الطفولة: Infancy, chilhood
شبكة النبأ: مرحلة من الحياة تمتد من
الولادة إلى المراهقة، أي حتى الرابعة عشرة من العمر.
لم يعد الطفل يُعتبر، بدافع من علم النفس، راشداً تنقصه المعارف
والحكْم، بل فرداً له ذهنيته الخاصة وتحكم قوانين خاصة نموه
السيكولوجي. فالطفولة هي المرحلة الضرورية لتحويل الوليد راشداً، وكلما
صعدنا في السلم الحيواني، امتد زمن الطفولة: ثلاثة أيام لدى خنزير
الهند، تسع سنوات لدى الشمبانزي، خمساً وعشرين سنة لدى الإنسان، في رأي
أرنولد جيزيل (1881 – 1961). والموجود الإنساني بحاجة إلى هذه الفترة
الزمنية الطويلة ليفهم ويتمثل البنيات الثقافية المعقدة التي ينبغي له
أن يتكيف معها. والواقع أن الإنسان يفقد في سن الرشد مرونته أو
(قابليته للصيرورة) (إد. كلاباريد). فالطفل يتعلّم، ويبدع، ويجدّد،
ويولّد التقدم بفضل مكتسباته إرث الأجيال الماضية: (الطفولة، يقول
جيزيل، خلاصة ومقدمة في وقت واحد). ويميز المرء في هذه المرحلة
الدينامية وذات الغنى الأقصى، حيث النماء يتم في جميع المجالات معاً،
ثلاث مراحل كبيرة (كان علماء البيداغوجيا قد لاحظوها من قبل): الطفولة
الأولى، من الولادة إلى السنة الثانية أو الثالثة؛ الطفولة الثانية، من
السنة الثانية أو الثالثة حتى السادسة أو السابعة؛ والطفولة الثالثة
التي تنتهي بالبلوغ. ويتم نمو الطفل وفق سيرورة من التمايز التدريجي.
فالفطام أحد الوقائع النفسية الأولى التي تتيح للطفل أن يتمايز من أمه
ويحتاز أفضل الشعور بالواقعي. ويتوسع عالمه، مع ضروب التقدم المسجلة في
المجالات النفسية الحركية (استعمال اليد، اكتساب وضع الوقوف والسير)
واللفظية (كلمات، جمل)، وتزداد اهتماماته، وتتوطد فكرته. ويكتشف في
السنة الثالثة شخصيته، التي يؤكدها مستخدماً كلمة (أنا) ومعارضاً الغير
دون باعث، وانطلاقاً من هذه الفترة الزمنية، تجري اكتساباته بإيقاع
يزداد سرعة.
متعلقات
النمو والتطور في الطفولة(1)
الطفل في مرحلة الطفولة يظهر أكثر التطورات في حياته . ففي خلال
السنة الأولى يتطور الطفل في كل شيء . يبدأ الطفل بالاستجابة لبيئته
ويتأقلم معها . فهو يحاول أن ينظم ويغير في الوظائف والقدرات الكامنة
لديه ليصبح إنسانا صغيرا كاملا . إن الأب أو الأم لا يستطيعان تحديد
أهداف لطفلهما كالطول المطلوب أن يصله الطفل والوزن الذي يجب أن يزنه
والقدرات التي يجب أن تكون لديه . فهذه الأمور فردية يتميز بها كل فرد
عن غيره . فعلى الآباء أن لا يهتموا بهذه ، وان كان الطفل لا يمتلك
الصفات المطلوبة ، فان هذا الشعور المقلق قد يؤثر على عواطف الطفل مما
يجعله مفرط الحساسية . يجب على الآباء ان يشعروا بارتياح وأن يمنحوا
الطفل العطف والاهتمام لكي يستطيع هذا الطفل أن يحقق الحد المثالي من
التطور .
.1 مرحلة الطفولة المبكرة :
إن الطفل ينام معظم ساعات النهار عدا تلك التي يتناول فيها الطعام .
إن معظم تصرفات الطفل هي ردود أفعال : كأن يمص شفتيه عندما يشعر
بالجوع، وكأن يقبض على إصبع أمه عندما تضعه في كفه . ليس من المألوف أن
يعبر الطفل عن مشاعره، ولكنه يبتسم أحيانا عن غير وعي .
2. من شهر إلى شهرين :
ينمو الطفل سريعا يوما بعد يوم . عندما يكون مستلقيا على معدته،
يرفع رأسه بزاوية مقدارها 45 ْ، ويحرك رأسه يمينا ويسارا، وعندما يكون
مستلقيا على ظهره فإنه يركز بصره على شيء ويحدق فيه . وفي هذه الحالة،
فإن الألعاب مثل : الخشخيشة أو الساعة المنبهة تكون منبه للطفل في هذه
المرحلة . ومعظم الأطفال الطبيعيين يقبضون أيديهم بقوة أثناء النوم،
وأحيانا يمصون أصابعهم بغير وعي أثناء النوم أيضا، وبعضهم يضعون كل
أصابعهم داخل فمهم، ولكن الطفل غالبا ما يمص إبهامه، وعندما يشعر الطفل
بالجوع فإنه ينهال بالبكاء . أحيانا قد تلاحظ الطفل يحدق باتجاه واحد
باستمرار وهذا يتعلق بوضع الطفل . وحتى تُبقي رأس الطفل بشكل جيد، يجب
أن تحركي رأسه أو تغيري وضع الطفل كاملا .
3. من شهرين إلى تسعة أشهر :
1) شهرين بعد الولادة :
تتميز هذه المرحلة بأن الطفل يبدأ بالضحك، وهذا يجعل الأم تفرح
كثيرا . وتزداد العلاقة بين الأم وطفلها حنينا . ويصبح الطفل أكثر
سعادة ويستقر عاطفيا تجاه الآخرين . يبقى الطفل مستيقظا ساعات أطول
وينام خلال الليل .
2) ثلاثة أشهر بعد الولادة :
في هذه المرحلة يبدأ الطفل بإظهار طبيعته الاجتماعية البدائية
ويحاول أن يعبر عن نفسه بالركل والمصافحة والابتسام أو عمل الفقاعات
كرد فعل لتحركات الأم . وفي هذه المرحلة تبدأ الشخصية الفردية بالظهور،
وتختفي الأفعال الانعكاسية البدائية، وتزداد القدرة الإرادية لديه . إن
ردة الفعل المسماة ( بردة فعل الرقبة ) تكون قد استبدلت بتناسق الحركة
بين الأيدي والأعين . بمعنى أن الطفل يحاول ملامسة كل ما يراه . إنها
العملية الوسيطة لعملية أخرى وهي لعب الطفل بألعابه في فترة لاحقة . إن
أي شيء متحرك ويصدر أصواتا، يمكن أن يكون خيارا جيدا للعبة الطفل .
يستطيع الطفل أن يبقي رأسه في موضع واحد ولفترة قصيرة، ويستطيع أن يرضع
وينظر حوله في ذات الوقت، أي أنه يستطيع أن يرضع وينظر إلى من حوله في
نفس الوقت . إن عمل الطفل للفقاعات بواسطة فمه، لهو تعبير عن سعادته
وإحساسه بالنجاح، بينما تصبح الأساس لتطور اللغة عنده . يبدو أحيانا
على الطفل أنه يلعب بصوته ويستعمله كأداة تحكم بعواطفه وكأداة لتعلم
أساسيات اللغة ( التكلم ) .
الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى العناية المستمرة من الأهل إذا كانت
طريقة تربية الطفل من قبل الآباء أو من قبل البيئة المحيطة به غير
متناسقة وثابتة، فإن الطفل سينشأ لديه عدم القدرة على تنظيم عاداته .
وهذا لا يعني أن على الآباء أن يتبعوا قواعد أو بروتوكولات محددة في
التربية، وإنما يجب عليهم أن لا يغيروا من النمط الروتيني في تعاملهم
مع الطفل خاصة عند إطعامه أو اللعب معه أو حتى عند وضعه للنوم . قد
تلاحظين على الطفل الذي يشعر بالملل أنه يبكي، لذا حاولي أن تقصي عليه
قصة بصوت منخفض، أو استلقي قربه وربتي على ظهره برقة . وفي الوقت ذاته،
قد تكونين أنت نفسك بحاجة إلى الراحة . إذا كان الطفل يعلب فلا تزعجيه
واتركيه لوهلة حتى يفرغ .
3) أربعة أشهر بعد الولادة :
في هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتصرف والأكل والنوم بطريقته الخاصة
وينام ساعات أطول خلال الليل ويبقى مستيقظا ساعات أكثر خلال النهار،
ويستطيع أن يمد الطفل يده ليتناول ما يريد، كما يستطيع أن يبقي رأسه في
وضع ثابت ويدعم الجزء الأعلى من جسمه بواسطة كلتا يديه عندما يكون
مستلقيا على بطنه . إن عضلات الرقبة والظهر تقوى، ولذا يستطيع أن يجلس
لوهلة قصيرة إذا كان ظهره وكلتا يديه مسندتان . عندما يرفع الطفل نفسه
بصورة عمودية فإنه يمد ارجله محاولا الوقوف . وفي هذه المرحلة يكون
وزنه قد تضاعف عن وزنه عند الولادة، وأفضل وضعيه للطفل في هذه المرحلة
هو وضعه مستلقيا على ظهره، وهذه الوضعية أفضل للطفل حيث انه يستطيع
اللعب . ومعظم الأحيان يلعب الطفل بجسمه، كأن يلعب بيده ويضعها في فمه
.
وعندما يرى طعامه، يحاول أن يضعه في فمه . معظم الأطفال في هذا السن
يحاولون التجريب والاكتشاف وذلك بوضع الأشياء في أفواههم، ومن خلال
الإحساسات المتعددة التي يحس بها الطفل، يستطيع أن يفرق الأشياء عن
بعضها . يكون نظر الطفل في هذه المرحلة ما يزال ضعيفا ولكنه سرعان ما
يعرف أبوه وأمه ويستطيع أن يربطهما ببعض، إذا كان الطفل حساسا للصوت،
قد يبدي اهتمامه بـ ( خرخشة الورق ) والأصوات المنبعثة من الخشخشة
وتكّات الساعة . قد يحتفظ الطفل بذاكرته لحدث معين لبضعة ثوان، يمكنك
أن تقرئي له حتى تنمي القدرات التربوية لديه، وأيضا فهي فرصة تسمح
للطفل بالتعرف عليك أكثر .
4) خمسة أشهر بعد الولادة :
سرعة اكتساب الوزن تقل ولكن النشاط والتغيرات الاجتماعية تكون
متميزة، وفي هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يجلس مسندا ظهره إلى كرسي
ويستطيع أن ينقلب على ظهره أو بطنه بحرية ويستطيع أن يسند الجزء العلوي
من جسمه ويديه ورجليه إلى الأعلى ( بصورة أعلى من المرحلة السابقة ) .
والملاحظ أن تناسق بين حركة الأيدي والأعين تكون أكثر وضوحا ويستطيع
أن يمد يده بكل حرية لتناول غرض ما ليرفعه أو يمسكه . الإستجابة
السمعية تتطور ويستطيع الطفل أن يحرك رأسه باتجاه مصدر الصوت، كذلك
فإنه يبدي تعبيراته بوضوح كأن يبدي تعابير تجاه ما يحبه وما لا يحبه،
فهو يفرح عندما يرى قارورة الرضاعة عندما يكون جائعا ويبكي عندما تنزع
منه اللعبة التي بيده . يحاول الطفل جذب انتباه الأم إما بالصراخ أو
بعمل الفقاعات عندما تكون الأم جالسة تتحدث مع ضيفتها فإذا كان تجاهل
الأم مقصودا، فإن الطفل سيبكي بشدة فترة .
