
شبكة النبأ: احتوى العدد الثاني بعد
المئة من شهرية الكتب وجهات نظر والتي تصدر عن الشركة المصرية للنشر
العربي والدولي على عدة مواضيع
للصحفي الأمريكي ديفيد ريمنك نقرأ (اليوم السابع.. لماذا تستمر حرب
الأيام الستة حتى الآن؟) كتب فيها في يونيو 2003، في محاولة لتشويه
سمعة كل من يجرؤ على التشكيك في تقديراته الاستخباراتية الملتوية حول
العراق، أطلق الرئيس بوش على منتقديه ما اعتبره أسوأ صفة أستطاع
التفكير فيها: (أحب أن أسميهم منقحي التاريخ). وكان يقصد بها إهانة أشد
من السخرية السائدة في ساحات المدارس أو نوعاً من الإشارة إلى بعض
الباحثين الزائفين الذين ينكرون، في عاصفة من الهوامش، وجود المذبحة
التركية للأرمن. وفي المضمون السياسي للحظة الراهنة، تبدو مثل تحذير
لجميع من يشكك في نسخة رواية الحقيقة من وجهة نظر الملك.
التنقيح الدقيق، بطبيعة الحال، هو جوهر الممارسة التاريخية، وإعلانه
في وجه خطاب الدولة التقليدية يتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة والمهارة
أيضاً. ليس هناك دولة تتقبل بسهولة شخصية مثل تشارلس بيرد والذي أبلغ
الأمريكيين – بصفته رب المدرسة التقدمية للمؤرخين – أن الآباء المؤسسين
كانوا مجرد ملاك أراض أثرياء استخدموا مزخرفات أيديولوجية لتأطير
مصالحهم الخاصة. ولكن ماذا يكون لدينا بدون التنقيح؟ بدون مارسيل
أوفولس الذي قدم نسخته من التاريخ المنقح في فيلم (الحزن والشفقة) كان
من الأسهل كثيراً على الفرنسيين أن يستمروا في تجاهل تواطئهم في ترحيل
اليهود إلى معسكرات الموت. العدوان على الهنود الأمريكيين، الاستعمار
الأوروبي الوحشي لأفريقيا، عملية صنع القرار التي أدت إلى هيروشيما،
إعادة تقييم معايير السمعة الرئاسية – كل هذه وغيرها بلا نهاية، وقود
للمنقحين الذين يستمرون في التشكيك بالحقائق المقبولة ويجادلون في
رواية الماضي.
ولكن لم يلعب التاريخ المنقح دوراً مهماً في الضمير السياسي
والأخلاقي لشعب من الشعوب كما فعل في (إسرائيل) لقد أقيمت الدولة عام
1948 وعلى الفور تقريباً، أصبح تاريخها السابق – بدايات الأيديولوجية
الصهيونية وسلوك البريطانيين خلال فترة الانتداب وأهم من ذلك العلاقة
مع الآخر.. العرب الفلسطينيين – مادة للمناهج الدراسية والصحافة
والمبادئ العسكرية والبحوث والخطاب العام. إن الجيل المؤسس الذي أتى
إلى فلسطين وحارب ما أسماه حرب الاستقلال ضد مصر وسوريا والعراق وبقية
الدول المجاورة المعادية، أصبح الآن مسئولاً عن رواية قصته. والمنتصر
يكتب التاريخ. وكما في أي دولة ناشئة، يسرد التاريخ بأكثر الكلمات
فخامة – التاريخ كما كتبه المتحدث بالعبرية بارسون ويمز. ولوهلة ما،
بدا كما لو أن التمنيات يمكن أن تمح الحقائق الأساسية من الوجود. يمكن
إخفاء مجموعة بشرية كاملة. (ليس هناك شيء اسمه فلسطينيون) هذا ما قالته
جولدا مائير في 1969.
ولاندريه فيرساي نقرأ (شهادات) وهي جزء من حواراته مع بطرس غالي
وشيمون بريز)
صدرت كتب كثيرة عن الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن هذا الكتاب يعتبر
سابقة تاريخية، فلم يحدث من قبل أن قرر رجلان من رجال السياسة الكبار،
مازالا يتوليان مناصب مهمة، وخصمان في صراع هما فيه طرفان، أن يلتقيا
من أجل القيام معاً بزيارة جديدة للتاريخ الذي اشتركا في صنعه.
بطرس بطرس غالي، المدافع عن العالم الثالث، سكرتير عام الأمم
المتحدة السابق تولى منصب وزير الخارجية المصرية في عهد الرئيس أنور
السادات، وفي عام 1977، رافق الرئيس المصري في زيارته إلى القدس التي
كانت أساس التغيير الجذري الذي حدث في معطيات الشرق الأوسط، ثم كان في
وقت لاحق، وفي مواجهة موشيه دايان، أحد المفاوضين الأساسيين في اتفاقية
السلام العربية الإسرائيلية التي وقعت عام 1979م.
