هو المتفرد الوحيد للقانون الطبيعي الارضي وهو
الذي يغلب به موسى المعضد من الله سبحانه وتعالى، فراح سحر سحرته هباء
منثورا في هواء.
ثم ماذا تعني التعويذات التي يعتاذ بها الناس من السحر والتاثير
الجني على الانسان وهي آية مثل بقية الآيات القرآنية ومؤلفة من احرف
وكلمات اي انها ليست مادة كيميائية او كهرومغناطيسية ، لكن تاثيرها
يشمل المادة مع المعاني الاخرى ، فاي قانون قد اعتمدته وصار من خواصها
الخارقة وكيف يتلاعب السحرة في لفظ كلمات القرآن فيتحول تاثيرها من شكل
الى آخر!!.
ثم ما المعنى المقصود من ان يقرأ المرء آية معينة ثلاث او سبع او
خمس مرات لماذا لا يكون تاثيرها من اول قراءة فيما تكون آيات اخرى يبدو
تاثيرها من اول قراءة، هناك اختلاف كبير في عدد القراءة لكل آية وعدد
القراءات يحدد نوع التاثير وقوته والبيئة التي يكون مؤثرا فيها.
وخلاصة القول ان الانسان لن يصل الى الكمال في العلم وانما علمه
يكون نافعا في مستوى البيئة والكون الذي لايتعداه وان الفيض قد يكون
فيه الانسان مؤثرا بدرجة كبيرة لكنه مع تناقص الفيض لايبدو ان تاثيره
فعالا بالدرجة الطبيعية التي يمكنه ان يعيش دون معاناة.
فالعيش على القمر لايمكن تحقيقه بلا معاناة وتكبد خسائر ليس بمقدور
الانسان ان يوفرها كون الفيض هناك غير متوفر بالدرجة الكافية وطبعا
يشكل ذلك حدود عيش الانسان وقد يعطيه ذلك التطلع بعض العلم المفيد ولكن
ليس العيش بصفة دائمة.
فنقص الجاذبية قد يولد امراضا غير معتادة وترتبك الوظائف
الفسيولوجية لدى الانسان ومن المحتمل ان ينسحب هذا التاثير الى الجوانب
النفسية أضافة الى قلة الاوكسجين والمناخ ذا الوجهين الحادين حرارة
عالية جدا وبرودة منخفضة جدا، وضمن هذا المحيط غير المهيأ للانسان
لايجوز العيش وانما يجوز التطلع العلمي والتفكر بقدرة الله سبحانه
وتعالى.
وعندما نقرأ الآية ( يامعشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من
اقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان).
فالنفاذ متعدد الدرجات فالقماش مثلا له نفاذية عالية وتاتي بعده
الاشياء الاخرى التي هي اقل انفاذية بالنسبة للماءعدى الانفاذيات
الاخرى كالانفاذية الضوئية والانفاذية الموجية والهوائية وغيرها وكلمة
انفذوا تستدعي منطقيا ان هناك حجاب ما اي بمعنى حاوية للفيض او حدود
لفيض ذا نوعية مختلفة فيما وراءه من الفيض الآخر الذي يصلح لمكونات
اخرى في الكون الفسيح، ومن المثير ان الجن رغم صفاتهم الخارقة بالنسبة
للانسان ايضا يحتاجون السلطان او الوسيلة لبلوغ مرحلة النفاذ وهم ايضا
لابد من ان يتحملوا اعباء كبيرة ما بعد النفاذ بشكل مماثل للاحتياج
الانساني ولكنه مختلف النوعية بمعنى ان الانسان يحتاج الى كمية من
الاوكسجين ودرع واقي من الاشعاع وموازنة للضغط وغذاء يكفيه طوال المدة
التغريبية في الفضاء، فيما يحتاج الجن الى اشياء قد لانعرف مسمياتها
ولكنها مستلزمات على كل حال.
واذا فان عملية النفاذ يلاقي فيها الانسان العنت والجهد والخسائر
الكبيرة بكونه خارج الفيض المخصص ان يعيش فيه.
وما نقوله الآن ليس تفسيرا لآية قرآنية بقدر ما يكون تفكر شخصي في
مسالة العلم واعتقاد الانسان بأنه اوتي العلم الاكبر من خلال تجربته في
المحيط الصغير جدا الذي هو نقطة النظام الشمسي وجعل ذلك مقياسا للكون
الواسع الكبير. |