
شبكة النبأ: لم يعد بوسع احد ان يقف
اليوم على الطريق ليقطع مرور القوافل ويفرض على اصحابها ان يدينوا
بالدين، فذاك الزمن قد تصرم وانتهت مراحله فعلى النائمون في الكهف
التاريخي ان يستفيقوا، ويبعثوا بورقهم الى المحرقة.
المصدر: العالم سنة 2010 جامايكا الشعسني
الصفحة: من 1 الى 2003 الفصل الاول والاخير
*الانبثاق الجديد الذي حرضه التغيير في العراق من مكمنه وقمقمه
المحكم الاغلاق قد تصدر الساحة الدموية وتكاثفت غيومه الزاخّة الرعب
والتخويف والقسر والكراهية على ارض العراق، قد ابلغ رؤاه ونظريته
الجديدة في الكيفية التي ينبغي بها ان يعبد الله سبحانه وتعالى.
وهي نظرية بلا نظرية أي انها رؤية بلا تنظير انما هي مجموعة من
المشاعر الملفوفة على ضغينة كبيرة تبث الكراهية لمن حولها، وقد اعتبرت
عند اهل الانبثاق بما يسمى الحداثة او ما وراء الحداثة الدينية
والمستندة الى التفكيكية العقائدية ومن هذا المنطلق فلا بد من اجراء
التفكيك على البنية المفترضة، وعزل عناصرها كل على حدة او التخلي عن
تلك الوحدات الفائضة وانتخاب وحدات اخرى واعادة التكوين بصورة زلالية
او نقية.
ومن ثم طرح مبدا الطائفة النقية والحامها بالرسالة النقية فذاك
لعمري الانسجام التام بين نورين احدهما يضئ الآخر، وكانهما في زجاجة
واحدة ياسبحان الله.
المصدر:
شامبو 2020 لوفيرا الحجازي
كل الصفحات 1…… 0
*بما ان الشهادة مبلغ رفيع وصعب المنال ومن خلالها تصلح الامة
وياتيها الغيث وتجري فيها الانهار وتتدفق الينابيع وتزهو اشجارها، فان
من الانانية ان تكون الشهادة من نصيب ثلة قليلة من الناس ولا ينالها
إلا ذو حظ عظيم وهي تفرد على حساب مجموعة كبيرة من الناس على مسرى:(
نعمتي من حرمان الشعب).
فان اللائق ان يحظى بها اكبر عدد من المحرومين، وان يعاني من
جرائها النساء المتعبات اللواتي يتمنين الشهادة في سبيل الرجل الأوحد
والأسد المنجد وفارس الفوارس حارس المرمى وهداف الدوري سيد عبد الله
المؤمن الخليلي جامع العلوم وموجر الجمر العزوم متأبط السنة وقاهر
السرطان ومخترع البنسيلين والانسولين ومخفض الحرارة.
فمزيدا من الارامل واليتامى والمعوقين فان من كان سببا في وضعهم في
ذاك الوضع المشرف سينال اجرهم واجر اجرهم، دون ان ينقص من اجره شئ وله
كل الفئ والضرائب وتتحول عنده الخرائب الى عمارات رواقب.
مزيدا من القتل والاستشهاد، مزيدا من التفخيخ والرصاص القانص
والاغتيال.
المصدر: ننهاكم غارديان جيمس
العار والشنار صفحة 300
*في يوم من الايام كان الناس قد تجمعوا حول جثة ملقاة على التراب
وقد أمروا ان ينظروا الى الجثة بازدراء وكراهية فقد كان هذا جامايكا
الشعسني الذي قال في وقت سابق: ابعثوا بورقكم الى المحرقة، فلم يعد
التصدي للجمال وحمولاتها يقنع الناس ان يتدينوا بالدين ولم يعد القتل
يجدي نفعا في ركوب السكك الحديدية الجديدة الحداثوية او ما بعد
الحداثوية وفق مشاعر الضغينة والنظريات التي بلا تنظير فالسيارات
المفخخة والعبوات قد تقلل الازدحام وتقضي على ازمة السكن لكنها ايضا
تشعل مزيدا من النفور والبوار.
وعلى هذا فان الشمس التي كانت طالعة في ذلك اليوم قررت الرجوع
متخلية عن حمامها اليومي فوق العراق الذي يحترق وصارفة النظر عن مشاهدة
ناسه الذين دخلوا في الشهادة الاجبارية في ذلك الاتون البطيء.
اللهم لاترزقنا هذه الشهادة المرعبة ولا تجعلنا ممن يرون الارباب
فوق السحاب وفي مراكز النجوم ولا تجعلنا ممن يشاهدونهم بوله وعاطفة
حميمية.
اللهم نجنا من هذا الحب الجارف كما تنجنا من صيفنا الحارق ورقصات
الكهرباء وتعطيل مضخة الماء، ومخاطر المظاهرات واللافتات وكتابات
الجدران فلم يعد الامر مقصورا على المجانين وقرطاسهم المفضل فبدلا من
ان يقال الجدران قرطاس المجانين صار القول مقلوبا
اذ يقال الجدار للاحرار، وللآمن النار، والرصاص هو الحوار، والقلع
سيد البوار.
وناسف على الذين لم يكن لهم الحظ الوافر الذين تركوا العراق من
اساتذة واطباء ومهندسين واهل الخبرة في انهم لم ينالوا الشهادة موتا في
سبيل النظريات الجديدة، وظل العراق خاوي من رجالاته الذين كان ينتظر
منهم ان يتصدروا قوافل الشهداء المغادرين وهم يحملون اوسمة من الشظايا
ورماد الحديد.
قال احد الصحفيين قبل ان يموت اغتيالا:
لقد ظلت جثة جامايكا ممددة وبجانبها لافتة مكتوب عليها عميل مثلث،
ثم ان تحتها شرحا لذاك التثليث.. عميل للشيطان لانه يشرب ماء الشعير
ليلا لإنزال حصوات الكلى.. عميل للاجنبي عبر مشاهدة القنوات المشفرة..
عميل للقلم الذي اوحى جملته الهدامة.
واضاف الصحفي، انني كنت اقرأ تلك الشروحات تقدمت مني سيارة مظللة
وسالني احد راكبيها: هل انت صحفي حقا؟.
قلت بلى؟.
قالت البندقية ياهلا.... |