شيمون بيريز، (الرئيس الحالي لإسرائيل، رئيس وزراء أسبق، والرجل
الذي خاض كل معارك إسرائيل، فقد كان هو الذي كلفه بن جوريون في
الخمسينيات بالبحث عن أسلحة في الوقت الذي كانت فيه المنطقة تقع تحت
الحظر؛ كما كان هو الذي حصل على تعاون فرنسا من أجل بناء المفاعل
النووي في ديمونة، وأخيراً كان هو الذي أصبح في عام 1993م، مهندس
المفاوضات السرية في أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية (فتح)، والتي
تعتبر التمهيد لأول اتفاق يعقد لمنح الفلسطينيين الحكم الذاتي وبسبب
دوره هذا حصل على جائزة نوبل للسلام مع كل من إسحاق رابين وياسر عرفات.
هذان اللاعبان الأساسيان في الصراع العربي الإسرائيلي اللذان
ينتميان إلى جيل واحد (وهي مسألة ليست بلا أهمية) وافقا، ليس على أن
يتحدث كل في جانب، ولكن على أن يخوضا معاً حواراً، تتقاطع فيه
ذكرياتهما وتتواجه فيه شهادتهما حول الأحداث الكبرى التي شاركها فيها،
والتي حددت من الحرب الأولى بين إسرائيل والعرب وحتى يومنا هذا، شكل
أقدم صراع معاصر.
ولصالح محمد النعامي نقرأ (العملاء) من أهم الاستنتاجات التي خلصت
إليها لجان التحقيق العسكرية الكثيرة التي شكلها الجيش الإسرائيلي
للتعرف على أسباب إخفاقه في تحقيق الأهداف التي حددتها حكومة إيهود
أولمرت للحملة العسكرية على حزب الله في أعقاب اختطاف اثنين من جنوده،
كانت بلا شك الحاجة إلى زيادة الاستثمار في مجال جمع المعلومات
الاستخبارية.
فقد كان واضحاً لهذه اللجان أن هذه الحرب أبرزت العديد من مظاهر
القصور في مجال جمع المعلومات الاستخبارية، أدت في النهاية إلى عجز
إسرائيل عن حسم المعركة لصالحها، رغم تفوقها بشكل هائل على حزب الله.
فالاستخبارات الإسرائيلية فشلت في التنبؤ بإمكانية أن يقوم حزب الله
بأسر الجنديين، كما أنه عندما أعلنت تل أبيب الحرب، تبين أنه لم يكن
لدى هذه الاستخبارات معلومات دقيقة عن أماكن تخزين ونصب صواريخ حزب
الله، الأمر الذي أتاح للحزب مواصلة إطلاق الصواريخ حتى آخر يوم في
الحرب، الأمر الذي أدى لأول مرة إلى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين
عن مستوطنات الشمال، مما ترك آثاراً مدمرة على المزاج العام للجمهور
الإسرائيلي.
وفي ظل الحديث عن نتائج الحرب، شدد العديد من كبار قادة الاستخبارات
والمفكرين الاستراتيجيين في إسرائيل على أن المعلومة الاستخبارية تمثل
في الحقيقة جزءاً أساسياً من النظرية الأمنية الإسرائيلية.
ويقول رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلي الأسبق شلومو جازيت إن توفر
المعلومات الاستخبارية الدقيقة منحت الجيش الإسرائيلي دائماً القدرة
على توجه ضربات قاصمة وخاطفة للجيوش العربية وحركات المقاومة
الفلسطينية وهذا ما أدى إلى تقليص فترات الحروب مع الدول العربية،
الأمر الذي سمح بعودة الحياة الطبيعية إلى مسارها في إسرائيل بسرعة
كبيرة. من ناحيته يقول الخبير الأمني الإسرائيلي أمير آرون إن قدرة
إسرائيل على الحصول على استخبارات (ممتازة) مكنها من الاحتفاظ بجيش
نظامي صغير، بحيث إنه لا يتم استدعاء قوات الاحتياط إلا في حالة شن حرب
هجومية على الدولة.
ويؤكد ارون أن حقيقة اعتماد الجيش الإسرائيل على 70% من قواه
البشرية على قوات الاحتياط، يعني أن قدرة العرب على إطالة أمد أي حرب
سيؤدي إلى نتائج كارثية على إسرائيل؛ من هنا كانت هناك دوماً هناك حاجة
ماسة إلى معلومات استخبارية دقيقة عن (العدو العربي).
