الوصف المستفز والإستثارة اليهودية

شبكة النبأ: اثار توصيف حرب الـ48 بالنكبة الدولة العبرية الممثلة من قبل شخصياتها المختصة في الاشراف على التعليم والسياسة، حيث كانت هذه الكلمة في الكتب الدراسية للطلاب الفلسطينيون وهي تتذيل توصيف الحرب الفلسطينية او العربية الاسرائيلية وتدعو خسارة العرب فيها بالنكبة، وقد احتدمت الاعتراضات في المربع السياسي والاعلامي.

فقد نقلت رويترز ما اثير من غضب بين اليهود اليمينيين بسبب تضمن كتاب مدرسي للاطفال العرب في اسرائيل توصيف خسارة العرب الحربية مع اسرائيل بالنكبة.

ويستهدف هذا الكتاب الذي اعد لاستخدامه في المدارس ابتداء من السنة الدراسية الحالية الاطفال العرب بين سن الثامنة والتاسعة في نظام المدارس العامة الاسرائيلية المنفصل الى حد كبير، ويشكل العرب نحو خمس سكان اسرائيل البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة.

وتستخدم الطبعة كلمة "نكبة" التي كانت محظورة من قبل، وهذه الكلمة هي التعبير الفلسطيني للاشارة الى انشاء اسرائيل عام 1984 عندما فر نحو 700 الف فلسطيني او طردوا من ديارهم.

وصدر الامر باعداد هذا الكتاب قبل عدة سنوات عندما كانت اسرائيل تسعى الى بناء جسور مع سكانها العرب. واشادت وزيرة التعليم الاسرائيلية يولي تامير وعضو حزب العمل بهذا الكتاب بوصفه تطورا طال تأخيره.

ولكن يمينيين اسرائيليين كثيرين طالبوا بعزل تامير لموافقتها على استخدام هذه الكلمة قائلين ان الكتاب يضفى الشرعية على ما يبدو على النقاش بشأن حق اسرائيل في الوجود.

وقال بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني ورئيس وزراء اسرائيل السابق "هل سننشر الدعاية العربية في مدارسنا بأيدينا."

وتعهدت تامير بمحاولة اصلاح الكتب المدرسية الاسرائيلية الاخرى كي تعكس ايضا السرد الفلسطيني للاحداث.

وحتى الان يستقي تلاميذ المدارس الاسرائيلية معلوماتهم عن تأسيس اسرائيل من وجهة النظر الاسرائيلية الرسمية فقط حتى هؤلاء الذين يذهبون الى مدارس عربية ينحدر معظم تلاميذها بشكل كبير من اصول تعود الى الفلسطينيين الذين اصبحوا لاجئين بسبب هذا الصراع.

ويذهب معظم اليهود والعرب الاسرائيليون الى انظمة دراسية منفصلة في انعكاس كبير لحقيقه ان الطرفين يعيشان منفصلين في الاغلب في بلدات واحياء مميزة.

وقالت تامير في مقابلات اذاعية وتلفزيونية ان كثيرين في اسرائيل "اغلقوا اعيننا لسنوات كثيرة جدا عن هذه القضية. لدينا تاريخ معقد لشعبين يخوضان صراعا وحان الوقت لاعطاء قصة هذا الصراع المعاملة التي تلائمها.

"يجب الا يكون هناك طفل عربي من مواطني اسرائيل لا يعرف وليس لديه القدرة لان يناقش ايضا الرواية العربية لوجود اسرائيل.

ويتضمن الكتاب الجديد عبارة واحدة فقط تشير الى الرؤية الفلسطينية للاحداث وتقول ان العرب يسمون الحرب النكبة او حرب الكارثة والخسارة والخزي واليهود يسمونها حرب الاستقلال. ولكن نتنياهو قال "يجب ان تذهب وزيرة التعليم الى بيتها. ان هذا افلاس بمعنى الكلمة."

وقال زفولون اورليف وهو نائب من حزب المفدال اليميني ان اسرائيل تخاطر بتشجيع مواطنيها العرب على التمرد بدلا من قبول حكمها.

واضاف، نضفي الشرعية على العرب الذين يرون استقلالنا على انه كارثتهم  كيف يمكننا بعد ذلك ان نعلم نفس التلاميذ ان يكونوا مواطنين اوفياء.

واضافت الوزيرة في بيان، لا بد من عرض النظرتين الاسرائيلية والفلسطينية لهذه الاحداث التاريخية. بحسب فرانس برس.

وتؤكد كتب التاريخ هذه ان قسما من الفلسطينيين طرد بعد هذه الحرب وانه تم مصادرة قسم كبير من اراضي العرب بالقوة.

الا ان هذه الكتب تشير ايضا الى ان العرب رفضوا خطة الامم المتحدة حول تقسيم فلسطين التي كانت حينها خاضعة للانتداب البريطاني في حين قبل المسؤولون اليهود بها.

وانتقد وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان زعيم حزب يميني متطرف مبادرة تامير في تعليق للاذاعة الاسرائيلية ووصفها بانها انهزامية اليسار الاسرائيلي الذي يحاول باستمرار ايجاد اعذار في حين اننا قمنا بما كان علينا القيام به.

من جهتها اعلنت وزيرة التربية السابقة ليمور ليفنات من الليكود (معارضة يمينية) ان مثل هذه النظرة قد تدفع بالشباب العرب الى الاستنتاج بانه يجب مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.

ويبلغ عدد افراد الاقلية العربية في اسرائيل 2,1 مليون يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد انشاء دولة اسرائيل في 1948. فيما اختار الباقون الرحيل وتحولوا الى لاجئين.

ويملك عرب اسرائيل حق التصويت ولهم حوالى 15 ممثلا في الكنيست ووزير في الحكومة واعلن قيام دولة اسرائيل في 14 ايار/مايو 1948.

ويحيي الفلسطينيون كل سنة في هذا التاريخ ذكرى النكبة عندما هزم العرب خلال حرب 1948 امام الجيش الاسرائيلي.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 29 تموز/2007 -14/رجب/1428