تستطيع الأم أن تعمل على تنمية عواطف الطفل بالاستماع إلى الموسيقى
الجميلة الهادئة مع الطفل . في هذه المرحلة يكون الفم أداة للتجربة،
فيحاول مص أي شيء يقع تحت يده، لذا يجب الحرص من أن يقع في متناول يده
الأشياء المؤذية والخطرة، حتى وإن كان الطفل يلعب لوحده، فيجب مراقبته
باستمرار . يجب أن تكون ملابس الطفل مريحة حتى يستطيع الحركة . إن
استعمال ( المريلة ) يمنع وصول البلل إلى ملابس الطفل . في هذه المرحلة
يمكن أن يبدأ الآباء بتدريب أطفالهم على اكتساب اللغة . ويمكن إتباع
النصائح التالية :
يمكن حث الطفل على محاولة التحدث وذلك بتعزيز هذا السلوك وجعله أمرا
ممتعا . وهذا يعطي فرصة للطفل كي يصدر الأصوات ويكررها ويسمح كذلك
بتحفيز مهاراته السمعية . والإيماءات التي تصدر عن الطفل أمور مفيدة
كذلك . إن قدرة الطفل التي له بنقل معلومة لأخرى عن طريق خبرته
المستمرة بالحواس مثل : الاستماع والرؤية والشعور واللمس . وهذه أمور
ستكون أساسا للتفكير الرمزي . يفشل الطفل مرارا وهذا أمر طبيعي فلا
تدفعيه أو تلوميه لهذا، بدلا من ذلك أعطه تشجيعا حارا بغض النظر عن هذه
المحاولة . وبالتالي يصبح الطفل أكثر ثقة بنفسه وبنفس الوقت يشعر بحنان
أمه . إذا فضل الطفل أن يلعب لوحده، فليفعل ما يشاء ولكن عليك أن
تراقبيه عن بعد .
(5ستة أشهر بعد الولادة :
ينشغل الطفل كثيرا في هذه المرحلة لأنها المرحلة التي يبدأ فيها
بالحبو، قد يستطيع أن يجلس لوحده ولكن ليس لفترة طويلة، ويصبح الطفل
فضوليا يريد معرفة ما يدور حوله ويعبر عن اهتمامه بهذه الاشياء . يهز
الطفل أي شيء يقع في يديه وقد يركز غالبا على بعض أجزاء من جسمه، مثل :
أصابع اليدين والرجلين والأذنين والأنف . عند كثير من الأطفال يبدأ أول
طقم من الأسنان بالظهور في هذه المرحلة . إذا أمسكت الطفل من إبطيه
فسيحاول أن يحافظ على وضعية الوقوف مع ثني بسيط في الركبة ولكنه لا
يكون قادرا بعد على الوقوف . إن اتجاه النمو غالبا ما يكون من الرأس
إلى القدم، وهذا هو السبب في أن الطفل ليس قادرا على التحكم برجليه في
هذه المرحلة، ولكنه يستمر في تدريبهما بتكرار ثني الركبة ومدها وركل
الاشياء . إن مرحلة الحبو هي مرحلة مختلفة تماما للطفل، إنها أكثر من
مجرد حركة العضلات . فعلى الطفل أن يعمل على إتزان نفسه واستعمال كل
عضلة بالاعتماد على الأخرى للحبو .
في هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يمسك الأشياء المتحركة بيديه،
ويستطيع كذلك تمييز الأصوات فيميز صوت أمه أو أبيه . إن الطفل مرتبط
جسديا وعاطفيا، فهو مرتبط بأمه، فنراه يبكي إذا رأى أمه تحمل طفلا آخر،
ليس لأنه غيران ولكنه يريد أن يظهر رغبته في ارتباطه بأمه . لا يدرك
الطفل ما هو آمن له وكذلك لا تستطيع الأم أن تفصله عن البيئة المحيطة .
يمكن توسيع أفق الطفل باللعب معه، فعلى سبيل المثال إمسكي الطفل بين
ذراعيك أمام مرآة كبيرة وأريه انعكاس صورته وصورتك في المرآة . سوف
يندهش الطفل عند رؤية هذا، فهي الخطوة الأولى للتفريق بين نفسه
والأشياء الأخرى المحيطة حوله . أشيري إلى صورتك في المرآة وقولي :
ماما، وإلى صورته وقولي : أنت ( أو اسمه ) لا تتوقعي ردة فعل سريعة
الآن . الحمّام عامل آخر من عوامل التسلية واللعب، فاجلبي معه إلى
الحمام بعض الألعاب التي تطفو حتى يلعب بها أثناء حمامه، ولا تتركيه
وحيدا حتى لو لدقيقة فهو يغرق في ماء يصل عمقها ( 2 3سم ) فقط .
(6سبعة أشهر بعد الولادة :
في هذه المرحلة عليك أن تهتمي بالطفل أكثر من ذي قبل، فأعدي له
الأدوات الآمنة لتحميه من الزوايا القاسية والحيطان والكهرباء والتدفئة
والغاز . ولا تتركي أي أداة خطرة على الأرض .
فالطفل في هذه المرحلة يحمل أي شيء ويفحصه بدقة ثم يرميه . الفم
واليدان أخطر الأشياء في لعب الطفل . زودي الطفل بثياب ناعمة تحميه من
أي صدمة، فالثياب في المنطقة العليا عليها ألا تقيّد حركة الطفل . في
هذه المرحلة أيضا يبدأ الطفل بتمييز الوجوه ويكون أكثر حذرا من الوجوه
الغريبة . فلا يترك أمه أن تذهب إلى شخص غريب وذلك بأن يبكي فينادي
عليها بأصوات تشبه ( ماما ) أو ( بابا ) .
يدرك الطفل بعض من مدح الأهل أو رفضهم لشيء معين أو تأنيب ، معظم
الأطفال تنمو لديهم أول مجموعة من الأسنان، وقد تنمو عند طفل معين
المجموعة الأولى في وقت أبكر، وبالمقابل فقد تتأخر عند آخرين حتى السنة
الأولى من العمر، ولا يعتبر ذلك مشكلة . عندما يشعر الطفل بالضيق
ويحاول وضع الأشياء في فمه ومضغها فهذا يعني أن أسنانه بدأت بالنمو
وستظهر في وقت قريب . اعملي مساجا خفيفا للثة الطفل بإصبعك وغطي الطفل
جيدا في الليل لأنه غالبا في هذه المرحلة كثيرا ما يحاول رفس الحرام أو
الغطاء في الليل .
7) ثمانية أشهر بعد الولادة :
يبدأ الطفل في هذه المرحلة بالصعود والنزول ويلعب بنشاط ويحاول
بنشاط ويحاول شد كل ما يلمس ويرغب أن يكون أكثر حرية فنراه يشد الستائر
ويختبئ داخلها وقد نراه بالصدفة تحت أي أداة قام بشدها، ويستطيع أن
يمسك الألعاب بيديه الاثنتين ورميها بعضها فوق بعض، ويستطيع الجلوس
بحرية لفترة معينة، ويستطيع الوقوف إذا أمسكنا يديه . ويعبر عن شعوره
بطرق مختلفة فتتحرك يداه بمهارة أكثر ويستطيع قبض الأشياء الصغيرة
بإصبعه .
لا تزال قدرته على التذكر محدودة ولكنها أكثر تقدما فهو يتذكر كيف
يمكن أن يلاحظ أي تغيير يحدث فيه ويصبح أكثر اجتماعيا وأكثر عنادا
فتواجه الأم بعض الأوقات الصعبة . فلهذا حاولي احترام رغباته وشعوره إن
أمكن ولكن عليك أن توجهي سلوكه وترفضي بعض رغباته، ويفضل أن تفسري له
ذلك برقة وفي صوت منخفض . معظم الأطفال في هذه المرحلة يصدرون أصواتا
مثل : ( ماما ) و ( بابا ) قد تظهر بعض بوادر التأخير للطفل العادي في
إظهار بعض الكلمات ولكنه إذا كان غير قادر على إصدار أي صوت فعليك أخذه
إلى طبيب الأطفال .
8) تسعة أشهر بعد الولادة :
في هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتحرك هنا وهناك بمجرد أن يصحو . قد
يضع إصبعه بين الباب والحائط أو في درج، وقد يسقط مرارا على الأرض أو
يتدحرج عن الدرج . يمزق الكتب ومحارم التواليت ويرميها على الأرض ولا
يتوقف عن هذا . كذلك يحب ملاحقة أمه ويحاول تقليد تصرفاتها ويطلب
الأشياء الكثيرة وتكثر أسئلته وقد يرفض أن يحمله أحد إذا كان يستمتع
بوقته . حضري نفسك لأوقات الطوارئ ولكن لا تقيدي حرية الطفل في اكتشاف
ما يدور حوله . قد يمسك الطفل فنجانا أو كأسا ويضعها في فمه .
يبلغ عدد أسنان الطفل في هذه المرحلة ( 4 6 ) أسنان، وقدرته على
التذكر والمشاهدة تدل على تغيرات كثيرة . عندما يمل الطفل من لعبة ما
يرميها جانبا ويراقب كيف تسقط الأشياء على الأرض ويحدق في الأشياء
المتحركة لفترة قصيرة ثم يلتقطها ليراها عن قرب . إذا وجدت لعبة ما
تجعل الطفل يحرك أصابعه أو أنها تعمل على تركيز أو حركة الجسم بنشاط
فهي أفضل أنواع الألعاب للطفل . إن تطور الكلام في هذه المرحلة ليس
قاسيا إذا ما قورن بتطوره السلوكي . مناطق النطق للطفل ليست كاملة
تماما ولكنه يتعلم الكلام أسرع إذا كان هناك حافزا يحفزّه للتكلم .
عندما تحدثين طفلك أظهري الكلمات بوضوح فهذا يساعد الطفل على تعلم
الحديث أسرع وأكثر وضوحا .
9) من 10 إلى 12 شهر :
ستصابين باندهاش عندما تشاهدين طفلك يخطو خطواته الأولى، وذلك حتى
يصل إلى سنة واحدة من عمره . وحتى لو كانت هذه الخطوات غير ثابتة فإنك
ستشعرين أنك أنجبت طفلك البارحة وأنك كنت تستلقين عنده وهذا شعور يسعدك
. ولكن هذه الأمور بالنسبة للطفل هي أمور ماضية ولا يذكر منها شيئا .
إنه مهتم فقط بالأعمال التي تقومين بها حاليا مثل : جلي الصحون، أو
تنظيف الغرفة، أو تجهيز الرضاعات ويكون مهتما بما يقوم به الأب مثل :
قراءة الجريدة أو مساعدة الأم . يحاول الطفل تقليد ما يقوم به أهله وفي
نفس الوقت يحاول تعلم العادات والأخلاق والسلوكيات الجيدة .
بالرغم من أن الطفل لا يحبذ التعامل مع الغرباء إلا أنه يحب جدا
مشاهدة نفسه في المرآة . في بعض الأحيان يقضي الوقت بمشاهدة نفسه أو
التجوال حول البيت . يستطيع الطفل أن يعبر عن نفسه بـ ( نعم ) أو ( لا
) . يبدو أن الأطفال يفهمون الكلمات أكثر مما يستطيعون التحدث . فإذا
سألت طفلك ( أين بابا؟؟ ) فإنه ينظر إلى أبيه . ويبدو أن الطفل يحب
سماع المديح وبالمقابل فإنه يظهر تعابير تدل على عدم رضاه عند سماع
كلمات سلبية مثل : ( لا ) أو ( لا تفعل ) ومعظم الأطفال يرفضون التعامل
مع الغرباء .
في هذه المرحلة يصبح قادرا على التفريق بين ( الخارج ) و ( الداخل )
ويختار الألعاب التي يرغب اللعب بها، ويصدر الأصوات عند رمي الألعاب
فوق بعضها وهذا يدل على أن الطفل لديه الشعور ( بالوحدة ) وبذلك تتطور
حالته العقلية . إن التوافق بين العين والإصبع تصبح أكثر تركيزا وتشبه
تلك الموجودة عند الكبار . قد يلتقط شيئا صغيرا بابهامه وأصبعه الأوسط
( طريق القبض ) وإذا أراد التقاط أشياء أصغر مثل : خيط صغير فإنه يدور
أصابعه لأخذها . لا يعود الطفل يعتمد على أمه ولا يشكرها على سلوكها
ومساعدتها له ومثال ذلك يحاول الطفل أن يسقي نفسه دون مساعدة أمه حتى
لو أدى ذلك إلى فوضى .