ويعتبر الجنرال جادى ايزنكوف، قائد المنطقة الشمالية في جيش
الاحتلال أنه من البدهيات، أن غياب معلومات استخبارية نوعية، يعني أنه
لا قيمة تذكر للتفوق النوعي الإسرائيلي في المجال العسكري، ويضيف إن
سلاح الجو الذي يمثل الذراع الاستراتيجية لإسرائيل في الحرب مع الدول
العربية لن يكون لديه ما يفعله إن لم يكن لديه معلومات حول المكان
الدقيق للهدف المزمع مهاجمته، كما أن الوحدات المختارة لن يكون
بإمكانها التدليل على قوتها ونخبويتها في حال لم تتزود بمعلومات دقيقة
حول الأهداف التي تنوي مهاجمتها.
لكن تبدو مساهمة العملاء والمعلومات الاستخبارية واضحة بشكل أكثر
وضوحاً في مواجهة حركات المقاومة الفلسطينية. فتؤكد العشرات من الأحكام
التي أصدرتها المحاكم الفلسطينية بحق العشرات من العملاء خلال
الانتفاضة الحالية أنه بدون المعلومات التي يقدمها العملاء لم يكن بوسع
الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي من عمليات الاغتيال والتصفية بحق قادة
وعناصر حركات المقاومة، فضلاً عن تنفيذ عمليات الاختطاف والاعتقال التي
يتعرض لها المقاومون.
وهذا ما أكده جميع قادة جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية
(الشاباك) (الذي يتولى بشكل أساسي مهمة تجنيد وتوظيف العملاء من
الفلسطينيين) الذين تباهوا بقدرتهم على توظيف العملاء في مجال محاربة
المقاومة.
ويزخر كتاب (القادم لقتلك) الذي ألفه يعكوف بيري، الرئيس الأسبق
لجهاز (الشاباك) والذي صدر قبل عدة أعوام – بالمعلومات التي تعكس حجم
المساهمة الهائل للعملاء في تسهيل عمليات جيش ومخابرات الاحتلال.
ويكتب جوناثان رابان (في نهاية النفق)
هل يفهمنا هؤلاء الغربيون حقاً. هذه الرواية Terrorist لكاتبها
الأمريكي الشهير تأخذنا إلى موضوع قتله البحاثة الغربيون بحثاً: (لماذا
يتحول بعض الشباب المسلم إلى إرهابيين؟) حسب لغتهم وتوصيفاتهم. هل هي
كراهية المجتمع الليبرالي وثقافته المنفتحة، أم هو مجرد التزام
بالتعاليم الدينية التي تحض على ذلك، أم أن الأمر كله لا يخرج عن عملية
غسيل مخ تقوم بها جماعات منظمة للمراهقين من الشباب.
السؤال الذي بات بنداً ثابتاً على أجندة المراكز البحثية الغربية،
تعالجه الرواية معالجة يبدو أن فيها من السذاجة ما قد تفرضه طبيعتها
الدرامية. وإن كان يحسب لها على أية حال اقترابها (المجرد) من قضية
الهاجس الإيماني في المجتمع المادي لما بعد الحداثة، وربما يحسب لها
أنها (في نهاية النفق) تقودنا إلى الحقيقة المطلقة: (الإيمان لا يقتل).
إن كل ما نعرفه عن حياة الإرهابيين الإسلاميين الجدد يؤكد أن منابع
الجهاد ضد الغرب لا تقع في الشرق الأوسط وإنما في ضواحي المهاجرين
الحقيرة في مدن الغرب الكبرى، مثل ضاحية (هاربورج) على الضفة الأخرى من
النهر القادم من هامبورج، حيث جرى هناك في مسجد متواضع تكليف (محمد
عطا) ورفاقه بمهمتهم السماوية كشهداء، أو ضاحية (بيستون) في ليدز
بإنجلترا، حيث جمع (صديق خان) عصابته من مفجري لندن، أو ضاحية لافابيس
في مدريد، حيث كان يقطن (جمال زوقام) المتهم بتفجيرات قطارات مدريد،
وعندما وصل خاطفو طائرات الحادي عشر من سبتمبر إلى الولايات المتحدة،
تمركزوا في باترسون في نيوجيرسي. وقد وجد المتآمرون في تلك الضاحية
المنزوية متعدد الجنسيات منخفضة الإيجارات ذات العمارة المتداعية
والاقتصاد البائس، وجدوا ضالتهم لإخفاء هويتهم عن ملاحقيهم والوقوف
شاهداً على انحطاط الرأسمالية الغربية التي كانوا يتوقون لتدميرها.
