البرلمان.. الرياضي

أحمد جويد/ مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث

 لم يشعر العراقيون ولعقود طويلة من الزمن بفرحة حقيقية تعيد لهم شعورهم الحقيقي في الإنتماء لهذا الوطن المعطاء الذي أنجب الكثير من المبدعين وعلى المستويات والصعد كافة. وحيث إن العراق صار ومنذ زمن بعيد في مرمى الحاقدين والحاسدين فلابد لهؤلاء المبدعين من أن يظهروا إبداعهم ومهاراتهم وطاقاتهم لخدمة بلدهم ليكون سباقاً منافساً كبيراً لدول المنطقة والعالم، كي يكون حاضراً في كل محفل ليرتفع اسم هذا البلد ويكون على رأس كل قائمة في التقدم والبناء والفكر والمعرفة والرياضة.

وما تحقق من انجاز على الساحة الآسيوية وما فعلة اسود الرافدين، يعد اكبر انجاز وأكبر فرحة للعراقيين في زمن أصبح فيه العراقيون بأمس الحاجة لمن يخفف عنهم ويواسيهم ويلثم جراحهم ويمسح دمعتهم.

فقد شهدت الساحة الرياضية الآسيوية التلاحم البطولي العراقي من أجل رسم الخطط وتحقيق الأهداف والوصول إلى الغاية في قطف الثمار التي انتظرتها الجماهير العراقية بألوانها المختلفة، بحيث صارت الخطوط منسجمة في الأداء متناغمة في التعبير مضحية من اجل اسم العراق ليكون علم العراق مرفرفاً خفاقاً في سماء آسيا رغماً على أنوف المبغضين وألقاً في عيون المحبين.

فمرجعية الحراسة الأمينة في المرمى العراقي كانت مستندة على تحالف واتحاد خط الدفاع الذي بدوره كان منسجماً مع توافق الوسط للوصول إلى شباك الخصم عن طريق ائتلاف خط الهجوم، ومن خلال كل ذلك تجسدت الوحدة العراقية بأبهى صورها لتجعل الشارع العراقي ومعه الخيرين والصادقين من العالمين العربي والإسلامي في فرح يلثم الجرح ويخفف الألم ويرجع الابتسامة إلى الشفاه.

كنا نشاهد رجالاً بعضهم لبعض ظهيراً لم نكن نميز، وأتحدى إي شخص في العالم يقول كنت أميز بين من هو سني في أداءه أو شيعي في لعبه أو كردي في استلامه للكرة أو عربي في نقلاته لها، كان العراق بقضه وقضيضه في آسيا ليقول للعالم نحن لا يفرقنا احد وعلى السياسيين أن يدركوا ذلك.

هذه هي حقيقة الإنسان العراقي الذي يضحى من أجل وطنه ويلعب لأجله ويحب من أحبه ويكره من يكرهه ويفرح لفرحه ويحزن لحزنه، فما شاهدناه من هؤلاء الأبطال في برلمانهم الرياضي من صنع لقرار ووحدة في الأداء وصولاً إلى الهدف ومن ثم الحصول على الغاية رغم ضعف الإمكانيات المادية المقدمة لهم، يعطي درساً كبيراً لأولئك الذين يعملون ليل نهار على تمزيق هذا البلد ووحدة شعبه أولئك الذين يهدرون المال العراقي والنفس العراقية في سبيل تنفيذ مصالحهم الشخصية والأنانية الحزبية والفئوية الضيقة، فليأخذوا العبرة وليستفيدوا من الدرس وليكن لديهم إحساس وشعور ولو لمرة بهذا الوطن الذي عصفت به رياح الفتن. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 31 تموز/2007 -16/رجب/1428