في الحقيقة يصرّ الآباء على عدم ضرورة شراء كل لعبة لطفلهم . فصوت
دقات الساعة وصوت رنة التلفون تسلي الطفل كثيرا . ويفضلون الصور
البسيطة . كل طفل يظهر رغباته الفردية ولكن معظمهم يستمتعون كثيرا
باللعب بمستحضرات التجميل التي تستخدمها الأم وبساعة الأب وميدالية
المفاتيح . لا تتجاهلي فضول طفلك وحاولي احترام رغباته بالاستقلالية
والاعتماد على الذات
ملخص علم نفس الطفوله(2)
العوامل المؤثرة في النمو
من المعلوم أن حياة أي مخلوق تبدأ بخلية واحدة وهذه الخلية تحمل
الخارطة الوراثية التي تحدد مستقبل الكائن المولود ونوعه وجنسه
يتضمن النمو مجموعه من العمليات البيولوجية وهي تحدث علي شكل
متغيرات من خلال مجموعه من الخصائص
1- المساواة = أي أن المتغيرات تحدث علي شكل متتابع وتدريجي
2- الشمولية = تظهر عند جميع الأفراد دون استثناء
3- التقدمية= تحدث المتغيرات علي التوالي بشكل تقدمي غير قابل
للتراجع
4- الكميه أو الكيفية=أي إن التغيرات تحدث علي شكل تحولات كميه
(ظاهره كالطول ) وكيفيه (غير ظاهره )
العوامل المؤثرة في النمو
يتأثر النمو بثلاث مجموعات رئيسيه وهي :
1- مجموعة العوامل الداخلية مثل الوراثة ,الغدد ......وغيرها
2- العوامل الخارجية مثل البيئة , الغذاء ...وغيرها
3- العلاقة التفاعلية بين العوامل الداخلية والخارجية
العوامل الداخلية
أ/ الوراثة
-العوامل الوراثية العامة (الكروموزومات والموروثات )
جميع البشر متساوون وجميعهم مختلفون:
يتشابهون في الاستعداد الوراثي وخصوصاً في الموروثات أوالجينات ,
ويختلفون باختلاف خصائصهم الوراثية . حيث أن عدد الكروموزومات وشكلها
واحد لدي جميع البشر وهي ثلاثة وعشرين زوجاً من الكروموزومات المتماثلة
, الأزواج الاثنان والعشرون مسؤولة عن الخصائص الجسمية المختلفة أما
الزوج الثالث والعشرون فهو يحوي الكروموزومات المسؤوله عن تحديد نوع
(جنس )الجنين .
وهذه الكروموزومات تحمل الصفات الوراثية من الأب والام بالتساوي
ب- العوامل الوراثيه الفرديه
تنتج الاختلافات الفردية في الجينات الوراثية من الاختلافات في
الأزواج المتقابلة ( الكروموزومات ) فان كانت الأزواج متطابقة ينتج جين
متطابق وان كانت مختلفة ينتج جين غير متطابق
ولايمكن تحديد الجينات المسؤولة عن خصائص السلوك الفردي وذلك لان
الخصائص العامة للفرد تتصل بالعديد من الجينات في وقت واحد. وان كان
هناك محاولات حديثة لفك رموز المخزون الوراثي للإنسان
3-النضج العضوي الطبيعي:
يعد النضج من العوامل المهمة والمسؤوله عن النمو الإنساني وهو يتضمن
عمليات النمو التلقائي ويظهر من خلال تغيرات منتظمة في جوانب عديدة من
النمو الإنساني
الغدد
الغدد الصماء:أو الغدد ألا قنويه وهي تفرز هرموناتها في الدم مباشرة
وظيفتها: 1- تنشيط أنواع كثيرة من السلوك الإنساني وضبطه
2- سرعة النمو 3- النمو الجنسي 4- حماية الأنسان من حالات الخطر
وغيرها
الغدد القنويه:وهي الغدد التي تفرز هرموناتها عبر قنوات خاصة إلى
أنسجة الجسم ومنها الغدة اللعابية ,الدمعية , العرقية ,والدهنية
الغدد المشتركة:وهي التي تفرز هرمونات داخلية وخارجية معا مثل غدة
البنكرياس والغدد الجنسية
من أهم الغدد:
1_الغدة النخامية :من أهم الغدد الصماء وتفرز عدد كبير من الهرمونات
المهمة للجسم مثل هرمون النمو
2- الغدة الدرقية: وهي المسؤولة عن نمو وظائف الجهاز العصبي
3- الغدتان الكظريتان : تقعان فوق الكليتان وتفرز كل منهما إفرازات
خاصة بها وتلعب دور مؤثر في عملية النمو
4- الغدة الصنوبرية: هي غدة صغيرة الحجم تقع تحت الجزء الخلفي
للدماغ وظيفتها هي إن إفرازاتها تعمل علي تعطيل نشاط الغدد التناسلية
قبل مرحلة المراهقة
زيادة الإفراز: يؤدي إلي اضطرابات في النمو وتبكير في النشاط الجنسي
نقص الإفراز: يودي إلي البكور الجنسي
5- الغدد الجنسية: وهما المبيضان عند الأنثى والخصيتان عند الذكر
وهذه الغدد مسؤولة عن إفراز الهرمونات الجنسية حيث يتم الإفراز
بطريقتين داخليه وخارجية.
6- الغدة التيموسية: تقع تحت تجويف الصدري خلف عظام القص وتكون اكثر
نشاطاً في مراحل الطفولة الأولى ثم تبدأ بالضمور مع تقدم العمر
* مجموعة العوامل الخارجية:
1-العوامل البيئية:
أ- عوامل مادية (طبيعية )محيطة:
وهي جميع العوامل الفيزيائية أو الكيميائية التي تؤثر بشكل مباشر
علي العضوية. ومثال عليها بيئة الحمل, العناصر الغذائية, والعلاقة بين
الموروثات والسلوك الإنساني وجميع هذه العوامل تتأثر بشروط المحيط
الاجتماعي للفرد.
ب-العوامل الثقافية الاجتماعية:
:يلعب المحيط الثقافي دوراً كبيراً في النمو الاجتماعي لأنه يساعد
في بناء المهارات والقدرات المعرفية وفي تدعيم الدافعة وتكوين
الاتجاهات والمواقف
2-الغذاء:
يعتبر الغذاء مصدر أساسي للطاقة عند الإنسان وهو يساعد علي نمو
الجسم وتكوينه فلا بد أن يكون الغذاء متكامل وغني في عناصره حيث إن نقص
الغذاء يؤدي إلي تأخر نمو الفرد واصابته بالأمراض.
3- النضج الوظيفي المرتبط بالتعليم ( الخبرة):
النضج الوظيفي هو مقدرة الأعضاء الداخلية علي أداء وظيفتها أما
التعلم فهو التغير الدائم في السلوك الناتج عن فاعلية الفرد أو
الملاحظة والتدريب
وبتالي فان النضج والتعلم مرتبطان ومتفاعلان في عملية النمو فلا
يمكن أن يحدث تعلم دون نضج ولا يحدث نمو دون تعلم وكذلك فان أنواع
السلوك بمعظمها لا تنمو دون نضج وتعلم معا
ًالعلاقة التفاعليه ( التبادلية )بين العوامل المؤثرة في النمو:
هناك نوعين من التأثير المتبادل بين العوامل المؤثرة.
أ- التغاير والتباين بين العوامل المؤثرة في النمو :وهي أن تأثير
عامل ما يتباين ويختلف مع عامل أخر مثل اختلاف جنس الطفل وبين أسلوب
التربية الأسرية وبالنسبة للعلاقة بين الوراثة والبيئة نجد الاختلاف
يظهر بين نوع الموروثات وبين شروط البيئة
ب- التفاعل بين العوامل المؤثرة في النمو:يقصد به إن تأثير أي عامل
علي الخصائص الخارجية يختلف تبعا لنوع العامل الأخر الذي إلي يتفاعل
معه,
النمو في المراحل المختلفة
أولاً- المرحلة الجنينيه:
1- الحمل وبداية الحياة:يبدأ النمو عندما تتم عملية الإخصاب وهي
التحام الحيوان المنوي مع البويضة لتتكون البويضة الملقحة ( الزيجوت)
2- أطوار تكوين الجنين:
ا- مرحلة البويضة الملقحة :وهي عند التحام الحيوان المنوي مع
البويضة
ب-مرحلة المضغة:من نهاية الأسبوع الثاني حتى نهاية الشهر الثاني
وتحدث فيها مجموعتان مهمتان
1- تشكل المشيمة 2- تمايز التراكيب الجسمية للكائن الحي
ج- مرحلة الجنين (الحميل ): وهي من عمر ثلاثة أشهر حتى الولادة.
العوامل المؤثرة في نمو الجنين:- هناك ثلاث مجموعات من العوامل
المؤثرة
-1العوامل الوراثية: عند تكون الخلية الأولى فإنها تحوي علي (46)
جسيماً صبغياً 23 من الأم و23 من الأب وتتكون علي شكل (23 زوجاً ) 22
متماثلة أما الزوج (23) فيحوي الصبغين الذين يحددان جنس الجنين . وكل
زوج من هذه الأزواج يحمل الموروثات المتقابلة من الأم والأب .فإذا حدث
خلل في التقاء الجسيمات فانه قد يسبب صرر كبير وحدث الإجهاض أما إذا
كان الخلل بسيط فينتج عنه الأمراض الوراثية مثل التالي
أ- العامل الريزيسي: وهو مرض دموي يصيب الجنين بسبب اختلاف نوع عامل
الريزيسي في دم الجنين عن ذات العامل في دم أمه
ب- تناذر داون ( المنغوليه):وهو مرض ينتج عن خلل في مجال الجسيمات
الصبغيه وبالتحديد في الزوج (21) حيث يظاف إليه جسيم صغير ثالث.
ثانياً العوامل البيئية
1- مشكلات سوء التغذية لدي الأم الحامل .
2-التأثير الإشعاعي 3- عمر الأم
4- تأثير الكحول والمخدرات والادويه. 5- الصحة العامة للأم
6-موقف الأم من الحمل 7- الوضع النفسي للأم الحامل.
ثالثاً العوامل الولاديه:
وهي مجموعة العوامل التي تحدث أثناء الولادة وقد تؤدي إلي أضرار
تصيب الطفل منها
1- نقص الأكسجين 2- الصدمات الجسدية
3- الالتهابات التي تصيب الجنين
مرحلة الولادة والرضاعة:
تعد عملية الولادة مهمة من ناحيتين النفسية والمادية وقد يحدث أثناء
عملية الولادة بعض المشاكل التي تؤثر علي الجنين
أهمية الرضاعة المبكرة:
يعتبر حليب الأم هو الحليب المثالي للوليد وهو يتناسب مع جميع مراحل
النمو للوليد
قدرات الطفل الوليد: القدرات الجسدية للطفل محدودة وتحكم حركاته
مجموعه من الأفعال الانعكاسية
ب- مرحلة الرضاعة أو ما يسمي بسن المهد:- وهي الفترة الممتدة من
أسبوعين إلي سنتين ومن أبرز خصائص سرعة النمو الجسمي والنفسي والعقلي
والحركي
ت-
ثالثاً مرحلة الطفولة المبكرة:-
وهي المرحلة ما قبل المدرسة من 2-6 سنوات وتعد من أهم مراحل الحياة
لما لها من اثر كبير في تكوين السلوكيات والطباع التي سوف تميز الطفل
ومن أهم خصائص هذه المرحلة سرعة التغيرات التي تحدث في مظاهر النمو
المختلفة.