في روايته (إرهابي) أبدع (جون أبدايك) في تصوير مشهد لمدينة بائسة
يقطن فيها مجاهدوه التخيليون. فمدينة (نيو بروسبكت) في روايته وهي
ضاحية تخيلية ليس لها وجود في الواقع، ومن المفارقة أن أسمها يعني
(الأمل الجديد) والتي تقع بنيوجيرسي، لها تقريباً نفس الإحداثيات
الجغرافية لـ(باترسون) وكانت في أوج عظمتها في القرن التاسع عشر كمدينة
صناعية. ومنذ ذلك الوقت، تدهور بها الحال إلى درجة شديدة من الانحلال
والتداعي، فأصبحت أحياؤها السكنية خليطاً قبيحاً من العشوائيات
والبنايات المجددة بلا ذوق، أما المنطقة التجارية فلم تكن بأفضل حال.
وفي شوارعها القذرة، يتدافع المهاجرون الجدد من الكاريبي والهند وكوريا
والشرق الأوسط مع البائسين المتحدرين من عمال المصانع الأصليين
والأمريكيين الأفارقة الآتين من المناطق السكنية المتعددة بالمدينة،
وتوفر (نيو بروسبكت) التي لم يغادرها (الكساد العظيم) على الإطلاق،
لـ(أبدايك) معملاً مثالياً يزرع فيه جرثومة الجهاد الإسلامي.
أما الصحفي الأمريكي كريس فلويد فيكتب (بترول العراق.. الجائزة
الكبرى)
ليس السبب وراء إصرار جورج دبليو بوش على إمكانية تحقيق (النصر) في
العراق هو أنه واهم أو منعزل أو جاهل أو منفصل عن الواقع أو يتلقى
مشورة غير سليمة. كلا، بل يرجع ذلك إلى أن تعريفه لـ(النصر) يختلف عما
يردده الآخرون في ساحات الحوار المطبوعة وعلى الانترنيت، بالنسبة لبوش
فإن النصر بيده فعلاً. ومن الممكن أن يتحقق في أي لحظة الآن، وربما كان
قد تحقق فعلاً عند قراءة هذا المقال، أما القوة الدافعة وراء هذا
(الزج) بالقوات الأمريكية فهو الحاجة للحفاظ على ثمار النصر التي تنضج
الآن في يده.
هناك مشروع قانون للنفط في العراق صاغته – بالتأكيد – إدارة الرئيس
بوش وتابعه البريطاني، وسيؤدي مشروع القانون الجديد إلى إعادة تشكيل
جوهرية لصناعة النفط العراقية وفتح الباب على مصراعيه إلى ثلاث أكبر
احتياطي نفطي في العالم. وسيسمح لشركات النفط الأجنبية بالعمل هناك على
نطاق واسع لأول مرة منذ تأميم الصناعة عام 1972.
وسوف يقدم ا لقانون فرصاً سخية للغاية وغير مسبوقة لشركات (إكسون
موبيل) و(بي بي BP) و(شل) وغيرها من أصدقاء البيت الأبيض العاملين في
مجال الطاقة، مما يسمح لها بضخ أرباح هائلة طوال عقود قادمة من حقول
البترول العراقية المملوكة – صورياً – للدولة. وقد بدأ العمل على إعداد
هذا القانون منذ بداية الغزو، بل – في الواقع – قبل أشهر من بداية
الغزو، عندما استدعت إدارة الرئيس بوش (فيليب كارول) كبير المسؤلين
التنفيذيين السابق لشركتي (شل) و(فلور) وهي مؤسسة الخدمات البترولية
ذات الصلات السياسية، لوضع (خطط طوارئ) لاقتسام نفط العراق بعد الغزو.
وكما ذكر (جوشوا هولاند) من (Alteret.com) في مقالين رائعين عن
المناورات الخفية حول النفط العراقي بعنوان (كتلة بوش النفطية تستحوذ
تقريباً على نفط العراق) و(الاستيلاء الأمريكي على النفط العراقي)
فبمجرد انتهائه من وضع المرسوم، تم تعيين (كارول) رئيساً لـ(اللجنة
الاستشارية) الأمريكية المشرفة على صناعة النفط بالعراق المحتل.
منذ تلك الأيام الأولى وحتى الآن، وخلال كل المناورات والدم والفوضى
الناتجة عن الاحتلال، كانت عين إدارة بوش دائماً على الجائزة. ويوفر
القانون الجديد لقراصنة النفط في الغرب مجموعة رابحة من اتفاقيات
المشاركة في الإنتاج، والتي ستحافظ على ورقة التوت للملكية العراقية
الصورية لصناعة النفط الوطنية، بينما تسمح لرفاق بوش من أقطاب البترول
بنهب ما يصل إلى 75% من كل أرباح النفط لفترة غير محدد سلفاً إلى أن
يقرروا هم أن (استثماراتهم في البنية التحتية) قد تم استردادها. وحتى
في ذلك الوقت، فإن الاتفاقيات تمنح كبار شركات النفط الغربية نسبة غير
مسبوقة تبلغ 20% من أرباح النفط العراقي، وهي تبلغ – كما ذكرت
(الإندبندنت) – أكثر من ضعفي متوسط النسبة السائدة في الاتفاقيات
المماثلة.
