العلّامة الكراجكي

شبكة النبأ: هو أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، المتوفى سنة 449.

نسبه

حكى السمعاني في (الأنساب) عن شيخه إسماعيل بن محمد الأصبهاني الحافظ أن (كراجك) قرية على باب واسط، وعليه عوّل ياقوت في (معجم البلدان) وغيره، وقيل أيضاً قرية من قرى حلب.

ومهما كان فليس الكراجكي منسوباً إلى إحداهما، وإنما هو منسوب إلى (الكراجك) وهو الخيمة، قال الذهبي في (تاريخ الإسلام): والكراجكي هو الخيمي، وقال في العبر 3/220: وأبو الفتح الكراجكي – والكراجكي: الخيمي – رأس الشيعة...

وفي لسان الميزان 5/300: محمد بن علي الكراجكي – بفتح الكاف وتخفيف الراء وكسر الجيم ثم كاف – نسبة إلى عمل الخِيَم، وهي الكَراجِك، بالغ ابن أبي طيّ في الثناء عليه...

وفي شذرات الذهب 3/283: ابو الفتح الكراجكي – أي الخيمي – رأس الشيعة وصاحب التصانيف...

مولده ووفاته:

لم يشر التاريخ إلى شيء عن مولده، لا عن زمانه ومتى كان؟! ولا عن مكانه وبأي بلد كان؟! إلا أنهم قالوا عنه: نزيل الرملة – وهي في فلسطين – فيبدو أنه ليس منها وإنما هو نزيلها، فأين بلده ومولده ومنشؤه؟ لا ندري!.

رحل في طلب العلم، وتجوّل في البلاد، ولقي المشايخ، وأدرك الكبار كالشيخ المفيد والمرتضى وغيرهما، فقد رحل إلى بغداد ولبث فيها فترة، كما رحل إلى القاهرة ولبث بها، وحج بيت الله الحرام وزار الحرمين الشريفين ودخل الطبرية وحلب وطرابلس – ويبدو أنه أقام بها ردحاً من الزمن وألف بها جملة من كتبه – ودخل صيدا وصور وبها توفي في يوم الجمعة ثاني (ثامن) ربيع الآخر سنة 449.

مكانته العلمية والاجتماعية:

كانت للكراجكي شخصية علمية متفوقة ومشاركة في علوم عصره، ومكانة اجتماعية مرموقة، وصفوه بشيخ الشيعة وفقيه الأصحاب، ونحو ذلك.

وقد ترجم له كثير من المؤرخين وأصحاب المعاجم والتراجم من المخالف والمؤالف، وأطروه بكل جميل وأثنوا على علمه وثقافته.

وأما الفريق الأول:

فمنهم الذهبي، قال عنه في تاريخ الإسلام: (أبو الفتح الكراجكي شيخ الشيعة.. وكان من فحول الرافضة، بارع في فقههم وأصولهم، نحوي، لغوي، منجّم، طبيب، رحل إلى العراق ولقي الكبار كالمرتضى...).

وقال في سير أعلام النبلاء: (شيخ الرافضة وعالمهم، أبو الفتح محمد بن علي، صاحب التصانيف...).

وقال في العبر: (أبو الفتح الكراجكي.. رأس الشيعة وصاحب التصانيف.. وكان نحوياً، لغوياً، منجماً، طبيباً، متكلماً، متفنناً، من كبار أصحاب الشريف المرتضى...).

وقال في تذكرة الحفاظ: (شيخ الرفض أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي).

وقال عنه الصفدي في الوافي بالوفيات: (شيخ الشيعة.. وكان من فحول الرافضة، بارعاً في فقههم، لقي الكبار مثل المرتضى...).

ووصفه اليافعي في (مرآة الجنان) بقوله: (رأس الشيعة، صاحب التصانيف، كان نحوياً لغوياً، منجماً، طبيباً، متكلماً، من كبار أصحاب الشريف المرتضى).

وأما الفريق الثاني:

فمنهم الشيخ منتجب الدين ابن بابوية في (الفهرست)، قال: (الشيخ العالم الثقة.. فقيه الأصحاب...).

واثنى عليه المحدث الحرّ العاملي في (أمل الآمل) بقوله: (عالم فاضل، متكلم، فقيه، محدّث، ثقة، جليل القدر..).

وقال العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 1/35: (وأما الكراجكي فهو من أجلّة العلماء والفقهاء والمتكلمين، وأسند إليه جميع أرباب الإجازات، وكتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي أخذ عنه جل من أتى بعده، وسائر كتبه في غاية المتانة).

وأطراه المحدِّث القمي في (الفوائد الرضوية) بقوله: (الشيخ الأجل الأقدم الأعلم الفاضل، المتكلم، الفقيه، المحدث، الثقة، الجليل القدر، شيخ مشايخ الطائفة...).

ووصفه السيد الأمين في أعيان الشيعة 46/160 بـ: (الفقيه المتكلم والحكيم الرياضي، وقد صنف في الكل...).

وقال العلامة المامقاني: (ومن لاحظ كتابه (كنز الفوائد) ظهر له غاية فضله وتحقيقه وتدقيقه وكمال إطلاعه على المذاهب والأخبار، وعليك بمطالعته تماماً إن شاء الله تعالى فإنه من نفائس الكتب).