فــرط الحــركــة وقلـة الانتـباه
عــند الأطـفال ..إضطراب نفسي وسلوكي بحاجة لبرامج تربوية جديدة(3)
تعتبر ظاهرة فرط الحركة وقلة الانتباه اضطراباً نفسياً وسلوكياً
يصيب الاطفال في سن المدرسة الابتدائية وما قبلها وتبلغ نسبته في
العالم حوالي 15% بين اطفال العالم والعراق معظمهم من الذكور ويحدثنا
الدكتور حسن علوان بيعي خبير منظمة الصحة العالمية المشرف على مشروع
الدعم النفسي والاجتماعي لاطفال وعوائل ومعلمي بابل وكربلاء والمكلف
بتشخيص هذه الحالات موضحاً ان انتباهة الطفل الطبيعية تتراوح من 3-5
دقائق لكل سنة من عمره علماً بان الطفل في الروضة يحتاج الى فترة 15
دقيقة كفترة انتباه متواصلة فيما يحتاج الطفل في الصفين الاول والثاني
الى 20 دقيقية فقط كفترة انتباه.
عدم تعلم الانصات
وحول الاعراض الاكثر شيوعاً للاطفال المصابين بفرط الحركة قال
الدكتور بيعي ان اهم الاعراض هو عدم تعلم الطفل الانصات عندما يتحدث
الاخرون كذلك عدم انتظار دوره في الاشياء او عدم اكمال أي عمل يقوم به
اما اذا قاطعهُ احد فانه لا يعود لاكمال ما بدأ به مطلقاً.
ان هذه الصفات تعتبر غير طبيعية عند الاطفال اذا تكررت بكثرة وخاصة
بعد السنة الرابعة من عمره.
فرط النشاط الحركي
يصاحب نقص الانتباه في حوالي 80% من الذكور و50% من الاطفال الاناث
نشاط زائد "فرط النشاط الحركي" مع الاندفاع والعجلة في التصرفات وعدم
الهدوء تصرفات غير هادفة او ما يسمى بالعامية "طفل حرك" وتكون هذه
الحالات مصحوبة عادة بعجز تعليمي عند 50% من هؤلاء الطلبة رغم ان نسبة
الذكاء عند هؤلاء عادة تقع في المعدل الطبيعي ان هذه الحالة والكلام
للدكتور حسن تعتبر من اكبر العادات النمائية او التطورية شيوعاً
والمقصود بالنمائي هو ان هذا العجز او الاعاقة ينشأ بسبب تأخر نمو المخ
"نقص النمو" والذي ينتج عنه ضعف في السيطرة على النفس وبالتالي الحاجة
الى ضوابط خارجية من الوالدين والمعلمين وعناية خاصة لفترة اطول من
الفترة المعتادة وغالباً ما تكون لهذه الحالة أسباب وراثية او كرد فعل
للفوضى المنزلية.
المجتمع يتحمل
يتحسن حال الاطفال المصابين بهذه الحالة بشكل ملحوظ اذا تفهم
الوالدان والمعلم المشكلة وقاموا بتوجيه الطفل توجيهاً سليماً يحفظ له
ثقته بنفسه وعندما يصل هؤلاء الاطفال سن البلوغ تكون فترة الانتباه
لديهم جيدة ولكن يبقى القلق هو السمة الغالبة التي تسيطر عليهم وقد
تبقى نسبة قليلة منهم لا يستطيعون التخلص من مشكلة فرط الحركة ولقد
اعتاد المجتمع على تحمل مثل هذه الطباع عند البالغين ولكن المشكلة التي
تواجه اطفال العراق في الوقت الحاضر هي سوء المعاملة من قبل الوالدين
والمعلمين خاصة لمثل هذه الحالات وعدم معرفتها او تشخيصها المبكر وقلة
الوعي في التعامل مع هذه الحالة بشكل تربوي سليم.
* ما دور مشروع الدعم النفسي في تشخيص هذه الحالات؟
- استطاع المشروع تدريب 317 معلماً في كربلاء وبابل من اجل زيادة
معارفهم في تشخيص هذه الظاهرة المنتشرة بين تلاميذ المدارس الابتدائية
خاصة واتباع الاساليب العلمية الصحيحة في العلاج السلوكي واحالة
الحالات الشديدة الى المختصين في الطب النفسي عند الضرورة علماً أن
هنالك علاج متوفر في اغلب دول العالم لهذه الحالة وهو "مثيل فينيديت"
وتوجد ادوية اخرى غيره الا انها جميعاً غير متوفرة في العراق للاسف
الشديد.
يمكن تلخيص الارشادات بما يلي:
- تقبل محدودية قدرات الطفل ومعرفة ما لديه من نشاط وطاقة موفورة
وان نشاطه الزائد ليس عن عمد لذلك يجب ان لا يوجه للطفل أي نقد لمحاولة
الحد من طاقته فقد يؤدي ذلك الى نتائج عكسية خطرة وعلينا كمربين التحلي
بالصبر والروية.
*ضرورة توفير منافذ للطفل كي ينفس فيها عن طاقته الزائدة كالرياضة
والمشي
*تجنب اصطحاب مثل هؤلاء الاطفال للاماكن العامة التي تكون فيها
حركاته غير ملائمة ومحرجة كالمطاعم والمساجد كي لا يتعرض للزجر
والتوبيخ من قبل الاهل والآخرين
*يجب تطبيق نظام تربوي مدروس لاجل حماية الطفل وعدم تعرضه لأية
اضرار وكذلك عدم قبول السلوك العدواني له مثل الركل والضرب والعض
وتعويده على الالتزام بقواعد قليلة وواضحة وتعليمه ان يكون اقل عنفاً
خاصة انه يحتاج الى قدوة في ضبط النفس ممن حوله من البالغين لذا يجب
على المعلم ان يوجههُ بصوت فيه نبرة التودد والصدق والواقعية وتعليم
حسن الاستماع وتحفيزهُ على قراءة القصص وتلوين الصور.
*هل من افكار جديدة لحل هذه المشكلة في العراق؟
-ان المدرسة يجب ان تكون مسؤولة عن توفير البرامج المناسبة التي
تعالج فرط الحركة وضعف الانتباه ومن الطرق المساعدة تعليم هؤلاء في
صفوف صغيرة واماكن دراسية منعزلة مع التركيز على التطبيع الاجتماعي في
المدرسة والحارة مع زيادة مهارة المعلمين وتدريبهم وادخالهم دورات في
الدعم النفسي كما هو معمول في محافظة بابل ليقوموا بحل هذه المشكلة
التي تسبب القلق والاكتئاب للكثير منهم وتبقى آثارها النفسية مدى
الحياة. ان العديد من هؤلاء الاطفال في العالم يقضون جزءاً كبيراً من
يومهم مـــــع متخصصين في المعالجة يساعدونهم على تنمية قدراتهم
واحترام ذاتهم واستعادة الثقة بانفسهم.
الإجهاد والضغط النفسي يضران
بالتوازن الغذائي لدى الأطفال(4)
ثبت مؤخرا أن الإجهاد يضر بالتوازن الغذائي لدى الأطفال وأن الذين
يكونون عرضة للإجهاد والضغط النفسي يتناولون أطعمة دهنية ووجبات سريعة
أكثر من غيرهم. ووفقا للدراسة التي نشرتها صحيفة «لو نوفل ابزرفاتور»
الفرنسية فقد قام باحثون من مركز أبحاث السرطان في لندن بمتابعة 4320
طفلا وطفلة معدل أعمارهم12 عاما تم استجوابهم حول استهلاكهم للأطعمة
الدهنية والخضار والفواكه والوجبات السريعة كما تم قياس مستوى الإجهاد
والضغط النفسي لديهم .
ووجدت الدراسة أن الأطفال الأكثر تعرضا للإجهاد يتناولون الأغذية
الدهنية والوجبات السريعة أكثر من الأطفال الآخرين بضعفين كما أنهم
يهملون تناول الخضار والفواكه. وأوضحت الدراسة أن تعرض الأطفال للإجهاد
والضغط النفسي قد يؤدي بالتالي إلى إصابتهم بالبدانة وبأمراض كثيرة
ونصحت الأطفال بممارسة الرياضة للتخلص من الشعور بالضغط والتوتر.
النشاط المفرط» للأطفال عابر أم
مرض؟(5)
الوسلية الفضلى لوصف النشاط المفرط (أو الزائد) لدى طفل معيّن، هي
بمراقبة أفعاله وتصرّفاته. في المدرسة، على سبيل المثال، طفل كمروان
(مصر) أو حبيب (لبنان)، لا يهدأ داخل الصف، ويقاطع المعلّمة، ويجيب عن
الأسئلة قبل طرحها، دفاتره غير مرتّبة، لا ينجز تمريناً كاملاً ويهمل
نصف فروضه. وفي البيت، يتصرّف على المنوال نفسه، لا ينتبه إلى شيء، لا
يجلس أمام طاولة الطعام بهدوء، ليس لديه أصدقاء ولا يدعى إلى حفلة عيد
ميلاد، لا يحترم قوانين اللعب... والأسوأ أنه تعيس ويشعر بأنه لا ينفع
لشيء.
مروان وحبيب نموذجان لطفل نشاطه مفرط. وتصنّف حالتهما، بحسب خبراء
نفسيين أميركيين، بـ «اضطراب نقص الانتباه الذي ترافقه حركة زائدة».
ويقدّم هؤلاء لائحة بتسعة أعراض لعدم الانتباه، منها: لا يصغي عند
التكلّم معه، يتلهى ويشرد بسهولة، ينسى كثيراً... وتسعة أعراض للنشاط
المفرط، منها: يقف كثيراً في الصف، يتكلّم كثيراً... وأعراض الاندفاع،
منها: يقاطع الآخرين، يقاطع الحديث أو اللعب، على ما ورد في مجلة
«سيانس أومان» الفرنسية.
والنشاط المفرط يتدنى في مرحلة المراهقة، وكان يُعتقد أنه يزول في
سن الرشد. ويبقى تحديد هذا الأمر ملتبساً، لأن نسبة الأطفال ذوي النشاط
المفرط الذين يبقون على هذه الحال عندما يصبحون راشدين تتفاوت من 4 في
المئة إلى 66 في المئة. ومردّ ذلك إلى أن الأعراض لا تعود نفسها.
فالنشاط المفرط المحرّك يتناقص ويمكن السيطرة عليه، ولكن، يبقى
الالتهاء وصعوبة التنظيم. والراشدون يتدبّرون أمورهم بأنفسهم.
التشخيص
ويشخّص النشاط المفرط لدى الطفل بتضافر عدد من الأعراض (6 على
الأقل) من كل لائحة. والأسباب مختلفة وأحياناً متضاربة، منها أن الدروس
صعبة جداً أو سهلة جداً بالنسبة الى الطفل، أو أنه أصيب بصدمة أو بأرق
مزمن أو إحباط، أو أنه لا يتحمّل بعمره متطلبات محيطه، أو أن أهله
يعيشون في ظروف صعبة أو في الفوضى... وحده فحص معمّق يأخذ في الحسبان
ضروف عيشه وتاريخه الشخصي، يسمح بوضع التشخيص. ويكشف الفحص العيادي
الاضطرابات المتّصلة بالنشاط المفرط، مثل القلق والإحباط والأرق
والانقباض وزيغ البصر.
مرض وهمي!
يعتقد بعضهم أن النشاط المفرط مرض من اختراع الولايات المتحدة
لمساعدة المختبرات على بيع عقاقيرها، لولا أن أولى توصيفاته العيادية
ظهرت في أوروبا، في نهاية القرن التاسع عشر. لكن ما أثار الشكوك بأن
النشاط المفرط مرض وهمي هو أن أسبابه لا تزال مجهولة وأن التشخيص يتم
على مستوى السلوك والتصرفات التي، إذا ما وضع كل منها على حدة، توجد
لدى الأطفال الطبيعيين. إلاّ أن مميزاتها وانحصارها في شخص واحد تؤدي
إلى تشخيص النشاط المفرط. وهو على درجات، فلا حدود بين النشاط المفرط
والنشاط العادي.
