اكتشافات تعلن عن قرب نهاية مرض الربو

 شبكة النبأ: خلال الخمسة اعوام المنصرمة صدرت من مراكز البحوث العالمية اربعة اكتشافات تتعلق باسباب الاصابة بمرض الربو للاطفال، ولكن اكثرها اهمية الاكتشاف الحديث في تحديد الجين المسؤول عن الاصابة بالمرض حصرا مما يفتح الباب امام امكانية انتاج مضادات للسيطرة والعلاج، وعلى الرغم من احتمال أن تؤدي هذه النتائج إلى التوصل لوسائل علاجية جديدة للربو، إلا أن الخبراء حذروا من البطء في إحراز تقدم علاجي نتيجة للتعرف إلى جينات جديدة.

ونجح فريق بحث علمي دولي قاده باحثون من المعهد الامبراطوري فى العاصمة البريطانية لندن في تحديد جين في الكروموزوم 17 يعد أدق مؤشر حتى الان على اصابة الأطفال بالربو.

وتؤكد الدراسة ان وجود الجين يزيد من احتمالات المرض لدى الطفل بنسبة تتراوح بين 60 و70 بالمئة. بحسب الـCNN.

ويعمل الجين بحسب الفريق العلمي على تغيير كمية وكيفية حضور جين آخر يعد المسؤول المباشر عن اثارة الحساسية وبالتالي مرض الربو لدى الأطفال.

وتتوقع الدكتورة مريم مفاط المشاركة في الدراسة تمكن العلماء من التوصل الى كيفية الحد من نشاط هذا الجين وبالتالي السيطرة عليه مؤكدة ان "المصابين بالربو يمتلكون مستوى عاليا من جين (أو آر أم دي أل 3) المسؤول المباشر عن المرض.

يذكر ان ادارة الغذاء والدواء الأمريكية كانت قد أجازت دواء استنشاق معروف تجاريا باسم (سايمبيكروت) وهو متوفر في الأسواق العالمية والخليجية لعلاج مرض حساسية الصدر "الربو" كعلاج طويل الأمد.

الدور الوراثي أكبر من المتوقع

قال فريق علماء دولي في اعلان جديد هو الرابع من نوعه خلال خمسة اعوام انه اكتشف جينا جديدا من الجينات المرتبطة بقوة بإصابة الأطفال بمرض الربو، إلا ان العلماء ما زالوا يعتقدون بأن الوراثة ما زالت تلعب دورا اكبر مما كان متوقعا في تطور هذا المرض. وجاء اعلان الفريق الذي ضم باحثين بريطانيين بعد ان سبق لعلماء بريطانيين وامريكيين ودنماركيين وسويديين الاعلان عن اكتشاف عدد من الجينات الاخرى التي تتصل بنفس المرض، لكن الكشف الجديد مرتبط فيما يبدو بالربو الذي يصيب الاطفال على وجه التحديد.

ويأمل الفريق الذي توصل إلى هذا الاستنتاج أن يؤدي ذلك إلى تطوير وسائل جديدة في علاج المرض.

وقد تمكن الفريق من خلال دراسته لحالات ألفي طفل أن يحدد الجين المسمى “اورمدل 3” (ORMDL3) الذي تبين وجود نسب عالية منه في دم الأطفال المصابين بالربو.

واتضح من البحث ان وجود أحد أشكال الجين يزيد من خطر الاصابة بالربو عند الأطفال بنسبة 70 في المائة.

وتعرف الباحثون أيضا على مميزات للكروموزوم 17 لها دور في تغيير مستويات الجين اورمدل 3. بحسب تقرير لـ(كونا).

وقالت الدكتورة مريم موفات من كلية امبريال لندن : “اننا واثقون اننا اكتشفنا شيئا مثيرا وجديدا مرتبطا بمرض الربو. ومع ان هذا الاكتشاف الجديد لا يوضح كيفية حدوث المرض، الا انه يساعد على فك الأحجية في العلاقة بين العوامل البيئية والجينية”.

أما البروفيسور ويليام كوكسون من نفس الكلية فقد قال ان النتائج التي تم التوصل اليها مرتبطة بأقوى تأثير جيني اكتشف حتى الآن على الاصابة بمرض الربو.

ولكن كوكسون قال ان كيفية تسبب جين اورمدل 3 بالمرض ما زال غير واضح.

وأضاف كوكسون قائلا: “يمكن العثور على جينات مناسبة في مركبات بدائية كالخميرة، لذلك نعتقد أن اورمدل 3 قد يكون عنصرا من عناصر آلية المناعة، ولا يبدو انه مرتبط بالحساسية”.