وقال عنه المحقق التستري في مقابس الأنوار: (الشيخ المحدث، الفقيه، المتكلم، المتبحر، الرفيع الشأن والمنزلة، القاضي أبي الفتح.. وكان من أكابر تلامذة المرتضى والشيخ (الطوسي) والديلمي، والواسطي، وروى عن المفيد...).

وقال الشيخ عبد الله نعمة في مقدمة طبع كنز الفوائد: (وكان أبو الفتح الكراجكي من أبرز من تحملوا المسؤولية في هذا السبيل، وكان الدور الذي قام بأعبائه مهمّاً وخطيراً، فقد قدّر له أن يعيش في هذا الثغر الشامي وفي الساحل اللبناني، ليقوم بترسيخ العقيدة الإسلامية، والحدّ من النزعة الإسماعيلية، يوم كانت فلسطين ولبنان واقعة تحت نفوذ الدولة الفاطمية، وحين كانت الفكرة الإسماعيلية الفاطمية تعيش في أكثر بقاعها.

وقد اختار الكراجكي مدينة طرابلس اللبنانية قاعدة لانطلاقه وعمله، حين كان أمراء بني عمّار الشيعة يتولون حكمها، ويسيطرون عليها.

ومن هذه القاعدة – طرابلس – انطلق الشيخ الكراجكي يناظر ويجادل ويعلم، بكل ما يملك من طاقة علمية وفكرية، وصمد في وجه الموجة الإسماعيلية العارمة، وأستطاع أن يحد من نشاطها، حتى انحسرت عن أكثر هذه المنطقة، وحلت مكانها الفكرة الشيعية الإمامية، وأصبحت مذهب الأكثرية لسكان المناطق الساحلية في ذلك العهد.

وشمل في نشاطه مقاومة سائر المخالفين، كالمعتزلة والأشاعرة، وأهل الديانات الأخرى، كاليهود والنصارى والبراهمة وسواهم، كما يبدو ذلك من كتبه والفصول التي أدرجها في كتابه (كنز الفوائد).

كل ذلك بفضل جهوده المتواصلة، وبما كان يملكه من شدة المعارضة وروح الجدل، ووفور: العلم، وعمق الملاحظة، وتنوع الثقافة، وقوة الحجة، وبما كان يتمتع به من وعي وإدراك، ومن حيوية وحركة وصبر وعمل دائب.

مشايخه في الفقه والكلام والحديث وغيرها:

1- أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن عنان الحلبي.

2- الشريف أبو منصور أحمد بن حمزة الحسيني العريضي.

3- أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني الهروي.

ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 4/371 وأرّخ وفاته سنة 412، قال: (وكان ثقة صدوقاً متقناً خيّراً صالحاً).

4- القاضي أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحرّاني، نزيل بغداد، مترجم في بغية الطلب: 1551.

5- أبو الصلاح الحلبي تقي الدين بن نجم.

6- أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن كامل الطرابلسي.

7- أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن علي ابن الواسطي.

ترجم له في لسان الميزان 2/289، قال: (من رؤوس الشيعة، يشارك المفيد في شيوخه، ومات قبل 420).

8- أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد القمي.

9- أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي الصيرفي البغدادي.

10- أبو يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي.

11- الشريف أبو الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني.

12- أبو محمد عبد الله بن عثمان بن حماس.

13- أبو الحسن علي بن أحمد اللغوي، المعروف بابن زكار.

14- أبو الحسن علي بن الحسن بن منده.

15- الشريف المرتضى علم الهدى أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي البغدادي.

16- الشريف أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمزة.

17- ابو الحسن علي بن محمد السباط البغدادي.

18- أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن ابن شاذان القمي.

19- شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي.

20- أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصيداوي.

21- الشريف أبو عبد الله محمد بن عبيد الله الحسين بن طاهر الحسيني.

22- أبو المرجى محمد بن علي بن أبي طالب البلدي.

23- القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري الضرير، المتوفى سنة 443.

24- معلم الأمة أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد البغدادي.

25- أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصوّاف.

26- الشريف يحيى بن أحمد بن إبراهيم طباطبا الحسني.

تلامذته:

لم تشر مصادر التراجم إلا إلى قلة من تلامذته، وهم:

1- أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي.

2- الشيخ عبد العزيز ابن البرّاج.

3- ريحان بن عبد الله الحبشي.

4- شمس الإسلام الحسن بن الحسين بن بابويه حسكا القمي.

5- ظفر بن الداعي مهدي العلوي الاسترابادي.

6- المفيد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري.

7- الحسين بن هبة الله بن رطبة.

الجدول الزمني لتجوّله ونشاطاته:

سنة 399 كان بمياقين في شمال العراق ويبدو أنه كان في طريقه إلى بغداد.

سنة 407 كان بمصر.

سنة 410 كان بالرملة.

سنة 412 في جمادي الآخرة كان بالرملة.

سنة 412 كان بمكة المكرمة.

سنة 416 كان بالرملة.

سنة 418 كان بصور.

سنة 424 كان بالقاهرة.

سنة 426 كان بمصر.

سنة 436 كان بطرابلس.

سنة 441 كان في صيدا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2 آب/2007 -18/رجب/1428