ولمّا دخل في التشخيص عامل خارجي، وهو متطلبات المجتمع، افترضت
مجموعة من علماء الإناسة أن النشاط المفرط له حسنات، ما قبل التاريخ،
للصيادين. ثم تطوّر ليغدو من المساوئ في المجتمعات الخاملة (الحديثة)،
حيث بات التعليم المدرسي يستدعي الانتباه لأوقات طويلة، حتى بات
مرَضيّاً.
خلاصة القول: إذا ظهرت أعراض هذا «المرض» يكون مصدراً للعذاب وسوء
العلاقة مع المحيط، وعندئذٍ، لا مناص من معالجته، مهما كان توصيف
الاضطراب.
وثمة دواء للنشاط المفرط يدعى «ريتالين»، وبعضهم يرى فيه ضرباً من
المخدرات. وهو يقلل الإثارة وعدم الثبات، ويزيد الانتباه والتركيز،
لكنه مثار جدل في الولايات المتحدة وأوروبا.
اللعب التمثيلي: هل يطور قابليات
الطفل؟(6)
يعد اللعب التمثيلي او الدرامي عنصرا هاما في نمو الاطفال وتعلمهم
خصوصا خلال فترة ما قبل المدرسة ولذلك فان كل نشاط تعليمي يجب ان يأخذ
بنظر الاعتبار اللعب التمثيلي ودوره في حياة الطفل، فاللعب التمثيلي
يحطم كل القيود المفروضة على الاطفال فهم يبتعدون عن انفسهم ويأخذون
ادوار الاخرين ويبتدعون مواقف وحركات جديدة تنسجم مع مواقف اللعب وهم
حينما يقومون باللعب التمثيلي فانهم يعمقون فهمهم للعالم ويطورون
مهارات جديدة.
ما اللعب التمثيلي؟
اللعب التمثيلي هو تلك النشاطات التي يقوم بها الاطفال محاولين
تقليد ادوار الكبار وحياتهم واعمالهم من خلال تقمص شخصياتهم واساليبهم
في التعامل مع مفردات الحياة، كان يحاول الطفل تقليد الطبيب الذي
يعالجه او سائق السيارة او اي دور اخر يلاحظه وفي مراحل مبكرة من اللعب
التمثيلي فان الاطفال يقلدون الحركات التي يقوم بها الاخرون مثل التحدث
بالهاتف وقيادة السيارة وفي مراحل متقدمة يكونون قادرين على استعمال
الكلمات لوصف الحركات التي يقومون بها، كان يجلس الطفل على المنضدة
ويقول انا طبيب ويسأل الاخرين عن ماذا يشكون؟.
يمكن ان يسهم اللعب التمثيلي في تطوير مهارات عدة لدى الاطفال وضمن
مجالات النمو المختلفة.
المجال الانفعالي الاجتماعي:
عندما يقوم الاطفال باللعب التمثيلي فانهم ينسجمون ويتعاونون
ويتفقون ويتناقشون فيما بينهم يمارسون نشاطات اجتماعية لمجتمع الكبار
كما انهم يقومون باعادة خلق للخبرات والتغلب على مخاوف المواقف
الجديدة، وقد اظهرت الدراسات ان الاطفال الذين ينخرطون في اللعب
التمثيلي يميلون لاظهار تعاطف اكثر مع الاخرين وذلك يعود لممارستهم
ادوارا مختلفة اذ ان التعاطف هو قدرة الفرد على ان يضع نفسه مكان
الاخرين ويوفر اللعب التمثيلي فرصا لوضع الطفل نفسه مكان الاخرين، كما
واظهرت الدراسات ان هؤلاء الاطفال الذين يمارسون اللعب التمثيلي كانوا
اقل عدوانية من اقرانهم الذين لم يمارسوا هذا النوع من اللعب، كما يسهم
اللعب التمثيلي باظهار قابلية الطفل على التكيف مع المواقف الجديدة
ويعلمه كيف يحترم القواعد والاخرين ويشجعه على استعمال مهارات التفكير
في حل الصراعات والنزاعات التي تواجهه اثناء مواقف اللعب.
اما في مجال النمو الجسمي: فانه يطور المهارات الحركية عندما يقوم
الاطفال باللعب بالدمى وتبديل ثيابهم ويقوي التآزر الحسي الحركي.
في مجال النمو العقلي: فان الاطفال عندما يقومون باللعب التمثيلي
يخلقون الصور في عقولهم عن الخبرات الماضية وهذه الصور هي عبارة عن
تفكير مجرد وبهذا فان اللعب التمثيلي يطور قابليات التفكير المجرد عند
الاطفال، كما انه يطور مهارات الرياضيات لديهم عندما يلعبون لعبة البيع
والشراء ويعلم الاطفال المرونة في التفكير ويساعدهم على توظيف خبراتهم
في المواقف الجديدة ويعطيهم فهما للوقت ويجعلهم يكونون قيمة للاشياء.
اما في النمو اللغوي: فان الاطفال عندما يندمجون في اللعب يستعملون
اللغة لتوضيح الاشياء التي يعملونها ويسألون ويجيبون على الاسئلة وهم
يوظفون اللغة لكي تلاءم الدور الذي يختارونه ويقومون باستعمال القراءة
والكتابة عندما يتطلب الدور منهم ذلك وهذا يجعلهم يستعملون مفرداتهم
الخاصة وبذلك تزداد ذخيرتهم اللغوية.
ولكي يدخل الطفل عالم اللعب التمثيلي فانه في البداية يحتاج الى
تنظيم البيئة التي يلعب بها ويفضل ان تكون البيئة التي يلعب بها مشابهة
للبيت بحيث يحتوي على اثاث للمطبخ والحمام وغرفة المعيشة اذ يحقق هذا
التشابه بين العالم وعالم اللعب اكبر فائدة من اللعب التمثيلي ذلك ان
الاطفال يألفون هذه الموضوعات التي تتعلق بحياة العائلة ويتعاملون معها
بفاعلية.
ان اغلب الاطفال يتشاركون في خبرات عامة مثل طبخ الطعام والتحدث في
الهاتف ومن ثم فان الاطفال ينطلقون من هذه المواقف ليقوموا بتوسيعها
الى مواقف اخرى مثل التسوق من البقال والذهاب الى الطبيب ولكي يقوم
الاطفال بتوسيع هذه الخبرات فهم بحاجة الى الدعم والاسناد كما يجب ان
يشجع الاطفال على الانتقال الى مواقف جديدة من خلال استثارتهم لأخذ
ادوار جديدة على ان تكون هذه الادوار منسجمة مع رغباتهم وميولهم بحيث
يحقق الطفل اكبر قدر من الانسجام مع هذه الادوار.
اختيار الالعاب المساهمة في استثارة اللعب التمثيلي:
في عملية اختيار الالعاب التي تسهم في استثارة اللعب التمثيلي يجب
ان نأخذ بنظر الاعتبار قابليات الطفل وامكاناته ومرحلة نموه اذ يجب ان
يبدأ الاطفال في التعامل مع اللعب التمثيلي بالاعتماد على الاشياء
المحسوسة والحقيقية بناء على المرحلة العقلية التي يمرون بها ولهذا
فانه يجب ان تقدم لهم في البداية اشياء محسوسة وحقيقية كالهاتف
والصناديق الفارغة والسيارات وغيرها من الالعاب المحسوسة.
كما ويجب ان تقدم الالعاب التي تعكس ثقافة المجتمع وقيمه وتقاليده
فلكل مجتمع خصوصيته ولذلك فان الالعاب التي تتفق وخصائص المجتمع الذي
يعيش به الطفل تسهل عملية انضمام الطفل الى مجتمع الكبار، اذ ان مهمة
اللعب بصورة عامة تهيئة الطفل للانضمام الى عالم الراشدين.
كما يجب ان تكون جميع ادوات اللعب امنة ونظيفة وان لا تكون من اللعب
التي تسقط اجزاؤها بسرعة او تنكسر بسهولة اذ ان اللعبة يجب ان تستحوذ
على اهتمام الاطفال لكي يندمج في الدور الذي يؤديه من خلالها والاطفال
غالبا ما يفقدون اهتمامهم بالاشياء التي تفقد اجراءها بسرعة.
ولان هناك اشياء كثيرة تدخل في اللعب التمثيلي لذلك فان من الاهمية
بمكان تنظيم هذه الاشياء اذ يجب ان ترتب هذه الاشياء بصورة منطقية لكي
تشجع الاطفال على الابتكار وتمكنهم من الاستقلال ومساعدة بعضهم بعضا
ويجب ان توضع اشياء الطفل التي يستعملها في اللعب التمثيلي في اماكن
يسهل الوصول اليها لان الاطفال اذا ما وجدوا العابهم بسهولة ينصرفون
الى اللعب التمثيلي ويقضون فيه اوقاتا اطول.
الغيرة بين الأبناء لماذا تحدث،
وكيف نتعامل معها؟(7)
تعتبر الغيرة إحدى المشاعر الإنسانية الطبيعية عند الطفل، فالقليل
منها تشكل له دافعاً نحو التطور والمنافسة، لكن الكثير منها يفسد
الحياة. و يعتبر السلوك العدواني والأنانية أثر من الآثار الناجمة عن
الغيرة عند الأطفال وقد تصبح عادة تظهر بصورة مستمرة، وهنا تصبح مشكلة
لا بد من الوقوف عند أسبابها وعلاجها..
كيف تتكون الغيرة ؟
عندما يقترب موعد ولادة الطفل الثاني في الأسرة، يتم استبعاد الأول
عن والدته خلال فترة مكوثها في المستشفى وعند عودتها إلى البيت تكون
مُجهدة وترغب في الاستراحة، لكن الطفل يكون تواقاً لحنانها الذي افتقده
خلال الفترة الماضية فلا تجد وقتاً لمنحه هذا الحنان، وبعد استراحتها
تتوجه العناية إلى المولود الجديد، ويقل الوقت الذي تعطيه للطفل
الكبير، ويصل الأهل والأصدقاء للتهنئة بالضيف الجديد الذي أعطي له كل
الوقت وسلطت حوله الأضواء بعد حجبها عن أخيه، حيث يكون باستمرار في
حضن والدته.
فيذهب الأكبر إلى سريره مكسور الجناح وفي ذهنه أنه قد فقد حب أمه
له، وبعد أن يكبر قليلاً يلاحظ أنه يُعاقب لأشياء يُسمح لأخيه الصغير
أن يفعلها ولا يعرف سبباً لذلك أو أنه أصغرُ من أن يعرف السبب، ويتنامى
لديه الشعور بالغيرة يوماً بعد يوم نتيجة المقارنة أو التفضيل.
أسباب الغيرة عند الأطفال:
أ ـ ضعف الثقة بالنفس:
إن ضعف الثقة بين الطفل ومن حوله يشكل عاملاً مساعداً على ظهور
الغيرة. كذلك ضعف ثقة الطفل بذاته وبقدراته يؤدي للشعور الشديد بالغيرة
كونه ينظر إلى الآخرين دوماً بأنهم أفضل منه ولا يستطيع إدراك قدراته
الشخصية التي يتميز بها عنهم. خاصة عندما يكون هذا الطفل معاقاً أو
مريضاً وشاعراً بالاختلاف بينه وبين الأطفال الآخرين.
ب ـ ولادة طفل جديد :
يلاحظ أن الطفل في أول حياته يسترعي في العادة انتباه الجميع ،
ويشعر بأن كل شيء له ، وكل انتباه موجه نحوه. لكن هذه العناية الكبيرة
قد تتوقف عنه فجأة أو بالتدريج كلما كبر وقد تنتقل إلى المولود الجديد
أو إلى شخص آخر في الأسرة.
هذا التغيير قد يترتب عليه الميل إلى الانتقام أو الشروع في سلوكات
يترتب جذب العناية والانتباه إليه مرة أخرى: كالبكاء أو التبول
اللاإرادي أو التمارض … الخ.
ج ـ تمييز معاملة بعض الأبناء عن البعض الأخر أو بين الذكور والإناث
:
مما يخلق الغرور عند بعض الأبناء، ويثير حفيظة وغيرة البعض الآخر.