وقالت د. فيكتوريا كينج من جمعية الربو في المملكة المتحدة:” سيكون ممكنا من خلال أبحاث كهذه تحديد المخاطر والعوامل الوقائية المرتبطة بالتركيب الجيني للشخص بهدف الوقاية من وعلاج مرض الربو عند الأطقال والكبار في المستقبل”.

يذكر ان فريقا من علماء بريطانيين وامريكيين قد كشف قبل خمسة اعوام عن هوية جين مارق وثيق الصلة بمرض الربو الذي يعاني منه الملايين في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

واقتفي فريق من العلماء البريطانيين والأمريكيين الذين أمضوا خمس سنوات يرسمون خريطة جينات تتألف من 460 زوجا ينحدرون من أصل واحد أثر جين أطلقوا عليه اسم (إيه دي إيه إم 33) أنحوا عليه باللائمة في إصابة المرضى بالحالة التي تؤدي إلى أزمات الربو.

و(إيه دي إيه إم 33) كان أول جين عرف ارتباطه بالحساسية الشديدة للشعب الهوائية أو ارتعاش ممرات الهواء ذات الحساسية المفرطة للأحوال البيئية التي تسبب نوبات السعال الشديدة وقصر النفس لدى مرضى الربو.

وقال البروفيسور ستيفن هولغيت أستاذ الأبحاث بجامعة ساوثامبتون لمجلة “نيتشر” العلمية التي نشرت البحث في حينه ان الشعب الهوائية لدى مرضى الربو تتعرض إلى عدد من التغيرات منها تغلظ جدران الممرات الهوائية وبالتالي تضييق ممر الهواء موضحا ان دراستهم تفترض أن جين (إيه دي إيه إم 33) يلعب دورا في إعادة التشكيل هذا وربما يكون وراء التشوهات التي تصيب وظائف ممر الهواء الربوي.

واوضح هولغيت أن جين (إيه دي إيه إم 33) كان أول جين رئيسي جديد يكشف عن علاقته بالربو باعتباره مكونا رئيسيا لهذا المرض من بين مسح كامل أجري على خريطة الجينات البشرية.

وقبل عام تقريبا قال باحثون من جامعة ومستشفى جنوب الدنمارك انهم نجحوا في اكتشاف الجين الوراثي الذي يسبب مرض الربو.

واعلن احد المشاركين في هذا الاكتشاف ان فرق علمية عديدة في مختلف دول العالم كانت تتسابق للوصول إلى هذا الجين، الا ان فريقه توصل اليه قبل غيره.

وفي ابريل/نيسان 2004 قال علماء سويديون انهم تمكنوا من اكتشاف نوعين جديدين من الجينات، قالوا إن لهما علاقة قوية بالربو.

وتوصل العلماء إلى تأثير الجين الأول ويطلق عليه اسم “GPRA” بينما لا يزال تأثير الجين الآخر غامضاً.

وأفادت مجلة “ساينس” بأن علاقة هذين النوعين من الجينات بالربو أقوى من علاقة الجينات الأخرى التي تم التعرف إليها في وقت سابق.

وعلى الرغم من احتمال أن تؤدي هذه النتائج إلى التوصل لوسائل علاجية جديدة للربو، إلا أن الخبراء حذروا من البطء في إحراز تقدم علاجي نتيجة للتعرف إلى جينات جديدة.

وفي تلك الدراسة، قام باحثون سويديون بتحليل عينات دم لمصابين بالربو وآخرين أصحاء من أفراد عائلات لها تاريخ في الإصابة بالمرض.

وفحص الباحثون عينات لتسعمائة فنلندي وأربعمائة من سكان مقاطعة كوبيك في كندا. وقد اختار الباحثون مواطنون من فنلندا بسبب العزلة الجغرافية لهذه المنطقة.

ووجد الباحثون أن هناك تنوعا في نتائج اختبارات الحامض النووي   DNA  المرتبطة بالربو عند أكثر من نصف المصابين بالمرض وعند ثلث الأصحاء فقط.

وكشفت الاختبارات عن نوعين جديدن من الجينات هما جينGPRA  والجين الآخر الغامض الذي أطلق عليه AAA1.

وتوصل الباحثون إلى أن جينGPRA  ينتج نوعا من الجزيئات التي يمكن استهدافها بعقار جديد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23 تموز/2007 -8/رجب/1428