من المؤكد أن (الوضع الأمني) الراهن، أي الجحيم الحالي للموت
والمعاناة والذي جلبته حرب بوش (المختارة) في العراق، يمنع بارونات
النفط من ترسيخ أعمالهم في حقول النفط السليبة، ومن هنا كانت الرغبة
العارمة لبوش للزج بمزيد من القوات رغم المعارضة العنيفة لخططه من قبل
الكونجرس والبنتاجون وبعض أعضاء حزبه. ويؤمن بوش وأعضاء دائرته
المقربة، بمن فيهم مستشاره الرئيسي رجل النفط القديم (ديك تشيني) أن
جرعة أكبر من الدماء والحديد في العراق ستحقق درجة كافية من الاستقرار
تسمح لشركات النفط الكبرى بتحصيل أرباح اتفاقيات المشاركة في الإنتاج
والتي اشتراها بأرواحهم أكثر من ثلاثة آلاف جندي أمريكي.
ونقرأ لفاروق شوشة (لغة للمرأة ولغة للرجل)
أحمد مختار عمر يدرك منذ احتشاده لموضوع كتابه، الذي هو أول كتاب
بالعربية في موضوعه، أنه يخوض في مجال ليس وقفاً على علماء اللغة
والاجتماع والأنثروبولوجيا، فقد دخل الميدان علماء النفس والتربية
والأسلوبية والنقد الأدبي، فضلاً عن مشاركة الحركات النسائية، ودعوات
المساواة بين الجنسين وتحرير المرأة – بكل ثقلها – منذ الستينيات. كما
يدرك أن هذه الدراسة الجديدة – التي لم تلق اهتماماً من الباحثين العرب
حتى الآن – سوف تلقى الضوء على جانب من علم اللغة الاجتماعي، وأنه لا
بد له من الإجابة عن تساؤل غائب هو: هل هناك لغة نسائية؟ في مقابل
التساؤل المطروح دائماً: هل هناك أدب نسائي أو نسوي؟
من الناحية التاريخية يشير الدكتور أحمد مختار عمر إلى كتاب (روبين
لاكوف) الذي صدر في عام 1973 بعنوان اللغة العربية ومركز المراة،
باعتباره بذرة لدراسات تالية، والى أهم كتاب صدر في الثمانينات عام
1986 من تاليف جنيفر كوتس بعنوان (النساء والرجال واللغة) وكانت
المؤلفة تشغل درجة محاضر أول في اللغة الإنجليزية وعلم اللغة في أحد
معاهد لندن، بعد أن نشرت بحثاً في الموضوع نفسه عام 1984 بعنوان (اللغة
والتحيز الجنسي). تقول في كتابها: (إن الاختلافات اللغوية مجرد انعكاس
للاختلافات الاجتماعية، وما دام المجتمع يقدم كلا من المرأة والرجل على
أنهما جنسان مختلفان، وغير متساويين، فستبقى الاختلافات اللغوية بين
الاثنين.
عن اللغة بين الحياد والتحيز للذكورة يقول أحمد مختار عمر: لما كانت
معظم المجتمعات تفضل الذكر على الأنثى، وتتعامل مع الرجل على أنه أكثر
قيمة من المرأة، فقد ظهرت هذه النظرة الدونية للمرأة في التصنيفات
اللغوية، ومن بينها التصنيف على أساس الجنس، فمعظم اللغات التي تفرق
بين المذكر والمؤنث بلاحقة إضافية تتخذ من صيغة المذكر أصلاً ومن صيغة
المونث فرعاً، ويندر العكس، ومعظم الثنائيات المعطوفة تبدأ بالمذكر،
فيقال: شمشون ودليلة، روميو وجولييت، قيس وليلى، انطونيو وكليوباترة،
حسن ونعيمة، عنتر وعبلة، ياسين وبهية، الصفا والمروة، ويقل العكس مثل
ليلى والمجنون، ناعسة وأيوب. عزيزة ويونس، شفيقة ومتولى. وقد أطرد
الاستعمال القرآني على تقديم الذكر على الأنثى في كل الآيات التي
اجتمعا فيها مثل: ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى. (كما اطرد في
الآيات التي يجتمع فيها ما يدل على الذكور وما يدل على الإناث مثل:
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات،
إن الصفا والمروة من شعائر الله، والذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ولم
يخرج القرآن عن هذا النمط إلا لحكمة.
