المهجرين العراقيين واطفالهم يفتقرون لأسباب ادامة الحياة

 شبكة النبأ: لا يزال الصمت الدولي المطبق تجاه الازمة الانسانية التي يتعرض لها النازحون والمهجرون قسريا داخل وخارج العراق مستمرا عدا تقديم بعض المساعدات العينية والغذائية التي لا تكفي، فضلا عن تفاقم مشاكل التعليم والوظيفة والمعاناة النفسية والجسدية للعوائل المهجرة في ظل حكومة عاجزة وغير مستقرة. حتى وصل الفساد فيها الى سرقة المساعدات الخاصة بالمهجرين او اخضاعها للميول والعلاقات والمحسوبية في الهيئات والجمعيات والمؤسسات المختصة، بحيث ان نسبة كبيرة من تلك المساعدات تسلم الى عوائل من اهل المحافظات التي تستضيف النازحين والمهجرين تحت عناوين وذرائع مختلفة.

ويشكل الشيعة بحسب الدراسات الدولية ثلثي المهجرين قسرا من بيوتهم داخل العراق وكذلك يشكلون النسبة الاعظم لضحايا التفجيرات الانتحارية الدامية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة في أحدث دراسة لها إن ثلث النازحين والمهجرين في العراق لا يتلقون أي مساعدة إنسانية بسبب عدم توفر الموارد الضرورية فى ظل صمت دولي حيال توفير موارد اضافية للمساعدة.

وقدرت الدراسة التى نشرتها المنظمة في جنيف، عدد العراقيين النازحين داخل البلاد بمليونين و200 ألف شخص، موضحة أن 68 في المئة فقط من الأشخاص الذين تمكنت من تقدير حاجاتهم، تلقوا مساعدة بشكل أو بآخر.

وأشارت الدراسة نصف السنوية التي أصدرتها المنظمة حول أوضاع النازحين في العراق إلى أن هذا الرقم في عام 2006 كان 71 في المئة.

وقدرت متوسط عدد الذين يجبرون على الفرار من منازلهم منذ بداية العام بـ 60 ألفا كل شهر. واستغربت المنظمة من الصمت المطبق حول الازمة من الاطراف المعنية قائلة: من الصعب فهم او تفسير الاهتمام الضئيل الذي حظيت به طلبات تمويل افراد في منتهى الحاجة للمقومات الانسانية الاساسية, على الرغم من الوعي العالمي الكامل بابعاد الازمة في العراق.  

واضافت الدراسة أن، انعدام الامن لم يمنع منظمات وافراد من تقديم المساعدة في ميدان الازمة رغم خطورتها الكبيرة.. وهم قادرين على ايصال مساعدات اكثر بتوفير موارد اكبر.

وأكد 63 في المئة من النازحين أنهم "فروا بعد تهديدات مباشرة لحياتهم،  وقال أكثر من الثلث إنهم طردوا قسرا من منازلهم, فيما عزا 89 في المئة رحيلهم إلى انتمائهم الطائفي، بحسب الدراسة.

وجاء في الدراسة أن الشيعة يشكلون 64 في المئة من النازحين، والسنّة 32 في المئة، والمسيحيين أربعة في المئة.

واعلن المسؤول عن المنظمة في العراق رفيق تشانين في بيان، ان المساعدة الدولية لا تصل سوى الى فئة من النازحين هي الاكثر حرمانا جراء افتقارها الى الموارد.

واكدت المنظمة ان المساعدات تصل الى المنظمات الانسانية على الارض رغم الفوضى التي تسود العراق.

وقال تشانين،يصعب ان نفهم سبب الاحجام الكبير عن تلبية طلب الاموال علما ان الجميع يدرك تماما خطورة الازمة في العراق.

وساعدت منظمة الهجرة 320 الف عراقي منذ بداية 2006 ولم تتلق سوى 18 في المئة من 85 مليون دولار طالبت بها في حزيران/يونيو لتمويل انشطتها عامي 2007 و2008.