وقد تظهر أعراضه في صور أخرى في المستقبل، ومن أشكال التمييز أيضاً
إعطاء امتيازات كثيرة للطفل عندما يكون مريضاً أو معاقاً مما يثير
الغيرة في الأخ الصحيح وتمنيه المرض أحياناً وكراهيته للطفل المريض.
الآثار التي تترتب على غيرة الطفل:
يظهر الطفل الغيور مشاعر عدم العادة بشكل عام نتيجة شعوره بأنه فقد
الحب والحنان الذي كان يحظى به من والديه، وقد تتحول هذه المشاعر إلى
سلوك عدواني إما نحو الطفل الصغير الذي يعتبر منافساً له بعد أن استولى
على عرشه في حضن أمه، أو موجهاً نحو الوالدين أو الممتلكات الشخصية
بمحاولة إتلافها وتخريبها، إضافة إلى التقلب المزاجي وعدم الرضا
بالهبات التي قد تقدم له من المحيطين مهما كانت غالية الثمن كمحاولة
منهم عن تعويضه بما فقده من حنان، وإن قبلها فيكون ذلك وقتياً وسرعان
ما يتذكر الهبة الأكبر التي فقدها وهي حضن الأم الدافئ التي لا
يستبدلها بأي ثمن.
ومن الأعراض التي قد تنجم عن الغيرة حالة التبول اللاإرادي التي لم
تكن موجودة من قبل، وكأن الطفل يتمنى أن يرجع إلى المرحلة العمرية
السابقة لتعتني به أمه كما تعتني بأخيه الصغير، وها السلوك ما هو إلا
واحد من سلوكيات لفت الانتباه التي يلجأ إليها لطفل لمطالبه والديه
بحقه المفقود.
وفي هذه الحالة على الأم أن تبذل كل المحاولات لجعل طفلها سعيداً
وذلك عن طريق تحاشيها التأنيب التوبيخ والعقاب الذي قد يزيد المسألة
تعقيداً، حتى لو أصاب أخاه الصغير بسوء, فكل هدفنا أن نجعله يلعب معه
ويساعد أمه في خدمته بدلاً من أن نعزله عنه فنربي بينهما الكره منذ
الصغر، ففي حالة ضربه أو إصابته له لتأخذه الأم بعيداً في تلك اللحظات,
وتجعله مشغولاً, دون أن تؤنبه بل تعطيه الحب والأمان.
يمكن استثمار ظاهرة الغيــرة بهـدف :
- إيصال الطفل الكبير لمراحل متقدمة من النضج، وذلك بأن نغرس في
نفسه أنه أصبح كبيراً ناضجاً وأنه يعتمد عليه في رعاية أخيه الصغير
وأنه سيكون قدوته الذي يتعلم منه.
- ويمكن تكليف الكبير ببعض الواجبات ومنها رقابة أخيه الصغير ، حتى
يشعر بأنه لا زال محبوباً وموضع اهتمام والديه وأن ولادة أخيه لم تؤثر
على ذلك.
- يمكن استثمار الغيرة بين الأطفال أيضا في توليد المنافسة
الايجابية للوصول إلى الأفضل على أن لا تصل المنافسة لمستوى الصراع
ودون مقارنة الأطفال بعضهم ببعض واحترام قدراتهم جميعاً.
للتقليل من ظاهرة الغيرة على الوالدين اتباع ما يلي :
- التمهيد لاستقبال المولود الجديد، وخلق علاقة من الحب بين الأخوة،
حتى إذا ما جاء المولود شعر أخوه أنه محبب إلى نفسه و ليس منافساً له.
- الاقتصاد في إظهار الحب والعطف للمولود الجديد خاصة أمام إخوته.
- التقليل من مدح بعض الأبناء أمام إخوانهم ويجب اعتبار كل طفل
شخصية مستقلة ، لها مزاياها واستعداداتها الخاصة.
- المساواة في التعامل بين الذكور والإناث، لأن التفرقة تثير الغيرة
وتؤدي إلى الشعور بكراهية البنات للجنس الآخر في المستقبل.
- عدم المبالغة في إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض فتجعله
يتمارض أكثر و يثير الغيرة في إخوته نحوه.
- الاستمرار في رعاية الطفل الأول ومحبته وتلبية حاجاته الضرورية.
- عدم إشعار الكبير بأن الوقت والاهتمام المعطى لأخيه الصغير يشكل
عائقاً أمام تحقيق رغباته.
- تكليف الطفل الأول بمجموعة من المهام التي يقوم بها تجاه أخيه
الصغير، وحمايته وإعطائه بعض الهدايا.
- عدم المقارنة بين الأبناء على مختلف قدراتهم وميولهم وأعمارهم،
ومراعاة حاجات كل منهم بما يتناسب وطبيعة المرحلة العمرية التي يمر
بها.
وخلاصة القول أنه يجب مراعاة الفروق الفردية الدائمة بين
الأخوة مهما تكن و عدم استثارة المقارنات الفردية المؤدية إلى الغيرة،
و لا يمنع ذلك بالطبع من إظهار النواحي الطيبة ونقاط القوة في كل منهم،
ومحاولة تنميتها والعناية بها.
ويبقى حضن الأم الدافئ الحنون الذي لا يخذل الطفل مهما كبر هو ملاذه
الأول والأخير والذي يتعامل مع مشكلاته النفسية والاجتماعية التي
تواجهه، ويدعمه للتغلب على كل أشكال القلق والخوف وضعف الثقة بالنفس
عنده، بما يزيد من فرص النجاح ويقلل من خبرات الفشل، وينمي القدرة على
التعاون الاجتماعي بينه وبين أقرانه ومحبتهم.
منابع السلوك السيىء عند الأطفال(8)
قد يتساءل الوالدان ، وهذا التساؤل له ما يبرره كل التبرير ، لماذا
يلاحظ على بعض الأطفال خلال مرحلة طفولتهم بعض السلوك العابر المزعج
والمسيء للأهل ، بينما يعتري البعض الآخر أنماط السلوك السيىء بحيث
يخلق مثل هذا السلوك بالنسبة للوالدين مشكلة دائمة ، وأعباء تربوية
مرهقة مضنية ؟
الذي لا جدال فيه أن السلوك المقبول التكيفي ، والآخر
السيئ المنافي المرفوض ، إنما يتعززان بالإثابات والمكافآت التي
يتلقاها الأطفال من قبل الوالدين خلال العملية التربوية . ففي بعض
الأحيان ، وبصورة عارضة ، قد يلجأ الوالدان إلى تقوية السلوك السييء
الصادر عن أطفالهما بدون أن يعيا النتائج السلبية السلوكية لهذه
التقوية أو التعزيز ، وهنا يكونان قد خلقا متاعب بأيديهما من جراء هذا
الخطأ في تعزيز السلوك السيئ .
مثالنا على ذلك إغفال الوالدين للولد عدم التزامه بموعد
ذهابه إلى الفراش الذي اعتاد عليه ، وتركه مع التلفزيون يتابع برامجه
التي تجذبه . هذا الإغفال هو إثابة غير مباشرة من جانب الوالدين لسلوك
غير مستحب ينشأ عنه نشوب صراع بين الطرفين من أجل إجباره على النوم في
وقت محدد وبخاصة إذا كانت مدة النوم قليلة بالنسبة للولد ، تجعله في
تعب عصبي يمنعه من القيام بواجباته المدرسية البيتية . لذا فالسلوك غير
المستحب إذا ما تم عدم إثابته أو عوقب من أجله ، فإنه سيظل ضعيفاً غير
مرسخ ولا معزز ، سهل الإزالة والمحو ، وأقل احتمالاً في استمراره أو
ظهوره مستقبلاً .
هناك ثلاث قواعد أساسية ناظمة لتربية الطفل يتعين على
الوالدين مراعاتها . وهذه القواعد سهلة التطبيق ، غالباً ما تجنب
المتاعب السلوكية التي تصد عن أولادهما ، والالتزام بهذه القواعد
يستوجب الاستمرارية واتخاذها نهجا تربويا أساسياً . وهذه القواعد هي :
1- إثابة السلوك المقبول الجيد إثابة سريعة بدون تأجيل . فالطفل
الذي التزم في المكان المألوف العادي الذي عينته له والدته ( المرحاض
)، عليها أن تبادر على التو بتعزيز هذا السلوك ، إما عاطفياً وكلامياً
( المدح والتشجيع والتقبيل ) ، أو بإعطائه قطعة حلوى ، ووعده بمتابعة
إثابته في كل مرة يلتزم بالتبول في المرحاض . والأمر كذلك عند الطفل
الذي يتبول ليلاً في فراشه ، حيث يثاب عن كل ليلة جافة .
2- عدم إثابة السلوك السيئ إثابة طارئة عارضة ، أو بصورة غير مباشرة
. ومثالنا هو الذي الذي ضربناه في البدء .
3- معاقبة السلوك السيئ عقاباً لا قسوة فيه ولا عنف شديد .
ويحسن بنا هنا أن ندخل في شيء من التفصيل لهذه القواعد الثلاث
كيما نصل إلى مدركات الآباء بما يقنعهم بأهمية هذه القواعد التربوية
الهامة ، التي تسهل عليهم تنشئة أطفالهم ، وتوفر عليهم متاعب سلوكية
كبيرة ، وتضفي عليهم متعة تربية الولد، وتدفع عنهم شقاوة التعامل معهم
.
آ- إثابة السلوك الجيد
يتعلم الطفل الكلام ، والاعتماد على ذاته باللباس ، ومشاركة
الأطفال في التسلي باللعب ، لأنه يتلقى الاهتمام ، والإثابة من قبل
الوالدين وأفراد الأسرة ، والمحيط الذي يعيش في كنفه وإطاره . ويقع على
الوالدين بالدرحة الأولى ممارسة الإثابة كنهج أساسي تربوي في تسييس
الولد ، والسيطرة على سلوكه وتطويره تطويراً سليماً ومتكيفاً .
وإيجابية الإثابة في تعزيز السلوك الحسن التكيفي لا تقتصر في الواقع
على الأطفال ، بل هي أداة حفز هام في ترشيد الأداء الجيد ، ورفع وتيرته
، وخلق الحماس ورفع المعنويات ، وتنمية الثقة بالذات عند الكبار أيضاً،
لأنها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية وعلى
هذا فإن الإثابة Reward ، تؤطر السلوك وتحدد منحاه وتوجهاته عند الصغار
والكبار على حد سواء
ثم إن الطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول المتوافق ،
فإن هذه الإثابة تحفزه على تكراره مستقبلاً . وهذا ما نراه عند الكبار
الذين يستمرون في عملهم ، لأنهم يتقاضون أجوراً في نهاية الأسبوع أو
الشهر . والأجور هي إثابة على عمل مقبول من قبل رب العمل بالمعنى
التحليلي .
السؤال المطروح هنا هو : ما نوع الإثابة الواجب استخدامها ، وأي
منها تبدو أكثر فعالية ؟
1- الإثابة الاجتماعية : هذا النوع من الإثابة هو على درجة كبيرة من
الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول المرغوب عند الكبار والصغار
معاً . ونعني بالإثابة الاجتماعية ، الابتسامة والتقبيل والمعانقة
والربت والمديح والاهتمام ، وإيماءات الوجه وتعبيرات العين المعبرة عن
الرضا والحبور والاستحسان . فالعناق والمديح تعبيران عاطفيان سهلا
التنفيذ والأطفال عادة ميالون إلى هذا النوع من الإثابة بالإضافة إلى
التقبيل ، لأن فيهما مضامين عاطفية ، وحنان وحب .