وحين يجتمع الذكر والأنثى ويراد الجمع بينهما فعادة ما يغلب الذكر
على الأنثى، كإطلاق العرب الأبوين على الأب والأم، والقمرين على الشمس
والقمر، والموصلين على الجزيرة والموصل، والأذانين على الأذان
والإقامة، والعصرين على الغداة والعصر، والفراتين على نهري دجلة
والفرات..
وتقضي قواعد اللغة العربية بأنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث وأريد
الإخبار عنهما غلب المذكر. فمثلاً تقول: الرجل والمرأة قاما، قالوا:
لأن المذكر هو الأصل والمؤنث مزيد عليه.
وتقول: محمد وفاطمة ابنا علي فعلا كذا وكذا، فتغلب المذكر على
المؤنث في النعت كذلك.
ونطالع لمحمد عبد الرحمن يونس (قوانين القصر ونساؤه)
ما دفعني إلى كتابة هذا الكتاب، وبالدرجة الأولى – إعجابي بكتاب ألف
ليلة وليلة، وقدرته على استجلاء مظاهر المدن، سواء أكانت متخيلة أم
واقعية، على المستويين: الاجتماعي والسياسي، وإعجابي بعنصر السرد
الأخّاذ الذي اعتمده رواة ألف ليلة وليلة، وقدرته العجيبة على إضفاء
وشاح من السحر والخرافة على واقع المدن الإسلامية وغير الإسلامية، ومن
ثم لإدانة المدن نفسها، بسلطاتها، وعاداتها وقيمها، وطبقاتها
الاجتماعية، والسياسية، وعلاقاتها الجنسية المتهتكة أحياناً، والمشروعة
أحياناً أخرى، مع فسادها في الوقت نفسه.
ويرجع سبب اقتران الاستبداد السلطوي بالفساد الجنسي في كتابي هذا
إلى أن وجود الجماعات السياسية التي تحكم مدن ألف ليلة وليلة تدير
شؤونها، تقوم على رأسها سلطات فاسدة باطشة متجبرة تحركها شهواتها
الجنسية وتتحكم في قرارتها، وتبطل إعمال العقل، إذا حضر الجسد الشهواني
المكتنز إثارة وجمالا جنسيين، وعلى الرغم من كل ذلك، نجد أن سكان مدن
ألف ليلة يعتقدون أن ملوكهم أو خلفاؤهم هم ظل الله على الأرض،
والأوصياء على شريعته، ونظراً لأن سلطات هذه المدن سلطات استبدادية
فإنه يلاحظ أن قوانين هذه المدن وأعرافها وتقاليدها تتشكل بالدرجة
الأولى تأسيساً على قوانين سلطة القصر ورغباتها، قبل أن تستمد من رغبات
الشعب وآماله وتطلعاته.
وإذا كان حكّام ألف ليلة وليلة خلفاء أو ملوكاً يستشيرون وزراءهم أو
قادة جيوشهم العسكرية، أو خاصة المقربين منهم في بعض الأحيان، فإن
هؤلاء الحكام يظلون في نهاية المطاف أنانيين وفرديين وطغاة يتعاركون
لأجل النساء، ويبددون أموال دولهم للحصول على هاته النساء اغتصاباً أو
امتلاكاً.. ومن هنا بدا لي أن دراسة ملامح حكام ألف ليلة وليلة يجب أن
تكون متزامتة مع دراسة ملامح الجانب الجنسي الشبقي لدى هؤلاء الحكام.
وتكتب دينا حشمت عن (قاهرة الرواية العربية)
القاهرة هي تلك المدينة الضخمة المخيفة غير واضحة المعالم ذات
الوجوه الألف التي يصعب الوقوف أمامها دون اتخاذ موقف منها؛ مدينة تدعو
العابرين وسكانها – لاسيما الفنانين منهم – إلى الاندماج فيها، أو
البقاء خارج ممراتها وأسرارها الدفينة، كما نجد تمثيلاً لذلك العنف في
الأدب المصري الحديث والمعاصر، فالعديد من الروايات والقصص القصيرة
والقصائد الشعرية تأثرت بإشكالية المدينة، هكذا تنطلق هذه الدراسة من
تحليل ستة نصوص أدبية: (زقاق المدق) لنجيب محفوظ، (النداهة) ليوسف
إدريس، (عصافير النيل) لإبراهيم أصلان، (لصوص متقاعدون) لحمدي أبو
جليل، (هليوبوليس) لمى التلمساني، و(قانون الوراثة) لياسر عبد اللطيف.
لم يكن الهدف هنا هو تعميم صورة المدينة في هذه النصوص على مجمل الأدب
المصرين بل تفكيك التصور الذي يقدمه كل كاتب عن المدينة نفسها في أوقات
مختلفة من تاريخها، وتقديم تفسير عن هذه التصورات المختلفة، وبالطبع،
فإن إحدى تفسيرات تطور تصور القاهرة في روايات نشرت بين 1947 و2002 هو
تطور المدينة نفسها.