ملايين الأطفال العراقيين يتعرضون لصدمات نفسية مدمرة

وفي أحدث تقرير له حول أطفال العراق، حذر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) ، من تدهور أوضاعهم ومن ازدياد عدد الأطفال يتامى الحرب بسبب تزايد القتلى بين السكان المدنيين.

وأضاف التقرير ان اليونيسيف تبدي قلقها المتزايد من ان اعداد الاطفال المهددين في العراق، قد تنامى بشكل يفوق قدرات توفير الرعاية لهم داخل بلدهم. وقال ان «العائلات التي ترعى اطفالا يتامى بعد وفاة احد او كلا الوالدين، تجد نفسها في وضع صعب للغاية، بحيث لا يمكنها تحمل أعباء اضافية». وأضاف انه في ظل الظروف الحالية فقد ازدادت أعباء هذه العائلات «نتيجة هجرة الكثير من العاملين الاجتماعيين المتمرسين الى خارج العراق»، أي ان الرعاية الاجتماعية لهذه العائلات لم تعد متوفرة كما كانت في السابق.

وأورد التقرير إحصاءات حول الضحايا المدنيين لعام 2006، اشارت الى مقتل 100 منهم يوميا في المعدل. وقالت اليونيسيف ان آلاف الاطفال، ان لم يكن عشرات الآلاف منهم، فقدوا واحدا من والديهم على الاقل. ومع استمرار اعمال العنف، فان الكثير منهم سيفقدون واحدا من والديهم في العام الحالي 2007.

ونقلت منظمة آيرين الانسانية التابعة للامم المتحدة التي اوردت مقتطفات من التقرير، عن خلود ناصر محسن الباحثة في شؤون العائلة والأطفال بجامعة بغداد، ان «امثال هؤلاء الاطفال سيحرمون بشكل اوتوماتيكي من حقوقهم، وسيجدون انفسهم وهم ينفذون اشكالا ضارة من الاعمال. وأضافت ان نحو 60 الى 70 في المائة من الاطفال العراقيين داخل العراق، يعانون من مشاكل نفسية، وان مستقبلهم ليس برّاقا.. فقد كان بعضهم شهودا على مقتل اعضاء عائلاتهم او اقربائهم، او على عمليات قتل حدثت أمام أعينهم، او وقعوا تحت تهديدات جنسية.

من جهته، قال بلال يوسف حميد، وهو طبيب متخصص في الامراض العصبية لدى الاطفال في بغداد، ان النزاع العراقي يلقي بظلاله الحاسمة على الاطفال والشبان، رغم انها لا تبدو ماثلة للعيان، وان عواقبها ستكون بعيدة المدى.

واضاف ان انعدام الموارد يعني ان التأثيرات الاجتماعية ستكون سيئة جدا بالنسبة للاجيال المقبلة، بينما سيكون الجيل الحالي عدوانيا.

ووفقا لمنظمة اليونيسيف، فان نصف العراقيين الذين رحلوا عن ديارهم منذ عام 2003 البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، هم من الاطفال. وقد قتل الكثير منهم داخل المدارس او ساحات اللعب، كما يتعرض عدد منهم للاختطاف.

وتجدر الاشارة الى ان منظمة الصحة العالمية كانت قد أجرت العام الماضي مسحا استطلاعيا لـ 600 طفل من بغداد تراوحت اعمارهم بين 3 و 10 سنوات، اظهر ان 47 في المائة منهم تعرضوا الى احداث أثارت صدمة لديهم في غضون سنتين ماضيتين. ورصد لدى 14 في المائة من هذه المجموعة المتأثرة من الاطفال حالة ما بعد الصدمة المرضية.

وفي دراسة ثانية أجريت على 1090 من المراهقين من مدينة الموصل تم رصد هذه الحالة المرضية لدى 40 في المائة منهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22 تموز/2007 -7/رجب/1428