قد يضن بعض الآباء على أولادهم إبداء الانتباه والمديح
لسلوكيات مليحة مستحسنة أظهروها ، إما بفعل انشغالهم المفرط في أعمالهم
اليومية ، فلا وقت عندهم للانتباه إلى سلوكيات أطفالهم ، أو لاعتقادهم
، خطأ طبعاً ، أن على أولادهم إظهار السلوك المؤدب المهذب بدون الحاجة
إلى إثابة ومكافأته . فالطفلة التي رغبت في مساعدة والدتها بإعادة
ترتيب غرف النوم أو في بعض الشؤون المنزلية ، ولكنها لم تقابل على هذا
العون بأيه إثابة من والدتها ، فإنها ، في أكثر الاحتمالات ، لن تكون
متحمسة إلى إبداء هذا العون لوالدتها مستقبلاً تلقائياً .
يبدو المديح فعالاً في تعزيز السلوك المرغوب للطفل . وهنا
يتعين إثابة السلوك ذاته وليس الطفل ، لأن الهدف هو جعل هذا السلوك
متكرراً مستقبلاً فالطفلة التي أعادت ترتيب غرفتها ونظمتها ، يمكن
إثابة سلوكها من قبل الأم بالمقولة التالية :
" تبدو غرفتك فاخرة رائعة ، وتنظيفك لها وإعادة تنظيمها هما عمل
أفتخر به يا حبيبي "
وهذه المقولة لها وقع أكبر في نفسية البنت من القول التالي :
" أنت فتاة جيدة " .
2- الإثابة المادية : إلى جانب الإثابات المعنوية الاجتماعية هناك
المكافآت المادية ، كإعطاء الطفل أو الطفلة الحلوى ، والألعاب والدراهم
، أو إشراك الطفلة في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيراً عن شكرها لها ،
أو اصطحاب الطفل برحلة ترفيهية خاصة ( سينما ، حديقة حيوانات ، سيرك
…الخ ).
ودلت الاحصائيات على أن الإثابة الاجتماعية تأتي بالدرجة
الأولى في تعزيز السلوك المرغوب ، بينما تأتي الإثابة المادية بالدرجة
الثانية ، ولكن هذا لا يمنع من وجود أطفال يفضلون الإثابات المادية .
وفيما يلي الإثابات التي اتضح أن الأطفال يفضلونها :
الإثابات الاجتماعية إثابات النشاط والامتيازات
الإثابات المادية
الابتسامات
لعب الورق مع الأم
شراء بوظة
العناق
الذهاب إلى الحديقة
شراء ساعة
الربت
مشاركة الأب في تصفح كتاب شيق
إعطاء مال
الاهتمام
مساعدة الأم في تحضير الحلوى
شراء لباس
اللمس والاتصال
السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة ليلاً
شراء بالونات
مصافحة اليد
اللعب بالكرة مع الوالد
شراء حلوى خاصة
المديح والإطراء
تنظيم لعبة جماعية مع أفراد الأسرة
شراء حلي
اللمز والغمز
الذهاب لتناول عشاء فاخر خارجاً
وكما ذكرنا يتعين تنفيذ المكافأة تنفيذاً عاجلاً بلا تردد ولا
تأخير ، وذلك بعد إظهار السلوك المرغوب ، والأداء المطلوب ، والتعجيل
بإعطاء المكافأة أو الإثابة الاجتماعية هو مطلب شائع في السلوك
الإنساني ، وعلى الأبوين الامتناع عن إعطاء المكافأة أو توجيه الإثابة
لسلوك مشروط من قبل الطفل ، أي طلب إعطاء المكافأة قبل أداء السلوك
المطلوب . فالإثابة تأتي بعد تنفيذ الأداء أو السلوك المطلوب وليس قبله
.
ب- لا تثب السلوك غير المرغوب فيه بصورة عارضة
السلوك غير المرغوب الذي يثاب حتى ولو كان ذلك بصورة عارضة وبمحض
الصدفة ، من شأنه أن يتعزز ويتكرر مستقبلاً . فالمشاهدات الحياتية تظهر
لنا أن الآباء المنهمكين في أعمالهم ، وليست لديهم الفرص الكافية
ليقضوا جانباً من وقتهم مع أولادهم بصورة منتظمة ، يقدمون إثابات عن
غير قصد ولا بصيرة لأولادهم عند انخراطهم بمظاهر سلوكية منافية
ومرفوضة . ومثل هذه الإثابة الخاطئة تخلق مستقبلاً ، متاعب لهم
ولأولادهم على السواء . ولعل هذا الجانب من سوء التقدير وضعف الفطنة
هو من أكثر الأخطاء شيوعاً في أجواء الأسر . مثالنا على ذلك الأم التي
تساهلت مع ابنتها في ذهابها إلى النوم في وقت محدد ، بحجة عدم رغبة
البنت في النوم وعدم شعورها بالتعب ، فرضخت الأم لمطالبها بعد الرفض
المشفوع بالبكاء والتمتع . وقد سمحت لها الأم إزاء هذا التمتع والرفض
بالبقاء مدة نصف ساعة أخرى ، متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ
ابنتها .
في هذا الوقت تعلمت البنت أن مقدورها اللجوء إلى السلوك
الحرون مستقبلاً لتلبية رغبتها وإجبار والدتها على الكف عن مطالبتها
بالنوم في الوقت المحدد ، بعد ما حصلت على تعزيز لهذا السلوك الرافض،
مستخدمة سلوك الصراخ والبكاء والتمرد وسيلة لتحقيق هذا المطلب .
ومثل هذه السلوكيات تكون متعلمة تماماً على غرار السلوك
المقبول . لذا يتوجب على الوالدين عدم إثابة السلوك غير المرغوب حتى
ولو بدون قصد .
مثال آخر : طفل عمره خمسة أعوام يرغب في شد انتباه أمه إليه ،
وبخاصة عندما تكون منهمكة في شؤون تدبير المنزل ، عمد إلى البكاء بصورة
ملحة ، حتى ضاقت الأم ذرعاً من بكائه المزعج ، فاضطرت إلى التوقف عن
عملها ( وهذا كان مطلبه ) والتفتت إليه توبخه على بكائه غير المبرر ،
ومن ثم استفسرت منه عن الشيء الذي يزعجه . تعلم هذا الطفل أنه عندما
يرغب بشد انتباه أمه إليه ما عليه أولا سوى اللجوء إلى البكاء وقبول
التوبيخ البسيط ، حيث سيحظى في النهاية بمطلبه . وهكذا نجد كيف أن
الإثابة غير المقصودة من جانب الأم على بكائه علمته كيف يبتزها ، فأضحى
سلوكاً رابحاً عنده . فالأطفال والآباء يعلمون بعضهما بعضا السلوكيات
غير المستحبة واللامقبولة .
وثمة مثال آخر عن الطفل العنيد الذي يجبر أمه على الرضوخ
لمطلبه بالبكاء والمزاج الغضوب الثائر ، مما يستأثر بعطفها عليه كيما
يكف عن بكائه فتعمد إلى تلبية طلبه . وهكذا يكون هذا الطفل القوي
الإرادة هو المسيطر على والدته في تلبية كافة طلباته يجعلها منزعجة
وموترة إلى أن يحصل على غرضه .
وأعرف صديقاً لا يستطيع تبديل شريط مسجلة سيارته ، كلما كان
ابنه راكباً السيارة . فيرغمه هذا الصبي على إبقاء شريطه المفضل طوال
فترة ركوبه السيارة ، رغماً عن أنف والديه . فالتساهل في تلبية هذا
الطلب بهدف الكف عن إلحاحه جعله يفرض إرادته عليهما ، نتيجة هذا
التعزيز للسلوك غير المرغوب .
ج- عليك معاقبة السلوك غير المرغوب الصادر عن أولادك
إن التربية الخالية من الألم هي تربية موجودة في الفراغ ،
ومحض تصور لا معنى له على الإطلاق . يحمل الطفل الدوافع والغرائز التي
تنحو نحو الإشباع والتلبية من جانب المحيط . وهذه الدوافع التي تخدم
الذات كثيراً ما تتضارب في وسائل إروائها وإشباعها مع النظم والمعايير
الاجتماعية والأخلاقية السائدة . ويصعب تصور إنساناً تمكن من تمييز ما
يقبله المجتمع من سلوك يصدر عنه ، وآخر مرفوض من هذا المجتمع بدون
إخضاع سلوكه منذ نعومة أظفاره إلى الترشيد الذي يقبله المجتمع .
والعملية الترشيدية – التربوية لسلوك الطفل تقوم بأساسها على تعلم
السلوك المقبول اجتماعياً وتعزيزه وإكراهه على التخلي عن السلوك
المجافي الذي يرفضه المجتمع . وهذه العملية التعليمية لابد وأن تقوم
على الإثابة للسلوك المناسب ، والعقوبة للسلوك المرفوض . وأية عملية
تربوية لا تأخذ بمبدأ الإثابة والعقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة
وعقلانية ، فإن الانحراف في السلوك سيكون نتاج هذه التربية ، بل إن
عملية التكيف الاجتماعي برمتها هي توافق بين الحاجات الشخصية والحاجات
الاجتماعية ، وتوازن بين الأخذ والعطاء في المجتمع . وإذا سلمنا بهذا
المبدأ الجوهري ، يحتم في العملية التربوية – الترشيدية للسلوك معاقبة
السلوك الخاطئ غير المقبول الذي يصدر عن الطفل . والعقوبة يجب أن تكون
مناسبة ( خفيفة ) لا قسوة فيها ، لأن الغرض منها أساسا عدم تعزيز
السلوك السيئ والحيلولة دون تكراره مستقبلاً وليس إيذاء الطفل وإلحاق
الضرر بجسده وبنفسيته من وراء العقوبة ، كما يتصرف بعض الآباء في تربية
أولادهم .
وعلى نقيض ذلك نجد أمهات ( بفعل عواطفهن من الأمومية الطاغية
وبخاصة إذا كان الولد وحيداً في الأسرة ) يعزفن عن معاقبة أولادهن
لسلوكيات خاطئة ، قد تكون خطيرة مستقبلاً على تكيفهم . إنهن يكافئن فقط
السلوك الجيد بينما يعزفن عن معاقبة السلوك السيئ . فالطفل هنا أضحى في
موقف لا يستطيع تقويم السلوك الخاطئ المرفوض ، لأن عدم ردعه جعله يعتقد
أنه سلوك مقبول أيضاً ( السكوت هو إثابة ضمنية ) . إنه مستقبلاً سيكون
عرضة للصراع النفسي بين صد أفراد المجتمع لما يصدر عنه من سلوك مرفوض ،
وبين رغباته الاجتماعية والشخصية . ومثل هذا النقص في التكيف يرتد عليه
بمشاعر الاضطهاد ، وفقدان اعتبار الذات والانسحاب من المجتمع والولوج
في متاهات الاضطراب النفسي .
تأخذ العقوبة مظاهر وتعابير متعددة ، ونذكر منها الأكثر
نجاعة من حيث التطبيق وتحقيق الغرض :
- التوبيخ والتقريع .
- التنبيه لعواقب السلوك السيىء .
- الحجر لمدة معينة .
- العقوبة الجسدية .
امتنع عن العقوبة القاسية المؤذية المعنوية والجسدية كالتحقير
وإنقاص الذات ، أو الضرب الجسدي العنيف المؤذي ، لأن العقوبة القاسية
تؤذي الشخصية ، وتخلق ردود أفعال سلبية تتمثل في الكيد ، والإمعان في
عداوة الأهل من خلال التمسك بالسلوك السلبي غير المرغوب لمجرد الانخراط
في صراع مع الوالدين وتحدي سلطتهما .
وكيما يكون القارئ في سياق ما ذكرناه ، وفاهماً القصد
والهدف ، ومستوعباً القواعد السلوكية في التربية التي شرحناها ، يحسن
بنا أن نضرب أمثلة عن الأخطاء التي قد يرتكبها الأهل بحق أولادهم وفقاً
للقواعد المذكورة :
· مثال عن الخطأ المرتكب في عدم إثابة الطفل على سلوك جيد
الولد ( سامي ) ، في الصف الرابع ابتدائي ، حمل سجل علاماته
المدرسية الباهرة إلى والده الذي كان يقرأ الصحيفة اليومية . تقدم
الولد من والده وهو يبتسم قائلاً : إليك يا والدي إنجازاتي الدراسية
التي حققتها هذا العام ، إنها بلا شك ستسرك جداً . وبدلاً من أن يقطع
الوالد قراءته للصحيفة ،ويبادره بالاستحسان والإثابة . طلب منه الذهاب
إلى والدته ليسألها عن الوقت الذي يكون فيه الطعام جاهزاً ، معتذراً من
الولد لأهمية الموضوع الذي يقرأه في الصحيفة .