وتحت عنوان (الإسلام دين ودولة.. مساءلة مقال) يكتب محمد سليم العوا
رداً على مقال سابق لجابر عصفور نشر في نفس المجلة.
تحرير محل النزاع تعبير من التعابير الشائعة في العلوم العربية
والإسلامية. يريد به قائله إن تحديد مواضع الاتفاق ومواضع الاختلاف
يجعل الوصول إلى كلمة سواء في المسألة التي يجري بحثها، أو يدور الخلاف
حولها، أمراً ممكناً بلا صعوبة، أو بصعوبة يحتملها البحث العلمي ولا
يضيق بأعبائها أهله المؤهلون له.
ومحل النزاع في مسألة الدين والدولة في الإسلام، التي يعبر عنها
شعار (الإسلام دين ودولة) ليست لغوية ولا لفظية، وإنما هي مسألة
موضوعية متعلقة بمنزلة الأحكام التي تنظم الحياة السياسية والاجتماعية
والاقتصادية. وسائر أنواع العلاقات الإنسانية الفردية والجماعية. من
الإسلام. وهذه المسألة نفسها هي المسألة التي يعبر عنها شعار آخر، لم
يعترض عليه حتى الآن أحد، يقول: (الإسلام عقيدة وشريعة).
الإسلام عقيدة أي الإسلام دين.
والإسلام شريعة أي الإسلام دولة.
فإذا كان أحد لا يمكنه أن يمارى في كون الإسلام عقيدة بقدر ما هو
شريعة؛ فإن أحداً لا يجوز له أن يمارى في كون الإسلام ديناً بقدر ما هو
دولة.
ويكتب عمار علي حسن (الدين والسياسة في مصر من تأليه الحكام إلى
تكفيرهم)
إذا كانت مصر (الجغرافية) هبة النيل، فمصر (التاريخية) تعد في
أغلبها هبة الدين، فالأخير شكل برقائقه المتتابعة في معابد الفراعنة
وكنائس المسيحيين ومساجد المسلمين، مكوناً رئيسياً للشخصية المصرية،
فبدت مصر وثيقة من جلد رقيق، الإنجيل فيها مكتوب على ما خطه هيرودت،
وفوقهما القرآن، وتحت الجميع لا تزال الكتابة القديمة تقرأ بوضوح
وجلاء.
والدين كان دافع الفراعنة إلى التفوق العلمي، في بحثهم عن الخلود
بعد الموت، وهو الذي مثل جوهر الصراع بين الرومان والمسيحيين الشرقيين،
والإسلام منح مصر هويتها العربية، منذ ما يقرب من اربعة عشر قرناً،
والدفاع عنه، في مواجهة الصليبيين والتتار، شكل الملمح الرئيسي لتاريخ
مصر في العصر الوسيط، وهذا التراكم متعدد الأبعاد جعل الشخصية المصرية
متدينة بطبعها، ولذا لا عجب من أن عدد الجمعيات الخيرية بمصر هو الأكبر
في العالم أجمع.
هنا يصبح الحديث عن بعد ديني للثقافة السياسية المصرية مبرراً، ربما
أكثر من أي مكان على سطح الأرض، خاصة مع ظاهرة (الإحيائية الإسلامية)
التي نقلت التصور الديني من رؤية إصلاحية نظرية لدى محمد عبده ورشيد
رضا إلى حركة سياسية في الواقع المعيش على يد حسن البنا، لتفرض مع موجة
العنف التي لطمت الحياة السياسية المصرية في أواخر القرن المنصرم
تساؤلاً حول إمكانية تفنيد المقولات التي سادت لعقود في الأدبيات
المصرية حول دور الدين في نشر (السلبية السياسية) أو (الخنوع) إلى جانب
ما تردد حول (الفرعونية السياسية) و(سمات المجتمع النهري).
وتدل كثير من الكتب أن تناول الدين كمكون للثقافة السياسية المصرية
استوجب في نظر الباحثين السعي أولاً إلى تحديد العلاقة بين الظاهرتين
الدينية والسياسية، على المستوى النظري، ثم في الحقل الميداني المصري،
واحتاج ثانياً إلى تجليه (الوزن النسبي) للدين بين العناصر الأخرى التي
تشكل القيم والاتجاهات وقبلهما المعارف السياسية للمصريين.
وتكتب ليلى عنان (الحفر في المقدس)
توصل علماء ألمان بروتستانت في القرن التاسع عشر، وهم المتخصصون في
اللغويات ودراسة الكتاب المقدس، توصلوا إلى أن كتاب العهد القديم ليس
تاريخاً لليهود كما يدعون، وإنما مجموعة أساطير تداولها بنو إسرائيل
على مر القرون، حسب ظروف تاريخهم الموثق، وعندما انتهت الحرب العالمية
الأولى، استأنف يهود أوروبا في عام 1920، مشروعهم للاستيلاء على
فلسطين، وبدأت الحفريات المكثفة، كان أهم ما يستندون عليه، ما كتب في ا
لعهد القديم من الكتاب المقدس عن غزو يشوع لارض الميعاد، أي كنعان،
وكان لا بد من إيجاد آثار تعتبر السند المادي الذي لا يناقش، لما قيل
عن إنشاء دولة داود المترامية الأطراف، فيحق لهم استرجاع ما يعتبرونه
إرثهم الشرعي، باسم التاريخ والدين. ولا ننسى أن العهد القديم هو الجزء
الأول للكتاب المقدس للمسيحيين، فكان كل مسيحيى أوروبا، وأمريكا،
شمالها وجنوبها، يساندونهم في هذا الطلب، الذي وعدهم به الرب في العهد
القديم.
وعندما أعلن قيام دولة إسرائيل في عام 1948، استؤنفت الحفريات منذ
1950، واهتم بها بن جوريون بالذات، بصفة خاصة، لأن العهد القديم قال إن
يشوع قاد حرباً خاطفة واستولى على كل الأرض، وأباد سكانها واستعمرها
جيش الرب بقيادته. وبن جوريون، الاشتراكي، الملحد، الذي يقود حركة
(قومية يهودية) أراد أن تؤكد الحفريات وجود أجداده في هذا البلد، ليقود
هو أيضاً، مثلهم، حرباً خاطفة دامية، تجعله يسيطر على ارض فلسطين، ارض
كنعان سابقاً، ووجد من الآثار ما سمح له بأن يقود حربه باسم الميراث
الديني لشعب اليهود، العائد إلى موطنه الأصلي. وكان من أهم ما وجد،
آثار دمار مدينة أريحا، التي وهبها الرب لجيش يشوع، بعد أن أسقطت أبواق
الكهنة، أسوار المدينة وتحصيناتها.
كانت هذه المعجزة من أشهر صفحات تاريخ حرب يشوع، في العالم الغربي،
لذا، سنهتم بها بصفة خاصة، بعد أن اثبتت الحفريات الجديدة في الثلاثين
عاماً الماضية في أرض فلسطين، أن ما يقال في العهد القديم عن دولة
كبيرة موحدة، لبني إسرائيل، أنشأها الملك داود، لم يكن لها في واقع
الأمر، أي وجود.
يثبت ذلك كتاب لعالمين يهوديين نشر عام 2001، عنوانه (حفر الكتاب
المقدس: علم الآثار والنظرة الجديدة لتاريخ إسرائيل القديمة، وأصل
نصوصها المقدسة) وهو يقع في 385 صفحة من القطع الكبير.
وأخيراً نقرأ لعزت إبراهيم (عرابي.. في الصحافة الأمريكية)
شغلت الثورة العربية حيزاً مهماً في العقل السياسي الغربي لفترة من
الوقت سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة نتيجة الصدمة من وقفة التيار
الوطني وحملت مراجع تاريخية تفاصيل عن تلك الحقبة منها كتابات لرجال من
العسكرية الأمريكية تواجدوا في مصر أثناء الثورة.. لكن الشأن المصري في
الصحافة الأمريكية القديمة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر يحمل من
التفاصيل الكثير والكثير.. كنز من المعارف والأسرار يضيف إلى وجهات
نظرنا معلومات مهمة.. وفي مناسبة الذكرى الـ125 للثورة العرابية نقدم
قراءة لما تناولته الصحف الكبرى والمحلية عن الزعيم الوطني (أحمد
عرابي) قائد الجيش المصري خاصة محاضرة مجهولة للقنصل العام الأمريكي.
السفير فعليا – في مصر في ذلك الوقت سيمون وولف، والتي القاها في
نيويورك في 7 يوليو عام 1882، يطلب فيها عدم التسرع في الحكم على حركة
الجيش المصري وفهم الاسباب التي تدفع الزعيم عرابي إلى مواجهة الدولة
العثمانية وحلفائها الأوروبيين من أجل تحقيق الاستقلال الوطني وليس من
باب العداء للغرب أو المصالح الغربية.. ويرى القنصل تفاصيل عن حواراته
مع الزعيم عرابي قبل تصاعد المواجهات بينه وبين الباب العالي في
اسطنبول. الذي واصل التحريض على تحطيم الثورة العرابية – من أجل منع
تيار (الحزب الوطني) الذي اتضحت معالمه تحت قيادة العرابي من الاستقلال
بمصر وتعريض مصالح حملة اسهم قناة السويس للخطر!. |