· مثال عن الخطأ المرتكب في معاقبة الولد عقاباً عارضاً على سلوك
جيد
البنت ( رنا ) ،رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسرها ، فعمدت إلى غسل
جميع الصحون التي استعملت في فترة وجبة الغذاء ، فقالت لها : أماه ها
قد غسلت جميع الصحون ، ألا يسرك هذا ؟ الأم : لقد حان الوقت لأن تقومي
بعمل كهذا ، ولكن لماذا لم تنظفي الأواني الموجودة في الفرن ، هل نسيتي
ذلك ؟
إن جواب الأم كان عقوبة وليس إثابة ، لأنها أولاً لم تعترف
بالمبادرة الجميلة التي قدمتها البنت لها . وثانياً وجهت لها اللوم على
تقصيرها في ترك أواني الفرن بدون تنظيف بصورة غير مباشرة .
· مثال على إثابة السلوك السيئ إثابة عارضة غير مقصودة
الصبي (ماهر) ، عمره ستة أعوام ، عاد ظهراً إلى المنزل – وقت الغذاء
– وأخبر والدته أنه يعتزم الذهاب إلى المسبح القريب من المنزل قبل أن
يتناول غذاءه مع أفراد أسرته . طلبت منه والدته أن يتناول الطعام ،
ويأخذ قيلولة ومن ثم يذهب للسباحة . رفض ماهر وأصر على تنفيذ ما خططه ،
فهددها بالبكاء والامتناع عن الطعام ، إن رفضت السماح له بالسباحة في
الوقت الذي يريده ، أي الآن . فما كان من والدته إلاّ وأذعنت لمطلبه
قائلة له : أي شيء ولكن لا تبكي ولا ترفض الطعام . اذهب للسباحة كما
تشاء .
· مثال على عدم معاقبة سلوك سيئ
بينما كان الأم والأب جالسين مساء في غرفة الجلوس ، لاحظا كيف اندفع
الابن الأكبر سمير وبعدوانية يصفع أخاه الأصغر على أذنه خلال شجار وقع
بينهما وهما يلعبان الورق . التفتت الأم وقالت لزوجها : هلا عمدت إلى
تأديب سمير على هذه العدوانية السيئة . أجابها الزوج : الأولاد يظلوا
أولاد ، يقتتلون لفترة ومن ثم يعودون إلى الوئام …
وناحية هامة نلفت النظر إليها ، ترتبط بالمشكلات والمتاعب السلوكية
عند الأولاد ، هي أن للحالة الفيزيولوجية – البدنية دورها في السلوك
غير المرغوب . فالطفل الجائع ، التعب ، تنخفض قدرته في السيطرة على
ذاته انخفاضاً مؤقتاً عابراً ، فتقوي هذه الحالة الفيزيولوجية المضطربة
من سلوكه المضطرب . كما وأن بعض الحالات المرضية أيضاً تزيد من
المشكلات السلوكية عند الأولاد عموماً . وهنا يتعين على الآباء التبصر
في المشكلات السلوكية بعلاج أسبابها المرضية البدنية مستعينين بالمشورة
الطبية .
ومهما كانت الأسباب التي تسهم في زيغ سلوك الأطفال واضطرابه ، فإن
القواعد الثلاث الجوهرية التي ذكرناها تظل الدعامة الأساسية في ترشيد
السلوك نحو الوجهة السليمة ، والوسيلة السيكولوجية الفعالة في تربية
الطفل تربية اجتماعية سوية وتكيفية .
" من كتاب كيف تعالج متاعبك من سلوك ولدك 1990 ، للمترجم "
الانسحاب الاجتماعي عند الأطفال(9)
ميل الطفل إلى العزلة ودور الأسرة في تنمية تفاعله الاجتماعي
يعرّف الانسحاب الاجتماعي بأنه الميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي و
الإخفاق في المشاركة في المواقف الاجتماعية بشكل مناسب والافتقار إلى
أساليب التواصل الاجتماعي ويتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات
اجتماعية وبناء صداقة مع الأقران إلى كراهية الاتصال بالآخرين
والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة وعدم الاكتراث بما يحدث فيها، وقد
يبدأ في سنوات ما قبل المدرسة ويستمر فترات طويلة وربما طوال الحياة .
ولأن هذه المشكلة تعكس آثارها السلبية طويلة المدى على شخصية الطفل
مستقبلاً وتحد من تواصله الاجتماعي مع البيئة المحيطة، وتفقده الحصول
على فرص عديدة، فلا بد للوالدين من اتباع مجموعة من التعليمات من أجل
الوقاية من هذه المشكلة وتفادي تفاقمها إن ظهرت بوادرها على الطفل،
وذلك باتباع ما يلي:
( أ ) تعريض الطفل لخبرات تفاعل اجتماعي جديدة :
من الضروري توفير خبرات تفاعل اجتماعي ايجابية مع الآخرين للأطفال
وخصوصاً في المراحل العمرية المبكرة، حيث أن طبيعة المهارات الاجتماعية
والتدريب عليها غالباً ما تتطلب تدريب الطفل في مواقف اجتماعية حية،
وتبين الدراسات أن بالإمكان زيادة مستويات التفاعل الاجتماعي بين
الأطفال الصغار في السن من خلال تنظيم الأبعاد البيئية المختلفة وتجدر
الإشارة إلى أهمية مراعاة مدى مناسبة هذه التفاعلات لعمر الطفل النمائي
وعلى ضوء ذلك فأنت توفر للطفل خبرات التفاعل الاجتماعي حتى يعرف كيف
يستطيع أن يقيم علاقات ايجابية مع الآخرين ويشير بعض الباحثين إلى أن
الأطفال في هذه المرحلة المبكرة من العمر مرحلة الطفولة المبكرة، قد لا
يكونوا قد تعلموا مهارات التفاعل والتعامل مع الآخرين لذا يجب العمل
على توفير أكبر قدر ممكن من التفاعلات الاجتماعية الايجابية.
إنه من الممكن أن تنشأ المشكلات عندما يلعب الأطفال الصغار دون
إشراف، إذ أن كثيراً من الخبرات السلبية مثل الإغاظة أو التخويف أو
الإحراج قد تؤثر على الطفل فتجعله يحاول تجنب الآخرين، إن خوف الطفل من
الآخرين قد يسبب العزلة الاجتماعية، فالطفل الخائف يرغب في الهروب من
مشاعر الخوف و الإحراج عن طريق تجنب الآخرين لأن التفاعل مع الآخرين
يكون مرتبطاً بالشعور بالألم. أيضاً فإن وجود السلطة الوالدية المتوترة
أو الغاضبة غير العطوفة قد تولد رغبة لدى الطفل في الانسحاب. لذا يجب
على الأب أن يتواجد ما أمكن في هذه الفرص حتى يشعر الطفل بالأمن أثناء
التفاعل الاجتماعي مع الآخرين كما أن هذا الوجود يساعد الأب في تحليل
طريق لعب الطفل ويكتشف المشكلات في حال وجودها ويتدخل فوراً، كما أنه
يجب أن تبدأ بتوفير مجموعات اللعب في البداية بشكل صغير ثم تبدأ بزيادة
عدد أفراد هذه المجموعات بالتدريج.
( ب ) توفير نماذج تفاعل اجتماعي :
غالباً ما يتعلم الأطفال من خلال النمذجة لذا احرص على توفير نماذج
تفاعل اجتماعي ايجابية من خلال القصص والتحدث عن خصائص الآخرين
الايجابية واحرص على تعليم الأطفال كيف يكونون على وفاق مع الآخرين
وكيف يتجنبون الشجار والشكوى المستمرة. ويؤكد بعض المختصون في المجال
على أهمية التوضيح، فبإمكانك توضيح النماذج السلبية للأطفال المضطربين
كأن تخبر طفلك عن الأطفال غير المحبوبين وما هي السلوكيات التي يقومون
بها كإغاظة الآخرين و إهانتهم وغير ذلك، ولابد بأن تخبر طفلك عن
الأطفال المحبوبين وما هي خصائصهم لأن ذلك ينمي الشعور بالأمن والثقة
بالذات وبالتالي يزيد من قدرة الطفل على المشاركة في التفاعلات
الاجتماعية.
( ج ) احترام الطفل وتقبله وتقبل أقرانه ذوي السلوك السوي :
عليك أن تقنع الطفل بأنك تهتم به وترغب به ليس فقط من خلال الكلمات
الطيبة بل ومن خلال الفعل فالأسرة هي نموذج قوي وواقعي لتقبل الجماعة
للفرد. فالأطفال الذين لا يشعرون بالانتماء والتقبل في البيت يجدون
صعوبة كبيرة في المشاركة مع جماعة غير مألوفة.
إن العلاقات الأسرية يجب أن يتم تحسينها باطراد في مجالات الدفء
العاطفي الأسري والدعم والانفتاح في التعبير عن المشاعر ويجب تشجيع
الأطفال الكبار على مناقشة علاقاتهم مع الرفاق، وعليك كولي أمر أن تصغي
بتعاطف وتقدم اقتراحاتك ومساعدتك، وفي الوقت نفسه عليك أن تعبّر عن
وجهة نظر ايجابية ومتفائلة حول عضوية الطفل في مجموعة الرفاق، إذ يمكنك
أن تبدي تعاطفاً عندما يتحدث طفلك عن مجموعة من الأطفال لا يسمحون
لغيرهم بأن يشارك باللعب معهم، حيث يمكن مناقشة هذا الأمر مع الطفل
وتبيان الأسباب المتوقعة له كحب هذه الجماعات للبقاء في مجموعات صغيرة.
كما يجب أن تبين للطفل أن هناك تدرجاً في التنقل في المراكز في
الجماعات يعتمد على معايير عدة كالذكاء والمهارات الرياضية بحيث يمكن
أن يفهم الطفل ذلك. وعلى ضوء ذلك يجب أن تنمي في طفلك الثقة بالنفس عن
طريق حرية التعبير عن الرأي وغير ذلك.
( د ) تنمية ثقة الطفل بنفسه وحب المغامرة :
تؤكد العديد من البحوث التربوية على أهمية تعليم الطفل المهارات
الرياضية ودورها في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي، لذا علّم الطفل
مهارات قد يعتبرها الآخرون مهمة كالمهارات الرياضية لأنها تعتبر ذات
قيمة عالية عند الأطفال الأقران، إذ أنه قلما يكون الرياضيون المتميزون
معزولون، كما أنه يجب أن تشجع الأطفال على الاهتمام بهواية أو أكثر
بحيث توفر إمكانيات ممارسة هذه الهواية وعززه على ذلك وبالتالي يشعر
الأطفال بالثقة بالنفس وحب المغامرة ومن ثم سيصبحون قادرين على تحمل
النبذ.
وبالتالي قد يزول أي خجل محتمل أن يكون لديه إذ أنه ثبت أن الخجل
يحول دون التفكير والحديث والتعبير عن وجهة النظر، ويفقد الطفل فرصاً
حياتية كثيرة وبالتالي يؤثر على جوانب النمو الاجتماعي لديه.
................................................
1- موقع الدكتور نجيب ليوس
2- منتديات طلاب الجامعة العربية المفتوحة
3- محمد هادي/ جريدة المدى
4- جريدة الجزيرة السعودية
5- جريدة الحياة
6- د. اسامة حميد حسن/ جريدة الصباح
7- روحي عبدات / الحصن النفسي
8- تأليف : د. لين كلارك / ترجمة : د. محمد حمدي
الحجار/ الحصن النفسي
9- روحي عبدات/ الحصن النفسي
10- المعجم الموسوعي في علم النفس/ نوربير سيلامي |